عندما يعمل موظف براتب أو حتى رتبة أقل مما يستحق نظير الشهادة الأكاديمية التي يحملها أو الخبرة التي يمتلكها فهو يعاني من العبودية. عندما تعمل موظفة في عمل لا يحترم ضعفها كأنثى، فهي واقعة تحت مقصلة العبودية. وعندما يضطر طفل إلى ترك مقاعد الدراسة لينضم لقائمة العمال فهو الآخر يلحق بركب العبودية! فالاستعباد يتشكل بأوجه مختلفة، وقد نكون جميعاً نستعبد آخرين، أو ربما يُمارس علينا الاستعباد بوعي منا أو من غير وعي! فعندما تجبر على القيام بأعمال إضافية غير تلك المتفق عليها في عقد العمل، أو تجبر على البقاء لساعات إضافية تصل عند البعض إلى 16 ساعة في اليوم، فقط لسد النقص في عدد الموظفين كي لا يتحمل رب العمل تكلفة توظيف موظف جديد فأنت واقع تحت أمرة سيد يتلذذ باستعباد الآخرين! وما الذي يمنعه مادام يجني الأرباح الشهرية التي تغريه يوماً بعد يوم للاستمرار في سياسة استعباد من يلهث ليسد جوعه وجوع عياله؟ وإن كنت من أولئك فأنت عبد لا محالة!
فالعامل أو الأجير الذي يعمل في بيئة عمل لا تتوافر فيها مقومات السلامة المناسبة، وتتعرض حياته للخطر فهو يُستعبد مقابل حفنة من الريالات أو الدنانير! وتلك الخادمة أو مدبرة المنزل إن شئنا أن نطلق عليها لنُخلص أنفسنا من تأنيب الضمير والتي تعمل لساعات غير محددة من الصباح الباكر قبل أن نستيقظ وحتى نغلق نحن أعيننا فهي من الرق والعبيد ولكن بعد أن أجرينا على ألفاظنا عمليات التجميل. قائل سيقول: ومن أجبرهم على الاستمرار أو تقبل هذا الوضع المهين والمشين، فالدنيا واسعة وعليهم البحث عن عمل آخر، وأقول: لنكن صادقين مع أنفسنا، فرص العمل في العالم أجمع في تقلص، وأعداد العاطلين في زيادة مرعبة، وإن كان ذاك أوفر حظاً كونه من حملة الشهادات، فإن ذاك العامل البسيط سيتشبث بالعمل الذين بين يديه كما يتشبث الهاوي من مرتفع بأي شيء قد يمر من أمامه. وإن دعت البعض الحاجة إلى تجرع العلقم المر من الأوضاع والصبر عليها، فإن ذلك لا يعني استغلال حاجتهم للعمل وممارسة صنوف أنواع العبودية التي تهين من كرامتهم قبل أن تدمرهم جسدياً ونفسياً وحتى اجتماعياً، بل وترجعنا إلى زمن ظننا يوماً أنه قد ولى وليس له من عودة أو رجعة.
ياسمينة: نحن نساهم في استمرار ظاهرة الرق، وإن انسلخ المفهوم من العبودية وتجمل بمسميات أخرى كموظف، أو عامل، أو حتى مدبرة منزل!
وصلة فيديو المقال
عندما يعمل موظف براتب أو حتى رتبة أقل مما يستحق نظير الشهادة الأكاديمية التي يحملها أو الخبرة التي يمتلكها فهو يعاني من العبودية. عندما تعمل موظفة في عمل لا يحترم ضعفها كأنثى، فهي واقعة تحت مقصلة العبودية. وعندما يضطر طفل إلى ترك مقاعد الدراسة لينضم لقائمة العمال فهو الآخر يلحق بركب العبودية! فالاستعباد يتشكل بأوجه مختلفة، وقد نكون جميعاً نستعبد آخرين، أو ربما يُمارس علينا الاستعباد بوعي منا أو من غير وعي! فعندما تجبر على القيام بأعمال إضافية غير تلك المتفق عليها في عقد العمل، أو تجبر على البقاء لساعات إضافية تصل عند البعض إلى 16 ساعة في اليوم، فقط لسد النقص في عدد الموظفين كي لا يتحمل رب العمل تكلفة توظيف موظف جديد فأنت واقع تحت أمرة سيد يتلذذ باستعباد الآخرين! وما الذي يمنعه مادام يجني الأرباح الشهرية التي تغريه يوماً بعد يوم للاستمرار في سياسة استعباد من يلهث ليسد جوعه وجوع عياله؟ وإن كنت من أولئك فأنت عبد لا محالة!
فالعامل أو الأجير الذي يعمل في بيئة عمل لا تتوافر فيها مقومات السلامة المناسبة، وتتعرض حياته للخطر فهو يُستعبد مقابل حفنة من الريالات أو الدنانير! وتلك الخادمة أو مدبرة المنزل إن شئنا أن نطلق عليها لنُخلص أنفسنا من تأنيب الضمير والتي تعمل لساعات غير محددة من الصباح الباكر قبل أن نستيقظ وحتى نغلق نحن أعيننا فهي من الرق والعبيد ولكن بعد أن أجرينا على ألفاظنا عمليات التجميل. قائل سيقول: ومن أجبرهم على الاستمرار أو تقبل هذا الوضع المهين والمشين، فالدنيا واسعة وعليهم البحث عن عمل آخر، وأقول: لنكن صادقين مع أنفسنا، فرص العمل في العالم أجمع في تقلص، وأعداد العاطلين في زيادة مرعبة، وإن كان ذاك أوفر حظاً كونه من حملة الشهادات، فإن ذاك العامل البسيط سيتشبث بالعمل الذين بين يديه كما يتشبث الهاوي من مرتفع بأي شيء قد يمر من أمامه. وإن دعت البعض الحاجة إلى تجرع العلقم المر من الأوضاع والصبر عليها، فإن ذلك لا يعني استغلال حاجتهم للعمل وممارسة صنوف أنواع العبودية التي تهين من كرامتهم قبل أن تدمرهم جسدياً ونفسياً وحتى اجتماعياً، بل وترجعنا إلى زمن ظننا يوماً أنه قد ولى وليس له من عودة أو رجعة.
ياسمينة: نحن نساهم في استمرار ظاهرة الرق، وإن انسلخ المفهوم من العبودية وتجمل بمسميات أخرى كموظف، أو عامل، أو حتى مدبرة منزل!
وصلة فيديو المقال
أحدث التعليقات