المتبقي من الأطعمة

الخميس الموافق 10/7/2014 م

المتبقي من الأطعمة

تغيرت نظرته فجأة، واستبشر وجهه وفرح، فرحة من تلقى جائزة، ودب نشاط واضح عليه خلال ثوانٍ، كل ذلك ما أن أعطيته “المتبقي” من الأطعمة المركونة في الثلاجة، هكذا قالت أختي الصغرى التي دأبت يومياً على توزيع الفائض عن حاجتنا من المأكولات والأطعمة على العمال البسطاء المارين على المنزل، تفتح الباب وأول من يمر من العمال الأجانب تقدم له ما جمعته من الأكل، ورصته في علب كارتونية، ولم يحدث قط أن رفضها أحدهم!
كشعب خليجي نعتبر من المبذرين، فلا تكتمل المائدة إلا إذ عجت بالأطباق المختلفة الألوان والأشكال والمذاق، والتي غالباً ما تكون أضعاف حاجة من يتحلقون حول المائدة، وبالإضافة إلى الأطعمة المنزلية “تهل” في شهر رمضان -شهر البركة والخير- أطباق الأهل والجيران والمعارف وتزداد الأشكال والكمية طبعاً، والصائم “طماع” يتشهى ويتخيل الأحمر والأصفر من الأطعمة وما أن يفطر حتى تجده يأكل القليل ويترك الكثير، لتكون من نصيب سلات القمامة، والتي وإن جمعت لأشبعت عائلة أخرى على أقل تقدير.
قبل الشهر الفضيل لا تجد لك موطأ قدم في محلات بيع الأطعمة، وكأن الناس في مجاعة، أو مقبلة على حرب، يجمعون الأطعمة والمأكولات ما يكفي حاجتهم لأشهر لا شهر واحد، وكأنه شهر أكل لا شهر تعبد وإحساس بجوع الفقير!
في مملكة البحرين بدأ مشروع شبابي قبل أشهر يستحق الثناء والتصفيق، حيث نشروا أرقام الاتصال بالفريق المشارك في المشروع عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتلقي وجمع المتبقي من الأطعمة من المنازل، لتوزيعها على الأسر الفقيرة المتعففة وعلى الفقراء من العمال والمقيمين، مشروع ميزانيته ضئيلة، ولكن ميزانه عند الله ثقيل، ولنا أن نتصور الكم الهائل من الأطعمة التي تجد طريقها للمهملات سواءً في المنازل أو المجالس أو بعد المناسبات الأفراح منها والأتراح؟ هذه “النعم” التي يجدها البعض لا قيمة لها، هي عند الفقراء حلم، وتحفظ ماء وجه الكثير من المحتاجين الذين قد يريقون ماء وجوههم لسد أفواه أبنائهم الذين قد يبيتون أغلب لياليهم يتضورون جوعاً.
وكم هي جميلة فكرة شاب سعودي في المهجر، عندما وضع ثلاجتين في الشارع ليضع الناس فيهما ما يفيض عن حاجتهم من الأطعمة، لتكون مفتوحة في أي وقت لأي فقير أو متسول، يقرصه الجوع.

ياسمينة: قيل إن الأجداد قديماً كانوا يربطون بطونهم بالحبل الخشن من الجوع، فجاء أحفادهم ليربطوا معدتهم من الشبع. النعمة زوالة حافظوا عليها تحفظكم.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/qQkMIpBboo

الخميس الموافق 10/7/2014 م

المتبقي من الأطعمة

تغيرت نظرته فجأة، واستبشر وجهه وفرح، فرحة من تلقى جائزة، ودب نشاط واضح عليه خلال ثوانٍ، كل ذلك ما أن أعطيته “المتبقي” من الأطعمة المركونة في الثلاجة، هكذا قالت أختي الصغرى التي دأبت يومياً على توزيع الفائض عن حاجتنا من المأكولات والأطعمة على العمال البسطاء المارين على المنزل، تفتح الباب وأول من يمر من العمال الأجانب تقدم له ما جمعته من الأكل، ورصته في علب كارتونية، ولم يحدث قط أن رفضها أحدهم!
كشعب خليجي نعتبر من المبذرين، فلا تكتمل المائدة إلا إذ عجت بالأطباق المختلفة الألوان والأشكال والمذاق، والتي غالباً ما تكون أضعاف حاجة من يتحلقون حول المائدة، وبالإضافة إلى الأطعمة المنزلية “تهل” في شهر رمضان -شهر البركة والخير- أطباق الأهل والجيران والمعارف وتزداد الأشكال والكمية طبعاً، والصائم “طماع” يتشهى ويتخيل الأحمر والأصفر من الأطعمة وما أن يفطر حتى تجده يأكل القليل ويترك الكثير، لتكون من نصيب سلات القمامة، والتي وإن جمعت لأشبعت عائلة أخرى على أقل تقدير.
قبل الشهر الفضيل لا تجد لك موطأ قدم في محلات بيع الأطعمة، وكأن الناس في مجاعة، أو مقبلة على حرب، يجمعون الأطعمة والمأكولات ما يكفي حاجتهم لأشهر لا شهر واحد، وكأنه شهر أكل لا شهر تعبد وإحساس بجوع الفقير!
في مملكة البحرين بدأ مشروع شبابي قبل أشهر يستحق الثناء والتصفيق، حيث نشروا أرقام الاتصال بالفريق المشارك في المشروع عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتلقي وجمع المتبقي من الأطعمة من المنازل، لتوزيعها على الأسر الفقيرة المتعففة وعلى الفقراء من العمال والمقيمين، مشروع ميزانيته ضئيلة، ولكن ميزانه عند الله ثقيل، ولنا أن نتصور الكم الهائل من الأطعمة التي تجد طريقها للمهملات سواءً في المنازل أو المجالس أو بعد المناسبات الأفراح منها والأتراح؟ هذه “النعم” التي يجدها البعض لا قيمة لها، هي عند الفقراء حلم، وتحفظ ماء وجه الكثير من المحتاجين الذين قد يريقون ماء وجوههم لسد أفواه أبنائهم الذين قد يبيتون أغلب لياليهم يتضورون جوعاً.
وكم هي جميلة فكرة شاب سعودي في المهجر، عندما وضع ثلاجتين في الشارع ليضع الناس فيهما ما يفيض عن حاجتهم من الأطعمة، لتكون مفتوحة في أي وقت لأي فقير أو متسول، يقرصه الجوع.

ياسمينة: قيل إن الأجداد قديماً كانوا يربطون بطونهم بالحبل الخشن من الجوع، فجاء أحفادهم ليربطوا معدتهم من الشبع. النعمة زوالة حافظوا عليها تحفظكم.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/qQkMIpBboo

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.