نشرت فى : مارس 29, 2008

تقرير ميداني .. بحيرات صغيرة طيلة العام المستنقعات تهاجم قري سترة

كتبت ــ ياسمين خلف:
علي ما يبدو إن المستنقعات النتنة التي تنتشر هنا وهناك في المدخل الجنوبي لجزيرة سترة، والتي هي بالأساس مدخل لسبع قري واديان، الخارجية، أم العيش، سفالة، مركوبان، مهزة، القرية لن تبرح أراضيهم لا صيفاً ولا شتاءً، ولم ينعم أهالي تلك القري بالهواء النقي والذي تعكره الروائح المنبعثة من تلك المستنقعات المائية الناتجة عن مخلفات المجاري.
مستنقعات بحجم البحيرات الصغيرة

ومن خلال جولة بسيطة وقصيرة في تلك المناطق ستدرك حتماً حجم المشكلة التي دعت رباب الملا أم نداء – العضو المتطوع في المجلس البلدي للجأر والشكوي والتذمر من الوضع، والذي وكما تقول أنها حاولت جاهدة وعبر السبل والطرق المتاحة لها لحل المشكلة دون جدوي، مشيرة إلي أن المشكلة قد رفعت للمجلس البلدي الذي بدوره ناقش القضية، كما تعاونت شركة فلورا في تنظيف المنطقة وسحب المياه إلا أنها تعود بعد فترة قصيرة!!
وباهتمام بالغ بالأمر قالت أم نداء وهي تشير بأصابع يدها لمواقع المستنقعات: أنظروا لحجم هذه المستنقعات والتي يمكن أن نطلق عليهم اسم بحيرات صغيرة، والتي تنقل الميكروبات والجراثيم لقاطني هذه المناطق، والمشكلة لا تقف عند هذا الحد بل تتعداها إلي عدم وجود أرض مسفلته مرصوفه تحد من المشكلة، كما تفتقر المنطقة لمصابيح الإنارة، والتي تجعل من المنطقة في ساعات الليل، كالمنطقة المهجورة التي يقطنها الأشباح!! .

حياة الطلبة في خطر

وأثناء ذلك مرت علينا شاحنات كبيرة، في شارع قد وضعت فيه لافتة مرورية تقول: ممنوع مرور الشاحنات ! فقالت أم نداء معلقة: أرأيتم حجم الاستهتار وعدم الإلتزام بالقوانين! بالأمس مرت 5 شاحنات متتالية في هذا المدخل الذي يمنع فيه مرورهم، فأين رجال المرور عنهم؟! تسأل وتردف القول: المنطقة بالقرب من مدرسة إبتدائية، وقد تتعرض حياة الطلبة للخطر جراء تلك التصرفات الطائشة غير المسئولة..

ردم بسيط.. لم يحل المشكلة

وأمام مدرسة المعامير الإبتدائية للبنين في قرية العكر الغربي انتشرت تلك المستنقعات التي انبعثت منها الروائح الكريهة، وكان منظر الطلبة مثيراً للشفقة فعلاً، هذا طبعاً في جو صحو يخلو من الأمطار، فما بال أمرهم وقت تساقطت الأمطار يا تري؟! كان لنا وقفة مع مدير المدرسة علي عيسي محمد الذي أكد علي أن هذه المستنقعات لا تجف لا صيفاً ولا شتاءً! وأنها ناتجة عن تسرب المياه من المنشآت الصناعية القريبة والتي تصب في المدخل، مشيراً إلي أن هناك بعض الخطوات الإيجابية بذات الشأن من قبل المجلس البلدي، والتي تمثلت في ردم جزء من الأرض، إلا أنها بسيطة ولم تحل المشكلة جذرياً.
وبأسي أطلق علي – مدير المدرسة زفرات أعقبها قوله: هناك نحو 554 طالبا في المدرسة، وكلهم أطفال طبعاً، باعتبارهم في المرحلة الابتدائية، ووجود هذه المستنقعات ذات المياه الآسنة النجسة، حتماً ستكون مصدراً للخطر عليهم، أولاً من ناحية كونها مياه تتجمع فيها الميكروبات، وثانياً كونها تمثل عائقاً وحاجزاً يمنعهم من الوصول الي بوابة المدرسة، خصوصاً في ساعات تساقط الأمطار في فصل الشتاء، ولكم أن يتصوروا حالة الطالب الذي يضطر للعبور وصولاً للمدرسة، حتماً ستكون ملابسه متسخة بمياه نجسة، فيضطر مرغماً الابقاء عليها حتي إنتهاء الدوام المدرسي.

نناقش المشكلة منذ عام

نقلنا هذه المشكلة برمتها إلي ابراهيم حسن – عضو المجلس البلدي في المنطقة الوسطي، والذي أكد علي أن مشكلة المستنقعات والتي يعاني منها سكان المنطقة، وبخاصة المنازل القابعة في الجهة الغربية من قرية العكر الغربي، مشكلة صعبة وكبيرة، وحاول المجلس البلدي حلها مع الجهات المختصة منذ ما يقرب العام، وقد أبدت إدارة الخدمات المشتركة في البلدية اهتماماً بالأمر، إلا أن المشكلة ما زالت قائمة.
ويرجع إبراهيم سبب تجمع هذه المستقنعات الي قرب المنطقة من الساحل البحري وانفتاح مجاري المعامير ونويدرات وإنصبابها في المنطقة، بالاضافة الي تشبع الأرض بالرطوبة، وبخاصة أراضي مجمع 626 التي تمتاز بالخصوبة الزراعية.
وجاء علي لسانه ايضاً: زرت المنطقة الغربية من المدرسة مع مهندس من إدارة الاشغال الذي عاين المنطقة وأكد علي أن الوضع مأساوي ويحتاج الي تغيير خصوصاً إنه طريق يمر فيه الطلبة وغير مسفلت، ويعرضهم وقت تساقط الأمطار إلي مشاكل عده منها، اتساخ ملابسهم أو حتي احتمال سقوط حقائبهم المدرسية في تلك المستنقعات، ويختتم بتحميل جزء من المسئولية وزارة التربية والتعليم التي عليها علي حد قوله ايضاً إنشاء ولو شارع واحد لينتقل عبره الطلبة للمدرسة بأمان.

Catgov
2004-01-15

كتبت ــ ياسمين خلف: علي ما يبدو إن المستنقعات النتنة التي تنتشر هنا وهناك في المدخل الجنوبي لجزيرة سترة، والتي هي بالأسا...

إقرأ المزيد »

تقرير ميداني .. الطفلة زهراء تصارع الموت كل يوم

كتبت – ياسمين خلف:
هذه حكاية طفلة رضيعة حبلي بالمعاناة والألم عمرها لم يتجاوز الستة أشهر، إلاّ أنها ذاقت من الألم والمرض ما عجز عنه الكبار! تشبثت بالحياة كتشبث الغريق بالقشة، تحرسها دعوات والدتها ومحبيها من حولها الذين ينتظرون الأمل ويبقي شهيقها وزفيرها متواصلاً كدليل علي رغبتها في البقاء والتشبث بالحياة، تساعدها أجهزة شاءت الأقدار ألا تفارقها.
والقصة تبدأ مع أول لحظة من ولادة زهراء أحمد علي والتي ولدت بمضاعفات في جهازها التنفسي وترقد منذ الولادة في مجمع السلمانية الطبي، والأجهزة تحيطها من كل جانب رغم ضعفها، أجريت لها عملية جراحية وثقبت رقبتها لتوصيل أنبوبة الي الرئتين لمساعدتها في عملية التنفس غير ان اضطرارها للحركة العفوية يجعل بقاء الماسورة أمراً مستحيلاً مما يؤثر علي صحتها، لذلك ادخلت عدة مرات للعناية المركزة.
والدة زهراء التي لا تكاد تغادر سريرها وهي تري طفلتها تذبل يوماً بعد يوم لم تفقد إيمانها برحمة الله وتقول: زهراء هي الرابعة في ترتيبها بين أخواتها، أكبرهن في الثالثة عشرة من عمرها، زوجي من ذوي الدخل المحدود إذ يعمل صباغاً براتب لا يتجاوز 170 ديناراً ونسكن في شقة بالإيجار، ورغم وجود ابنتي بين جدران المستشفي وعلي السرير الأبيض إلاّ أن المستشفي لا توفر لها المضاد الحيوي الذي تحتاج، ونضطر الي شرائه رغم انه يرهق كاهلنا، فخلال كل إسبوع نحتاج الي شراء علبة جديدة بـ 7 دنانير، بل حتي الأكل الذي يناسب سنها لا يقدم لها ونضطر الي احضار أطعمة خاصة، نشتريها ولأن عدد الممرضات ليس بالكافي في الجناح، فأضطر الي ملازمة ابنتي طوال الوقت خوفاً من تعرضها لنكسة تفقدها حياتها، وهذا علي حساب رعايتي لباقي أبنائي الذين لا أراهم إلاّ لساعات قليلة في اليوم، ولكن الحمد لله علي كل حال واللهم لا اعتراض.
وتواصل الأم (حليمة) رواية ابنتها فتقول:
ابنتي بحاجة الي علاج خارج البحرين لإنقاذ روحها البريئة، وامكانياتنا وظروفنا المادية لا تسمح لنا بتوفير تكاليف علاجها حيث أن حالتنا لا يعلم بها إلاّ الله، لذلك لجأنا الي وزارة الصحة لمساعدتنا في ابتعاثها للخارج إلاّ أننا لم نتلق أي رد حتي الآن ومازال ملف ابنتي حبيس الأدراج.

Catsocaff
2004-06-11

كتبت - ياسمين خلف: هذه حكاية طفلة رضيعة حبلي بالمعاناة والألم عمرها لم يتجاوز الستة أشهر، إلاّ أنها ذاقت من الألم والمرض...

إقرأ المزيد »

تنظيمه وجه حضاري.. نواب:الاعتصام حق دستوري.. على ألا يتخطى الحدود

استطلاع – ياسمين خلف:

ما أن انطلقت تباشير الديمقراطية على ارض مملكتنا، حتى بدأ المواطنون على اختلاف مستوياتهم التعليمية والاقتصادية وتوجهاتهم الفكرية والمذهبية، في التعبير عن آرائهم بالاشكال والطرق التي اباحها لهم الدستور، والتي منها الاعتصامات الاحتجاجية، معتبرينها كآخر السبل واضعف الإيمان لتحقيق مطالب تصاعدت، ووصلت إلى آخر المسئولين واكبرهم، ولم تجد الحل ولا الضالة التي نشدوها، ومن خلال عيون المترصدين لهذه الظاهرة التي تفاقمت ووصلت بحجمها »حجم الفيل«، على ارضنا الصغيرة بشعبها القليل نسبيا »بحد تعبير احد المواطنين« وجدوا بأنه وعلى الرغم من كثرة الاعتصامات وكثرة مؤيدي هذه الطريقة من الاحتجاج، دفاعا عن المصالح إلا انها في اغلب الاحيان لا تحقق مطلبا ولا تحرك ساكنا طالما كان هناك رفض لتلك المطالب من قبل الجهة ذات العلاقة!!
»البرلمانيون« كيف يرون هذا الحق؟! وما هي الآليات التي يعتقدون أنها وعن طريقها يمكن ضبط هذه الاعتصامات لتنظيمها؟! وما شرعيةوقانونية هذا الاسلوب الاحتجاجي؟! هذا ما حاولنا معرفته من خلال استطلاعنا هذا، فإلى سطوره…
بحسب يوسف زينل – فإن المادة رقم 28 من الدستور البحريني، للمواطن الحق في الاعتصام بدون اخطار أو اذن من الجهات الرسمية، وان الاجتماعات العامة حق مباح ومشاع ضمن القانون، بشرط ان تكون اغراضه وادواته سليمة ولا تنافي الآداب العامة، كما ان مادة رقم 31 والتي يستعرض فيها المشرع الحقوق، والتي من ضمنها الاعتصامات يرى ان الاعتصام حق أصيل ولكن يجب ان يكون ضمن الحدود والقانون، ولا يتعارض مع جوهر الحق أو الحرية.
وقال »الزينل« موضحا: الاعتصام والتعبير عن الرأي حق دستوري مباح، ولكن لا يمكن ان يجاز بدون تنظيم، بمعنى انه لابد من تنظيمه من قبل الجهات المعنية، والتي منها وزارة الداخلية والمحافظة التي يقام فيها الاعتصام، فالتعبير عن الرأي يمكن ان يكون بعدة طرق ووسائل واشكال، والاعتصام أحدها، ومع انتهاج هذا الاسلوب في التعبير عن الحق، لابد من التركيز على النقطة الجوهرية والاساسية، وهي ان يكون الاعتصام سليما يلتزم بالقانون.
مكملا: والقانون بالتأكيد سيكون صادرا من الجهات ذات العلاقة والتي تفصل كل بند من البنود بشكل يحفظ الأمن في مكان اقامة الاعتصام، كأن تصدر التصريح للجهة القائمة على الاعتصام.فالاعتصام يترجم الحق الدستوري على ارض الواقع، ومنعه اجحاف بحق المواطنين وتقييد لحرياتهم، وبذلك فهو حق ولكن بشرط ألا تتعدى هذه الاعتصامات الحدود، ولا تتجاوز الخطوط الحمراء، فان تخطتها لن نصف تلك الاعتصامات بأداة من أدوات الحرية.
واضاف: ومن منظوري الشخصي أجد ان كان الاعتصام جماعيا او تابع لأحد الجمعيات او التنظيمات لابد من التقدم للجهات المعنية لطلب تصريح بإقامتها، مع تحديد الوقت والمكان، وذلك ليحتفظ الاعتصام بالهالة السليمة المنشودة، والتي يمتنع فيها المنظمون والمشاركون فيها عن استخدام أي تعبيرات لاذاعة او متطرفة ضد أي جهة من الجهات أو ضد أي رمز من الرموز، وحتى يحتفظ الآخرون بأمنهم ولا تتعرقل الحركة المرورية، ويحافظ الجميع على حرياتهم الشخصية، فهنا فقط يمكن أن نطلق عليها اعتصامات »حضارية«.

وسيلة لإبراز القضايا

»كثرة الاعتصامات والتي منها اعتصامات لا تتحقق الأهداف، قد يؤدي إلى تسيس الفكرة في حد ذاتها، والتي قد يكون لا صلة لها ولا معنى بالموضوع المثار! فالاعتصامات لابد ان تكون على هيئة احتجاجات ملموسة في إطار التنظيم، والتي قد توصف بالبيروقراطية التي تعيق الاحتجاج في حد ذاته! وإذا كنا مع اقامة الاعتصامات لابد من وضع آليات للاحتجاج، بالتنسيق مع الجهات الأمنية والتي على رأسها وزارة الداخلية والجهات المعنية في المحافظة، بشرط ألا يعاق الاحتجاج ولا يمنع«.. بتلك الديباجة بدأ الحديث معنا النائب المحامي فريد غازي.
واستكمالاً على ذات النهج عندما قال: الاعتصام يعني احتجاجاً سلمياً، وكلما وضع في إطار قانوني، كلما جاء منظما ومحققا للأهداف المنشودة، فهو وسيلة للتعبير عن الرأي والتوجهات، وعملية تنظيمها امر ايجابي لا يختلف عليه اثنان خصوصا انها ستضمن عدم معارضة الجهات الأمنية، وستحفظ الأمن في مكان الاعتصام وستمنع إحداث أي فوضى أو ارباك في الحركة المرورية.
ومع كل ذلك فإن الاعتصامات وسيلة تبرز القضايا الحيوية في المجتمع سواء كانت قضايا محلية أو اقليمية أو حتى عالمية، وعملية تنظيمها أمر لا يمكن رفضه، تضافر الجهود والتي منها تضافر الجهات الإعلامية لابراز القضية على شكل أوسع.

حق مشروع

وباسترسال قال البرلماني يوسف حسين الهرمي – الاعتصامات بشكل عام حق مشروع لأي مواطن، على ان تكون في حدود القانون و»سلمية«، فالاحتجاج يدخل ضمن دائرة الحرية الشخصية ودائرة التعبير عن أي ظاهرة، ولكن لو نظرنا للموضوع بشكل أوسع، هل يحق لكل فئات المجتمع الاحتجاج؟! يسأل ويجيب : »خلال فترة السبعينات وحتى التسعينات، والتي يمكن ان نطلق عليها بفترة الاحتقان السياسي، الاحتجاج له ما يبرره، ولكن بعد ان طرح البديل وبدأت الاصلاحات وعم استقرار السفن في الموانئ ان جاز لنا القول، فان التعبير عن عدم الرضى للموقف السياسي، وبالتي تختلف من فرد لآخر تبعا للمصالح الشخصية في بعض الأحيان، يمكن ان يقوم بها اعضاء المجلس البرلماني تحت قبة البرلمان، عن طريق سؤال أو استجواب أو أي وسيلة مشروعة سياسياً أو حكوميا كتقديم الاقتراحات مثلا.
ويرى »الهرمي« إنه مع استقرار النظام السياسي تنحسر الاحتجاجات، والتي هي حق دستوري لجميع شرائح المجتمع، قائلا: ليس هناك قانون افلاطوني ومدينة فاضلة، فكلما اتجهنا لنسبة المائة في المائة في تحقيق التكافؤ في الفرص، كلما استطعنا رص الصفوف واوضحنا الرؤى في المسائل القانونية والتي عليها نحقق التوافق النفسي والاجتماعي لشريحة اعرض.
فالجمعيات على اختلاف انواعها اليوم استطاعت ان تعبر عن آراء منتسبيها من خلال مجلس الادارة، ولو عبر كل واحد من منتسبيها عن رأيه بشكل منفرد لأصبحنا في حالة من الفوضى السياسية، ومع وجود هذه الجمعيات التي تنظم الأفكار وتصب الجهود لتحقيق الأهداف يمكن تحقيق جزء من الاستقرار في المجتمع المدني، خصوصا إذا ما اتخذت صيغة للحوار في تعاملها، ولكن ومع ذلك فهي ومع احترامي الشديد تمثل رأي شرائح معينة وليست كل الشرائح، وعضو البرلمان يمكن ان يكون الممثل الحقيقي لكل شرائح المجتمع، حيث هناك ظاهرة واضحة في مجتمعنا ألا وهي ظاهرة اللا منتمين للجمعيات، وهم أكثر من يلجأ الى اسلوب الاحتجاج والاعتصام للمطالبة بالحقوق.
مكملا: الثقافة السياسية مهمة جدا لجميع شرائح المجتمع، ونحن كبرلمانيين قد تكون شهادتنا مجروحة إذا ما قلنا ان هناك نحو 180 مقترحا برغبة قدم تحت قبة البرلمان، وعدم اطلاع البعض من المواطنين على تلك الاقتراحات يؤدي الى وجود التذمر والاحتجاج، لدرجة اننا وفي سبيل تحقيق المصلحة العامة للمجتمع وصلنا في كثير من الأحيان إلى درجة المواجهة أو الملاسنة مع بعض الجهات ذات العلاقة.
مؤكدا على ان التطرف غير المدروس ظاهرة تزيد هموم الوطن، وان الغلو والتطرف في الرأي قد لا يكون في صالح الجماعة، داعيا إلى ضرورة مراجعة النفس والتدقيق في الأوراق المطروحة قبل اللجوء للتذمر والاعتصام بالنظر الى الحاضر والمستقبل. واختتم »الهرمي« بقوله: الخروج عن المنظومة طريق إلى هشاشة المجتمع، وعلينا أن نؤمن بالثوابت الدستورية والثقة بالمشروع الاصلاحي لتقليل الاحتجاجات والاعتصامات والتي هي حق لا يمكن ان يسلب من أي انسان.

استطلاع - ياسمين خلف: ما أن انطلقت تباشير الديمقراطية على ارض مملكتنا، حتى بدأ المواطنون على اختلاف مستوياتهم التعليمية...

إقرأ المزيد »

ثمنوا الخطوة وأكدوا دعمهم لها .. مواطنون: هل يمكن تطبيق الحلول المقترحة؟

كتبت – ياسمين خلف:

أثارت ورشة العمل الموسعة التي رعاها صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد القائد العام لقوة الدفاع رئيس مجلس التنمية الاقتصادية اهتمامات شرائح المجتمع المختلفة، ودفعت بموجة من الامل خطوات عقد عليها الامل لا يساوره شك في السعي الي التحقيق الفعلي لاصلاح سوق العمل واعادة هيكلته، بل ان كلمة سموه اثلجت قلوب من استمع اليها خصوصا انها ترجمت مدي اهتمام سموه بالمستوي الاقتصادي لعامة الشعب ومدي الثقل النفسي الذي يحمله جراء معاناة فئة ليست بقليلة من البطالة والفقر وتدني مستوي الاجور وعدم التقبل الوظيفي، فاتحا حوارا شاملا لاعداد خطة وطنية اقتصادية.. ردود الفعل وقراءات المعنيين من المواطنين لما دار في الورشة هي موضوع استطلاع مدارات .
للاسف ما حدث في ندوة نادي العروبة انسي الناس الكلام الخطير الذي قاله سمو ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة في ورشة العمل الموسعة بتلك الكلمات بدأ الحديث معنا ميرزا احمد علي ـ مستشار استثمار سابق وتابع: ومن اخطر ما قاله ان ما يؤرقه وجود عاطل من بين كل ثمانية بحرينيين ووجود 200 ألف عامل اجنبي، بحيث ان من بين كل ثلاث وظائف هناك اجنبي يحتل احداها والاجمل من هذا وذاك تأكيده علي ان التصريحات الرنانة في الصحف حول المشاريع الاقتصادية لن تكفي ان لم يستفد منها المواطن.
واضاف: ان ما طرح حول واقع البطالة والفقر في المملكة لابد ان يسعي الجهاز التنفيذي وجميع المسئولين في الدولة لتقويم الخلل وتعديل الاداء لحل جزء من تلك المشاكل من الجذور والاساس، فالواقع يحتم علينا القول ان تلك المشاكل لن تستطيع الحكومة وحدها ممثلة في وزارتي المالية والعمل في حلها، فهي بحاجة الي تضافر القطاع الخاص مع العام خصوصا ان الواقع وكما طرح من خلال الورشة يشير الي ان 40% من المواطنين تقريبا يتقاضون اجورا اقل من متوسط الدخل وبانخفاض في الاجر بنسبة 19% خلال العشر السنوات الاخيرة.

لابد من ترجمة التوصيات بإيجابية

وقال رئيس دائرة الاعلام والثقافة في جمعية الوفاق الاسلامية الدكتور عبدالجليل السنقيس: جاءت الورشة وبلا شك لتكمل الصورة التي رفض البعض ان يراها بألوانها المختلفة من فقر وبطالة وتدني اجور الطبقة العاملة، وتسليط الضوء علي هذه المشاكل القديمة ان صح التعبير امر ايجابي وما نطمح اليه هو ترجمة تلك التوصيات التي نوقشت في الورشة بشكل ايجابي عملي، لينعكس ايجابيا علي ما توصلت اليه دراسة ماكينزي، فهناك: ما زال الكلام علي لسان الدكتور السنقيس الكثير من العوائق، ولابد من اتخاذ مواقف صارمة حيالها.

لم نتوقع هذه الدرجة من الشفافية

واعتبر الامين المالي بملتقي الشباب البحريني محمد العريض الورشة بمثابة احدي المكاسب الاقتصادية التي قام بها سمو ولي العهد وقال في ذلك ان تبني سموه للملف الاقتصادي في المملكة لهو مكسب لنا جميعا كشعب خصوصا انه سيحرص علي تقصي اهم المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها الشعب سعيا وراء ايجاد افضل الحلول وانسبها وبصراحة لم اتوقع ولم يتوقع احد من حولي ان تصل الورشة الي هذا الحد من الشفافية والجرأة في الطرح بمشاركة اقطاب وشخصيات مهمة من المملكة وخارجها.
ويواصل وبأسلوب ينم عن الدهشة ليقول: لم أر الفيلم الذي عرض ولكني سمعت عنه وقد آثار دهشتي كما ادهش غيري، فتلمس احد اقطاب الحكم لمشاكل الشعب بهذه الطريقة، واقع وضع القري والمدن البحرينية وتدني الحالة المعيشية لبعض الاسر لهو موضع فخر وتقدير لشخص سموه وجل ما نتنماه هو ان تدرس وترفع توصيات شركة ماكينزي وان توضع بعين الاعتبار لاصلاح الوضع الاقتصادي للشعب البحريني واعادة هيكيلة السوق البحرينية.

التخطيط للمستقبل

وتجد الدكتورة نضال عبدالرحمن خليفة ـ استشارية الامراض الجلدية ورئيسة قسم الامراض الجلدية في مجمع السلمانية الطبي ان الورشة تعبر عن خطوة جادة في طريق اصلاح المشاكل الاقتصادية كونها تنبع من سمو ولي العهد وجاء علي لسانها: سعدنا نحن كشعب بتوجيهات سموه المشجعة خصوصا انها صادرة من شخص مسئول وفي موقع سلطة، فهذا يعني ان التوجه العلمي لايجاد الحلول الايجابية عن طريق الدراسات العلمية البعيدة عن العشوائية هي الخطوة القادمة.
تسكت برهة وتكمل: بذلك يعني اننا دخلنا في مصاف الدول المخططة للمستقبل كما الدول الاجنبية حيث ان الدول العربية غالبا لا تخطط للسنوات الخمسين المقبلة وان حدث فهي نادرة، ولذلك فهي تقع في مشاكل لم تحسب لها حساب، في وقت يكون الخروج منها بحلول مجدية امرا صعبا، وايجاد حلول مقترحة ومتوقعة لمشاكل في المستقبل، كدراسة احتياجات سوق العمل والتعليم والبطالة سيوفر علينا الوقت والجهد ناهيك عن الاتقاء من الوقوع في المأزق.
وكل ذلك سيتطلب من المملكة الاعتماد علي المختصين والخبراء لوضع الخطط والتنسيق ما بين الجهات ذات العلاقة لصهر العقول والخبرات للوصول الي حلول ونتائج مرضية علي المدي البعيد، وهو سيتطلب مساهمة جميع قطاعات المجتمع كلا في مجال تخصصه كالاعلاميين والمهندسين والاطباء والمحامين وغيرهم للخروج بخطة وطنية شاملة.. وتختتم الدكتورة نضال بقولها: جميلة جدا هي الافكار التي طرحت في الورشة والتي تمثل روح المستقبل وبرؤية سمو ولي العهد والذي نفخر بوجوده في هذا الحوار ورئاسته لمجلس التنمية الاقتصادية فمعه سنضمن مستقبلنا ومستقبل ابنائنا والذين لا نتمني ان يعانوا من المشاكل التي مررنا بها.

الابتعاد عن الحلول الترقيعية

اعتقد ان سمو ولي العهد لديه رؤية واضحة لتصحيح اوضاعنا المستقبلية، وخاصة ما يتعلق بإعادة هيكلة سوق العمل والاقتصاد والتعليم والتدريب، ونحن بهذه الخطوة نقف علي الطريق السليم وما نحتاجه للخطو بخطوات للامام هو المزيد من الطرح والمناقشة مع كافة اطياف المجتمع وان اختلفت الآراء والافكار الا ان خلق الحوار والنقاش والعمل بصورة كلية سيسهم في بلورة الفكرة والتحرك للامام. ولتحقيق التميز لابد من الابتعاد عن الحلول الترقيعية والبحث عن الحلول الجذرية بمشاركة ذوي الشأن والتخصص . بتلك الكلمات شاركنا الحديث احمد البناء مدير ادارة تنمية الموارد البشرية بوزارة العمل والشئون الاجتماعية.

نحن بحاجة لمثل هذه المبادرات

وبحسب متابعة المحامية دلال الزايد للورشة عبر صفحات الجرائد والانترنت قالت: ان ما طرح من مواضيع اقتصادية لهو تعبير عن الوضع المدروس علميا لتلك المشاكل الملامسة للمواطنين بغية البحث عن الحلول لها، وقد لقت اهتماما وتفهما واسع النطاق بين المواطنين في الشارع البحريني خصوصا انها وضعت يدها علي اهم المشاكل التي تؤرقهم من بطالة وفقر وتدني للاجور وطرح طرق وبرامج حل المشاكل وقالت مواصلة تلك المبادرة طيبة ونحتاج وباستمرار لمثل هذه المبادرة خصوصا انها تخلق علاقة وطيدة بين قادة الحكومة والشعب خصوصا في عهد الشفافية والانفتاح الذي نعيشه في مملكة البحرين اليوم.

ننتظر ندوات تقييمية

ما حز في نفسي كون ان الورشة لم يعلن عنها مسبقا وجاءت مفاجئة لنا ! بهذه الانطلاقة بدأت الحديث المهندسة الزراعية زيبا الامير لتواصل: قرأت عن الورشة وكم كنت اتمني لو كنت احدي المشاركات فيها، وعلي كل حال فقد كانت ورشة ممتازة وناجحة من جميع المقاييس فهي جسدت الرؤية المستقبلية لدي ولي العهد، وما يعتبر اهم من كل شيء هو التنفيذ علي ارض الواقع، واستمرار النهج الذي بدأ به وعقد ورش وندوات مماثلة في المستقبل علي ان يعقبها ورشة او ندوة لتقييم ما انجز لدراسة المعوقات لايجاد الحلول لها، ولتفادي الاخطاء المحتملة ولتدعيم نقاط القوة وابرازها.

اعيش حسرة العاطلين

لقد كانت كلمات سموه في الورشة نابعة من قلب صادق ونابعة من خوفه علي المواطنين وعلي الوطن خصوصا انه ركز علي الفئة المعدمة الفقيرة والبائسة اليائسة من فقراء وعاطلين عن العمل وذوي الرواتب المتدنية . تلك كانت ديباجة بدأت بها رباب الملا ـ ناشطة اجتماعية واكملت بتركيزها علي اهم مسببات المشكلة الاقتصادية حيث قالت: ما طرح من مشاريع وخطط لاقت اهتماما وتأييدا واسعا ولكن هل ستفعل الوزارات والجهات ذات العلاقة والمسئولون علي قمة الهرم الوظيفي تلك التوصيات، تسأل وتجيب: هناك اكثر من 3000 عاطل تقدموا لاحدي الجمعيات، وان سألنا انفسنا هل جميعهم لا يملكون المؤهلات العلمية والاكاديمية، وهل جميعهم لا يملكون الابداع مثلا؟!
هناك جهود حكومية مبذولة لا ننكرها ساعية لتوظيف القدر المستطاع من العاطلين بخلق فرص للعمل ولكن أمورا مثل الواسطة لدي البعض في الجهات الحكومية والقطاع الخاص يحرم الكثيرين من الشباب من حقهم في العمل والعيش بكرامة، ناهيك عن تلك المنافسة التي يواجهها البحريني مع الاجنبي، الذي هو الفائز في النهاية كونه اقل اجرا وان كان يعاني من مشاكل صحية او حتي عاهات جسمية يرفضونها ان كانت موجودة لدي البحريني.
وتواصل بذات الحماس: اذا استمر الوضع علي ما هو عليه من اتجاه الشركات الخاصة لتفضيل الاجنبي علي البحريني لن نصل يوما الي حل للمشكلة التي تتفاقم يوما بعد يوم.. فهل يرضي بعض المسئولين ان يروا شابا جامعيا علي الارصفة في الشوارع ينتظر سيارة فارهة لينظفها؟! وان تغاضينا عن بطالة الاناث لن نتمكن من التغاضي عنها بالنسبة للشباب والذين تقع علي كواهلهم اسر وعوائل كونهم ارباب اسر فأنا وان لم ارزق بولد ولكني اعيش حسرة الشاب العاطل عن العمل.
كما لا يمكن التغاضي عن الخصخصة التي هي طامة وقعت علي رؤوس الكثير من الشباب وجعلتهم يصطفون في طوابير العاطلين ودفعت بعضهم للسرقة وارتكاب الجرائم، فلابد من تفعيل التوصيات لايجاد الحلول لكل تلك المشاكل، ولابد من توعية العاطلين عن العمل وتحفيزهم، للوقوف جنبا الي جنب مع القيادة الرشيدة لايجاد الحلول المناسبة، بشرط تشديد الرقابة علي الاجهزة الحكومية وبخاصة تلك التي تنتهج الواسطة في التوظيف.
وقد يستهجن البعض قولي وتأييدي لمساواة اجر الاجنبي بالبحريني ولكني اراه طريقا للوصول الي احلال البحريني مكان الاجنبي حتي لا يفضل ارباب العمل الاجنبي علي الشاب البحريني ولابد من بحرنة مختلف القطاعات التي يرغب فيها البحريني.

Catbusiness
2004-20-09

كتبت - ياسمين خلف: أثارت ورشة العمل الموسعة التي رعاها صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد القائد العام لقو...

إقرأ المزيد »

جامعي مدرب يطلب أي وظيفة تنتشله من البطالة

كتبت – ياسمين خلف:

كان يعمل.. وكان سيبدأ مشواره الدراسي في الجامعة.. الا ان ظروفا اجتماعية خاصة مر بها خلال التسعينيات، نسفت كل حلم كان قد حاول ان يحوله الي واقع! حكم عليه بالسجن اربع سنوات، وخرج بعفو ملكي.
دخل البحر بقصد العمل، وواجه اهواله وقرر ان يكمل نصف دينه، فعقد قرانه علي احدي كريمات الاسر البحرينية، ومع زيادة مسئولياته قرر العمل والدراسة معاً، فهو وكما يقول هاضماً للغة العربية التي ورثها من أبيه، الذي افني 35 سنة من حياته في تدريس هذه اللغة في وزارة التربية والتعليم، ويتقن مهارة الحديث مع فئة الصم والبكم، فتوجه حيث ظن انه سيلاقي اليد التي تقدم له العون، اولها لمحافظ منطقته الذي وعده بالوظيفة سواء بالمحافظة نفسها او في اي جهة عمل اخري.
وتوجه كذلك لوزير العمل الذي وعده هو الآخر بالوظيفة كونه يتقن لغة التفاهم مع فئة الصم والبكم. يقول ش – و وهو خريج لغة عربية من جامعة السودان وعمره ثمان وعشرون عاما، عندما تقدمت لدار الايتام للعمل، اعتذروا عن توظيفي، وطلبوا مني التطوع كوني حينها لا ازال في السنة الثالثة في الجامعة وهم لا يوظفون الا الخريجين أو علي الاقل طلبة السنة الرابعة، وقبلت التطوع، ولكني فوجئت بوجود عدد من الموظفين من حملة الشهادة الثانوية، بل والطامة الاكبر انه تم توظيف بعضهم اثناء فترة تطوعي، وهم لا يحملون الشهادة الجامعية، فهاتفت الوزير الذي كان حينها خارج البحرين، واستغرب كوني لم اوظف بعد، فامهلني فترة اسبوع ليرجع ويبحث في موضوعي، ومع ذلك فقد اصر احد المسئولين في الوزارة ان يكون انضمامي لدار التأهيل تطوعيا، علي ان يكون ذلك لمدة عام كامل بواقع ساعتين في اليوم.
قبلت بذلك وتطوعت لمدة اسبوع كامل، الا انني ادركت حينها ان تطوعي هذا سوف يمنعني من العمل في البحر لكسب الرزق، خصوصا انني خاطب ولدي مسئوليات دراسية وعائلية، يقول جازما: اكتشفت اثناء تطوعي ان العمل تحكمه الواسطات، والا فكيف يمكننا تفسير وضع شرط وجوب حمل الشهادة الجامعية، في حين هناك من يوظف في نفس الوظيفة، وهم من حملة الشهادة الثانوية او دونها في بعض الاحيان!
ومع كل ذلك انضممت لدورة في احدي الشركات، والتي وعدتني بالعمل بعد الانتهاء منها، وكنت بشهادة الجميع وحتي المدرس، الطالب المثابر المميز والمجتهد واجتزت الامتحانات النظرية بامتياز، وقبل نهاية الدورة بيوم واحد، استدعاني المدرس، وكنت وأنا اذهب اليه، كلي أمل وثقة بأني اخترت من بين الطلبة للعمل، ولكن وقعت المفاجأة علي كالصاعقة عندما طلب مني عدم الاستمرار في الدورة لاستغنائهم عني، وعندما سألته عن السبب ابدي عدم معرفته، وكلما ذهبت لمسئول حولني علي آخر، وبقيت في حيرة، وزاد همي كوني المتميز والمتفوق من بين جميع الطلاب في الدورة وهم يشهدون علي ذلك. واقسم بالله بأني وعلي الرغم من حملي لشهادة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة السودان الا اني لن أرفض اي عمل يقدم لي.

Catsocaff
2005-05-27

كتبت - ياسمين خلف: كان يعمل.. وكان سيبدأ مشواره الدراسي في الجامعة.. الا ان ظروفا اجتماعية خاصة مر بها خلال التسعينيات،...

إقرأ المزيد »

جسر بين الطفولة والبلوغ

كل خمس دقائق ينهي شاب أو شابة حياته

استطلاع أجرته – ياسمين خلف:

الآباء يتساءلون.. كيف نتعامل مع هذا التناقض الذي نلحظه علي شخصية أبنائنا؟ تقول احدي الأمهات لا أعراف ما الذي انتاب ابني فهو تارة شديد المرح والضحك وتارة أخري منزويا يفضل الوحدة والانطواء وأخري يستنجد كيف أشاهد إبني ذا الخامسة عشرة علي فهم ما يحدث له؟
وبالمقابل قال أحد الأبناء بكثير من الخجل لا أدري ما الذي يحدث لي؟ وتقول فتاة في السابعة عشرة من عمرها أحب التحدث إلي صديقاتي لفترة طويلة رغم ان ذلك يضايق والدتي ولا أعرف لماذا؟ وكثير من الأبناء يرددون عبارات أكثرها.. أعصب كثيرا ولا أعرف السبب؟ لماذا ماما تكرهني، هل أنا حقا ابنتها؟ لماذا لا أحب التعامل مع والدي؟ أعتقد انه يشك في تصرفاتي..؟!هي الفترة الحرجة.. وأكثرها تشويشا وتخبطا، فهم من يمرون بها لا يتقبلون من حولهم وخاصة أنفسهم وفي الوقت ذاته يسعون للحصول علي المديح والاطراء من قبل أصدقائهم وأقربائهم ويتعطشون لنظرات وكلمات الإعجاب وخاصة من الجنس الآخر.. هي تلك المرحلة التي يكره فيها الفرد ان تطلق عليه اسمها ألا وهي فترة المراهقة..
ففي الوقت الذي وصف فيه الكثيرون بعد وصولهم سن الثلاثين علي انها مرحلة المراهقة أكثر مراحل حياتهم قلقا وضغوطا وتخبطا وتشويشا ويأسا وصفها آخرون علي انها الفترة التي تمتعوا فيها بالحب والدفء العاطفي والاحترام المتبادل بينهم وبين ذويهم.
عائشة الشيخ المحاضرة بقسم العلوم النفسية والاجتماعية بكلية العلوم الصحية واحدي المهتمات بشئون المراهقين شاركتنا وكانت أولي حروفها التي بدأت بها: كثيرون من هم يتوقعون ان المراهق ينتقل من مرحلة الطفولة إلي مرحلة المراهقة فيتطلب منه التصرف بحكمة ونضج بينما لا يزال المراهق شعر ببعض علامات الطفولة والشقاوة وحب المرح المبالغ فيه وعدم الرغبة في تحمل المسئولية إلا ان معظم الأهالي يشددون علي أهمية الانضباط واحترام السلطة.

فأي الطرفين علي حق؟!!

يشتكي الكثير من المراهقين من معاناتهم مع ابائهم ويقولون ان الحياة مستحيلة مع أولياء أمورهم وفي الوقت ذاته يتذمر الآباء من المراهقين ويذكرون ان أولادهم متعبون، عصبيين، وفظيعين جدا وأنهم يطالبونهم بالمستحيل والأهم من ذلك يجب الوضع في الاعتبار ان بعض المراهقين ونتيجة لبعض التغيرات العقلية والهرمونية قد يكونون شديدي الحساسية هذا ما جاء علي لسان عائشة الشيخ والتي أكملت حديثها… مما يجعلهم دائمي الشك في نوايا آبائهم وقد يضخمون اهتمام الآباء ويعتبرونه تجسس وشك في تصرفاتهم مما يشعر المراهق بالاحباط مما يشكل العوائق النفسية والقلق للمراهقين وذويهم.
وفي دراسات وإحصائيات عالمية ومحلية عكست مدي المشاكل التي يواجهها المراهق ومنها تلك الإحصائيات التي عرضها علينا الدكتور علي أحمد البقارة، رئيس لجنة صحة المراهقين بوزارة الصحة والتي تؤكد ان 25% من طلبة المدارس الثانوية يدخنون وتشكل الحوادث 19% من جميع الحوادث في البحرين والغالبية من هذه الحوادث الخطرة في حين ترتفع النسبة إلي 19% بالنسبة للحوادث البسيطة.
أما فيما يتعلق بالصحة النفسية فيعتبر الاستقرار النفسي أحد المقومات الأساسية للمراهق حيث يتعرض للكثير من المشاكل النفسية والاضطرابات نتيجة إلي عدم معرفته وفهمه للتغيرات التي تطرأ علي جسمه من ناحية، والضغوطات الاجتماعية من ناحية أخري فيلجأ المراهق إلي الانتحار عند تزايد الضغوطات عليه وذلك بتأكيد من إحصائيات منظمة الصحة العالمية إذ تثير إلي ان الانتحار ثالث سبب رئيسي للموت المبكر فكل 5 دقائق ينهي شاب أوشابه حياته.

catfeat
2003-02-07

كل خمس دقائق ينهي شاب أو شابة حياته استطلاع أجرته - ياسمين خلف: الآباء يتساءلون.. كيف نتعامل مع هذا التناقض الذي نلحظه ع...

إقرأ المزيد »

حكايـــــــــــات من المنزل المهجـــــــــور

كتبت – ياسمين خلف:
يقال ان امرأة مع ابنها كانا يعيشان في منزل رقم 2017 بشارع الجزائر في مدينة عيسي، وكان الابن يعمل في احدي الشركات الخاصة.. وحدث ان تعرض لاصابة عمل، اضطر علي اثرها إلي شد رحاله والسفر إلي الهند بقصد العلاج، فالتقي في تلك الرحلة العلاجية بنصفه الآخر وتزوج.. عاد الي دياره مع زوجته الهندية ، وكثمرة لزواجهما حبلت ، واثناء ذلك ساءت حالة الزوج الصحية، فأضطر الاطباء الي بتر رجله!
بعدها وبأشهر توفي في حادث مروري، كما لم يكتب الله لابنه الحياة ولم ير النور، حيث توفي هو الآخر اثناء ولادته.. زوجته تزوجت بآخر وتركت المنزل.. وبقيت ام زوجها الأول وحيدة تصارع مر الحياة وقسوتها لمدة اثنتي عشرة عاما.. بعدها قابلت وجه بارئها، وبقي المنزل خاويا إلا من اثاثه.
ابنتها متزوجة من خليجي، وبعد وفاة والدتها اغلقت الابواب والنوافذ واوصدت الباب بالقفل والمفتاح، ورجعت من حيث اتت.. فأصبح ذلك المنزل مطمعا للنفوس الضعيفة، حيث سرق اللصوص كل الاثاث وجعله عديمو الاخلاق مأوي لهم، بل وغرزه مكانا لتعاطي المخدرات والمسكرات وبات المنزل مهجورا وباعثا بالخوف والقلق علي نفوس اهالي المنطقة.. فماذا قالوا عن ذلك المنزل المهجور؟!

المنزل اصبح حاوية للقمامة
ام عادل روت لنا هذه القصة التي تداولها الجيران، وتضيف فصلا علي تلك الرواية بقولها: بعد وفاة ابنها لم تدفع تلك المرأة العجوز اقساط المنزل لوزارة الاسكان، فهي وحيدة ولا عائل لها! الوزارة بعدما اطلعت علي ظروفها، اعفتها من دفع الاقساط، واعطتها الحق في البقاء فيه إلي ان تتوفي.. توفيت بعد سنوات، وابنتها اقفلت المنزل ورحلت عنه إلي ديار زوجها، فأصبح المنزل مطمعا للصوص الذين لم يتركوا قشة فيه إلا وسرقوها! حتي سقف المنزل لم يسلم من ايديهم النجسة، والبعض اتخذه حاوية تلتهم قمامتهم! حتي اصبح المنزل مبعثا للروائح النتنة والقوارض والحشرات التي اخذت تغزو منازلنا، تضحك وهي تكمل: حدث وان دخل علي منازلنا فأر بحجم القط الصغير، والذي زارنا من ذلك المنزل المهجور بل والادهي من ذلك ان الاطفال اشعلوا حريقا بداخله، وجاء رجال الاطفاء لاخمادها، ولاحظنا نحن الجيران انبعاث روائح كريهة اعتقدنا بادئ الامر انها روائح الرماد المتبقي من ذلك الحريق، فأبلغنا البلدية بالأمر، حتي تقوم بدورها في ازالة تلك الاوساخ، وعندما جاءوا ونظفوا ذلك المنزل من القاذورات اكتشفوا وجود جثة متعفنة! ومع ذلك لم يثن الامر ضعاف النفوس، وعادوا للمنزل ومارسوا فيه افعالهم المشينة!!

من الأجدي استفادة عائلة بحرينية منه
تلتقط خيط الحديث ابنتها حنان محمد علي لتقول: في شهر الله، شهر رمضان، ينشط اولئك المتسكعون، ويزداد ارتيادهم للمنزل بقصد تعاطي المخدرات وشرب الخمر! لجأنا لوزارة الاسكان والبلدية من أجل إزالة المنزل واستغلال مساحته لبناء منزل آخر تستفيد منه عائلة بحرينية.. ولكن دون جدوي فمازال المنزل قابعا مكانه!

حوصر مخمور بداخل المنزل!
أم علاء منزلها مقابل للمنزل المهجور.. والخوف علي اطفالها يملأ قلبها كما تقول، وجاءعلي لسانها : المنزل يمثل خطرا علي اولادنا، خصوصا ان عديمي الاخلاق يجدون بين جدرانه الأمان! فأنا شخصيا لا اسمح لابنائي الخروج في الليل لكيلا يستدرجهم احد إلي داخله لا سمح الله، وحتي الخادمة امنعها من الاقتراب منه خشية حدوث ما لا تحمد عقباه.. تسكت برهة وتكمل وهي تخفض من نبرة صوتها وكأنها خائفة من ان يسمعها البعض وهي تقول: بعد وفاتها رحمها الله، دخل الغرباء منزلها، واتخذوا من ملابسها ستارا علي النوافذ، يحجب عيون الناس عنهم! ويكفي ان تعلموا ان في شهر رمضان الماضي تم محاصرة احد المخمورين ! في المنزل حتي الساعة الثانية صباحا.

بيوت الآسيويين مصانع للخمور!
زوجها محمد عبدالرسول يؤكد كلام زوجته ويضيف: المنزل يشوه المنظر العام للمنطقة، ولتحقيق المصلحة العامة علي جميع الجيران التكاتف ووضع ايديهم واحدة للتصدي لمثل هذه السلوكيات الغير اخلاقية! ولا نستثني كذلك البيوت التي تجمع بداخلها عزاب آسيويين معظمهم غير مسلمين يمثل وجودهم بيننا خطرا علي اطفالنا ونسائنا! خصوصا انهم يتخذون من تلك المنازل مصانع لانتاج الخمور!!
بقاء مكان المنزل خاليا افضل من وجوده
هناك من أراد شراء المنزل، إلا ان ورثته غير موجودين في البلاد!! وبقاؤه هكذا خاليا إلا من القاذورات والاشجار المقطعة والاخشاب والصناديق الخالية والحيوانات الميتة يشكل خطرا محدقا بالجيران وخاصة الاطفال كما حدث عندما شبوا حريقا بداخله! وازالة المنزل وبقاء الارض خالية افضل بكثير فنحن لدينا بنات ونخاف عليهن من ذلك المنزل.. تلك كلمات شيخة يعقوب عبدالله التي تمنت لو يعطي المنزل مواطنا يكون في أمس الحاجة الي السكن والمأوي بدلا من بقائه خربا لا صاحب له. كما يؤكد يوسف عيسي يوسف علي ان المنزل يتجمع فيه المخمورون، وان اللصوص دائما ما يجدونه ستارا لهم ، ويقول مختتما: حدث وان سرقت سيارة وبقيت امام المنزل يومين دون ان يكتشف وجودها احد!!
نحتاج إلي عريضة مطالبة بإزالة المنزل
نقلنا المشكلة برمتها إلي وزارة الاسكان، واكد محمد المضحكي رئيس قسم العلاقات العامة علي ان الوزارة ستباشر البت في موضوع إزالة المنزل فور وصول قائمة أو عريضة تشمل اسماء أهالي المنطقة المتضررين والمطالبين بازالة المنزل.

Catsocaff
2003-12-14

كتبت - ياسمين خلف: يقال ان امرأة مع ابنها كانا يعيشان في منزل رقم 2017 بشارع الجزائر في مدينة عيسي، وكان الابن يعمل في ا...

إقرأ المزيد »

حين تحلم طفلة بسرير ودب صغير


أسرة بحرينية يحاصرها الفقر والمرض الغـــريب
كتبت – ياسمين خلف:
كلنا نحلم بلا استثناء ولكن تختلف تلك الأحلام من شخص لشخص آخر، فقد تصل أحلام البعض السحاب والبعض الآخر قد لا تتعدي أحلامهم السنتيمترات!! أيتصور أحدكم ان هناك من يحلم بسرير وعليه دب صغير؟!! ذلك هو حلم (زينب) ابنة السبعة أعوام التي فقدت وستفقد أجمل سنين عمرها في الحرمان!! فما هي أحلام أهلها؟! وكيف لهم أن يواجهوا ضنك الحياة وقسوتها بـ 260 دينارا هو راتب الزوج الذي ينفقه علي 13 شخصا هم من يسكنون في ذلك المنزل الأقرب الي الخربة منه إلي المسكن.
دخلنا ممرا ضيقا أوصلنا الي منزل (عبدالجليل) الكائن في قرية عذاري، نوه علينا أحد الجيران بأن ما سنراه جزءا من التراث كناية علي قدم المنزل.. استقبلنا الأطفال بابتسامة خجولة وبدأنا نتقاسم المعاناة معهم..
(أم محمود) – فوزية عباس زبيل أم لثلاثة أولاد، وأربع بنات وذلك ليس بالأمر الغريب، ولكن الغريب انهم جميعا (مرضي)!! بل والأغرب من ذلك انهم لا يعانون من مرض واحد لنقول عنه بأنه مرض وراثي، بل انهم يعانون من أمراض مختلفة!! حاولنا كتم استغرابنا إلا انه كان أقوي مما كنا نعتقد، فبدي استغرابنا واضحا في عيوننا قبل أحرفنا فماذا قالت (أم محمود)؟!

لولا رحمة الله

أول ما قالته: (كنت قد أملت خيرا بما سيرزقني الله، ولا اعتراض علي حكمته، ولكني ذقت وتجرعت مر الحياة من كأس الأمراض التي يعاني منها أبنائي، فإبني ذو التسعة عشر ربيعا (ابني البكر) أصيب بنزيف داخلي في المخ، مما أثر سلبا علي رجليه، وانتهي به المطاف الي ان يكون في صفوف المعاقين اليوم، وبسبب تلك الاعاقة يرفض الخروج من المنزل ويرفض مقابلة الآخرين خجلا مما آلت اليه رجلاه.
ابني الآخر (جعفر) وهو يصغر محمود بعام واحد يعاني من مرض غريب أعراضه الانتفاخ في أجزاء الجسم وتقيح ونزيف تلك الانتفاخات وتركها علامات علي جسمه وهي باقية حتي اليوم، تقتطع الحديث عمته (فاطمة) لتقول: (عاني ابن أخي كثيرا جراء هذا المرض لدرجة انه يبقي طريح الفراش في المستشفي لثلاثة أشهر متواصلة في بعض الاحيان، حتي ان طبيبه المعالج (جزاه الله خيرا) كان يأخذه معه اذ ما صادف وان مرت أيام العيد وهو في المستشفي خوفا عليه من حدوث اي مضاعفات وهو بعيد عن أعين الاطباء المختصين.
تعود الأم لتقول وبغصة: أما عن ابني الأصغر ذي الاثني عشر عاما فهو يعاني من تخلف عقلي، ولهذا السبب فهو مقيد في ادارة الرعاية والتأهيل الاجتماعي خلافا لاقرانه المقيدين في المدارس الحكومية.
(رحمة الله وسعت كل شيء) تلك الآية القرآنية مرت علي خاطرنا ونحن نسمع ونري تلك الأمراض التي يعاني منها أطفال وشباب تخلفوا عن ركب أقرانهم، تقتطع سرحاننا كلمات الأم التي نمت عن حرقة في قلبها، لم ولن تنطفئ بسهولة، وان كانت ستخفف، ستخففها رحمة الله لتقول مكملة: (انظروا الي هذه الطفلة الصغيرة(رقية) ذات العام الواحد، أيصدق أحدكم انها اقتربت من الموت عندما دخلت لغرفة العمليات لاجراء عملية ازالة غدد وورم في بطنها.. واختها الكبري (خديجة) ذات الاربعة عشر عاما كانت تعاني ولفترة من طفولتها من تقرحات وانتفاخات غزت رأسها وأدت الي تساقط شعرها (تاج المرأة) وتوقفت عندما كبرت أما عن تلك الطفلة الشقية بطبعها (زينب) فهي تعاني من التهابات في العظام وكم من المرات التي تنام فيها في المستشفي لأشهر طويلة وابنتي الاخري (بيان) كذلك لم تسلم من المرض فأبنائي جميعا مرضي ما أن يخرج احدهم من المستشفي الذي أصبح كبيتهم حتي دخل الآخر محله.. فغدي كل من في المستشفي يعرف أبنائي.. فإحساسي هو ان اجنحتي قد تكسرت فأبنائي من كنت أعول عليهم آمالي خذلوني لا بسببهم وانما بأمراضهم!!
ولم يقتصر المرض علي أبنائي، بل تعداه الي (أخو زوجي) الذي عاني لفترة من الفشل الكلوي، وتقدمت له أيدي رجال الخير فساعدته علي السفر والعلاج في الخارج وتمت زراعة الكلي له، إلا انه وبسبب اصابته بداء السكري قطعت علي أثره رجله واحدي أصابع يديه وها هو اليوم يعيش معنا في هذه الخربة التي ترونها!!

ليس المرض وحده!!

كنا نعتقد ان ما تجأر به (أم محمود) من شكوي لطلب العلاج لأبنائها ولكنها قالت: (ليس الهم الوحيد الذي يجثم فوق صدري أمراض أبنائي، بل بقاءنا جميعا في هذا البيت غير الصحي، والذي قد يدركنا البعض بعدما يسقط علينا!!

ما الحكاية
يا (أم محمود)؟!

ذلك ما سألناها، وردت بصوت تخنقه العبرة، أرفعوا بصركم قليلا وانظروا الي المنزل دون أن أنبس ببتة شفة ستدركون بلا شك مدي قسوة الحياة التي نعيشها في كنف هذا المنزل المتهالك.. حكايتنا حكاية، فأنا تزوجت قبل عشرين عاما ودخلت عروسا لهذا المنزل الذي توارثه الأبناء عن الآباء والآباء عن الأجداد، حتي هذه اللحظة التي نعيشها تحت ظله المتهالك قد يعتقد السامع اننا نملكه ولكن ذلك ليس بواقع فالمنزل لورثة قد يصل عددهم الثلاثون أو أكثر، وإن طالبوا في هذه اللحظات بحقهم، سنكون جميعاً متشردين في الشوارع..

نقودنا ذهبت أدراج الرياح

تضحك ضحكة المغلوب علي أمره وتواصل حديثها: (حدث وإن حصلنا علي بيت من وزارة الإسكان في مدينة حمد، دوار 22، ولظروف زوجي وعدم امتلاكه لمواصلات خاصة تقله للعمل لم ننتقل فيه، فظللنا ندفع إيجار المنزل لفترة تقترب من الأربع سنوات، يفسر (الزوج) الأمر بقوله: (لقد دفعت 46 دينارا شهرياً لفترة سنتين متواصلتين، و48 ديناراً شهرياً لسنة و7 أشهر، كنت أدفع الإيجار بانتظام، لعل وعسي تتحسن الظروف وأملك (سيارة) لتسهل علي مشقة الذهاب للعمل، ولأزور أبي وجدي وجدتي المرضي في هذا المنزل إذا ما أنفصلت عنهم في بيت آخر، بل لأقلّ أبنائي المرضي من وإلي المستشفي خصوصاً مع حاجتهم اليومية لمراجعة الأطباء نظرا لسوء حالتهم الصحية.

وحدث ما لم
يكن في الحسبان

بالفعل.. حدث ما لم يكن في الحسبان ولا الخاطر، تفاجئنا بقرار من وزارة الاشغال والاسكان بسحب ذلك المنزل لعدم السكني فيه، حاولنا استعطاف قلوب المسئولين دون جدوي!
ومما زاد حرقة قلوبنا ان أحد المسئولين علق علي الموضوع بقوله: (أعتبر نفسك كنت تدفع إيجار شقة وقد خرجت منها، وإن تلك الدنانير قد ذهبت لصاحب الشقة!).
جده وهبه منزلاً

وبعد تلك الحادثة غير المتوقعة تقدمنا بطلب جديد لوزارة الأشغال والاسكان وكان ذلك قبل 12 سنة من الآن، وحدث وإن صادفت تلك الفترة، إن (جد زوجي) بعدما عاش معنا وألتمس حاجتنا الماسة للسكن لإيواء أبنائي المرضي، وهب زوجي منزله الصغير القديم الآيل للسقوط لعل وعسي يكون عوناً لنا في محنتنا.. وبعدما تم تسجيله باسم زوجي ألغت وزارة الاسكان طلبنا لعدم أحقيتنا في الطلب ما دمنا نملك بيتاً.. وإي بيت هذا؟! خربة تعث فيها الفئران والقطط الضالة، وإن أردنا بناءه أو ترميمة، من إين لنا الميزانية لذلك، فراتب زوجي بالكاد يسد أفواه من يعيلهم.
عين عذاري في بيتنا

وخلال جولتنا في المنزل والتقاط (مجيد) أحد الجيران الصور لنا قالت العمة (فاطمة) المنزل مكون من ست غرف، اثنتين منهن فقط نستخدمهما، لعدم صلاحية الباقي للسكن، خصوصا ان السقف قد يسقط في أي لحظة كانت، ولا نحتمل وقوع فاجعة يكفينا الهم الذي نعيشه.
بل إن أحدي الغرف تنعدم فيها الإنارة، والسبب يرجع الي تلك الأسلاك غير الصالحة للتشغيل، كما ان المراوح ما ان نضع احدها تعطب وتتوقف لتسرب الامطار داخلها، فنضطر أن نغيرها سبع مرات تقريباً كل عام.
تضحك خجلاً تريد الإكمال ولكن حياءها يمنعها، إلا أنها أستجمعت أعصابها وقالت: (عندما تسقط الأمطار نبكي، لا أكذب عليكم ولا أمزح، بالفعل نحسب ألف حساب قبل أن تسقط الأمطار، التي هي خير علي الجميع عدانا، فنحن نبكي علي حالنا إذا تساقطت الأمطار، فالغرفة التي نتجمع فيها وتأوينا تتحول الي (عين عذاري)، فهي كالبركة جراء تلك المياه التي ترتفع حتي أقدامنا، فكثيراً ما نستيقظ من النوم ونحن وسط مياه الامطار المتسربة، حينها يكون دورنا إفراغ الغرفة من تلك المياه، علي الرغم من إننا دفعنا فيها ما استطعنا لترميمها.. أيتصور أحدكم إننا عشنا لسنوات لم نستطع فيها دفع ثمن ستارة لنافذة الغرفة!! بل ان منزلنا هذا بقي دون (باب) يحمينا ويستر علينا فترة طويلة، حتي وضعنا واحداً قديماً استغني عنه أحد الجيران!!
تقتطع (الأم) الحديث لتسترسل وتقول: (الشمس تلهب أجساد أطفالي صيفاً، وتجمدهم الرياح شتاء عندما يخرجون من الغرفة الي الفناء الخارجي داخل المنزل، فالمكان الوحيد الذي يمكنهم البقاء فيه هو تلك الغرفة التي هي لكل شيء للنوم والأكل والدراسة والمعيشة، فهل يعقل أن أحبسهم داخل أربعة طوف؟! وذلك من المستحيل!!
متفرقات
عبدالجليل جعفر علي – 46 عاماً (الأب) والذي بدي منهكاً، يعمل في دائرة الكهرباء (التبردات) راتبه 260 ديناراً فقط، يتمني لو يسمح له وزير الاشغال والإسكان مقابلته ليشرح له ظروفه القاهرة!
فوزية (الأم) تقول بكل ثقة: (أعرف جيداً إن الملك المفدي لو يقرأ ما ستنشرونه حتماً لن يتواني عن مساعدتنا، فهو يرفض المهانة والذل لرعيته، فهل يقبل مثلاً أن ننام جميعاً في غرفتين، وفي زاوية صغيرة من إحداها تنام (جدة زوجي) المسنة! وهل يصدق أحدكم إن ابنتي الصغيرة لا تملك حتي خزانة لملابسها، فأضعهم في كيس أسود (خاص للنفايات)!
فاطمة (العمة) تقول: (حتي علاج محمود ابن أختي توقفنا عن مواصلته لعدم إمكانيتنا دفع إجره التاكسي من وإلي المستشفي يومياً! (زينب) ابنة السبعة أعوام تحلم بالسرير وعليه دب صغير! وأوصتنا قبل مغادرتنا منزلهم توصيل سلامها وشكرها لـ (بابا حمد)..

catfeat
18062003

أسرة بحرينية يحاصرها الفقر والمرض الغـــريب كتبت - ياسمين خلف: كلنا نحلم بلا استثناء ولكن تختلف تلك الأحلام من شخص لشخص...

إقرأ المزيد »

حين يصرخ الطفل لوالديه ويقول:


أبي.. هناك من يتحرش بي!!
كتبت – ياسمين خلف:
تم التحرش بابن السبع سنوات مرتين، من قبل نفس الشخص!! وهو بنغالي الجنسية، وبالقرب من منزلنا، وحق ابني مسلوب ولم أستطع حتي الآن استرداده!! ذلك هو ملخص معاناة مواطن ملأت صدره الحرقة علي ما حدث لابنه.

صَفَعْتهُ وأبلغتُ الأمن

يقول الأب وهو يعيد شريط الأحداث إلي ما قبل أربعة أشهر تقريبا، ان ابنه والمقيد بالصف الثالث الابتدائي قد جاءه شاكيا علي أحد البالغين القاطنين بالقرب من منزلنا، في أحد البيوت القريبة إلي ان تكون خربة، والمملوكة لأحد المواطنين، الذي أجّر المنزل للعمالة السائبة فري فيزا والذين يعاقرون الخمرة في أحيان كثيرة، يقول بعد ان اشتدت حدة لهجته: لم أتمالك نفسي عندما سمعت من فلذة كبدي بانه قد تعرض لتحرش وللمرة الثانية من ذلك البنغالي فذهبت إليه مباشرة وقمت بصفعه ، وبعدها قمت باستدعاء الأمن له، ولكن للأسف وقبل ان تأتي الشرطة إليه، جاءني صاحب المنزل البحريني ووجه لي سيلا من الإهانات والكلمات النابية، بل والطامة الكبري حدثت عندما طلبت الشرطة كفيل البنغالي وكان مسافرا وعلي الرغم من ذلك خرج من الحبس بكفالة صاحب المنزل الذي يحتل منصب …. وله نفوذ، والمضحك المبكي انني وحتي هذا اليوم في المحاكم، ولم أسترجع حق ابني المسلوب.
مكملاً حديثه: هناك أربعة بيوت، وفي كل بيت نحو 20 آسيويا، ويسببون قلقا دائما للمواطنين القاطنين بالقرب منهم، خصوصا ان ابني ليس الطفل الوحيد الذي تعرض لتحرش، فقد سبق وان تعرض عدد من الفتيات الصغيرات لتحرشات من قبلهم، والكارثة ان أهاليهن لم يبلغوا عن تلك الجرائم التي ارتكبت في حق بناتهن.

الانحرافات السلوكية في تزايد مستمر

نادر الملاح أخصائي تربوي يؤكد علي ان الاعتداءات والانحرافات السلوكية في المجتمعات عامة، وفي مجتمع البحرين خاصة في تزايد مستمر، الأمر الذي يؤدي إلي بروز حالة نفسية وتربوية واجتماعية غير صحية مبعثها الأساسي هو عدم الشعور بالأمن، فالشعور بالأمن والأمان أحد الحاجات النفسية الضرورية لأي فرد من أفراد المجتمع، بغض النظر عن سنه أو جنسيته، والافتقار لهذا الشعور يؤدي قطعا إلي حدوث حالات من الاضطراب النفسي والاجتماعي الذي يمكن ان يبرز في صور وأشكال متعددة، ويترك آثارا تربوية سلبية يمكن ان يدفع المجتمع وأفراده ثمنها باهظا.
ضحايا الاعتداءات والتحرشات الجنسية

ويحدد الملاح الأطفال الأكثر عرضة للوقوع كضحايا للاعتداءات والتحرشات الجنسية: أطفال ضحايا الاهمال الأسري بغض النظر عن دوافع ومسببات هذا الإهمال، كالانشغال الدائم من قبل الأبوين أو أحدهما، مما يترك فراغا تربويا في الجو الأسري، أو الجهل بالأساليب التربوية السليمة وعدم تحمل أحد الأبوين أو كلاهما للمسئوليات التربوية المنوطة بهما، مما يؤدي إلي افتقار الطفل الي الكثير من الخبرات والمعارف التي من المفترض ان يحصل عليها أو علي الأقل أهم أساسياتها، سواء من الوالدين أو من أحد أفراد الأسرة، فعدم وجود تلك الخبرات أو المعارف سوف يجعل منه فريسة سهلة للقوع في شرك المنحرفين وأصحاب الشذوذ السلوكي.
ويقع في المرصاد كذلك ضحايا التفكك الأسري طلاق، هجر، انفصال عاطفي بين الزوجين ، مما يترك آثارا نفسية وتربوية سلبية في نفس الطفل، فيلجأ لتعويض تلك السلوكيات الشاذة له بالمرصاد!!
وأبناء الأسر التي يضعف فيها الوازع الديني أيضا علي قائمة الضحايا فقد ثبت من خلال الدراسات والاحصاءات التي أجريت مؤخرا من قبل بعض المختصين في مملكة البحرين، ان الاعتداءات أو التحرش الجنسي الصادر من الأقارب يعود أهم أسبابه إلي ضعف الوازع الديني في الأسر، مما يقلل من الحشمة في المنزل، وينشر الأفكار التحررية ذات الأبعاد والمضامين المحركة للغريزة الجنسية في نفوس الأطفال والمراهقين، مما يجعل أمر الانحراف أو الوقوع ضحية للاعتداء أو التحرش أمرا سهلا وواردا!!
ويضيف الملاح : ولا أستثني أطفال الأسر التي تعاني من ضعف الوعي الاجتماعي والتربوي لإنتاجهم أسالب خاطئة في التربوية كالتدليل أو القسوة المفرطة أو التسلط الزائد أو ما شابه ذلك من أساليب تربية تدفع بالطفل للهروب من جو المنزل ولتتلقفه الأيدي النهمة، وقد تدفع الحاجة الماسة والفقر المدقع إلي ان يكون الطفل ضحية لمثل هذه السلوكيات الشاذة، لاستغلال حاجته للمال فهذه الفئات هي الأكثر عرضة للاعتداءات وان كانت هناك فئات أخري معرضة للاعتداء.

الأسرة.. ما المطلوب منها؟!

ومن أهم الإجراءات الوقائية والعلاجية التي للأسر دور كبير فيها: التعرف علي الاحتياجات الجسمية والنفسية الأساسية للطفل والمراهق واشباعها بالشكل السليم، والالتزام العملي للوالدين بالدين وتعزيز الوازع الديني في الأبناء ففاقد الشيء لا يعطيه ، ومن الضروري متابعة تصرفات الأبناء وسلوكياتهم داخل وخارج المنزل، مع عدم المساس بالحرية الشخصية التي يجب ان يتمتع بها الفرد، حتي يتسني للوالدين التنبه لأي بوادر شذوذ أو انحراف لدي الابن أو الابنة، فالاكتشاف المبكر يسهم بشكل إيجابي في علاج الحالة، مع عدم التردد في استشارة المختصين وأهل الخبرة، وعدم التواري وراء ستار العار أو الخجل المعززة للسلوك المنحرف والتي يطبع الطفل بطابع الانحراف والشذوذ، أو تدفع الأسرة لأن تجتهد في اتباع أساليب علاجية قد تكون خاطئة في الكم والكيف أو حتي التوقيت فتكون عواقبها وخيمة.

معتدي عليه.. كيف تعرف ذلك؟!

وجاء علي لسان الملاح هناك مجموعة من الأعراض الأولية التي يمكن للأسرة ان تتبين تعرض الطفل للاعتداء الجنسي لا سيما إذا كان الأمر قد وقع بالإكراه:
1- حدوث التغيرات السلوكية لدي الطفل بشكل عام بما يلفت النظر، وجود خلل أو تصرف غير معتاد من قبل الطفل.
2- ميل الطفل إلي العنف والعصبية والتوتر والهيجان لأبسط الأسباب علي غير عادته.
3- قد يلجأ الطفل لا شعوريا للبكاء دون وجود سبب ظاهر يستدعي بكاءه.
4- في بعض الحالات، يميل الطفل الضحية إلي العزلة والسكوت وعدم الرغبة في الاختلاط بالآخرين.
5- قد يلجأ بعض الأطفال إلي الهروب من المنزل لأكبر وقت ممكن كأن يقضي معظم يومه في الشارع أو مع أصحابه تحاشيا للالتقاء بأفراد الأسرة.
6- في بعض الحالات قد تظهر أعراض مرضية جسمية دون وجود خلل عضوي كالاضطرابات المعوية أو الصداع أو التعرق الشديد أو ما شابه ذلك وهي ما يعرف علميا باسم سيكوسوماتيك ديسيز وذلك نتيجة الكبت النفسي.
7- زيادة حالة القلق وعدم القدرة علي التركيز والتبول المستمر في الفراش علي غير عادة أي بمعني ان الطفل لم يكن يعاني بالأساس من مشكلة التبول في الفراش، وإنما تظهر هذه الحالة بصورة مفاجئة، هذا بالإضافة إلي اضطراب النوم.
وللمحامية فاطمة الحواج رأي، فهي تري ان تشديد العقوبة وحدها غير رادع، بل يجب ان تضييق حالة اسقاط العقوبة أو وقف تنفيذها أو اسقاط الحق العام فيها، ولا سيما ان قانون الإجراءات الجنائية الجديد، والذي سيعمل به في الأول من فبراير من العام الجاري 2003 أجاز فيه تنازل المجني عليه عن الجريمة، في حين ان قانون أصول المحاكمات الحالي يعتبره حق عام لا يجوز التنازل عنها. أما قانون المحاكمات الجزائية لعام 1966 فقد قررت المادة (125) من القانون المذكور مبدأ عدم جواز الأخذ بشهادة الطفل المجني عليه إلا إذا أيدت ببينة مستقلة مسترسلة بقولها: لقد نحي المشروع بعدم الاعتداد بشهادة الطفل الحدث منحي متشددا ما لم تتأيد ببينة مستقلة أخري، وهو أمر بلا شك يعيق إصدار أحكام بالإدانة ضد كثير من الجناة الذين لا تتوافر ضدهم أدلة أخري غير شهادة المجني عليه، معتبرين الشهادة في القانون بأنها مضمون الإدراك الحسي للشاهد بالنسبة للواقعة التي يشهد عليها، ومن هنا قد تكون شهادة مرئية أو سمعية أو ذوقية أو شمية، تبعا لإدراك الشاهد، فنحن لا ندرك فقط بحواسنا، ولكن هناك بعض العوامل التي تتداخل وتشارك الإدراك للحصول علي الصورة السليمة أو المهزوزة، فحالتا الإرهاق أو تقبل المزاج لهما نصيب كبير في الحصول علي الصورة الملاحظة، فيجب عند سماع الشهادة مراعاة سن المجني عليه، وكذا فان استعمال حاسة ما تخضع من جهة أخري للصحة العامة للفرد ولصحة العضو الحاس ذاته.

الاعتقاد الخاطيء

وتضيف المحامية فاطمة الحواج : ومن الاعتقادات الخاطئة ان الحقيقة تخرج من فم الأطفال، وذلك صحيح إذا ما كانوا يتحدثون عما يحدث في الحياة اليومية العائلية بقصد التسلية ولفت الأنظار إليهم، ولكن عندما يتعلق الأمر بالشهادة فان ذلك يختلف تماما إذ يجب ان نحترس من أقوالهم، إذ ان حصيلة اطلاعات الطفل في حياته الأولي تكون لا تقدم له سوي صورة خادعة وهمية لعالم غير حقيقي، خصوصا ان ذاكرته تختلط بالخيال، فلذا فهو لا يكذب بقصد الكذب، وإنما يخطئ، لذا فان لخبرة وتجارب الأطفال دور هام في الشهادة، كما ان للبينة تأثير في تكوين الطفل.
فالسيئ منها له نتائج علي كثير من النواحي الأخلاقية والصحية والنفسية.

الأطفال يختارون ضحيتهم بالصدفة

ونتيجة لوجود الأطفال تحت تأثير المحيطين بهم والرأي العام الموجه ضد شخص معين، نتيجة للاستجابات العديدة التي لم يراعِ فيها المحقق اختيار دقة أسئلته وحالة الطفل النفسية، فان ذلك قد يؤدي إلي ان يختار الطفل ضحيته بالصدفة التي يبنونها علي ما سمعوه منهم. إلا ان ذكاء القاضي، وفطنته وإلمامه بقواعد علم النفس فيه ضمانة كبري كي يستطيع ان يميز بين الشهادة الصحيحة والكاذبة، وبين الشهادة الطبيعية والملفقة التي يدلي بها الأطفال أمام المحقق. إلا انه وإنصافا للحق فان هذا لا يعني ان الطفل لا يستطيع ان يدلي بشهادة علي جانب كبير من الدقة لهذا من الضروري الاستعانة بالأخصائي النفساني للشهادة، لفحص أقواله في ضوء معايير الحقيقة.
وتؤكد المحامية الحواج إلي ان ظاهرة إساءة معاملة الأطفال وعلي الأخص الاعتداء الجنسي ظاهرة ليست حديثة في المجتمعات، بل كانت موجودة منذ القدم، إلا ان الحرية العامة الموجودة في الدولة بُعيد الإصلاحات جعلت ما هو ممنوع مباحا، كما وان الصحافة لعبت ولا زالت تلعب دورا في إظهاراها علي السطح.
ومن المؤسف عدم وجود دراسة تعطي معلومات أو مؤشرات عن حجم المشكلة، ولكن العاملين في مجال الطب النفسي وطب الأطفال وأقسام الحوادث ومراكز الشرطة والقضاء والقانونيين يلتمسون حجم المشكلة من خلال الحالات المحمولة إليهم. وقد حاولت لا يزال الكلام علي لسان المحامية فاطمة الحواج : حصر عدد القضايا المقيدة لدي وزارة العدل فوجدتها لا تمثل ظاهرة في عددها ولا في أحكامها بالإدانة، بل هناك العديد من القضايا التي أخذت أحكام البراءة وهذا يترتب عليه استبعادها من قضايا الاعتداء الجنسي تطبيقا لمبدأ المتهم بريء حتي تثبت إدانته وحتي نصل إلي أرقام حقيقية يتطلب تكاتف جهود كل المؤسسات الحكومية والمؤسسات غير الحكومية حتي يتم حصرها حصرا دقيقا، علما بان هناك العديد من القضايا التي لا تصل إلي الجهات المعنية لخوف الأهل من الفضيحة وكل ذلك يرجع لغياب وعي الأسرة.

الأولاد الأكثر تعرضا للاعتداءات

نعم.. الأولاد أكثر تعرضا للاعتداءات والتحرشات فهذه الجرائم منتشرة وبشكل مخيف في المدارس الحكومية لغياب الرقابة الحقيقية عليهم، كما ان خلط مدارس الأطفال الابتدائية مع الإعدادية سبب هام لانتشار هذه الجريمة فيما بينهم، إلي جانب العوامل الأساسية كالتفكك الأسري وصحبة السوء، والكارثة الأكبر ان أكثر الاعتداءات تكون من أقرباء الأطفال والذين من المفترض ان يكون الأطفال في مأمن معهم. لذلك شدد المشرع العقاب عليهم.

إلي متي؟

نعم إلي متي نسمع عن هذه القصص التي تقشعر لها الأبدان؟! إلي متي يتقمص الكثيرون وضع النعامة ليخبئوا وجوههم في الرمل ويدعون ان هذه الجرائم قليلة ولا تستدعي كل هذا اللغط؟! نريده فعلا تظافر الجهود للحد من هذه الجرائم، حتي لا يكون أحد أبنائنا لا سمح الله ضحية!!، حينها لن ينفع الصوت ما دام الفأس قد وقع علي الرأس!!

catfeat
2003-01-20

أبي.. هناك من يتحرش بي!! كتبت - ياسمين خلف: تم التحرش بابن السبع سنوات مرتين، من قبل نفس الشخص!! وهو بنغالي الجنسية، وبا...

إقرأ المزيد »

دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس النظامية.. فاطمة الكوهجي: التجربة أثبتت نجاحها ولدينا طلبة سعوديون ومن دول غربية

أجرت الحوار – ياسمين خلف:
يصادف أولياء أمور الأطفال الذين يعانون من اعاقات سمعية أو بصرية أو حركية ممن يعرفون بذوي الاحتياجات الخاصة بعض المشاكل المتعلقة بادماج هؤلاء الأطفال في المدارس النظامية واتاحة الفرصة أمامهم للتعلم أسوة باقرانهم الأصحاء.. وتكمن المشكلة في عدم توفر مدارس كافية لمثل هؤلاء، الي جانب اعتذار المدارس العامة عن عدم تمكنها من استقبال تلك الفئة بسبب حاجتها الي رعاية خاصة ووسائل تعليم غير متوفرة لديها.
(مدرسة حوار الدولية) الواقعة في الرفاع الشرقي هي المدرسة الوحيدة المرخصّة من قبل وزارة التربية والتعليم لدمج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأطفال العاديين ضمن مناهجها، وقد استطاعت رغم عمرها الزمني القصير والذي لا يتعدي 3 سنوات ان تؤسس لها نظاماً متقدماً لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة وان تحظي بسمعة طيبة في المنطقة.
هذا ما أكدت عليه فاطمة عبدالجبار الكوهجي مديرة المدرسة عبر هذا الحوار الخاص مع الأيام.
ف كيف ولدت لديك فكرة إنشاء مدرسة تحتضن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجها مع الأطفال الأسوياء؟!.
غ جاءت الفكرة من الحاجة الي مثل هذه المدارس، لندرتها في مملكتنا رغم أهميتها. فمدرستنا هي الوحيدة المرخصة من قبل وزارة التربية والتعليم بشكل رسمي لدمج الأطفال ممن يعانون من مشاكل في التعليم كبطء التعليم ومشاكل النطق مع الأطفال العاديين. وقد مضي الآن علي افتتاح المدرسة ثلاث سنوات.
ف وهل يشرف علي المدرسة أخصائيون لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة؟!.
غ بالطبع.. فحالياً يتواجد سبعة أخصائيين وأخصائيات بحرينيين وعرب، كما يشرف علي البرنامج الدكتور محمد هويدي – وهو استاذ في كلية الخليج العربي، هذا بالاضافة الي وجود أخصائية نفسية، والتي يختلف دورها عن المشرفة الاجتماعية التي تتواجد في المدارس العادية.
إذ أنها تشخص حالة الطفل منذ دخوله المدرسة لتحدد نوع مشكلته ومدي تناسب حالته مع البرامج التي نوفرها، ونضطر أحياناً الي استبعاد بعض الحالات التي ندرك ان علاجها غير متوفر لدينا.
ف وهل هناك خطة مستقبلية لتوفير برامج أخري تناسب جميع أصحاب الاحتياجات الخاصة؟.
غ لدينا نظرة مستقبلية لتوفير أكبر قدر ممكن من الأخصائيين لمختلف المشاكل التي تعاني منها فئة ذوي الاحتياجات الخاصة. إذ أن كل طفل نتعامل معه بحد ذاته – كحالة منفردة، فنضع له برنامجاً خاصاً للوصول الي أهداف معينة تتناسب مع كفاءاته وعمره ومشكلته.
ف ذكرتِ أن الطفل يتم تصنيفه تبعاً لعمره، وهذا يعني أنكم لا تصفونه تبعاً لقدراته لماذا؟.
غ لأننا بهذه الطريقة وهي التي يتم فيها الطفل في فصل مع زملاء له من نفس عمره، سنتمكن من علاج مشاكله السلوكية التي قد تبذر منه، شأنه في ذلك شأن الطفل السوي الذي قد تصدر منه سلوكيات غير محببة، كما أننا نهدف بذلك الي أن يتمكن الطفل من إنشاء علاقات اجتماعية مع أطفال في مثل عمره، وهي ظاهرة صحية للطفل.
ف وهل هناك صفوف معدة لإحتضان هذه الفئة؟!
غ خطتنا هي عدم عزل الأطفال في غرف خاصة بهم. ولكن هناك جداول معدة تمكن الاخصائية من أن تنفرد مع هؤلاء الأطفال في غرف مصادر التعلم، وذلك حتي لا يكون المسمي عاملاً يؤثر علي نفسية الطفل، لإحساسه بأن هناك فرق بينه وبين الأطفال العاديين، ويوجد حالياً 4 غرف مجهزة.
ف وكم من الوقت يحتاج الطفل للتعلم؟!.
غ كلما كان الطفل في سن أصغر كلما تمكنا من علاجه بصورة أسرع، فهناك أطفال وضعوا في البرنامج لسنة أو سنتين بعدها انتظموا في المدارس العادية. ويعتمد ذلك أيضاً علي قدرة الطفل واستعداده لتقبل التعليم. قد يأخذ الطفل الذي يعاني من مشاكل في النطق فترة أطول ولكنه يتمكن من المشكلة وبإمكانه التغلب عليها. فنحن نبدأ مع الطفل خطوة خطوة، إذ نوفر له كتب تناسب قدراته الفعلية، كما أن الامتحانات توضع بما يتناسب مع مهاراته وكفاءاته، وبالمثل بالنسبة الي واجباته، إذ ليس من العدل أن نتوقع منه ما نتوقع من الأطفال العاديين
ف وهل تجدون تفاعلاً مع الطالب؟!
غ كثيراً.. فنحن نلحظ أن الطفل يعبر عن نفسه بطريقة مريحة، لقدرته علي التفاعل مع أقرانه، الذين بدأوا يفهمونه وكذلك مدرسيه، صحيح أنه قد يجد صعوبة في التعامل مع المجتمع الخارجي ولكنه يكسر هذا الحاجز بمجرد دخوله باب المدرسة.
ف إلي أي مدي حققتم نجاحاً في عملية دمج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأطفال العاديين؟!.
غ الحمد لله النجاح ملحوظ والدليل علي ذلك إن صيت المدرسة وسمعتها الطيبة وصلت للدول المجاورة، ولا سيما المملكة العربية السعودية، فهناك عدة حالات دخلت المدرسة وأصبحت اليوم أطفال عاديين في المدارس الحكومية في السعودية، ولازلنا نتابع أخبارهم، ومنهم من فضل البقاء والإقامة في البحرين لتوفير مشقة السفر يومياً، وليتمكن أطفالهم من تلقي علومهم كأقرانهم، كما أن هناك طالبين أمريكيين بدأنا في متابعة دراستهم التي بدأوها في الولايات المتحدة الأمريكية بالتنسيق مع مدرسيهم هناك.
ف وهل هناك عوائق تعترضكم في سبيل وصولكم لأهدافكم؟!.
غ الإمكانات المادية هي أكبر عائق لنا، إذ أن ذلك يمنعنا من توفير البرامج التي نحتاج اليها ضمن خطننا التي تهدف للوصول إليها، صحيح أن المعلمين ذو كفاءة عالية، والكتب تضاهي في مستواها كتب المدارس الكبري، إلاّ أن ما نحتاجه هو الدعم المادي الذي يحد تطورنا كمدرسة.
ف وكم نسبة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بالنسبة للأطفال العاديين؟!.
غ سياستنا تحتم علينا ألا تزيد نسبتهم عن 20%، فحالياً يوجد نحو 180 طفل سوي مقابل 31 طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهناك أطفال علي قائمة الانتظار! فنحن لا نستطيع استقبال عدد أكبر لقلة الامكانات.
ف وما الحكمة من عدم ضم عدد أكبر منهم في المدرسة؟!.
غ إذا زاد عدد الأطفال العاديين حتماً سوف يتفوقون علي الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بطريقة ملفتة، وما نريده هو أن لا يحس الطفل بذلك، وما نحتاجه هو أن يتعلم من الأطفال العاديين، فهناك نحو طفلين الي ثلاثة أطفال في كل صف دراسي، وقد لا يوجد أي منهم في صفوف أخري.
ف هل أثبت الأطفال أنفسهم في مجالات دون غيرها؟! وما هي هذه المجالات؟.
غ أثبت الطفل ذا الاحتياج الخاص نفسه في التربية الرياضية والفنية بشكل ملحوظ، حيث أبدع في الرسم والأشغال اليدوية لوحظ انهم يستفيدون من بقايا الأشياء ويخترعون ويبتكرون ألعاباً يمكن استخدامها.
ف ماذا عن القدرات اللغوية عند هذه الفئة من الطلبة؟.
غ يشارك فئة منهم في التمثيليات، وأبدي بعضهم طلاقة في الكلام، ففي موقف لن أنساه حدث العام الماضي في اليوم العالمي وهو احتفال يعمد فيه الأطفال الي ارتداء ملابس تمثل دول معينة، إذ أنهم يرقصون ويمثلون أمام ذويهم، وكان من بينهم طفل يعاني من مشاكل في النطق، فقامت مدرسة بتلقينه آيات قرآنية فقرأها وأمام الحضور في بداية الحفل!!.
ف وما أهم الأساليب التربوية المستخدمة في التعليم لديكم؟!.
غ تعزيز السلوك من أهم الأساليب، سواء كانت اللفظية منها أو المادية كالملصقات والنجوم، وهذا التعزيز لا ينحصر علي الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، بل يشمل كذلك الأطفال الأسوياء، الذين يتعدل سلوكهم كذلك.
ف وهل تواجهون مشاكل في علاقات الأطفال بعضهم لبعض داخل الفصل الدراسي؟!.
غ الأطفال الأسوياء أخذوا يتعودون علي أقرانهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين قد تصدر منهم سلوكيات عدوانية في بعض الأحيان.
فهم الآن يتصرفون معهم بنضج وحكمة، لدرجة أننا لم نتلق حتي الآن أية شكوي من أي أم تتعلق بخلافات مع الزملاء!.
ف أيعني ذلك إن الطفل السوي أخذ يستفيد من دمجه مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة؟!.
غ بالطبع.. فالطفل العادي ينضج فكرياً وسلوكياً جراء تعامله مع هذه الفئة، لإختلاطه بهم يومياً، كما أنه يكتسب صفة الصبر، بل أنه يتعلم كيف يساعد الغير دون انتظار مقابل! فأصبح العمل التطوعي جزءاً من تكوينه الشخصي، كما أنه يصبح بفعل إحتكاك المباشر بهم حنوناً وعطوفاً.
ف وإلي أي الأسباب تعزين نجاح البرنامج دمج الأطفال ذوي الاحتياج الخاص بالعاديين ؟!.
غ أهم عامل يمكننا أن نعول عليه هو تعاون الأطفال الأسوياء معنا، فالأخصائيين مهما قدموا من خدمات لهم، لن يتمكنوا من حل مشاكلهم اذا كان هناك أطفال يعيرون الطفل أو يستهزؤون به أمام زملائهم!.
ف في حالة معاناته من مشاكل أكاديمية كتلك التي ذكرتم، نحاول قدر الإمكان تعليمه علي الأقل الكتابة والقراءة، وبعدها نعلمه الرياضيات حتي يتمكن من أن يعتمد علي نفسه في المجتمع الذي يخالطه. ونعلمه لغة واحدة اذا استعصي عليه تعمل لغتين.
ف وهل يشارك طفل ذوي الاحتياجات الخاصة بقية الأطفال في الأنشطة التي تقيمها المدرسة؟!.
غبالتأكيد، وكمثال علي ذلك إن من ضمن أنشطة المدرسة يوم الدراجات الهوائية وكان من ضمن الأطفال، طفل مقعد رفض المشاركة في السباق، وعزم علي الغياب في يوم النشاط!.
إلاّ أننا شجعناه علي المشاركة، وقبل! وكان وجوده ضمن الأطفال مثلج للصدر، خصوصاً عندما رأينا الابتسامة مرسومة علي وجهه أثناء اإستلامه للشهادة.
ف توجد ممرضة ملمة بالمشاكل الصحية لكل طفل، ويوجد ملف صحي لكل طفل في المدرسة يضم المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة به..

Catedu
2004-07-16

أجرت الحوار - ياسمين خلف: يصادف أولياء أمور الأطفال الذين يعانون من اعاقات سمعية أو بصرية أو حركية ممن يعرفون بذوي الاحت...

إقرأ المزيد »