مطلقي صديقي

بقلم : ياسمين خلف

ليس كل قصص الطلاق قصصًا انتقامية وتراجيدية، الزوجة تكيد وتلفق القصص للتشفي من مطلقها، أو أن الزوج يترصد لمطلقته و”يتبلى” عليها و”يشحططها” في المحاكم، أو أن يحرمها من رؤية أبنائها، ويمنع عنها النفقة وغيرها من القصص التي تعودنا أن نسمع أو أن نقرأ عنها في صفحات القضايا والحوادث في الصحف والمجلات. فهناك قصص طلاق تتم بكل هدوء، وبتراضي الطرفين، بل وبكل حب واحترام، لدرجة أن العلاقة بين المطلقين قد تكون أكثر قوة من لو كانا لا يزالان زوجين في بيت واحد.

فهناك من يجد أن البقاء تحت سقف واحد مليء بالخلافات والمشاكل لن يحمي أبناءهم، إذ لن يكون سقفاً صحياً لكي يعيش أبناؤهم في صحة نفسية تبني ثقتهم بأنفسهم، وتكون شخصياتهم التي تجعلهم كأقرانهم أسوياء، فيكون حينها الطلاق من مصلحة الأبناء، والانفصال يكون عن حب لا عن بغض وكره، فتبقى المودة التي بين الزوجين باقية، وهدفهما أن يوفرا الجو النفسي الأفضل لفلذات كبديهما. لا خلاف بينهما في أين سيعيش الابن، مع والده، أم مع أمه؟ ولا نجد مماطلة في دفع النفقة، ولا خلافات وقضايا في المحاكم لسنوات، فهما لم يجدا التلاقي في الأفكار والتوافق النفسي فانفصلا بإحسان.

“حالنا اليوم أفضل”، هكذا قالت إحداهن بعد انفصالها عن زوجها – والد ابنتها – لا خلافات ولا شجار يقع بيننا أمام عيني طفلتي، بل بالعكس أصبحنا اليوم أصدقاء، وعلاقتنا أقوى من ذي قبل بكثير، حتى إن ابنتي اليوم بنفسية أفضل مقارنة بتلك الأيام التي تنام على صراخنا، وتفتح عينيها على مشهد ضرب والدها إياي. اليوم هو أقرب لي ولها، لا خلافات بيننا، ويقف معي في كل مشكلة تواجهني، وهو أفضل من أستشيره في أمور حياتي، فمطلقي اليوم هو أعز أصدقائي!.

قد لا يستسيغ المجتمع الشرقي فكرة أن يكون المطلق صديقاً، ولكن أليس أن يكون كذلك أفضل من أن يكون عدواً لدوداً؟ لا تنتهي مشاكله مع الانفصال، ولا يقوم بدوره الأهم وهو دور الأب بالنسبة لأبنائه؟ لا ندعو طبعاً إلى أن تكون المطلقة عشيقة، ولا خليلة، ولكن أن تكون الإنسانة التي تبقى معزتها واحترامها عند المطلق وحتى عند أهله – أهل أبنائها- حفاظاً على حقوق الأبناء، وحماية لنفسياتهم التي بلا شك هي عرضة للانهيار، كأثر طبيعي نتيجة انفصال والديهم، وعيشهم بين كنف والدهم مرة وحضن والدتهم مرات.

 

ياسمينة: الطلاق لا يعني دائماً الكره والبغض، الطلاق أحيانًا يحدث نتيجة الحب الذي يأبى أن تشوهه الخلافات، أو حفاظًا على مصلحة الأبناء، فكونوا حتى بعد الانفصال أصدقاء لا أعداء.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/1zwiddBbq4/

بقلم : ياسمين خلف

ليس كل قصص الطلاق قصصًا انتقامية وتراجيدية، الزوجة تكيد وتلفق القصص للتشفي من مطلقها، أو أن الزوج يترصد لمطلقته و”يتبلى” عليها و”يشحططها” في المحاكم، أو أن يحرمها من رؤية أبنائها، ويمنع عنها النفقة وغيرها من القصص التي تعودنا أن نسمع أو أن نقرأ عنها في صفحات القضايا والحوادث في الصحف والمجلات. فهناك قصص طلاق تتم بكل هدوء، وبتراضي الطرفين، بل وبكل حب واحترام، لدرجة أن العلاقة بين المطلقين قد تكون أكثر قوة من لو كانا لا يزالان زوجين في بيت واحد.

فهناك من يجد أن البقاء تحت سقف واحد مليء بالخلافات والمشاكل لن يحمي أبناءهم، إذ لن يكون سقفاً صحياً لكي يعيش أبناؤهم في صحة نفسية تبني ثقتهم بأنفسهم، وتكون شخصياتهم التي تجعلهم كأقرانهم أسوياء، فيكون حينها الطلاق من مصلحة الأبناء، والانفصال يكون عن حب لا عن بغض وكره، فتبقى المودة التي بين الزوجين باقية، وهدفهما أن يوفرا الجو النفسي الأفضل لفلذات كبديهما. لا خلاف بينهما في أين سيعيش الابن، مع والده، أم مع أمه؟ ولا نجد مماطلة في دفع النفقة، ولا خلافات وقضايا في المحاكم لسنوات، فهما لم يجدا التلاقي في الأفكار والتوافق النفسي فانفصلا بإحسان.

“حالنا اليوم أفضل”، هكذا قالت إحداهن بعد انفصالها عن زوجها – والد ابنتها – لا خلافات ولا شجار يقع بيننا أمام عيني طفلتي، بل بالعكس أصبحنا اليوم أصدقاء، وعلاقتنا أقوى من ذي قبل بكثير، حتى إن ابنتي اليوم بنفسية أفضل مقارنة بتلك الأيام التي تنام على صراخنا، وتفتح عينيها على مشهد ضرب والدها إياي. اليوم هو أقرب لي ولها، لا خلافات بيننا، ويقف معي في كل مشكلة تواجهني، وهو أفضل من أستشيره في أمور حياتي، فمطلقي اليوم هو أعز أصدقائي!.

قد لا يستسيغ المجتمع الشرقي فكرة أن يكون المطلق صديقاً، ولكن أليس أن يكون كذلك أفضل من أن يكون عدواً لدوداً؟ لا تنتهي مشاكله مع الانفصال، ولا يقوم بدوره الأهم وهو دور الأب بالنسبة لأبنائه؟ لا ندعو طبعاً إلى أن تكون المطلقة عشيقة، ولا خليلة، ولكن أن تكون الإنسانة التي تبقى معزتها واحترامها عند المطلق وحتى عند أهله – أهل أبنائها- حفاظاً على حقوق الأبناء، وحماية لنفسياتهم التي بلا شك هي عرضة للانهيار، كأثر طبيعي نتيجة انفصال والديهم، وعيشهم بين كنف والدهم مرة وحضن والدتهم مرات.

 

ياسمينة: الطلاق لا يعني دائماً الكره والبغض، الطلاق أحيانًا يحدث نتيجة الحب الذي يأبى أن تشوهه الخلافات، أو حفاظًا على مصلحة الأبناء، فكونوا حتى بعد الانفصال أصدقاء لا أعداء.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/1zwiddBbq4/

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.