الخميس الموافق 22/1/2015 م
غانم الطفل البطل
على غير المعتاد، وبدلًا من أن يستقبل الأهل والأقارب مولودهم الجديد بالفرح والسرور، وتمنياتهم له بالعمر المديد، تمنى أقارب وأهل الطفل غانم المفتاح موته، فاستقبلهم بابتسامة ساحرة، تقول لهم سأعيش رغم إعاقتي وسأكون “الرابح دومًا”.
غانم الطفل البطل، كما أطلقت عليه ما إن رأيت حسابه على الانستجرام، تحدى كل من شك يومًا في قدرة الله، وترجم معنى أن يكون الإنسان راضيًا بقضاء الله وقدره، راسمًا طريقًا للأمل للكثيرين، يستلهمون منه العبر، متسلحًا بالصبر، الذي غذته به أمه العظيمة إيمان العبيدلي.
فليس من السهل على أي أم أن تتلقى خبر إصابة جنينها بتشوهات في العمود الفقري، وأنه وإن لم يمت بعد والدته، سيعيش باقي عمره دون حراك!. كما أن قرار الإجهاض ليس بالقرار الهين على من تدفقت الأمومة في شرايينها. ومع كل ذلك اتخذت قرارًا بأن تحافظ على روحه، وتنذر نفسها له ما دامت تتنفس الشهيق والزفير، ليزيد من جلدها وصبرها زوجها الذي قال لها:”إن لم يكن له رجلان، سأكون له الرجل اليمنى، وستكونين له الرجل اليسرى”. وماذا تتوقع ممن يتربى في كنف أسرة عظيمة كهذه؟.
غانم القطري الذي لم يتجاوز 12 ربيعًا، والذي يعاني من مرض نادر، يطلق عليه طبيًا بمتلازمة التراجع الذيلي، تركه المرض بنصف جسد، إلا أنه انتصر على كل من حاول كسر همته، ليكون ليس فقط طفلًا كأقرانه بل هو طفل مميز عنهم، ويملك ما لا يملكون، من جرأة وثقة بالنفس، وصبر وأمل يكفى بلدًا.
المتتبع لقصة هذا البطل، وكيف سعت أمه منذ دخوله المنزل لتذليل سبل عيشه، بعد بقائه لأشهر في المستشفى بعد ولادته لصعوبة حمله، وهو الذي كانت تشبهه أمه بكيس من قطن – حيث لا عظام تحمي أعضاء جسمه – وكيف لجأت للاستعانة بباب صغير، ودرجات، وسلالم متحركة ومنحدرات لجميع مداخل ومخارج المنزل، وكيف كونت أركانًا كاملة بالمنزل ليمارس فيها غانم حياته الطبيعية كطفل، لا يملك إلا الانحناء إجلالًا لها.
بل سعت لتجهيز المدرسة الوحيدة التي قبلت به كطالب فيها، بعد رفض عدد كبير من المدارس استقباله، بحجة عدم جهوزيتها من جهة، ولاعتراض أولياء الأمور على وجوده بين أترابه، حفاظًا كما كانوا يتعذرون على نفسياتهم من جهة أخرى، ولا يعرفون أن غانم وحده مدرسة تعلم أبناءهم الصبر والأمل، وأن لا شيء مستحيلًا أمام الله، وأمام من يتوكل عليه.
وإلى كل من تمنى له الموت، وطلب من والدته إجهاضه، وإلى كل من وقف حجر عثر لاندماجه في المدارس مع الأسوياء، نقول:”انظروا إلى غانم اليوم”.
– ياسمينة: غانم “أنت الرابح دومًا” وشكرًا لأنك علمتني معنى الأمل والصبر، وكيف أبتسم رغم المعاناة.
yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
الخميس الموافق 22/1/2015 م
غانم الطفل البطل
على غير المعتاد، وبدلًا من أن يستقبل الأهل والأقارب مولودهم الجديد بالفرح والسرور، وتمنياتهم له بالعمر المديد، تمنى أقارب وأهل الطفل غانم المفتاح موته، فاستقبلهم بابتسامة ساحرة، تقول لهم سأعيش رغم إعاقتي وسأكون “الرابح دومًا”.
غانم الطفل البطل، كما أطلقت عليه ما إن رأيت حسابه على الانستجرام، تحدى كل من شك يومًا في قدرة الله، وترجم معنى أن يكون الإنسان راضيًا بقضاء الله وقدره، راسمًا طريقًا للأمل للكثيرين، يستلهمون منه العبر، متسلحًا بالصبر، الذي غذته به أمه العظيمة إيمان العبيدلي.
فليس من السهل على أي أم أن تتلقى خبر إصابة جنينها بتشوهات في العمود الفقري، وأنه وإن لم يمت بعد والدته، سيعيش باقي عمره دون حراك!. كما أن قرار الإجهاض ليس بالقرار الهين على من تدفقت الأمومة في شرايينها. ومع كل ذلك اتخذت قرارًا بأن تحافظ على روحه، وتنذر نفسها له ما دامت تتنفس الشهيق والزفير، ليزيد من جلدها وصبرها زوجها الذي قال لها:”إن لم يكن له رجلان، سأكون له الرجل اليمنى، وستكونين له الرجل اليسرى”. وماذا تتوقع ممن يتربى في كنف أسرة عظيمة كهذه؟.
غانم القطري الذي لم يتجاوز 12 ربيعًا، والذي يعاني من مرض نادر، يطلق عليه طبيًا بمتلازمة التراجع الذيلي، تركه المرض بنصف جسد، إلا أنه انتصر على كل من حاول كسر همته، ليكون ليس فقط طفلًا كأقرانه بل هو طفل مميز عنهم، ويملك ما لا يملكون، من جرأة وثقة بالنفس، وصبر وأمل يكفى بلدًا.
المتتبع لقصة هذا البطل، وكيف سعت أمه منذ دخوله المنزل لتذليل سبل عيشه، بعد بقائه لأشهر في المستشفى بعد ولادته لصعوبة حمله، وهو الذي كانت تشبهه أمه بكيس من قطن – حيث لا عظام تحمي أعضاء جسمه – وكيف لجأت للاستعانة بباب صغير، ودرجات، وسلالم متحركة ومنحدرات لجميع مداخل ومخارج المنزل، وكيف كونت أركانًا كاملة بالمنزل ليمارس فيها غانم حياته الطبيعية كطفل، لا يملك إلا الانحناء إجلالًا لها.
بل سعت لتجهيز المدرسة الوحيدة التي قبلت به كطالب فيها، بعد رفض عدد كبير من المدارس استقباله، بحجة عدم جهوزيتها من جهة، ولاعتراض أولياء الأمور على وجوده بين أترابه، حفاظًا كما كانوا يتعذرون على نفسياتهم من جهة أخرى، ولا يعرفون أن غانم وحده مدرسة تعلم أبناءهم الصبر والأمل، وأن لا شيء مستحيلًا أمام الله، وأمام من يتوكل عليه.
وإلى كل من تمنى له الموت، وطلب من والدته إجهاضه، وإلى كل من وقف حجر عثر لاندماجه في المدارس مع الأسوياء، نقول:”انظروا إلى غانم اليوم”.
– ياسمينة: غانم “أنت الرابح دومًا” وشكرًا لأنك علمتني معنى الأمل والصبر، وكيف أبتسم رغم المعاناة.
yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
أحدث التعليقات