هل تذكرون الحديقة المائية


كتبت – ياسمين خلف:

يجول في خاطر المرء ان يلقي نظرة فاحصة علي مكان ما.. هذه المرة، طاب للكاميرا ان تفتح عينها علي الحديقة المائية، لتفقد أخبارها، بعدما خبئت وغابت.. تري، هل ستكون خالية من الزوار، او كمقبرة مهجورة إلا من الألعاب القليلة جداً، وإن اضيفت لها بعض الألعاب التي تم نقلها من منتزه عين عذاري! لم يكن الوضع كذلك..كان هناك عدد لا بأس به من الزوار، وان كانوا أغلبهم من الاجانب وبخاصة الجالية الآسيوية، إلا أن المواطنين مازالوا يمرون علي أطلالها!
بصراحة مرت سنوات طويلة ولم نزر تلك الحديقة التي تفتقد الي عنصر النظافة والاهتمام أو حتي التشويق في ألعابها!! فهي الألعاب وان كانت تصدر أصواتاً إلا أن الأصوات كما نعتقد صادرة من ألم ما آلت إليه أوضاعها المبكية! بالفعل حال الحديقة مؤسف ومثير للشفقة… تجولنا في أرجائها وكنا ومع كل ملاحظة نلحظها، نصدر تأوهات حزينة، مملكة البحرين رائدة في مجالات عدة، بل في مجالات كثيرة، وسباقة في أغلب المشاريع، فلم لا تكون كذلك في مجال الترفيه العائلي؟! وبخاصة لفئة ذوي الدخل المحدود أو دونه، والذين لا تسعفهم ظروفهم للسفر وإمتاع فلذات أكبادهم في المنتزهات الترفيهية للدول الأخري!

قطار الغزال
يهدد سلامة مرتادية!
الألعاب الموجودة في هذا المنتزه قديمة جداً، وبعضها تعبت من الانين المستمر فتوقفت معلنة عن نهاية صلاحيتها! ومع ذلك مازالت موجودة في أحد اركان المنتزه كمخلفات لا نعلم متي سيتم ازالتها؟ خصوصاً أنها تشوه المنظر العام للحديقة! والتي لم تعد تتحمل أكثر! قطار الغزال الذي كان يستمتع رواد الحديقة به، بات اليوم عجوزاً عفا عليه الدهر وشرب و نام ! فهيكله تآكل وصدأ، بل إنه يحلم فجوات مختلفة الأحجام! والطامة الكبري أن أعمدة سكة الحديدية التي يمر عليها القطار تآكلت هي الأخري، بل ان احدها مال عن موضعه مسبباً خطراً علي مرتاديه، والذين وكما نعلم معظمهم من الأطفال!

ألعاب لا تجلب
المتعة لأطفالنا

أما عن الأوز والبط الموجودة في تلك البحيرة التي يقع القطار فوقها، أوحي إلينا منظرها كما لو كانت معاقبة، وتم عزلها وابعادها وهجرها في تلك الجزيرة المتوسطة تلك البحيرة كعقاب رادع نزل عليها لذنب قد اقترفوه! ولا نعرف بالضبط ما هي جريمتها التي قامت بها لتنال هذا العقاب الأبدي! فالبحيرة ملوثة ووجدت المخلفات فيها موطناً بينها! والقوارب الملونة بألوان الطيف، زالت ألوانها وبهتت وتغيرت وحل محلها لون بني كئيب ناتج عن الأغبره والأوساخ التي علقت بها ولا نظنها آمنه لمرتاديها! سفينة القراضة التي تم نقلها من منتزه عين عذاري إلي الحديقة المائية هيكلها هي الأخري تآكل وصدأ، شأنها في ذلك شأن بيت الأشباح الذي هو بالفعل بيت للأشباح من قدمه وليس بالمتعة التي يجلبها! ولا ننسي تلك الكبينات الخشبية الخاصة بالألعاب الكمبيوترية الأتاري والتي لا يعرف لاعبوها معني المتعة الحقيقية في الألعاب الكمبيوترية!
بيوت خشبية
خالية من الحيوانات!
مررنا بين أرجاء الحديقة، وخطانا متثاقلة مما رأيناه! ومما زاد من حسرتنا علي هذه الوضعية تلك البيوت الخشبية التي كانت تضم بداخلها حيوانات وطيوراً، والتي هي الأخري خالية اليوم باستثناء بعضها، والتي وجدنا بداخلها ديكة وطواوييس!
مشهد رأيناه قبل توديعنا للحديقة ترجم لنا الوضعيه بكل صدق، ديك واقف بالقرب من ديك آخر قد لفظ أنفاسه الأخيرة، وظل واجماً مكانه لا يتحرك بأي حركة علي الرغم من وقوفنا بالقرب منه لفترة طويلة، لا نعلم بالضبط ما الذي كان يفعله، أيصلي عليه مثلاً أو يبكيه؟! ولكننا بالفعل أحسسنا بشعوره، فالشيء الوحيد الذي كان يؤنسه رفيقه ، ورفيقه قد رحل وسيبقي وحيداً في هذه الحديقة الموحشة الي أن يلحقه!!

متي يا تري؟!
متي سيتحسن وضع هذا المنتزه؟ ومتي سيكون لأطفالنا فرصة للاستمتاع بطفولتهم قبل ان تثقلهم الحياة بهمومها ومسئولياتها؟ ومتي سنفتخر بوجود منتزه ترفيهي يتسابق أهل الخليج علي زيارته؟! أتراها أمنية وحلم لا نعرف متي يتحقق؟ لا نعرف ولكننا توجهنا الي مدير ادارة الخدمات الفنية الشيخ محمد بن أحمد آل خليفة بأسئلتنا، علنا نلقي أملاً يزيل تشاؤمنا الذي لم يأت هباء وإنما لما رأته أعيننا!
وجاءنا الرد منه وهذا نصه:
بالاشارة الي الموضوع أعلاه ورداً علي الكتاب المرسل من قبلك بتاريخ 2003/10/6 بخصوص الاستفسار عن بعض النقاط المتعلقة بالحديقة المائية يسرنا افادتك بما يلي:
1- ان الادارة قامت بعمل دراسة شاملة للحديقة لتحديد الاحتياجات اللازمة لعملية التطوير لكي ترتقي بالمستوي المطلوب.
2- ان المختصين بوسائل الترفيه بقسم المتنزهات والحدائق يقومون بمتابعة الألعاب الموجودة بالحديقة بصفة دورية للتأكد من مطابقتها لشروط السلامة اللازمة وعمل الصيانة لها اذا كانت بحاجة لذلك.
3- أما بخصوص البيوت الخشبية الخالية والخاصة بالحيوانات فإنها موجودة بصفة مؤقتة وهي قيد التصميم وسوف يتم تغيير موقعها حسب التصميم الجديد.

Catmun
Catsocaff
2003-11-06
C: 1


كتبت – ياسمين خلف:

يجول في خاطر المرء ان يلقي نظرة فاحصة علي مكان ما.. هذه المرة، طاب للكاميرا ان تفتح عينها علي الحديقة المائية، لتفقد أخبارها، بعدما خبئت وغابت.. تري، هل ستكون خالية من الزوار، او كمقبرة مهجورة إلا من الألعاب القليلة جداً، وإن اضيفت لها بعض الألعاب التي تم نقلها من منتزه عين عذاري! لم يكن الوضع كذلك..كان هناك عدد لا بأس به من الزوار، وان كانوا أغلبهم من الاجانب وبخاصة الجالية الآسيوية، إلا أن المواطنين مازالوا يمرون علي أطلالها!
بصراحة مرت سنوات طويلة ولم نزر تلك الحديقة التي تفتقد الي عنصر النظافة والاهتمام أو حتي التشويق في ألعابها!! فهي الألعاب وان كانت تصدر أصواتاً إلا أن الأصوات كما نعتقد صادرة من ألم ما آلت إليه أوضاعها المبكية! بالفعل حال الحديقة مؤسف ومثير للشفقة… تجولنا في أرجائها وكنا ومع كل ملاحظة نلحظها، نصدر تأوهات حزينة، مملكة البحرين رائدة في مجالات عدة، بل في مجالات كثيرة، وسباقة في أغلب المشاريع، فلم لا تكون كذلك في مجال الترفيه العائلي؟! وبخاصة لفئة ذوي الدخل المحدود أو دونه، والذين لا تسعفهم ظروفهم للسفر وإمتاع فلذات أكبادهم في المنتزهات الترفيهية للدول الأخري!

قطار الغزال
يهدد سلامة مرتادية!
الألعاب الموجودة في هذا المنتزه قديمة جداً، وبعضها تعبت من الانين المستمر فتوقفت معلنة عن نهاية صلاحيتها! ومع ذلك مازالت موجودة في أحد اركان المنتزه كمخلفات لا نعلم متي سيتم ازالتها؟ خصوصاً أنها تشوه المنظر العام للحديقة! والتي لم تعد تتحمل أكثر! قطار الغزال الذي كان يستمتع رواد الحديقة به، بات اليوم عجوزاً عفا عليه الدهر وشرب و نام ! فهيكله تآكل وصدأ، بل إنه يحلم فجوات مختلفة الأحجام! والطامة الكبري أن أعمدة سكة الحديدية التي يمر عليها القطار تآكلت هي الأخري، بل ان احدها مال عن موضعه مسبباً خطراً علي مرتاديه، والذين وكما نعلم معظمهم من الأطفال!

ألعاب لا تجلب
المتعة لأطفالنا

أما عن الأوز والبط الموجودة في تلك البحيرة التي يقع القطار فوقها، أوحي إلينا منظرها كما لو كانت معاقبة، وتم عزلها وابعادها وهجرها في تلك الجزيرة المتوسطة تلك البحيرة كعقاب رادع نزل عليها لذنب قد اقترفوه! ولا نعرف بالضبط ما هي جريمتها التي قامت بها لتنال هذا العقاب الأبدي! فالبحيرة ملوثة ووجدت المخلفات فيها موطناً بينها! والقوارب الملونة بألوان الطيف، زالت ألوانها وبهتت وتغيرت وحل محلها لون بني كئيب ناتج عن الأغبره والأوساخ التي علقت بها ولا نظنها آمنه لمرتاديها! سفينة القراضة التي تم نقلها من منتزه عين عذاري إلي الحديقة المائية هيكلها هي الأخري تآكل وصدأ، شأنها في ذلك شأن بيت الأشباح الذي هو بالفعل بيت للأشباح من قدمه وليس بالمتعة التي يجلبها! ولا ننسي تلك الكبينات الخشبية الخاصة بالألعاب الكمبيوترية الأتاري والتي لا يعرف لاعبوها معني المتعة الحقيقية في الألعاب الكمبيوترية!
بيوت خشبية
خالية من الحيوانات!
مررنا بين أرجاء الحديقة، وخطانا متثاقلة مما رأيناه! ومما زاد من حسرتنا علي هذه الوضعية تلك البيوت الخشبية التي كانت تضم بداخلها حيوانات وطيوراً، والتي هي الأخري خالية اليوم باستثناء بعضها، والتي وجدنا بداخلها ديكة وطواوييس!
مشهد رأيناه قبل توديعنا للحديقة ترجم لنا الوضعيه بكل صدق، ديك واقف بالقرب من ديك آخر قد لفظ أنفاسه الأخيرة، وظل واجماً مكانه لا يتحرك بأي حركة علي الرغم من وقوفنا بالقرب منه لفترة طويلة، لا نعلم بالضبط ما الذي كان يفعله، أيصلي عليه مثلاً أو يبكيه؟! ولكننا بالفعل أحسسنا بشعوره، فالشيء الوحيد الذي كان يؤنسه رفيقه ، ورفيقه قد رحل وسيبقي وحيداً في هذه الحديقة الموحشة الي أن يلحقه!!

متي يا تري؟!
متي سيتحسن وضع هذا المنتزه؟ ومتي سيكون لأطفالنا فرصة للاستمتاع بطفولتهم قبل ان تثقلهم الحياة بهمومها ومسئولياتها؟ ومتي سنفتخر بوجود منتزه ترفيهي يتسابق أهل الخليج علي زيارته؟! أتراها أمنية وحلم لا نعرف متي يتحقق؟ لا نعرف ولكننا توجهنا الي مدير ادارة الخدمات الفنية الشيخ محمد بن أحمد آل خليفة بأسئلتنا، علنا نلقي أملاً يزيل تشاؤمنا الذي لم يأت هباء وإنما لما رأته أعيننا!
وجاءنا الرد منه وهذا نصه:
بالاشارة الي الموضوع أعلاه ورداً علي الكتاب المرسل من قبلك بتاريخ 2003/10/6 بخصوص الاستفسار عن بعض النقاط المتعلقة بالحديقة المائية يسرنا افادتك بما يلي:
1- ان الادارة قامت بعمل دراسة شاملة للحديقة لتحديد الاحتياجات اللازمة لعملية التطوير لكي ترتقي بالمستوي المطلوب.
2- ان المختصين بوسائل الترفيه بقسم المتنزهات والحدائق يقومون بمتابعة الألعاب الموجودة بالحديقة بصفة دورية للتأكد من مطابقتها لشروط السلامة اللازمة وعمل الصيانة لها اذا كانت بحاجة لذلك.
3- أما بخصوص البيوت الخشبية الخالية والخاصة بالحيوانات فإنها موجودة بصفة مؤقتة وهي قيد التصميم وسوف يتم تغيير موقعها حسب التصميم الجديد.

Catmun
Catsocaff
2003-11-06
C: 1

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.