بقلم : ياسمين خلف
لا أصعب على المرأة من مرحلتي الحمل والولادة، وأكبر دليل على ذلك قوله جل وعلا “حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ”، ورغم ذلك تُعامل المرأة الموظفة في هذه الفترة إما بسواسية مع تلك المرأة في ظروفها الطبيعية، وإما أن تحارب وكأنما اقترفت ذنباَ وتستحق عليه العقوبة!، فلا هي تُستثنى من بعض المهام، وتحصل على تعامل خاص ولا هي تعامل برأفة. بل على العكس من ذلك، ففي كثير من الأوقات تناط إليها مهام مضاعفة، كي تغطي النقص المحتمل أيام إجازة وضعها، وكأنها تعمل لأوقات إضافية دون أجر إضافي، فالعمل أهم من كل الاعتبارات الإنسانية عند البعض للأسف!.
قد نعذر الرجال بعض الشيء كونهم لم ولن يشعروا بتلك التحوّلات والتغيّرات التي تطرأ على المرأة خلال أشهر حملها التسعة، ولن يشعروا بما تلاقيه من تعب وثقل بالوزن، ناهيك عن المشاكل الصحية التي قد تتعرّض لها بشكل استثنائي، وعدم القدرة على النوم والراحة بشكل معقول طالما كان هناك إنسان آخر ينمو في أحشائها ولا يتوانى عن الحركة والركل – وإن كنا لا نعطيهم كل العذر- باعتبار أن الأمر قد شعروا به من خلال أقرب الناس إليهم، قد تكون أمهاتهم، أخواتهم، زوجاتهم، أو حتى بناتهم، إلا أن ما لا يمكن أن نعطي له العذر ولا يمكن أن نتفهمه أبداً أن لا تعذر المرأة شقيقتها المرأة في العمل، وهي التي قد مرّت بظروف مشابهة، أو تتوقع أن تمر بها إن ما هي تزوجت. والمفارقة أن رب العمل الرجل قد يكون أحن على المرأة الحامل من لو كانت رئيستها من بنات جنسها!.
من الإنسانية أن يشعر المرء بغيره، فما بال من عمل واجتهد بإخلاص طوال فترات سابقة، وظروفه الجديدة الطارئة والمؤقتة تجبره على التقصير حيناً، وعلى الاستسلام لأخذ إجازات مرضية متعدّدة أحايين أخرى.
إذ كيف ستُبنى الدول من غير أبنائها وأجيالها المتعاقبة؟، كيف لنا أن نطلب من النساء إمداد هذا الوطن بأجيال ترفع من شأنها وتبنيها لتكون عمدها دون أن نساندهن، ودعمهن، ونعاملهن بما يتناسب مع ظروفهن الصحية المؤقتة؟، فتحديد النسل أحد نتائج عدم وجود من يساند المرأة وهي التي باتت تقوم بدورين في المجتمع أو أكثر.
لابد من تشريع قوانين تجيز للمرأة أخذ إجازة مرضية حال معاناتها من مضاعفات الحمل، ولابد من تقليل ساعات عمل المرأة الحامل بشكل عام، نعم قد ينبري من يقول: إنه عمل، ومن لا تستطيع أن تعمل فلتلزم منزلها؟، وأقول: لولا حاجة هؤلاء النسوة للعمل لما تكبّدن عناء ومشقة العمل وخصوصاً خلال فترات حملهن ومن بعدها ولادتهن. فرفقاً بأمهات المستقبل.
ياسمينة: ارحم تُرحم، هي اليوم زميلتك بالعمل، وغداً تكون أختك، زوجتك، ابنتك، أو حتى أنت نفسك إن ما كنت امرأة، فـ”كوني عون لا فرعون”.
yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/2p1OCdBbky/
بقلم : ياسمين خلف
لا أصعب على المرأة من مرحلتي الحمل والولادة، وأكبر دليل على ذلك قوله جل وعلا “حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ”، ورغم ذلك تُعامل المرأة الموظفة في هذه الفترة إما بسواسية مع تلك المرأة في ظروفها الطبيعية، وإما أن تحارب وكأنما اقترفت ذنباَ وتستحق عليه العقوبة!، فلا هي تُستثنى من بعض المهام، وتحصل على تعامل خاص ولا هي تعامل برأفة. بل على العكس من ذلك، ففي كثير من الأوقات تناط إليها مهام مضاعفة، كي تغطي النقص المحتمل أيام إجازة وضعها، وكأنها تعمل لأوقات إضافية دون أجر إضافي، فالعمل أهم من كل الاعتبارات الإنسانية عند البعض للأسف!.
قد نعذر الرجال بعض الشيء كونهم لم ولن يشعروا بتلك التحوّلات والتغيّرات التي تطرأ على المرأة خلال أشهر حملها التسعة، ولن يشعروا بما تلاقيه من تعب وثقل بالوزن، ناهيك عن المشاكل الصحية التي قد تتعرّض لها بشكل استثنائي، وعدم القدرة على النوم والراحة بشكل معقول طالما كان هناك إنسان آخر ينمو في أحشائها ولا يتوانى عن الحركة والركل – وإن كنا لا نعطيهم كل العذر- باعتبار أن الأمر قد شعروا به من خلال أقرب الناس إليهم، قد تكون أمهاتهم، أخواتهم، زوجاتهم، أو حتى بناتهم، إلا أن ما لا يمكن أن نعطي له العذر ولا يمكن أن نتفهمه أبداً أن لا تعذر المرأة شقيقتها المرأة في العمل، وهي التي قد مرّت بظروف مشابهة، أو تتوقع أن تمر بها إن ما هي تزوجت. والمفارقة أن رب العمل الرجل قد يكون أحن على المرأة الحامل من لو كانت رئيستها من بنات جنسها!.
من الإنسانية أن يشعر المرء بغيره، فما بال من عمل واجتهد بإخلاص طوال فترات سابقة، وظروفه الجديدة الطارئة والمؤقتة تجبره على التقصير حيناً، وعلى الاستسلام لأخذ إجازات مرضية متعدّدة أحايين أخرى.
إذ كيف ستُبنى الدول من غير أبنائها وأجيالها المتعاقبة؟، كيف لنا أن نطلب من النساء إمداد هذا الوطن بأجيال ترفع من شأنها وتبنيها لتكون عمدها دون أن نساندهن، ودعمهن، ونعاملهن بما يتناسب مع ظروفهن الصحية المؤقتة؟، فتحديد النسل أحد نتائج عدم وجود من يساند المرأة وهي التي باتت تقوم بدورين في المجتمع أو أكثر.
لابد من تشريع قوانين تجيز للمرأة أخذ إجازة مرضية حال معاناتها من مضاعفات الحمل، ولابد من تقليل ساعات عمل المرأة الحامل بشكل عام، نعم قد ينبري من يقول: إنه عمل، ومن لا تستطيع أن تعمل فلتلزم منزلها؟، وأقول: لولا حاجة هؤلاء النسوة للعمل لما تكبّدن عناء ومشقة العمل وخصوصاً خلال فترات حملهن ومن بعدها ولادتهن. فرفقاً بأمهات المستقبل.
ياسمينة: ارحم تُرحم، هي اليوم زميلتك بالعمل، وغداً تكون أختك، زوجتك، ابنتك، أو حتى أنت نفسك إن ما كنت امرأة، فـ”كوني عون لا فرعون”.
yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/2p1OCdBbky/
أحدث التعليقات