من يقتل اﻵخر ؟

بقلم : ياسمين خلف

هل فعلاً الزواج مُتهم بقتل الحب بين الزوجين؟ ومن يقتل الآخر، الحب أم الزواج؟ جدلية لا يمكن الوصول إلى حقيقة مطلقة حيالها، فالزواج قد يكون متهماً بقتله للحب، إنه ما أفشل الزوجين في الاستمرار معاً رغم قصة الحب الأسطورية التي عاشاها قبيل اقترانهما، وقد يكون الحب حيناً آخر هو المتهم بالتسبب في هدم الحياة الزوجية، خصوصاً إذا ما تحول الحب إلى تملك خانق مُنفر، أو تسببت الغيرة المرضية إلى الطلاق رغم حب الزوجين لبعضهما.

ولنحاول أن نكون منصفين، فكرة هل إن الزواج يقتل الحب، والتي قد تتوارد هنا وهناك بين عقول المترددين في الزواج، أو المتخوفين من الإقدام عليه كي لا يفقدوا حلاوة العشق والهيام، أمر لا يحدث إلا بتصرف الأفراد أنفسهم. فالحب والزواج بريئان من سلوكيات البشر.

فالحب مشاعر وأحاسيس وكيمياء، والزواج رباط مقدس يعطي الشرعية للتعبير عن هذا الحب في إطاره المحلل، والحب لا يتوقف عند أبيات شعرية، أو المعسول من الكلام، فالحب أفعال ولا نقلل بالطبع من وزن الأقوال. وما يغفل عنه البعض أن للحب مراحل وأوجها مختلفة، فحب العشاق مختلف عن حب الزوجين في سنوات حياتهما الزوجية الأولى، والحب الأخير مختلف عن حب الزوجين مثلاً بعد عشرين عاماً من العشرة والزواج وإنجاب الأبناء، ومن يبكي على أطلال حبه في بداياته كمن يقتل حبه الحالي مع سبق الإصرار والترصد.

من الطبيعي أن يكون عشق وحب الزوجين في بداية اقترانهما حالماً، ومتلهفاً بل وملائكياً أحياناً، خصوصاً أن كلا الزوجين يُظهر أفضل ما عنده للآخر، وقد يتجملان أو يكذبان أحياناً للخروج في صورة مثالية. ومع مرور الوقت والسنوات، من كان يلبس قناعاً سيمله وسيرميه ليعيش حياته التي تعود عليها. والمسؤوليات ستتضخم مع إنجاب الأبناء، ناهيك عن تطور عجلة الحياة، فيعتقد البعض خطأ بأن الزواج هو من قتل حبهما، لا.. إنهما هما من استصعبا الحياة ومسؤولياتها.

خفوت جذوة الحب أمر طبيعي في الحياة الزوجية، بيد الزوجين أن ينعشا نبض حبهما، أو أن يتعاونا على استمرار مرضه، وربما يسهمان معا في موته ودفنه، فالروتين عدو لكل أمر في حياتنا، ومن بينها الحياة الزوجية، فأحاديث الأمس والقصص المشوقة، ستكون مكررة مملة مع الأيام فستلقي بظلالها على العلاقة الزوجية، وسيتسلل الصمت الزواجي بينهما، حينها سيتدمر أحدهما أو كلاهما ثم يلقيان التهم الجزاف على الزواج إذا ما مات أو مرض حبهما.

ياسمينة: لو قُدر لقيس وليلى أو روميو وجوليت الزواج، وخوض دورة الحياة الزوجية بمسؤولياتها لما بقيت أسماؤهم مضرباً للحب ولم يكونوا يوماً أسطورة يترنم بها العشاق.

 

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/3N-jNEhbuQ/

بقلم : ياسمين خلف هل فعلاً الزواج مُتهم بقتل الحب بين الزوجين؟ ومن يقتل الآخر، الحب أم الزواج؟ جدلية لا يمكن الوصول إلى...

إقرأ المزيد »

مبروك ما جاكم

بقلم : ياسمين خلف

تسلمت الأسبوع الماضي رسالتي واتس اب تبشراني بولادة اثنتين من صديقاتي، فقررت أن أذهب في نفس اليوم لمباركة ما أنجبتا. دخلت على الأولى فإذا بالغرفة أشبه بكوشة “عروس” ليلة زفافها! لا ينتابك أي إحساس وأنت جالس فيها بأنك في غرفة ولادة ستمكث فيها الأم ليومين وستخرج منها لبيتها، بل تحسب أنها نقلت أثاث المنزل لتقيم بالمستشفى، فالبهرجة تستقبلك من باب الغرفة، ليبدأ داخلها مهرجان الاستقبال، ولا تخرج إلا وأنت محملاً بالتوزيعات المختلفة.

خرجت، ليتسنى لي زيارة صديقتي الأخرى التي أنجبت أنثى كفلقة القمر، على النقيض تماماً، غرفة بسيطة، واستقبال بسيط رغم كرم الضيافة الذي حافظوا عليه، من تقديم موالح وحلويات “سلامة الأم وطفلتها”، والمشروبات الساخنة والباردة، وهدية بسيطة ومتواضعة كتوزيعات للزائرات.

المقارنات بين هذه، وتلك، كانت أول ما خالجني، صحيح أن “مد رجلك على قد لحافك” كما نقول، ولكن لما كل هذه المبالغات التي تثقل كاهل الكثير من الأهالي؟ والتي تتعب الأم لتجهيزها قبل أشهر من ولادتها، في وقت هي في أمس الحاجة فيها إلى الراحة الجسدية!، إذ يكفيها تعب الحمل وتأمين مستلزمات الطفل الرئيسية.

المسألة بدأت كبدعة هدية بسيطة أو”توزيعات” ما قبل الخروج من الغرفة، وتسلسل الأمر إلى تأثيث الغرف، وتجهيز الأم والطفل بطقم واحد، وتصميم بوابة مبتكرة، ودفتر التبريكات، ما فتح باب التنافس، والتباهي بين العوائل، فيما يمكن أن يبتكروا من “فناتك” وبدع جديدة لم يسبقهم فيها أحد، فالأغلب الأعم إن بات الناس لا يمدون أرجلهم بحسب طول ألحفتهم، بل إنهم يسعون دائماً إلى إطالة ذاك اللحاف، حتى وإن اضطرهم ذلك إلى الاستدانة أو الاقتراض.

حسبت في البداية وقبل سنوات أنها “موضة” ستأخذ وقتها وتنتهي، ولم أحسب أن الأمر سيتطور وستدخل عليه التقليعات المبالغ فيها، توزيعات حفلات الزواج، والمواليد، والتخرج، القريقعان، وغيرها من المناسبات، وها هي مستمرة حتى اليوم بمبالغات وترف لا داعي له. حتى إن البعض عمد إلى وضع قطع من الذهب للمعازيم. ما خلق نوعا من الطبقية التي يمكن ملاحظتها وببداهة من خلال مستوى ما يتم توزيعه.

حقيقة لا يمكن نكرانها،أغلب ما يتم توزيعه، والتي تكلف الكثيرين الشيء الفلاني من المبالغ المالية، يتم وضعها على الطاولة لفترة زمنية قصيرة، لتجد بعدها طريقها إلى سلة المهملات، هذا طبعاً إن لم يتم الاستغناء عنها بعد استلامها مباشرة.

ياسمينة:إنفاق تلك المبالغ على هيئة صدقة للفقراء، للتعبير عن فرحة استقبال المولود الجديد أجدى في دفع البلاء عن الطفل ووالدته.

 

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/2767OsBboe/

بقلم : ياسمين خلف تسلمت الأسبوع الماضي رسالتي واتس اب تبشراني بولادة اثنتين من صديقاتي، فقررت أن أذهب في نفس اليوم لمبار...

إقرأ المزيد »

أنا حامل

بقلم : ياسمين خلف

لا أصعب على المرأة من مرحلتي الحمل والولادة، وأكبر دليل على ذلك قوله جل وعلا “حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ”، ورغم ذلك تُعامل المرأة الموظفة في هذه الفترة إما بسواسية مع تلك المرأة في ظروفها الطبيعية، وإما أن تحارب وكأنما اقترفت ذنباَ وتستحق عليه العقوبة!، فلا هي تُستثنى من بعض المهام، وتحصل على تعامل خاص ولا هي تعامل برأفة. بل على العكس من ذلك، ففي كثير من الأوقات تناط إليها مهام مضاعفة، كي تغطي النقص المحتمل أيام إجازة وضعها، وكأنها تعمل لأوقات إضافية دون أجر إضافي، فالعمل أهم من كل الاعتبارات الإنسانية عند البعض للأسف!.

قد نعذر الرجال بعض الشيء كونهم لم ولن يشعروا بتلك التحوّلات والتغيّرات التي تطرأ على المرأة خلال أشهر حملها التسعة، ولن يشعروا بما تلاقيه من تعب وثقل بالوزن، ناهيك عن المشاكل الصحية التي قد تتعرّض لها بشكل استثنائي، وعدم القدرة على النوم والراحة بشكل معقول طالما كان هناك إنسان آخر ينمو في أحشائها ولا يتوانى عن الحركة والركل – وإن كنا لا نعطيهم كل العذر- باعتبار أن الأمر قد شعروا به من خلال أقرب الناس إليهم، قد تكون أمهاتهم، أخواتهم، زوجاتهم، أو حتى بناتهم، إلا أن ما لا يمكن أن نعطي له العذر ولا يمكن أن نتفهمه أبداً أن لا تعذر المرأة شقيقتها المرأة في العمل، وهي التي قد مرّت بظروف مشابهة، أو تتوقع أن تمر بها إن ما هي تزوجت. والمفارقة أن رب العمل الرجل قد يكون أحن على المرأة الحامل من لو كانت رئيستها من بنات جنسها!.

من الإنسانية أن يشعر المرء بغيره، فما بال من عمل واجتهد بإخلاص طوال فترات سابقة، وظروفه الجديدة الطارئة والمؤقتة تجبره على التقصير حيناً، وعلى الاستسلام لأخذ إجازات مرضية متعدّدة أحايين أخرى.

إذ كيف ستُبنى الدول من غير أبنائها وأجيالها المتعاقبة؟، كيف لنا أن نطلب من النساء إمداد هذا الوطن بأجيال ترفع من شأنها وتبنيها لتكون عمدها دون أن نساندهن، ودعمهن، ونعاملهن بما يتناسب مع ظروفهن الصحية المؤقتة؟، فتحديد النسل أحد نتائج عدم وجود من يساند المرأة وهي التي باتت تقوم بدورين في المجتمع أو أكثر.

لابد من تشريع قوانين تجيز للمرأة أخذ إجازة مرضية حال معاناتها من مضاعفات الحمل، ولابد من تقليل ساعات عمل المرأة الحامل بشكل عام، نعم قد ينبري من يقول: إنه عمل، ومن لا تستطيع أن تعمل فلتلزم منزلها؟، وأقول: لولا حاجة هؤلاء النسوة للعمل لما تكبّدن عناء ومشقة العمل وخصوصاً خلال فترات حملهن ومن بعدها ولادتهن. فرفقاً بأمهات المستقبل.

ياسمينة: ارحم تُرحم، هي اليوم زميلتك بالعمل، وغداً تكون أختك، زوجتك، ابنتك، أو حتى أنت نفسك إن ما كنت امرأة، فـ”كوني عون لا فرعون”.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/2p1OCdBbky/

بقلم : ياسمين خلف لا أصعب على المرأة من مرحلتي الحمل والولادة، وأكبر دليل على ذلك قوله جل وعلا "حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْن...

إقرأ المزيد »

لن اتزوج

بقلم : ياسمين خلف

ربما هو الخوف من الحسد الذي يدفع بالكثيرات من النساء إلى التظاهر بأن الزواج هو أكبر غلطة ارتكبنها في حياتهن، وأنهن لم يعدن سعيدات بعد توديعهن للعزوبية!. فالتذمر هو السَّمة الأغلب الأعم على النسوة في مجالسهن واجتماعاتهن، وأكاد أجزم أن كل واحدة منهن إن لم تكن تصدق فعلاً كذبتها، فإنهن يعرفن في قرارة أنفسهن بأن أغلبهن يكذبن على بعضهن البعض، وإلا فما الذي يجبرهن على الاستمرار في زواج يعتبرنه كابوس حياتهن، والمأساة الأكبر التي حلت عليهن؟.

لا يمكن التعميم، ربما البعض منهن غير سعيدات فعلاً، ولكن ليس من المعقول كذلك أن جميعهن يعشن جحيماً لا يطاق! ولعمري تجدهن مع أزواجهن أسعد ربما من حياتهن ما قبل الزواج، وإنهن لا يتصورن حياتهن من غير “أبوالعيال” وأن الجحيم الحقيقي هو لو فعلاً قرر أزواجهن الانفصال عنهن أو حتى الزواج عليهن بأخرى.

المشكلة أن أبعاد تكرار هذه الاسطوانة المشروخة على الدوام على مسامع الصغيرات في السن، والمقبلات على مرحلة الزواج، قد يسهم في رسم صورة ذهنية أن مع زواجهن ستبدأ المرحلة الأسوأ في حياتهن، وأن عليهن التمسك بحياة العزوبية لأطول فترة ممكنة لأنها الأجمل والأكثر سعادة، ما يجعلهن ينفرن من أي خاطب، إن لم يلغ البعض منهن فكرة الزواج من الأساس خشية التنازل عن الحياة الرغيدة السعيدة التي يعشنها في كنف عوائلهن، واستبدالها بالعناء والشقاء والتعاسة الموعودات بها، والطامة الكبرى لو كانت أمهاتهن يعشن فعلاً حياة ملؤها المشاكل والخلافات، فيعتقدن أنه الأمر الطبيعي والسائد فعلاً، وإن مهما حلمن وتمنين حياة سعيدة كما تصورها الأفلام والروايات فإنه من سابع المستحيلات.

لا نقول إن الحياة وردية كما تعكسها الفيديو كليبات، ولكن حتماً لن تكون بذات القتامة والسواد كما يصورها بعض النسوة الخائفات من العين الحاسدة التي قد تقلب سعادتهن فعلاً إلى جحيم، فإن خفتن يا نساء من الحسد – وهو حق – فالأحرى عدم التطرق لحياتكن الخاصة عوضاً عن تصويرها بأنها الأسوأ، فذاك يعني أنكن تظلمن أزواجكن بخلق صورة وسمعة سيئة عنهم رغم سعيهم لإسعادكن.

المضحك المبكي، أن واحدة من تلك النسوة، وخلال جلسة نسائية كالت ما استطاعت من تهم ضد زوجها، وبأنه السبب في تعاستها، ليرن هاتفها لتغير من نبرة صوتها وتتحول لامرأة حالمة تعيش قصة حب كالمراهقات مع زوجها، وما إن انتهت المكالمة حتى عادت لكيل السباب عليه وعلى عائلته، ولتعاسة حظها، هي اليوم في بيت أبيها بعد سماع زوجها كل تلك التُهم بعد أن نسيت إغلاق هاتفها.

ياسمينة: الزواج كأي علاقة إنسانية أخرى، تشوبها السعادة والحزن والكدر، ويتخللها الاتفاق والاختلاف، وهكذا هي الحياة، يوم في علو، ويوم في انخفاض تماماً كتخطيط القلب، فلا داعي للكذب.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/2X5wAuhbhD/

بقلم : ياسمين خلف ربما هو الخوف من الحسد الذي يدفع بالكثيرات من النساء إلى التظاهر بأن الزواج هو أكبر غلطة ارتكبنها في ح...

إقرأ المزيد »

“الفتّان” وابن فلان

بقلم : ياسمين خلف

من قال إن من جَد وجد ومن زرع حصد؟، ففي زمن الواسطة هذا الذي نعيشه لا قيمة لهذا المثل القديم سوى أنه يُلقي اللوم على الفاشل ليشعره أن التقصير ليس إلا منه وحده، وإلا لكان قد وصل إلى حيث وصل الآخرون، دون أن يخبره بحقيقة الواقع الذي يقول إنك ربما لا تملك من الكفاءة ولا الخبرة ولا حتى المؤهلات العلمية التي تسعفك للوصول إلى أي مُبتغى، ولكنك ستصل إلى أعلى المناصب والمراكز إذا ما كنت تعرف فلانًا ولك قرابة لفلان أو علان، وإن لم تكن لك تلك الواسطة، فحيلة أن تكون وصوليًا، منافقًا، و”فتانًا” وتنقل القيل والقال ستوصلك إلى مراكز ما كنت يومًا تحلم بها، وستحصد ما تعب الآخرون في زرعه، منافسًا حملة الشهادات، وأصحاب الخبرات الطويلة.

هناك من تُفصل لهم المناصب والمسمّيات الوظيفية فقط لإعلاء شأنهم، وإرضاءً لمن أوصى عليهم وزكّاهم. وهناك من يزيح من لهم باع طويلة في العمل، وخبرة عشرات السنين، لأنه من القبيلة الفلانية وذاك لا قبيلة له ولا عشيرة!، وأن تكون ممن يُقبلون “الخشوم” فلن ترهق نفسك في العمل، ولن تجد داعيًا لطلب زيادة في الراتب ولا حتى الحوافز فستصلك تلك الزيادات والترقيات دون تعب ولا هم يحزنون.

كثيرون هم من يعملون في صمت، ويعملون بإخلاص وتفانٍ، ولا يلتفت إليهم أحد، ويرزحون في درجاتهم سنوات طوالاً دون ترقية ولا تعديل بالمناصب أو تغيير للمسمّيات الوظيفية، بل حتى دون أن يتصدّق عليهم أحدٌ بالشكر أو المديح نظير كلّ ما يفعلونه، بينما ينال زملاؤهم كل التقدير والمديح على أعمال ربما لم يقوموا بها، ولكنهم آثروا اتباع أسلوب الضجيج في العمل، فيبدون كلّ عمل صغير عملاً جبارًا وكبيرًا.

حري بأصحاب الأعمال والرؤساء أن يتذكّروا أنهم مُساءلون على ظلمهم الموظفين، فعليهم أن يتفقدوا من يعمل في الظلّ ولا يُلتفت إليه فيُبخس حقه، خصوصًا أولئك ممن يعملون وراء مسؤول ظالم، وحوله من الوصوليين المنافقين وحتى الكذابين الكثير ممن يكيدون ويحفرون لكل متميّز عنهم ونشيط، لكيلا يُلتفت إليه، وليسرقوا منه الأضواء، ولكي لا يستشعر الفرق بينهم وبينه، ولكي لا يجد ذاك الموظف المجدّ ما جدّ لأجله ولا يحصد ما زرعه، مادام هم يحصدون من وراء عمله ويلمع نجمهم لا نجمه.

ياسمينة: هناك من يزرع، وهناك من يحصد الثمر دون عناء.

yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/2F6JuHhbqU/

بقلم : ياسمين خلف من قال إن من جَد وجد ومن زرع حصد؟، ففي زمن الواسطة هذا الذي نعيشه لا قيمة لهذا المثل القديم سوى أنه يُ...

إقرأ المزيد »

مطلقي صديقي

بقلم : ياسمين خلف

ليس كل قصص الطلاق قصصًا انتقامية وتراجيدية، الزوجة تكيد وتلفق القصص للتشفي من مطلقها، أو أن الزوج يترصد لمطلقته و”يتبلى” عليها و”يشحططها” في المحاكم، أو أن يحرمها من رؤية أبنائها، ويمنع عنها النفقة وغيرها من القصص التي تعودنا أن نسمع أو أن نقرأ عنها في صفحات القضايا والحوادث في الصحف والمجلات. فهناك قصص طلاق تتم بكل هدوء، وبتراضي الطرفين، بل وبكل حب واحترام، لدرجة أن العلاقة بين المطلقين قد تكون أكثر قوة من لو كانا لا يزالان زوجين في بيت واحد.

فهناك من يجد أن البقاء تحت سقف واحد مليء بالخلافات والمشاكل لن يحمي أبناءهم، إذ لن يكون سقفاً صحياً لكي يعيش أبناؤهم في صحة نفسية تبني ثقتهم بأنفسهم، وتكون شخصياتهم التي تجعلهم كأقرانهم أسوياء، فيكون حينها الطلاق من مصلحة الأبناء، والانفصال يكون عن حب لا عن بغض وكره، فتبقى المودة التي بين الزوجين باقية، وهدفهما أن يوفرا الجو النفسي الأفضل لفلذات كبديهما. لا خلاف بينهما في أين سيعيش الابن، مع والده، أم مع أمه؟ ولا نجد مماطلة في دفع النفقة، ولا خلافات وقضايا في المحاكم لسنوات، فهما لم يجدا التلاقي في الأفكار والتوافق النفسي فانفصلا بإحسان.

“حالنا اليوم أفضل”، هكذا قالت إحداهن بعد انفصالها عن زوجها – والد ابنتها – لا خلافات ولا شجار يقع بيننا أمام عيني طفلتي، بل بالعكس أصبحنا اليوم أصدقاء، وعلاقتنا أقوى من ذي قبل بكثير، حتى إن ابنتي اليوم بنفسية أفضل مقارنة بتلك الأيام التي تنام على صراخنا، وتفتح عينيها على مشهد ضرب والدها إياي. اليوم هو أقرب لي ولها، لا خلافات بيننا، ويقف معي في كل مشكلة تواجهني، وهو أفضل من أستشيره في أمور حياتي، فمطلقي اليوم هو أعز أصدقائي!.

قد لا يستسيغ المجتمع الشرقي فكرة أن يكون المطلق صديقاً، ولكن أليس أن يكون كذلك أفضل من أن يكون عدواً لدوداً؟ لا تنتهي مشاكله مع الانفصال، ولا يقوم بدوره الأهم وهو دور الأب بالنسبة لأبنائه؟ لا ندعو طبعاً إلى أن تكون المطلقة عشيقة، ولا خليلة، ولكن أن تكون الإنسانة التي تبقى معزتها واحترامها عند المطلق وحتى عند أهله – أهل أبنائها- حفاظاً على حقوق الأبناء، وحماية لنفسياتهم التي بلا شك هي عرضة للانهيار، كأثر طبيعي نتيجة انفصال والديهم، وعيشهم بين كنف والدهم مرة وحضن والدتهم مرات.

 

ياسمينة: الطلاق لا يعني دائماً الكره والبغض، الطلاق أحيانًا يحدث نتيجة الحب الذي يأبى أن تشوهه الخلافات، أو حفاظًا على مصلحة الأبناء، فكونوا حتى بعد الانفصال أصدقاء لا أعداء.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/1zwiddBbq4/

بقلم : ياسمين خلف ليس كل قصص الطلاق قصصًا انتقامية وتراجيدية، الزوجة تكيد وتلفق القصص للتشفي من مطلقها، أو أن الزوج يترص...

إقرأ المزيد »

اشباه الرجال

ياسمينيات ..

بقلم : ياسمين خلف

نساء رغم ذكائهن وتفوقهن في أعمالهن إلا أنهن ساذجات أن لم نقل إنهن غبيات في حياتهن الزوجية، فيصبحن فريسة لأزواج هم في الحقيقة أشباه رجال، يستغلونهن للاستفادة منهن للتمتع بعرق جبينهن، دون اعتبار إلى أنهن شريكات حياة، وأمهات لأولادهم، يساعدونهم في حمل مسؤوليتهم الأولى، لا بنكاً يُسحب منه من غير قرضٍ ولا فوائد، راكنين رجولتهم للتقوي عليهن متى ما ذكرنهن بمسؤولياتهم الزوجية والأبوية والاقتصادية.

أزواج لا يجدون من بقائهم في المنزل دون عمل أي عيب، رغم ما حباهم الله من قدرة على العمل والإنتاج، بل يجدون من عمل زوجاتهم نعمة مادمن متفانيات في أعمالهن، ويحققن نجاحاً تلو الآخر، ويترقين يوما بعد يوم، ويتولين عملية الصرف على المنزل وعلى الأولاد بل وعليهم هم أنفسهم أيضاً، ليتفرغوا هم للمقاهي ولمشاهدة التلفاز، والتنقل من موقع إلكتروني لآخر، مكونين علاقات مع كل ما تشتهي أنفسهم وتقع عليه أعينهم. فما الذي يدفعهم بعدها للعمل، خصوصاً أن رواتب زوجاتهم تغطي كل ما يحتاجونه لمواصلة مشوار الحياة!.

هناك من يستغل زوجته أبشع استغلال، خصوصاً إن كانت من أولئك اللواتي يتمتعن بدخل شهري مرتفع وامتيازات عمل جيدة، كأن تدفع الشركة التي تعمل فيها بدل إيجار المنزل، أو توفر لها المسكن المتكامل المشرف، وتدفع عنها بدل الكهرباء والماء، وبدل تعليم الأبناء، وتوفر لهم التأمين الصحي وتذاكر السفر! فيعتمد الزوج عليها اعتماداً كلياً تاركاً لها مشقة العمل، ولاهياً هو في متع الحياة ورغدها.

أن ما طرق أحدهم رأسها منبهاً للوضع غير السوي الذي تعيشه، ارتجفت خوفاً من فكرة الانفصال، وابتعاد الأبناء عن حضانتها، مفضلة اللهاث في العمل على أن تتصدع علاقتها بزوجها الذي تُدرك أنه اتكالي واستغلالي، والذي يملك بنظرها حياتها وموتها إن ما هي ابتعدت عن أطفالها، أو حملت لقب مطلقة!.

يوهمها بأنه يسافر لصفقات تجارية، فيستنزف ميزانيتها في تذاكر السفر والإقامة في الفنادق، آملة أن يعمل كتفاً بكتف معها، ولا تعلم أنه في نزواته يتنقل من واحدة لأخرى، أو مع شلة من أصدقاء السوء! وإن علمت بلعت قهرها وألمها معتقدة إن ذلك أقصى ما يمكنها القيام به أمام زوج لا دور له في حياتها سوى تكرمه بإعطائها لقب تحمله بين الناس بأنها متزوجة.

لتعلم كل زوجة كشاكلة هذه الزوجات أنها أقوى مما تتخيل، وأن زوجها بحاجة إليها أكثر مما هي بحاجة إليه، وأنها إن لم تضع حداً لاستغلاله سيرميها وسينتهي عقد زواجها مع انتهاء عقد عملها.

ياسمينة: عمل زوجتك مساعدة منها لك يجب عليك أن تقدرها لا أن تستغلها.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/1h9X_Chbqn/

ياسمينيات .. بقلم : ياسمين خلف نساء رغم ذكائهن وتفوقهن في أعمالهن إلا أنهن ساذجات أن لم نقل إنهن غبيات في حياتهن الزوجية...

إقرأ المزيد »

سيدة جمال الأخلاق

 بقلم: ياسمين خلف

عندما تكلم حانقاً من تجاربه الفاشلة في الزواج قال: وصلت إلى قناعة، بأن جميع النساء متشابهات، وليس من بينهن واحدة “محترمة”، وكان يقصد بأن كل النساء والفتيات لم يعدن بأخلاق جيدة! لم أوافقه الرأي طبعاً، فلو خُليت لخُربت كما يقال. فكما أن هناك رجالا سيئون أو بعضهم كما نقول عديمي الأخلاق، هناك نساء سيئات وعديمات الخُلق، فالتعميم ظالم دائماً مع اختلاف أوجهه. ولكن هل كلام أخينا هذا صحيح للدرجة التي تستدعي أن تقام سنوياً بإحدى الدول مسابقة لـ “سيدة جمال الأخلاق” على غرار مسابقات ملكات الجمال؟ هل فعلاً نحن بحاجة لمسابقة تُرصد فيها الجوائز، والإغراء بالتتويج باللقب، للمفاضلة بين هذه وتلك على أمر من المفترض أن يكون غرساً في التربية، لا أن يكون خاضعاً لإمكانية تواجده من عدمه، كالمواهب مثلاً؟

ولنكن أكثر صراحة، الأخلاق فعلاً في تدهور مستمر، فما نشهده من قصص واقعية يندى لها الجبين، لا نقول في حضرتها إلا “يا ستار يارب، اللهم بحسن الخاتمة”، لكن ذلك لا يعني إن نضع الأخلاق في ميزان لنقيس أيا منهن ترجح كفتها، فالأخلاق بعد أن تكون تربية، هي معاملة، وسلوك، ولا يمكن حصرها في فترتي المسابقة والتقييم القابلتين “للتمثيل، والضحك على الذقون”، فكيف نقيس الصدق، والأمانة، والمروءة؟ كيف نقيس التواضع، والكرم، والرحمة؟ المسألة ليست فقط في حب التقليد وكفى، أو السعي وراء ابتكار حدث لادعاء التميز، المسألة أصبحت كالمتاجرة بالأخلاق، وتقديمها للعرض، والتباهي بأمر من المفترض أن يشهد عليه الآخرون، من التعامل المباشر والمتكرر، ومن السمعة المتراكمة التي يبنيها الشخص، لا أن يعرضها المرء ذاته للزهو والتفاخر.

مهلاً، دعونا من تلك الفائزة باللقب “سيدة جمال الأخلاق” فهي حتماً سعيدة، بل سعيدة جداً بما حققته من مركز، لكن ماذا عن تلك التي تأتي في ذيل المتسابقات، كأن تكون في المركز الأخير، أو أولئك اللواتي خرجن من المسابقة دون أي ترتيب يُذكر، كيف سيكون شعورهن، وهن في قرارة أنفسهن يقلن بأنهن لم يمتلكن مستوى مقبول للتنافس على مقعد الأخلاق؟

ياسمينة: هل فعلاً ولى زمن الأخلاق، لنحتاج لمسابقة لتحفيز الأخريات على الالتزام بالخلق العظيم؟
Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/1QEazkhbv-/

 بقلم: ياسمين خلف عندما تكلم حانقاً من تجاربه الفاشلة في الزواج قال: وصلت إلى قناعة، بأن جميع النساء متشابهات، وليس من ب...

إقرأ المزيد »

هي تعمل وهو يطبخ

الخميس الموافق 2/4/2015 م

هي تعمل وهو يطبخ

لا أجد في الأمر عيباً، ولا انتقاصاً من قدر أو مكانة الرجل، ولا الدين كذلك يقف محرماً للأمر، فقط هو المجتمع بأعرافه التي يتمسك بها البعض أكثر من تمسكه بتعاليم دينه، ناهيك عن التعود والتربية اللذين يلعبان دورين لا يمكن نكرانهما.
قد يفقد الزوج وظيفته فجأة، أو يبقى منتظراً في طابور العاطلين طويلاً، أو قد يفشل في عمله الخاص الحر، ويعلن إفلاسه ويبقى خالي الوفاض في المنزل، في الوقت الذي نجد أن الزوجة محتفظة بوظيفتها، أو تضطر للبحث عن عمل لمساعدة زوجها وإعالة أسرتها، فيكون حظها أوفر وتحصل على وظيفة بشكل أسرع من زوجها. فتخرج هي للعمل، ويبقى هو في المنزل واضعاً رجلاً على الأخرى، يقلب في القنوات الفضائية، منتظراً إياها تعود من عملها. لتقوم هي بشكل كامل بدورين داخل وخارج المنزل!
انقلاب الأدوار في بعض البيوت أمر قد يحدث لأي أسرة، لأسباب مختلفة، وفي أي وقت، فتتوالد للأسف المشاكل بين الزوجين في أغلب الأحيان. لا ننكر أن الوضع يصبح خانقاً لكلا الطرفين، الزوج سيختنق نفسياً كونه يشعر بعجزه عن توفير احتياجات أسرته، وقلة حيلته لعدم وجود وظيفة تحفظ له كرامته، والزوجة ستُلقى على عاتقها الكثير من المهام والمسؤوليات الإضافية، كونها ستكون العائلة لأسرتها بمن فيها زوجها، ناهيك عن دورها كزوجة وأم، وتوليها مهام التنظيف، والغسل، والكنس، والطبخ، وتدريس الأبناء والكثير من المسؤوليات الأخرى. فتختنق من المسؤوليات من جهة، ومن جهة أخرى قد تكون “الطوفة الهبيطة” لزوجها الذي سيلقي عليها جام غضبه من وضعه الاقتصادي والاجتماعي.
ما العيب في أن يساعد الزوج في هذه الحالة زوجته في مهامها البيتية، ما دامت قد خرجت للعمل لتحمل عنه مسؤولية إعالة أسرتهما في الوقت الذي تعتبر هذه المسؤولية من واجبات الرجل حتى وإن كانت المرأة مقتدرة؟ ما ضير أن يطبخ الزوج وجبة الغداء، لتعود الزوجة وقد أزيل عنها هم إعداد هذه الوجبة لأطفالهما وترتاح قليلاً بعد يوم شاق من العمل؟ ما الذي سينقص الزوج إن قام بمهام غسل الثياب التي تنبع من هنا وهناك بلمح البصر؟ ما دخل إهانة أو انتقاص رجولته في تنظيف وكنس المنزل؟ وما الذي سيحدث لو قام بمراجعة ومذاكرة دروس أبنائه؟
إن ترك الأمر بأن ماذا سيقول عنا فلان أو علتان إن علما بالأمر؟ سيقلب حياة الزوجين جحيماً! الآخرون سيبيتون مرتاحين، وسيقبى الزوجان يتناحران، وإن لم تصل الأمور بينهما لذلك، فإن الزوجة ستنهار من التعب وسيأتي اليوم الذي تنفجر فيه من ثقل المسؤوليات الملقاة على عاتقها. الرحمة مطلوبة وخصوصاً بين الزوجين، وإلا لا داعي بأن يلهجوا بالآية الكريمة “وجعلنا بينهما مودة ورحمة”، فلا تقولوا شيئاً وتطبقوا نقيضه.
ياسمينة: الحياة الزوجية تعاون، ومسألة أن تلك الأدوار خاصة بالمرأة وتلك خاصة بالرجل قد اضمحلت ومن المفترض أنها لم تعد موجودة أصلاً، في ظل ثقافة وتعلم الجميع.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/09-q2Khbvy/

الخميس الموافق 2/4/2015 م هي تعمل وهو يطبخ لا أجد في الأمر عيباً، ولا انتقاصاً من قدر أو مكانة الرجل، ولا الدين كذلك يقف...

إقرأ المزيد »

أخينا “المرأة”

الخميس الموافق 26/3/2015 م

أخينا “المرأة”

مدة، طرحت قضية “المرأة الرجل”، وكيف أن المرأة تضطر إلى أن تكون الرجل في المنزل، وجاء الوقت لأنصف بعض الرجال ممن يمكن أن نطلق عليهم وصف “الرجل المرأة”، فبعض الرجال – ربما هم نادرون في مجتمعاتنا الشرقية إلا أنهم موجودون – سمحوا لأنفسهم، وعودوا زوجاتهم بأن يلعبوا دور الرجل والمرأة في ذات الوقت في المنزل، ما أفسح المجال لنسائهم استغلال طيبتهم، ليتركوا كل المهام الأسرية، والتربوية، والمنزلية على كاهل الزوج، هذا بالإضافة طبعاً إلى دوره كمعيل للأسرة. وكل ذلك دون تذمر منه أو اعتراض، وإنما عن طيب خاطر، ورغبة في استمرار الحياة الزوجية، وحرصاً منه على تهيئة الأجواء الملائمة – كما يعتقد – لتربية الأبناء، بعيداً عن الخلافات والمشاكل الزوجية، والإهمال الواضح من الأم، دون وعي منهما بأنهما ينشئان جيلاً يعاني من اختلال وتناقض في الأفكار والمبادئ.
الحياة الزوجية شراكة وتعاون، للرجل فيها مهام ودور، وللمرأة في المقابل دور ومهام، وجميل أن يعيشا متعاونين، ومتشاركين في كل شيء، مقدسين مبدأ الأخذ والعطاء، دون أن ينتهج أحدهما أسلوب الأخذ المستمر، في مقابل تعود الطرف الآخر العطاء دون حدود.
هناك من تضطر ظروفهم إلى انقلاب الأدوار، ويكون ذلك ظمن ظروف مؤقته، ولأسباب قاهرة، مع عدم التغاضي عن أثر ذلك نفسياً على الطرفين، إلا أن ذلك يبقى أمراً ليس بعيب أبداً، وليس بالأمر المحرم، فالأدوار وإن انقلبت ستعود يوماً إلى طبيعتها متى ما تحسنت الأمور وعادت الظروف إلى مسارها الطبيعي، ولكن ليس من الطبيعي بتاتاً، ولا من المعقول أبداً، أن تسير دفة الحياة، في ظل زوجة همها الوحيد أن تلاحق الموضة، وتسافر هنا وهناك مع عائلتها، والترويح عن نفسها مع صديقاتها، والخروج من المنزل يومياً بداعٍ أو من غير داعٍ، تاركة مهام المنزل، من طبخ وغسل للملابس وكيها، وتنظيف الصحون، وترتيب المنزل، والاهتمام بنظافة الأطفال وتدريسهم على “أخينا المرأة”!
حينها الخلل سيكون فاقعاً، ونتائجه وخيمة ليس على الزوجين فقط، وإنما حتى على الأبناء الذين سيتربون في جو مناقض للطبيعة البشرية، فيرون أن النموذج الحي الذي أمامهم أن الأم إما أن تضع رجلاً على الأخرى وتنتظر انتهاء الأب من إعداد وجبة الطعام، وإما أن تكون أمام المرآة تتزين لتستعد للخروج من المنزل، وأن الأب عليه أن يجهز لهم علبة الطعام صباحاً قبل ذهابهم للمدرسة، ويغسل الصحون بعد انتهائهم من وجبة الغذاء ظهراً!. اختلال ميزان الأدوار في الحياة لا ينتج غير كوارث وزلازل في العلاقات، والتزام كل واحد بدوره لا ينتج غير حياة هانئة مستقرة.
ياسمينة: جميل أن يتعاون الزوجان في كل شيء، ولكن من القبيح أن يتعطل دور المرأة ليقوم الرجل بكلا الدورين خارج وداخل المنزل.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/0rk5h2hbpU/

الخميس الموافق 26/3/2015 م أخينا "المرأة" مدة، طرحت قضية "المرأة الرجل"، وكيف أن المرأة تضطر إلى أن تكون الرجل في المنزل...

إقرأ المزيد »