الله جميل

الخميس الموافق 31/7/2014 م

الله جميل

زوجتي لا تهتم بنفسها، ولا بهندامها، رائحة المطبخ تلازمها، حتى باتت رائحتها التي تميزها، أريد أن أرجع المنزل وأرى امرأة كتلك التي أتعامل معها في العمل، أو كتلك التي أراها على الشاشات الفضية، جميلة، رشيقة، تفوح منها رائحة العطور والبخور لا رائحة البصل والثوم!، أريدها على الأقل بالشكل الذي تظهر به للناس في الخارج، لا أن تتجمّل إن خرجت من باب المنزل وتهمل نفسها داخله!.
شكوى مللنا من سماعها من الرجال المقيمين للعلاقات المحرّمة خارج إطار الزوجية، أو المتزوجين على زوجاتهم، كشمّاعة تبرر لهم خيانتهم لزوجاتهم، أو لتعدّدهم في الزيجات. نعم، هي كلمة حق، وإن كان بعضها يُراد بها باطل!.
من حق الزوج أن يُطالب شريكة حياته أن تهتم بمظهرها وشكل جسمها ورائحتها، فالعين تهوى كل جميل، ولا ألومه إن ما مَدّ بصره لتلك، أو حَمْلَق في الفنانة الفلانية أو المغنية العلانية، فهو الآخر بشر وليس بملاك، وقد تغريه أولئك الفتيات، حتى وإن كن في حياتهن الطبيعية اليومية ليسوا بالشكل الذي يَظهرن فيه في الأفلام والكليبات الغنائية، ولكن من يقنعهم وهم يرون ما تشتهيه أنفسهم، بنقيض ما يرونه داخل منازلهم؟
الرجل بصريّ بطبعه، يتأثر أكثر ما يتأثر بالشكل الخارجي، وهي حقيقة علمية لا يمكن نكرانها، ولابد للنساء أن يضعن ذلك نصب أعينهن، فلا يمكنهن أن يمنعن أزواجهن من الخيانة، حتى وإن كانت تلك الخيانة خيانة “بصرية” فقط. فلا تكوني كمن جنت على نفسها، وحفرت قبرها بيديها، وتوفرين له المبرّر لخيانتك أو الزواج عليك لإهمالك لنفسك.
وبالمثل، كما أن الرجل يحب أن تكون زوجته في كامل أناقتها وجمالها، هي الأخرى من حقها أن تطالب زوجها بأن يُحافظ على جماله وهندامه ورائحته، فليس من العدل أن يُطالبها أن تكون “نانسي عجرم” وهو أشعث الشعر، ذو لحية غير مُهذّبة، ورائحته نتنه، وملابسه غير مرتبة ولا ذوق فيها ولا تنسيق.
فهي الأخرى بشر، وتريد أن ترى زوجها حتى في المنزل بشكل مقبول، لا أن يتجول هكذا وبكل أريحية في المنزل بملابسه الشبه داخلية، ورائحته – آجلكم الله – مقزّزة من العرق!، ويكاد لا يدخل من الباب من فرط بدانته!.
الاهتمام بالمظهر والشكل ليس فقط لغلق عين الشريك عن “البصبصة” هنا وهناك، وليس فقط للظهور بشكل لائق أمام الآخرين. وإنما هو نوع من أنواع الاهتمام بالنفس، لما له من أثر بالغ على نفسية الشخص ذاته، والذي ينعكس وبشكل تلقائي على حياته كلها.
ياسمينة: تجمّلوا، ليس فقط لإرضاء الشريك، وإنما من أجلكم أنتم، فالله جميل ويحب الجمال .

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/rHovEghbqD

الخميس الموافق 31/7/2014 م الله جميل زوجتي لا تهتم بنفسها، ولا بهندامها، رائحة المطبخ تلازمها، حتى باتت رائحتها التي تمي...

إقرأ المزيد »

اغنياء من التعفف

الخميس الموافق 24/7/2014 م

اغنياء من التعفف

من قال إن الدول الخليجية دول خالية من الفقراء؟ من قال إنها جميعًا مترفة، كمالياتها تفوق ضروريات عيش آخرين من جنسيات أخرى؟ مخطأ من يعتقد ذلك، وبيننا أسر تعيش تحت خط الفقر، لا تجد غير الماء المغلي المضاف إليه الملح وكسرات من الخبز فطورًا في شهر الخير والبركات!.
وكأني بالنافين للأمر أسمعهم يستنكرون، معتبرين الأمر مبالغة لا تتناسب مع مجتمع نفطي، تحسده كل دول العالم على خيراته! نعم هناك أسر تبيت ليلها جوعى، وتسترهم ملابس رثة سنوات طويلة، وترتعش أطرافهم بردًا شتاءً، وتلهب الشمس أجسادهم صيفًا، هم بيننا ولكن “تحسبهم أغنياء من التعفف”.
قبل عام، وفي الشهر الفضيل قامت إحدى المحسنات بزيارة مفاجئة لأحد البيوت الذي سمعت أن بين جدرانه أسرة محتاجة، فأخذت بعضًا من “التموين الغذائي” كسلة رمضانية لتسلمهم إياها، وكانت الصدمة الكبرى عندما لمحت أن الأم كانت تغلي الماء المضاف إليه الملح فقط، ولا شيء غير ذلك كوجبة للفطور لأسرتها، التي ستجتمع على سفرة قوامها “الماء المغلي وكسرات من الخبز”، ورغم الفقر المدقع الذي كانت فيه هذه الأسرة والتي لا تجد ما تأكله في شهر عُرف بخيراته بل وعُرف بما لذّ وطاب من المأكولات والأطعمة، إلا أنها ترفض أي صدقة كانت، إلا إذا قُدمت لها كهدية!.
أن ترى فقيرًا يمد يده متسولًا في الشارع وأمام أبواب المساجد فتساعده لكسب أجر إشباع جوعه، وسد أفواه عائلته، وستر أبدانهم، أسهل بكثير من أولئك المتعففين داخل البيوت وراء الأبواب الموصدة، والذين قد يكونون أكثر حاجة وأكثر فقرًا، ولكن عزة أنفسهم تحول بينهم وبين إراقة ماء وجههم لطلب المساعدة من هذا أو ذاك.
لا تقل إن الجمعيات أو الصناديق الخيرية تقوم بالواجب، فهناك من لا يعرف كيف يصل إليهما، وقد يعرف أبوابها ولكن تعففه هو من ينسيه طريق الوصول إليها.
تفقدوهم، ربما يكون تأوه طفلهم الصغير دليلًا على مكانهم، فالأطفال لا يعرفون كيف يكتمون ألم بطونهم عندما يقرصهم الجوع، ولا يسيطرون على نظراتهم البريئة عندما تجول بين ما يحمله أطفالكم من حلويات وألعاب، ولن يخفوا إعجابهم التلقائي عندما يقارنون بين حقائبهم المدرسية المهترئة وبين الجديد الذي يملكه أطفالكم كل عام، تفقدوهم في محلات البقالة عندما تتراكم عليهم الديون، وهي ريالات ودنانير زهيدة في نظركم، صعبة التوفير بالنسبة إليهم. تفقدوهم عندما يقفون طويلًا أمام محلات بيع المأكولات وهم يتأكدون من أسعارها ويعدون القطع النقدية المتوفرة عندهم، من يريد فعل الخير سيجد ألف طريقة وطريقة لكسب الأجر والثواب.
ياسمينة: الوصول لهذه الأسر ليس بالسهل، ولكنه ليس بالأمر المستحيل كذلك، التفتوا إليهم، وابحثوا عنهم إذ ما تطلب الأمر، فأجر مساعدتهم بلاشك مضاعف.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/q08u3BBbi5

الخميس الموافق 24/7/2014 م اغنياء من التعفف من قال إن الدول الخليجية دول خالية من الفقراء؟ من قال إنها جميعًا مترفة، كما...

إقرأ المزيد »

كلنا صائمون

الخميس الموافق 17/7/2014 م

كلنا صائمون

كانت الساعة تقترب من موعد الإفطار إلا نصف ساعة أو أكثر بقليل، كنت في طريقي للمنزل، فانحشرت في زحمة السيارات القريبة من أحد الأسواق. خلال انتظاري “للفرج” صدمتني ردة فعل مواطن خرج من سيارته مسرعاً، لإحدى السيارات التي يقودها أحد العمال الوافدين، وانهال عليه ضرباً بحذائه، عقاباً له -كما عرفت بعدها- على تعطيله لحركة السير! في موقف لا إسلامي، ولا إنساني حتى، وإن كان يومها قد ردد بالطبع قبل إفطاره دعاء “اللهم إني لك صمت”!.
في شهر رمضان المبارك تجد نفسك حذراً في التعامل مع الناس، فبعضهم تجده غاضباً، متهكماً، متجهم الوجه منذ ساعات الصباح إلى أن يتعالى نداء الحق “الله أكبر”، تريد أن تنهي معاملة حكومية كانت أو حتى بنكية يستقبلك الموظفون بكسل وببرود ووجه عبوس، وفي سره قد يقول “ما الذي أتى بهذا لنا اليوم؟”هذا إن لم يؤجل لك معاملة بسيطة إلى ما بعد شهر رمضان، لأن أخانا كان حتى ساعات الفجر الأولى متسمراً عند التلفاز، ولم يأخذ كفايته من النوم، والجوع يقرصه، ولم يدخن سيجارته ولم يشرب قهوة الصباح كعادته، وكأنه ينتقم من حرمانه من كل ذلك في خلق الله، ونسى إن الابتسامة في وجه أخيه صدقة، فكيف إذا كان تيسير حوائج الناس وقضاؤها في شهر رمضان.
جولة على معظم المكاتب والدوائر خلال ساعات الضحى، ستدخلك في جو “أهل الكهف” هدوء يخيم على الأرجاء، منهم من ترك مكتبه ولا تعرف إلى أين ذهب، ومنهم من أغلق المكتب وأكمل نومه بهدوء، وبعضهم من يقاوم النوم من على كرسيه، ناسين بأن العمل عباده، وأن شهر الله، شهر عمل، لا شهر سهر طوال الليل حتى ساعات الفجر الأولى، ونوم من السحور إلى الفطور.
كلنا صائمون، ولست وحدك، كلنا نعمل صباحاً وعندنا مسؤوليات ما بعد العمل ولست وحدك، فلا داعي لأن تكدر عيشك وعيش من يتعامل معك أو يقابلك، لترسم صورة خاطئة عن الصيام، وبأنه عقاب لا تهذيب للنفس. نعلم أن الجو خانق، الشمس لا ترحم ولا الرطوبة، وساعات الإمساك طويلة بعض الشيء، ولكن كل ذلك ليس عذراً لسوء الخلق، وتردي المعاملة، وشتم الناس وسبهم، ويكفي لو قارنا وضعنا كموظفين في المكاتب بأولئك العمال الذين يكدحون تحت أشعة الشمس اللاهبة، لنعرف النعمة التي نحن عليها.
لنعكس صورة مشرفة عن ديننا الإسلامي الحنيف عند غيرنا من معتنقي الأديان الأخرى، لنبين لهم فوائد الصوم، بدلاً من خلق صورة مشوهة تنفرهم من ديننا وتخوفهم من التزاماته وفرائضه.
ياسمينة: الصوم تقويم للنفس والروح، لا تفسدوا صيامكم بعبوسكم، وسوء خُلقكم، وإهمالكم لواجباتكم.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/qil__nhbsz

الخميس الموافق 17/7/2014 م كلنا صائمون كانت الساعة تقترب من موعد الإفطار إلا نصف ساعة أو أكثر بقليل، كنت في طريقي للمنزل...

إقرأ المزيد »

المتبقي من الأطعمة

الخميس الموافق 10/7/2014 م

المتبقي من الأطعمة

تغيرت نظرته فجأة، واستبشر وجهه وفرح، فرحة من تلقى جائزة، ودب نشاط واضح عليه خلال ثوانٍ، كل ذلك ما أن أعطيته “المتبقي” من الأطعمة المركونة في الثلاجة، هكذا قالت أختي الصغرى التي دأبت يومياً على توزيع الفائض عن حاجتنا من المأكولات والأطعمة على العمال البسطاء المارين على المنزل، تفتح الباب وأول من يمر من العمال الأجانب تقدم له ما جمعته من الأكل، ورصته في علب كارتونية، ولم يحدث قط أن رفضها أحدهم!
كشعب خليجي نعتبر من المبذرين، فلا تكتمل المائدة إلا إذ عجت بالأطباق المختلفة الألوان والأشكال والمذاق، والتي غالباً ما تكون أضعاف حاجة من يتحلقون حول المائدة، وبالإضافة إلى الأطعمة المنزلية “تهل” في شهر رمضان -شهر البركة والخير- أطباق الأهل والجيران والمعارف وتزداد الأشكال والكمية طبعاً، والصائم “طماع” يتشهى ويتخيل الأحمر والأصفر من الأطعمة وما أن يفطر حتى تجده يأكل القليل ويترك الكثير، لتكون من نصيب سلات القمامة، والتي وإن جمعت لأشبعت عائلة أخرى على أقل تقدير.
قبل الشهر الفضيل لا تجد لك موطأ قدم في محلات بيع الأطعمة، وكأن الناس في مجاعة، أو مقبلة على حرب، يجمعون الأطعمة والمأكولات ما يكفي حاجتهم لأشهر لا شهر واحد، وكأنه شهر أكل لا شهر تعبد وإحساس بجوع الفقير!
في مملكة البحرين بدأ مشروع شبابي قبل أشهر يستحق الثناء والتصفيق، حيث نشروا أرقام الاتصال بالفريق المشارك في المشروع عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتلقي وجمع المتبقي من الأطعمة من المنازل، لتوزيعها على الأسر الفقيرة المتعففة وعلى الفقراء من العمال والمقيمين، مشروع ميزانيته ضئيلة، ولكن ميزانه عند الله ثقيل، ولنا أن نتصور الكم الهائل من الأطعمة التي تجد طريقها للمهملات سواءً في المنازل أو المجالس أو بعد المناسبات الأفراح منها والأتراح؟ هذه “النعم” التي يجدها البعض لا قيمة لها، هي عند الفقراء حلم، وتحفظ ماء وجه الكثير من المحتاجين الذين قد يريقون ماء وجوههم لسد أفواه أبنائهم الذين قد يبيتون أغلب لياليهم يتضورون جوعاً.
وكم هي جميلة فكرة شاب سعودي في المهجر، عندما وضع ثلاجتين في الشارع ليضع الناس فيهما ما يفيض عن حاجتهم من الأطعمة، لتكون مفتوحة في أي وقت لأي فقير أو متسول، يقرصه الجوع.

ياسمينة: قيل إن الأجداد قديماً كانوا يربطون بطونهم بالحبل الخشن من الجوع، فجاء أحفادهم ليربطوا معدتهم من الشبع. النعمة زوالة حافظوا عليها تحفظكم.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/qQkMIpBboo

الخميس الموافق 10/7/2014 م المتبقي من الأطعمة تغيرت نظرته فجأة، واستبشر وجهه وفرح، فرحة من تلقى جائزة، ودب نشاط واضح علي...

إقرأ المزيد »

وبدأ النفاق..!

الخميس الموافق 3/7/2014 م

وبدأ النفاق..!

هكذا فجأة يتحول كثيرون في شهر رمضان المبارك 180 درجة، وما هي إلا ثلاثين يومًا، ويعودون مع قدوم العيد إلى سابق عهدهم، وكأنها إجازة سنوية من المعاصي والآثام!.
مضحك مبكٍ ما نراه كل عام من تغيير وقتي في تصرفات وأفعال الكثيرين، لا يعرفون اتجاه القبلة ولا يؤدون صلاوتهم اليومية، وفي رمضان يتراكضون إلى المساجد، بل ويختارون أبعدها “طبعًا” لينالوا أجرًا مضاعفًا! يهجرون القرآن، وما إن يُقبل شهره الفضيل حتى يمسحوا الغبار المتراكم عليه، ويبدأوا في قراءته حتى لتجد الكثيرين منهم يتهجأ كلماته كما لو كان يقرأها لأول مرة! لا يعرف بيت جده ولا خاله ولا عمه، وربما لم يزر والديه أشهرًا طوالًا، وفي شهر رمضان يسأل عن عناوينهم “صلة الأرحام” يا سادة يا كرام! هذا إن لم يتحول فجأة إلى واعظ ينصح غيره ولا يطبق الأمر على نفسه إلا شهرًا في كل سنة!.
إن شتم وسب، أو نم واغتاب و”عقر” على خلق الله في شهره الفضيل قال “اللهم إني صائم” وكأن “لوك” أعراض الناس و”الحش” فيهم والتحدث بما يشينهم باقي أيام السنة مقبولًا، ولا أثم عليه في أكل لحومهم وهي نيئة، ومحرم نمهم، حرمة ذبح المسلم، فقط في شهر رمضان المبارك!.
خلال الشهر الفضيل تنتعش أسواق العباءات وتكسد محلات بيع مستحضرات التجميل، فطبعًا المتبرجة طوال العام والمتتبعة لآخر صيحات الموضة لا تجد حرجًا في ذلك ولا حرامًا إلا في شهر رمضان، فتلبس العباءة والحجاب، وتمتنع عن وضع مستحضرات التجميل والعطور، حتى تكاد لا تعرفها وتتحول إلى مخلوق جديد، لتستأنف “شياكتها” يوم العيد، وتطوي حجابها لتعود إليه مجددًا في شهر رمضان العام الذي يليه.
“النوم عبادة”، ويطبقها بحذافيرها سواءً أكان ذلك على فراشه أو حتى في دوامه، وينسى أن العمل عبادة، و”تحليل معاشه” من الأمانة، وقضاء حوائج الناس عبادة من نوع آخر، ينام نهارًا كي يبتعد عن كل ما يجرح صيامه، وما إن يرتفع صوت الأذان “الله أكبر” حتى يسارع للفطور ومنه للمقاهي في المطاعم والفنادق، ألا تحمل اسم “خيام رمضانية”؟ إذن هي مقبولة ما دامت عليها هالة روحانية، بغض النظر عما فيها من لهو ولعب وأغانٍ.
لا تنافسه في آخر إصدارات المغنين والمغنيات لألبوماتهم الغنائية، وفي رمضان يُعتبر الاستماع إليها حرامًا، وإن كان حريصًا كل الحرص على أن يحجز تذكرته لحفلة غنائية في ثلاثة أيام عيد الفطر المبارك، حتى وإن كلفه ذلك آلاف الريالات أو مئات الدنانير، و”الليلة عيد”!.
جميل أن يحترم المرء شهر الله، ويبتعد عن كل ما يراه يجرح صيامه أو يبطله، ولكن الأجمل منه أن تكون علاقته تلك مستمرة طوال أيام عمره وشهور أعوامه، لا أن ينافق الله عز وجل شهرًا، ويجاهر بعصيانه بقية أشهر السنة.

ياسمينة: أسوأ أنواع النفاق هو ذاك الذي يقوم بين العبد وربه، تذكر أن الله مطلع على أعمالك، وكل شاردة وواردة في كتاب مرقوم لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً سواءً أكان ذلك في شهره الفضيل أو في باقي الشهور.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/p-h0TrBbo1

الخميس الموافق 3/7/2014 م وبدأ النفاق..! هكذا فجأة يتحول كثيرون في شهر رمضان المبارك 180 درجة، وما هي إلا ثلاثين يومًا،...

إقرأ المزيد »

رغم عقوقكم .. يحبونكم

الخميس الموافق 26/6/2014 م

رغم عقوقكم .. يحبونكم

من أقسى التحقيقات التي أجريتها قبل سنوات وأكثرها إيلاماً للنفس، تلك التي كانت في دور رعاية كبار السن. قصص يندى لها الجبين، وتتقرح لها الجفون، أمهات وآباء رغم جحود الأبناء وعقوقهم لا يدعون إلا بالخير لأبنائهم، وصلواتهم لا تخلو من التضرع بالله لأن يكفي فلذات أكبادهم الشر والشرور أينما كانوا.
ممرضون يقسمون بأنهم رغم سأمهم وفقدانهم للأمل لا يزالون يهاتفون أبناءهم يترجونهم لزيارة آبائهم ولو في “كل سنة مرة” دون جدوى، بل وصلت وقاحة بعضهم إلى أن يطلب منهم عدم تكرار الاتصال إلا في حالة تبشيره بخبر وفاة والده!
كنت أعتقد إنها القصص الأقسى، إلى أن أبدت لي الأيام والسنون ما هو أمر و أقسى، أب طاعن في السن تقيد رجلاه وتكبل يداه بالسلاسل من قبل أبنائه ويرمى في البحر حياً بعد أن فقدوا الصبر وملوا من عمره المديد، لينتشل بعدها جثة هامدة، ستقف يوماً عند ربها لتشكو له عقوق أبنائها، وآخر كان أكثر حظاً منه عندما نجا بإعجوبة بعد أن تكاتل عليه أربعة من أبنائه الذكور، وقيدوه بعد ضربه ولكمه وطعنه بالسكاكين، طمعاً في أمواله التي يظنون أنهم أحق منه فيها، رغم أنهم لم تسقط منهم قطرة عرق واحدة في جمعها! وأم أشبعت ضرباً ولكماً على يد ابنها، حتى غدا وجهها كالقرص المنتفخ الملون بالأزرق والأحمر، فقط ليرضي زوجته بعد خلاف نشب بينهما، فقرر أن يتخلص من “جنته” لينال قلب محبوبته التي ستأخذ بيده حتماً إلى “ناره وجهنمه” . أجزم أن الكثيرين منكم سمع أو رأى و ربما قد عايش قصصاً لعقوق الأبناء وجحودهم، ربما أفظع مما قد ذكرت، نعم ليست قصصا جديدة، ولكنها متجددة باقية، وكأن لا جيل من هذه الأجيال قرأ وفقه قوله تعالى “وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا”!
شهر رمضان المبارك على الأبواب، فكما علمكم آباؤكم أنه شهر الله وصيامه واجب، عليكم أن تعلموا أن رضا الله من رضا الوالدين، وأن برهما واجب كما هو واجب عليكم الصيام، زوروهم، اسألوا عنهم، شاركوهم وجبة الإفطار والسحور إن أمكن، كونوا معهم قبل أن يرحلوا فترحل عنكم السعادة الحقيقية.
ياسمينة: صدقوني حتى وإن كنتم عاقين لايزالون يحبونكم، يدعون لكم بالهداية، وسينسون كل إساءة ما إن تقبلوا عليهم، ورمضان كريم عليكم.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/psg1NbBblQ/

الخميس الموافق 26/6/2014 م رغم عقوقكم .. يحبونكم من أقسى التحقيقات التي أجريتها قبل سنوات وأكثرها إيلاماً للنفس، تلك الت...

إقرأ المزيد »

نعم … لا أعرف سورة الفاتحة

صعقت، نعم صعقت وبكيت يومها عندما شاهدت مقطعاً على برنامج اليوتيوب لإخوة لنا في صعيد مصر لا يعرفون اسم نبيهم، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يعرفون سورة الفاتحة، وبالتأكيد لا يعرفون ولا يقيمون صلواتهم اليومية!
لجهل مني كنت أعتقد بأن حتى الأمي الذي لا يعرف الكتابة ولا القراءة يحفظ السور القصيرة، باعتبارها من بديهيات الإسلام التي تربينا عليها، ولم يدُر بخلدي أبداً أن أهل الكنانة مصر يعيشون في ظلام الجهل، لدرجة أن إحدى من أجرى لهن المقابلة قالت “إحنا زي البهايم ما نعرفش حاجة” وحاشاها وحاشاكم هذا الوصف والتوصيف.
مؤلم أن يحيا المرء منا ويموت ولم يذق حلاوة القرآن ولم تصله بركته، مؤلم حد الوجع أن يبذخ الواحد منا في الدول الخليجية خاصة والدول العربية والإسلامية عامة في كماليات الحياة، وأخوة لنا لا يجدون من يعلمهم فاتحة الكتاب، وعار علينا أن يتفاخر أحدنا على الآخر ببهرجة حفلة زواجه أو حفلات زواج أبنائه، ويكب الدنانير والدراهم والريالات على الفرق الموسيقية و”الطبالة”، ولا يفكر يوماً أن يتبرع لتعليم من لا يعرف اسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم! من المخزي أن يمتلك الواحد منا أغلى السيارات وأفخمها، ولا يكاد يرتد له طرف عندما يسمع أو يرى أن شاباً في مقتبل العمر يعتقد أن أحد أسماء النبي هو “عمر”!
نحمد الله حمداً كثيرا على ما أنعم علينا في كل شيء، ومن مظاهر الحمد أن يُظهر العبد نعمة ربه عليه، ولكن بشرط أن يكون في أوجهه المناسبة والمعقولة، بدون إسراف مفرط، وبالطبع دون تقتير ولا غل لليد، جميل أن نبني المساجد ونزخرفها، ونهتم ببيوت الله، ولكن أن لا تكون ببهرجة وسعة لا تتناسب مع عدد المصلين فيها، فتجد مئات المساجد وأضخمها، خالية إلا من بعض نفر من المصلين، أليس من الأوجب والأكثر أجراً عند الله أن نُخرج إخوة لنا من ظلام الجهل إلى نور العلم؟ أليس من الأوجب أن أبني مدرسة في بلد يعيش وراء النور، بدلاً من أن ابنى مسجداً في بلدي يجاوره أكثر من 3 مساجد كلها خاوية إلا من المؤذن؟ من المحزن أن تمر أكثر من 1435 سنة على دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يزال هناك من لا يعرف اسمه، وكل ما يعرفه هو أن يقول “سدنا النبي” ولا يعرف من هو ذاك النبي، لدرجة أنه يخلط بينه وبين أسماء الأنبياء الآخرين كالنبي عيسى والنبي موسى عليهما السلام؟
قيل فيما يقال، أن تعليم وتحفيظ طفل فاتحة الكتاب أحب الأمور وأكثرها أجراً، لأنها ستبقى معه طوال حياته، وسيرددها في كل صلاة يقيمها إلى أن يموت، وأقول بعد كل ما رأيته، تعليم سورة الفاتحة لامرأة عجوز أو شيخ كبير لا يقل عنه أجراً، لتنير لهم الباقي من حياتهم، وتؤنس وحشتهم في القبور.
ياسمينة: لتصعقوا كما صعقت يمكنكم مشاهدة مقطع الفيديو بالدخول على برنامج اليوتيوب وكتابة: “أنقذوا إخوانكم في الصعيد” لتعرفوا حجم المأساة.

صعقت، نعم صعقت وبكيت يومها عندما شاهدت مقطعاً على برنامج اليوتيوب لإخوة لنا في صعيد مصر لا يعرفون اسم نبيهم، ونبينا محمد...

إقرأ المزيد »

يجب الإيمان بالله في السرّاء والضرّاء

الخميس الموافق 21/6/2014 م

 

يجب الإيمان بالله في السرّاء والضرّاء                                        

استدعت ذاكرتي هكذا فجأة صورة والِدَين، أُمّ مكلومة وأب مفجوع فقدا أطفالهما دفعة واحدة، وبعد عام من الحادثة رزقا بثلاثة توائم، ثم بعدها رزقا بأطفال، وكأنما الله بل بالفعل كافأهما بعد امتحانهما بنفس عدد الأطفال وجنسهم، سُلوَةً لقلبيهما وجزاءً لإيمانهما.

قيل فيما يقال دائمًا إن المسلمين لديهم الإسلام ولا يملكون أخلاق الإسلام، والديانات الأخرى يملكون أخلاق الإسلام وإن كانوا غير مسلمين، وهذا ما يجري على مستوى الإيمان بالقضاء والقدر والمكتوب، فغالبًا ما نرى الجزع والهلع عند المسلمين إن اكتشف الأطباء إصابتهم بمرض خطير أو مميت، تسودّ الدنيا في أوجههم، ينعزلون عن العالم، تتجهّم وجوههم حنقًا وغضبًا، ولا أبالغ إن بعضهم قد يقول “لما أنا بالذات؟” ياربي ولما تعاقبني بهذا العقاب الشديد؟ وآخرون لا تنقطع دموعهم حزنًا على ما آلت إليه أوضاعهم الصحية، متناسين أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان، وإن لكلٍ أجره، وقبل كل شيء الإيمان بأن الله فوق كل موجود، وبين لحظة وأخرى قد يغير الحال إلى حال آخر، وإن أمر الله إذ جاء فيقول له “كن فيكون” وإنه قادر على أن يحيي العظام وهي “رميم” وألا طب ولا أطباء إذا ما جاء أمره سيوقفه. على عكس الأجانب في الغرب، نجدهم منطلقين مُسلِّمين أمرهم لله، متوكِّلين عليه، وقد تكون تلك الانتكاسة الصحية المميتة، نقطة التحول الإيجابية في حياتهم، فتجدهم وكأنما يعدون أنفسهم للرحيل، وهم مبتسمون وقانعون بقضاء الله وقدره، مؤمنون بأن الحياة الأخرى أكثر متعة وجمالاً، فيعيشون حياتهم لحظة بلحظة، باعثين الأمل الذي يملؤهم لمن هم حولهم، وكلهم “إيمان” بالله بأن تلك هي قسمتهم في الحياة، وعليهم ألا يعترضوا عليها، فلا يزهدون في الدنيا، ويعيشونها حتى آخر لحظة فيها، ولا تفارق الابتسامة محياهم.

خذ مثلاً على ذلك وقارن، أن تبلغ مسلمًا بإصابته بالسرطان، وتبلغ غير المسلم بذات الخبر، الأول سيقضي عليه الهمّ والغمّ وقد يموت منهما قبل أن يقضي عليه المرض، والآخر سيبتسم وسيخطط لرحلته الجديدة، وسيفكر كيف سيقضي الأيام المعدودة من عمره، الأول ستتقرّح جفونه من البكاء، وسينعزل عن العالم خجلاً من فقدان شعره وتغير شكله، والآخر لن يجد/ تجد غضاضة في ارتداء “الباروكة” بعد أن تساقط تاج رأسها تباعًا، وستواجه العالم بشكلها الجديد، فمتى سنؤمن بالله؟.

ياسمينة: هم أكثر “إيمانًا” منا، وعلينا أن نتعلم منهم أخلاق المسلمين.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال https://instagram.com/p/phFIg_hbm5/

الخميس الموافق 21/6/2014 م   يجب الإيمان بالله في السرّاء والضرّاء                                         استدعت ذ...

إقرأ المزيد »

متبرجة شريفة ومحجبة مومس!

الخميس الموافق 12/6/2014 م

متبرجة شريفة ومحجبة مومس!                                          

تعتقدين من الأفضل، بنت غير محجبة، متبرجة أمام الناس، لكنها شريفة، وعفيفة، وخلوقة، أم بنت محجبة حجابا صحيحا وفي الخفاء تلعب وتمارس الحرام! هكذا طرح أحدهم عبر البريد الإلكتروني على سؤاله بعد نصحه لي بارتداء الحجاب، طالباً مني الإجابة واختفى!

حقيقة كنت أنتظر رده، فلست من النوع الذي يصم أذنيه، أو يحارب الرأي الآخر، رغم إيماني التام وقناعتي برأيي، ولكنه كما “فص ملح وذاب” كما يقال في الأمثال، ترك سؤاله ورحل، ولكني لم أتركه، لاستغرابي من كفتي المقارنة التي لا تحتاج – على الأقل من وجهة نظري الخاصة – إلى مقارنة، فكيف أقارن من صانت نفسها، وحصنت فرجها، مع تلك المومس التي هي جسد لكل عابر، فقط لأن تلك قد اتشحت بخمار وأطلقت عليه حجاباً – وهو لعمري فعلاً حجاب، يستر القبيح من أفعالها، والمخزي من أخلاقياتها، وحاشا الحجاب الحقيقي عنها وعن أفعالها! فهل وصل بنا الحال إلى تقبل المرأة الزانية فقط لأنها أمام من لا يعرف حقيقتها “متحجبة”، ورفض تلك المتبرجة لأنها بنظر من لا يعرف حقيقتها امرأة فاسقة كافرة لا تعرف من دينها شيئاً، ولا تقيم حتى صلواتها!

بعيداً عن التعصب، هل فعلاً حجاب اليوم حجاب وقور؟ ونصف مقدمة الشعر مكشوف، وملون بآخر صيحات صبغات الشعر، والأقرطة متدلية على جنبيه، والرقبة والنحر مكشوفان، حتى بات الحجاب أشبه بقبعة، و”الليقنز” الضاغط الذي يعلوه قميص لا يستر ما ينبغي أن يستر، ولباسهن لا فرق بينه وبين لباس تلك المتبرجة، إن لم يكن فاضحاً وأكثر إغراءً!.. ومكياج فاقع وعطور نفاذة؟ أيروق للبعض كل ذلك، فقط لأن بقية الشعر الخلفي مغطى؟ عفواً هذا إن كانت تعرف من دينها شيئاً غير ضرورة التزامها بتغطية شعرها ولبس الحجاب، وإن سألتها عن صلاتها تجاهلتك، وإن استفسرت منها عن كتاب ربها تلعثمت، فهي لا تعرف آياته ولا سوره بعد أن هجرته.

عجبي من أمة لا تعرف من دينها إلا القشور، وتقبل بالنفاق الذي يمارس حتى على الله جل وعلا، فكثيرات هن متبرجات شكلاً، متحجبات أخلاقاً وفعلاً، وفي المقابل كثيرات هن من لا ترى منها إلا سواد لبسها، وتمارس الرذيلة خلف الأبواب الموصدة، فلن أكون ظالمة لأعمم، ولكن فكما أن هناك محجبات ملتزمات بحجابهن الذي أرفع قبعتي احتراماً لهن، هناك متبرجات محترمات عفيفات، شريفات، لا ينقصهن غير هداية الله لهن لإكمال الصورة الشكلية للأخلاق والعفة، نعم أفضل أن تكون الفتاة المتبرجة، ولكنها شريفة، عفيفة، خلوقة، على تلك المحجبة التي تمارس الحرام في الخفاء!

ياسمينة: لا تحكم أبداً على القشور، اللب هو الأهم، فربما تغريك القشرة، وتجد باطنها عفناً مقززاً تفوح منه رائحة النتانة.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/pKLG2dBbmy

الخميس الموافق 12/6/2014 م متبرجة شريفة ومحجبة مومس!                                           تعتقدين من الأفضل، بنت غي...

إقرأ المزيد »

لسنا سواسية

الخميس الموافق 5/6/2014 م

لسنا سواسية                                        

“محمد” مختلف عن “صالح”، و”عبير” ليست كـ “مريم”، الفروق الفردية موجودة بيننا، ولا أحد منا ينكر ذلك، وهذا الاختلاف هو الذي يدفع بتكامل الأدوار والمهام والوظائف، لتتحرك عجلة الحياة وتستمر، فليس من المعقول ولا المنطقي أن نكون جميعاً أطباء، أو كلنا معلمات في المدارس، فلابد من أن يكون من بيننا فنان، وموسيقي، وآخر مخترع، أو محاسب، وحتى الزبال، فلا مهنة في الحياة عيب ولا إهانة، وكل من يبدع في مجاله!

رغم تسليمنا لهذه الحقيقة إلا أننا في واقع الحياة نمارس تجاهلاً وإنكارا لها بشكل متناقض!. طالب في المدرسة تجده مبدعاً في الرسم والفنون، ولكنه ضعيف في المواد الحسابية الرياضية، وبدلاً من أن نطور الملكة والموهبة التي منها الله عليه، نمارس عليه قهراً وجبراً ضغوطاً نفسية في إرغامه على التفوق في الرياضيات، وقد نستميت في إدخاله في برامج للتقوية، ونقارنه بطلبة آخرين متفوقين رياضياً، فنحطمه معنوياً ونفسياً، ولا نشجعه فيما هو فيه متميز، بل ونحاول بكثرة دروس التقوية أن نبعده تدريجياً عن ما هو متفوق فيه، وتغيب عن بالنا مرة أخرى حقيقة أننا “مختلفون”، وأننا نكمل بعضنا، وأن ليس بالضرورة أن نتفوق في المواد كلها، فما حباني الله به، حبا آخر بشيء لا أملكه، فقط علينا أن ننمي ونطور ما نملكه لنتفوق فيه.

فبدلاً من إضاعة وقت ذاك الطالب في برامج التقوية، علينا فتح برامج لتطوير ما هو متفوق ومبدع فيه أصلاً، لنخرج في النهاية بموهوب متميز في مجال هو يرغب فيه وقادر على العطاء فيه أكثر، كالرياضة، والموسيقى وحتى في المواد العلمية الأخرى، لنخرج في النهاية ليس فقط بطلبة مبدعين، وإنما بطلبة عباقرة، نراهن عليهم في المنافسات العالمية، أو نعول عليهم في اكتشافات واختراعات ترفع اسم البلد وتجعله في مصاف الدول المتقدمة، التي التفتت إلى تلك الفروقات وأخذت تستغلها بطريقة صحيحة، والدليل أن مع نهاية العام الدراسي لا توزع الشهادات ليقال إن فلاناً الأول على الصف، والآخر الأخير، وإنما توزع الشهادات مصنفة بأن فلاناً الأول في مادة الفيزياء، والآخر الأول في مادة الكيمياء، وثالثة الأولى في مادة الرياضيات.

للأسف الكثير من المواهب لم يتم استغلالها بالشكل الصحيح في مدارسنا، بل تم تحطيمها وتدمير أصحابها، الذين لا هم تفوقوا في المواد العلمية، ولا هم أبدعوا وطوروا ما يملكون من هبة وملكات من الله، في جريمة تربوية يحاسب عليها التربويون الذين لا يجدون مشكلة إلا مع دروس التقوية في اللغة العربية أو اللغة الإنجليزية أو الرياضيات، وكأن من لا يتفوق فيهم “نكرة” وعار على المجتمع متناسين أنه قد يبدع ويتفوق حتى عليهم فيما يملك من مواهب.

ياسمينة: القائمون على برامج التربية والتعليم بحاجة إلى “تقوية” في استغلال المواهب والملكات.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/o2ge6MBbph

الخميس الموافق 5/6/2014 م لسنا سواسية                                         "محمد" مختلف عن "صالح"، و"عبير" ليست كـ "م...

إقرأ المزيد »