التصنيفات:تحقيقات / استطلاعات ( الأيام)

ميزانية الأدوية بالصحة 8 ملايين دينار.. مدير الصيدلة ومراقبة الأدوية لـ الأيام : الحـــذر مـــن الأدويـــة غير مضمــونــة المصــدر

كتبت ـ ياسمين خلف:
تصوير ـ علي سلمان:

ارجعت مديرة الصيدلة ومراقبة الادوية ليلي عبدالرحمن سبب ارتفاع اسعار الادوية في مملكة البحرين خاصة والدول الاخري عامة لارتفاع اسعار اليورو، مؤكدة علي انها مشكلة تؤرق الوزارة كما تؤرق المواطنين ومشيرة الي ان مملكة البحرين تأتي بالمرتبة الثانية بعد المملكة العربية السعودية في انخفاض اسعار الادوية مقارنة بدول الخليج الاخري، مضيفة إنه كمرحلة اولي لحل المشكلة بدأت من خلال توحيد تسعيرة 85 مستحضر طبي، وذلك بعد الاجتماع الاخير للجنة التسجيل الدوائي المشتركة لدول الخليج واليمن، ستعقبها كما ذكرت مرحلة اخري لتوحيد اسعار نحو 100 مستحضر طبي آخر.. وفي الوقت الذي اكدت فيه ضمان جودة الادوية حذرت من التعامل مع جهات غير مرخصة كتلك التي تستغل الانترنت في ترويج مستحضرات قد تعد في مصانع غير مرخصة بعيدة عن الرقابة، او حتي تستغل البيوت في تصنيعها… مدارات حاورتها وخرجت بالاسطر التالية:
فف مشكلة ارتفاع اسعار الادوية من اكثر ما يؤرق المواطنين وهم دائمو الشكوي، فما تداعياتها؟
ف هي مشكلة تؤرقنا نحن ايضا كوزارة الصحة، ولكن للمشكلة جذور تاريخية تعود الي بداية السبعينات من القرن الماضي حين وضعت نسب الزيادة علي اسعار الادوية، اذ حسبت بـ 50% علي سعر المستحضر الطبي كتكاليف نقل وشحن وجمارك منها 19% للمستورد والموزع و 12% كضريبة جمركية، وهي نسبة زيادة تعتبر الاقل بعد المملكة العربية السعودية التي تشكل الزيادة لديهم نحو 37 ـ 40% علي سعر المستحضر الطبي، بينما ترتفع في الدول الخليجية الاخري الي 60% او حتي علي سعر المستحضر وبعد ان الغيت الضرائب الجمركية قلت زيادة السعر الي 45% فقط، فالبحرين بحسب ما توصلت اليه لجنة دراسة اسعار الادوية التي شكلتها وزيرة الصحة الدكتورة ندي حفاظ مع القطاع الخاص تعتبر الدولة الثانية في انخفاض اسعار الادوية بعد المملكة العربية السعودية، التي تمتلك مقومات تساعد علي هذا الانخفاض منها ارتفاع عدد السكان وحجم السوق وعدد الحجاج والمعتمرين كل عام.

فف اذن السبب الرئيسي لارتفاع اسعار الادوية اين؟
ف نستطيع ان نقول ان الارتفاع في سعر اليورو هو السبب الرئيسي، وحال ما ينخفض سيشعر المواطنون بانخفاض اسعار الادوية.

فف كم عدد الادوية المطلوبة وباستمرار في الصيدليات، وتعاني من الارتفاع في السعر؟
ف بحسب شكاوي المواطنين، فإن حوالي 20 مستحضرا طبيا دوائيا يشكل ارتفاعا في السعر مقارنة بالسعودية، ويصل الفرق الي 40% تقريبا! ومشكلة ارتفاع السعر ليست البحرين الوحيدة التي تعاني منها، بل حتي المملكة العربية السعودية التي تواجه نفس المشكلة مقارنة بأسعار الادوية في اليمن.

فف هذا يقودنا الي التساؤل عن عدد الادوية المرخصة والمتوافرة في الصيدليات؟
ف يبلغ عددها نحو 1200 مستحضر في وزارة الصحة، و3000 مستحضر بدون تراكيز او احجام، اما فيما يتعلق بالقطاع الخاص فتتواجد في صيدلياته نحو 6000 مستحضر من احجام وتراكيز مختلفة. وجميعها مسعرة وخاضعة للتحليل والفحص المختبري.

فف وكم تبلغ ميزانية وزارة الصحة للادوية؟
ف بلغت خلال عام 2004 الـ 8 ملايين دينار تقريبا.

فف وهل هناك جهة تختص بتسجيل الادوية وترخيصها؟
ف نعم، هناك لجنة مشتركة للتسجيل الدوائي لدول الخليج العربي، شكلت في عام 1997، تختص بالتأكد من تطبيق اسس التصنيع الجيد للادوية، وتحليل الادوية، ناهيك عن دورها في تبادل الخبرات والاستفادة من استشاري الادوية، وهي لجنة تجتمع بشكل دوري كل ثلاثة اشهر، وانضمت مؤخرا اليمن اليها.. وفي آخر اجتماع لها في الرياض تقرر توحيد تسعيرة الادوية لـ 85 مستحضراً طبياً كمرحلة اولي ستعقبها مرحلة اخري بتوحيد اسعار نحو 80 ـ 100 مستحضر طبي، كما ان اللجنة تسهم في خلق كادر مدرب لتقييم مراقبة مصانع الادوية، والتي تتم زيارتها قبل الترخيص والتسجيل لعمل المصنع.

فف وهل الادوية الجنيسة تحل جزءا من مشكلة ارتفاع الاسعار؟
ف نعم، فالادوية الجنيسة والتي تصنع في نفس المصانع العالمية او حتي المحلية بعد انتهاء الملكية الفكرية للمستحضر يحل جزءا غير مستهان به من المشكلة، فالتوجه العالمي اليوم يشجع هذا النوع من الصناعات ذات السعر الاقل، فبحسب منظمة التجارة العالمية فإن اي اكتشاف لاي مستحضر طبي لا يستورد ولا يصدر اي منتج دوائي تحت الملكية الفكرية لمدة 20 عاما تبدأ من لحظة الاكتشاف وجميع دول العالم بما فيها دول الخليج موقعة علي هذا الاتفاق. فأسعار هذه الادوية تصل الي نصف سعر الادوية حال وجودها تحت الملكية الفكرية او حتي اقل من النصف، وهي تصنع في مصانع مراقبة ومسجلة ومطبقة لانظمة وزارة الصحة. وهي خلال هذه السنوات في ازدياد لانتهاء الملكية الفكرية للكثير من الادوية والتجارة العالمية تحمي المبتكر والمعلومات التي ترتبط به.

فف وهل تحتوي صيدليات المملكة علي الادوية التي يحتاجها المواطنون والمقيمون؟
ف بالتأكيد، فمنظمة الصحة العالمية تصدر وتراجع قائمة الادوية الاساسية التي يحتاجها المواطنون، والبحرين تجاوزت تلك القائمة بـ 10 مرات، وتفوق القائمة بمرحلة متطورة جدا، وان حدث ونقصت بعض الادوية، فهو راجع لأسباب كثيرة منها زيادة الاستهلاك، وتغير نمط العلاج، واستجداد انواع من الادوية سواء بالايجاب او السلب، كما ان كمية الادوية المستوردة تعتبر ضئيلة مقارنة بخطوط الانتاج في المصانع، اي ان المصانع المنتجة قد تعجز عن تلبية احتياج الدول من الادوية، فتسبب النقص لدي بعضها لزيادة الطلب العالمي لديها، كالمواد المخدرة التي عانينا فترة من نقصها بسبب حرب العراق الاخيرة، لاستجابة المصانع لطلبات الجيوش مما اثر سلبا علي باقي الدول العالمية بما فيها مملكة البحرين.
الطلبات تقدم للمصانع قبل 3 اشهر والبحرين ليست بمعزل عن العالم، حتي امريكا لاقت نقصا في لقاح الانفلونزا خلال هذا الشتاء، لتوقف عمل احد المصانع في بريطانيا لأسباب رقابية.

فف يحدث ان تصرف ادوية، ويتبين المستهلك انها منتهية الصلاحية، فما تعليقك؟
ف ادارة الموارد تسحب الادوية قبل انتهاء صلاحيتها ومع ذلك فإن احتمال الخطأ وارد، فوجود 1200 مستحضر امر ليس بالهين، ومع ذلك فإن الادوية الموجودة في المخازن لا يمكن ان تكون منتهية الصلاحية، وان حدث فذلك مرتبط بتلك الادوية الموجودة في الصيدليات وان كنت لست جهة الاختصاص بذلك، فإن الامر صرف ادوية منتهية الصلاحية نادر الحدوث، لا انفي ذلك خصوصا مع زيادة الطلب والازدحام، وطباعة الارقام والتواريخ بخط صغير جدا، ومع كل ذلك لا ابرر صرف ادوية منتهية الصلاحية من قبل وزارة الصحة. واكرر ان الامر نادر الحدوث.

فف وهل تقومون بحملات لجمع الادوية المنتهية الصلاحية من الناس؟
ف لإدارة المراكز الصحية نشاط كبير في جمع الادوية من البيوت، بالاتفاق مع الاندية والجمعيات، وهي ادوية لا تستخدم بأي حال من الاحوال، إذ اننا لا نعرف هل التزم المستهلك بطرق الحفظ الصيحة للأدوية ام لا، فطرق التخزين مهمة جدا للحفاظ علي صلاحية الادوية.

فف ما الادوية الاكثر استهلاكا، وفي المقابل ما هي الاقل استهلاكا في مملكة البحرين؟
لاحظنا في الآونة الاخيرة انه زاد استخدام ادوية خفض الكوليسترول بصورة غريبة، كذلك الانسولين الخاص بمرضي السكري، وبعض انواع اللقاحات والخاصة بالتهاب الكبد الوبائي فئة ب وثلاثي الحصبة والحمي الصفراء والسحائي والذي ينشط استخدامه موسم الحج وبصورة عامة فإنه كلما تدخل مجموعة جديدة من الادوية يقل معها استخدام الادوية القديمة.

فف وهل يمكن للمستهلك للادوية الثقة فيما يتعاطاه؟
ف كل الادوية المرخصة من المصانع موثوق بها، فهناك لجان متخصصة في المصانع تراقب محتوياتها، وان حدث وان بلغ ضد مصنع ما، يوقف عمله، ولنا مع جميع الدول اتفاقية علمية تجارية، والفشل في الرقابة علي الادوية مرتبط ارتباطاًاساسيا بانهيار النظام السياسي والذي عليه ملاحظات هو شراء الادوية عن طريق مصادر غير موثوقة كالانترنت مثلا. فعلي من يستخدم هذه الطريقة في الحصول علي الادوية التأكد من جهة الترخيص، وهل يضمن مثلا انها غير مصنعة في البيوت او في مصانع تفتقر الي الرقابة، فالحذر الحذر من تلك الادوية غير المضمونة المصدر.

Cathealth
2005-02-26

كتبت ـ ياسمين خلف: تصوير ـ علي سلمان: ارجعت مديرة الصيدلة ومراقبة الادوية ليلي عبدالرحمن سبب ارتفاع اسعار الادوية في ممل...

إقرأ المزيد »

نعم.. قد يكون الطفل المتوحد عبقريا

هكذا نتعامل مع مشاكل النطق وبحة الصوت
أجرت الحوار ـ ياسمين خلف:
كثير من الامهات يواجهن مشكلة قلة حصيلة اطفالهن من الكلمات، وهذه تعتبر بالنسبة للكثير من الاسر مشكلة لا سيما إذا كان الطفل قد تجاوز السادسة من عمره ولا يزال يملك حصيلة لغوية لا تزيد عن 5 كلمات، مما يكون حجرة عثرة أمام تقدمه الدراسي فما أسباب ذلك وهل يعود ذلك إلي عدم اكتمال جهاز الطفل الكلامي؟! في هذا الحديث مع اخصائية النطق والسمع بدرية بوزبون نتناول الابعاد المختلفة للموضوع:من المفترض أن يكون جهاز الطفل الكلامي كاملا مع دخوله المدرسة، وذلك ما يساعده علي تلقي علومه، وتعلم اللغة وبخاصة لغة الأم وهي التي يجب أن تكون أقوي حتي يتعلم لغة أخري، فمن الضروري أن يتعلم الطفل لغته الأصلية كاللغة العربية مثلاً في سن مبكرة، ويجب أن تكون واضحة ليتعلم لغة أخري كاللغة الانجليزية، وحتي يعرف الكلمة وما يقابلها في اللغة الأخري، بغض النظر عن كون بعض الأطفال يجيدون أربع لغات في بعض الأحيان.

علي الطفل ان يجيد تكوين الجُمل

وما أهم الأمور التي يجب أن يتقنها الطفل؟!
غغ بدرية بوزبون:
أهمها هل يستطيع أن يكون جملاً؟ اذ أن الجمل تختلف تبعاً لسنه، وهل يستطيع ان يعبر عما يريد بطريقة وبلغة سليمة؟ وهل يستطيع وضع الكلمات في مكانها المناسب، كقوله مثلاً رأيت الطفل يشرب من أمه الحليب وذلك خطأ، وكان من المفترض أن يقول رأيت الطفل يرضع من أمه !! وهي الأخري مشكلة لغوية نقوم بعلاجها، فوضع كلمة مكان أخري بشكل خاطئ مشكلة، ويرجع ذلك إلي عدم استخدام الكلمات، فاللغة ممارسة، إذا لم نستخدمها لن نستطيع التعبير عنها بالشكل السليم، والأمر بالمثل فيما يتعلق بالقواعد اللغوية، وليس كما يفعل البعض يؤنث المذكر وبالعكس، كما لو كان أجنبيا يعكس في الكلام، ولا يجيد القواعد اللغوية.

قد تكون الخادمة وراء المشكلة

وهل درجة الفهم لها دور في ذلك؟!
غغ بدرية بوزبون:
بالطبع لها دور، فهناك لغة فهمية، ولغة نطقية، فكم حصيلة الطفل الفهمية؟ وكم ينطق ويعبر عنها؟ ومن تلك الحالات التي تعاملت معها طفل عمره سنتان ولا يتكلم بصورة طبيعية كأقرانه، هنا أنظر للأسباب التي قد تكون أهمها وجود الخادمة في المنزل، وغياب الأم في عملها، أو ذهاب الطفل لروضة تستخدم لغتين في تدريبها!!

يجب التركيز علي لغة واحدة بالنسبة لبعض الأطفال

أيعني كلامك هذا، إن إدخال الطفل روضة تستخدم اللغة العربية، باعتبارها اللغة الأم أفضل للطفل في هذه السن المبكرة!
غغ بدرية بوزبون:
ذلك يعتمد علي الطفل نفسه، قد يمثل الأمر مشكلة لبعضهم، في حين لا تشكل أي مشكلة لآخرين، فقد يوضع الطفل في روضة تستخدم لغتين وهو يعاني من تأخر في النطق، فهنا فهو إن كان يعرف كلمة باللغة العربية، قد لا يعرف ما يقابلها باللغة الانجليزية، فبالتالي ستكون حصيلته من الكلمات باللغة العربية قليلة وضعيفة وركيكة، وبالمثل بالنسبة للغة الانجليزية، فيخسر ها هنا الطفل اللغتين!! فهو لن يجيد أي لغة منها بالشكل الكامل، لإصابته بالتشتت، وإذا لم نغير البيئة المحيطة به لن تزول المشكلة، بل قد تزداد سوء اعلي سوء.

القدرة علي علاج النطق تعتمد علي فهم الطفل

هل ترتبط قدرة الطفل علي المشي والأكل بمفرده بقدرته علي الكلام؟!
غغ بدرية بوزبون:
الطفل يبدأ بالكلام بعد أن يمشي، وبعد أن يعتمد علي نفسه في الأكل، فإذا تأخر في المشي سوف يتأخر في النطق والكلام، ففي حالة الطفل المغولي قد يتأخر في الكلام، كأن يتكلم وهو في السادسة من عمره، وتكون كلماته حينها بسيطة وقليلة، شأنه في ذلك شأن الطفل الذي بدأ لتوه يتكلم، وتأخره يعتمد علي درجة تخلفه، فكلما كان تخلفه بسيط سوف يكون أسرع في الكلام، وكلما كان تخلفه كبيراً سوف يتأخر في الكلام، وقد لا يتكلم اطلاقاً، والكلام الذي أقصده ها هنا هو الكلام الذي يستطيع الطفل أن يعبر فيه عن نفسه.
فعندما يأتي طفل متأخر في النطق يساورني الشك في فهمه، فاعمد إلي تحويله لدكتور مختص لقياس درجة ذكائه، لمعرفة إذ ما كان ذكاؤه يتناسب مع سنه، فقدرتي علي علاج نطقه تعتمد علي درجة فهمه، كما أسعي لمعرفة سبب تأخر نطقه، والتي قد ترجع إلي مشاكل في سمعه، أو في مستوي فهمه، وقد يفهم بشكل عادي ولكن ليس بالمستوي الذي يؤهله لتطوير نفسه.

وهل الخادمة بذلك تؤثر علي الطفل وبخاصة المصاب بمشكلة في النطق؟!
غغ بدرية بوزبون:
بشكل عام الطفل الذي يتربي في حضن الخادمة لن يتكلم اللغة العربية بشكل صحيح، وإنما الركيك منها، فهو معها طوال اليوم، والأم لاهية في عملها، واخوانه وإن كانوا معه فهم مشغولون في اهتماماتهم الكمبيوترية، فلا يجد الطفل غير تلك الخادمة التي يلازمها طوال ساعات يومه، بل قد لا تأخذ وتعطي معه، إذ أن أغلبيتهن يقدمن للطفل كل ما يريد، ويلبون حاجاته حتي دونما يطلبها!! فهي لديها جدول وتمشي عليه، وتعرف بالضبط ما يريده الطفل، حتي أنها لا تجعله يشعر بالجوع لمبادرتها بالطعام قبل أوانه، هنا لن يجد الطفل فرصة ليطور من لغته، ناهيك عن إصابته بالاتكالية، فاللغة استخدام، وإذا لم تكن هناك حاجة لاستخدامها لن نستخدمها ولن تتطور.

أطفال مصابون بالخرف

وماذا عن تلك الحالات المحولة من قسم الأمراض الباطنية؟
غغ بدرية بوزبون:
هي تلك المتعلقة بالمرضي المصابين بالجلطات الدماغية، والتي تؤثر علي مراكز النطق والتعبير، فتؤدي إلي عدم قدرة المريض علي التحدث بسهولة كما كان في السابق، أو أنها قد تؤدي إلي أن يستخدم كلمات وجمل لا تتناسب مع السؤال أو الحديث الدائر بين الجماعة، كما لو كان مصاباً بالخرف !! فإذا حولت علينا حالة من قبل طبيب الباطنية أتأكد من وجود اللغة عنده أو عدمها ودرجة سلامتها، فالبعض منهم يجد صعوبة في النطق، أو أنه قد ينوي علي قول كلمة ولكنه يفشل في اخراجها، وهو ما نطلق عليه بالحبسة الكلامية ، فهو لا يقوي علي التحدث والكلام، ولكنه يستطيع التعبير عما يريد بالكتابة، وعلي الجانب الآخر قد يتكلم بطلاقة كبيرة ولكن دون أن يكون للكلام اي معني، فهو يصف الكلمات بطريقة سليمة قواعدياً، ولكن ليس لهذه الكلمات صلة بالسؤال الذي قد نوجه إليه، فتفقد الجمل معناها كلياً.
وقد يفهم كلام المتحدث ولا يستطيع أن يرد عليه، ويجيب علي السؤال بإجابة لا تمت للسؤال بصلة، وإن كانت هذه المشكلة تكثر لدي كبار السن، إلا أنها موجودة لدي الشباب المصابين نتيجة حوادث مرورية أثرت علي مراكز الفهم لديهم، والتي قد تؤثر علي ذاكرتهم وقدرتهم علي الكتابة، فهو وإن كان يستطيع الكتابة إلا أنها بشكل سُلم، شأنه في ذلك شأن الطفل الذي بدأ لتوه يتعلم الكتابة، فهم فقدوا القدرة علي الكتابة بسبب الجلطة التي تعرضوا إليها.

نتوءات الأحبال الصوتية ما لها وما عليها

ومع التدريب هل يرجع الفرد إلي حالته الطبيعة؟
غغ بدرية بوزبون:
في الحقيقة هو ليس تدريبا وإنما تأهيلا، لا يمكن بصراحة ارجاعه إلي سابق عهده، فالتلف قد حدث لخلايا الدماغ ومراكز الكلام عنده، ونحاول نحن تعويضه عنها بالتدريب، فإن لم يقوي علي الكلام يمكنه استخدام الكتابة، وللأهل هنا دور فعال في تأهيل الفرد نفسياً.

بحة الصوت أحد أمراض الصوت الذي يعاني منها الكبار والصغار علي حد سواء، ما سببها؟! ومن هم أكثر الأفراد تعرضاً لها؟!
غغ بدرية بوزبون:
سببه ظهور نتوءات علي الاحبال الصوتية، فيؤدي إلي عدم خروج الصوت بصورة طبيعية، فيخرج مبحوحاً، وهو ناتج عن كثرة الصراخ والشرح مثلاً لدي المدرسين والمدرسات، أي استخدام الصوت بطريقة خاطئة، ويتعرض لها كذلك بالإضافة إلي المدرسين والمغنيين والمذيعيين ومرتلي القرآن الكريم.

وكيف يتلافي هؤلاء هذه البحة الصوتية؟!
غغ بدرية بوزبون:
لابد لهؤلاء أخذ كورسات في النطق، حول كيفية تقوية النفس، والطريقة الصحيحة في الكلام، وهي موجودة في البحرين، ونقدمها كورش عمل في المدارس ومراكز تحفيظ القرآن، باعتبارهم أكثر فئة معرضة للبحة، وهم يطلبون الدورات التدريبية بشكل مستمر.
ولذلك نجد إن المغنيين لا يبدأون بالغناء إلا بعد سلسلة من التدريبات علي الصوت، وكيفية استخدام الاحبال الصوتية، وتقوية النفس والحنجرة، حتي يتمكنوا من الغناء من غير أن تصيبهم مشاكل في الاحبال الصوتية علي اختلاف أنواعها.

علاج البحة يتطلب الراحة

وهل تقومون بعرض مثل هذه المحاضرات والورش علي المدارس؟!
غغ بدرية بوزبون:
نحن لا نذهب لهم، بل هم من يطلبها منا، فنقدمها للمدرسات والمدرسين لينقلوها بدورهم للطلبة، إذ أن أكثر روادنا من المدرسين، لا بسبب رغبتهم في العلاج، وإنما للحصول علي تقرير يفيد اصابتهم بمشاكل في الصوت، وذلك لتخفيف عدد الحصص الموكلة إليهم، لذا فهم يراجعون العيادة وما أن يحصلوا علي التقرير حتي يتوقفوا عن العلاج، إذ أنهم يدعون ان لا فائدة من العلاج ما داموا مستمرين في التدريس والصراخ والكلام المتواصل في الفصول الدراسية، وذلك صحيح إلي حد ما، فالعلاج يتطلب راحة، والتي يمكنهم الحصول عليها في الاجازة الصيفية، لذا فإن استجابة ربات البيوت المصابات بهذه البحة أكثر، وذلك تبعاً للظروف التي يعيشونها، والتي تمكنهم من الراحة وضبط النفس عند الصراخ علي أطفالهن.

هكذا يمكن تجنب وجود بحة في الصوت

وما هو اقتراحك بالنسبة للمدرسات واللاتي عملهن يحول دون علاجهن؟!
غغ بدرية بوزبون:
التدريس بالنسبة إليهن أعمال شاقة مؤبدة، والمشكلة ليست في ظروف العمل وإنما في وزارة التربية والتعليم، والتي كان من المفترض منها إعطاء المدرسات والمدرسين وهم طلبه في الجامعة تدريبات علي استخدام الاحبال الصوتية، أي قبل أن يصابوا بالبحة ، أي اعطاؤهم مادة أساسية في التدريب قبيل التخرج من الجامعة.

ماذا عن المذيعيين والمذيعات؟!
غغ بدرية بوزبون:
قد يلحظ الجميع إن مذيعي ومذيعات القنوات الفضائية يتحدثون وهم يحركون شفاههم بطريقة واضحة، مما يتيح للحروف الخروج بصورة واضحة، فالضغط علي الاحبال الصوتية يسبب ظهور نتوءات علي الاحبال الصوتية نتيجة لكثرة الاحتكاك، فالقنوات الفضائية بالدول الاجنبية تقدم دورات تدريبية لمذيعيها حتي يتفادوا المشاكل في الاحبال الصوتية، حتي لا يتقدم المذيعون بطلب تعويض عن تلك الاصابة باعتبارها اصابة عمل.

ماذا عن الأطفال هل هم كذلك عرضة للإصابة بالنتوءات علي الاحبال الصوتية؟
غغ بدرية بوزبون:
فئة قليلة منهم تقدر بـ 10% فقط، إذ يصابون به نتيجة لصراخه الدائم، حينها لا يمكن علاج الطفل إلا مع القضاء علي الأمور التي تثيره وتجعله يصرخ، وقد يكون سبب صراخه تعوده علي هذا الاسلوب باعتبار إن والدته هي قدوته تصرخ باستمرار، وقد يكون السبب في سمع الطفل، فعندما يعاني من ضعف في السمع سوف يصرخ لا شعورياً، أما 90% النسبة الباقية فيصاب بها البالغون من مدرسين وأمهات وأئمة مساجد ومرتلي القرآن كما أسلفنا الذكر. وغالباً ما يكون علاج أئمة المساجد عبر الهاتف والنتيجة أقل نجاحاً بالطبع.

لهذا يحجم الذكور عن هذا التخصص

ألا يوجد لهم أخصائي نطق من الذكور؟!
غغ بدرية بوزبون:
عملنا يحتاج إلي صبر وقوة احتمال، والمرأة أكثر قدرة علي تحمله من الرجل، كما ان أكثر المرضي من الأطفال وكطبيعة المرأة تستطيع التعامل معهم بسهولة أكبر، وذلك ليس فقط في البحرين، حتي بالدول الغربية، فعندما كنت طالبة في بريطانيا كنا نحو 30 طالبة وطالبا واحدا فقط!!، فإن كان الذكور قادرين علي الحصول علي مراكز عالية، إلا أن الأمر يختلف عندما يصل الأمر للتخصص في النطق.

في حالات كثيرة نسمع عن إصابة البعض بالسرطان في الحنجرة، مما يستلزم إزالتها بالكامل فينقطع صوتهم، فكيف لكم كأخصائيين في النطق التعامل مع هذه الحالات؟!
غغ بدرية بوزبون:
تردنا بالفعل هذه الحالات، فنلجأ إلي تدريبهم حول كيفية استخدام المرئ لإصدار الأصوات، وهي طريقة صعبة جداً.

مرضي التوحد.. هم الأصعب

ماذا عن أكثر الحالات التي تقومين بعلاجها؟!
غغ بدرية بوزبون:
الأطفال من مرضي التوحد، وتعتبر من أصعب الحالات إذ أن 80% منهم يعانون من تخلف عقلي، والباقين يكون مستوي ذكائهم عادي أو ضعيف، أو حتي أولئك الذين يعانون من صفات التوحد، والذي لا يستخدم جهازه النطقي، وتصرفاته أقل من سنه، ففي بعض الأحيان أعتقد في بداية العلاج إن الطفل مثلاً يتمتع بفهم عادي وبعد ذلك أجده متخلفاً عقلياً، وذلك ألحظه خلال تدريبه، إذ أنه يحتاج لتعلم الشيء الذي يتعلمه الطفل الطبيعي 20 مرة، وقد يكون خمس مرات، إذ أن ذلك يختلف تبعاً لدرجة الذكاء، وهناك متوحدون يتمتعون بذكاء خارق.

علاج المتوحد في البداية اسهل

وماذا عن السلوك العدائي للطفل المتوحد؟!
غغ بدرية بوزبون:
ليس جميعهم يتمتعون بسلوك عدائي، فأنا لا أعالج المتوحدين المتخلفين عقلياً، وأخطأت مرة وأخذت حالة كانت تعاني من تخلف عقلي، فعملي لا يتضمن تقييم حالة الطفل، فأنا أأخذه بعد أن يتم تحويله للعياده، أي أن الطفل قد تجاوز اختبارات الذكاء. إلا في حالة الأطفال الصغار جداً، والذي يصعب اختبار مستوي ذكائهم، نظراً لسرحانهم وحركتهم الزائدة، فهو يحول إلينا لاكتشافهم لصفات التوحد التي يحملها، وإن كانت هناك مراكز لتأهيل المتوحدين إلا أنه لا يعالجهم، فالتوحد مرض لا علاج له.

إذن كيف تتعاملين معهم؟!
غغ بدرية بوزبون:
أأخذ الأطفال دون سن الثامنة، إذ أنه كلما كبر الطفل المتوحد كبرت معه مشاكله الناتجة عن صفات التوحد، وتزيد عنده الحركة والعداء وخاصة إذ ما كان ولداً، فقد حصل وأن قبلت علاج طفل في الثالثة عشرة من عمره، والذي حصل أنه تهجم علي وأدخل أداة حادة في فمي، لذا فإن التعامل مع الأطفال أسهل، كما أن البنية الجسمية تلعب دوراً مهماً، وفي حقيقة الأمر تخصصي علاج الأطفال وليس الكبار الذي يختلف علاجهم، وهو وغير موجود للأسف في البحرين، فأنا الأخصائية الوحيدة في الوطن العربي التي تحمل شهادات كأخصائية نطق وفي الوقت ذاته أخصائية توحد.

وفي أي سن يمكننا معرفة ما إذا كان الطفل يعاني من التوحد؟!
غغ بدرية بوزبون:
يمكن اكتشافه منذ الولادة، ولكن لا يمكنك أن تخبري أهله بهذا الخبر المزعج، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال أشرطة الفيديو الخاصة بالطفل والفرق في حالته بين عيد ميلاده الأول والثاني وكيف ساءت حالته، وقد نتنبأ باصابة الطفل لمعاناة اخوانه الأكبر سناً من المرض نفسه.

كثرة البكاء والضحك.. علامة سلبية

هل هدوء الطفل غير العادي دليل علي اصابته بالمرض؟!
غغ بدرية بوزبون:
بل علي العكس قد يكون بكاؤه وضحكة أكثر من الأطفال الطبيعيين، وفي بعض الأحيان من غير سبب، والأم التي لديها طفل متوحد تعيش في قلق وشك في كون جنينها مصاب كذلك بذات المرض، فاضطر أن أقول لها إني متأكدة بأنه غير مصاب لأهدأ من روعها.

هل التوحد وراثي؟!
غغ بدرية بوزبون:
نعم قد يورث، فهناك امرأة لديها 12 طفلاً، ثلاثة منهم يعانون من التوحد، وهم الآن في العشرينيات من أعمارهن إلا أنهن لا يزالون كالأطفال الذين يعتمدون علي غيرهم في قضاء احتياجاتهم. وليس بالضرورة وراثة التوحد، وإنما صفات التوحد، كالتخلف العقلي والتأتأة، لذا علي الأم مراقبة أطفالها جيداً.

هكذا نعالج هذه الحالات

ما هو العلاج المتبع في عيادتك؟!
غغ بدرية بوزبون:
في السابق كان علاجنا مختلفا، حيث نعتمد علي تعديل السلوك، فهناك مرحلة ما قبل النطق ومرحلة ما بعد النطق، فالمرحلة الأخيرة تعتمد علي التواصل البصري والتركيز والانتباه، فهناك أطفال لديهم مشاكل في النطق ترجع إلي عدم تركيزهم وعدم تواصلهم بصرياً، مما يؤثر علي قدرتهم علي النطق.
وبعد حصولي علي درجة الماجستير اتبعت طريقة أخري، في العلاج تعتمد علي التبادل في الصور، فكل طفل لديه فايل خاص به يأخذه معه للمنزل، به صور للأشياء التي يحتاجها، ففي السابق إذا ما أراد مثلاً شوكولاته يأخذ يد أمه ويضعها علي الشوكولاته كدليل علي رغبته فيها، فالحاجة أم الاختراع، وحاجته لأمر ما يدفعه للنطق والكلام، فمع هذه الطريقة الجديدة يأخذ الطفل الصورة ويقدمها للأم التي تبدأ بالحديث معه وتقول له مثلاً أنا أريد شوكولاته مع عدم ذكر اسمه إذ أنه سيكرر الجملة كما هي دون أن يحذف اسمه، فالمتوحد لا يفرق بين الضمائر ويحب التكرار، فطريقة الصور تفيد حتي مع أولئك المتخلفين عقلياً، ولا أعلمه كل الكلمات وإنما قط تلك التي يجتاجها، فاللغة استخدام سيتحدث بما يريد، ونحاول أن نهيئ الطفل للمدرسة بتعليمة بعض الأرقام والأشكال والألوان، ومع التدريب والتكرار تجد الطفل المتوحد يكرر الجملة ويخرج الصورة المناسبة للشيء الذي تريده.

اكتشفت مرضه قبل 3 أسابيع

** وفي هذه الأثناء دخل طفل متوحد سعودي يأتي له أهله يومياً من المملكة العربية السعودية ليتدرب علي النطق، بدا عنيداً ما أن يري والدته يتدلك عليها ويرفض التجاوب، وقد أكدت بدرية بوزبون ـ أنه أفضل في حالة عدم تواجد الأم، بدأ بالتحرك وبعد دقائق أصدر أصواتاً تنم عن انزعاجه الشديد ـ والذي وكما أشارت الاخصائية أنه كطفل متوحد لديه احساس قوي لأي صوت، فهو عندما يسمع صوت يبعد مسافة مترات سوف يكون احساسه كما لو كانت اذناه ستنفجران!!!
أم الطفل ذي السنتين والنصف بدت متعاونة جداً ومتفهمة لمرض ابنها إذ قالت: قبل ثلاثة أسابيع اكتشفت أن ما يعاني منه طفلي هو مرض التوحد ، وبعد العلاج أخذ ينتبه ويركز أكثر، وأصبحت حركته أكثر طبيعية، حتي إحساسه بالضيق من الأصوات أخذ يقل عنده تدريجياً، أخته التي تكبره والتي كانت لا تندمج معه في اللعب أخذت تندمج معه، وكذلك الحال مع الأطفال الآخرين، بل أنه أخذ يمسك بالقصص بعد ما كان يبدي امتعاضاً ومللاً منها.
تقول بعد برهة من الصمت: كنت قبل عام من الآن متضايقة من كون ابني لا يندمج مع أخته عندما أقرأ لهم القصص، وبأنه لا يرد علي ندائي له!!، إلا أنه اليوم بات أهدأ من السابق، ويتعامل مع العلاج بايجابية، وذلك ما لاحظته بعد ما أخذ يستخدم أسلوب الصور ليعبر عما يريد.
تعود بدرية بوزبون ـ لتقول: ومن الحالات التي عالجتها أيضاً حالة طفل كانت أمه تقول لي خذي المجنون وقلت لها تذكري كلامك هذا بعد أن يتأهل ويبهرك بذكائه، وها هو اليوم يحرز المركز الأول في المدرسة!! ولكن ما أحب أن أؤكد عليه هو أن ما قد ينجح من علاج في بريطانيا قد لا ينجح معنا هنا في البحرين وبالعكس، والذي يرجع سببه إلي اختلاف البيئة وقدرة المدربات علي التدريب، وقابلية الطفل للعلاج، ومدي تعاون أهله!!!

catfeat
2003-04-17

هكذا نتعامل مع مشاكل النطق وبحة الصوت أجرت الحوار ـ ياسمين خلف: كثير من الامهات يواجهن مشكلة قلة حصيلة اطفالهن من الكلما...

إقرأ المزيد »

هرب من البحرين حاملا معه مليوني دينار! .. مقاول نصاب يحتال علي المواطنين!

تحقيق – ياسمين خلف:
لم يخطر علي بال حنان محمد علي وافراد اسرتها ولا علي بال فاطمة ام المرحومين سامح ووصال ، ان يهرب المقاول الذي بني لهم بيت الاحلام في السراب حاملا معه بما يزيد عن المليوني دينار، بعدما نصب واحتال عليهم وعلي غيرهم من الاسر البحرينية، التي ما زالت تجوب اروقة المحاكم بحثا عن حق ودعهم! فأمل الحصول عليه، كأمل الميت في الرجعة إلي الحياة!! قضايا النصب والاحتمال كثيرة، واساليبها غريبة عجيبة، ولا تخطر علي بال احد، الا ذوي العقلية الشيطانية، او الحذرة جدا.
المدعو (…..) بحريني الجنسية، له موظفون ومكتب عقارات، يستقطب داخله ضحايا املهم الوحيد العيش في منزل كريم، يربون بين جدرانه ابناءهم! سلموه ما اقترضوه وما يملكون من اموال واراض، فكشر انيابه وسال لعابه لتلك الدنانير الحمر ، واستولي علي ما ليس له حق فيه، وجمع ابناءه وطار معهم إلي دولة الكويت الشقيقة ومنها إلي استراليا كما يعتقد الكثيرون وان لم توجد معلومات حقيقة عن ذلك! حاملا معه احلام الغير التي تحولت إلي كابوس يهددهم منذ ما يقارب الثلاث سنوات! كيف احتال هذا النصاب علي خلق الله؟ وما رأي رجال القانون في هذه القضية التي ما زال ضحاياها يملكون الأمل في وضع نهاية سعيدة تنسيهم ما لاقوه من عذاب نفسي وارهاق مالي بسبب ذلك المحتال!!

لسانه الحلو سبب المشكلة

اما عن قصة ام المرحومين سامح ووصال فاطمة تسردها لنا، والتي بدت كأنها مسرحية هزلية اضطرت مرغمة علي ان تكون احدي ممثلاتها، حين اخذت تقول: لقد ضحك عليّ بلسانه الحلو وبعد تنهيده تهدج صوتها لتذكرها مصيبتها وواصلت: املك ارضا وراء السفارة العراقية عند خليج توبلي، وبين فترة لاخري امر عليها لاتأكد من وجود بيوت تبني بالقرب منها من عدمه، وفي احدي المرات لفت انتباهي اعلان عن بناءفلل….. تقع علي يمين ارضي، وبالصدفة كنت ابحث في تلك الفترة عن مقاول لابني بيتي! ولاترك منزلي القديم الذي لم اعد احتمل البقاء فيه اكثر، لانه يحمل بين جدرانه ذكري ورائحة ابني المرحومين سامح ووصال ، فوجدتها فرصة علي اغتنامها قبل ان ترحل من يدي، فالمقاول سيبني نحو 24 – إلي 26 فلة بالقرب من ارضي، واوراقي جاهزة والمخطط الهندسي جاهز، ولم يبق غير المقاول فقلت في نفسي هذا هو من ابحث عنه!!

فرحت كثيرا بموافقته

بذلت قصاري جهدي في جمع المال اللازم للبناء، حيث استلمت نحو عشرة آلاف من حقوقي التقاعدية، واشتركت في احدي الجمعيات المالية حتي امتلكت مبلغا ماليا يخولني للبدء في البناء.. اسرعت الخطي إلي مكتب هذا المقاول، وكلّي امل في ترك منزلي القديم، وقابلته واكد لي بأنه لا يبني بيوتا منفردة بل بالجملة! فحاولت اقناعه بأن ارضي مجاورة لبيوته واراضيه! سألني عن قسيمة الارض والمخطط الهندسي، فاخبرته بان كل شيء جاهز، ولم يبق غير البناء فوافق في النهاية علي ان يكون مقاولي ففرحت كثيرا.

اغسطس.. سيبدأ في البناء

زرته في مكتبه مرة اخري، وبينما انا انتظره فاذا بالسكرتيرة تتطلع وتتفحص شكلي، وبادرتني بالسؤال: هل انت ام وصال ؟ فكان جوابي ايجابيا، فقالت: الا تتذكريني! فقلت لها: لا ! فقالت انا صديقة ابنتك المرحومة، وقد حضرت حفلة عيد ميلادها الاخير! ووعدتني بالتوسط لي عند هذا المقاول باعتباره رئيسها، فدخلت الطمأنينة قلبي، وسلمت الخيط والمخيط ، فالسكرتيرة صديقة ابنتي المرحومة وقد ابدت لي مساعدتها.. ووقّعت الاتفاقية وكتبت للمقاول رصيد بعشرة آلاف دينار كل ما املك واعطيته توكيل يخوله بالتصرف في الارض وكان ذلك عام 2000م.
تسكت وتواصل: نبهني الكاتب في المحكمة ولم افهم قصده، فقد استغرب من موقفي بقيامي بتوقيع توكيل للمقاول! وسألني باستغراب جم: هل عندك ثقة فيه لهذه الدرجة، بحيث تعطينه توكيل علي ارضك؟! فأجبته بأني لا املك المزاج الكافي للذهاب والاياب لبناء المنزل فأردف يقول: الامر يرجع لك في النهاية! اخبرتني السكرتيرة بان البدء في البناء سيكون في شهر اغسطس.. انقضي شهر اغسطس، بل وانقضت سنة 2000م ولم يبدأ في البناء، وعندما استفسرت قالت لي السكرتيرة بان ظروف المقاول في تلك الفترة ليست علي ما يرام، فأمهلتني حتي شهر ابريل وكلما استفسرت اجد التماطل في الكلام، علي الرغم بانه يعرف ظروفي ويعرف اني لا احتمل البقاء اكثر في بيتي.

سافر وأغلق مكتبه!

وبعد شهر ابريل علمت انه قد رهن ارضي بـ 16 الف دينار، وعلمت بعدها انه سافر، ورغم ذلك كان الامل يعدني بانه سيرجع، وعجلة الزمن تركض دون جدوي، وفجأة رأيت ان المكتب قد اغلقت ابوابه، وقالت لي سكرتيرته: حلك الوحيد ان تقاضينه في المحكمة، وعلمت من كلامها هذا انه حيال ونصاب، فضاعت بذلك ارضي التي رهنها وامالي التي اخذها معه، وجلست صفر اليدين، حملت قضيتي هذه للمحامي، ونقلت معاناتي للبنك الذي ساعدني كثيرا من القبيل الانساني.
وها انا ذا ابني بيت آخر، وقريبا سأنتهي منه، بعدما قصمت ظهري القروض، قرض تلو الآخر، بل حتي ابنتي اقترضت لننتهي من البناء، ونترك منزلنا الحالي.

لكل مشكلة حل عنده…

حال حنان واخواتها نسيمة وكوثر واخيهم نادر افضل بكثير من حال فاطمة باعتبار ان فاطمة بالاضافة إلي اموالها التي ذهبت مع الرياح، رهنت ارضها وخسرتها، اما حنان فقد خسرت نحو 14 الف ومائتين وستة وخمسين دينارا، فما قصتها؟! سألناها فاجابت بحسرة: كنا نريد ان نخرج من بيتنا إلي آخر اكبر ذو غرف اوسع، فحملنا القدر التعيس إلي هذا المقاول الذي اوهمنا بان لديه ارض اخيرة وتخطيطها جاهز، وانه سيكون لنا وسيط لدي البنك لكثرة نفوده لنحصل علي قرض عقار ، علي الرغم من انني قلت له بان البنوك لم تعد تعطي قروض عقار وان اردنا فبامكاننا اخذ قروض شخصية لكل واحد منا، نحن الاخوة! قال لنا والثقة تملئه من رأسه حتي اخمص قدميه: ابعدوا الهم عنكم، وتوكلوا عليّ من بعد توكلكم علي الله، وسوف ايسر لكم الامور عن طريق معارفي!

باع ارضنا علي عائلة اخري!

ولم يحقق ما ادعي، فاضطررنا انا واخوتي ان نأخذ قروضا شخصية، صافي مبلغها نحو 14256 دينار، وسلمناه المبلغ بالكامل، كسعر للارض التي علمنا بعد ذلك انه قد باعها لعائلة اخري! والطامة الكبري انه اوهمنا بان تلك الاموال التي دفعناها، ومن قبيل التيسير الذي سيقدمه لاجلنا، سوف يعتبرها دفعة اولي للبناء! وبعد عام نأخذ قرضا آخر من البنك كقرض بناء ! حاورته وقلت له ان القروض التي اخذناها فترة تسديدها تمتد إلي ست سنوات، فكيف سيسمح لنا البنك بأخذ قرض آخر، ونحن لم نسدد القرض القديم! واخذنا بكلامه الذي لا يخرج بنتيجة، وطلبنا قرض بناء من بنكين مختلفين دون فائدة، فقد رفضوا الطلب، هنا وصلت بنا الامور إلي نهايتها، وطلبنا منه فض العقد وارجاع اموالنا! وافق، الا انه طلب منّا مهلة لاربعة اشهر، ومن بعدها لم نجد له اثر في البحرين، وعلمنا انه هاجر مع عائلته، حاملا معه نحو مليونين وسبعة وثلاثين الف دينار!! وإلي الآن اموالنا في عالم الغيب وقضيتنا فوق طاولة المحامي.

محدودية السوق.. وازمة السكن

وعبر المحامي فريد غازي عن اسفه لتعرض مواطنين لمثل هذا النصب والاحتيال، ويؤكد علي ان هذا المقاول وما يشاع عن هجرته إلي استراليا لا يحمل معلومات دقيقة، ويرجع سبب استغلال هذا المقاول إلي محدودية السوق في المملكة، وازمة السكن التي يعاني منها البعض، والتي تجرهم للقروض والرهن علي اراضيهم وفقدانهم لمدخراتهم التي سعوا خلال سنوات من عمرهم لجمعها، في سبيل شراء وحدة سكنية او بناء عقار!
وجاء علي لسان المحامي فريد غازي: عندما نتحدث عن النصابين من المقاولين فنحن نتكلم عن حالات فردية ومحددة بذاتها، ولا يمكن اعتبارها ظاهرة عامة، وسبيلنا في ذلك ردع التجاوزات التي تحدث لاستغلال حاجة الناس للسكن والمأوي.
وهل توجد حالة من هذه الحالات اليوم؟! يجيبنا: نعم توجد حالة من الحالات التي تعذرت فيها اوضاع احد تجّار العقارات المالية، وحاول بطريقة وبأخري ان يأخذ بغير حق مذخرات المواطنين، والخطورة التي يجب ان تعالج وبشكل عام ظاهرة رهن الاراضي للتاجر، الذي يريد ان يبني الوحدة السكنية للمواطن، فهنا الامر يتطلب وعي المواطنين والمشرع لحماية المواطن من اي احتمال لتعسر اوضاع التاجر او اهتزاز وضعه المالي مما قد يعرض الارض للرهن من قبل جهة التحويل المخولة في التصرف في الارض، لكيلا يخسر المواطن مع الارض مذخراته.

ليكن التعامل
مباشرة مع جهة التمويل

ويطلب المحامي من المواطنين توخي الحذر عند رهن الارض لأي تاجر عقار من اجل الحصول علي تمويل لبناء المنزل ويقول في ذلك: علي المواطنين ان امكن التوجه إلي جهة التمويل مباشرة، دون ادخال وسيط بينهما لحفظ حقوقه، وحتي لا يصبح كغيره ضحية، وللاسف الشديد هناك بعض المواطنين من تهدد ملكه، واصبحت فرصة ضياعها كبيرة والسبب التوكيل الذي يعطيه الزبون او المواطن لتاجر العقار، الذي يقوم بدوره برهن الارض لجهة التمويل ليستفيد منها، ويردف بقوله: من المؤسف ان هناك بعض المشبوهين يتعاملون في العقار، وانتهاجهم طرق ملتوية في التجارة يهدد سمعة التجار الشرفاء، ويهدد مستقبلهم الوظيفي.

لابد من تفعيل الادوات القانونية

وردا علي سؤال الايام حول امكانية اشهار احد التجار افلاسه مثلا من قبيل التلاعب والتهرب من سداد الديون اجاب مسترسلا: بالنسبة للتجار المتلاعبين الذين ياخذون الافلاس سبيلا للتهرب من ديون المواطنين ويقصدون وبلاشك بطريقتهم تلك الاضرار بالمواطن، وان كان هناك بالفعل من يعلن افلاسه حقا. فهناك اليات في التشريع، وخصوصا في قانون الافلاس، والتي يجب ان تفعل من اجل ضمان سداد حقوق المواطنين اثناء التفليسة وبعد قفل التفليسة لعدم كفاية الاموال، بالاضافة إلي تفعيل الادوات القانونية التي من شأنها ان ترجع ما يظهر للتاجر من اموال بعد ذلك، وملاحقته دونما اي تقادم لاحقاق الحق، فليس من المعقول ان يخسر المواطن مذخراته ليخرج بها التاجر بعد عقد او عقدين من الزمان ليتاجر بها مرة اخري ويوقع مزيدا من الضحايا.

بعض الدول
لاتتعاون مع مملكة البحرين

وهل يتم ابلاغ البوليس الدولي عن هؤلاء المجرمين المحتالين من المقاولين؟! كان هذا سؤالنا الذي اختتمنا به حديثنا، وكان لنا الجواب الشافي من المحامي فريد غازي عندما اخذ يقول: هناك تعاون من قبل البوليس الدولي في الدول الموقعة علي اتفاقية تبادل المجرمين مع مملكة البحرين.. وما نطلبه هو تفعيل سرعة جلب هؤلاء المجرمين عندما يعتزمون الهرب إلي الدول المختلفة، رغم فهمنا العميق لحكم الاختصاص عند بعض الدول الغير ملتزمة بهذه الاتفاقية تبادل المجرمين مع مملكة البحرين، ومن سخرية الامر ان هؤلاء المحتالين خير من يعلم بالدول التي لا تتعاون مع مملكة البحرين فيلجأون إليها، وكلهم امن وامان بان القانون لن يطالهم.

Catsocaff
2004-02-09

تحقيق - ياسمين خلف: لم يخطر علي بال حنان محمد علي وافراد اسرتها ولا علي بال فاطمة ام المرحومين سامح ووصال ، ان يهرب المق...

إقرأ المزيد »

هل تتحرك الغرفة في اتجاه إقرار الضوابط؟


ماذا يقول التجار في موسم التخفيضات؟

استطلاع أجرته ــ ياسمين خلف:

يترقب عدد ليس بقليل من المواطنين موسم التخفيضات، وما ان يبدأ حتي يتدافعون علي المحلات التجارية، ليملأوا عرباتهم وسياراتهم بما يحتاجون وما لا يحتاجون من سلع وبضائع، وفي المقابل.. ينظفون جيوبهم!!
التجار، كطرف أول في المعادلة التجارية الربحية، والذين غالباً ما يكونون الطرف الأقوي و(الأذكي)، إذا ما قورنوا بالمستهلكين وبخاصة السذج منهم يجدون ان التخفيضات لعبة يحركها ويجيدها التاجر امام المستهلك او الزبون!
وان العملية في النهاية شطارة في شطارة! فماذا قال التجار حول موسم التخفيضات؟!
العملية محسوبة لكل تاجر فليس هناك احد من اولئك التجار من يخرج من تلك اللعبة بخسارة فهي لعبته التي لم يدخلها إلا وهو واثق انه سيخرج منها رابحاً .. بهذه الكلمات بدأ ابراهيم نعمة – رجل اعمال وصاحب مفروشات العاصمة وبيت العاصمة للمفروشات – تعليقه علي مدي مصداقية التخفيضات.
وقال ان هذه اللعبة يجيدها بعض التجار ويستمتع بها بعض الزبائن علي انها فرصة كبيرة لشراء بضائع مخفضة بنسبة كبيرة ويصل نسبة الخصم الي 60%.
لا يوجد تاجر يستطيع الاستمرار في العمل التجاري وهو يبيع بضاعته بسعر التكلفة او اقل من سعر التكلفة انما هو يضع ارباحاً كبيرة فوق قيمة التكلفة ويسمح بنسبة للخصومات علي انها تبدو مغرية وفرصة فريدة للزبون (ونخص هنا الزبون غير الواعي).

مفهوم التخفيضات

مفهوم التخفيضات في كثير من دول أوروبا وأمريكا يختلف عنه في البحرين بصفة خاصة والخليج بصفة عامة ففي اوروبا وامريكا يلجأ التجار للتخفيضات في نهاية الموسم مثل بداية السنة الميلادية حيث انتهي موسم الهدايا للكرسمس والاحتفال برأس السنة حيث يكون الناس قد اكتفوا بالشراء فتأتي التخفيضات لتصفية ما تبقي بنهاية الموسم ولدخول البضائع الجديدة ببداية السنة او التخفيضات التي تأتي في نهاية موسم الشتاء حيث يتخلص كثير من التجار من الملابس الشتوية او الاجهزة الشتوية او غيرها.
اما ما يحصل في البحرين فتوجد تخفيضات طول العام وبمفهوم آخر رفع السعر ويخفض طول العام لاغراء المستهلك للشراء بالاخص موسم التخفيضات.
فنحن بعد دراسة طويلة للسوق قررنا من ثلاثة اعوام تغيير سياسة التخفيضات والخصومات لذا ما نعرضه في معارضنا اسعار غير قابلة للخصم او التخفيض ولا نشترك في موسم التخفيضات.
وزبائننا يعرفون ذلك وهم كثيرا ما أبدوا الاعجاب بهذا النهج ومصداقية اسعارنا حيث ان البضائع تباع باسعار واحدة طوال العام وننافس اسعار المنطقة لنفس العلامة التجارية والجودة. وحتي أننا ننافس بلد منشئها في اوروبا وامريكا.

القوانين مطلوبة
لحماية المستهلك

ويؤكد ابراهيم علي انه ليس هناك تاجر واحد يستمر في تجارته وهو (خسران) وليس هناك تاجر عاقل يستطيع ان يخفض اسعار السلعة بنسبة 60% او اكثر ويخسر بل لا بد من ربحه.
وحتي تلك المتاجر الصغيرة التي تبيع سلعاً بسعر 100 فلس او 200 فلس تحقق هامشاً من الربح وإلا لما استمرت. ويطالب ابراهيم نعمة بضرورة وجود رقابة من قبل وزارة التجارة علي المحلات المشاركة في التخفيضات وسن ضوابط وقوانين لعملية التخفيضات والتنزيلات حتي تصل الي درجة المنطق التي يمكن تصديقها والتأكد من انها عملية حقيقية وفيها هامش ربح معقول.
وعموما الاهم هو وعي المستهلك حيث إن العملية تعتمد علي وعي الزبون وفطنته وادراكه.
اما نحن كتجار فاللعبة نعرفها جيدا ولذلك فإن موسم التخفيضات يثير الضحك وخصوصا مع البهرجة التي يتم بها وتدافع كثير من المستهلكين عليها، كما لو كان ذلك الموسم فرصة العمر لهم.

بعض الزبائن
لا يحبذون السلع المخفضة!!

منذ أكثر من 18 عاماً لم يجارِ عبدالله عبدالرحمن يادكار – مدير معرض الصديق للاقمشة – موسم التخفيضات، ولم يعلق علي معرضه لافتات تحمل اغراءات للزبائن لتدفعهم للشراء – فمن يريد الشراء سيشتري وبالقيمة التي يعرضها، وان أراد ان يخفضه في السعر سوف يخفضه الي الحد الذي لا يتعارض مع مصلحته كتاجر كما ذكر.
ويقول: في حياتنا وفي كل شؤوننا نجد الشريف ونجد الدنيء والوضيع! والتجار منهم ولا نستثنيهم من تلكم الصفتين، فمنهم فعلاً من يخفض في أسعار سلعه للزبائن، ومنهم من يتحايل ويكذب عليهم يسكت برهة ويكمل: فمن التجار من يتخلصون من بضائعهم القديمة في هذا الموسم، ومنهم من يعرض الجديد والقديم في ان واحد ليتخلص من بعض الألوان والمقاسات التي لا تحظي برواج كبير في السوق. والخطأ لا ألقيه علي التاجر فقط، فبعض منه ألقيه علي الزبائن، فمنهم وهم شريحة ليست بقليلة لا يحبذون شراء السلع المخفضة، وذلك لاعتقادهم أنها إما قديمة او غير صالحة او بها عيب ما، ومن اجل ذلك خفض التاجر من سعرها! .
بعض الزبائن مهووسون بشراء السلع غالية الثمن، والتي وكما نقول بالعامية تطلع عليهم أغلي من بيع السوق فالذوق يلعب دوره، وكذلك القدرة الشرائية… وهناك حقيقة يجب ألا يغفلها احد، ألا وهي ان التاجر لن يضحي بمصلحته لخاطر عيون زبائنه، وأنه في كل الاحوال سوف يستفيد ويربح وينام وهو قرير العين.
ومثل ابراهيم، يطالب عبدالله بضرورة وجود رقابة صارمة من قبل غرفة التجارة علي التجار، وما يعرضونه من بضائع وسلع، واسعارها قبل التخفيضات وأثناءها وبعدها، كاجراء يحمي المستهلكين ويمنع التجار من المراوغة التي تصب في مصالحهم الربحية، علي ان تكون تلك الاجراءات القانونية وعقوبة مخالفتها رادعة وتسري علي جميع التجار دون استثناء.

يمكن للزبون أن
يقيم التخفيضات بنفسه

وعلي عكس سابقيه يري جواد الحواج – المدير العام لمحلات الحواج ان موسم التخفيضات موسم حقيقي، وان معظمها ليس في الطريق الصحيح، وذلك بتخفيض اسعار السلع عن اسعارها الحقيقية!!
ويقول في ذلك: يعمد بعض التجار في موسم أو مهرجان التخفيضات الي طرح سلع اضافية او خاصة بالموسم، ويعمد تجار آخرون الي عرض سلعهم القديمة من أجل التخلص منها، واحلال سلع جديدة محلها بعد انقضاء تلك الفترة الموسمية، وكل ذلك من أجل تحريك السوق وارضاء الزبون، والذي بامكانه ان يتحقق وبنفسه من مدي مصداقية تلك التخفيضات، عن طريق تقييمه الشخصي لاسعار السلع قبل وبعد التخفيضات.

التاجر الصادق
لا يساوم الزبون

من سابع المستحيلات أن يبيع التاجر بخسارة، وهي حقيقة يجب ان يدركها الزبائن .. بهذه الصراحة بدأ عبدالحميد عبدالجبار الكوهجي – رئيس مجلس الادارة في مجموعة عبدالجبار الكوهجي وأولاده حديثه موجهاً اللوم إلي الزبون الذي لا يقبل علي البضائع إلا اذا وجد كلمة (تخفيض) عليها! ويقول: هناك فعلاً تجار يخفضون من اسعار سلعهم، وهناك بالمقابل من لا يخفضها، ويلجأ البعض الي عملية او خدعة التخفيض طوال العام، ومنهم من يعلن عنها لفترة ويزيلها في فترة اخري، إذ ان كل ما في الامر لعبة يلعبها التجار!
من غير المعقول ان يخفض التاجر ثمن سلعة ما هي في الاصل رائجة وجديدة في السوق. وإذا قام احدهم بذلك فإن علامة استفهام كبيرة يمكن ان نضعها عليه! ويضيف الي سابق قوله: في حقيقة الامر ان مسألة التخفيضات موضة يلجأ إليها بعض التجار لجذب الزبائن، ويمكن للزبون ملاحظة تلك اللعبة إذا ما قارن سعر بعض السلع قبل وبعد موسم التخفيضات.
التخفيض في السعر قد يكون منطقيا إذا ما كان في نهاية الموسم، للتخلص من المخزون الذي لن يكون له مكان في الموسم الجديد او حتي بعده لمخالفته للموضة، ولكن لن يكون عقلانيا البتة إذا ما كانت السلعة جديدة في السوق، كأن يخفض احد التجار سعر ملابس الصيف حديثة النزول في الاسواق في موسم الصيف.
واللوم يقع كذلك علي وزارة التجارة فإذا ما رجعنا بذاكرتنا الي ما قبل 20 عاماً من الآن سنجد ان الوزارة قد سنت قانوناً يمنع وجود تخفيضات لأكثر من 30%! وكان الناس يفرحون حتي إذا كان التخفيض بنسبة 10%، أما الآن فالوزارة تحدد الحد الأدني للتخفيض بنسبة 20%، مما يدفع بالتجار للتلاعب في الاسعار.
ويدعو الكوهجي الي ضرورة وجود دراسة يشارك فيها التجار والمسئولون في وزارة التجارة للوصول الي صيغة تحمي المستهلكين من تلاعب التجار، ويقول مختتماً: التاجر الصادق في نظري من تكون اسعاره ثابتة وغير قابلة للتفاوض، فالتاجر الذي يساومني ويخفض بنسبة 20% حتماً سيخفض غيري 30%، اي ان السعر عنده يقفز ويهبط تبعاً للعلاقات الشخصية.

Catbcci
2003-09-27

ماذا يقول التجار في موسم التخفيضات؟ استطلاع أجرته ــ ياسمين خلف: يترقب عدد ليس بقليل من المواطنين موسم التخفيضات، وما ان...

إقرأ المزيد »

هل تتحسن نفسية المريض بعد العملية؟ د. محسن الطريف


خلل الشخصية..
سبب عمليات التجميل

حوار أجرته – ياسمين خلف:

ما الذي يدفع بالبعض للاتجاه لعمليات التجميل دون غيرهم؟! علي الرغم من انهم مقبولون شكليا ولا يعانون من عيوب خلقية؟! وما الذي يدفعهم للمجازفة وتعريض انفسهم لمخاطر جمة قد يعونها في بعض الأحيان وقد لا يعونها في أحيان آخري؟! وبعد إجراء تلك العمليات التجميلية، ما التغيرات النفسية التي تطرأ علي ذلك الفرد؟!
النفس البشرية عميقة وتحتاج لسبر أغوارها في احيان كثيرة إلي اختصاصيين وأطباء نفسيين، ولذلك ومن أجل الحقيقة العلمية اتجهنا بأسئلتنا هذه وغيرها إلي الدكتور محسن الطريف – استشاري في الطب النفسي، وكان لنا معه هذا الحوار:
غ الأيام: ما أسباب اتجاه البعض دون غيرهم للعمليات التجميلية؟!
ف د. محسن الطريف: نظرة الفرد لنفسه وللعضو الذي يسعي لتغيير شكله هي السبب الرئيسي لاتجاهه للجراحين التجميليين، فعدم اقتناع الفرد بشكله وبذلك العضو يدفعه الي اي طريقة لتغيير شكله وحجمه مثلا، ليصل في النهاية إلي الثقة والقناعة التامة بالعضو المتغير، ويرجع ذلك السلوك إلي خلل في نظرة الفرد لنفسه، لذا نجد ان كثيرا من الدول الاجنبية يعمد اطباؤها التجميليون الي تحويل مرضاهم الي العيادات النفسية قبل الشروع في العملية التجميلية، اذ ان الطبيب يمتنع عن اجراء مثل هذه العمليات اذا لم تكن هناك حاجة لاجرائها للمريض !
غ الأيام: وبعد العملية التجميلية هل يصل المريض إلي قناعة وتقبل لشكله الجديد؟! بمعني هل تتحسن حالته النفسية بعد اجراء العملية التجميلية؟
غ د. محسن الطريف:إ ذا كان الفرد أو المريض يعاني من خلل في النظرة الشخصية، فانه حتما لن تتغير نظرته لشكله بعد التغيير، فتظل تلك النظرة الدونية لشكله باقية، حتي وان اجري عددا من العمليات التجميلية للعضو المنبوذ بالنسبة للمريض، لذا نجد في اغلب الاحيان انهم المرضي الذين يعانون من خلل في النظرة الشخصية يرفعون قضايا في المحاكم ضد الجراحين الذين اجروا لهم تلك العملية الفاشلة في نظرهم! وان كان في حقيقة الامر ان العملية ناجحة طبيا، إلا انها فاشلة نفسيا لدي المريض.
غ الأيام: ماذا عن تلك العمليات التجميلية التي تجري للمشوهين خلقيا؟!
غ د. محسن الطريف: الأمر مختلف بالنسبة إليهم، وبالنسبة لمن يصابون بتشوهات ناجمة عن تعرض الفرد لحريق أو حادث مروي أو غيرها من الحوادث، فهم غالبا ما يكونون متقبلين لأي نتيجة تحدث لهم بعد عملية التجميل! باعتبار ان اي نتيجة حتما ستكون افضل حالا من حالتهم السابقة المشوهة ، فتجد ان لديهم درجة عالية من الرضي النفسي، واقتناع كامل بشكلهم الجديد.
غ الأيام: وبأي طريقة يمكن ان نصحح ذلك الخلل في النظرة الشخصية للمريض ؟!
غ د. محسن الطريف: تلك النظرة جاءت لاصابة المريض بالاكتئاب، ولو ازيل السبب لزالت الحاجة لمثل هذه العمليات التجميلية، والتي لا داعي لها اصلا، حتي وان كان الشخص المكتئب يعاني فعلا من عيب خلقي بسيط او حقيقي، علي القائم بالعملية التجميلية الامتناع عن اجراء تلك العملية، وان لا يبدأ فيها إلا بعد ان يتأكد ان المريض قد تعالج نفسيا وزال الاكتئاب عنه! ليتسني للمريض الفرصة لاتخاذ قراره النهائي في اجراء العملية التجميلية وهو في حالة نفسية مستقرة، وليمنع الطبيب التجميلي أي فرصة للخطأ في القرار، والذي قد يترتب عليه نتائج وخيمة، لا سيما رفع قضية ضده عبر المحاكم.
غ الأيام: ما الفرق الجوهري بين عمليات التجميل وعمليات الترقيع؟!
غ د. محسن الطريف:
العمليتان مختلفتان ، فعمليات الترقيع يجريها الأطباء في المستشفيات العامة أو الحكومية، لإرجاع الشكل الأصلي للمريض بقدر المستطاع، كتشوه انف المريض او فمه جراء حادث مروري مثلا.
أما عن عمليات التجميل والتي تجري علي ايدي جراحين في المستشفيات والعيادات الخاصة، والتي غالبا ما تكون بأسعار باهظة، لا يكون لها داع أو مبرر أصلا، خصوصا ان المريض يريد ان يصل إلي درجة الكمال الخلقي، علي الرغم من ان شكله مقبول لدي الآخرين.
غ الأيام: ومن هي الفئة الأكثر اقبالا علي عمليات التجميل باعتقادك؟!
غ د. محسن الطريف: لا توجد احصائيات محلية، ولكن وبشكل عام فئة الشباب، وبخاصة الفتيات والنساء، ويرجع ذلك لضغوطات المجتمع والعولمة التي نعيشها، والانفتاح علي العالم عبر الشاشة الفضية والقنوات الفضائية، والتي خلقت نوعا من العقد في نفوس الكثيرات!! واصبحت نظرتهن ان تقييم الانسان يأتي عبر شكله الخارجي، وبالطبع فان الاقبال عليها يزيد بشكل كبير في المدن اذا ما قورنت بنسبتها في القري.
والمشكلة ان الفتيات في الوقت الحاضر، يقسن الجمال وخاصة جمال الجسم بمقياس عارضات الازياء، مما يجعلهن يعتقدن انهن من فئة زائدي الوزن، وهن في حقيقة الامر جلد علي عظم! مما يدفعهن للدخول في برامج غذائية قاسية ورجيم غير طبي، ومع ذلك كلما نقصت اوزانهن تطلعن إلي اوزان اقل، وهي حالة مرضية تؤدي في بعض الأحيان إلي الوفاة.
غ الأيام: هل لنا حالات مرضية لبحرينيين؟
غ د. محسن الطريف: هناك حالات عدة، ومنها احساس الفرد ان انفه معقوف أو به التواء، فيصر علي اجراء عملية تجميلية، وهو في حقيقة الأمر انسان يعاني من مرض الوسواس القهري!! ومن الخطورة المجازفة واجراء عملية جراحية له، اذ انه لن يقتنع ابدا بالنتيجة التي ستحدث او سيصل إليها، ولذلك يتم تحويل مثل هذه الحالات من قبل الجراحين علينا كأطباء نفسانيين، إذ انهم لو اجروا تلك العملية لهم سيشعر المريض بعد تحسن حالته النفسية بالندم علي فعلته التي اقدم عليها وجعلته يغيير من شكله الطبيعي.
غ الأيام: وهل تحويل الجنس من ضمن عمليات التجميل؟!
د. محسن الطريف: بالطبع من ضمنها، فهنا نجد ان الفرد يصر علي تحويل جنسه من الذكر إلي الأنثي أو العكس، وذلك لاحساسه بأنه قد ولد بطريقة خاطئة!! ويرجع سبب ذلك في كثير من الأحيان إلي اخطاء في التربية والتنشئة الاجتماعية للطفل من قبل الأم كأن تكون تحلم ان تنجب أنثي وتلد ذكرا، فتعمد إلي معاملة مولودها كالأنثي، وتلبسه ملابس الفتيات، وتجلب له ألعابا خاصة بالفتيات كالدمي مثلا، مما يخلق شعورا متناقضا في نفسية الطفل، فيكبر وهو يشعر انه أنثي لا ذكر!!
ومن المفروض ان يمتنع الطبيب التجميلي عن اجراء مثل هذه العملية، وذلك لحاجة المريض للعلاج النفسي بصورة أكبر من كونه يحتاج إلي علاج تجميلي، وذلك لأن المريض قد تسوء حالته النفسية بل وتتضاعف خصوصا ان القليل منها من ينجح لصعوبة العملية.
غ الأيام: ولكن هناك من يجريها وتنجح، ويحس المريض بعدها بتحسن نفسي كبير؟!
غ د. محسن الطريف: ذلك صحيح بالنسبة للمرضي المولودين بأعضاء تناسلية خاطئة، قد ترجع لأسباب وراثية أو لخطأ اثناء الولادة، وهي مسئولية تقع علي الأطباء منذ ولادة الطفل، وكلما تأخرت العملية التجميلية كلما ازدادت صعوبة لتقدم الفرد في السن نسبيا.

Catsocaff
Cathealth
2003-10-11

خلل الشخصية.. سبب عمليات التجميل حوار أجرته - ياسمين خلف: ما الذي يدفع بالبعض للاتجاه لعمليات التجميل دون غيرهم؟! علي ال...

إقرأ المزيد »

هل تذكرون الحديقة المائية


كتبت – ياسمين خلف:

يجول في خاطر المرء ان يلقي نظرة فاحصة علي مكان ما.. هذه المرة، طاب للكاميرا ان تفتح عينها علي الحديقة المائية، لتفقد أخبارها، بعدما خبئت وغابت.. تري، هل ستكون خالية من الزوار، او كمقبرة مهجورة إلا من الألعاب القليلة جداً، وإن اضيفت لها بعض الألعاب التي تم نقلها من منتزه عين عذاري! لم يكن الوضع كذلك..كان هناك عدد لا بأس به من الزوار، وان كانوا أغلبهم من الاجانب وبخاصة الجالية الآسيوية، إلا أن المواطنين مازالوا يمرون علي أطلالها!
بصراحة مرت سنوات طويلة ولم نزر تلك الحديقة التي تفتقد الي عنصر النظافة والاهتمام أو حتي التشويق في ألعابها!! فهي الألعاب وان كانت تصدر أصواتاً إلا أن الأصوات كما نعتقد صادرة من ألم ما آلت إليه أوضاعها المبكية! بالفعل حال الحديقة مؤسف ومثير للشفقة… تجولنا في أرجائها وكنا ومع كل ملاحظة نلحظها، نصدر تأوهات حزينة، مملكة البحرين رائدة في مجالات عدة، بل في مجالات كثيرة، وسباقة في أغلب المشاريع، فلم لا تكون كذلك في مجال الترفيه العائلي؟! وبخاصة لفئة ذوي الدخل المحدود أو دونه، والذين لا تسعفهم ظروفهم للسفر وإمتاع فلذات أكبادهم في المنتزهات الترفيهية للدول الأخري!

قطار الغزال
يهدد سلامة مرتادية!
الألعاب الموجودة في هذا المنتزه قديمة جداً، وبعضها تعبت من الانين المستمر فتوقفت معلنة عن نهاية صلاحيتها! ومع ذلك مازالت موجودة في أحد اركان المنتزه كمخلفات لا نعلم متي سيتم ازالتها؟ خصوصاً أنها تشوه المنظر العام للحديقة! والتي لم تعد تتحمل أكثر! قطار الغزال الذي كان يستمتع رواد الحديقة به، بات اليوم عجوزاً عفا عليه الدهر وشرب و نام ! فهيكله تآكل وصدأ، بل إنه يحلم فجوات مختلفة الأحجام! والطامة الكبري أن أعمدة سكة الحديدية التي يمر عليها القطار تآكلت هي الأخري، بل ان احدها مال عن موضعه مسبباً خطراً علي مرتاديه، والذين وكما نعلم معظمهم من الأطفال!

ألعاب لا تجلب
المتعة لأطفالنا

أما عن الأوز والبط الموجودة في تلك البحيرة التي يقع القطار فوقها، أوحي إلينا منظرها كما لو كانت معاقبة، وتم عزلها وابعادها وهجرها في تلك الجزيرة المتوسطة تلك البحيرة كعقاب رادع نزل عليها لذنب قد اقترفوه! ولا نعرف بالضبط ما هي جريمتها التي قامت بها لتنال هذا العقاب الأبدي! فالبحيرة ملوثة ووجدت المخلفات فيها موطناً بينها! والقوارب الملونة بألوان الطيف، زالت ألوانها وبهتت وتغيرت وحل محلها لون بني كئيب ناتج عن الأغبره والأوساخ التي علقت بها ولا نظنها آمنه لمرتاديها! سفينة القراضة التي تم نقلها من منتزه عين عذاري إلي الحديقة المائية هيكلها هي الأخري تآكل وصدأ، شأنها في ذلك شأن بيت الأشباح الذي هو بالفعل بيت للأشباح من قدمه وليس بالمتعة التي يجلبها! ولا ننسي تلك الكبينات الخشبية الخاصة بالألعاب الكمبيوترية الأتاري والتي لا يعرف لاعبوها معني المتعة الحقيقية في الألعاب الكمبيوترية!
بيوت خشبية
خالية من الحيوانات!
مررنا بين أرجاء الحديقة، وخطانا متثاقلة مما رأيناه! ومما زاد من حسرتنا علي هذه الوضعية تلك البيوت الخشبية التي كانت تضم بداخلها حيوانات وطيوراً، والتي هي الأخري خالية اليوم باستثناء بعضها، والتي وجدنا بداخلها ديكة وطواوييس!
مشهد رأيناه قبل توديعنا للحديقة ترجم لنا الوضعيه بكل صدق، ديك واقف بالقرب من ديك آخر قد لفظ أنفاسه الأخيرة، وظل واجماً مكانه لا يتحرك بأي حركة علي الرغم من وقوفنا بالقرب منه لفترة طويلة، لا نعلم بالضبط ما الذي كان يفعله، أيصلي عليه مثلاً أو يبكيه؟! ولكننا بالفعل أحسسنا بشعوره، فالشيء الوحيد الذي كان يؤنسه رفيقه ، ورفيقه قد رحل وسيبقي وحيداً في هذه الحديقة الموحشة الي أن يلحقه!!

متي يا تري؟!
متي سيتحسن وضع هذا المنتزه؟ ومتي سيكون لأطفالنا فرصة للاستمتاع بطفولتهم قبل ان تثقلهم الحياة بهمومها ومسئولياتها؟ ومتي سنفتخر بوجود منتزه ترفيهي يتسابق أهل الخليج علي زيارته؟! أتراها أمنية وحلم لا نعرف متي يتحقق؟ لا نعرف ولكننا توجهنا الي مدير ادارة الخدمات الفنية الشيخ محمد بن أحمد آل خليفة بأسئلتنا، علنا نلقي أملاً يزيل تشاؤمنا الذي لم يأت هباء وإنما لما رأته أعيننا!
وجاءنا الرد منه وهذا نصه:
بالاشارة الي الموضوع أعلاه ورداً علي الكتاب المرسل من قبلك بتاريخ 2003/10/6 بخصوص الاستفسار عن بعض النقاط المتعلقة بالحديقة المائية يسرنا افادتك بما يلي:
1- ان الادارة قامت بعمل دراسة شاملة للحديقة لتحديد الاحتياجات اللازمة لعملية التطوير لكي ترتقي بالمستوي المطلوب.
2- ان المختصين بوسائل الترفيه بقسم المتنزهات والحدائق يقومون بمتابعة الألعاب الموجودة بالحديقة بصفة دورية للتأكد من مطابقتها لشروط السلامة اللازمة وعمل الصيانة لها اذا كانت بحاجة لذلك.
3- أما بخصوص البيوت الخشبية الخالية والخاصة بالحيوانات فإنها موجودة بصفة مؤقتة وهي قيد التصميم وسوف يتم تغيير موقعها حسب التصميم الجديد.

Catmun
Catsocaff
2003-11-06
C: 1

كتبت - ياسمين خلف: يجول في خاطر المرء ان يلقي نظرة فاحصة علي مكان ما.. هذه المرة، طاب للكاميرا ان تفتح عينها علي الحديقة...

إقرأ المزيد »

هل تعيدها وزارة الإسكان؟ .. نعيمة تبحث عن أرض أحلامها


كتبت – ياسمين خلف:

الواقع الذي نعيشه، طعمه مر لدي من يتجرعون قسوة الظروف، وقلة الحيلة، ونفاد الصبر! الا ان دوام الحال من المحال، ولا بد من الفرج بعد العسر! نعيمة عبدالرزاق جابر روت لنا فصلاً مؤلماً في حياتها، وما زال مستمراً، ولم توضع له نقطة نهاية، والتي كنا نأمل أن نضعها لولا بطء او نسيان او تناسي او لربما كثرة المسئوليات الملقاة علي عاتق المسئولين في وزارة الاشغال والاسكان والتي حالت دون ردهم علي بعض الاستفسارات، التي من خلالها قد نجد الحلقة المفقـــودة في قضية نعيمة !!
الفصل الأول في الرواية التي ذكرتها لنا ام نادر نعيمة يرجع الي ما قبل خمسين عاماً او اكثر بقليل من الآن، وذلك عندما وهب المغفور له الشيخ سلمان بن عيسي آل خليفة طيب الله ثراه أمير دولة البحرين آنذاك ارضاً في منطقة الحورة الي والدها عبدالرزاق ، والذي كان يعمل في أعمال حرة منها بيع الاسماك وبناء العرشان البيوت آنذاك والتي كانت تصنع من سعف النخيل ، وحدث ان الارض، والتي تقع عند شارع القصر قد اخذ جزء منها لتضم الي الشارع، ولم يُعوضوا عنها!!
وأثناء ذلك قام والدي عبدالرزاق بمراجعة ادارة الطابو، لإثبات احقيتنا بتلك الارض والكلام علي لسان ام نادر الا انهم ابلغوه بأن الملف قد ضاع! وعليه بمراجعتهم بعد اسبوع، وبعد انقضاء السبعة ايام تلك راجعهم، فأفادوه بأنهم سوف يعوضونه بأرض اخري، غير تلك الارض التي ضاعت عليه، اي تلك الارض التي هي حالياً ارض تقابل مدرسة ام ايمن الابتدائية للبنات.
أرض في البحر
وجاءنا ابي يبكي!! وما السبب يا ام نادر؟… سألناها، فأجابت بصوت حزين وهي تقول كما لو كانت تري اباها المرحوم يبكي امامها: كان ابي حزيناً ويبكي لأنهم عوضوه بأرض في البحر، وهي حالياً ارض قرب شارع المعارض خلف مركز الشرطة الحالي. وبعد فترة ليست بطويلة توفي والدي ومن بعده اختي، فأخذت والدتي تراجع ادارة الطابو علها تثبت أحقيتنا في الارض التي حصل عليها والدي، والتي هي من نصيب الورثة، الا وهي انا، الوريثة الوحيدة بعدما توفيت اختي موزه .
عوضونا بأرض في الرفاع
نعم، عوضونا بأرض في الرفاع، وتم تحويل جميع اوراقنا الي وزارة الاسكان عام 1978م، وبقيت الارض دون تسوير او تحويط لمدة قاربت السنتين، الا ان الانذار كان في انتظارنا، وهو ما حصلت عليه من قبل وزارة الاسكان، والتي طالبتني بضرورة تحويط الارض، حتي لا تمس ولا افقدها… ومن هنا دخلت في دوامة من امري، فأنا مطلقة ولا اعمل وافتقد العون والسند في هذه الحياة، فتقدمت لهم برسالة اشرح لهم فيها ظروفي وعجزي عن تحويط ارضي… واعطوني تلك المهلة، فبحثت عن عمل وحصلت عليه بعد جهد جهيد، وبراتب زهيد لم يتعدَّ 92 ديناراً كوني منظفة في وزارة الصحة، وبعدها اصبحت مساعدة ممرضة، وحتي هذه اللحظة اعمل في ذات الوظيفة.
أزالوا التحويط
وزارة الاسكان طلبت مني تحويط الارض؛ حتي لا يأخذها مني احد، فتسلفت حتي احوطها ووضعت بابا حديدياَ لكيلا افقد تلك الارض التي هي كل ما املك في هذه الحياة، وحدثت المفاجأة التي قضت مضجعي قبل ثلاث سنوات، عندما ازالت البلدية ذلك التحويط وبنت وزارة الاسكان بيتاً عليه!! راجعت الوزارة وكان الرد القاسي هو ما حصلت عليه منهم! وحتي الآن اراجعهم دون جدوي..
الدموع بانت من مقلتيها والحروف خرجت منها متقطعة واخذت تقول: رأيت في منامي يوماً قبل ان تسلب الارض مني، بأن هناك من يسرق منزلنا، واعتقد ان ما حدث لي هو تأويل ما رأيت في منامي! .
رفضوا إعادة الأرض
دون ذكر الأســـــــــــباب
نادر ابن نعيمة يقول: حاولت ان احصل علي قرض لبناء الارض قبل ان تسلب منا، الا ان طلبي رفض، فراتبي ضعيف ولا يمكنني ان آخذ اي قرض من اي بنك… راجعت وزير الاسكان، وقدمت الاوراق الثبوتية لسكرتيرته، الا انهم رفضوا اعادة الارض دون ذكر الاسباب.
وتستخرج نعيمة ورقة وقد رسم فيها بطريقة هندسية مخطط لمنزل من طابقين، وتقول والحسرة واضحة في لهجتها: رسم لنا احد المهندسين هذا المخطط للمنزل الذي كنا نحلم به!! تضحك وتكمل: فعلاً اصبح كمنزل الاحلام والذي لن يتحقق الا بنومنا! . تري هل ستري نعيمة حلمها يتحقق علي ارض الواقع؟! ذلك اقصي ما نتمناه!
يعطيك العافية…
قمنا بعدد من الاتصالات لوزارة الاسكان، والتي استمرت لأكثر من شهرين في فترات متباعدة، الا اننا وفي كل مرة نلقي الوعود الضبابية التي تعلقنا علي احبال واهية! والسبب كما ذكر لنا احد المسئولين كثرة المسئوليات الملقاة عليه.. يعطيك العافية، وان شاء الله.. فسنحصل علي الرد الشافي بأسرع وقت ممكن.

Catsocaff
Cathouse
2003-09-30

كتبت - ياسمين خلف: الواقع الذي نعيشه، طعمه مر لدي من يتجرعون قسوة الظروف، وقلة الحيلة، ونفاد الصبر! الا ان دوام الحال من...

إقرأ المزيد »

هل تكفـــــــي مصـــــــاريف الدراســـــــة لعـــــــام واحـــــــــد فقـــــــــــــــــــــــــــط؟! .. طلبــــــة الفرنسي في أزمة!

تحقيق – ياسمين خلف:

من المسئول الحقيقي وراء مشكلة طلبة التخصص الفرنسي في جامعة البحرين؟! طلبة بتخصص يقف عند درجة الدبلوم ولا يتعداه، ولا يجدون لهم بعد ذلك في سوق العمل اي فرصة! يقفون الطلبة في مفترق طرق، كل طريق منها محفوف بمشاكل توقعهم في حيرة وندم، وقلة الحيلة، والقضية بدات عندما فتحت وزارة اتربية لالابواب علي مصراعيها لخريجي الثانوية العامة، الذين انبهروا بالتخصص الذي وكما بينوا لهم بأنه الاكثر من بين التخصصات مستقبلا، لحاجة سوق العمل له، ولقلة المتخصصين فيه، في وقت كان هاجس البقاء بعد التخرج عاطلين يراودهم، لواقع كانوا يعيشون فيه لتزاحم الطلبة علي تخصصات بعينها، مما ادي الي تشبع سوق العمل بها.
بل والادهي من ذلك كله الوعود الكلامية، التي ذرتها الرياح ولن تعود، خصوصا ان ليس هناك اثبات ودليل علي حروف طائرة في الهواء، تلك الوعود التي منوها للطلبة في يوم التهيئة، والمتمثلة في ابتعاثهم بعد الدبلوم لاكمال دراستهم ونيل شهادة البكالوريوس في جامعة Universite de franche come الفرنسية.
تلك مشكلة تبعتها مشاكل، فبعد جهد جهيد وقف الطلبة عند مشكلة اخيرة، اذا تم حلها ستنهدم كل تلك المشاكل كما يتهدم الجبل الرملي امام الامواج العالية، وائل عبدالله الفردان وعلي احمد العجوز طالبان اخرا سفرتيهما الي فرنسا! فما هي تلك المشكلة التي وقفت امامها، ولماذا لم يلتحقا بزملائهم الطلبة في رحلتهم الدراسية؟! قد تكون سطورنا التالية جديرة بالاجابة علي تلك الاسئلة وغيرها!

ضاعت سنة
دراسية دون ان اتخصص
قضي وائل الفردان 22 سنة نحو اربع سنوات من عمره في الحرم الجامعي، لينال بعدها درجة الدبلوم المشارك في الادب الفرنسي! وهو اوفر حظا من زميله علي العجوز 23 سنة الذي قضي خمس سنوات لينال ذات الدرجة.. والقصة تبدأ علي لسان وائل الذي ورغم هدوءه ابدي اصرارا علي نيل حقه في تكفل وزارة التربية والتعليم او جامعة البحرين مصاريفهم الدراسية لاتمام دراستهم ونيل شهادة البكالوريوس في احدي الجامعات الفرنسية.
يقول وهو يفرز اوراقه: اول عرقلة واجهتها مع دخولي الجامعة عدم ادراج بعض المواد الاجبارية في جدولي الدراسي، اذ ان القانون الجامعي يفرض علي من يلتحق بتخصص الادب الفرنسي دراسة ثلاث مواد باللغة الفرنسية وثلاث اخري باللغة الانجليزية، راجعتهم فما منهم الا التنصل عن المشكلة والقول وبلا خجل انها ليست بمشكلاتهم، ودفعت انا بالطبع الثمن، والذي كان غاليا، وذلك بخسارتي سنة دراسية كاملة .

حلم فرنسا الذي راودنا
كان نفسي طويلا، واصررت علي التخصص، ومر ذلك العام الذي اخذت فيه موادا مشتركة بطيئا قاتلا وفي السنة الثانية، وفي يوم التهيئة بالتحديد كان كلامهم جميلا وباعثا للأمل، انه تخصص جديد، وسوق العمل سيحتضنكم وبكل قوة، وبعد ان تنهوا الدبلوم سنبعثكم لاكمال درجة البكالوريوس في احدي الجامعات الفرنسية تلك كانت كلماتهم الرنانة، والتي سار علي نهجها حتي الدكاترة في القسم، والذين ما ان نخطأ في لفظ او تهجؤ كلمة او حل تمرين لغوي، حتي ترتفع اصواتهم بالتأنيب، ماذا سيكون حالكم اذن في فرنسا !!
لقد خلقوا وبنوا لنا حلم فرنسا منذ ان خطت اقدامنا العتبات الاولي في القسم!!

لا عمل لنا
مع هذه الشهادة
وبدأ علي العجوز في إلقاء اللوم علي وزارة التربية والتعليم وذلك عندما اخذ يقول: تلك مشكلة لم يدركها المسئولون في وزارة التربية والتعليم الا بعد فوات الاوان، فهناك قبلها اربع دفعات دراسية، ومصيرهم كمصيرنا .. يسكت برهة ويكمل: الدبلوم المشارك كشهادة نستلمها ولا نعرف اين نصرفها، وفي اي سوق عمل؟! وذلك ما لمسناه خلال بحثنا عن عمل ما بهذه الشهادة، وبعدما قدمنا اوراقنا للشركات المشاركة في يوم المهن في الجامعة!! لقد تحملنا وقع المشكلة علينا وانتظمنا في كورسات مكثفة كانت قد نظمتها الجامعة، كحل مؤقت للمشكلة وتذليلها .
رئيسة الجامعة كانت لنا ومازالت أما حنون وكلمة حق تقال بذلت رئيسة الجامعة قصاري جهدها لحل المشكلة، والتي كانت لنا بمثابة الام الحنون التي تخاف علي مستقبل ابنائها، الا ان المشكلة وكما نراها معقدة، وحلها يتطلب تكاتف الجهود.. ونحن بدورنا لم نكتف بتلك التحركات، وتحركنا بانفسنا، وطرقنا كل باب امكننا طرقه، وكان احدها باب وزير التربية والتعليم، وطرقت الجامعة نفس الباب، كما وطرقت باب وزير الخارجية، ولكن دون جدوي فقانون وزارة التربية يحتم عدم ابتعاث من يحملون شهادة الدبلوم! وما كان لنا الا الدراسة وعلي حسابنا الخاص، وتلك مشكلة زرعت لنا في الطريق.

لكل مدرس
قاعدة مختلفة!!
ويلتقط خيط الحديث وائل ليقول: وبعد وقوعنا في تلك الحفرة العميقة، اوقفت جامعة البحرين هذا التخصص لكيلا يزيد عدد الطلبة وتكبر المشكلة .
يسكت لوهلة وعيناه فيهما نوع من الندم ويواصل: في كل عام دراسي نجبر علي اخذ مواد يدرسها لنا مدرسون فرنسيون متدربون، وقد يكون الامر لدي من يسمع ذلك امرا عاديا ولا يعد مشكلة، ولكن الصورة تتضح عندما يعلمون ان كل واحد منهم المدرسين المتدربين له قوانين وقواعد لغوية تختلف عن زميله المتدرب، يتساءل او ليس للغة الفرنسية لغة لها قواعدها المحددة شأنها شأن اللغات الاخري؟ حتما الاجابة بديهية، اذن كيف لكل منهم قاعدة؟ واذا ناقشناهم في الامر قالوا: عليكم انتم الطلبة ان تجيبوا علي اسئلة كل مدرس بالشكل الذي يراه، لتضمنوا النجاح!!

المصاريف
الدراسية تؤرقنا
وبغض النظر عن كل ما رأيناه من اهوال الجامعة، الا ان المشكلة التي تؤرقنا وتواجهنا اليوم، بعدما تم قبولنا في الجامعة الفرنسية المصاريف الدراسية والتي تصل الي 3900 دينار بحريني في السنة الواحدة، وهي اقل المصاريف، باعتبار اننا اخترنا السكن المشترك لرخصه بالمقارنة به مع غيره من انواع السكن الموجودة في فرنسا، كما اننا سنكون في مدينة بيزنزوا وهي مدينة معروفة بتسهيلاتها المختلفة للطلبة، اذ ان كل الخدمات المعروضة، عليها خصم خاص للطلبة.

أمنا مصاريف
هذا العام ولكن؟!
رحلتنا الدراسية تستمر لثلاث سنوات، احداها في معهد الجامعة والاخيرتين في الجامعة وما امناه من تكاليف تكفي لعام دراسي واحد، وما نفكر فيه هو كيف سنواصل الدراسة هناك بعد هذا العام؟! وهذه المشكلة كم من الطلبة يعانون منها كان ذلك سؤالنا، فاجابنا الفردان بقوله: نحن نحو سبعة طلبة، طالبتان تكفل المجلس الاعلي للمرأة بمصاريفهما وسافرتا في الرابع والعشرون من الشهر الماضي، وطالب وطالبة حصلا علي بعثات من قبل الحكومة الفرنسية، وطالبة اخري تكفل بنك باريس بمصاريف دراستها، ولم يبق غيرنا نحن الاثنين امام زوبعة المصاريف الدراسية غير المعقولة ومن غير معين او كفيل.
الدراسة في الخارج ومن ضمنها في فرنسا تكلف الكثير الكثير، ولا يقوي عليها الا المقتدر، توجهنا الي الشركات والبنوك والتجار وفاعلي الخير لمساعدتنا في تكبد كل تلك المصاريف، وحصلنا علي بعضها امنت لنا المسكن لمدة شهر ورسوم الجامعة، وتذكرة سفر مجانية لخط واحد من قبل شركة طيران الخليج بواسطة السفارة الفرنسية بالاضافة الي استصدار تأشيرة دخول فيزا مجانية لنا وفي النهاية استطعنا ان نوفر تكاليف الدراسة، الا انها وكما ذكرنا سالفا لعام دراسي واحد.. والمستقبل من بعد هذا العام غامض ومثير للخوف والريبة في نفوسنا.. والمبكي ان المشكلة التي نحن محاصرون بداخلها لم تجنها ايدينا، فالمشكلة خلقتها لنا وزارة التربية والتعليم وجامعة البحرين، ومن واجبهما انتشالنا من الورطة التي وقعنا فيها.

الوزارة لا
تبتعث طلبة الدبلوم
حاولا ان نجد اي طريقة لانتشال هذين الطالبين من محنتهما واتجهنا في سبيل ذلك الي الاستفسار عن الطرق التي يمكن لجامعة البحرين او وزارة التربية والتعليم ان تنتهجها لتحقيق ذات الغرض الا وهو تكفل المصاريف الدراسية للطلبة في فرنسا، وكان لنا رد من الدكتور عبدالله يوسف المطوع – مدير ادارة الشئون الثقافية والبعثات، الذي اكد علي ان امر ابتعاث الطلبة ممن يحملون شهادة الدبلوم امر مستحيل ومخالف للقوانين الوزارية!!
ومشيرا في ذلك السياق الي ان الوزارة تبتعث فقط طلبة خريجي الثانوية العامة والحاصلين علي درجات عالية تؤهلهم لمنافسة زملائهم المتفوقين، بالاضافة الي موظفي وزارة التربية والتعليم اذا ما استوفوا الشروط والمعايير المحددة سلفا، او اذا احتاجت الوزارة لاحد التخصصات.

علي وزارة التربية
والتعليم احتضانهم مستقبلا!
وتعلق عائشة العامر – مديرة ادارة الخدمات الطلابية في عمادة شئون الطلبة في جامعة البحرين علي الموضوع باعتبارها مرافقة للطلبة في الكورس الصيفي في رحلتهم الي فرنسا بقولها: الحياة في فرنسا غالية جدا، ويحتاج الطلبة الي من يدعمهم ماديا لاكمال السنوات الدراسية المتبقية لهم، كما يتطلب من الطلبة ان يجتهدوا ويثابروا لانهاء دراستهم في اقصي وقت ممكن لتقليص المصروفات الدراسية ان امكن.
والهواجس لا تقف عند خط الدراسة فحسب، بل تمتد الي ما بعد الدراسة وما بعد تخرجهم من الجامعة، فان لم تبادر وزارة التربية والتعليم باحتضانهم كمدرسين للغة الفرنسية في المدارس التابعة لها باعتبار ان اعدادهم قليلة وسهل دمجهم في المدارس الحكومية بدلا من الاجانب الذين يكلفون الوزارة ميزانية مضاعفة، سيكونون عالة وعاطلين بشهاداتهم الجامعية، اذ ان فرص العمل ضيقة امام حملة شهادة اللغة الفرنسية في مملكة البحرين.
قانون الجامعة
لا يسمح بابتعاثهم

رئيسة الجامعة ودكتور محمد قدومي – رئيس قسم اللغات في الجامعة قدما ما بوسعهما لمساعدة الطلبة اصحاب القضية، والجامعة وبحسب قوانينها لا يمكنها ابتعاثهم او اعتبارهم طلبة مبتعثين ليتمتعوا بمميزات الابتعاث، فالجامعة ومنذ ان افتتحت شعبة ادب اللغة الفرنسية كان علي درجة الدبلوم! ولا ننفي كذلك ان هناك طلبة ماجستير يدرسون علي حساب جامعة البحرين في فرنسا، وذلك لحاجة الجامعة لباحثين ولاستيفائهم للشروط والتي اهمها ان يكون الطالب متفوقا ومعدله التراكمي ثلاث نقاط او اكثر في شهادة البكالوريوس، وفي حقيقة الامر الجامعة حاليا غير محتاجة لعدد اكبر من الباحثين الاكاديميين! تسكت برهة وتكمل: نحن معهم قلبا وقالبا في انهم بحاجة الي من يدعمهم ماديا لينهوا دراستهم في ربوع الجامعة الفرنسية، ولكن ليس بيدنا حيلة، فالقانون قانون ويسري علي الجميع بتلك الكلمات اختتمت فاطمة مصطفي – رئيسة قسم الميزانية في جامعة البحرين تحقيقنا، وكلنا امل في ان يجد هذان الطالبان من يعينهما علي مرارة الغربة وقسوتها، وخصوصا اذا كانت المشكلة مادية .

Catuob
Catsocaff
2003-10-07

تحقيق - ياسمين خلف: من المسئول الحقيقي وراء مشكلة طلبة التخصص الفرنسي في جامعة البحرين؟! طلبة بتخصص يقف عند درجة الدبلوم...

إقرأ المزيد »

هل ستأتي الفكرة بعد ….؟!

أخطاء الأطباء.. لا يغفرها المرضي!!
تحقيق ـ ياسمين خلف:
قد يوجه الينا البعض اصابع الاتهام واللوم علي طرحنا هذا الموضوع، وقد يظن فريق آخر اننا نبالغ !! وان ما جاء في سياق هذا التحقيق لايخلو من التهويل!! لكن آراء اخري تعتقد ان مثل هذه المواضيع الصحفية مفيدة!!.. توقف هذا الموضوع قبل ان يري النور لاكثر من مرة، ولاكثر من سبب!! المهم.. اننا نريد الاصلاح لا التشهير كما يعتقد فريق من الناس.
امرأة تجاوزت حاجز الخمسين بقليل..، احست ببعض الالام في معدتها.. رفضت الذهاب الي مجمع السلمانية الطبي، لاعتقادها بان ما ان يدخله احد الا وخرج وهو محمول علي اربع ، رفضت، ورفضت الا ان ابناءها اصروا علي دخولها للعلاج.. وهي هناك.. علي فراشها الابيض ذكرتهم باعتقادها.. وصدق الاعتقاد.. فقد خرجت وهي محمولة علي اربع !!
فهل بات ذلك المجمع الطبي يشبه ….. كما ذكر احدهم، لكثرة الاخطاء الطبية التي كان ضحيتها عدد لايستهان به من الناس علي اختلاف اعمارهم واجناسهم؟! ذلك ما سنعرفه في الاسطر القادمة.
إلي.. المستشـ… !!

لم اكن لاتوقع انه وبدلا من ان احمل ابنتي واضعها في حضني، احملها لاسلمها لوالدها ليضعها في احضان الارض ليدفنها بكل ما للحرقة والالم من معني نطقت هذه الكلمات نرجس جعفر – 25 سنة ، التي تجرعت مر الحرمان لمدة سبع سنوات، وبعدها تجرعت القهر والحسرة علي ابنتها التي بقت في احشائها ستة اشهر.. زوجها علي صالح الحداد يقسم بانه لا يطلب تعويضاً علي فلذة كبده التي فقدها، وانما تعويضه من الله سبحانه وتعالي، وانما صوته ها هنا من اجل وضع الامور في نصابها، وايقاف التجاوزات علي حد قوله التي تحصل في مجمع السلمانية الطبي، واولئك الذين ينتظرون رواتبهم آخر الشهر، ونسوا ذلك القسم الذي اقسموه بالمحافظة علي شرف المهنة؟!
تعود نرجس الزوجة بسرد معاناتها فتقول: حدث الحمل الذي طالما انتظرته سبع سنوات مريرة من عمري، قضيتها في العلاج المستمر، الي ان قرر الاطباء اجراء عملية ربط للمحافظة علي الجنين، فبقيت في المستشفي ثمانية ايام، واكد لي الاطباء والممرضات خلالها بان الجنين في حالة جيدة، وتوالت المواعيد في مركز الفاتح بمجمع السلمانية الطبي، تسكت برهة لتكمل: والغريب بان الدكتورة المسئولة عن حالتي لا تفحصني وانما تكتفي بسؤالي هل انت حامل؟! وبعد ذلك الموعد بيومين اصبت بتعب، نقلت علي اثره لقسم الحوادث و الطوارئ فقرروا ادخالي للمكوث في المستشفي للراحة ، زوجها يستلم دفة الحديث: سألتهم اذا ما كانت هي أو الجنين يعانيان من اي مشاكل، فاكدوا لي بان بقاءها في المستشفي للراحة فقط، وقد وضعت زوجتي في سرير تحت اشراف الدكتورة (…..) والتي لم ارها ولم ترها زوجتي لمدة 9 ايام، علما بان زوجتي كانت تعاني من نزيف، وكلما استفسرت من الممرضات عن حالتها يخبرنني بانها في حالة جيدة!!
وكلما اردت ان أسال الدكتورة (…..) عن حالة زوجتي الصحية لا اجدها!! فهي دائما غير موجودة الحيرة كانت تتلقفني فمن اين النزيف؟ وكيف حدث؟ أسال من؟ الدكتورة غير موجودة!! وزوجتي علي ما اظن في خطر والجنين كذلك!! الخوف اخذ ينتابني خصوصا ان جميع من اصادفهم يبدون تذمرهم من التهاون في الرعاية في المستشفي، وقبل مغادرتي ذلك اليوم من المستشفي الكلام مازال علي لسان الزوج كنت قد وضعت يدي علي بطن زوجتي وكنت احس بحركات الجنين.
في صيحة اليوم التالي.. الهاتف يرن وعلي الطرف الثاني زوجتي تطلب مني المجيء للمستشفي لاجراء فحص للدم؟! المفاجأة اعترتني!!، ما فائدة الفحص والجنين في شهره السادس، اجابتني بانها لاتعلم السبب وهو ما طلبه الاطباء منها دخلت علي زوجتي لتزف لي الخبر المر، لتقول لي وبدون اي مقدمات العوض علي الله وضعت بنتا، خذ ابنتك وادفنها، خبر قلب كياني، كيف حدث ذلك؟ وانا بنفسي قد رأيت الجنين في جهاز التصوير التلفزيوني، والممرضات اكدن لي بانه في حالة جيدة!!
جن جنوني، طلبت من الممرضات سببا لما حدث، فقلن بانه يحتمل ان يكون الربط غير سليم وانفتح من جهة اخري، فذهبت لزوجتي لاسألها عما حدث فقالت بان الممرضة الآسيوية كانت تبكي، والدكتورة تقول: لا استطيع فعل شيء!!
يقول الزوج بأسي: من المسئول عن موت تلك الطفلة؟ واين كانت الدكتورة المشرفة علي زوجتي والتي لم نرها؟ وكيف انفتح الربط؟ علما بأني استفسرت من كذا طبيب عن عملية الربط، واكدوا لي بانه لو كانت العملية صحيحة لما نزل الجنين!! وكيف يضعون اسم دكتورة علي سرير المريضة دون ان تراجعها؟ وعندما يستدعونها عن طريق الهاتف أو البليب لا ترد!!
الزوجة نرجس تعبر عن خوفها من الحمل مرة اخري حتي لا تتعرض لنفس السيناريو، وتقول: لم اجد أدني رعاية أو اهتمام في المستشفي، فقد كنت اتألم واضغط علي جرس الانذار ولا من مجيب!! تصوروا كنت اتناول حبوب كلوميد التي نصحني بها الطبيب والتي عرفت بعدما راجعت الاطباء في المانيا، بانها تسبب تضخم في المبيض وانفجاره في حالات معينة، بل والعقم لدي الكثير من السيدات اضافة الي ازدياد نمو الشعر وانتفاخ في البطن، تختتم نرجس معاناتها بقولها حسبنا الله ونعم الوكيل .

دسك في رقبتي

الزوج علي الحداد يكمل بعض معاناته في المستشفي بقوله: اصبت بالدسك في رقبتي – شبه شلل نصفي وبقيت اعاني من الالم مدة، ومكثت في المستشفي ثلاثة ايام بعدها طلبوا مني المغادرة بحجة انني في حالة جيدة لا تستدعي مكوثي اكثر، علي الرغم بانني لم أكن استطيع المشي أو الكلام، ولم اكن قادرا علي السيطرة علي جسمي، فظللت اتناول المهدئات لمدة ستة اشهر، دون اي فائدة تذكر وبعد نصيحة احدهم لي بالعلاج في الطب الخاص، دخلت علي احد الاطباء، والذي فحصني ونصحني باجراء عملية فورية، فسألته عن نسبة النجاح، فرفض الاجابة واردف ليقول لي: لا تسألني عن نسبة النجاح أو الفشل، فقد اجريت الكثير من العمليات ولم يسألني احدهم عن نسبة النجاح، فطلبت منه شرح ما سيقوم به في جسمي فقال بانه سيقطع نصف قطر من الرقبة وسيجري عملية اخري في الحوض، وسيأخذ قطعة من العظم ويضعها في الرقبة، واستفسرت منه عما سيتركه الجرح من آثار علي جسمي، فأجابني بسؤال يحمل من السخرية والغضب الكثير هل انت متزوج؟! فأجبته بالايجاب فقال: لا داعي اذن للاسئلة، فقد اجريت العملية لنساء ولم يسئلنني عن الاثر، ولا عن نسبة النجاح!! ويكمل علي لم اتجرأ ان اضع نفسي في ايدي هؤلاء الاطباء فذهبت الي ألمانيا للعلاج، وكان قراري صائبا فمشكلة ستة اشهر انتهت في ساعة ونصف فقط وبضمان نجاح العملية 9.99%!!
اسئلة من قلب مملوء بالألم والحرقة يوجهها علي الحداد لمن يهمه الامر ليقول:
ف هل هناك واحد في المليون وليس بالمائة يخرج من مجمع السلمانية الطبي وهو راض عما يجري فيها من مصائب؟
ف هل وزير الصحة راض عما يحدث من ماسٍ وهل يتابع معاناة المواطنين التي تعرض بعضها علي صفحات الجرائد؟!
ف لماذا جمعية الاطباء ترفض التعرض لسمعة الاطباء وما هو الواجب الذي يقصدونه من وراء الدفاع عنهم؟ فهل من المعقول ان يري المرضي بلاءهم علي الاطباء بدون داعٍ أو سبب؟!
ف هل حدث ولو بالغلط محاسبة طبيب علي خطأ ارتكبه؟!
ف لماذا يترك طلبة الجامعة يطبقون ما تعلموه علي اجساد المرضي؟! فهل حياة المرضي ارخص من حياة فئران التجارب؟!!

صرخة.. أعلنت من بداية مشكلة

للوهلة الأولي التي تنظر بعينك لاصبع، محمد الطفل ذي الاربع سنوات، قد تتخيل ان ناراً حامية قد سلطت عليها، ولكن الامر مختلف تماما.. فبحكم سنه الصغير وحركته التي لا تختلف عن سائر الاطفال، انغلق باب الغرفة علي اصبعه فاصيبت برضوض ، امه دفعها الخوف والهلع علي ابنها المصاب ان تجر اذيالها الي قسم الحوادث والطوارئ بمجمع السلمانية الطبي، علها تجد ما يسكن ألم ابنها الذي لم يتوقف عن البكاء، فماذا وجدت هناك؟!
سلمان حسن العرادي – والد الطفل محمد ، يسرد الاحداث وبالتفصيل فيقول: في تاريخ 17 – فبراير عام 2002م، اصيبت اصبع ابني برضوض خفيفة جدا، فأخذته والدته للطوارئ بسرعة، وهناك وقبل ان تدخل علي الطبيب انتظرت نحو ساعة كاملة، وما ان دخلت علي الطبيبة المعالجة، حتي تعذرت الاخيرة بوجود حالة طارئة لطفل حرارته فاقت 40 درجة!!، وحولت حالة ابني لطبيب آخر، وبعد اجراء الاشعة علي اصبع ابني تبين عدم اصابتها باي كسر وتم ارساله للممرضات حتي يقمن بلف الاصبع بالضماد. يتنفس الصعداء ويكمل: ما ان وضعوا المرهم علي اصبع ابني حتي صرخ صرخة اعلنت عن بداية مشكلة كبيرة، لانزال نعاني منها الامرين.. تصوروا تسأل زوجتي عن موعد تغيير الضماد ويقولون لها الحالة لا تستدعي حتي تغيير الضماد، فاصبعه ستكون بخير يوم غد، ولا يحتاج غير ادول كمسكن!!

قلب الأم دليلها

ويضيف العرادي زوجتي اصرت علي الذهاب لمركز مدينة عيسي الصحي في اليوم التالي لتغيير الضماد.. وما ان فتحت الممرضة الرباط حتي تفاجأت بالغرغرينا .. رفضت الطبيبة معالجته.. وارسلته مباشرة لمستشفي السلمانية.. اذ انها قالت: انه وكما هو واضح انه اصيب بتسمم، وانا غير مسئولة عن هذا الخطأ !!
وعندما وصلنا لقسم الحوادث والطوارئ تم ابلاغ طبيب العظام بالحالة، وجاء مسرعا ليتفقد طفلي محمد ، وتم ارساله للجناح ليمكث في المستشفي، يقول العرادي متسائلا: ايعقل ان الممرضات لا يعرفن كيف يغرزن حتي حقن السيلان بالشكل المناسب؟! لدرجة انهن غرزن الابرة عدة غرزات وابني يتألم ويصرخ!!! ولا انكر كذلك ان الطبيب لما رآهن وهن يحاولن غرزها بالقوة عنفهم وامرهم بعدم تكرار هذا التصرف!!

بتر الاصبع

ويكمل قصة عذابه وعذاب ابنه بقوله: بقي ابني اسبوعين علي سريره، واراد الاطباء بتر الاصبع.. ولكني رفضت وبقوة قطعها!! كما واصيب ابني بفيروس بالدم والخلايا!! فتم اعطاؤه مضاداً في الدم للقضاء علي الفيروس فالمرهم وكما اعتقد لم يكن مناسبا لجلد ابني!!، قدمت شكواي من بعد الله الي وزير الصحة ووكيل الوزارة ووكيلها المساعد لعلاج ابني، فالتعويض لن يفيدني فاصبع ابني هي الاهم.. وللاسف لم اجد اذن احدهم تسمع نداي!!
وبآهة تبعتها آهات واصل الاب قوله: الاطفال يعيرونه بوصبعة حالة ابني يرثي لها.. اصبعه السبابة مختلفة، بل واصبحت مختلفة وسمينة، لدرجة ان ذلك يؤثر كثيرا علي جمال يده الغضة، فالاطفال يعيرونه ويطلقون عليه لقب بو صبعه ، ناهيك عن ان ذلك يؤثر علي حركة يده الطبيعية، فلم يعد يستطيع ان يمسك القلم بيده، خصوصا انه عسماوي ويستخدم يده اليسري المصابة في قضاء حاجاته واعماله.. وانا خائف جدا علي مستقبله المهني، فقد تفوته فرصة بل وفرص كثيرة، والسبب اصبعه التي لم تعد طبيعية!!
ويقول مواصلا.. اذا اعدت ذاكرتي للحظات العصيبة التي مررت بها، يصيبي الهم والغم بل و الضجر ، فمثلا طريقة ازالة اللف من علي اصبع ابني وحشية بل وهمجية، لدرجة اصابتها بالنزيف الحاد!! بل ان عملية انتقال طفلي من طبيب لآخر، لا يعرف حالته الصحية السابقة، امر في غاية الفوضوية وعدم الاكتراث، بل ان بعضا من الاطباء ما ان يروا ابني يتهربون من معالجته!! اردت رفع قضية لايزال الكلام علي لسان العرادي في المحكمة علي الطبيبة التي تسببت في كارثة ضحيتها ابني، فطلب مني تقرير من طبيب محايد ، الا ان الاطباء جميعهم رفضوا اعطائي ذلك التقرير!!
وعن آخر ما يطلبه العرادي هو علاج لابنه سواء في مملكة البحرين أو خارجها!! ومعاقبة المخطئ، لا ان يترك في عمله ليواصل جرائمه في حق الابرياء، ويبقي ملفه ابيض خالياً من اي نقطة سوداء في الوقت الذي تركت اثرا للابد علي اصبع ابنه، كما يطالب بوجود مكتب للجنة حقوق الانسان في مستشفي السلمانية الطبي لاحتضان المتضررين وتسهيل اجراءاتهم وتظلماتهم، خصوصا ان حالة ابنه ليست الأولي، بل ان طفلة اخري تعرضت لذات الحادث، ومن يعلم كم طفل وطفلة كانوا أو سيكونون ضحايا الاخطاء الطبية من يعلم ؟!!

catfeat
2003-1-26

أخطاء الأطباء.. لا يغفرها المرضي!! تحقيق ـ ياسمين خلف: قد يوجه الينا البعض اصابع الاتهام واللوم علي طرحنا هذا الموضوع، و...

إقرأ المزيد »

هل يجد المتوحد من يحتضنه؟


مركز الوفاء تنقصه أمور والمبني في العام المقبل

استطلاع أجرته – ياسمين خلف:
رغم كل ما يعانون منه، ورغم الألم يستقبلونك بابتسامة تحمل من البراءة الكثير، كما لو كانت تقول بين طياتها: الا استحق أن يفهمني من حولي؟! تعاونكم معي وصبركم علي جل ما اتمني .
هذا هو دستور كل من يزور مركز الوفاء التأهيلي ولعل الزائر يتمني ضمن ما يتمني لهم في مساعدة هذه الفئة من الأطفال الذين يتعلقون مع ذويهم بالأمل.
في مركز الوفاء المدرسات او المدربات يحملن قلباً يسع كل طفل، كما لو كانوا قد حملوه في أرحامهن تسعاً، فهن يحملن مشاعر الأمومة وان لم يكن فعلاً أمهاتهم، انطلب منهم اكثر من ذلك؟! ولكن مالذي ينقص هذا المركز ليكون نموذجياً، ومالذي يحتاجه هؤلاء الاطفال المتوحدون؟! في هذا الاستطلاع يسلط الضوء علي ما يحتاجه المركز الذي سيتم نقله الي موقع جديد مع مطلع العام المقبل، والذي بدأ فعلياً العمل فيه في شهر ديسمبر الماضي، ولو أن تكاليفه المتوقعة 250 الف دينار لم يتم توفيرها بعد!!

نعلمهم
الاعتماد علي أنفسهم

تري رحيمة العباسي مدرسة بالمركز منذ اربع سنوات أن المركز يحتاج الي الكثير من التجهيزات التي تيسر وتبسط التعامل مع الاطفال المتوحدين، بالاضافة الي حاجة المركز الي توسعة تتيح المجال للطفل التحرك بسهولة ويسر.
أما عن طرق تعاملها مع الأطفال المتوحدين قالت: نقضي مع الاطفال كل يوم اربع ساعات متواصلة، من الثامنة صباحاً وحتي الثانية عشرة ظهراً، نحاول خلالها ان نعلمهم سبل التواصل مع الاخرين وكيفية الاعتماد علي انفسهم في أمورهم الشخصية، ورغم ما يواجهونه من صعوبة في التعليم الاكاديمي الا انهم يستطيعون ان يعيدوا الارقام الحسابية بل والقراءة بمستوي الصف الأول الابتدائي، وهم في الحادية عشرة من اعمارهم ، وأضافت: بعض الاهالي متعاونين معنا، الا ان البعض الآخر ليس لهم دور يذكر في تأهيل أبنائهم المتوحدين.

المشكلة في الأهل!

وتستخدم سبنزيا الواريز مدرسة آسيوية الجنسية نظام ءء الأمريكي ، في تدريب وتعليم الاطفال المتوحدين، والذي عن طريقه يتم تعزيز سلوك الطفل المتوحد بالألعاب، وهو برنامج يستخدم للأطفال في سن الثالثة وحتي السابعة من أعمارهم، وتقول معلقة علي الوضع الحالي في المركز: يعاني المركز من قلة المدرسات ففي بعض الدول الغربية توجد مدرسة لكل طفل متوحد .
تسكت برهة وهي تنظر للأطفال وهم يلعبون في الحديقة: المشكلة التي نعاني منها فعلاً مرتبطة بأولياء أمور الاطفال الذين يفقد بعضهم الأمل، ويعتقدون خطأ ان الطفل المتوحد يفتقد للتواصل! وذلك له الأثر السلبي طبعاً، فالطفل المتوحد قادر علي التواصل اذا ما وجد تعاون المحيطين به.

يعتدل سلوك
المتوحد تدريجياً

بالفعل نحتاج لمركز جيد وذلك سيتحقق قريباً، ولكن نتمني ان يشتمل علي الموافق التي يحتاجها الطفل المتوحد، وتسهل اندماجه مع الآخرين .
بتلك الكلمات بدأت أيمان محمد مبارك حديثها وهي مدرسة ايضاً بالمركز منذ ست سنوات، وأضافت: اتمني ان يتم فصل الأطفال المتوحدين عن اولئك المتخلفين عقلياً، متي يسهل علي المدرسات التعامل معهم بالطرق التي تناسب كل فئة منهم، والذين يختلفون فيما بينهم من حيث الفترة الزمنية التي يحتاجونها لتحسين قدرتهم علي التواصل.
وتشير إيمان الي ان اولياء الأمور يمكنهم ملاحظة مدي التغيير الواضح الذي يطرأ علي أبنائهم المتوحدين بعد الانضمام للمركز، فالطفل المتوحد عندما يأتي لنا يتميز بالنشاط الزائد والسلوك العدواني، وبعد فترة زمنية متفاوته ما بين طفل وآخر يتعدل سلوكه وتتطور قدراته الكلامية، بل يصبح قادراً علي الاعتماد علي نفسه في اكله وفي ارتداء ملابسه، بل حتي في الاعتناء بنظافته الشخصية.

الدورات
ضرورية لتأهيلنا

وتؤكد شويبة الصباغ مدرسة انخرطت في مجال تأهيل المعاقين منذ العام 1995 وفي مجال التوحد منذ العام 1997 علي كلام زميلاتها، وتطالب بضرورة تكثيف الدوارت التدريبية التي وكما ذكرت سيكون لها دوراً كبيراً في تطوير قدراتهم العلاجية والتأهيلية، كما تطالب بضرورة توفير اخصائيي نطق في مجال مرض التوحد.
وتوفير طبيب نفسي في المركز، وجاء علي لسانها: نحتاج الي طبيب اطفال في النمو النفسي لما له من دور بالغ الأهمية في تسيير عملية تأهيل الأطفال المتوحدين .
وتدعو الصباغ الأهل الي سرعة تشخيص ابنائهم لتيسير عملية تأهيلهم وتقول في ذلك: التشخيص المبكر مهم في مثل هذه الامراض، والذي نراه جلياً في بعض الحالات التي يصل فيها الطفل الي عمر الحادية عشرة وهو لا يزال يستخدم الحفاظات ، ولو كان هناك تعاون مع الأهل بالاضافة الي التشخيص المبكر لحالته لأمكن تأهيله وتعليمه كيفية الاعتناء بنظافته الشخصية، وهو في سن اصغر من ذلك بكثير.

نحتاج لغرفة
العلاج الحسي

وتجد فاطمة هاشم قضت 4 سنوات في مجال تأهيل المتوحدين ان بعض الاهالي متعاونين مع المدرسات، في حين ان البعض الآخر يعتبرون المركز مكاناً او ملجأً لابنائهم يتيح لهم فرصة التفرغ لأنفسهم! وباستغراب واضح قالت: اتعجب من بعض الأمهات اللواتي يجلبن ابناءهن المتوحدين للمركز وهم مرضي يعانون من ارتفاع درجة الحرارة او ألم حاد في البطن!! فنحن نجد صعوبة في معرفة ما يعاني الطفل منه، فالأجدي منهن اخبارنا علي الاقل بحالة الطفل الصحية، لنتمكن من التعامل معه وان كان عليهم أخذه للمركز الصحي لعلاجه!
وتصف فاطمة الحالات التي تتعامل معها بقولها: الفئة التي أهتم بها فئة التوحد العميق وهي ،كما هو واضح من تسميتها صعبة في التعامل، خصوصاً ان بعضهم لا يحسن التصرف في حالة الحاجة الي دورات المياه، فنجدهم وقد وسخوا ملابسهم! صحيح أننا تأقلمنا مع الوضع الا ان الأهل عليهم التعاون معنا لنصل في النهاية لما هو في مصلحة أطفالهم، وتضيف: نسعي وباستمرار لعقد يوم مفتوح بيننا وبين الأهالي للوقوف علي الخطة التي نعدها، ونتمني تجاوبهم معنا.
وعن أهم ما يجب توافره في المركز الجديد قالت: أتمني أن يشمل المركز علي غرفة للعلاج الحسي، وحديقة متكاملة بالأضافة الي ادوات رياضية تناسب الاطفال المتوحدين.
تحسنت حالته
خلال شهرين

ومن بين المدرسات لفت الانتباه تواجد أم حسين وهي جدة أحد الاطفال المتوحدين، التي ترافقه يومياً للمركز بسبب انشغال والدته في عملها، وتقول معلقة: الحمد لله أجد تحسناً واضحاً في سلوك حفيدي، فقبل انضمامه للمركز كان يتميز بالسلوك العدواني في تعامله مع الآخرين، وكذلك عند تعامله مع الأدوات التي يتلفها غالباً، وقد تستغربون اذا ما علمتم انه قضي في المركز الآن نحو شهرين فقط الا انه تحسنت حالته وأصبح طفلاً هادئاً وأخذ يتواصل لفظياً مع غيره بعدما انقطع عنها لفترة.

Catsocaff
2004-03-25

مركز الوفاء تنقصه أمور والمبني في العام المقبل استطلاع أجرته - ياسمين خلف: رغم كل ما يعانون منه، ورغم الألم يستقبلونك با...

إقرأ المزيد »