سيدة جمال الأخلاق

 بقلم: ياسمين خلف

عندما تكلم حانقاً من تجاربه الفاشلة في الزواج قال: وصلت إلى قناعة، بأن جميع النساء متشابهات، وليس من بينهن واحدة “محترمة”، وكان يقصد بأن كل النساء والفتيات لم يعدن بأخلاق جيدة! لم أوافقه الرأي طبعاً، فلو خُليت لخُربت كما يقال. فكما أن هناك رجالا سيئون أو بعضهم كما نقول عديمي الأخلاق، هناك نساء سيئات وعديمات الخُلق، فالتعميم ظالم دائماً مع اختلاف أوجهه. ولكن هل كلام أخينا هذا صحيح للدرجة التي تستدعي أن تقام سنوياً بإحدى الدول مسابقة لـ “سيدة جمال الأخلاق” على غرار مسابقات ملكات الجمال؟ هل فعلاً نحن بحاجة لمسابقة تُرصد فيها الجوائز، والإغراء بالتتويج باللقب، للمفاضلة بين هذه وتلك على أمر من المفترض أن يكون غرساً في التربية، لا أن يكون خاضعاً لإمكانية تواجده من عدمه، كالمواهب مثلاً؟

ولنكن أكثر صراحة، الأخلاق فعلاً في تدهور مستمر، فما نشهده من قصص واقعية يندى لها الجبين، لا نقول في حضرتها إلا “يا ستار يارب، اللهم بحسن الخاتمة”، لكن ذلك لا يعني إن نضع الأخلاق في ميزان لنقيس أيا منهن ترجح كفتها، فالأخلاق بعد أن تكون تربية، هي معاملة، وسلوك، ولا يمكن حصرها في فترتي المسابقة والتقييم القابلتين “للتمثيل، والضحك على الذقون”، فكيف نقيس الصدق، والأمانة، والمروءة؟ كيف نقيس التواضع، والكرم، والرحمة؟ المسألة ليست فقط في حب التقليد وكفى، أو السعي وراء ابتكار حدث لادعاء التميز، المسألة أصبحت كالمتاجرة بالأخلاق، وتقديمها للعرض، والتباهي بأمر من المفترض أن يشهد عليه الآخرون، من التعامل المباشر والمتكرر، ومن السمعة المتراكمة التي يبنيها الشخص، لا أن يعرضها المرء ذاته للزهو والتفاخر.

مهلاً، دعونا من تلك الفائزة باللقب “سيدة جمال الأخلاق” فهي حتماً سعيدة، بل سعيدة جداً بما حققته من مركز، لكن ماذا عن تلك التي تأتي في ذيل المتسابقات، كأن تكون في المركز الأخير، أو أولئك اللواتي خرجن من المسابقة دون أي ترتيب يُذكر، كيف سيكون شعورهن، وهن في قرارة أنفسهن يقلن بأنهن لم يمتلكن مستوى مقبول للتنافس على مقعد الأخلاق؟

ياسمينة: هل فعلاً ولى زمن الأخلاق، لنحتاج لمسابقة لتحفيز الأخريات على الالتزام بالخلق العظيم؟
Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/1QEazkhbv-/

 بقلم: ياسمين خلف

عندما تكلم حانقاً من تجاربه الفاشلة في الزواج قال: وصلت إلى قناعة، بأن جميع النساء متشابهات، وليس من بينهن واحدة “محترمة”، وكان يقصد بأن كل النساء والفتيات لم يعدن بأخلاق جيدة! لم أوافقه الرأي طبعاً، فلو خُليت لخُربت كما يقال. فكما أن هناك رجالا سيئون أو بعضهم كما نقول عديمي الأخلاق، هناك نساء سيئات وعديمات الخُلق، فالتعميم ظالم دائماً مع اختلاف أوجهه. ولكن هل كلام أخينا هذا صحيح للدرجة التي تستدعي أن تقام سنوياً بإحدى الدول مسابقة لـ “سيدة جمال الأخلاق” على غرار مسابقات ملكات الجمال؟ هل فعلاً نحن بحاجة لمسابقة تُرصد فيها الجوائز، والإغراء بالتتويج باللقب، للمفاضلة بين هذه وتلك على أمر من المفترض أن يكون غرساً في التربية، لا أن يكون خاضعاً لإمكانية تواجده من عدمه، كالمواهب مثلاً؟

ولنكن أكثر صراحة، الأخلاق فعلاً في تدهور مستمر، فما نشهده من قصص واقعية يندى لها الجبين، لا نقول في حضرتها إلا “يا ستار يارب، اللهم بحسن الخاتمة”، لكن ذلك لا يعني إن نضع الأخلاق في ميزان لنقيس أيا منهن ترجح كفتها، فالأخلاق بعد أن تكون تربية، هي معاملة، وسلوك، ولا يمكن حصرها في فترتي المسابقة والتقييم القابلتين “للتمثيل، والضحك على الذقون”، فكيف نقيس الصدق، والأمانة، والمروءة؟ كيف نقيس التواضع، والكرم، والرحمة؟ المسألة ليست فقط في حب التقليد وكفى، أو السعي وراء ابتكار حدث لادعاء التميز، المسألة أصبحت كالمتاجرة بالأخلاق، وتقديمها للعرض، والتباهي بأمر من المفترض أن يشهد عليه الآخرون، من التعامل المباشر والمتكرر، ومن السمعة المتراكمة التي يبنيها الشخص، لا أن يعرضها المرء ذاته للزهو والتفاخر.

مهلاً، دعونا من تلك الفائزة باللقب “سيدة جمال الأخلاق” فهي حتماً سعيدة، بل سعيدة جداً بما حققته من مركز، لكن ماذا عن تلك التي تأتي في ذيل المتسابقات، كأن تكون في المركز الأخير، أو أولئك اللواتي خرجن من المسابقة دون أي ترتيب يُذكر، كيف سيكون شعورهن، وهن في قرارة أنفسهن يقلن بأنهن لم يمتلكن مستوى مقبول للتنافس على مقعد الأخلاق؟

ياسمينة: هل فعلاً ولى زمن الأخلاق، لنحتاج لمسابقة لتحفيز الأخريات على الالتزام بالخلق العظيم؟
Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/1QEazkhbv-/

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.