حقيقة، ليس كل الآباء صالحين، فمنهم من يعاقر الخمر، ويتعاطى المخدرات، والزاني، والسارق، وهاتك الأعراض، ومنهم من لا يكفي الناس شره، ويذيق أهل بيته المر والعار ويُبقي رؤوسهم مطأطئة خجلاً مما يقترفه من أعمال، فيُدنس سمعتهم، ويؤثر على علاقاتهم مع الناس.
الأبناء في صغرهم قد يتوارون عن أنظار أقرانهم من فرط ما يشعرون به من نقص إن هم ما قارنوا أباهم مع آباء أصدقائهم، فتتأثر شخصياتهم سلباً، فينطوون على أنفسهم، ويتقوقعون في دائرة منازلهم، ويفقدون الثقة بأنفسهم وبمن حولهم، فتهتز شخصياتهم، وقد يكونون نسخة من والدهم إن هم كبروا، كمن ينتقم من نفسه ومن المجتمع، إن لم تكن الأم الدرع التي تحميهم من شرور والدهم وتصد عنهم هرج ومرج الناس من حولهم. وعلى النقيض إن كانت الأم ذات شخصية قوية قادرة على احتواء أبنائها، وقادرة على مواجهة فساد أبيهم بحسن تربيتها، فيشب الأبناء على الأخلاق الحسنة حتى يكاد لا يربطهم بأبيهم شيء غير الاسم.
وبالمثل، ليست كل الأمهات صالحات، فيعاني ما يعاني منه الأبناء من هذا الجو الأسري غير السوي. حينها إما أن يجاور الأبناء والديهما في الدنيا معروفاً كما يأمرهم الله، وإما أن ينفروا منهما، وقد تصل الأمور إلى حد الصراع بين الآباء والأبناء، وتستمر الخلافات إلى أن تصل إلى حد القطيعة بينهم، ويتمادى بعضهم فيعزف الأبناء حتى على دفنهما إن هما ماتا. لكن، بين هؤلاء الآباء من يعود إلى رشده، ويتوب توبة نصوحا، فلا يعود إلى سابق عهده من الضلال، فيتقرب إلى الله، ومن بعده إلى أبنائه الذين فقدوا الثقة فيه، وتلاشت كل محبة كانت له يوماً في أنفسهم، وحل محلها الكره والحقد، لحد التبرؤ من كونه أباهم أو أمهم. إلا أنه لا يجد منهم حينها غير العقوق والهجر واللوم الذي لن يغير من الماضي شيئاً. ليس من السهل أن يُبنى ما تم هدمه من علاقة في ليلة وضحاها، وليس من السهل أن يحل الحب قلباً ملء كرهاً وحقداً لسنوات طوال، لكن التائب كما الضائع الذي لم يجد طريقه إلا بمشقة، ويحتاج يداً تشده، لا يداً تدفعه إلى الهاوية التي خرج منها، وإذا كان الأب فاسقاً أو الأم فاجرة قد تابا فعلاً، فهذا يعني إن الله قد فتح لهما باب رحمته ومغفرته.. فمن نحن لنغلق عليهما تلك الأبواب! ياسمينة: الله جل وعلا يغفر ويرحم، فما بالكم
لا تغفروا لآبائكم، وإن لم يكن، تذكروا قوله تعالى: (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً) سورة لقمان- 15.
حقيقة، ليس كل الآباء صالحين، فمنهم من يعاقر الخمر، ويتعاطى المخدرات، والزاني، والسارق، وهاتك الأعراض، ومنهم من لا يكفي الناس شره، ويذيق أهل بيته المر والعار ويُبقي رؤوسهم مطأطئة خجلاً مما يقترفه من أعمال، فيُدنس سمعتهم، ويؤثر على علاقاتهم مع الناس.
الأبناء في صغرهم قد يتوارون عن أنظار أقرانهم من فرط ما يشعرون به من نقص إن هم ما قارنوا أباهم مع آباء أصدقائهم، فتتأثر شخصياتهم سلباً، فينطوون على أنفسهم، ويتقوقعون في دائرة منازلهم، ويفقدون الثقة بأنفسهم وبمن حولهم، فتهتز شخصياتهم، وقد يكونون نسخة من والدهم إن هم كبروا، كمن ينتقم من نفسه ومن المجتمع، إن لم تكن الأم الدرع التي تحميهم من شرور والدهم وتصد عنهم هرج ومرج الناس من حولهم. وعلى النقيض إن كانت الأم ذات شخصية قوية قادرة على احتواء أبنائها، وقادرة على مواجهة فساد أبيهم بحسن تربيتها، فيشب الأبناء على الأخلاق الحسنة حتى يكاد لا يربطهم بأبيهم شيء غير الاسم.
وبالمثل، ليست كل الأمهات صالحات، فيعاني ما يعاني منه الأبناء من هذا الجو الأسري غير السوي. حينها إما أن يجاور الأبناء والديهما في الدنيا معروفاً كما يأمرهم الله، وإما أن ينفروا منهما، وقد تصل الأمور إلى حد الصراع بين الآباء والأبناء، وتستمر الخلافات إلى أن تصل إلى حد القطيعة بينهم، ويتمادى بعضهم فيعزف الأبناء حتى على دفنهما إن هما ماتا. لكن، بين هؤلاء الآباء من يعود إلى رشده، ويتوب توبة نصوحا، فلا يعود إلى سابق عهده من الضلال، فيتقرب إلى الله، ومن بعده إلى أبنائه الذين فقدوا الثقة فيه، وتلاشت كل محبة كانت له يوماً في أنفسهم، وحل محلها الكره والحقد، لحد التبرؤ من كونه أباهم أو أمهم. إلا أنه لا يجد منهم حينها غير العقوق والهجر واللوم الذي لن يغير من الماضي شيئاً. ليس من السهل أن يُبنى ما تم هدمه من علاقة في ليلة وضحاها، وليس من السهل أن يحل الحب قلباً ملء كرهاً وحقداً لسنوات طوال، لكن التائب كما الضائع الذي لم يجد طريقه إلا بمشقة، ويحتاج يداً تشده، لا يداً تدفعه إلى الهاوية التي خرج منها، وإذا كان الأب فاسقاً أو الأم فاجرة قد تابا فعلاً، فهذا يعني إن الله قد فتح لهما باب رحمته ومغفرته.. فمن نحن لنغلق عليهما تلك الأبواب! ياسمينة: الله جل وعلا يغفر ويرحم، فما بالكم
لا تغفروا لآبائكم، وإن لم يكن، تذكروا قوله تعالى: (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً) سورة لقمان- 15.
أحدث التعليقات