“الفتّان” وابن فلان

بقلم : ياسمين خلف

من قال إن من جَد وجد ومن زرع حصد؟، ففي زمن الواسطة هذا الذي نعيشه لا قيمة لهذا المثل القديم سوى أنه يُلقي اللوم على الفاشل ليشعره أن التقصير ليس إلا منه وحده، وإلا لكان قد وصل إلى حيث وصل الآخرون، دون أن يخبره بحقيقة الواقع الذي يقول إنك ربما لا تملك من الكفاءة ولا الخبرة ولا حتى المؤهلات العلمية التي تسعفك للوصول إلى أي مُبتغى، ولكنك ستصل إلى أعلى المناصب والمراكز إذا ما كنت تعرف فلانًا ولك قرابة لفلان أو علان، وإن لم تكن لك تلك الواسطة، فحيلة أن تكون وصوليًا، منافقًا، و”فتانًا” وتنقل القيل والقال ستوصلك إلى مراكز ما كنت يومًا تحلم بها، وستحصد ما تعب الآخرون في زرعه، منافسًا حملة الشهادات، وأصحاب الخبرات الطويلة.

هناك من تُفصل لهم المناصب والمسمّيات الوظيفية فقط لإعلاء شأنهم، وإرضاءً لمن أوصى عليهم وزكّاهم. وهناك من يزيح من لهم باع طويلة في العمل، وخبرة عشرات السنين، لأنه من القبيلة الفلانية وذاك لا قبيلة له ولا عشيرة!، وأن تكون ممن يُقبلون “الخشوم” فلن ترهق نفسك في العمل، ولن تجد داعيًا لطلب زيادة في الراتب ولا حتى الحوافز فستصلك تلك الزيادات والترقيات دون تعب ولا هم يحزنون.

كثيرون هم من يعملون في صمت، ويعملون بإخلاص وتفانٍ، ولا يلتفت إليهم أحد، ويرزحون في درجاتهم سنوات طوالاً دون ترقية ولا تعديل بالمناصب أو تغيير للمسمّيات الوظيفية، بل حتى دون أن يتصدّق عليهم أحدٌ بالشكر أو المديح نظير كلّ ما يفعلونه، بينما ينال زملاؤهم كل التقدير والمديح على أعمال ربما لم يقوموا بها، ولكنهم آثروا اتباع أسلوب الضجيج في العمل، فيبدون كلّ عمل صغير عملاً جبارًا وكبيرًا.

حري بأصحاب الأعمال والرؤساء أن يتذكّروا أنهم مُساءلون على ظلمهم الموظفين، فعليهم أن يتفقدوا من يعمل في الظلّ ولا يُلتفت إليه فيُبخس حقه، خصوصًا أولئك ممن يعملون وراء مسؤول ظالم، وحوله من الوصوليين المنافقين وحتى الكذابين الكثير ممن يكيدون ويحفرون لكل متميّز عنهم ونشيط، لكيلا يُلتفت إليه، وليسرقوا منه الأضواء، ولكي لا يستشعر الفرق بينهم وبينه، ولكي لا يجد ذاك الموظف المجدّ ما جدّ لأجله ولا يحصد ما زرعه، مادام هم يحصدون من وراء عمله ويلمع نجمهم لا نجمه.

ياسمينة: هناك من يزرع، وهناك من يحصد الثمر دون عناء.

yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/2F6JuHhbqU/

بقلم : ياسمين خلف

من قال إن من جَد وجد ومن زرع حصد؟، ففي زمن الواسطة هذا الذي نعيشه لا قيمة لهذا المثل القديم سوى أنه يُلقي اللوم على الفاشل ليشعره أن التقصير ليس إلا منه وحده، وإلا لكان قد وصل إلى حيث وصل الآخرون، دون أن يخبره بحقيقة الواقع الذي يقول إنك ربما لا تملك من الكفاءة ولا الخبرة ولا حتى المؤهلات العلمية التي تسعفك للوصول إلى أي مُبتغى، ولكنك ستصل إلى أعلى المناصب والمراكز إذا ما كنت تعرف فلانًا ولك قرابة لفلان أو علان، وإن لم تكن لك تلك الواسطة، فحيلة أن تكون وصوليًا، منافقًا، و”فتانًا” وتنقل القيل والقال ستوصلك إلى مراكز ما كنت يومًا تحلم بها، وستحصد ما تعب الآخرون في زرعه، منافسًا حملة الشهادات، وأصحاب الخبرات الطويلة.

هناك من تُفصل لهم المناصب والمسمّيات الوظيفية فقط لإعلاء شأنهم، وإرضاءً لمن أوصى عليهم وزكّاهم. وهناك من يزيح من لهم باع طويلة في العمل، وخبرة عشرات السنين، لأنه من القبيلة الفلانية وذاك لا قبيلة له ولا عشيرة!، وأن تكون ممن يُقبلون “الخشوم” فلن ترهق نفسك في العمل، ولن تجد داعيًا لطلب زيادة في الراتب ولا حتى الحوافز فستصلك تلك الزيادات والترقيات دون تعب ولا هم يحزنون.

كثيرون هم من يعملون في صمت، ويعملون بإخلاص وتفانٍ، ولا يلتفت إليهم أحد، ويرزحون في درجاتهم سنوات طوالاً دون ترقية ولا تعديل بالمناصب أو تغيير للمسمّيات الوظيفية، بل حتى دون أن يتصدّق عليهم أحدٌ بالشكر أو المديح نظير كلّ ما يفعلونه، بينما ينال زملاؤهم كل التقدير والمديح على أعمال ربما لم يقوموا بها، ولكنهم آثروا اتباع أسلوب الضجيج في العمل، فيبدون كلّ عمل صغير عملاً جبارًا وكبيرًا.

حري بأصحاب الأعمال والرؤساء أن يتذكّروا أنهم مُساءلون على ظلمهم الموظفين، فعليهم أن يتفقدوا من يعمل في الظلّ ولا يُلتفت إليه فيُبخس حقه، خصوصًا أولئك ممن يعملون وراء مسؤول ظالم، وحوله من الوصوليين المنافقين وحتى الكذابين الكثير ممن يكيدون ويحفرون لكل متميّز عنهم ونشيط، لكيلا يُلتفت إليه، وليسرقوا منه الأضواء، ولكي لا يستشعر الفرق بينهم وبينه، ولكي لا يجد ذاك الموظف المجدّ ما جدّ لأجله ولا يحصد ما زرعه، مادام هم يحصدون من وراء عمله ويلمع نجمهم لا نجمه.

ياسمينة: هناك من يزرع، وهناك من يحصد الثمر دون عناء.

yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/2F6JuHhbqU/

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.