الخميس الموافق 19/2/2015 م
آخر خبر …
لابد أن نقر ونعترف أنه بعد انتشار الهواتف الذكية لم نعد نكترث كثيراً بالاختناقات المرورية، ولا لطول فترات الانتظار عند الإشارات الضوئية، فالالتهاء بالمسجات والفيديوهات قتل الوقت الذي كنا نتأفف فيه ونتململ، هذا إن لم نكن نتمنى في أحايين كثيرة أن تتحول الإشارة إلى اللون الأحمر لنتمكن من قراءة ما استجد من أخبار وطرائف، ناهيك عن تخلص الفتيات من نظرات التلصص من قبل الشباب أثناء توقفهم عند الإشارات المرورية بعد أن انخفضت رؤوسهم انحناءً على هواتفهم النقالة!.
وإن كنا نعترف بمميزات هذه التقنية التكنولوجية والفوائد “الواتسبية” إلا أننا كذلك لابد أن نقر ونعترف بأنها باتت تشكل إدماناً تسبب في الكثير من الحوادث على الطرقات. إذ لم يكتف السائقون بالعبث في هواتفهم النقالة أثناء توقفهم عند الإشارات الضوئية، أو أثناء انحشارهم في الاختناقات المرورية، بل تجاوزوها إلى العبث فيها عبر استقبال وإرسال الرسائل أثناء قيادة السيارة، فتجد عين السائق في الهاتف، ويد واحدة تقود السيارة فيما اليد الأخرى مشغولة برفع الهاتف، وكم من المرات التي تشهد فيها عدم التفات السائق للطريق الذي هو سالكه إلا بعد تنبهه بمزمار السيارة المتكرر والمتواصل، لتفتح معه جبهة للحرب في الطرقات، إذ لا ينتهي الأمر عند إقرار السائق بذنبه، وكبر حجم الجريمة التي يقترفها في الطريق عبر تعريض حياته، وحياة الآخرين للخطر، بل تتعدى ذلك إلى إلقاء اللوم على من نبهه للطريق! فلا ترى حينها إلا سبابته المهددة، أو حتى تلفظه بالكلمات البذيئة والشاتمة، هذا إن لم يلحق بك بسيارته ليعطيك درساً في عدم الإزعاج، إن لم يصل الأمر إلى التشابك بالأيدي عند بعض الشباب المتهور.
ألا نكتفي بعدد الحوادث المميتة التي نشهد ارتفاع وتيرتها يوماً بعد آخر؟ هل يهون علينا رؤية من نحب يفجع فينا؟ أليس من الجريمة أن نخلف وراءنا أرامل وأيتاما فقط لأننا أردنا أن نقرأ آخر خبر، أو أن يكون لنا السبق في إرساله؟
قبل أن تكون مسؤولية الدولة في وضع القوانين والعقوبات لمن يستخدم هاتفه على الطريق، وقبل أن تُطالب الجهات الإعلامية برفع الغرامات لتكون رادعاً لمنع الكثيرين من إرسال المسجات أثناء قيادة السيارة، لابد أن نبدأ بأنفسنا، لابد من أن نكون على قدر المسؤولية، ونحفظ فيها أرواحنا، وأرواح الآخرون في الشارع، فهناك أحباب في انتظارنا، لا في انتظار خبر وفاتنا.
ياسمينة: لا تكن سبباً في ترمل ويتم أطفال، ولا تكن سبباً لإزهاق روحك قبل أوانها.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
الخميس الموافق 19/2/2015 م
آخر خبر …
لابد أن نقر ونعترف أنه بعد انتشار الهواتف الذكية لم نعد نكترث كثيراً بالاختناقات المرورية، ولا لطول فترات الانتظار عند الإشارات الضوئية، فالالتهاء بالمسجات والفيديوهات قتل الوقت الذي كنا نتأفف فيه ونتململ، هذا إن لم نكن نتمنى في أحايين كثيرة أن تتحول الإشارة إلى اللون الأحمر لنتمكن من قراءة ما استجد من أخبار وطرائف، ناهيك عن تخلص الفتيات من نظرات التلصص من قبل الشباب أثناء توقفهم عند الإشارات المرورية بعد أن انخفضت رؤوسهم انحناءً على هواتفهم النقالة!.
وإن كنا نعترف بمميزات هذه التقنية التكنولوجية والفوائد “الواتسبية” إلا أننا كذلك لابد أن نقر ونعترف بأنها باتت تشكل إدماناً تسبب في الكثير من الحوادث على الطرقات. إذ لم يكتف السائقون بالعبث في هواتفهم النقالة أثناء توقفهم عند الإشارات الضوئية، أو أثناء انحشارهم في الاختناقات المرورية، بل تجاوزوها إلى العبث فيها عبر استقبال وإرسال الرسائل أثناء قيادة السيارة، فتجد عين السائق في الهاتف، ويد واحدة تقود السيارة فيما اليد الأخرى مشغولة برفع الهاتف، وكم من المرات التي تشهد فيها عدم التفات السائق للطريق الذي هو سالكه إلا بعد تنبهه بمزمار السيارة المتكرر والمتواصل، لتفتح معه جبهة للحرب في الطرقات، إذ لا ينتهي الأمر عند إقرار السائق بذنبه، وكبر حجم الجريمة التي يقترفها في الطريق عبر تعريض حياته، وحياة الآخرين للخطر، بل تتعدى ذلك إلى إلقاء اللوم على من نبهه للطريق! فلا ترى حينها إلا سبابته المهددة، أو حتى تلفظه بالكلمات البذيئة والشاتمة، هذا إن لم يلحق بك بسيارته ليعطيك درساً في عدم الإزعاج، إن لم يصل الأمر إلى التشابك بالأيدي عند بعض الشباب المتهور.
ألا نكتفي بعدد الحوادث المميتة التي نشهد ارتفاع وتيرتها يوماً بعد آخر؟ هل يهون علينا رؤية من نحب يفجع فينا؟ أليس من الجريمة أن نخلف وراءنا أرامل وأيتاما فقط لأننا أردنا أن نقرأ آخر خبر، أو أن يكون لنا السبق في إرساله؟
قبل أن تكون مسؤولية الدولة في وضع القوانين والعقوبات لمن يستخدم هاتفه على الطريق، وقبل أن تُطالب الجهات الإعلامية برفع الغرامات لتكون رادعاً لمنع الكثيرين من إرسال المسجات أثناء قيادة السيارة، لابد أن نبدأ بأنفسنا، لابد من أن نكون على قدر المسؤولية، ونحفظ فيها أرواحنا، وأرواح الآخرون في الشارع، فهناك أحباب في انتظارنا، لا في انتظار خبر وفاتنا.
ياسمينة: لا تكن سبباً في ترمل ويتم أطفال، ولا تكن سبباً لإزهاق روحك قبل أوانها.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
أحدث التعليقات