الخميس الموافق 17/7/2014 م
كلنا صائمون
كانت الساعة تقترب من موعد الإفطار إلا نصف ساعة أو أكثر بقليل، كنت في طريقي للمنزل، فانحشرت في زحمة السيارات القريبة من أحد الأسواق. خلال انتظاري “للفرج” صدمتني ردة فعل مواطن خرج من سيارته مسرعاً، لإحدى السيارات التي يقودها أحد العمال الوافدين، وانهال عليه ضرباً بحذائه، عقاباً له -كما عرفت بعدها- على تعطيله لحركة السير! في موقف لا إسلامي، ولا إنساني حتى، وإن كان يومها قد ردد بالطبع قبل إفطاره دعاء “اللهم إني لك صمت”!.
في شهر رمضان المبارك تجد نفسك حذراً في التعامل مع الناس، فبعضهم تجده غاضباً، متهكماً، متجهم الوجه منذ ساعات الصباح إلى أن يتعالى نداء الحق “الله أكبر”، تريد أن تنهي معاملة حكومية كانت أو حتى بنكية يستقبلك الموظفون بكسل وببرود ووجه عبوس، وفي سره قد يقول “ما الذي أتى بهذا لنا اليوم؟”هذا إن لم يؤجل لك معاملة بسيطة إلى ما بعد شهر رمضان، لأن أخانا كان حتى ساعات الفجر الأولى متسمراً عند التلفاز، ولم يأخذ كفايته من النوم، والجوع يقرصه، ولم يدخن سيجارته ولم يشرب قهوة الصباح كعادته، وكأنه ينتقم من حرمانه من كل ذلك في خلق الله، ونسى إن الابتسامة في وجه أخيه صدقة، فكيف إذا كان تيسير حوائج الناس وقضاؤها في شهر رمضان.
جولة على معظم المكاتب والدوائر خلال ساعات الضحى، ستدخلك في جو “أهل الكهف” هدوء يخيم على الأرجاء، منهم من ترك مكتبه ولا تعرف إلى أين ذهب، ومنهم من أغلق المكتب وأكمل نومه بهدوء، وبعضهم من يقاوم النوم من على كرسيه، ناسين بأن العمل عباده، وأن شهر الله، شهر عمل، لا شهر سهر طوال الليل حتى ساعات الفجر الأولى، ونوم من السحور إلى الفطور.
كلنا صائمون، ولست وحدك، كلنا نعمل صباحاً وعندنا مسؤوليات ما بعد العمل ولست وحدك، فلا داعي لأن تكدر عيشك وعيش من يتعامل معك أو يقابلك، لترسم صورة خاطئة عن الصيام، وبأنه عقاب لا تهذيب للنفس. نعلم أن الجو خانق، الشمس لا ترحم ولا الرطوبة، وساعات الإمساك طويلة بعض الشيء، ولكن كل ذلك ليس عذراً لسوء الخلق، وتردي المعاملة، وشتم الناس وسبهم، ويكفي لو قارنا وضعنا كموظفين في المكاتب بأولئك العمال الذين يكدحون تحت أشعة الشمس اللاهبة، لنعرف النعمة التي نحن عليها.
لنعكس صورة مشرفة عن ديننا الإسلامي الحنيف عند غيرنا من معتنقي الأديان الأخرى، لنبين لهم فوائد الصوم، بدلاً من خلق صورة مشوهة تنفرهم من ديننا وتخوفهم من التزاماته وفرائضه.
ياسمينة: الصوم تقويم للنفس والروح، لا تفسدوا صيامكم بعبوسكم، وسوء خُلقكم، وإهمالكم لواجباتكم.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/qil__nhbsz
الخميس الموافق 17/7/2014 م
كلنا صائمون
كانت الساعة تقترب من موعد الإفطار إلا نصف ساعة أو أكثر بقليل، كنت في طريقي للمنزل، فانحشرت في زحمة السيارات القريبة من أحد الأسواق. خلال انتظاري “للفرج” صدمتني ردة فعل مواطن خرج من سيارته مسرعاً، لإحدى السيارات التي يقودها أحد العمال الوافدين، وانهال عليه ضرباً بحذائه، عقاباً له -كما عرفت بعدها- على تعطيله لحركة السير! في موقف لا إسلامي، ولا إنساني حتى، وإن كان يومها قد ردد بالطبع قبل إفطاره دعاء “اللهم إني لك صمت”!.
في شهر رمضان المبارك تجد نفسك حذراً في التعامل مع الناس، فبعضهم تجده غاضباً، متهكماً، متجهم الوجه منذ ساعات الصباح إلى أن يتعالى نداء الحق “الله أكبر”، تريد أن تنهي معاملة حكومية كانت أو حتى بنكية يستقبلك الموظفون بكسل وببرود ووجه عبوس، وفي سره قد يقول “ما الذي أتى بهذا لنا اليوم؟”هذا إن لم يؤجل لك معاملة بسيطة إلى ما بعد شهر رمضان، لأن أخانا كان حتى ساعات الفجر الأولى متسمراً عند التلفاز، ولم يأخذ كفايته من النوم، والجوع يقرصه، ولم يدخن سيجارته ولم يشرب قهوة الصباح كعادته، وكأنه ينتقم من حرمانه من كل ذلك في خلق الله، ونسى إن الابتسامة في وجه أخيه صدقة، فكيف إذا كان تيسير حوائج الناس وقضاؤها في شهر رمضان.
جولة على معظم المكاتب والدوائر خلال ساعات الضحى، ستدخلك في جو “أهل الكهف” هدوء يخيم على الأرجاء، منهم من ترك مكتبه ولا تعرف إلى أين ذهب، ومنهم من أغلق المكتب وأكمل نومه بهدوء، وبعضهم من يقاوم النوم من على كرسيه، ناسين بأن العمل عباده، وأن شهر الله، شهر عمل، لا شهر سهر طوال الليل حتى ساعات الفجر الأولى، ونوم من السحور إلى الفطور.
كلنا صائمون، ولست وحدك، كلنا نعمل صباحاً وعندنا مسؤوليات ما بعد العمل ولست وحدك، فلا داعي لأن تكدر عيشك وعيش من يتعامل معك أو يقابلك، لترسم صورة خاطئة عن الصيام، وبأنه عقاب لا تهذيب للنفس. نعلم أن الجو خانق، الشمس لا ترحم ولا الرطوبة، وساعات الإمساك طويلة بعض الشيء، ولكن كل ذلك ليس عذراً لسوء الخلق، وتردي المعاملة، وشتم الناس وسبهم، ويكفي لو قارنا وضعنا كموظفين في المكاتب بأولئك العمال الذين يكدحون تحت أشعة الشمس اللاهبة، لنعرف النعمة التي نحن عليها.
لنعكس صورة مشرفة عن ديننا الإسلامي الحنيف عند غيرنا من معتنقي الأديان الأخرى، لنبين لهم فوائد الصوم، بدلاً من خلق صورة مشوهة تنفرهم من ديننا وتخوفهم من التزاماته وفرائضه.
ياسمينة: الصوم تقويم للنفس والروح، لا تفسدوا صيامكم بعبوسكم، وسوء خُلقكم، وإهمالكم لواجباتكم.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/qil__nhbsz
أحدث التعليقات