الستر “زين”!

الخميس الموافق 29/1/2015 م

الستر “زين”!

عندما سألوا عنه بعد تقدمه خاطباً لابنتهم، أثنى الجميع على أخلاقه، والتزامه الديني، وليس من بينهم من ألمح ولو بمجرد تلميح بأنه من أصحاب السوابق! قالوا بعد – ما فات الفوت – “كنا نتوقع منه أن يهتدي بعد زواجه، والله ستار، فأردنا أن نستر عيوبه، ولكن الظاهر أنه لم يهتد!”، ما نفع هذا الكلام، وقد “طاح الفأس بالرأس” وتسبب في عاهة مستديمة بتلك الزوجة لتعديه عليها بالضرب المبرح ولمرات، لتفقد حياتها بعد سنوات، مخلفة وراءها أربعة أطفال! وليلقى هو في السجن بعد ضبطه متلبساً بمتاجرته وتعاطيه للمخدرات، فإدمانة لم يبق من حواسه شيئا، ولم يبق شريكة حياته على قيد الحياة طويلاً فماتت، وتيتم أطفالها وانتقلت حضانتهم للجدة!.
“الستار” صفة من صفات الله جل وعلا، فاتخذ منها اسماً من أسمائه الحسنى، وجميل أن نحمل جزءًا من هذه الصفة، ولكن في قضايا الزواج، والارتباط قد يكون وباله وخيماً، إن لم يكن ذاك الشاب أو تلك الشابة قد تابا “فعلاً” عن بعض السلوكيات التي لا يمكن التعايش معها، أو بناء أسرة صالحة تحت كنفها.
التستر على بعض الزلات جائز، ولكن ما لا يغتفر أن يتم التستر على بعض السلوكيات، التي لا يقبل المرء أن تكون موجودة في زوج إحدى أخواته أو بناته، فلما يقبل بها على بنات الناس؟! الستر “زين” ولكن ليس على الكبائر التي قد تتسبب في تدمير حياة من يرتبط بصاحب تلك الكبائر.
المفارقة في مجتمعنا الذكوري والتي لا يمكن لنا تفسيرها، ولا أن نعطي لها أي مبرر أو مسوغ، هو حمل شعار “إن الله ستار وعلينا الستر على خلق الله” فقط عندما يكون الأمر متعلقاً بالرجل، “الرجال شايل عيبه” فيجدون أن عزمه على الزواج يعني تخليه عن عاداته وسلوكياته السيئة، وبأنه قد قرر أن يفتح صفحة بيضاء ناصعة في حياته! في الوقت الذي تحضر كلمة “لكن” من بين الحديث وبقوة، إن ما كان الأمر متعلقاً بالشابة المتقدمين لها خاطبين”أهلها طيبين وزينين و “لكن” هي كذا وكذا…!” فالوضع ينقلب، ويرون أنه من الأمانة أن تنشر صحائفها السود ليكون زوج المستقبل على بينة بسلوكيات من اختارها زوجة، متناسين مبدأهم بأن الستر زين، وأنها ربما قررت التوبة وفتح صفحة بيضاء في حياتها الجديدة! فأين الستر الذي ينادون به، وأين توسمهم في اعتدال سلوكها وهدايتها بعد زواجها؟.

ياسمينة: الستر زين، ولكن في قضايا الزواج، لابد من الالتزام بالأمانة، وإلا اعتذر، واترك المهمة لغيرك، ممن يعتبر تلك المرأة أو ذاك الرجل أحد أقاربه فيخاف عليه كما يخاف على أبنائه.
yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/ybT2EBhbm6/

الخميس الموافق 29/1/2015 م

الستر “زين”!

عندما سألوا عنه بعد تقدمه خاطباً لابنتهم، أثنى الجميع على أخلاقه، والتزامه الديني، وليس من بينهم من ألمح ولو بمجرد تلميح بأنه من أصحاب السوابق! قالوا بعد – ما فات الفوت – “كنا نتوقع منه أن يهتدي بعد زواجه، والله ستار، فأردنا أن نستر عيوبه، ولكن الظاهر أنه لم يهتد!”، ما نفع هذا الكلام، وقد “طاح الفأس بالرأس” وتسبب في عاهة مستديمة بتلك الزوجة لتعديه عليها بالضرب المبرح ولمرات، لتفقد حياتها بعد سنوات، مخلفة وراءها أربعة أطفال! وليلقى هو في السجن بعد ضبطه متلبساً بمتاجرته وتعاطيه للمخدرات، فإدمانة لم يبق من حواسه شيئا، ولم يبق شريكة حياته على قيد الحياة طويلاً فماتت، وتيتم أطفالها وانتقلت حضانتهم للجدة!.
“الستار” صفة من صفات الله جل وعلا، فاتخذ منها اسماً من أسمائه الحسنى، وجميل أن نحمل جزءًا من هذه الصفة، ولكن في قضايا الزواج، والارتباط قد يكون وباله وخيماً، إن لم يكن ذاك الشاب أو تلك الشابة قد تابا “فعلاً” عن بعض السلوكيات التي لا يمكن التعايش معها، أو بناء أسرة صالحة تحت كنفها.
التستر على بعض الزلات جائز، ولكن ما لا يغتفر أن يتم التستر على بعض السلوكيات، التي لا يقبل المرء أن تكون موجودة في زوج إحدى أخواته أو بناته، فلما يقبل بها على بنات الناس؟! الستر “زين” ولكن ليس على الكبائر التي قد تتسبب في تدمير حياة من يرتبط بصاحب تلك الكبائر.
المفارقة في مجتمعنا الذكوري والتي لا يمكن لنا تفسيرها، ولا أن نعطي لها أي مبرر أو مسوغ، هو حمل شعار “إن الله ستار وعلينا الستر على خلق الله” فقط عندما يكون الأمر متعلقاً بالرجل، “الرجال شايل عيبه” فيجدون أن عزمه على الزواج يعني تخليه عن عاداته وسلوكياته السيئة، وبأنه قد قرر أن يفتح صفحة بيضاء ناصعة في حياته! في الوقت الذي تحضر كلمة “لكن” من بين الحديث وبقوة، إن ما كان الأمر متعلقاً بالشابة المتقدمين لها خاطبين”أهلها طيبين وزينين و “لكن” هي كذا وكذا…!” فالوضع ينقلب، ويرون أنه من الأمانة أن تنشر صحائفها السود ليكون زوج المستقبل على بينة بسلوكيات من اختارها زوجة، متناسين مبدأهم بأن الستر زين، وأنها ربما قررت التوبة وفتح صفحة بيضاء في حياتها الجديدة! فأين الستر الذي ينادون به، وأين توسمهم في اعتدال سلوكها وهدايتها بعد زواجها؟.

ياسمينة: الستر زين، ولكن في قضايا الزواج، لابد من الالتزام بالأمانة، وإلا اعتذر، واترك المهمة لغيرك، ممن يعتبر تلك المرأة أو ذاك الرجل أحد أقاربه فيخاف عليه كما يخاف على أبنائه.
yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/ybT2EBhbm6/

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.