Written by: "admin"

ما يصلي ولا يعرف القبلة

الخميس الموافق 26/2/2015 م

ما يصلي ولا يعرف القبلة

فجأة، صرخت من بين جموع الحاضرات، أبدت امتعاضها من موضوع المحاضرة، مقترحة تغييره!، المُحاضِرة وعدتها خيرًا، ولكن في المحاضرات المقبلة، وأكملت ما بدأت به، إلا أن تلك المرأة زادت من حدّة صوتها، وأخذت تمتعض من كل كلمة تقولها المحاضرة، حتى ظننت أن مشاجرة سوف تحدث بينهما، ورغم ذلك استمرّت المحاضِرة في موضوعها وبكلّ هدوء ورباطة جأش، وسط دهشة الحاضرات، ونظراتهن التي تتحدث عن استغرابهن مع ضحكات بعضهن المكبوتة.
لا أنكر حكمت عليها سريعًا بأنها إنسانة “متفلسفة” – كما نقول باللغة الدارجة – تريد أن تثبت حضورها، وأن تلفت الأنظار إليها، وندمت على ظني السيئ هذا، وحكمي الظالم المتسرع بعدها. إذ وخلال لحظات، بين همس تلك، وكلمة من تلك، عرفت أنها امرأة تعاني من لوثة في عقلها، إثر تعرضها لنكسة نفسية شديدة بعد اقتران زوجها بامرأة أخرى. ورغم ما بدت به من مظهر وأسلوب قد لا يوحي بما كانت عليه قبل مرضها، إذ كانت تعمل كممرضة، وكم ابتعثت لفرنسا للمشاركة في دورات ومحاضرات. إلا أن تدهور نفسيتها، كان سببًا فيما كانت تقوم به من أفعال، ووراء ما كانت تهذي به من كلام.
ظننا السوء، وأحكامنا المتسرعة نظلم فيها من حولنا، وقد نتسبب دون قصد، ودون تعمد في خلق مشاكل للآخرين، بل وفي منع الخير عنهم، أو حتى بناء سمعة سيئة عنهم، ماذا لو تريثنا قليلاً، وتحققنا مما يثير فضولنا، وقبل كل شيء متى نستوعب مقولة “دع الخلق للخالق”، وإن “لسانك حصانك”، فبعد القيل وقال، لن ينفع “بأني كنت أعتقد فقلت”!، هذا إن لم تترتب على تلك الظنون السيئة ردات أفعال، وقرارات لا يمكن أبدًا التراجع عنها أو تصحيحها.
المشكلة، إن وجد البعض من يؤيدهم في ظنونهم السيئة، ويبارك لهم تفكيرهم السيئ، وتبدأ الأقاويل والشائعات التي تضرّ وتشوّه السمعة، كأولئك الذين لم يتورعوا عن كيل ظنونهم الخاطئة ضد زميلهم في العمل، بأنه شاب متهور وغير ملتزم بدينه، فقط لأنهم لم يروه – رؤى العين- يصلي جماعة معهم في مقرّ العمل، إلى أن تنامى الحديث لأحد زملائهم الذي كان صديقًا لذاك الشاب، ويعلم بالسبب الذي يمنعه من أداء صلاته أثناء تواجده في ساعات الدوام، فأوقف تلك الألسن عن تلك الظنون، بأنه يعاني من مرض يفقده طهارته باستمرار، وأنه ينتظر عودته للمنزل لأداء صلاته على طهارة!، ماذا لو أراد هذا الشاب الزواج مثلاً، وسأل أهل العروس أولئك الزملاء، وقالوا إنه إنسان مستخف بصلاته، و “ما يصلي ولا يعرف القبلة”، أليس من المحتمل أن تضيع عليه الفرصة تلو الأخرى، وتتشوّه سمعته فقط لأن ظنون البعض، جرتهم للحكم المتسرع، فقالوا ما ظنوا وليس بما يعلمون؟.
ياسمينة: نظلم أنفسنا قبل أن نظلم الآخرين بظنوننا السيئة…فنحمل أوزرًا نحن في غنىً عنها.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/zjifv_Bbrg/

الخميس الموافق 26/2/2015 م ما يصلي ولا يعرف القبلة فجأة، صرخت من بين جموع الحاضرات، أبدت امتعاضها من موضوع المحاضرة، مقت...

إقرأ المزيد »

آخر خبر …

الخميس الموافق 19/2/2015 م

آخر خبر …

لابد أن نقر ونعترف أنه بعد انتشار الهواتف الذكية لم نعد نكترث كثيراً بالاختناقات المرورية، ولا لطول فترات الانتظار عند الإشارات الضوئية، فالالتهاء بالمسجات والفيديوهات قتل الوقت الذي كنا نتأفف فيه ونتململ، هذا إن لم نكن نتمنى في أحايين كثيرة أن تتحول الإشارة إلى اللون الأحمر لنتمكن من قراءة ما استجد من أخبار وطرائف، ناهيك عن تخلص الفتيات من نظرات التلصص من قبل الشباب أثناء توقفهم عند الإشارات المرورية بعد أن انخفضت رؤوسهم انحناءً على هواتفهم النقالة!.
وإن كنا نعترف بمميزات هذه التقنية التكنولوجية والفوائد “الواتسبية” إلا أننا كذلك لابد أن نقر ونعترف بأنها باتت تشكل إدماناً تسبب في الكثير من الحوادث على الطرقات. إذ لم يكتف السائقون بالعبث في هواتفهم النقالة أثناء توقفهم عند الإشارات الضوئية، أو أثناء انحشارهم في الاختناقات المرورية، بل تجاوزوها إلى العبث فيها عبر استقبال وإرسال الرسائل أثناء قيادة السيارة، فتجد عين السائق في الهاتف، ويد واحدة تقود السيارة فيما اليد الأخرى مشغولة برفع الهاتف، وكم من المرات التي تشهد فيها عدم التفات السائق للطريق الذي هو سالكه إلا بعد تنبهه بمزمار السيارة المتكرر والمتواصل، لتفتح معه جبهة للحرب في الطرقات، إذ لا ينتهي الأمر عند إقرار السائق بذنبه، وكبر حجم الجريمة التي يقترفها في الطريق عبر تعريض حياته، وحياة الآخرين للخطر، بل تتعدى ذلك إلى إلقاء اللوم على من نبهه للطريق! فلا ترى حينها إلا سبابته المهددة، أو حتى تلفظه بالكلمات البذيئة والشاتمة، هذا إن لم يلحق بك بسيارته ليعطيك درساً في عدم الإزعاج، إن لم يصل الأمر إلى التشابك بالأيدي عند بعض الشباب المتهور.
ألا نكتفي بعدد الحوادث المميتة التي نشهد ارتفاع وتيرتها يوماً بعد آخر؟ هل يهون علينا رؤية من نحب يفجع فينا؟ أليس من الجريمة أن نخلف وراءنا أرامل وأيتاما فقط لأننا أردنا أن نقرأ آخر خبر، أو أن يكون لنا السبق في إرساله؟
قبل أن تكون مسؤولية الدولة في وضع القوانين والعقوبات لمن يستخدم هاتفه على الطريق، وقبل أن تُطالب الجهات الإعلامية برفع الغرامات لتكون رادعاً لمنع الكثيرين من إرسال المسجات أثناء قيادة السيارة، لابد أن نبدأ بأنفسنا، لابد من أن نكون على قدر المسؤولية، ونحفظ فيها أرواحنا، وأرواح الآخرون في الشارع، فهناك أحباب في انتظارنا، لا في انتظار خبر وفاتنا.
ياسمينة: لا تكن سبباً في ترمل ويتم أطفال، ولا تكن سبباً لإزهاق روحك قبل أوانها.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/zRZnhshbmU/

الخميس الموافق 19/2/2015 م آخر خبر ... لابد أن نقر ونعترف أنه بعد انتشار الهواتف الذكية لم نعد نكترث كثيراً بالاختناقات...

إقرأ المزيد »

الحب ليس لك وحدك

الخميس الموافق 12/2/2015 م

الحب ليس لك وحدك

استطاعت السينما الأمريكية أن تلفت انتباه شريحة واسعة من الأطفال والمُراهقين خاصة، وجمهورها من جميع الفئات العمرية عامّة إلى قضية في غاية الأهمية، عندما تناولت مسألة “الحب” من زاوية بعيدة عن حب الرجل للأنثى أو بالعكس، والتأكيد على أن للحب وجوهًا مختلفة، وإن من الظلم حصرها على الجنس والجنس الآخر، محطمة بذلك الصورة الكلاسيكية للحب الذي رسمناه على طريقة روميو وجولييت، والأميرة والوحش، أو حتى حب الأمير لسنووايت كقصص أسطورية تابعها جيل وراء جيل.
ليست دعاية تجارية، فليس لي علاقة بالسينما الأمريكية، كما ليس للسينما حاجة لكاتبة عربية لتثني على إنتاجها الذي تصل إيراداته إلى الملايين إن لم يتخطى في بعضها حاجز عشرات ملايين الدولارات الأمريكية! فجميع قصص الكارتون، وتلك الأفلام الرومانسية تصوّر وعبر سنوات طوال بأن الحب ما هو إلا ذاك الذي ينشأ بين الرجل والمرأة، متغافلة أن الحب الأعمق، الذي قد لا تشوّهه أي أسباب للحب، قد يكون نابعًا من أفراد آخرين، كما صوّرها فيلم “ملافيسينت maleficent” عندما حاول أن يؤكد أن الحب الصادق قد يصدر مِن مَن يربّي أو يرعى الطفل، والذي قد يكون أصدق من حب المعشوق أو حتى الأبوين البعيدين عن تربية الطفل. أو كما صور الفيلم الكارتوني “فروزن frozen” الحب الحقيقي والصادق في حب الأختين، الذي كان أصدق من حب الحبيب.
هذا لا يعني أبدًا أننا ننفي عمق المشاعر والأحاسيس التي يتبادلها الرجل والمرأة، سواءً كانا حبيبين، أو زوجين، ولكن أن نلغي أمامه كل أنواع الحب التي تنشأ بين العلاقات الإنسانية الأخرى، هذا ما يجب أن ننبه إليه، خصوصًا مع الصورة الوردية التي يرسمها المُراهقون، والتي تجعلهم يهيمون في حب لا يجدونه إلا في الأفلام، والمسلسلات، والفيديو كلبات، ويصدمون بعدها بالواقع الذي لا يأتي مزركشًا عادةً، ويتناسون أو قد لا يرون ولا يلتفتون إلى الحب الذي يُحيطهم من الأبوين، والإخوان، والأصدقاء.
ياسمينة: يجب أن نُصحّح أفكار الأطفال والمُراهقين، ليبتعدوا عن وهم الحب الحقيقي، الذي تصوّره السينما على أنه لا يأتي إلا من الجنس الآخر، فالحب الأعمق، والأصدق هو حب الأبوين، أو الإخوان، أو الأصدقاء، وإن كنا لا ننفي طبعًا حب الشريك ولا نقلل من شأنه. فكل عيد حب وأنتم طيّبون.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/y_ihYfhbt_/

الخميس الموافق 12/2/2015 م الحب ليس لك وحدك استطاعت السينما الأمريكية أن تلفت انتباه شريحة واسعة من الأطفال والمُراهقين...

إقرأ المزيد »

زوجوه “بيعتدل”

الخميس الموافق 5/2/2015 م

زوجوه “بيعتدل”

الوهم الأكبر الذي يعيش فيه بعض الأهالي، وبعض المقبلين على الزواج أن الشريك يمكن أن يتغير على يد شريكته – أو العكس – مع مرور الأيام والليالي، وأن من الممكن أن يكون إنساناً آخر خلال أشهر، مما يجعلهم على أمل “وردي” بأن الحياة ستكون جميلة مع هذا التغير في الشخصية، والسلوك، والعادات، ليصدموا بواقع أن ما تربى عليه الشريك، وتعود عليه خلال سنوات طويلة – هي سنوات عمره كاملة – لا يمكن أن يتغير بين ليلة وضحاها، بل لن يتغير خلال عام أو اثنين، وإن حدث وتغير لفترة، سيعاود تلك التصرفات والسلوكيات، لتبدأ الصدامات، وتبدأ المشاكل، فتتجلى الصورة الأوضح والأكثر واقعية بأن الشريك، هو ذاك الشخص الذي رأيته لأول مرة، كما هو، وليس بشخص آخر، تم التخطيط و”التمنى” على أن يكون عليه مع مرور الأيام.
الطامة الكبرى أن بعض الأهالي يعولون على “الزوجة” أن تغير ابنهم نحو الأفضل ليتخلى عن بعض السلوكيات التي يرونها غير ملائمة، وكأنهم بذلك يزوجونه “أم” لتربيه، لا زوجة تُشاركه حياته ليربيان معاً جيلاً جديداً من الأبناء، “زوجوه بيعتدل”، جملة تتداول ربما في أغلب البيوت في الدول العربية، ومن حيث لا يعلمون، إنهم يساهمون في خلق مشكلة أكبر من تلك المشكلة التي يعانون فيها مع ابنهم ليتخلى فيها عن بعض تصرفاته الرعناء، أو عدم نضجه وتحمله للمسؤولية، رغم بلوغه سن من المفترض أن يكون فيه أكثر اتزاناً، وأكثر نضجاً.
فإن زوجوه وهو الذي لا يتحمل حتى مسؤولية نفسه، سيجد نفسه مكبلاً بمسؤوليات لم يكن ليتوقعها، فسيتهرب منها، وفي الطرف الآخر، هم ألقوا بثقل مسؤوليته تلك، على الزوجة التي يتوقعون منها ربما أكثر مما يمكن أن تقوم به، فيكونوا هم السبب في المشاكل التي يمكن أن تقع بينها وبين زوجها.
من قال إن الإنسان يمكن أن يتغير بالكامل؟ يمكن أن يتأقلم مع شريك حياته، ويعتاد على بعض السلوكيات، ويتغاضى عن بعض العادات أو الطباع التي تتناقض مع عاداته وطباعه، كنتاج طبيعي للعشرة، ولكن من الخطأ “الفادح” أن نتوقع أن يتغير الإنسان بالكامل ليكون إنساناً آخر. فالعيوب الكبرى في الشخصية لا يمكن أن تتغير، والطبع قد يغلب على التطبع في كثير من الأحيان، وإن كنا لا ننفي إمكانية أن يتخلى المرء عن السلوكيات التي يقتنع أنها لا تتلاءم مع حياته الجديدة، ولا تنسجم مع بناء أسرة صالحة.
“المرأة الشاطرة هي من تغير زوجها”، مقولة أخرى، قد تصدق في أغلب الأحيان إن كان الزوج فعلاً يريد هو أن يتغير، وإن استطاعت المرأة أن تحتويه، وأن تغنيه عن كل من حوله، ليتوقف عن كل السلوكيات التي لا تليق به كرجل راشد ومسؤول، ومع ذلك فلابد من الإقرار بأن ليست كل امرأة “شاطرة”!.
ياسمينة: التفاؤل جميل، لكن لابد من الواقعية، لا تتوقع تغير الشريك 100% بعد الزواج، “قد يحدث”!، لكن لا تعول على ذلك كثيراً “فتُصدم”، فالعيوب الكبرى لا يمكن تغييرها.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/ytd888hbqF/

الخميس الموافق 5/2/2015 م زوجوه "بيعتدل" الوهم الأكبر الذي يعيش فيه بعض الأهالي، وبعض المقبلين على الزواج أن الشريك يمكن...

إقرأ المزيد »

الستر “زين”!

الخميس الموافق 29/1/2015 م

الستر “زين”!

عندما سألوا عنه بعد تقدمه خاطباً لابنتهم، أثنى الجميع على أخلاقه، والتزامه الديني، وليس من بينهم من ألمح ولو بمجرد تلميح بأنه من أصحاب السوابق! قالوا بعد – ما فات الفوت – “كنا نتوقع منه أن يهتدي بعد زواجه، والله ستار، فأردنا أن نستر عيوبه، ولكن الظاهر أنه لم يهتد!”، ما نفع هذا الكلام، وقد “طاح الفأس بالرأس” وتسبب في عاهة مستديمة بتلك الزوجة لتعديه عليها بالضرب المبرح ولمرات، لتفقد حياتها بعد سنوات، مخلفة وراءها أربعة أطفال! وليلقى هو في السجن بعد ضبطه متلبساً بمتاجرته وتعاطيه للمخدرات، فإدمانة لم يبق من حواسه شيئا، ولم يبق شريكة حياته على قيد الحياة طويلاً فماتت، وتيتم أطفالها وانتقلت حضانتهم للجدة!.
“الستار” صفة من صفات الله جل وعلا، فاتخذ منها اسماً من أسمائه الحسنى، وجميل أن نحمل جزءًا من هذه الصفة، ولكن في قضايا الزواج، والارتباط قد يكون وباله وخيماً، إن لم يكن ذاك الشاب أو تلك الشابة قد تابا “فعلاً” عن بعض السلوكيات التي لا يمكن التعايش معها، أو بناء أسرة صالحة تحت كنفها.
التستر على بعض الزلات جائز، ولكن ما لا يغتفر أن يتم التستر على بعض السلوكيات، التي لا يقبل المرء أن تكون موجودة في زوج إحدى أخواته أو بناته، فلما يقبل بها على بنات الناس؟! الستر “زين” ولكن ليس على الكبائر التي قد تتسبب في تدمير حياة من يرتبط بصاحب تلك الكبائر.
المفارقة في مجتمعنا الذكوري والتي لا يمكن لنا تفسيرها، ولا أن نعطي لها أي مبرر أو مسوغ، هو حمل شعار “إن الله ستار وعلينا الستر على خلق الله” فقط عندما يكون الأمر متعلقاً بالرجل، “الرجال شايل عيبه” فيجدون أن عزمه على الزواج يعني تخليه عن عاداته وسلوكياته السيئة، وبأنه قد قرر أن يفتح صفحة بيضاء ناصعة في حياته! في الوقت الذي تحضر كلمة “لكن” من بين الحديث وبقوة، إن ما كان الأمر متعلقاً بالشابة المتقدمين لها خاطبين”أهلها طيبين وزينين و “لكن” هي كذا وكذا…!” فالوضع ينقلب، ويرون أنه من الأمانة أن تنشر صحائفها السود ليكون زوج المستقبل على بينة بسلوكيات من اختارها زوجة، متناسين مبدأهم بأن الستر زين، وأنها ربما قررت التوبة وفتح صفحة بيضاء في حياتها الجديدة! فأين الستر الذي ينادون به، وأين توسمهم في اعتدال سلوكها وهدايتها بعد زواجها؟.

ياسمينة: الستر زين، ولكن في قضايا الزواج، لابد من الالتزام بالأمانة، وإلا اعتذر، واترك المهمة لغيرك، ممن يعتبر تلك المرأة أو ذاك الرجل أحد أقاربه فيخاف عليه كما يخاف على أبنائه.
yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/ybT2EBhbm6/

الخميس الموافق 29/1/2015 م الستر "زين"! عندما سألوا عنه بعد تقدمه خاطباً لابنتهم، أثنى الجميع على أخلاقه، والتزامه الدين...

إقرأ المزيد »

غانم الطفل البطل

الخميس الموافق 22/1/2015 م

غانم الطفل البطل

على غير المعتاد، وبدلًا من أن يستقبل الأهل والأقارب مولودهم الجديد بالفرح والسرور، وتمنياتهم له بالعمر المديد، تمنى أقارب وأهل الطفل غانم المفتاح موته، فاستقبلهم بابتسامة ساحرة، تقول لهم سأعيش رغم إعاقتي وسأكون “الرابح دومًا”.
غانم الطفل البطل، كما أطلقت عليه ما إن رأيت حسابه على الانستجرام، تحدى كل من شك يومًا في قدرة الله، وترجم معنى أن يكون الإنسان راضيًا بقضاء الله وقدره، راسمًا طريقًا للأمل للكثيرين، يستلهمون منه العبر، متسلحًا بالصبر، الذي غذته به أمه العظيمة إيمان العبيدلي.
فليس من السهل على أي أم أن تتلقى خبر إصابة جنينها بتشوهات في العمود الفقري، وأنه وإن لم يمت بعد والدته، سيعيش باقي عمره دون حراك!. كما أن قرار الإجهاض ليس بالقرار الهين على من تدفقت الأمومة في شرايينها. ومع كل ذلك اتخذت قرارًا بأن تحافظ على روحه، وتنذر نفسها له ما دامت تتنفس الشهيق والزفير، ليزيد من جلدها وصبرها زوجها الذي قال لها:”إن لم يكن له رجلان، سأكون له الرجل اليمنى، وستكونين له الرجل اليسرى”. وماذا تتوقع ممن يتربى في كنف أسرة عظيمة كهذه؟.
غانم القطري الذي لم يتجاوز 12 ربيعًا، والذي يعاني من مرض نادر، يطلق عليه طبيًا بمتلازمة التراجع الذيلي، تركه المرض بنصف جسد، إلا أنه انتصر على كل من حاول كسر همته، ليكون ليس فقط طفلًا كأقرانه بل هو طفل مميز عنهم، ويملك ما لا يملكون، من جرأة وثقة بالنفس، وصبر وأمل يكفى بلدًا.
المتتبع لقصة هذا البطل، وكيف سعت أمه منذ دخوله المنزل لتذليل سبل عيشه، بعد بقائه لأشهر في المستشفى بعد ولادته لصعوبة حمله، وهو الذي كانت تشبهه أمه بكيس من قطن – حيث لا عظام تحمي أعضاء جسمه – وكيف لجأت للاستعانة بباب صغير، ودرجات، وسلالم متحركة ومنحدرات لجميع مداخل ومخارج المنزل، وكيف كونت أركانًا كاملة بالمنزل ليمارس فيها غانم حياته الطبيعية كطفل، لا يملك إلا الانحناء إجلالًا لها.
بل سعت لتجهيز المدرسة الوحيدة التي قبلت به كطالب فيها، بعد رفض عدد كبير من المدارس استقباله، بحجة عدم جهوزيتها من جهة، ولاعتراض أولياء الأمور على وجوده بين أترابه، حفاظًا كما كانوا يتعذرون على نفسياتهم من جهة أخرى، ولا يعرفون أن غانم وحده مدرسة تعلم أبناءهم الصبر والأمل، وأن لا شيء مستحيلًا أمام الله، وأمام من يتوكل عليه.
وإلى كل من تمنى له الموت، وطلب من والدته إجهاضه، وإلى كل من وقف حجر عثر لاندماجه في المدارس مع الأسوياء، نقول:”انظروا إلى غانم اليوم”.

– ياسمينة: غانم “أنت الرابح دومًا” وشكرًا لأنك علمتني معنى الأمل والصبر، وكيف أبتسم رغم المعاناة.
yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/yJPXlMBbl8/

الخميس الموافق 22/1/2015 م غانم الطفل البطل على غير المعتاد، وبدلًا من أن يستقبل الأهل والأقارب مولودهم الجديد بالفرح وا...

إقرأ المزيد »

ملابسنا القديمة.. جديدة

الخميس الموافق 15/1/2015 م

ملابسنا القديمة.. جديدة

بعد أن سلمتها ما كتب الله لي أن أقدم لها من صدقة، تلقيت منها رسالة نصية ما معناه”إن كانت لديك ملابس قديمة لا تحتاجينها، فأنا أقبلها”، لتطرق بابًا كنت قد غفلت عنه معها، وإن كنت غير غافلة عنه مع غيرها، فهذه المرأة منعها خجلها من أن تطلب مني ذلك وجهًا لوجه، فلم تجد غير إرسال رسالة نصية تبيح فيها عن حاجتها، وحاجة أبنائها إلى ملابس غيرهم، فالقديم عدنا، جديد عند غيرنا.

ليس من السهل على امرأة أن تطلب هكذا طلب من امرأة أخرى لولا الحاجة الماسة التي تدفعها لإراقة ماء وجهها. لم أتوان ولم أتأخر عن طلبها، فتحت خزانتي وأفرغت منها ما تمكنت من ملابس، وطلبت من أخواتي ومن أعرف القيام بالأمر مثله، ولا أحدثكم عن الفرحة التي دخلت على قلب هذه المرأة التي إن رأيتها أعطيتها ضعف عمرها لما للفقر من أثر.
خزائننا، وخاصة النساء منا، تكاد لا تغلق من كثرة ما تغص به من ملابس، أكثرها ربما لا تُلبس، بعضها قد قدم وبات ليس على الموضة، وبعضها الآخر جديد وربما لم تقطع منه بطاقة التسعيرة بعد، ولكنها باتت بمقاس أكبر أو أصغر، ناهيك عن ملابس السهرات التي لا تُلبس إلا لمرة أو مرتين وتغدو بعد ذلك في نظرنا قديمة “الناس شافوني فيها، مو معقولة أن ألبسها مرة أخرى”، كأسطوانة “سخيفة” تكررها معظم الفتيات.
هذا غير الحقائب، والأحذية، والإكسسوارات، التي نحرص على اقتناء الأحدث منها والتي تتماشى مع آخر الصرعات، وما هي إلا أشهر حتى تركن في الخزائن ليحل محلها الأحدث والأجدد، ولا يرد في بالنا أن هناك من يتمنى أن يقتني ليس كل ما “نرمي” وإنما واحدة من تلك القطع التي لا نكترث بها ولا نهتم.
في كل مرة كنت آخذ إليها الفائض من تلك الملابس والمقتنيات، كانت ترسل رسالة نصية تشكرني فيها، وتعبر فيها عن فرحتها وفرحة عيالها بما اقتنوا، هي في الحقيقة مقتنيات قديمة، ومستخدمة، ونجدها زيادة عدد، وتُضيق علينا خزائننا التي لو تنفست لتمكنا من حشوها بالجديد، ولكنها بالنسبة لها ملابس تراها في المجلات وعلى الممثلات والمغنيات ربما، ولم تلمسها بيديها! ملابس طالما تمنتها وزفرت زفرات حسرة لقصر يدها وقلة حيلتها، فما تملكه من أموال بالكاد أن تسد به أفواه أبنائها الصغار، وتلبي احتياجاتهم المدرسية، وليست للتأنق ومجاراة أحدث الصرعات والموضة، ولكنها رغم ذلك تبقى كأي أنثى، تحب أن تتجمل، وأن تلبس كغيرها من النساء، تحب أن تظهر في كل يوم بشكل جديد وجميل.
رغم أن ظاهرة اكتناز الملابس متفشية عند النساء أكثر، إلا أن الأمر يجري كذلك على الرجال، فالتبرع أو لنقل التصدق بما هو فائض من تلك الملابس، وغير المستخدم منها للفقراء يدخل الفرحة على الكثيرين منهم، والذين غالبًا ما يؤثرون أبناءهم على أنفسهم، فيحرمون أنفسهم من كل جديد، لتوفير الممكن ولو كان قليلًا لأبنائهم، هؤلاء لا تمر عليهم مسألة “ثياب عيد”، هؤلاء يقولون نملك ثيابًا للشتاء نخرجها كلما اشتد قرص البرد، وملابس صيفية كلما أحرقت الشمس اللاهبة جلودنا، الملابس هي، هي لا تتغير لسنوات طوال.
ياسمينة: زكوا أبدانكم وأموالكم بصدقات من ملابسكم.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/x3cW-SBbo_/

الخميس الموافق 15/1/2015 م ملابسنا القديمة.. جديدة بعد أن سلمتها ما كتب الله لي أن أقدم لها من صدقة، تلقيت منها رسالة نص...

إقرأ المزيد »

أعانهم الله على أنفسهم!

الخميس الموافق 8/1/2015 م

أعانهم الله على أنفسهم!

كتب أحد البخلاء على باب بيته: “لا تدق الجرس سوف أخرج كل 5 دقائق”! البخلاء ونوادرهم مادة دسمة للضحك، يعكسون واقع شريحة كبيرة ممن يحرمون أنفسهم من نعم الله التي وهبهم إياها، فيعيشون كما قال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام عيش الفقراء، ويحاسبون في الآخرة محاسبة الأغنياء!
يلهث الواحد منهم في جمع المال، فيكون بالنسبة إليه هدفاً، لا وسيلة يحقق فيها سعادته، وسعادة أهله، فيجمع المال ويكدسه، وفي النهاية يموت عنه فيرثه أهله، الذين أغلبهم لن يذكروه فيه في عمل خير ولا صدقة في ثوابه، فلا هو استفاد منه في حياته، ولا استثمره لآخرته.
البخل من الأمراض التي لا شفاء لها، والتي أعجزت حتى أكثر من اشتهر بالكرم في التاريخ حاتم الطائي، الذي على نقيضه اشتهرت زوجته حليمة بالبخل، فكانت إذا أرادت أن تضع سمناً في الطبخ وأخذت الملعقة ترتجف يدها، فأراد حاتم أن يعلمها الكرم فقال لها: “إن الأقدمين كانوا يقولون إن المرأة كلما وضعت ملعقة من السمن في طنجرة الطبخ زاد الله بعمرها يوماً، فأخذت حليمة تزيد ملاعق السمن في الطبخ، حتى صار طعامها طيباً وتعودت يدها على السخاء !
ولما مات ابنها الوحيد الذي كانت تحبه أكثر من نفسها، جزعت حتى تمنت الموت، وأخذت لذلك تقلل من وضع السمن في الطبخ حتى ينقص عمرها وتموت، حتى قالوا فيها: “عادت حليمة إلى عادتها القديمة” فجرى هذا المثل حتى يومنا هذا! فالبخل عادة قد لا يتمكن الفرد من التخلص منها بسهولة، إلا إذا اقتنع أنه اكثر من يتضرر من هذا الطبع، فيفوت على نفسه كل متع الحياة، إلى أن يموت فيتلذذ الآخرون بماله الذي لم تسقط منهم حبة عرق واحدة في جمعه.
مؤلم أن تجد ابناء يدعون على أباهم بالموت، ليرثوه ويتمتعوا بأمواله، لأنه يحرمهم من كل ريال أو فلس يملكه، إذ يجعلهم يتحسرون، وهم ممن يفترض أن يعيشوا عيشة الأثرياء. ومخز أن تجد البخيل يريق ماء وجهه، ويفقد كرامته وهيبته فقط لأنه يؤثر أن يتعرض للإهانة، ولا أن يخرج من جيبه ريال أو فلس واحد! قد تصدم من أفعال البعض، لدرجة أنك لا تتوقع أن تصدر تلك التصرفات من إنسان عاقل، كأن يريق ماء وجهه، ليشارك الآخرون طعامهم، أو انه يفضل السير على قدميه ليوفر قيمة البنزين! والطامة الكبرى إن ورث هذا البخيل، هذا الطبع لأبنائه!، حينها سيكون وباءً صعب السيطرة عليه، فأعان الله البخلاء على أنفسهم، قبل أن يعين أهاليهم عليهم.
ياسمينة: قال أبي رحمه الله: زوج فقير وكريم، خير من غني وبخيل، الأول سيهبك ما يملك، والثاني سيحرمك مما يملك.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/xlWd-LBbtT/

الخميس الموافق 8/1/2015 م أعانهم الله على أنفسهم! كتب أحد البخلاء على باب بيته: "لا تدق الجرس سوف أخرج كل 5 دقائق"! البخ...

إقرأ المزيد »

إخوة يوسف

الخميس الموافق 1/1/2015 م

إخوة يوسف

أن تتوقع الأذى من الغريب وحسده أمر وارد ويمكن تجاوزه وتفهمه، خصوصاً إن كنت متفوقاً، وناجحاً، ومتميزاً، لكن أن يكون ذاك الحقد والحسد، بل والأذى من إخوتك ممن شاركوك رحماً واحداً، ويجمعكم بهم دم واحد، فهو أمر وإن كان وارداً إلا أن وقعه في النفس أكبر.
أخوة، ينتظرون الفرص للإجهاز عليك، والانتقام منك متى ما كنت ضعيفاً وهشاً، في الوقت الذي تجد فيه الغريب يقف موقف الأخ، ماداً إليك يده طوال الوقت، حتى إن لم تكن بحاجة إليها، فقط ليذكرك بأنه موجود متى ما تخلى عنك العالم. ممجداً ومؤكداً مقولة “رُب أخ لم تلده أمك”.
ليس من السهل أن تشجع إنساناً على هجران أهله، ولا سيما أشقائه وشقيقاته، فصلة الرحم أمر عظيم عند الله، لكن ماذا لو كان لتلك الصلة تدمير لإنسان بقي طوال عمره يتشبث بالصبر، ويُحسن التعامل مع من يشاركونه المسكن، والمأكل، ولا يجد غير النكران والجحود رداً، بل والضرب والطرد سبيلاً؟
جائتني والعبرة تخنق صوتها، وكأن سكيناً قد طعنتها في قلبها، رغم أنها اعتادت أن ترى الحقد في عيني أخوتها، والكره في تصرفاتهم لها منذ صغرها، إلا أنها لم تعد لتحتمل أكثر قسوتهم وقسوة الحياة عليها، بعد انفصالها عن زوجها، لتجد نفسها منبوذة على الدوام وغير مرحب بها بين أخوتها!
تتعجب إن علمت أن هناك إخوة يمنعون حتى الأكل والزاد عن أختهم، وتصاب بالذهول إن علمت أن أخوة لا يرون أختهم لأكثر من عام وهم في بيت واحد، وتستغرب إن وجدت أخوة يتآمرون لاغتصاب إرث أخيهم لظروف إعاقته ومرضه، وأن الغريب يعرف تفاصيل حياة الأخ أكثر من أخوته! قصصاً قد تسمعها وتتقبلها إن صدرت عن غرباء، ولكن أن تصدر من أخوة فهو ما لا يمكن أن تستسيغه وتتقبله كإنسان سوي. ولا يجعلك تصدقها إلا لإيمانك واتعاظك من قصة نبينا يوسف عليه السلام.
محزن أن تقف مكبل الحيلة، فلا أنت قادر على أن تقول لها أهجريهم حفاظاً على المتبقي من نفسيتك المحطمة، فقطيعة الرحم تقصر العمر، ولا أنت قادر على رأب الصدع بينهم، بعدما وصلت الأمور إلى حد أنها لم تعد تعني لهم إن هي بقيت على قيد الحياة أم غادرتها، هذا إن لم يكن خبر وفاتها، هو الخبر الذي يتمنون سماعه.

ياسمينة: لا خير في أخوة كأخوة يوسف، يستكثرون الخير عليك، ويحيكون المكائد ضدك، ولكن اعلم أن الله سيجعلك يوماً عزيزاً عليهم.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/xTcuIUhbvf/

الخميس الموافق 1/1/2015 م إخوة يوسف أن تتوقع الأذى من الغريب وحسده أمر وارد ويمكن تجاوزه وتفهمه، خصوصاً إن كنت متفوقاً،...

إقرأ المزيد »

وأنتم لا تعلمون

الخميس الموافق 25/12/2014 م

وأنتم لا تعلمون

رزقها الله بنتاً، فكانت كثيرة التذمر، وتمنت لو أن الله رزقها بدلاً عنها ولداً، لم تحمد الله على ما رزقها، ولم تستغفر ربها على نقمها لتلك النعمة، فأزالها الله عنها في غمضة عين! كانت طفلتها تلعب وراء سيارة خالتها، فاصطدمت بها دون أن تنتبه فماتت!.
هكذا هم البشر، لا ينظرون للنعمة التي بأيديهم إلى أن تزول فيعرفون قيمتها. المتزوجة تلعن اليوم الذي تزوجت فيه، وتنظر بعين الحسد لصديقتها التي لم تتزوج بعد. وغير المتزوجة تندب حظها ليل نهار، لفوات آوان زواجها، وتحسد صديقتها على حياتها الزوجية. الأم تتذمر من تربية الأبناء وتجد بأنها قد ورطت نفسها بإنجابهم، في الوقت الذي تتوسد تلك المحرومة من الذرية مخدتها التي ملأتها بالدموع حسرة على خلو منزلها من صرخات الأطفال ومشاغباتهم. ربة المنزل تعتقد أنها تعيسة عندما ترى كل المقربات منها يعملن في وظائف ويكسبن رواتب كل نهاية شهر، ولا تعلم أن الموظفة تحسدها على جلوسها في المنزل ووجود من يعيلها دون أن تحتاج للخروج من مملكتها اضطراراً للعمل، وهكذا هم، لا أحد فيهم يرى النعمة التي بين يديه، ولا يلتفت إلا للذي بين يدي غيره، فكلاً يعتقد أن الآخر يعيش حياة أفضل منه، وينام مرتاح البال وسعيدا، متغافلاً أن لا أحد خاليا من الهموم، ويتناسى أن الله لا يفعل به إلا ما هو خير وصلاح له.
أجزم، أن لو تحقق لكل منهم خلاف ما كتب الله لهم، لكان حالهم أتعس مما يتوقعون، فالله ما قدر لك وكتب، إلا ما هو أسعد لك وأجمل، ولو اطلعوا على الغيب، لحمدوا الله على حالهم الذي هم فيه، ودعوا أن لا يتدبل حالهم للحال الذي تمنوه، فالمتزوجة لو بقيت عزباء كما تتمنى لكانت في حياة أتعس، فربما كان لها زوجها السند الذي لم تلتفت إليه! والعزباء لو تزوجت لربما ابتليت بزوج يضربها ويهينها! وتلك صاحبة الذرية التي تنقم من نعمة الأولاد، ربما كانوا هم الوحيدون من سيحملونها في كبرها وعجزها، وتلك العقيمة ما أوقف الله عنها الذرية إلا لحكمة، ربما سيقدر لها أن يكونوا من العاقين، أو المعاقين!
وهكذا، لو نظر كل منا ما بين يديه من النعم، وغض بصره عن نعم غيره لارتاح وأراح، فالله لا يظلم أحدا، ويكفي قوله تعالى {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} “البقرة: 216”.

ياسمينة: دائماً نعتقد أن حياة الآخرين أفضل من حياتنا، والآخرون يعتقدون أن حياتنا أفضل من حياتهم، كل ذلك لأننا نفتقد القناعة.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/xBfGhVBbmq/

الخميس الموافق 25/12/2014 م وأنتم لا تعلمون رزقها الله بنتاً، فكانت كثيرة التذمر، وتمنت لو أن الله رزقها بدلاً عنها ولدا...

إقرأ المزيد »