يجب الإيمان بالله في السرّاء والضرّاء

الخميس الموافق 21/6/2014 م

 

يجب الإيمان بالله في السرّاء والضرّاء                                        

استدعت ذاكرتي هكذا فجأة صورة والِدَين، أُمّ مكلومة وأب مفجوع فقدا أطفالهما دفعة واحدة، وبعد عام من الحادثة رزقا بثلاثة توائم، ثم بعدها رزقا بأطفال، وكأنما الله بل بالفعل كافأهما بعد امتحانهما بنفس عدد الأطفال وجنسهم، سُلوَةً لقلبيهما وجزاءً لإيمانهما.

قيل فيما يقال دائمًا إن المسلمين لديهم الإسلام ولا يملكون أخلاق الإسلام، والديانات الأخرى يملكون أخلاق الإسلام وإن كانوا غير مسلمين، وهذا ما يجري على مستوى الإيمان بالقضاء والقدر والمكتوب، فغالبًا ما نرى الجزع والهلع عند المسلمين إن اكتشف الأطباء إصابتهم بمرض خطير أو مميت، تسودّ الدنيا في أوجههم، ينعزلون عن العالم، تتجهّم وجوههم حنقًا وغضبًا، ولا أبالغ إن بعضهم قد يقول “لما أنا بالذات؟” ياربي ولما تعاقبني بهذا العقاب الشديد؟ وآخرون لا تنقطع دموعهم حزنًا على ما آلت إليه أوضاعهم الصحية، متناسين أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان، وإن لكلٍ أجره، وقبل كل شيء الإيمان بأن الله فوق كل موجود، وبين لحظة وأخرى قد يغير الحال إلى حال آخر، وإن أمر الله إذ جاء فيقول له “كن فيكون” وإنه قادر على أن يحيي العظام وهي “رميم” وألا طب ولا أطباء إذا ما جاء أمره سيوقفه. على عكس الأجانب في الغرب، نجدهم منطلقين مُسلِّمين أمرهم لله، متوكِّلين عليه، وقد تكون تلك الانتكاسة الصحية المميتة، نقطة التحول الإيجابية في حياتهم، فتجدهم وكأنما يعدون أنفسهم للرحيل، وهم مبتسمون وقانعون بقضاء الله وقدره، مؤمنون بأن الحياة الأخرى أكثر متعة وجمالاً، فيعيشون حياتهم لحظة بلحظة، باعثين الأمل الذي يملؤهم لمن هم حولهم، وكلهم “إيمان” بالله بأن تلك هي قسمتهم في الحياة، وعليهم ألا يعترضوا عليها، فلا يزهدون في الدنيا، ويعيشونها حتى آخر لحظة فيها، ولا تفارق الابتسامة محياهم.

خذ مثلاً على ذلك وقارن، أن تبلغ مسلمًا بإصابته بالسرطان، وتبلغ غير المسلم بذات الخبر، الأول سيقضي عليه الهمّ والغمّ وقد يموت منهما قبل أن يقضي عليه المرض، والآخر سيبتسم وسيخطط لرحلته الجديدة، وسيفكر كيف سيقضي الأيام المعدودة من عمره، الأول ستتقرّح جفونه من البكاء، وسينعزل عن العالم خجلاً من فقدان شعره وتغير شكله، والآخر لن يجد/ تجد غضاضة في ارتداء “الباروكة” بعد أن تساقط تاج رأسها تباعًا، وستواجه العالم بشكلها الجديد، فمتى سنؤمن بالله؟.

ياسمينة: هم أكثر “إيمانًا” منا، وعلينا أن نتعلم منهم أخلاق المسلمين.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال https://instagram.com/p/phFIg_hbm5/

الخميس الموافق 21/6/2014 م

 

يجب الإيمان بالله في السرّاء والضرّاء                                        

استدعت ذاكرتي هكذا فجأة صورة والِدَين، أُمّ مكلومة وأب مفجوع فقدا أطفالهما دفعة واحدة، وبعد عام من الحادثة رزقا بثلاثة توائم، ثم بعدها رزقا بأطفال، وكأنما الله بل بالفعل كافأهما بعد امتحانهما بنفس عدد الأطفال وجنسهم، سُلوَةً لقلبيهما وجزاءً لإيمانهما.

قيل فيما يقال دائمًا إن المسلمين لديهم الإسلام ولا يملكون أخلاق الإسلام، والديانات الأخرى يملكون أخلاق الإسلام وإن كانوا غير مسلمين، وهذا ما يجري على مستوى الإيمان بالقضاء والقدر والمكتوب، فغالبًا ما نرى الجزع والهلع عند المسلمين إن اكتشف الأطباء إصابتهم بمرض خطير أو مميت، تسودّ الدنيا في أوجههم، ينعزلون عن العالم، تتجهّم وجوههم حنقًا وغضبًا، ولا أبالغ إن بعضهم قد يقول “لما أنا بالذات؟” ياربي ولما تعاقبني بهذا العقاب الشديد؟ وآخرون لا تنقطع دموعهم حزنًا على ما آلت إليه أوضاعهم الصحية، متناسين أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان، وإن لكلٍ أجره، وقبل كل شيء الإيمان بأن الله فوق كل موجود، وبين لحظة وأخرى قد يغير الحال إلى حال آخر، وإن أمر الله إذ جاء فيقول له “كن فيكون” وإنه قادر على أن يحيي العظام وهي “رميم” وألا طب ولا أطباء إذا ما جاء أمره سيوقفه. على عكس الأجانب في الغرب، نجدهم منطلقين مُسلِّمين أمرهم لله، متوكِّلين عليه، وقد تكون تلك الانتكاسة الصحية المميتة، نقطة التحول الإيجابية في حياتهم، فتجدهم وكأنما يعدون أنفسهم للرحيل، وهم مبتسمون وقانعون بقضاء الله وقدره، مؤمنون بأن الحياة الأخرى أكثر متعة وجمالاً، فيعيشون حياتهم لحظة بلحظة، باعثين الأمل الذي يملؤهم لمن هم حولهم، وكلهم “إيمان” بالله بأن تلك هي قسمتهم في الحياة، وعليهم ألا يعترضوا عليها، فلا يزهدون في الدنيا، ويعيشونها حتى آخر لحظة فيها، ولا تفارق الابتسامة محياهم.

خذ مثلاً على ذلك وقارن، أن تبلغ مسلمًا بإصابته بالسرطان، وتبلغ غير المسلم بذات الخبر، الأول سيقضي عليه الهمّ والغمّ وقد يموت منهما قبل أن يقضي عليه المرض، والآخر سيبتسم وسيخطط لرحلته الجديدة، وسيفكر كيف سيقضي الأيام المعدودة من عمره، الأول ستتقرّح جفونه من البكاء، وسينعزل عن العالم خجلاً من فقدان شعره وتغير شكله، والآخر لن يجد/ تجد غضاضة في ارتداء “الباروكة” بعد أن تساقط تاج رأسها تباعًا، وستواجه العالم بشكلها الجديد، فمتى سنؤمن بالله؟.

ياسمينة: هم أكثر “إيمانًا” منا، وعلينا أن نتعلم منهم أخلاق المسلمين.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال https://instagram.com/p/phFIg_hbm5/

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.