متبرجة شريفة ومحجبة مومس!

الخميس الموافق 12/6/2014 م

متبرجة شريفة ومحجبة مومس!                                          

تعتقدين من الأفضل، بنت غير محجبة، متبرجة أمام الناس، لكنها شريفة، وعفيفة، وخلوقة، أم بنت محجبة حجابا صحيحا وفي الخفاء تلعب وتمارس الحرام! هكذا طرح أحدهم عبر البريد الإلكتروني على سؤاله بعد نصحه لي بارتداء الحجاب، طالباً مني الإجابة واختفى!

حقيقة كنت أنتظر رده، فلست من النوع الذي يصم أذنيه، أو يحارب الرأي الآخر، رغم إيماني التام وقناعتي برأيي، ولكنه كما “فص ملح وذاب” كما يقال في الأمثال، ترك سؤاله ورحل، ولكني لم أتركه، لاستغرابي من كفتي المقارنة التي لا تحتاج – على الأقل من وجهة نظري الخاصة – إلى مقارنة، فكيف أقارن من صانت نفسها، وحصنت فرجها، مع تلك المومس التي هي جسد لكل عابر، فقط لأن تلك قد اتشحت بخمار وأطلقت عليه حجاباً – وهو لعمري فعلاً حجاب، يستر القبيح من أفعالها، والمخزي من أخلاقياتها، وحاشا الحجاب الحقيقي عنها وعن أفعالها! فهل وصل بنا الحال إلى تقبل المرأة الزانية فقط لأنها أمام من لا يعرف حقيقتها “متحجبة”، ورفض تلك المتبرجة لأنها بنظر من لا يعرف حقيقتها امرأة فاسقة كافرة لا تعرف من دينها شيئاً، ولا تقيم حتى صلواتها!

بعيداً عن التعصب، هل فعلاً حجاب اليوم حجاب وقور؟ ونصف مقدمة الشعر مكشوف، وملون بآخر صيحات صبغات الشعر، والأقرطة متدلية على جنبيه، والرقبة والنحر مكشوفان، حتى بات الحجاب أشبه بقبعة، و”الليقنز” الضاغط الذي يعلوه قميص لا يستر ما ينبغي أن يستر، ولباسهن لا فرق بينه وبين لباس تلك المتبرجة، إن لم يكن فاضحاً وأكثر إغراءً!.. ومكياج فاقع وعطور نفاذة؟ أيروق للبعض كل ذلك، فقط لأن بقية الشعر الخلفي مغطى؟ عفواً هذا إن كانت تعرف من دينها شيئاً غير ضرورة التزامها بتغطية شعرها ولبس الحجاب، وإن سألتها عن صلاتها تجاهلتك، وإن استفسرت منها عن كتاب ربها تلعثمت، فهي لا تعرف آياته ولا سوره بعد أن هجرته.

عجبي من أمة لا تعرف من دينها إلا القشور، وتقبل بالنفاق الذي يمارس حتى على الله جل وعلا، فكثيرات هن متبرجات شكلاً، متحجبات أخلاقاً وفعلاً، وفي المقابل كثيرات هن من لا ترى منها إلا سواد لبسها، وتمارس الرذيلة خلف الأبواب الموصدة، فلن أكون ظالمة لأعمم، ولكن فكما أن هناك محجبات ملتزمات بحجابهن الذي أرفع قبعتي احتراماً لهن، هناك متبرجات محترمات عفيفات، شريفات، لا ينقصهن غير هداية الله لهن لإكمال الصورة الشكلية للأخلاق والعفة، نعم أفضل أن تكون الفتاة المتبرجة، ولكنها شريفة، عفيفة، خلوقة، على تلك المحجبة التي تمارس الحرام في الخفاء!

ياسمينة: لا تحكم أبداً على القشور، اللب هو الأهم، فربما تغريك القشرة، وتجد باطنها عفناً مقززاً تفوح منه رائحة النتانة.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/pKLG2dBbmy

الخميس الموافق 12/6/2014 م

متبرجة شريفة ومحجبة مومس!                                          

تعتقدين من الأفضل، بنت غير محجبة، متبرجة أمام الناس، لكنها شريفة، وعفيفة، وخلوقة، أم بنت محجبة حجابا صحيحا وفي الخفاء تلعب وتمارس الحرام! هكذا طرح أحدهم عبر البريد الإلكتروني على سؤاله بعد نصحه لي بارتداء الحجاب، طالباً مني الإجابة واختفى!

حقيقة كنت أنتظر رده، فلست من النوع الذي يصم أذنيه، أو يحارب الرأي الآخر، رغم إيماني التام وقناعتي برأيي، ولكنه كما “فص ملح وذاب” كما يقال في الأمثال، ترك سؤاله ورحل، ولكني لم أتركه، لاستغرابي من كفتي المقارنة التي لا تحتاج – على الأقل من وجهة نظري الخاصة – إلى مقارنة، فكيف أقارن من صانت نفسها، وحصنت فرجها، مع تلك المومس التي هي جسد لكل عابر، فقط لأن تلك قد اتشحت بخمار وأطلقت عليه حجاباً – وهو لعمري فعلاً حجاب، يستر القبيح من أفعالها، والمخزي من أخلاقياتها، وحاشا الحجاب الحقيقي عنها وعن أفعالها! فهل وصل بنا الحال إلى تقبل المرأة الزانية فقط لأنها أمام من لا يعرف حقيقتها “متحجبة”، ورفض تلك المتبرجة لأنها بنظر من لا يعرف حقيقتها امرأة فاسقة كافرة لا تعرف من دينها شيئاً، ولا تقيم حتى صلواتها!

بعيداً عن التعصب، هل فعلاً حجاب اليوم حجاب وقور؟ ونصف مقدمة الشعر مكشوف، وملون بآخر صيحات صبغات الشعر، والأقرطة متدلية على جنبيه، والرقبة والنحر مكشوفان، حتى بات الحجاب أشبه بقبعة، و”الليقنز” الضاغط الذي يعلوه قميص لا يستر ما ينبغي أن يستر، ولباسهن لا فرق بينه وبين لباس تلك المتبرجة، إن لم يكن فاضحاً وأكثر إغراءً!.. ومكياج فاقع وعطور نفاذة؟ أيروق للبعض كل ذلك، فقط لأن بقية الشعر الخلفي مغطى؟ عفواً هذا إن كانت تعرف من دينها شيئاً غير ضرورة التزامها بتغطية شعرها ولبس الحجاب، وإن سألتها عن صلاتها تجاهلتك، وإن استفسرت منها عن كتاب ربها تلعثمت، فهي لا تعرف آياته ولا سوره بعد أن هجرته.

عجبي من أمة لا تعرف من دينها إلا القشور، وتقبل بالنفاق الذي يمارس حتى على الله جل وعلا، فكثيرات هن متبرجات شكلاً، متحجبات أخلاقاً وفعلاً، وفي المقابل كثيرات هن من لا ترى منها إلا سواد لبسها، وتمارس الرذيلة خلف الأبواب الموصدة، فلن أكون ظالمة لأعمم، ولكن فكما أن هناك محجبات ملتزمات بحجابهن الذي أرفع قبعتي احتراماً لهن، هناك متبرجات محترمات عفيفات، شريفات، لا ينقصهن غير هداية الله لهن لإكمال الصورة الشكلية للأخلاق والعفة، نعم أفضل أن تكون الفتاة المتبرجة، ولكنها شريفة، عفيفة، خلوقة، على تلك المحجبة التي تمارس الحرام في الخفاء!

ياسمينة: لا تحكم أبداً على القشور، اللب هو الأهم، فربما تغريك القشرة، وتجد باطنها عفناً مقززاً تفوح منه رائحة النتانة.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/pKLG2dBbmy

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.