رغم عقوقكم .. يحبونكم

الخميس الموافق 26/6/2014 م

رغم عقوقكم .. يحبونكم

من أقسى التحقيقات التي أجريتها قبل سنوات وأكثرها إيلاماً للنفس، تلك التي كانت في دور رعاية كبار السن. قصص يندى لها الجبين، وتتقرح لها الجفون، أمهات وآباء رغم جحود الأبناء وعقوقهم لا يدعون إلا بالخير لأبنائهم، وصلواتهم لا تخلو من التضرع بالله لأن يكفي فلذات أكبادهم الشر والشرور أينما كانوا.
ممرضون يقسمون بأنهم رغم سأمهم وفقدانهم للأمل لا يزالون يهاتفون أبناءهم يترجونهم لزيارة آبائهم ولو في “كل سنة مرة” دون جدوى، بل وصلت وقاحة بعضهم إلى أن يطلب منهم عدم تكرار الاتصال إلا في حالة تبشيره بخبر وفاة والده!
كنت أعتقد إنها القصص الأقسى، إلى أن أبدت لي الأيام والسنون ما هو أمر و أقسى، أب طاعن في السن تقيد رجلاه وتكبل يداه بالسلاسل من قبل أبنائه ويرمى في البحر حياً بعد أن فقدوا الصبر وملوا من عمره المديد، لينتشل بعدها جثة هامدة، ستقف يوماً عند ربها لتشكو له عقوق أبنائها، وآخر كان أكثر حظاً منه عندما نجا بإعجوبة بعد أن تكاتل عليه أربعة من أبنائه الذكور، وقيدوه بعد ضربه ولكمه وطعنه بالسكاكين، طمعاً في أمواله التي يظنون أنهم أحق منه فيها، رغم أنهم لم تسقط منهم قطرة عرق واحدة في جمعها! وأم أشبعت ضرباً ولكماً على يد ابنها، حتى غدا وجهها كالقرص المنتفخ الملون بالأزرق والأحمر، فقط ليرضي زوجته بعد خلاف نشب بينهما، فقرر أن يتخلص من “جنته” لينال قلب محبوبته التي ستأخذ بيده حتماً إلى “ناره وجهنمه” . أجزم أن الكثيرين منكم سمع أو رأى و ربما قد عايش قصصاً لعقوق الأبناء وجحودهم، ربما أفظع مما قد ذكرت، نعم ليست قصصا جديدة، ولكنها متجددة باقية، وكأن لا جيل من هذه الأجيال قرأ وفقه قوله تعالى “وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا”!
شهر رمضان المبارك على الأبواب، فكما علمكم آباؤكم أنه شهر الله وصيامه واجب، عليكم أن تعلموا أن رضا الله من رضا الوالدين، وأن برهما واجب كما هو واجب عليكم الصيام، زوروهم، اسألوا عنهم، شاركوهم وجبة الإفطار والسحور إن أمكن، كونوا معهم قبل أن يرحلوا فترحل عنكم السعادة الحقيقية.
ياسمينة: صدقوني حتى وإن كنتم عاقين لايزالون يحبونكم، يدعون لكم بالهداية، وسينسون كل إساءة ما إن تقبلوا عليهم، ورمضان كريم عليكم.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/psg1NbBblQ/

الخميس الموافق 26/6/2014 م

رغم عقوقكم .. يحبونكم

من أقسى التحقيقات التي أجريتها قبل سنوات وأكثرها إيلاماً للنفس، تلك التي كانت في دور رعاية كبار السن. قصص يندى لها الجبين، وتتقرح لها الجفون، أمهات وآباء رغم جحود الأبناء وعقوقهم لا يدعون إلا بالخير لأبنائهم، وصلواتهم لا تخلو من التضرع بالله لأن يكفي فلذات أكبادهم الشر والشرور أينما كانوا.
ممرضون يقسمون بأنهم رغم سأمهم وفقدانهم للأمل لا يزالون يهاتفون أبناءهم يترجونهم لزيارة آبائهم ولو في “كل سنة مرة” دون جدوى، بل وصلت وقاحة بعضهم إلى أن يطلب منهم عدم تكرار الاتصال إلا في حالة تبشيره بخبر وفاة والده!
كنت أعتقد إنها القصص الأقسى، إلى أن أبدت لي الأيام والسنون ما هو أمر و أقسى، أب طاعن في السن تقيد رجلاه وتكبل يداه بالسلاسل من قبل أبنائه ويرمى في البحر حياً بعد أن فقدوا الصبر وملوا من عمره المديد، لينتشل بعدها جثة هامدة، ستقف يوماً عند ربها لتشكو له عقوق أبنائها، وآخر كان أكثر حظاً منه عندما نجا بإعجوبة بعد أن تكاتل عليه أربعة من أبنائه الذكور، وقيدوه بعد ضربه ولكمه وطعنه بالسكاكين، طمعاً في أمواله التي يظنون أنهم أحق منه فيها، رغم أنهم لم تسقط منهم قطرة عرق واحدة في جمعها! وأم أشبعت ضرباً ولكماً على يد ابنها، حتى غدا وجهها كالقرص المنتفخ الملون بالأزرق والأحمر، فقط ليرضي زوجته بعد خلاف نشب بينهما، فقرر أن يتخلص من “جنته” لينال قلب محبوبته التي ستأخذ بيده حتماً إلى “ناره وجهنمه” . أجزم أن الكثيرين منكم سمع أو رأى و ربما قد عايش قصصاً لعقوق الأبناء وجحودهم، ربما أفظع مما قد ذكرت، نعم ليست قصصا جديدة، ولكنها متجددة باقية، وكأن لا جيل من هذه الأجيال قرأ وفقه قوله تعالى “وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا”!
شهر رمضان المبارك على الأبواب، فكما علمكم آباؤكم أنه شهر الله وصيامه واجب، عليكم أن تعلموا أن رضا الله من رضا الوالدين، وأن برهما واجب كما هو واجب عليكم الصيام، زوروهم، اسألوا عنهم، شاركوهم وجبة الإفطار والسحور إن أمكن، كونوا معهم قبل أن يرحلوا فترحل عنكم السعادة الحقيقية.
ياسمينة: صدقوني حتى وإن كنتم عاقين لايزالون يحبونكم، يدعون لكم بالهداية، وسينسون كل إساءة ما إن تقبلوا عليهم، ورمضان كريم عليكم.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/psg1NbBblQ/

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.