الخميس الموافق 5/2/2015 م
زوجوه “بيعتدل”
الوهم الأكبر الذي يعيش فيه بعض الأهالي، وبعض المقبلين على الزواج أن الشريك يمكن أن يتغير على يد شريكته – أو العكس – مع مرور الأيام والليالي، وأن من الممكن أن يكون إنساناً آخر خلال أشهر، مما يجعلهم على أمل “وردي” بأن الحياة ستكون جميلة مع هذا التغير في الشخصية، والسلوك، والعادات، ليصدموا بواقع أن ما تربى عليه الشريك، وتعود عليه خلال سنوات طويلة – هي سنوات عمره كاملة – لا يمكن أن يتغير بين ليلة وضحاها، بل لن يتغير خلال عام أو اثنين، وإن حدث وتغير لفترة، سيعاود تلك التصرفات والسلوكيات، لتبدأ الصدامات، وتبدأ المشاكل، فتتجلى الصورة الأوضح والأكثر واقعية بأن الشريك، هو ذاك الشخص الذي رأيته لأول مرة، كما هو، وليس بشخص آخر، تم التخطيط و”التمنى” على أن يكون عليه مع مرور الأيام.
الطامة الكبرى أن بعض الأهالي يعولون على “الزوجة” أن تغير ابنهم نحو الأفضل ليتخلى عن بعض السلوكيات التي يرونها غير ملائمة، وكأنهم بذلك يزوجونه “أم” لتربيه، لا زوجة تُشاركه حياته ليربيان معاً جيلاً جديداً من الأبناء، “زوجوه بيعتدل”، جملة تتداول ربما في أغلب البيوت في الدول العربية، ومن حيث لا يعلمون، إنهم يساهمون في خلق مشكلة أكبر من تلك المشكلة التي يعانون فيها مع ابنهم ليتخلى فيها عن بعض تصرفاته الرعناء، أو عدم نضجه وتحمله للمسؤولية، رغم بلوغه سن من المفترض أن يكون فيه أكثر اتزاناً، وأكثر نضجاً.
فإن زوجوه وهو الذي لا يتحمل حتى مسؤولية نفسه، سيجد نفسه مكبلاً بمسؤوليات لم يكن ليتوقعها، فسيتهرب منها، وفي الطرف الآخر، هم ألقوا بثقل مسؤوليته تلك، على الزوجة التي يتوقعون منها ربما أكثر مما يمكن أن تقوم به، فيكونوا هم السبب في المشاكل التي يمكن أن تقع بينها وبين زوجها.
من قال إن الإنسان يمكن أن يتغير بالكامل؟ يمكن أن يتأقلم مع شريك حياته، ويعتاد على بعض السلوكيات، ويتغاضى عن بعض العادات أو الطباع التي تتناقض مع عاداته وطباعه، كنتاج طبيعي للعشرة، ولكن من الخطأ “الفادح” أن نتوقع أن يتغير الإنسان بالكامل ليكون إنساناً آخر. فالعيوب الكبرى في الشخصية لا يمكن أن تتغير، والطبع قد يغلب على التطبع في كثير من الأحيان، وإن كنا لا ننفي إمكانية أن يتخلى المرء عن السلوكيات التي يقتنع أنها لا تتلاءم مع حياته الجديدة، ولا تنسجم مع بناء أسرة صالحة.
“المرأة الشاطرة هي من تغير زوجها”، مقولة أخرى، قد تصدق في أغلب الأحيان إن كان الزوج فعلاً يريد هو أن يتغير، وإن استطاعت المرأة أن تحتويه، وأن تغنيه عن كل من حوله، ليتوقف عن كل السلوكيات التي لا تليق به كرجل راشد ومسؤول، ومع ذلك فلابد من الإقرار بأن ليست كل امرأة “شاطرة”!.
ياسمينة: التفاؤل جميل، لكن لابد من الواقعية، لا تتوقع تغير الشريك 100% بعد الزواج، “قد يحدث”!، لكن لا تعول على ذلك كثيراً “فتُصدم”، فالعيوب الكبرى لا يمكن تغييرها.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
الخميس الموافق 5/2/2015 م
زوجوه “بيعتدل”
الوهم الأكبر الذي يعيش فيه بعض الأهالي، وبعض المقبلين على الزواج أن الشريك يمكن أن يتغير على يد شريكته – أو العكس – مع مرور الأيام والليالي، وأن من الممكن أن يكون إنساناً آخر خلال أشهر، مما يجعلهم على أمل “وردي” بأن الحياة ستكون جميلة مع هذا التغير في الشخصية، والسلوك، والعادات، ليصدموا بواقع أن ما تربى عليه الشريك، وتعود عليه خلال سنوات طويلة – هي سنوات عمره كاملة – لا يمكن أن يتغير بين ليلة وضحاها، بل لن يتغير خلال عام أو اثنين، وإن حدث وتغير لفترة، سيعاود تلك التصرفات والسلوكيات، لتبدأ الصدامات، وتبدأ المشاكل، فتتجلى الصورة الأوضح والأكثر واقعية بأن الشريك، هو ذاك الشخص الذي رأيته لأول مرة، كما هو، وليس بشخص آخر، تم التخطيط و”التمنى” على أن يكون عليه مع مرور الأيام.
الطامة الكبرى أن بعض الأهالي يعولون على “الزوجة” أن تغير ابنهم نحو الأفضل ليتخلى عن بعض السلوكيات التي يرونها غير ملائمة، وكأنهم بذلك يزوجونه “أم” لتربيه، لا زوجة تُشاركه حياته ليربيان معاً جيلاً جديداً من الأبناء، “زوجوه بيعتدل”، جملة تتداول ربما في أغلب البيوت في الدول العربية، ومن حيث لا يعلمون، إنهم يساهمون في خلق مشكلة أكبر من تلك المشكلة التي يعانون فيها مع ابنهم ليتخلى فيها عن بعض تصرفاته الرعناء، أو عدم نضجه وتحمله للمسؤولية، رغم بلوغه سن من المفترض أن يكون فيه أكثر اتزاناً، وأكثر نضجاً.
فإن زوجوه وهو الذي لا يتحمل حتى مسؤولية نفسه، سيجد نفسه مكبلاً بمسؤوليات لم يكن ليتوقعها، فسيتهرب منها، وفي الطرف الآخر، هم ألقوا بثقل مسؤوليته تلك، على الزوجة التي يتوقعون منها ربما أكثر مما يمكن أن تقوم به، فيكونوا هم السبب في المشاكل التي يمكن أن تقع بينها وبين زوجها.
من قال إن الإنسان يمكن أن يتغير بالكامل؟ يمكن أن يتأقلم مع شريك حياته، ويعتاد على بعض السلوكيات، ويتغاضى عن بعض العادات أو الطباع التي تتناقض مع عاداته وطباعه، كنتاج طبيعي للعشرة، ولكن من الخطأ “الفادح” أن نتوقع أن يتغير الإنسان بالكامل ليكون إنساناً آخر. فالعيوب الكبرى في الشخصية لا يمكن أن تتغير، والطبع قد يغلب على التطبع في كثير من الأحيان، وإن كنا لا ننفي إمكانية أن يتخلى المرء عن السلوكيات التي يقتنع أنها لا تتلاءم مع حياته الجديدة، ولا تنسجم مع بناء أسرة صالحة.
“المرأة الشاطرة هي من تغير زوجها”، مقولة أخرى، قد تصدق في أغلب الأحيان إن كان الزوج فعلاً يريد هو أن يتغير، وإن استطاعت المرأة أن تحتويه، وأن تغنيه عن كل من حوله، ليتوقف عن كل السلوكيات التي لا تليق به كرجل راشد ومسؤول، ومع ذلك فلابد من الإقرار بأن ليست كل امرأة “شاطرة”!.
ياسمينة: التفاؤل جميل، لكن لابد من الواقعية، لا تتوقع تغير الشريك 100% بعد الزواج، “قد يحدث”!، لكن لا تعول على ذلك كثيراً “فتُصدم”، فالعيوب الكبرى لا يمكن تغييرها.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
أحدث التعليقات