الخميس الموافق 1/1/2015 م
إخوة يوسف
أن تتوقع الأذى من الغريب وحسده أمر وارد ويمكن تجاوزه وتفهمه، خصوصاً إن كنت متفوقاً، وناجحاً، ومتميزاً، لكن أن يكون ذاك الحقد والحسد، بل والأذى من إخوتك ممن شاركوك رحماً واحداً، ويجمعكم بهم دم واحد، فهو أمر وإن كان وارداً إلا أن وقعه في النفس أكبر.
أخوة، ينتظرون الفرص للإجهاز عليك، والانتقام منك متى ما كنت ضعيفاً وهشاً، في الوقت الذي تجد فيه الغريب يقف موقف الأخ، ماداً إليك يده طوال الوقت، حتى إن لم تكن بحاجة إليها، فقط ليذكرك بأنه موجود متى ما تخلى عنك العالم. ممجداً ومؤكداً مقولة “رُب أخ لم تلده أمك”.
ليس من السهل أن تشجع إنساناً على هجران أهله، ولا سيما أشقائه وشقيقاته، فصلة الرحم أمر عظيم عند الله، لكن ماذا لو كان لتلك الصلة تدمير لإنسان بقي طوال عمره يتشبث بالصبر، ويُحسن التعامل مع من يشاركونه المسكن، والمأكل، ولا يجد غير النكران والجحود رداً، بل والضرب والطرد سبيلاً؟
جائتني والعبرة تخنق صوتها، وكأن سكيناً قد طعنتها في قلبها، رغم أنها اعتادت أن ترى الحقد في عيني أخوتها، والكره في تصرفاتهم لها منذ صغرها، إلا أنها لم تعد لتحتمل أكثر قسوتهم وقسوة الحياة عليها، بعد انفصالها عن زوجها، لتجد نفسها منبوذة على الدوام وغير مرحب بها بين أخوتها!
تتعجب إن علمت أن هناك إخوة يمنعون حتى الأكل والزاد عن أختهم، وتصاب بالذهول إن علمت أن أخوة لا يرون أختهم لأكثر من عام وهم في بيت واحد، وتستغرب إن وجدت أخوة يتآمرون لاغتصاب إرث أخيهم لظروف إعاقته ومرضه، وأن الغريب يعرف تفاصيل حياة الأخ أكثر من أخوته! قصصاً قد تسمعها وتتقبلها إن صدرت عن غرباء، ولكن أن تصدر من أخوة فهو ما لا يمكن أن تستسيغه وتتقبله كإنسان سوي. ولا يجعلك تصدقها إلا لإيمانك واتعاظك من قصة نبينا يوسف عليه السلام.
محزن أن تقف مكبل الحيلة، فلا أنت قادر على أن تقول لها أهجريهم حفاظاً على المتبقي من نفسيتك المحطمة، فقطيعة الرحم تقصر العمر، ولا أنت قادر على رأب الصدع بينهم، بعدما وصلت الأمور إلى حد أنها لم تعد تعني لهم إن هي بقيت على قيد الحياة أم غادرتها، هذا إن لم يكن خبر وفاتها، هو الخبر الذي يتمنون سماعه.
ياسمينة: لا خير في أخوة كأخوة يوسف، يستكثرون الخير عليك، ويحيكون المكائد ضدك، ولكن اعلم أن الله سيجعلك يوماً عزيزاً عليهم.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
الخميس الموافق 1/1/2015 م
إخوة يوسف
أن تتوقع الأذى من الغريب وحسده أمر وارد ويمكن تجاوزه وتفهمه، خصوصاً إن كنت متفوقاً، وناجحاً، ومتميزاً، لكن أن يكون ذاك الحقد والحسد، بل والأذى من إخوتك ممن شاركوك رحماً واحداً، ويجمعكم بهم دم واحد، فهو أمر وإن كان وارداً إلا أن وقعه في النفس أكبر.
أخوة، ينتظرون الفرص للإجهاز عليك، والانتقام منك متى ما كنت ضعيفاً وهشاً، في الوقت الذي تجد فيه الغريب يقف موقف الأخ، ماداً إليك يده طوال الوقت، حتى إن لم تكن بحاجة إليها، فقط ليذكرك بأنه موجود متى ما تخلى عنك العالم. ممجداً ومؤكداً مقولة “رُب أخ لم تلده أمك”.
ليس من السهل أن تشجع إنساناً على هجران أهله، ولا سيما أشقائه وشقيقاته، فصلة الرحم أمر عظيم عند الله، لكن ماذا لو كان لتلك الصلة تدمير لإنسان بقي طوال عمره يتشبث بالصبر، ويُحسن التعامل مع من يشاركونه المسكن، والمأكل، ولا يجد غير النكران والجحود رداً، بل والضرب والطرد سبيلاً؟
جائتني والعبرة تخنق صوتها، وكأن سكيناً قد طعنتها في قلبها، رغم أنها اعتادت أن ترى الحقد في عيني أخوتها، والكره في تصرفاتهم لها منذ صغرها، إلا أنها لم تعد لتحتمل أكثر قسوتهم وقسوة الحياة عليها، بعد انفصالها عن زوجها، لتجد نفسها منبوذة على الدوام وغير مرحب بها بين أخوتها!
تتعجب إن علمت أن هناك إخوة يمنعون حتى الأكل والزاد عن أختهم، وتصاب بالذهول إن علمت أن أخوة لا يرون أختهم لأكثر من عام وهم في بيت واحد، وتستغرب إن وجدت أخوة يتآمرون لاغتصاب إرث أخيهم لظروف إعاقته ومرضه، وأن الغريب يعرف تفاصيل حياة الأخ أكثر من أخوته! قصصاً قد تسمعها وتتقبلها إن صدرت عن غرباء، ولكن أن تصدر من أخوة فهو ما لا يمكن أن تستسيغه وتتقبله كإنسان سوي. ولا يجعلك تصدقها إلا لإيمانك واتعاظك من قصة نبينا يوسف عليه السلام.
محزن أن تقف مكبل الحيلة، فلا أنت قادر على أن تقول لها أهجريهم حفاظاً على المتبقي من نفسيتك المحطمة، فقطيعة الرحم تقصر العمر، ولا أنت قادر على رأب الصدع بينهم، بعدما وصلت الأمور إلى حد أنها لم تعد تعني لهم إن هي بقيت على قيد الحياة أم غادرتها، هذا إن لم يكن خبر وفاتها، هو الخبر الذي يتمنون سماعه.
ياسمينة: لا خير في أخوة كأخوة يوسف، يستكثرون الخير عليك، ويحيكون المكائد ضدك، ولكن اعلم أن الله سيجعلك يوماً عزيزاً عليهم.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
أحدث التعليقات