هل ستأتي الفكرة بعد ….؟!

أخطاء الأطباء.. لا يغفرها المرضي!!
تحقيق ـ ياسمين خلف:
قد يوجه الينا البعض اصابع الاتهام واللوم علي طرحنا هذا الموضوع، وقد يظن فريق آخر اننا نبالغ !! وان ما جاء في سياق هذا التحقيق لايخلو من التهويل!! لكن آراء اخري تعتقد ان مثل هذه المواضيع الصحفية مفيدة!!.. توقف هذا الموضوع قبل ان يري النور لاكثر من مرة، ولاكثر من سبب!! المهم.. اننا نريد الاصلاح لا التشهير كما يعتقد فريق من الناس.
امرأة تجاوزت حاجز الخمسين بقليل..، احست ببعض الالام في معدتها.. رفضت الذهاب الي مجمع السلمانية الطبي، لاعتقادها بان ما ان يدخله احد الا وخرج وهو محمول علي اربع ، رفضت، ورفضت الا ان ابناءها اصروا علي دخولها للعلاج.. وهي هناك.. علي فراشها الابيض ذكرتهم باعتقادها.. وصدق الاعتقاد.. فقد خرجت وهي محمولة علي اربع !!
فهل بات ذلك المجمع الطبي يشبه ….. كما ذكر احدهم، لكثرة الاخطاء الطبية التي كان ضحيتها عدد لايستهان به من الناس علي اختلاف اعمارهم واجناسهم؟! ذلك ما سنعرفه في الاسطر القادمة.
إلي.. المستشـ… !!

لم اكن لاتوقع انه وبدلا من ان احمل ابنتي واضعها في حضني، احملها لاسلمها لوالدها ليضعها في احضان الارض ليدفنها بكل ما للحرقة والالم من معني نطقت هذه الكلمات نرجس جعفر – 25 سنة ، التي تجرعت مر الحرمان لمدة سبع سنوات، وبعدها تجرعت القهر والحسرة علي ابنتها التي بقت في احشائها ستة اشهر.. زوجها علي صالح الحداد يقسم بانه لا يطلب تعويضاً علي فلذة كبده التي فقدها، وانما تعويضه من الله سبحانه وتعالي، وانما صوته ها هنا من اجل وضع الامور في نصابها، وايقاف التجاوزات علي حد قوله التي تحصل في مجمع السلمانية الطبي، واولئك الذين ينتظرون رواتبهم آخر الشهر، ونسوا ذلك القسم الذي اقسموه بالمحافظة علي شرف المهنة؟!
تعود نرجس الزوجة بسرد معاناتها فتقول: حدث الحمل الذي طالما انتظرته سبع سنوات مريرة من عمري، قضيتها في العلاج المستمر، الي ان قرر الاطباء اجراء عملية ربط للمحافظة علي الجنين، فبقيت في المستشفي ثمانية ايام، واكد لي الاطباء والممرضات خلالها بان الجنين في حالة جيدة، وتوالت المواعيد في مركز الفاتح بمجمع السلمانية الطبي، تسكت برهة لتكمل: والغريب بان الدكتورة المسئولة عن حالتي لا تفحصني وانما تكتفي بسؤالي هل انت حامل؟! وبعد ذلك الموعد بيومين اصبت بتعب، نقلت علي اثره لقسم الحوادث و الطوارئ فقرروا ادخالي للمكوث في المستشفي للراحة ، زوجها يستلم دفة الحديث: سألتهم اذا ما كانت هي أو الجنين يعانيان من اي مشاكل، فاكدوا لي بان بقاءها في المستشفي للراحة فقط، وقد وضعت زوجتي في سرير تحت اشراف الدكتورة (…..) والتي لم ارها ولم ترها زوجتي لمدة 9 ايام، علما بان زوجتي كانت تعاني من نزيف، وكلما استفسرت من الممرضات عن حالتها يخبرنني بانها في حالة جيدة!!
وكلما اردت ان أسال الدكتورة (…..) عن حالة زوجتي الصحية لا اجدها!! فهي دائما غير موجودة الحيرة كانت تتلقفني فمن اين النزيف؟ وكيف حدث؟ أسال من؟ الدكتورة غير موجودة!! وزوجتي علي ما اظن في خطر والجنين كذلك!! الخوف اخذ ينتابني خصوصا ان جميع من اصادفهم يبدون تذمرهم من التهاون في الرعاية في المستشفي، وقبل مغادرتي ذلك اليوم من المستشفي الكلام مازال علي لسان الزوج كنت قد وضعت يدي علي بطن زوجتي وكنت احس بحركات الجنين.
في صيحة اليوم التالي.. الهاتف يرن وعلي الطرف الثاني زوجتي تطلب مني المجيء للمستشفي لاجراء فحص للدم؟! المفاجأة اعترتني!!، ما فائدة الفحص والجنين في شهره السادس، اجابتني بانها لاتعلم السبب وهو ما طلبه الاطباء منها دخلت علي زوجتي لتزف لي الخبر المر، لتقول لي وبدون اي مقدمات العوض علي الله وضعت بنتا، خذ ابنتك وادفنها، خبر قلب كياني، كيف حدث ذلك؟ وانا بنفسي قد رأيت الجنين في جهاز التصوير التلفزيوني، والممرضات اكدن لي بانه في حالة جيدة!!
جن جنوني، طلبت من الممرضات سببا لما حدث، فقلن بانه يحتمل ان يكون الربط غير سليم وانفتح من جهة اخري، فذهبت لزوجتي لاسألها عما حدث فقالت بان الممرضة الآسيوية كانت تبكي، والدكتورة تقول: لا استطيع فعل شيء!!
يقول الزوج بأسي: من المسئول عن موت تلك الطفلة؟ واين كانت الدكتورة المشرفة علي زوجتي والتي لم نرها؟ وكيف انفتح الربط؟ علما بأني استفسرت من كذا طبيب عن عملية الربط، واكدوا لي بانه لو كانت العملية صحيحة لما نزل الجنين!! وكيف يضعون اسم دكتورة علي سرير المريضة دون ان تراجعها؟ وعندما يستدعونها عن طريق الهاتف أو البليب لا ترد!!
الزوجة نرجس تعبر عن خوفها من الحمل مرة اخري حتي لا تتعرض لنفس السيناريو، وتقول: لم اجد أدني رعاية أو اهتمام في المستشفي، فقد كنت اتألم واضغط علي جرس الانذار ولا من مجيب!! تصوروا كنت اتناول حبوب كلوميد التي نصحني بها الطبيب والتي عرفت بعدما راجعت الاطباء في المانيا، بانها تسبب تضخم في المبيض وانفجاره في حالات معينة، بل والعقم لدي الكثير من السيدات اضافة الي ازدياد نمو الشعر وانتفاخ في البطن، تختتم نرجس معاناتها بقولها حسبنا الله ونعم الوكيل .

دسك في رقبتي

الزوج علي الحداد يكمل بعض معاناته في المستشفي بقوله: اصبت بالدسك في رقبتي – شبه شلل نصفي وبقيت اعاني من الالم مدة، ومكثت في المستشفي ثلاثة ايام بعدها طلبوا مني المغادرة بحجة انني في حالة جيدة لا تستدعي مكوثي اكثر، علي الرغم بانني لم أكن استطيع المشي أو الكلام، ولم اكن قادرا علي السيطرة علي جسمي، فظللت اتناول المهدئات لمدة ستة اشهر، دون اي فائدة تذكر وبعد نصيحة احدهم لي بالعلاج في الطب الخاص، دخلت علي احد الاطباء، والذي فحصني ونصحني باجراء عملية فورية، فسألته عن نسبة النجاح، فرفض الاجابة واردف ليقول لي: لا تسألني عن نسبة النجاح أو الفشل، فقد اجريت الكثير من العمليات ولم يسألني احدهم عن نسبة النجاح، فطلبت منه شرح ما سيقوم به في جسمي فقال بانه سيقطع نصف قطر من الرقبة وسيجري عملية اخري في الحوض، وسيأخذ قطعة من العظم ويضعها في الرقبة، واستفسرت منه عما سيتركه الجرح من آثار علي جسمي، فأجابني بسؤال يحمل من السخرية والغضب الكثير هل انت متزوج؟! فأجبته بالايجاب فقال: لا داعي اذن للاسئلة، فقد اجريت العملية لنساء ولم يسئلنني عن الاثر، ولا عن نسبة النجاح!! ويكمل علي لم اتجرأ ان اضع نفسي في ايدي هؤلاء الاطباء فذهبت الي ألمانيا للعلاج، وكان قراري صائبا فمشكلة ستة اشهر انتهت في ساعة ونصف فقط وبضمان نجاح العملية 9.99%!!
اسئلة من قلب مملوء بالألم والحرقة يوجهها علي الحداد لمن يهمه الامر ليقول:
ف هل هناك واحد في المليون وليس بالمائة يخرج من مجمع السلمانية الطبي وهو راض عما يجري فيها من مصائب؟
ف هل وزير الصحة راض عما يحدث من ماسٍ وهل يتابع معاناة المواطنين التي تعرض بعضها علي صفحات الجرائد؟!
ف لماذا جمعية الاطباء ترفض التعرض لسمعة الاطباء وما هو الواجب الذي يقصدونه من وراء الدفاع عنهم؟ فهل من المعقول ان يري المرضي بلاءهم علي الاطباء بدون داعٍ أو سبب؟!
ف هل حدث ولو بالغلط محاسبة طبيب علي خطأ ارتكبه؟!
ف لماذا يترك طلبة الجامعة يطبقون ما تعلموه علي اجساد المرضي؟! فهل حياة المرضي ارخص من حياة فئران التجارب؟!!

صرخة.. أعلنت من بداية مشكلة

للوهلة الأولي التي تنظر بعينك لاصبع، محمد الطفل ذي الاربع سنوات، قد تتخيل ان ناراً حامية قد سلطت عليها، ولكن الامر مختلف تماما.. فبحكم سنه الصغير وحركته التي لا تختلف عن سائر الاطفال، انغلق باب الغرفة علي اصبعه فاصيبت برضوض ، امه دفعها الخوف والهلع علي ابنها المصاب ان تجر اذيالها الي قسم الحوادث والطوارئ بمجمع السلمانية الطبي، علها تجد ما يسكن ألم ابنها الذي لم يتوقف عن البكاء، فماذا وجدت هناك؟!
سلمان حسن العرادي – والد الطفل محمد ، يسرد الاحداث وبالتفصيل فيقول: في تاريخ 17 – فبراير عام 2002م، اصيبت اصبع ابني برضوض خفيفة جدا، فأخذته والدته للطوارئ بسرعة، وهناك وقبل ان تدخل علي الطبيب انتظرت نحو ساعة كاملة، وما ان دخلت علي الطبيبة المعالجة، حتي تعذرت الاخيرة بوجود حالة طارئة لطفل حرارته فاقت 40 درجة!!، وحولت حالة ابني لطبيب آخر، وبعد اجراء الاشعة علي اصبع ابني تبين عدم اصابتها باي كسر وتم ارساله للممرضات حتي يقمن بلف الاصبع بالضماد. يتنفس الصعداء ويكمل: ما ان وضعوا المرهم علي اصبع ابني حتي صرخ صرخة اعلنت عن بداية مشكلة كبيرة، لانزال نعاني منها الامرين.. تصوروا تسأل زوجتي عن موعد تغيير الضماد ويقولون لها الحالة لا تستدعي حتي تغيير الضماد، فاصبعه ستكون بخير يوم غد، ولا يحتاج غير ادول كمسكن!!

قلب الأم دليلها

ويضيف العرادي زوجتي اصرت علي الذهاب لمركز مدينة عيسي الصحي في اليوم التالي لتغيير الضماد.. وما ان فتحت الممرضة الرباط حتي تفاجأت بالغرغرينا .. رفضت الطبيبة معالجته.. وارسلته مباشرة لمستشفي السلمانية.. اذ انها قالت: انه وكما هو واضح انه اصيب بتسمم، وانا غير مسئولة عن هذا الخطأ !!
وعندما وصلنا لقسم الحوادث والطوارئ تم ابلاغ طبيب العظام بالحالة، وجاء مسرعا ليتفقد طفلي محمد ، وتم ارساله للجناح ليمكث في المستشفي، يقول العرادي متسائلا: ايعقل ان الممرضات لا يعرفن كيف يغرزن حتي حقن السيلان بالشكل المناسب؟! لدرجة انهن غرزن الابرة عدة غرزات وابني يتألم ويصرخ!!! ولا انكر كذلك ان الطبيب لما رآهن وهن يحاولن غرزها بالقوة عنفهم وامرهم بعدم تكرار هذا التصرف!!

بتر الاصبع

ويكمل قصة عذابه وعذاب ابنه بقوله: بقي ابني اسبوعين علي سريره، واراد الاطباء بتر الاصبع.. ولكني رفضت وبقوة قطعها!! كما واصيب ابني بفيروس بالدم والخلايا!! فتم اعطاؤه مضاداً في الدم للقضاء علي الفيروس فالمرهم وكما اعتقد لم يكن مناسبا لجلد ابني!!، قدمت شكواي من بعد الله الي وزير الصحة ووكيل الوزارة ووكيلها المساعد لعلاج ابني، فالتعويض لن يفيدني فاصبع ابني هي الاهم.. وللاسف لم اجد اذن احدهم تسمع نداي!!
وبآهة تبعتها آهات واصل الاب قوله: الاطفال يعيرونه بوصبعة حالة ابني يرثي لها.. اصبعه السبابة مختلفة، بل واصبحت مختلفة وسمينة، لدرجة ان ذلك يؤثر كثيرا علي جمال يده الغضة، فالاطفال يعيرونه ويطلقون عليه لقب بو صبعه ، ناهيك عن ان ذلك يؤثر علي حركة يده الطبيعية، فلم يعد يستطيع ان يمسك القلم بيده، خصوصا انه عسماوي ويستخدم يده اليسري المصابة في قضاء حاجاته واعماله.. وانا خائف جدا علي مستقبله المهني، فقد تفوته فرصة بل وفرص كثيرة، والسبب اصبعه التي لم تعد طبيعية!!
ويقول مواصلا.. اذا اعدت ذاكرتي للحظات العصيبة التي مررت بها، يصيبي الهم والغم بل و الضجر ، فمثلا طريقة ازالة اللف من علي اصبع ابني وحشية بل وهمجية، لدرجة اصابتها بالنزيف الحاد!! بل ان عملية انتقال طفلي من طبيب لآخر، لا يعرف حالته الصحية السابقة، امر في غاية الفوضوية وعدم الاكتراث، بل ان بعضا من الاطباء ما ان يروا ابني يتهربون من معالجته!! اردت رفع قضية لايزال الكلام علي لسان العرادي في المحكمة علي الطبيبة التي تسببت في كارثة ضحيتها ابني، فطلب مني تقرير من طبيب محايد ، الا ان الاطباء جميعهم رفضوا اعطائي ذلك التقرير!!
وعن آخر ما يطلبه العرادي هو علاج لابنه سواء في مملكة البحرين أو خارجها!! ومعاقبة المخطئ، لا ان يترك في عمله ليواصل جرائمه في حق الابرياء، ويبقي ملفه ابيض خالياً من اي نقطة سوداء في الوقت الذي تركت اثرا للابد علي اصبع ابنه، كما يطالب بوجود مكتب للجنة حقوق الانسان في مستشفي السلمانية الطبي لاحتضان المتضررين وتسهيل اجراءاتهم وتظلماتهم، خصوصا ان حالة ابنه ليست الأولي، بل ان طفلة اخري تعرضت لذات الحادث، ومن يعلم كم طفل وطفلة كانوا أو سيكونون ضحايا الاخطاء الطبية من يعلم ؟!!

catfeat
2003-1-26

أخطاء الأطباء.. لا يغفرها المرضي!!
تحقيق ـ ياسمين خلف:
قد يوجه الينا البعض اصابع الاتهام واللوم علي طرحنا هذا الموضوع، وقد يظن فريق آخر اننا نبالغ !! وان ما جاء في سياق هذا التحقيق لايخلو من التهويل!! لكن آراء اخري تعتقد ان مثل هذه المواضيع الصحفية مفيدة!!.. توقف هذا الموضوع قبل ان يري النور لاكثر من مرة، ولاكثر من سبب!! المهم.. اننا نريد الاصلاح لا التشهير كما يعتقد فريق من الناس.
امرأة تجاوزت حاجز الخمسين بقليل..، احست ببعض الالام في معدتها.. رفضت الذهاب الي مجمع السلمانية الطبي، لاعتقادها بان ما ان يدخله احد الا وخرج وهو محمول علي اربع ، رفضت، ورفضت الا ان ابناءها اصروا علي دخولها للعلاج.. وهي هناك.. علي فراشها الابيض ذكرتهم باعتقادها.. وصدق الاعتقاد.. فقد خرجت وهي محمولة علي اربع !!
فهل بات ذلك المجمع الطبي يشبه ….. كما ذكر احدهم، لكثرة الاخطاء الطبية التي كان ضحيتها عدد لايستهان به من الناس علي اختلاف اعمارهم واجناسهم؟! ذلك ما سنعرفه في الاسطر القادمة.
إلي.. المستشـ… !!

لم اكن لاتوقع انه وبدلا من ان احمل ابنتي واضعها في حضني، احملها لاسلمها لوالدها ليضعها في احضان الارض ليدفنها بكل ما للحرقة والالم من معني نطقت هذه الكلمات نرجس جعفر – 25 سنة ، التي تجرعت مر الحرمان لمدة سبع سنوات، وبعدها تجرعت القهر والحسرة علي ابنتها التي بقت في احشائها ستة اشهر.. زوجها علي صالح الحداد يقسم بانه لا يطلب تعويضاً علي فلذة كبده التي فقدها، وانما تعويضه من الله سبحانه وتعالي، وانما صوته ها هنا من اجل وضع الامور في نصابها، وايقاف التجاوزات علي حد قوله التي تحصل في مجمع السلمانية الطبي، واولئك الذين ينتظرون رواتبهم آخر الشهر، ونسوا ذلك القسم الذي اقسموه بالمحافظة علي شرف المهنة؟!
تعود نرجس الزوجة بسرد معاناتها فتقول: حدث الحمل الذي طالما انتظرته سبع سنوات مريرة من عمري، قضيتها في العلاج المستمر، الي ان قرر الاطباء اجراء عملية ربط للمحافظة علي الجنين، فبقيت في المستشفي ثمانية ايام، واكد لي الاطباء والممرضات خلالها بان الجنين في حالة جيدة، وتوالت المواعيد في مركز الفاتح بمجمع السلمانية الطبي، تسكت برهة لتكمل: والغريب بان الدكتورة المسئولة عن حالتي لا تفحصني وانما تكتفي بسؤالي هل انت حامل؟! وبعد ذلك الموعد بيومين اصبت بتعب، نقلت علي اثره لقسم الحوادث و الطوارئ فقرروا ادخالي للمكوث في المستشفي للراحة ، زوجها يستلم دفة الحديث: سألتهم اذا ما كانت هي أو الجنين يعانيان من اي مشاكل، فاكدوا لي بان بقاءها في المستشفي للراحة فقط، وقد وضعت زوجتي في سرير تحت اشراف الدكتورة (…..) والتي لم ارها ولم ترها زوجتي لمدة 9 ايام، علما بان زوجتي كانت تعاني من نزيف، وكلما استفسرت من الممرضات عن حالتها يخبرنني بانها في حالة جيدة!!
وكلما اردت ان أسال الدكتورة (…..) عن حالة زوجتي الصحية لا اجدها!! فهي دائما غير موجودة الحيرة كانت تتلقفني فمن اين النزيف؟ وكيف حدث؟ أسال من؟ الدكتورة غير موجودة!! وزوجتي علي ما اظن في خطر والجنين كذلك!! الخوف اخذ ينتابني خصوصا ان جميع من اصادفهم يبدون تذمرهم من التهاون في الرعاية في المستشفي، وقبل مغادرتي ذلك اليوم من المستشفي الكلام مازال علي لسان الزوج كنت قد وضعت يدي علي بطن زوجتي وكنت احس بحركات الجنين.
في صيحة اليوم التالي.. الهاتف يرن وعلي الطرف الثاني زوجتي تطلب مني المجيء للمستشفي لاجراء فحص للدم؟! المفاجأة اعترتني!!، ما فائدة الفحص والجنين في شهره السادس، اجابتني بانها لاتعلم السبب وهو ما طلبه الاطباء منها دخلت علي زوجتي لتزف لي الخبر المر، لتقول لي وبدون اي مقدمات العوض علي الله وضعت بنتا، خذ ابنتك وادفنها، خبر قلب كياني، كيف حدث ذلك؟ وانا بنفسي قد رأيت الجنين في جهاز التصوير التلفزيوني، والممرضات اكدن لي بانه في حالة جيدة!!
جن جنوني، طلبت من الممرضات سببا لما حدث، فقلن بانه يحتمل ان يكون الربط غير سليم وانفتح من جهة اخري، فذهبت لزوجتي لاسألها عما حدث فقالت بان الممرضة الآسيوية كانت تبكي، والدكتورة تقول: لا استطيع فعل شيء!!
يقول الزوج بأسي: من المسئول عن موت تلك الطفلة؟ واين كانت الدكتورة المشرفة علي زوجتي والتي لم نرها؟ وكيف انفتح الربط؟ علما بأني استفسرت من كذا طبيب عن عملية الربط، واكدوا لي بانه لو كانت العملية صحيحة لما نزل الجنين!! وكيف يضعون اسم دكتورة علي سرير المريضة دون ان تراجعها؟ وعندما يستدعونها عن طريق الهاتف أو البليب لا ترد!!
الزوجة نرجس تعبر عن خوفها من الحمل مرة اخري حتي لا تتعرض لنفس السيناريو، وتقول: لم اجد أدني رعاية أو اهتمام في المستشفي، فقد كنت اتألم واضغط علي جرس الانذار ولا من مجيب!! تصوروا كنت اتناول حبوب كلوميد التي نصحني بها الطبيب والتي عرفت بعدما راجعت الاطباء في المانيا، بانها تسبب تضخم في المبيض وانفجاره في حالات معينة، بل والعقم لدي الكثير من السيدات اضافة الي ازدياد نمو الشعر وانتفاخ في البطن، تختتم نرجس معاناتها بقولها حسبنا الله ونعم الوكيل .

دسك في رقبتي

الزوج علي الحداد يكمل بعض معاناته في المستشفي بقوله: اصبت بالدسك في رقبتي – شبه شلل نصفي وبقيت اعاني من الالم مدة، ومكثت في المستشفي ثلاثة ايام بعدها طلبوا مني المغادرة بحجة انني في حالة جيدة لا تستدعي مكوثي اكثر، علي الرغم بانني لم أكن استطيع المشي أو الكلام، ولم اكن قادرا علي السيطرة علي جسمي، فظللت اتناول المهدئات لمدة ستة اشهر، دون اي فائدة تذكر وبعد نصيحة احدهم لي بالعلاج في الطب الخاص، دخلت علي احد الاطباء، والذي فحصني ونصحني باجراء عملية فورية، فسألته عن نسبة النجاح، فرفض الاجابة واردف ليقول لي: لا تسألني عن نسبة النجاح أو الفشل، فقد اجريت الكثير من العمليات ولم يسألني احدهم عن نسبة النجاح، فطلبت منه شرح ما سيقوم به في جسمي فقال بانه سيقطع نصف قطر من الرقبة وسيجري عملية اخري في الحوض، وسيأخذ قطعة من العظم ويضعها في الرقبة، واستفسرت منه عما سيتركه الجرح من آثار علي جسمي، فأجابني بسؤال يحمل من السخرية والغضب الكثير هل انت متزوج؟! فأجبته بالايجاب فقال: لا داعي اذن للاسئلة، فقد اجريت العملية لنساء ولم يسئلنني عن الاثر، ولا عن نسبة النجاح!! ويكمل علي لم اتجرأ ان اضع نفسي في ايدي هؤلاء الاطباء فذهبت الي ألمانيا للعلاج، وكان قراري صائبا فمشكلة ستة اشهر انتهت في ساعة ونصف فقط وبضمان نجاح العملية 9.99%!!
اسئلة من قلب مملوء بالألم والحرقة يوجهها علي الحداد لمن يهمه الامر ليقول:
ف هل هناك واحد في المليون وليس بالمائة يخرج من مجمع السلمانية الطبي وهو راض عما يجري فيها من مصائب؟
ف هل وزير الصحة راض عما يحدث من ماسٍ وهل يتابع معاناة المواطنين التي تعرض بعضها علي صفحات الجرائد؟!
ف لماذا جمعية الاطباء ترفض التعرض لسمعة الاطباء وما هو الواجب الذي يقصدونه من وراء الدفاع عنهم؟ فهل من المعقول ان يري المرضي بلاءهم علي الاطباء بدون داعٍ أو سبب؟!
ف هل حدث ولو بالغلط محاسبة طبيب علي خطأ ارتكبه؟!
ف لماذا يترك طلبة الجامعة يطبقون ما تعلموه علي اجساد المرضي؟! فهل حياة المرضي ارخص من حياة فئران التجارب؟!!

صرخة.. أعلنت من بداية مشكلة

للوهلة الأولي التي تنظر بعينك لاصبع، محمد الطفل ذي الاربع سنوات، قد تتخيل ان ناراً حامية قد سلطت عليها، ولكن الامر مختلف تماما.. فبحكم سنه الصغير وحركته التي لا تختلف عن سائر الاطفال، انغلق باب الغرفة علي اصبعه فاصيبت برضوض ، امه دفعها الخوف والهلع علي ابنها المصاب ان تجر اذيالها الي قسم الحوادث والطوارئ بمجمع السلمانية الطبي، علها تجد ما يسكن ألم ابنها الذي لم يتوقف عن البكاء، فماذا وجدت هناك؟!
سلمان حسن العرادي – والد الطفل محمد ، يسرد الاحداث وبالتفصيل فيقول: في تاريخ 17 – فبراير عام 2002م، اصيبت اصبع ابني برضوض خفيفة جدا، فأخذته والدته للطوارئ بسرعة، وهناك وقبل ان تدخل علي الطبيب انتظرت نحو ساعة كاملة، وما ان دخلت علي الطبيبة المعالجة، حتي تعذرت الاخيرة بوجود حالة طارئة لطفل حرارته فاقت 40 درجة!!، وحولت حالة ابني لطبيب آخر، وبعد اجراء الاشعة علي اصبع ابني تبين عدم اصابتها باي كسر وتم ارساله للممرضات حتي يقمن بلف الاصبع بالضماد. يتنفس الصعداء ويكمل: ما ان وضعوا المرهم علي اصبع ابني حتي صرخ صرخة اعلنت عن بداية مشكلة كبيرة، لانزال نعاني منها الامرين.. تصوروا تسأل زوجتي عن موعد تغيير الضماد ويقولون لها الحالة لا تستدعي حتي تغيير الضماد، فاصبعه ستكون بخير يوم غد، ولا يحتاج غير ادول كمسكن!!

قلب الأم دليلها

ويضيف العرادي زوجتي اصرت علي الذهاب لمركز مدينة عيسي الصحي في اليوم التالي لتغيير الضماد.. وما ان فتحت الممرضة الرباط حتي تفاجأت بالغرغرينا .. رفضت الطبيبة معالجته.. وارسلته مباشرة لمستشفي السلمانية.. اذ انها قالت: انه وكما هو واضح انه اصيب بتسمم، وانا غير مسئولة عن هذا الخطأ !!
وعندما وصلنا لقسم الحوادث والطوارئ تم ابلاغ طبيب العظام بالحالة، وجاء مسرعا ليتفقد طفلي محمد ، وتم ارساله للجناح ليمكث في المستشفي، يقول العرادي متسائلا: ايعقل ان الممرضات لا يعرفن كيف يغرزن حتي حقن السيلان بالشكل المناسب؟! لدرجة انهن غرزن الابرة عدة غرزات وابني يتألم ويصرخ!!! ولا انكر كذلك ان الطبيب لما رآهن وهن يحاولن غرزها بالقوة عنفهم وامرهم بعدم تكرار هذا التصرف!!

بتر الاصبع

ويكمل قصة عذابه وعذاب ابنه بقوله: بقي ابني اسبوعين علي سريره، واراد الاطباء بتر الاصبع.. ولكني رفضت وبقوة قطعها!! كما واصيب ابني بفيروس بالدم والخلايا!! فتم اعطاؤه مضاداً في الدم للقضاء علي الفيروس فالمرهم وكما اعتقد لم يكن مناسبا لجلد ابني!!، قدمت شكواي من بعد الله الي وزير الصحة ووكيل الوزارة ووكيلها المساعد لعلاج ابني، فالتعويض لن يفيدني فاصبع ابني هي الاهم.. وللاسف لم اجد اذن احدهم تسمع نداي!!
وبآهة تبعتها آهات واصل الاب قوله: الاطفال يعيرونه بوصبعة حالة ابني يرثي لها.. اصبعه السبابة مختلفة، بل واصبحت مختلفة وسمينة، لدرجة ان ذلك يؤثر كثيرا علي جمال يده الغضة، فالاطفال يعيرونه ويطلقون عليه لقب بو صبعه ، ناهيك عن ان ذلك يؤثر علي حركة يده الطبيعية، فلم يعد يستطيع ان يمسك القلم بيده، خصوصا انه عسماوي ويستخدم يده اليسري المصابة في قضاء حاجاته واعماله.. وانا خائف جدا علي مستقبله المهني، فقد تفوته فرصة بل وفرص كثيرة، والسبب اصبعه التي لم تعد طبيعية!!
ويقول مواصلا.. اذا اعدت ذاكرتي للحظات العصيبة التي مررت بها، يصيبي الهم والغم بل و الضجر ، فمثلا طريقة ازالة اللف من علي اصبع ابني وحشية بل وهمجية، لدرجة اصابتها بالنزيف الحاد!! بل ان عملية انتقال طفلي من طبيب لآخر، لا يعرف حالته الصحية السابقة، امر في غاية الفوضوية وعدم الاكتراث، بل ان بعضا من الاطباء ما ان يروا ابني يتهربون من معالجته!! اردت رفع قضية لايزال الكلام علي لسان العرادي في المحكمة علي الطبيبة التي تسببت في كارثة ضحيتها ابني، فطلب مني تقرير من طبيب محايد ، الا ان الاطباء جميعهم رفضوا اعطائي ذلك التقرير!!
وعن آخر ما يطلبه العرادي هو علاج لابنه سواء في مملكة البحرين أو خارجها!! ومعاقبة المخطئ، لا ان يترك في عمله ليواصل جرائمه في حق الابرياء، ويبقي ملفه ابيض خالياً من اي نقطة سوداء في الوقت الذي تركت اثرا للابد علي اصبع ابنه، كما يطالب بوجود مكتب للجنة حقوق الانسان في مستشفي السلمانية الطبي لاحتضان المتضررين وتسهيل اجراءاتهم وتظلماتهم، خصوصا ان حالة ابنه ليست الأولي، بل ان طفلة اخري تعرضت لذات الحادث، ومن يعلم كم طفل وطفلة كانوا أو سيكونون ضحايا الاخطاء الطبية من يعلم ؟!!

catfeat
2003-1-26

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.