لسنا سواسية

الخميس الموافق 5/6/2014 م

لسنا سواسية                                        

“محمد” مختلف عن “صالح”، و”عبير” ليست كـ “مريم”، الفروق الفردية موجودة بيننا، ولا أحد منا ينكر ذلك، وهذا الاختلاف هو الذي يدفع بتكامل الأدوار والمهام والوظائف، لتتحرك عجلة الحياة وتستمر، فليس من المعقول ولا المنطقي أن نكون جميعاً أطباء، أو كلنا معلمات في المدارس، فلابد من أن يكون من بيننا فنان، وموسيقي، وآخر مخترع، أو محاسب، وحتى الزبال، فلا مهنة في الحياة عيب ولا إهانة، وكل من يبدع في مجاله!

رغم تسليمنا لهذه الحقيقة إلا أننا في واقع الحياة نمارس تجاهلاً وإنكارا لها بشكل متناقض!. طالب في المدرسة تجده مبدعاً في الرسم والفنون، ولكنه ضعيف في المواد الحسابية الرياضية، وبدلاً من أن نطور الملكة والموهبة التي منها الله عليه، نمارس عليه قهراً وجبراً ضغوطاً نفسية في إرغامه على التفوق في الرياضيات، وقد نستميت في إدخاله في برامج للتقوية، ونقارنه بطلبة آخرين متفوقين رياضياً، فنحطمه معنوياً ونفسياً، ولا نشجعه فيما هو فيه متميز، بل ونحاول بكثرة دروس التقوية أن نبعده تدريجياً عن ما هو متفوق فيه، وتغيب عن بالنا مرة أخرى حقيقة أننا “مختلفون”، وأننا نكمل بعضنا، وأن ليس بالضرورة أن نتفوق في المواد كلها، فما حباني الله به، حبا آخر بشيء لا أملكه، فقط علينا أن ننمي ونطور ما نملكه لنتفوق فيه.

فبدلاً من إضاعة وقت ذاك الطالب في برامج التقوية، علينا فتح برامج لتطوير ما هو متفوق ومبدع فيه أصلاً، لنخرج في النهاية بموهوب متميز في مجال هو يرغب فيه وقادر على العطاء فيه أكثر، كالرياضة، والموسيقى وحتى في المواد العلمية الأخرى، لنخرج في النهاية ليس فقط بطلبة مبدعين، وإنما بطلبة عباقرة، نراهن عليهم في المنافسات العالمية، أو نعول عليهم في اكتشافات واختراعات ترفع اسم البلد وتجعله في مصاف الدول المتقدمة، التي التفتت إلى تلك الفروقات وأخذت تستغلها بطريقة صحيحة، والدليل أن مع نهاية العام الدراسي لا توزع الشهادات ليقال إن فلاناً الأول على الصف، والآخر الأخير، وإنما توزع الشهادات مصنفة بأن فلاناً الأول في مادة الفيزياء، والآخر الأول في مادة الكيمياء، وثالثة الأولى في مادة الرياضيات.

للأسف الكثير من المواهب لم يتم استغلالها بالشكل الصحيح في مدارسنا، بل تم تحطيمها وتدمير أصحابها، الذين لا هم تفوقوا في المواد العلمية، ولا هم أبدعوا وطوروا ما يملكون من هبة وملكات من الله، في جريمة تربوية يحاسب عليها التربويون الذين لا يجدون مشكلة إلا مع دروس التقوية في اللغة العربية أو اللغة الإنجليزية أو الرياضيات، وكأن من لا يتفوق فيهم “نكرة” وعار على المجتمع متناسين أنه قد يبدع ويتفوق حتى عليهم فيما يملك من مواهب.

ياسمينة: القائمون على برامج التربية والتعليم بحاجة إلى “تقوية” في استغلال المواهب والملكات.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/o2ge6MBbph

الخميس الموافق 5/6/2014 م

لسنا سواسية                                        

“محمد” مختلف عن “صالح”، و”عبير” ليست كـ “مريم”، الفروق الفردية موجودة بيننا، ولا أحد منا ينكر ذلك، وهذا الاختلاف هو الذي يدفع بتكامل الأدوار والمهام والوظائف، لتتحرك عجلة الحياة وتستمر، فليس من المعقول ولا المنطقي أن نكون جميعاً أطباء، أو كلنا معلمات في المدارس، فلابد من أن يكون من بيننا فنان، وموسيقي، وآخر مخترع، أو محاسب، وحتى الزبال، فلا مهنة في الحياة عيب ولا إهانة، وكل من يبدع في مجاله!

رغم تسليمنا لهذه الحقيقة إلا أننا في واقع الحياة نمارس تجاهلاً وإنكارا لها بشكل متناقض!. طالب في المدرسة تجده مبدعاً في الرسم والفنون، ولكنه ضعيف في المواد الحسابية الرياضية، وبدلاً من أن نطور الملكة والموهبة التي منها الله عليه، نمارس عليه قهراً وجبراً ضغوطاً نفسية في إرغامه على التفوق في الرياضيات، وقد نستميت في إدخاله في برامج للتقوية، ونقارنه بطلبة آخرين متفوقين رياضياً، فنحطمه معنوياً ونفسياً، ولا نشجعه فيما هو فيه متميز، بل ونحاول بكثرة دروس التقوية أن نبعده تدريجياً عن ما هو متفوق فيه، وتغيب عن بالنا مرة أخرى حقيقة أننا “مختلفون”، وأننا نكمل بعضنا، وأن ليس بالضرورة أن نتفوق في المواد كلها، فما حباني الله به، حبا آخر بشيء لا أملكه، فقط علينا أن ننمي ونطور ما نملكه لنتفوق فيه.

فبدلاً من إضاعة وقت ذاك الطالب في برامج التقوية، علينا فتح برامج لتطوير ما هو متفوق ومبدع فيه أصلاً، لنخرج في النهاية بموهوب متميز في مجال هو يرغب فيه وقادر على العطاء فيه أكثر، كالرياضة، والموسيقى وحتى في المواد العلمية الأخرى، لنخرج في النهاية ليس فقط بطلبة مبدعين، وإنما بطلبة عباقرة، نراهن عليهم في المنافسات العالمية، أو نعول عليهم في اكتشافات واختراعات ترفع اسم البلد وتجعله في مصاف الدول المتقدمة، التي التفتت إلى تلك الفروقات وأخذت تستغلها بطريقة صحيحة، والدليل أن مع نهاية العام الدراسي لا توزع الشهادات ليقال إن فلاناً الأول على الصف، والآخر الأخير، وإنما توزع الشهادات مصنفة بأن فلاناً الأول في مادة الفيزياء، والآخر الأول في مادة الكيمياء، وثالثة الأولى في مادة الرياضيات.

للأسف الكثير من المواهب لم يتم استغلالها بالشكل الصحيح في مدارسنا، بل تم تحطيمها وتدمير أصحابها، الذين لا هم تفوقوا في المواد العلمية، ولا هم أبدعوا وطوروا ما يملكون من هبة وملكات من الله، في جريمة تربوية يحاسب عليها التربويون الذين لا يجدون مشكلة إلا مع دروس التقوية في اللغة العربية أو اللغة الإنجليزية أو الرياضيات، وكأن من لا يتفوق فيهم “نكرة” وعار على المجتمع متناسين أنه قد يبدع ويتفوق حتى عليهم فيما يملك من مواهب.

ياسمينة: القائمون على برامج التربية والتعليم بحاجة إلى “تقوية” في استغلال المواهب والملكات.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/o2ge6MBbph

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.