ياسمين خلف
لا شيء يخجل صديقتي ويجعلها تنكمش على نفسها أكثر من سؤالها عن مهنتها أو الوظيفة التي تشغلها، فهي وبعد زواجها وأمومتها، تركت العمل مرغمة لتتفرغ لمسؤوليتها الجديدة. حاولت لفترة أن تجمع بين مسؤوليتها كزوجة وأم وبين العمل، ولكن ظروف قاهرة أجبرتها على ترك العمل لتحمل اليوم لقب ربة منزل.. إلا أنها لم تعد تحتمل كما تقول كلمات التجريح واللمز والهمز من البعض عندما تجيبهم بأنها «ربة منزل»، فتفكر ملياً في العودة للعمل لا لحاجة مادية، كما تقول وإنما لتعيد لنفسها المكانة الاجتماعية التي كانت تتمتع بها.
مشكلة صديقتي هذه ليست من صنيع أفكارها، بل من صنيع فكر مجتمع ينظر للأسف إلى ربات البيوت نظرة لا أقول دونية، ولكن أقول بنظرة أقل مما يستحقن فعلاً، إذ تُبخس من حقها في مقابل تبجيل من تعمل، فتضع للأخيرة ألف حساب في حين لا تدير بالاً لربة المنزل، فتشعرها أنها وإن لم تكن من أولئك النساء الموظفات، فهي بلا قيمة ولا أهمية!.
ولنقلها صراحة قد تُحترم الموظفة عند البعض أكثر من تلك ربة المنزل، حتى وإن كانت تلك الموظفة فاشلة في منزلها وفي وظيفتها كزوجة وأم.. فكثيرات لا يمكنهن التوفيق بين كفتي ميزان العمل والمنزل، وكثيرات منهن يجعلن من العمل أولوية، فيكون الزوج والأبناء الضحية، ولكن من يعلم بها وهي داخل جدرانها الأربع؟ فكل ما يعرفونه أنها موظفة ناجحة.
من قال إن ربات البيوت نساء فاشلات؟ إن نظرنا خلفنا سنجد أن أكثر جداتنا وأمهاتنا قد قمن بمسؤوليات تعجز الكثير من الموظفات القيام بها، ومن ربط التخلف وحتى محدودية التعليم بمن وجدت من منزلها أولوية تستدعي منها التفرغ لها؟ فإن نظرنا حولنا سنجد أن بيننا ربات منازل يحملن شهادات أكاديمية عالية تصل حتى إلى الدراسات العليا، ولكنهن آثرن التفرغ لمسؤولياتهن كزوجات وأمهات، ما دام العمل لا يشكل لهن ضرورة، فيجبرن على الخروج للعمل.
وظيفة الأم والزوجة أصعب من الكثير من الوظائف التي لا تتطلب الكثير من المجهود، فالعمل في المنزل لا يتوقف على مدار الساعة، فلا إجازات، ولا راتب، ولا مكافآت أو حوافز، ربة المنزل تدير كل الأمور مجتمعة التربوية منها والصحية، والنفسية، والاجتماعية، والغذائية، والسلوكية، والرجعي هو من ينتقص من دور ربات البيوت وليس تلك التي نذرت نفسها في بناء أمة.
ياسمينة: لا تخجلي وأرفعي رأسك فوظيفتك مقدسة.
وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/BSG3FfMjoxn/
ياسمين خلف
لا شيء يخجل صديقتي ويجعلها تنكمش على نفسها أكثر من سؤالها عن مهنتها أو الوظيفة التي تشغلها، فهي وبعد زواجها وأمومتها، تركت العمل مرغمة لتتفرغ لمسؤوليتها الجديدة. حاولت لفترة أن تجمع بين مسؤوليتها كزوجة وأم وبين العمل، ولكن ظروف قاهرة أجبرتها على ترك العمل لتحمل اليوم لقب ربة منزل.. إلا أنها لم تعد تحتمل كما تقول كلمات التجريح واللمز والهمز من البعض عندما تجيبهم بأنها «ربة منزل»، فتفكر ملياً في العودة للعمل لا لحاجة مادية، كما تقول وإنما لتعيد لنفسها المكانة الاجتماعية التي كانت تتمتع بها.
مشكلة صديقتي هذه ليست من صنيع أفكارها، بل من صنيع فكر مجتمع ينظر للأسف إلى ربات البيوت نظرة لا أقول دونية، ولكن أقول بنظرة أقل مما يستحقن فعلاً، إذ تُبخس من حقها في مقابل تبجيل من تعمل، فتضع للأخيرة ألف حساب في حين لا تدير بالاً لربة المنزل، فتشعرها أنها وإن لم تكن من أولئك النساء الموظفات، فهي بلا قيمة ولا أهمية!.
ولنقلها صراحة قد تُحترم الموظفة عند البعض أكثر من تلك ربة المنزل، حتى وإن كانت تلك الموظفة فاشلة في منزلها وفي وظيفتها كزوجة وأم.. فكثيرات لا يمكنهن التوفيق بين كفتي ميزان العمل والمنزل، وكثيرات منهن يجعلن من العمل أولوية، فيكون الزوج والأبناء الضحية، ولكن من يعلم بها وهي داخل جدرانها الأربع؟ فكل ما يعرفونه أنها موظفة ناجحة.
من قال إن ربات البيوت نساء فاشلات؟ إن نظرنا خلفنا سنجد أن أكثر جداتنا وأمهاتنا قد قمن بمسؤوليات تعجز الكثير من الموظفات القيام بها، ومن ربط التخلف وحتى محدودية التعليم بمن وجدت من منزلها أولوية تستدعي منها التفرغ لها؟ فإن نظرنا حولنا سنجد أن بيننا ربات منازل يحملن شهادات أكاديمية عالية تصل حتى إلى الدراسات العليا، ولكنهن آثرن التفرغ لمسؤولياتهن كزوجات وأمهات، ما دام العمل لا يشكل لهن ضرورة، فيجبرن على الخروج للعمل.
وظيفة الأم والزوجة أصعب من الكثير من الوظائف التي لا تتطلب الكثير من المجهود، فالعمل في المنزل لا يتوقف على مدار الساعة، فلا إجازات، ولا راتب، ولا مكافآت أو حوافز، ربة المنزل تدير كل الأمور مجتمعة التربوية منها والصحية، والنفسية، والاجتماعية، والغذائية، والسلوكية، والرجعي هو من ينتقص من دور ربات البيوت وليس تلك التي نذرت نفسها في بناء أمة.
ياسمينة: لا تخجلي وأرفعي رأسك فوظيفتك مقدسة.
وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/BSG3FfMjoxn/
أحدث التعليقات