وقلبه عليّ حجر

بكم من الريالات والدنانير يمكن أن نعوض الأم منذ ظهور أعراض الحمل عليها من غثيان، ودوخة، وحالة من التعب والإرهاق وربما الاكتئاب، إلى مرورها بالأشهر التسعة من الحمل وما يصاحبه من ألم في حزام الحوض ومشاكل صحية كارتفاع ضغط الدم، والإصابة بسكر الحمل، أو فقر الدم، وتمزق الجلد وتمدده بل وترهله بعد الولادة، والتعرض لهشاشة العظام؟ ما هي التعويضات التي يمكن أن تُطالب بها أي أم أبنائها على رضاعتها إياهم حولين كاملين، وعلى سهرها الليالي الطوال على راحتهم، وتربيتهم، وتدريسهم، ووو…، حتى ليعجز الواحد منا عن حصر ما تقوم به الأمهات لأبنائهن إلى أن يشتد عودهم ويستقلوا بحياتهم، وإن كان الأغلبية العظمى منهم لا يستغنون عن خدمات أمهاتهم حتى بعد زواجهم وقيامهم بأدوار الأمهات والآباء. ليست بمزحة، ولا هي شطحة من شطحات الخيال، فعلاً. ما هي حجم التعويضات التي يمكن أن نقدرها للأم على تضحياتها، وتعبها، وخدماتها اللامحدودة؟ بالله عليكم هل حفنة من الريالات أو الدنانير يمكن أن تعوض أي أم على ما تبذله في سبيل أبنائها؟ سؤال على قدر سذاجته وغير واقعيته إلا أنه يفرض نفسه بقوة عندما نسمع إن أحدهم – في دولة خليجية – رغم تعديه الخمسين من عمره قد طالب أمه السبعينية أمام المحكمة بأن تعوضه بمبلغ مالي نتيجة الأضرار النفسية التي تعرض لها هو وزوجته وأطفاله بعدما زُج به بالسجن لمدة شهر واحد بعد توقيفه على ذمة قضية. والقضية إن هذا الرجل -إن كان فعلاً يمكننا أن نطلق عليه هذا اللفظ أصلاً- قد دفع أمه التي توجهت إليه لمعانقته فأوقعها أرضاً مما أدى لإصابتها بإصابات طفيفة! يا الله، أمه تريد معانقته فيدفعها ويوقعها أرضاً ويسبب لها بعض الإصابات! غضب باقي أبنائها «إخوته» فدفعوها للبلاغ ضده في مركز الشرطة، والتي بدورها رفعت القضية للنيابة العامة باعتبارها تهمة اعتداء على سلامة جسم الغير، فأوقف على ذمة التحقيق، إلا أن قلب الأم لم يرتض له ذلك فعادت لتبرئ ابنها، وتدعي أنها هي من سقطت من تلقاء نفسها، وأن ابنها لم يدفعها أرضا. وبعد براءة الابن جاء لينتقم من أمه فطالبها بتعويض مالي أمام القاضي الذي باغته بسؤاله: وإن عجزت عن دفعه، هل ستطالب بحبسها؟ رغم إجابته بالنفي، إلا أن الطعنة التي وجهها إلى قلب أمه وإن لم تنزف منها دماً، قد قتلها بها، ليكتب اسمه من العاقين، الذين لم يثمر فيهم خيرا، فبكم يعوض الأبناء أمهاتهم؟. 

ياسمينة: الأم أمان، وفقدانها حرمان، لن يعرف الأبناء معنى ذلك إلا بعد أن يتبع اسمها برحمها الله. 
وصلة فيديو المقال 

https://www.instagram.com/p/BRz0kq9jp1NC0f306EPWq0I8tA2w8RKNnnhSyY0/

بكم من الريالات والدنانير يمكن أن نعوض الأم منذ ظهور أعراض الحمل عليها من غثيان، ودوخة، وحالة من التعب والإرهاق وربما الاكتئاب، إلى مرورها بالأشهر التسعة من الحمل وما يصاحبه من ألم في حزام الحوض ومشاكل صحية كارتفاع ضغط الدم، والإصابة بسكر الحمل، أو فقر الدم، وتمزق الجلد وتمدده بل وترهله بعد الولادة، والتعرض لهشاشة العظام؟ ما هي التعويضات التي يمكن أن تُطالب بها أي أم أبنائها على رضاعتها إياهم حولين كاملين، وعلى سهرها الليالي الطوال على راحتهم، وتربيتهم، وتدريسهم، ووو…، حتى ليعجز الواحد منا عن حصر ما تقوم به الأمهات لأبنائهن إلى أن يشتد عودهم ويستقلوا بحياتهم، وإن كان الأغلبية العظمى منهم لا يستغنون عن خدمات أمهاتهم حتى بعد زواجهم وقيامهم بأدوار الأمهات والآباء. ليست بمزحة، ولا هي شطحة من شطحات الخيال، فعلاً. ما هي حجم التعويضات التي يمكن أن نقدرها للأم على تضحياتها، وتعبها، وخدماتها اللامحدودة؟ بالله عليكم هل حفنة من الريالات أو الدنانير يمكن أن تعوض أي أم على ما تبذله في سبيل أبنائها؟ سؤال على قدر سذاجته وغير واقعيته إلا أنه يفرض نفسه بقوة عندما نسمع إن أحدهم – في دولة خليجية – رغم تعديه الخمسين من عمره قد طالب أمه السبعينية أمام المحكمة بأن تعوضه بمبلغ مالي نتيجة الأضرار النفسية التي تعرض لها هو وزوجته وأطفاله بعدما زُج به بالسجن لمدة شهر واحد بعد توقيفه على ذمة قضية. والقضية إن هذا الرجل -إن كان فعلاً يمكننا أن نطلق عليه هذا اللفظ أصلاً- قد دفع أمه التي توجهت إليه لمعانقته فأوقعها أرضاً مما أدى لإصابتها بإصابات طفيفة! يا الله، أمه تريد معانقته فيدفعها ويوقعها أرضاً ويسبب لها بعض الإصابات! غضب باقي أبنائها «إخوته» فدفعوها للبلاغ ضده في مركز الشرطة، والتي بدورها رفعت القضية للنيابة العامة باعتبارها تهمة اعتداء على سلامة جسم الغير، فأوقف على ذمة التحقيق، إلا أن قلب الأم لم يرتض له ذلك فعادت لتبرئ ابنها، وتدعي أنها هي من سقطت من تلقاء نفسها، وأن ابنها لم يدفعها أرضا. وبعد براءة الابن جاء لينتقم من أمه فطالبها بتعويض مالي أمام القاضي الذي باغته بسؤاله: وإن عجزت عن دفعه، هل ستطالب بحبسها؟ رغم إجابته بالنفي، إلا أن الطعنة التي وجهها إلى قلب أمه وإن لم تنزف منها دماً، قد قتلها بها، ليكتب اسمه من العاقين، الذين لم يثمر فيهم خيرا، فبكم يعوض الأبناء أمهاتهم؟. 

ياسمينة: الأم أمان، وفقدانها حرمان، لن يعرف الأبناء معنى ذلك إلا بعد أن يتبع اسمها برحمها الله. 
وصلة فيديو المقال 

https://www.instagram.com/p/BRz0kq9jp1NC0f306EPWq0I8tA2w8RKNnnhSyY0/

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.