الخميس الموافق 26/3/2015 م
أخينا “المرأة”
مدة، طرحت قضية “المرأة الرجل”، وكيف أن المرأة تضطر إلى أن تكون الرجل في المنزل، وجاء الوقت لأنصف بعض الرجال ممن يمكن أن نطلق عليهم وصف “الرجل المرأة”، فبعض الرجال – ربما هم نادرون في مجتمعاتنا الشرقية إلا أنهم موجودون – سمحوا لأنفسهم، وعودوا زوجاتهم بأن يلعبوا دور الرجل والمرأة في ذات الوقت في المنزل، ما أفسح المجال لنسائهم استغلال طيبتهم، ليتركوا كل المهام الأسرية، والتربوية، والمنزلية على كاهل الزوج، هذا بالإضافة طبعاً إلى دوره كمعيل للأسرة. وكل ذلك دون تذمر منه أو اعتراض، وإنما عن طيب خاطر، ورغبة في استمرار الحياة الزوجية، وحرصاً منه على تهيئة الأجواء الملائمة – كما يعتقد – لتربية الأبناء، بعيداً عن الخلافات والمشاكل الزوجية، والإهمال الواضح من الأم، دون وعي منهما بأنهما ينشئان جيلاً يعاني من اختلال وتناقض في الأفكار والمبادئ.
الحياة الزوجية شراكة وتعاون، للرجل فيها مهام ودور، وللمرأة في المقابل دور ومهام، وجميل أن يعيشا متعاونين، ومتشاركين في كل شيء، مقدسين مبدأ الأخذ والعطاء، دون أن ينتهج أحدهما أسلوب الأخذ المستمر، في مقابل تعود الطرف الآخر العطاء دون حدود.
هناك من تضطر ظروفهم إلى انقلاب الأدوار، ويكون ذلك ظمن ظروف مؤقته، ولأسباب قاهرة، مع عدم التغاضي عن أثر ذلك نفسياً على الطرفين، إلا أن ذلك يبقى أمراً ليس بعيب أبداً، وليس بالأمر المحرم، فالأدوار وإن انقلبت ستعود يوماً إلى طبيعتها متى ما تحسنت الأمور وعادت الظروف إلى مسارها الطبيعي، ولكن ليس من الطبيعي بتاتاً، ولا من المعقول أبداً، أن تسير دفة الحياة، في ظل زوجة همها الوحيد أن تلاحق الموضة، وتسافر هنا وهناك مع عائلتها، والترويح عن نفسها مع صديقاتها، والخروج من المنزل يومياً بداعٍ أو من غير داعٍ، تاركة مهام المنزل، من طبخ وغسل للملابس وكيها، وتنظيف الصحون، وترتيب المنزل، والاهتمام بنظافة الأطفال وتدريسهم على “أخينا المرأة”!
حينها الخلل سيكون فاقعاً، ونتائجه وخيمة ليس على الزوجين فقط، وإنما حتى على الأبناء الذين سيتربون في جو مناقض للطبيعة البشرية، فيرون أن النموذج الحي الذي أمامهم أن الأم إما أن تضع رجلاً على الأخرى وتنتظر انتهاء الأب من إعداد وجبة الطعام، وإما أن تكون أمام المرآة تتزين لتستعد للخروج من المنزل، وأن الأب عليه أن يجهز لهم علبة الطعام صباحاً قبل ذهابهم للمدرسة، ويغسل الصحون بعد انتهائهم من وجبة الغذاء ظهراً!. اختلال ميزان الأدوار في الحياة لا ينتج غير كوارث وزلازل في العلاقات، والتزام كل واحد بدوره لا ينتج غير حياة هانئة مستقرة.
ياسمينة: جميل أن يتعاون الزوجان في كل شيء، ولكن من القبيح أن يتعطل دور المرأة ليقوم الرجل بكلا الدورين خارج وداخل المنزل.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
الخميس الموافق 26/3/2015 م
أخينا “المرأة”
مدة، طرحت قضية “المرأة الرجل”، وكيف أن المرأة تضطر إلى أن تكون الرجل في المنزل، وجاء الوقت لأنصف بعض الرجال ممن يمكن أن نطلق عليهم وصف “الرجل المرأة”، فبعض الرجال – ربما هم نادرون في مجتمعاتنا الشرقية إلا أنهم موجودون – سمحوا لأنفسهم، وعودوا زوجاتهم بأن يلعبوا دور الرجل والمرأة في ذات الوقت في المنزل، ما أفسح المجال لنسائهم استغلال طيبتهم، ليتركوا كل المهام الأسرية، والتربوية، والمنزلية على كاهل الزوج، هذا بالإضافة طبعاً إلى دوره كمعيل للأسرة. وكل ذلك دون تذمر منه أو اعتراض، وإنما عن طيب خاطر، ورغبة في استمرار الحياة الزوجية، وحرصاً منه على تهيئة الأجواء الملائمة – كما يعتقد – لتربية الأبناء، بعيداً عن الخلافات والمشاكل الزوجية، والإهمال الواضح من الأم، دون وعي منهما بأنهما ينشئان جيلاً يعاني من اختلال وتناقض في الأفكار والمبادئ.
الحياة الزوجية شراكة وتعاون، للرجل فيها مهام ودور، وللمرأة في المقابل دور ومهام، وجميل أن يعيشا متعاونين، ومتشاركين في كل شيء، مقدسين مبدأ الأخذ والعطاء، دون أن ينتهج أحدهما أسلوب الأخذ المستمر، في مقابل تعود الطرف الآخر العطاء دون حدود.
هناك من تضطر ظروفهم إلى انقلاب الأدوار، ويكون ذلك ظمن ظروف مؤقته، ولأسباب قاهرة، مع عدم التغاضي عن أثر ذلك نفسياً على الطرفين، إلا أن ذلك يبقى أمراً ليس بعيب أبداً، وليس بالأمر المحرم، فالأدوار وإن انقلبت ستعود يوماً إلى طبيعتها متى ما تحسنت الأمور وعادت الظروف إلى مسارها الطبيعي، ولكن ليس من الطبيعي بتاتاً، ولا من المعقول أبداً، أن تسير دفة الحياة، في ظل زوجة همها الوحيد أن تلاحق الموضة، وتسافر هنا وهناك مع عائلتها، والترويح عن نفسها مع صديقاتها، والخروج من المنزل يومياً بداعٍ أو من غير داعٍ، تاركة مهام المنزل، من طبخ وغسل للملابس وكيها، وتنظيف الصحون، وترتيب المنزل، والاهتمام بنظافة الأطفال وتدريسهم على “أخينا المرأة”!
حينها الخلل سيكون فاقعاً، ونتائجه وخيمة ليس على الزوجين فقط، وإنما حتى على الأبناء الذين سيتربون في جو مناقض للطبيعة البشرية، فيرون أن النموذج الحي الذي أمامهم أن الأم إما أن تضع رجلاً على الأخرى وتنتظر انتهاء الأب من إعداد وجبة الطعام، وإما أن تكون أمام المرآة تتزين لتستعد للخروج من المنزل، وأن الأب عليه أن يجهز لهم علبة الطعام صباحاً قبل ذهابهم للمدرسة، ويغسل الصحون بعد انتهائهم من وجبة الغذاء ظهراً!. اختلال ميزان الأدوار في الحياة لا ينتج غير كوارث وزلازل في العلاقات، والتزام كل واحد بدوره لا ينتج غير حياة هانئة مستقرة.
ياسمينة: جميل أن يتعاون الزوجان في كل شيء، ولكن من القبيح أن يتعطل دور المرأة ليقوم الرجل بكلا الدورين خارج وداخل المنزل.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
أحدث التعليقات