سأزوج ابني المراهق

الخميس الموافق 23/10/2014 م

سأزوج ابني المراهق

رغم أنه من حملة شهادة الدكتوراه، ويعكف على تحضير رسائل أخرى، إلا أنه يجد أن أحد أسباب الفساد الأخلاقي وتفشيه في مجتمعاتنا الخليجية والعربية على حد سواء، يرجع إلى تأخر سن الزواج، ويفكّر جديًا في تزويج ابنه الذي لا يتعدى السادسة عشرة من عمره!.
مؤمن “هو” بأن السلف من أجدادنا كانوا على صواب في تزويج الفتية والفتيات في سن مبكرة، البنت لا تخطو عامها الحادي عشر إلا وقد تقدَّم إليها ابن عمها ذو الثلاث عشرة سنة، والزوجة ما إن تدخل عامها الثاني عشر إلا وقد حملت على كتفها طفلها الأول!، منطق – رغم احترامي الشديد لشخصه، ولما يحمل من شهادات – إلا أنه لا يمكن أن يترجم على أرض الواقع الذي نعيشه، الذي نجد فيه أن حتى من هم في العشرينيات وربما الثلاثينيات لم ينضجوا فكريًا ولا سلوكيًا، فهل نتوقع منهم تحمّل المسؤولية، والتصرّف بحكمة مع المشاكل الزوجية، وتربية الأبناء؟ أخال منطقه يقف أخرسًا إن ما تكلّمت إحصائيات الطلاق المُرعبة في المجتمع الخليجي!، ويكفي أن تدخل قاعات المحاكم يوميًا لتتعرّف على حجم المشاكل الزوجية التي تنتهي أغلبها بالانفصال، وتشتت الأطفال.
لا يمكن الركون أبدًا إلى أن الرغبات الغريزية هي الدافع لتزويج المراهقين من الأبناء، لحمايتهم من وحل الرذيلة، والوقوع في الخطيئة!، إذن أين ذهب الآباء، ودورهم التربوي، وتعميقهم للوازع الديني عند أبنائهم، لتكون حصونًا لهم تحقق آدميتهم، وتمنعهم من الانجرار وراء الحيوان الذي بداخلهم المحرّض لهم على إشباع غرائهم بأي طريقة كانت، وفي أي وقت، ولا شيء غير تلك الغرائز! ؟
لسنا كأجدادنا، والعلم نور، والحياة تغيّرت، والزواج ليس من أجل الزواج وكفى، بل هو مشروع بناء أسرة، أساسها إن كان رخوًا مهلهلاً، فأبشروا بمجتمع يئن تحت وطأة الجهل والتخلّف، وإن كانت قوية، سنتمكن من المفاخرة بها كونها دعائم بناء مجتمع قوي وراقٍ.
فبدلاً من المُطالبة بالرجوع إلى الوراء، وتزويج المُراهقين الذين هم ما زالوا في طور التربية، فضلاً عن مطالبتهم بتربية أطفال من نسلهم، علينا المطالبة بإدراج مادة في المناهج المدرسية، تثقفهم كـ “آباء وأمهات” المستقبل، بالحياة الزوجية التي تنتظرهم، وطرق التعامل مع شريك الحياة. واللحاق بمن هم أكبر سنًا منهم، بتخصيص دورات إجبارية كمرحلة ما قبل الزواج، واعتبارها شرطًا من شروط إتمام عقد الزواج، علّنا مع كل ذلك نقلل من المشاكل الزوجية المؤدية إلى الانفصال وهدم الأسر.

ياسمينة: حل مشاكل الانحلال الخلقي لا يُعالج بالزواج المبكر، فليس من المعقول أن نحل مشكلة، لنقع في عدد من المشاكل .
للحديث تتمة

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/ufJWyxBbmU

الخميس الموافق 23/10/2014 م سأزوج ابني المراهق رغم أنه من حملة شهادة الدكتوراه، ويعكف على تحضير رسائل أخرى، إلا أنه يجد...

إقرأ المزيد »

معاقون فكرياً وعطفياً

الخميس الموافق 16/10/2014 م

معاقون فكرياً وعطفياً

تُصدم ما إن سمعت عن قصص تخلي آباءٍ وأمهاتٍ عن أبنائهم فقط لكونهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، بعضهم يرفض حتى استلامهم من المستشفى بعد الولادة، في حالات شاذة عن الغريزة التي فطر الله عليها البشر، ضاربين كل مصطلحات الإنسانية عرض الحائط!.
أن يبقي الوالدان الطفل السليم في كنفهما، ويتخليا عن ذاك التوأم المريض الذي قسم الله له أن يكون من ذوي الاحتياجات الخاصة، يعني التمرد على الله جل وعلا، ومقابلة النعمة بالجحود. أن يهدد الأب الأم بالطلاق إن استلمت طفلتها المريضة من المستشفى، والتخلي عنها وعن مسؤوليتها لأقاربهما المتبرعين لهم برعاية وتربية ابنتهما، يعني التجرد من أدنى مستويات الإنسانية، أن يتبرأ الأب من طفله، ويشعر الإخوة بالحرج من الاعتراف بأنه أخوهم، يعني أننا أمام حالة لا تعرف معنى الأبوة ولا الأخوة، في أسر تربت على قسوة القلوب وتحجرها!.
حالات كثيرة تسجلها المستشفيات لأطفال لا رغبة للأهل باستلامهم كونهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، لينضموا في نهاية المطاف إلى دور رعاية الأيتام. ولعمري هم حقًا أيتام، رغم بقاء آبائهم وأمهاتهم على قيد الحياة! فإن كان اليتيم قد كتب الله له العيش محرومًا من أبويه وحنانهما، فإن المنبوذين من أهاليهم “لإعاقتهم” يتجرعون نار الفقد والحرمان الممزوج بالإحساس بالذنب، رغم أنه لا ذنب لهم في الإعاقة التي جاءوا للحياة بها، وقسمها الله لهم، وامتحنهم وأهاليهم بها في الدنيا.
حري بالحكومات أن تفرض عقوبات مشددة على من يتخلى عن فلذة كبده المريض/ ذي الاحتياجات الخاصة، وأن يوقع الأهالي على أوراق قانونية تضمن للطفل حقه في الرعاية والاهتمام، منذ ولادته، وحتى مماته. على أن تخصص الدولة موظفين يراقبون الأهل، ويتفقدون أولئك الأطفال في بيوتهم، في زيارات ميدانية مفاجئة، ليكون الأهل تحت طائل المساءلة القانونية متى ما تخلوا عن مسؤوليتهم تجاه من كانوا “رحمة” في أيدهم، لا أن يتركوا هكذا، في مهب الريح، يعانون جسديًا، ونفسيًا، ولا يجدون من يرعاهم ويهتم بهم. فمن يقرر أن ينجب أطفالًا، ويأتي بتلك الأرواح للدنيا، عليه أن يتقبل قضاء الله وقدره، ويقبل بتلك النعمة، حتى وإن جاءت على غير ما يتمنى.

ياسمينة: ليس المعاق من لا يمشي، ولا يتكلم، ولا يسمع أو يرى. المعاق هو من لا يملك قلبًا رحيمًا، ولا يتحمل مسؤولية من كان سببًا في وجوده في الحياة!.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/uNBd8NBbt0/

الخميس الموافق 16/10/2014 م معاقون فكرياً وعطفياً تُصدم ما إن سمعت عن قصص تخلي آباءٍ وأمهاتٍ عن أبنائهم فقط لكونهم من ذو...

إقرأ المزيد »

تذكروالرقم 5

الخميس الموافق 9/10/2014 م

تذكروالرقم 5

من حيث لا نعلم، نشتري السم بأنفسنا، ونقتل أهلنا ببطئ! ندفع أموالنا، لنشتري الأمراض التي لا نعرف اسمها إلا بعد أن تفترسنا! ندعي حرصنا الشديد على سلامة أطفالنا، وبعدها نأتي إليهم محملين لهم وبفرح كل ما يقضي عليهم على هيئة لعب! نقدم لهم ألذ الأطعمة في أطباق من “سم ومرض”!. ومن سيراقبنا على هذه الجرائم، ومن سيقاضينا؟
أمور بسيطة يمكن أن تحمينا من كل هذا، ورغم بساطتها لا نلتفت إليها، ولا نوليها الاهتمام الذي تستحق! مطابخنا، وألعاب أطفالنا كلها مصنع للسم، نتجرعه عن طيب خاطر، لنموت بالسرطانات التي تنهش العمر نهشاً! كلها ثانية من الزمن، أقلبوا أونايكم وصحونكم البلاستيكية في المنزل لتتعرفوا على مدى سميتها، عاينوا ألعاب أطفالكم، قبل أن تسوقونهم للموت سريعاً.
وبعيداً عن التعقيدات، ستجدون مثلثاً تحته أحرف وبداخله رقم، لا يهمنا من كل ذلك إلا الرقم الذي في بطن المثلث، إن كان رقم “1” فهو بلاستيك قابل للتدوير وآمن للاستخدام لمرة واحدة “فقط”، كقناني المياه المعدنية مثلاً، والتي علينا رميها بعد الانتهاء منها مباشرة، وإلا تحولت موادها إلى مواد مسرطنة، وكان استخدامها سبباً لنقل الأمراض الغريبة.
المثلث ذو الرقم “2” آمن للاستخدام للعب الأطفال ولقناني الشامبو وغيرها من المستحضرات، ولكن حذارٍ من استخدامه لتخزين الأكل.
المثلث ذو الرقم “3” والذي عادة يستخدم في الأوراق البلاستيكية الشفافة لتغطية بعض أنواع الأكل، وتعتبر هي الأخرى سامة وخطرة وضارة بالصحة.
المثلث رقم “4” شبيه جداً بالمثلث رقم “2” يستخدم لأغلفة الأقراص المدمجة وللألعاب، واستخدامه في الأكل يعني فتح الباب لدخول الأمراض إلى أجسامنا وأجسام أطفالنا.
المثلث رقم “5” وهو الوحيد من بين المثلثات الآمن جداً، ويستخدم للأكل، وللتخزين في الثلاجة، وللتسخين في المايكروويف، ويمكن استخدامه لعُلب تخزين الأكل المدرسي للأطفال، ولقنانيهم الخاصة بحفظ الماء، فهو آمن “تماماً”.
في أمريكا ومنذ أكثر من 20 عاماً منعت استخدام المنتجات البلاستيكية ذات المثلث رقم “6” لسميتها وخطرها على الصحة، ورغم ذلك لا زلنا في بلداننا نستخدمها، وهي غالباً ما تكون في عُلب أشبه بالفلين، وتستخدم عادة في حفظ السندويشات والبيتزا في المطاعم، وللمشروبات الساخنة.
أما المثلث رقم “7” فالجدل عليه لا زال محتدماً، إذ لم يقرر الخبراء بعد إن كان صالحاً للاستخدام في الأكل أم لا، باعتباره خليطا من المواد المختلفة المستخدمة في المثلثات الأخرى، وكاحتراز يفضل تجنب الأكل فيها أو تخزين الأطعمة بها. أما تلك المنتجات البلاستيكية الخالية من أي مثلث، فيجب التخلي عنها من المنزل وعدم استخدامها “بتاتاً” حتى في دورات المياه، لتفاعل موادها مع الجسم مع الوقت وتحولها لمواد مسرطنة.
ولتأخذوها قاعدة، البلاستيك حتى وإن كان آمناً لا يستخدم في تخزين الأطعمة، خصوصاً تلك التي تتكون من أحماض أو أملاح كالمخللات، أو حتى الطماطم، لتفاعلها مع الأكل وتحولها لمواد مسرطنة، وخصوصاً تلك الملونة.
ياسمينة: لا تكونوا سبباً لموت عوائلكم، تأكدوا من المواد البلاستيكية التي في مطابخكم، وبين لعب أطفالكم. وتذكروا قوله تعالى: “وقفوهم إنهم مسؤولون” وأنتم مسؤولون.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/t7S3dUBbme

الخميس الموافق 9/10/2014 م تذكروالرقم 5 من حيث لا نعلم، نشتري السم بأنفسنا، ونقتل أهلنا ببطئ! ندفع أموالنا، لنشتري الأمر...

إقرأ المزيد »

أب في 13 من عمره!

الخميس الموافق 2/10/2014 م

أب في 13 من عمره!

في حادثة تقشعر لها الأبدان، وتدق بدلاً من جرس واحد أجراساً للتنبيه على أهمية توفير الأمان لأطفالنا وضمان سلامتهم، خادمة إندونيسية في الثلاثينيات من عمرها، تحمل سفاحاً من إبن كفيلها الذي لم يتجاوز الـ 13 من عمره، وتلد له طفلة!
الطفل لم يكن مغتصباً، بل كان معتدى عليه. مجني عليه ولم يكن جانياً. لم يغتصب عرض تلك الخادمة كما أدعت في البداية، بل كانت هي من استدرجه للفاحشة في غرفة نومه، واستمرت في معاشرته حتى بعد علمها بحملها، لتصعق العائلة بإنجابها طفلة. أبيه طفلهم الصغير!
تثقيف الأطفال حول سلامتهم الجنسية بات أمراً ملحاً في خضم الجرائم التي نسمعها هنا وهناك، فالوحوش البشرية تعيش في عقر دارهم، تنام معهم، وتأكل وتخرج معهم! الخدم، السواق، الطباخون، كلهم مهما كانت ثقتنا بهم كبيرة، ومهما قلنا إنهم باتوا جزءاً من أفراد العائلة، لطول فترة بقائهم في منازلنا، يبقون غرباء، وعلينا أن نتذكر دائماً، ونضع نصب أعيننا أنهم بشر، ونزعاتهم الشيطانية قد تصحو فجأة، ويكون الأطفال حينها الحلقة الأضعف لتفريغ تلك الرغبات المعطلة أو المؤجلة، فيكون أطفالنا الضحية التي لم توفر لهم الدروع التي تحميهم من تلك الاعتداءات، التي تظل آثارها النفسية طوال حياتهم.
الثقافة الجنسية كأحد المناهج التي تدرس للأطفال في المدارس من المناهج الغاية في الأهمية، لما لها من دور في حماية سلامة الطفل. الأصوات النشاز التي تعرقل من اعتماد هذه المادة، ترى الخطر يحدق بأطفالنا، وتقف معترضة على اعتمادها. ولتلك الأصوات نقول، هي مادة تعليمية تثقيفية، تحاكي عقل الطفل، وتنبهه إلى الأجزاء الخاصة في جسمه، والتي لا يحق لأحد مهما كان، الاقتراب منها أو لمسها. وأهمية مصارحة الأهل مباشرة في حال تجرأ البعض واقتربوا منها عنوة أو في خلوة. فالخطر لا يكمن فقط في الكبار، فللأسف هناك عدد من الاعتداءات والتحرشات الجنسية التي تحدث في المدارس، من قبل أقران الطلبة، أو من الطلبة الأكبر سناً منهم والأكبر حجماً منهم، والتي غالباً ما يتم التستر عليها، وتحويلها للإخصائيين الاجتماعيين أو النفسانيين لعلاجها، دون التنبيه بوجودها، ودون التحذير من تكرارها، في حالة أشبه بمن يخفي أوساخه تحت السجاد، ليبعدها عن نظر ضيوفه، إلا أنها تبقى موجودة ولم يتم تنظيف المنزل منها.
القانون هو الآخر لابد أن يكون مغلظاً ومشدداً، لا رحمة فيه، لمن يعتدي على سلامة الأطفال الجنسية، ليكونوا عبرة لمن لا يعتبر.
ياسمينة: قبل أن يقع الفأس بالرأس، ونولول ونبكي بدل الدموع دماً، ثقفوا أبناءكم جنسياً، كي لا يكونوا طعماً سهلاً لضعاف النفوس.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/to2HOqBbjJ

الخميس الموافق 2/10/2014 م أب في 13 من عمره! في حادثة تقشعر لها الأبدان، وتدق بدلاً من جرس واحد أجراساً للتنبيه على أهمي...

إقرأ المزيد »

الخيانة أنثى

الخميس الموافق 25/9/2014 م

الخيانة أنثى

ما الذي يدفع بامرأة متزوجة وأم لأطفال أن تخون زوجها؟ سؤال أرقني ليلة اكتشافي علاقة إحدى جاراتي برجل هو الآخر متزوج! لا أعلم شيئاً عن ذاك الرجل، ولكن الذي أعلمه أن زوج جارتي رجل حنون وكفء “هكذا أخاله وهكذا رأيته”، محب لها، ولم أسمع منها يوماً تذمراً أو أنه مقصر معها في شيء، لا من الناحية المادية، ولا من الناحية العاطفية والاهتمام! بل بالعكس لا تمر مناسبة إلا وألبسها الجديد والغالي من المجوهرات، وبدلاً من أن تسافر مرة، تسافر في السنة مرات. وهو من يطبخ عنها لجهلها هي فنون الطبخ، ويساعدها في غسل الصحون والملابس وتنظيف المنزل. حتى أطفالهما، يحممهم، ويذاكر لهم دروسهم. وهذا ما زاد حيرتي وجعل من علامة الاستفهام في عقلي يكبر حجمها، حتى كادت أن تُفجر رأسي من شدة استغرابي بالأمر؟
لأعترف، ولأكن مِن مَن يقال عنهن “وشهد شاهد من أهلها” فأنا كغيري من النساء اللواتي “غالباً” ما نلقي اللوم على الرجل إن كانت المسألة متعلقة بالخيانة الزوجية، ونستبعد أن تكون الزوجة هي بطلة “الخيانة”، ربما هكذا تشبعت أفكارنا، وهكذا ترسخت من ثقافة الأفلام والمسلسلات التي نتابعها، حتى بدت لي الأيام ما كنت أجهله، وتتكشف لي قصص الخيانات الزوجية، وللأسف الزوجة هي بطلتها! كأخرى لم تخجل من أنها تقولها صراحة بأنها تتواصل مع رجل غير زوجها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر المكالمات اليومية معه، وتلتقيه خلسة بين الفينة والأخرى، لأن زوجها نكدي ولا يشبع عاطفتها كما تتمنى! في صورة فاضحة للزنا الإلكتروني، حتى وإن كانت بعيدة عن زنا الفراش.
الخيانة ليست أنثى، وليست ذكرا كذلك، الخيانة لا جنس لها، وما يميزها، ويلبسها الهوية هو تدني الأخلاق، وضعف الوازع الديني، والتربية التي لم تأخذ القوة التي تُمكن الفرد من أن يكون حصنا منيعا ضد أي إغراءات ووسوسة للشيطان.
هي ليست نزوة وتنتهي، هي تجربة، وخطوة أولى تتبعها خطوات، قد تحلو لبعضهم، فيكررها وتصبح عادة لا يمكن التوقف عنها، ومن يحلو له الحرام، يمنع الله عنه الحلال ويبعده عنه.
كثيرون وكثيرات، من الأزواج والزوجات يجعلون من العلاقة الزوجية ستاراً يحميهم من القيل والقال، ويفسح لهم الطريق للعلاقات غير الشرعية، متناسين أن من يزني يُزنا به، وإن أطفالهم يوماً سيتربون على خُلقهم، وسيجنون يوماً ثمارهم حنظلاً.
ياسمينة: حقيقة لابد من مواجهتها، العالم الافتراضي، وثورة التكنولوجيا اليوم يسرا كل سبل الخيانات، ولم يعد هناك رادع لها إلا “التربية”.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/tW4L4WBbux/

الخميس الموافق 25/9/2014 م الخيانة أنثى ما الذي يدفع بامرأة متزوجة وأم لأطفال أن تخون زوجها؟ سؤال أرقني ليلة اكتشافي علا...

إقرأ المزيد »

طلبة تضاعفت أعمارهم

الخميس الموافق 17/9/2014 م

طلبة تضاعفت أعمارهم

وقف عند حذاءٍ رياضي يقلب فيه، فقد شدته ألوانه الفاقعة وأغرته، رغم علمه بأنه ذو مواصفات تعتبرها المدرسة مخالفة، أخذ يقلب في بطاقته السعرية، فارتسمت على ملامحه علامات الحزن، فأرجعه مكانه.
في ركن قصي كانت تراقبه، تعجبت من تصرفه، ولكنها تفهمت أن الفقر قد ضاعف من عمره سنوات، فأخذ يتصرف كما الكبار رغم عمره الذي لم يتجاوز العاشرة، وهذا ما كان واضحًا من ردة فعله ما إن علم بسعر الحذاء، وكأنها قد سمعت ما كان يقوله بينه وبين نفسه: “لا يمكنني أخذه فهو غالي الثمن، وأحمد الله إن كانوا قد أشفقوا علي وسيتولون شراء حاجياتي المدرسية بعد أن عجز أهلي عن شرائها، فهل أثقلهم بشراء حذاء بهذا السعر؟!”.
آلاف من طلاب المدارس بدأوا عامهم الدراسي الجديد مع بداية شهر سبتمبر، ربما الغالبية منهم ذهبوا فرحين مبتسمين، يحملون الحقائب التي اختاروها بأنفسهم، بعد أن حرصوا على أن تحمل رسوم الشخصيات الكارتونية التي يفضلونها ويتابعونها، واختاروا بعناية القرطاسية والأقلام وتوابعها، دون مبالاة أو أدنى اهتمام للفاتورة التي ستُدفع عند المحاسب، فهكذا هم الأطفال، لا يعرفون سوى إشباع رغباتهم، ولا يكترثون من أين سيأتي الأهل بقيمة ما جمعوه في سلة مشترياتهم.
ولكن مهلًا، هناك فئة لا يُستهان بها كذلك من الطلبة ممن يستقبلون عامهم الدراسي بدمعة، وفي قلوبهم حسرة، وإحساس بالنقص إذ ما قارنوا ما بين حقائبهم المهترئة القديمة التي استخدموها لسنوات وما بين كل جديد مساير لآخر صرعات الموضة عند زملائهم، منهم من ينحدر من أسرٍ تعيش تحت خط الفقر، ومنهم اليتيم الذي يكابد أهله في توفير أقل، أقل احتياجاته ليتمكن فقط من العيش، ومن مواصلة تعليمه الإلزامي.
الدولة قد توفر للمعوزين الحقائب والمستلزمات المدرسية، وتوفر الزي المدرسي والأحذية، كإعانة سنوية، ولكن هل فكرت في نفسية الطفل الذي يجد من تطابق وتشابه تلك الحقائب والأحذية مع زملائه ممن يعيشون حالة العوز مثله، أمرًا يلفت أنظار باقي الطلبة ممن اختاروا حقائبهم بأنفسهم؟ حتى تكاد تكون علامة تميزهم عن باقي الأطفال! وربما كانوا مادة دسمة للسخرية منهم والتندر عليهم! ما ضر القائمين على هذه المدارس لو أخذوا أولئك الأطفال يومًا واحدًا قبل بدء العام الدراسي لتلك المكتبات والمتاجر، وسمحوا لهم بانتقاء ما يحبون من تلك الحقائب والأحذية!.
الميزانية التي هي الشماعة التي قد يتحجج بها المسؤولون يمكن التأقلم معها، كأن يؤخذ الأطفال إلى مكتبة ذات أسعار غير مبالغ فيها، والاتفاق مع أصحابها على عرض كل ما هو جديد وبأسعار معقولة لخدمة أولئك الأطفال، ليشعر الطفل بما يشعر به أقرانه، ويكون لديه دافع لاستقبال عامه الدراسي بفرحة وضحكة، لا بحزن ودمعة.

ياسمينة: المسؤولية لا تقف عند الدولة، بل تتجاوزها إلى الأفراد، وفروا لأطفالكم “مثلًا” أقلامًا كأقلامهم، وأوصوهم بتوزيعها في الفصل على المعوزين من زملائهم هنا تربونهم على فعل الخير، والكرم، وتساعدون ولو بشيء يسير الأطفال المحرومين.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/tE6clnBbs9

الخميس الموافق 17/9/2014 م طلبة تضاعفت أعمارهم وقف عند حذاءٍ رياضي يقلب فيه، فقد شدته ألوانه الفاقعة وأغرته، رغم علمه بأ...

إقرأ المزيد »

التحدي المسخرة!

الخميس الموافق 4/9/2014 م

التحدي المسخرة!

للأسف هكذا نحن العرب، دائماً ما يكون تقليدنا أعمى، تقليد من أجل التقليد! ولو كان تقليداً بمنفعة، وتقليدا للتعلم والاقتداء الإيجابي، لقلنا الحمد لله، ربما نتعلم ونطور ما قد تعلمناه، وبالتالي يمكن أن تتمخض تلك العقول بأفكار تعود علينا وعلى الأمة والإنسانية بالنفع، ويأتي اليوم الذي يقلدوننا بدلاً من أن نستنسخ ما يقوم به الغرب.
ليت الأمور تقف عند هذا الحد وكفى، المشكلة أننا دائماً ما نقلب الأمر ونحوله إلى “مسخرة”، ونكون وبجدارة أمة ضحكت من جهلها الأمم.
“تحدي دلو الثلج” الذي بات موضة استشرت كالنار في الهشيم في دول العالم قاطبة، كانت فكرة لمؤسسة “alsa” لمكافحة مرض “التصلب الجانبي الضموري” وهو مرض يؤثر على الخلايا العصبية والنخاع الشوكي ويسبب ضعفا في العضلات، وقد يؤدي إلى الشلل. تقوم فكرتها على سكب ماء مثلج على الرأس، وتحدي 3 شخصيات أخرى بفعل الأمر نفسه، أو أن يتبرع للمؤسسة بما لا يقل عن 100 دولار لدعم الأبحاث العلمية للوصول إلى علاج للمرض الذي لا يزال يشكل تحدياً لعلماء الغرب.
عندما انطلقت الفكرة ودعمها المشاهير في الغرب خلال أسبوعين تمكنت المؤسسة من جمع ما لا يقل عن 14 مليون دولار، وهو مبلغ ممتاز خلال تلك الفترة القصيرة نسبياً، وكل ذلك كان في مسار جميل لأنه منطلق من ثقافة دول تعودت على هذه الابتكارات في جمع أموال التبرعات، ولكن المخزي في الأمر أن العرب بدأوا في التقليد الأعمى، ليس من أجل خدمة هذه المؤسسة التي قد يجدها البعض مؤسسة لكفرة لم يركعوا يوماً لله، بل من أجل السباحة ضمن التيار والتقليد، بل ومن أجل الشهرة و “الشو”، فتحولت الحملة من تحدي “دلو الثلج” إلى تحد في “المسخرة”، المشاهير العرب وجدوها فرصة ذهبية للاستعراض والدعاية لأنفسهم، والناس العاديون وجدوها فرصة لكسب متابعين لهم في وسائل التواصل الاجتماعي والظهور بشخصيات خفيفة ظل وأصحاب نكته، فمنهم من وضع العصير بدل الماء، ومنهم من وضع الطماطم في دلو الماء، وآخرون استخدموا البيض لكسرها على الرأس، لتخرج حملة التبرع تلك عن سياقها “الخيري الإنساني” إلى مسار “المسخرة “إن لم تكن “السخافة” في الكثير منها.
لم تبق منقبة، ولا طفل، ولا شيخ كبير، إلا والتقط لنفسه فيديو قصير لعملية سكب “دلو الثلج” على رأسه، ولعمري إن كان أحد منهم “خرخش” جيبه، وقدم تبرعه لمؤسسة “alsa” لمكافحة مرض “التصلب الجانبي الضموري”، التي إن عرفوا اسمها فنحن بخير، فضلاً إن كانوا يعرفون أصلاً كيفية الوصول إليها والتبرع لصالحها. نتمنى أن نعرف كم وصلت تبرعات “العرب” لهذه المؤسسة، لنعرف إن كنا فعلاً لا نزال أمه ضحكت من جهلها الأمم، أم حطمنا هذا البيت الشعري ودفناه للأبد!
ياسمينة: مؤسف أننا نقلد فقط من أجل التقليد، ويكون لنا مآرب أخرى! فنشوه كل جميل بجهلنا.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/sg75rDBbgT

الخميس الموافق 4/9/2014 م التحدي المسخرة! للأسف هكذا نحن العرب، دائماً ما يكون تقليدنا أعمى، تقليد من أجل التقليد! ولو ك...

إقرأ المزيد »

المرأة الرجل

الخميس الموافق 21/8/2014 م

المرأة الرجل

رغم ملامحها التي طغت عليها الأنوثة، إلا أن أسلوبها في الكلام وتصرّفاتها يغلب عليهما الخشونة والجفاف، قد تستغرب بينك وبين نفسك من هذا التناقض الذي تلمسه ما أن تتعرّف عليها، والذي يمكن أن يكون سبباً لأن تنفر منها وتتحاشى التعامل معها، هذا إن لم تُطلق عليها جُزافاً “المرأة المسترجلة”، دون أن تعرف ما الذي أوصلها إلى هذا الحال، لتعطيها العذر لما هي عليه وفيه من حال.
كثيرات هن على شاكلة هذه المرأة، التي هي من صنيع الرجل، إذ تضطرها الظروف أن تكون هي “كل” شيء في المنزل، هي المرأة وهي الرجل، هي الأم وهي الأب، وهي الأخت وهي الأخ، وهي الابنة وهي الابن، وكل ذلك فقط لأن الرجل تخلى عن كل مسؤولياته، وألقاها ودون إي تأنيب للضمير على كاهل المرأة، التي هي بدورها تقبّلت الأمر ربما برضا، وربما مُرغمة، فقط لتسيير دفة المنزل، وعدم التقصير على أهل بيتها في شيء.
فتجدها شديدة غليظة عندما تنحصر في مسؤوليات “رجولية” فتخلع كعبها وتلبس بشت الرجل لتقوم بدوره، شيئاً فشيئاً ومع مرور السنوات تتعود أن تحمل وتتحمّل كل تلك المسؤوليات الرجولية دون تذمر، فتنسى أنها أنثى ومن حقها أن تدلل نفسها وأن تشعر بأنوثتها فتتحوّل، وبدون مبالغة، إلى المرأة / الرجل في آن واحد، هذا إن لم تكن عن عشرة رجال في تصريف الأمور وتدبيرها والقيام بكافة مسؤولياتها ومسؤوليات الرجال في منزلها سواءً كانوا “أخوة أو زوج أو حتى أب”.
ينفر معظم الرجال من هذه المرأة، رغم أنها الأكفأ والأقدر على تحمّل مسؤوليات الزواج، ويسخر معظم الناس من هذه المرأة، التي يتهامسون فيما بينهم، ومن ورائها بأنها امرأة “مسترجلة” رغم أنها قد تكون هشة من الداخل وضعيفة، ولكنها أبت إلا أن تكون جلمود صخر في مواجهة معترك الحياة. فبدلاً من أن تلجأ للغريب، وتريق ماء وجهها في طلب المساعدة من فلان وعلان، تقوم هي بنفسها بكل شيء، فتخسر في مجتمعاتنا العربية عامة، والخليجية خاصة الاحترام، أو لنقل بعضاً من الاحترام، بوصمها “مسترجلة” تارة، أو بتوجيه أصابع الاتهام لها كونها تزاحم الرجال في مهامهم تارة أخرى.
ياسمينة: الرجل هو من يصنع المرأة / الرجل، وبعدها يَنفر منها ويشمئز، هي تستحق الاحترام فضلاً عن الشفقة عليها، فهي الأخرى أنثى، رقيقة هشة، ولكنها ترفض أن تذل نفسها وتطلب حاجتها من غريب.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/r8uNsuBbkj/

الخميس الموافق 21/8/2014 م المرأة الرجل رغم ملامحها التي طغت عليها الأنوثة، إلا أن أسلوبها في الكلام وتصرّفاتها يغلب علي...

إقرأ المزيد »

سكانه مرته !

الخميس الموافق 14/8/2014 م

سكانه مرته !

السواد الأعظم من الذكور ما أن يصلوا إلى مرحلة البلوغ إلا وتجدهم قد انبروا بلحن “أنا رجل”، وعلى الإناث في المنزل أن يخضعن لهم في القول، ويأمروهن فيستجبن لهم خانعات، خصوصًا في تلك البيوت التي تُربي ذكورها على نهج “السي سيد”، وتُجبر إناثها على السمع والطاعة، بدون اعتراض أو مناقشة ولا هم يحزنون، والويل لهن والثبور إذا ما اعترضن ورفضن أوامر إخوتهن الذكور!، لن أقول إنها تربية قديمة، أكل عليها الدهر وشرب، فما زالت بيوت كثيرة قائمة على هذا المبدأ.
المضحك المبكي، أن هؤلاء الذكور ولنقل أغلبهم يتحولون إلى رجال مختلفين ما أن يتزوجوا، وبالذات إذا ما كان نصيبهم زوجات “متسلطات”، فيستغللن حب أزواجهن لهن، فيحركنهم بالشكل الذي يردنه، فيتحول الواحد منهم بين ليلة وضحاها إلى رجل “سكانه مرته”، كما نقول ونصف من تقوده زوجته إلى حيث تريد، وكيفما تريد، لتترك من حوله مشدهين ومصدومين مما يرون ويسمعون، ورغم قناعتي بأن لا دخل للأهل والمحيطين بأي زوجين مهما كان الأسلوب الذي ينتهجانه في الحياة، مادامت حياتهما مستمرة، وربما بسعادة غامرة، ولا يوجد أي تذمر من أي طرف منهما. إلا أن المسألة تحتاج إلى وقفة، وقرع لأجراس التنبيه إن كان “سكانًا” أو مقود سيارة بيد زوجته، وعصا غليظة على أخواته وربما حتى أمه، أو حينما يجأر الزوج ويسأم من لعب دور المرأة ما أن يدخل بيته، ليقوم بكافة مسؤوليات زوجته، من غسل للملابس، وتنظيف للمنزل، والاهتمام بنظافة أطفاله، وتدريسهم، لتتفرغ هي لحياتها الخاصة، وكأنها فتاة عزباء، وليس لها زوج، ولا أولاد، ولا منزل، مسؤولة عنه، تخرج مع هذه للإفطار في إجازتها الأسبوعية، وتذهب مع تلك للتسوق في المجمعات التجارية، ولا تكترث إن بقي طفلها دون أكل، فالمهم هو أن تشبع بطنها هي في الأول، ولا تحركها غريزة الأمومة ولا تغص بلقمتها كباقي النساء إذا ما صرخ رضيعها من الجوع أو من تلك الحساسية التي أصابته نتيجة إهمالها في تنظيفه. الحياة مشاركة، وليس بعيب ولا حرام أن يساعد الزوج زوجته، ولكن أن تنقلب “الآية” وتصبح الزوجة “سي سيد” ويلبس الزوج مريلة المطبخ فإن الأمر سيتحول إلى كارثة، خصوصًا أنه سيكون النموذج الذي سيتربى عليه جيل يعيش تناقضًا في مفاهيمه، وربما يفقدون احترام والدهم في النهاية، فتتهدم بيوتهم كما تتهدم بيوت الرمال عند الشواطئ.
ياسمينة: لا تستغلي حب زوجك لك فتتسلطي عليه، فللصبر حدود، فربما تأتي رياح لا تشتهينها، وتحرك قاربك إلى حيث لا ترغبين، فتخسرين زوجك للأبد.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/rqv3mGBbnH/

الخميس الموافق 14/8/2014 م سكانه مرته ! السواد الأعظم من الذكور ما أن يصلوا إلى مرحلة البلوغ إلا وتجدهم قد انبروا بلحن "...

إقرأ المزيد »

الفقراء أولى

الخميس الموافق 7/8/2014 م

الفقراء أولى

كان لي شرف حضور حفل زواج إحدى صديقات أختي، لم يكن حفلاً عادياً بالنسبة لي، ولكنه كذلك بالنسبة لغيري. لم تتوقف “النقوط” -النقود التي ترمى في حفل الزفاف- من التساقط على رؤوس العروس، والمغنية، والراقصات في الحفل من المعازيم منذ أن دخلنا الحفل حتى خرجنا منه، كما لو كان مطراً انهمر، وأبى أن يتوقف، في موقف يثير الاستغراب، الممزوج بالخوف من غضب الله.
صراحة لأول مرة أرى هذا الكم الهائل، والمبالغ فيه من “النقوط”، والذي وصل الأمر به أن تخصص عدد من النساء من أعضاء الفرقة الموسيقية لجمع النقود المتساقطة تحت أرجل الراقصات من المعازيم على المسرح، واللواتي كن يجمعنها في أكياس سوداء كتلك المخصصة للقمامة، لتسلم إلى نساء أخريات كن قد وضعن آلة لتعد النقود وتحسبها -المستخدمة في المصارف- لعدها وهن داخل الحفل، والأدهى والأمر أن ترص النقود بعد عدها في حقائب سفر، نعم حقائب وليست حقيبة أو اثنتين، في مشهد يجعلك تردد بينك وبين نفسك وتقول: “أستغفر الله، اللهم لا تأخذنا بجريرة غيرنا”.
كان وقع الأغاني والموسيقى مع وطء الفتيات على النقود تحت أرجلهن على المسرح مثيراً للرعب في النفس، النقود التي تنوعت ما بين الريالات والدولارات كانت تداس تحت الأحذية كما لو كانت أوساخاً وقمامة، في وقت كان يمكن أن يتم التبرع بكل هذه المبالغ للفقراء دفعاً للبلاء عن العروسين مثلاً، مع الاحتفاظ بحق الفرقة الموسيقية المشاركة في الحفل بدلاً من هذه البهرجة التي تتنافس فيها العوائل بعضها البعض في الكم الذي سيتم رميه من أموال على رأس العروس، والتسبب في المشاحنات، والتوعد بالمعاملة بالمثل إن لم تشارك إحداهن بمبلغ محترم “ينثر” على قريبتهن العروس.
أجزم أن هذه الأموال كانت جديرة أن تسلم لشاب أعزب محتاج ليتزوج بها، بل وتعين أسرة في بناء بيتها المتهالك، أو أن يتبنى أحدهم دراسياً ويتكفل بمصروفاته حتى يتخرج في الجامعة، بل يمكن أن تكفل يتيماً لسنوات، وغيرها من وجوه فعل الخير التي يمكن التبرع بها باسم العروسين لتحل عليهما البركة في زواجهما وذريتهما بدلاً من رميها هكذا في مشهد تقشعر له الأبدان. أعلم أن هذه الأموال تعتبر جزءًا من أتعاب الفرقة الموسيقية، لكن، أليس من الممكن أن تدفع أتعابها مسبقاً دون هذه البهرجة الأشبه بما يحدث في الحانات والمراقص؟
ياسمينة: رحم الله امرأ أهدى إليّ عيوبي
Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/rY_Cdehbg6

الخميس الموافق 7/8/2014 م الفقراء أولى كان لي شرف حضور حفل زواج إحدى صديقات أختي، لم يكن حفلاً عادياً بالنسبة لي، ولكنه...

إقرأ المزيد »