استطلاع – ياسمين خلف:
غزتنا القنوات الفضائية، واقتحمت حرمات بيوتنا، وسيطرت علي عقول البعض منا، الذين أصبحوا ودون إنكار أسري لشاشة فضية! ولاسيما المراهقين والشباب الذين وبانبهار تتفتح عيونهم قبل عقولهم لها!! إذ وجد البعض منهم فيها متنفساً لرغبات قد تكون مكبوتة، وقد يكون الدافع هو حب الخروج عن المألوف، والتقليد الأعمي وخصوصاً لكل ما هو غربي، أو شرقي متغرب.
القنوات الفضائية والعربية بالتحديد أخذت البرامج الغنائية فيها تكتسح إجمالي فترات البث، ووصلت في البعض منها الي 60% من ساعاتها، والتي وإن شاءت أن تخرج عن هذا الخط الراقص أخذت منحي البرامج السياسية التي يمكن ان نطلق عليها ساحة حرب يتلذذ فيها الضيوف بتبادل الشتائم والسباب والاتهامات، من هذا وذاك، ماذا يريد المشاهد البحريني من هذه الفضائيات؟! وهل يجدها اليوم تحترم عقله ليحترمها؟! وما سلبيات هذه الفضائيات وإيجابياتها؟! ذلك وأكثر تحدثنا فيه مع من استطلعنا معهم قضيتنا الفضائيات العربية ..
قنوات هزي يا وز
أم فاطمة ربة منزل، ولها ثلاث بنات أكبرهن في الثالثة عشرة من عمرها، وأصغرهن لم تتجاوز الخامسة، وجدت إن الفرصة قد حانت لها للحديث وبحرية عن قضية تعتبر من أسخن القضايا علي الساحة كما تعتقد إذ قالت وبغضب واضح: تلك ليست بفضائيات عربية بل غربية ، فما بين المسلسل والآخر 15 أغنية لمغنيين ومغنيات تبرأ العرب منهم! فأغلبهم بلبسهم وبحركاتهم لا يمكن لنا أن نفرق بين جنسهم أهم أولاد أو بنات!.
وتقول مضيفة: حتي الأفلام والمسلسلات العربية تبث سمومها علي أبنائنا بملابسهم الخليعة وحركاتهم غير المقبولة إطلاقاً في ديننا الاسلامي وعاداتنا وتقاليدنا، فتلك تلبس القصير جداً وتلك تلبيس الفانيلة الخالية من الأكمام، وتلك.. وتلك.. وتلك.. وكلهن بمثابة نماذج يقتدي الأطفال والمراهقون للأسف بهم! واستطردت بقولها: أنا والحمد لله أبعد بناتي عن تلك القنوات، فهن يشاهدن القنوات الخاصة بالأفلام الكارتونية، وحتي إن كنت غير موجودة في المنزل فهن لديهن رقابة ذاتية كما ربيتهن.
لا أنكر أنهن قد يشاهدن المسلسلات وأمام عيني ولكني أحاول أن أبعدهن عن الأفلام التي تجعل من شرب الكحوليات والقبلات والزنا أمراً عادياً مألوفاً.. تتساءل:
بالله عليكم ما الفرق بيننا وبين الكفار؟! إذ ما أبحنا هذه القنوات؟!.
فبدل أن نركز علي قضية العرب الأم قضية فلسطين نلقي بجام اهتمامنا واهتمام أجيالنا علي الأغاني والرقص و هزي يا وز ؟ أو بعد هذا نستغرب اذا أطلقوا علينا اسم العالم النامي أو العالم الثالث؟!.
لا أحترم القنوات العربية
القنوات بذلك بدأ لؤي عبدالكريم العريض – موظف بمكتب ضمان الجودة – واسترسل: نعم لا أحترم تلك القنوات، لا أعمم ذلك ولكني وبشكل عام ونظير عدم احترام بعض القنوات سواء كانت خاصة أو حكومية لعقلية المشاهد لا أحترمها، فهي وللأسف لا ترتقي بمستوي المشاهد، وليس لها أهداف أو سياسة واضحة تسير عليها!.
وأيهما تفضل القنوات الفضائية العربية أم الأجنبية حال وقوع حدث مهم؟! سألناه فأجاب: قطعاً وبلاشك ألجأ للقنوات الأجنبية لمصداقيتها وموضوعيتها وسبقها للأحداث، حتي تلك البرامج التي تقع ضمن تصنيف البرامج السياسية، للأسف غير موضوعية، وكل همها الشتم والسب والقذف، أما اذا تحدثنا عن البرامج الأخري، فهي نسخة لبرامج أجنبية، فالعرب يفتقدون الابداع، ويركضون وراء التقليد الأعمي وبذلك يضيعون، ويضيّعون المشاهد معهم.
وأضاف العريض أنا شخصياَ أتابع قناة الجزيرة والعربية والمنار والقناة الثانية لـ ح و ج والمستقبل، أما دونهم فلا أكلف نفسي حتي لمشاهدتها! وأعتقد إن هناك نحو 50 قناة فضائية عربية، ولا أتمني أن يشاهدها أبنائي في المستقبل، فهي دون المستوي ولا تخدم المشاهد.
الفضائيات العربية والأغاني!
متابعتي للبرامج التلفزيونية قليلة، وإن حدث وشاهدت التلفاز أتنقل بين قناة MBC و LBC والمستقبل لتناسبها مع اهتماماتي بعض الشيء، والتي تتمثل في البرامج الخفيفة والترفيهية.. بهذه الكلمات بدأت أمل إسماعيل منصوري – موظفة في فندق الخليج حديثها وتابعت: للأسف إن أغلب القنوات الفضائية العربية تركز وبشكل كبير علي الغناء، والفيديو كليب، فكل يوم يظهر عشرات المغنيين فاليوم لم يعد الصوت هو المهم في التقييم، أو البوابة التي يدخل فيها المغني أو المغنية للفن، فرصيد المغنية جسدها ورصيد الفنان بعدد الفتيات اللواتي يشاركنه في تصوير أغنيته.
تقول مضيفة: أختي المراهقة والتي تجاوزت السادسة عشرة من عمرها، تهتم وبشكل مبالغ في البرامج الغنائية التي تبثها القنوات الفضائية العربية، فهي تتنقل من محطة لأخري بحثاً عن آخر صرعات الفيديو كليب وآخر المغنيين، ولكن الحمد لله نحن قادرين علي السيطرة عليها، ومنعها من تقليدهم خصوصاً في اللبس الذي يغري الجنس الناعم كثيراً!!.
أنا من يقيم المصداقية!
محمد خليل جواهري – رجل أعمال – يعتقد أن هناك نحو مئة قناة فضائية عربية، يقول أغلبها وللأسف فاضية، لا تضيف للمشاهد شيء، بل ولا تحترمه ولا تحترم عقليته، فالقائمون عليها يبثون ما يرونه مناسبا من وجهة نظرهم الشخصية، دون إتاحة الفرصة للمشاهدين من إعطاء آرائهم، ومع ذلك أحترم بعض القنوات الفضائية! يسكت برهة ويكمل: الأخبار التي تنقلها القنوات الفضائية أغلبها تغلفها الاتجاهات الشخصية، فهي غير كاملة المصداقية، وغير موضوعية في كثير من الأحيان، وذلك نراه جلياً واضحاً عند بعض المذيعين الذين بداعي أو بغير داعي ينتقدون، لا لشيء سوي للانتقاد ذاته. لذلك أتجه في كثير من الأحيان لكلا القنوات الفضائية العربية منها والأجنبية، لأسمع الأخبار وأحدد بعدها وبنفسي أيها أقرب للتصديق.
ويقول مكملاً: البرامج العربية وللأسف غير شيقة، وتفتقر للإبداع الذي نطالب به نحن كمشاهدين، أما اذا انتقلنا للبرامج السياسية، فحدث ولا حرج، فهي معركة فأنا كمشاهد أتمني أن تكون برامجنا العربية أكثر واقعية وأن تعي جيدا أننا لسنا بمغفلين، ولا تلعب بعقولنا بالبرامج البايخة ، وأن تعطينا حقنا من البرامج التعليمية والثقافية والترفيهية ذات القيمة.
وعندما سألناه عن مدي خوفه من تأثر أبنائه من تلك القنوات وبرامجها ضحك وأجاب: الحمد لله أبنائي كبروا اليوم، ولم أعد أخاف عليهم منها، فلهم عقل يميزون به الخطأ من الصح، ولكن حتي الصغار في السن من أطفال ومراهقين اليوم إن لم يشاهدوا التلفزيون ببرامجه التي نعتبرها محظورة سينتقلون عبر الانترنت للمواقع التي يريدونها، دون أن تكون هناك عيون تراقبهم.
خاصمت التلفزيون
وبدون أي تردد قالت مهبان جوادي – سكرتيرة برامج التلفزيون لا تستهويني، ولذلك قررت ومنذ مدة مخاصمة التلفاز وعدم متابعة برامجه، خصوصاً بعدما اختفت برامج الشباب التي هي أهم اهتماماتي، فقد كنت من إحدي المشاهدين المتابعين لبرنامج للشباب فقط وحياكم معانا، ومع انقطاع البرنامج الأول ، بدأت أبتعد رويداً رويداً عن البرامج التلفزيونية، وإن كنت بين الفينة والأخري أتابع ح، وإن أردت أن أتابع الأخبار السياسية، لجأت الي الانترنت وبالتحديد موقع الذي أثق في مصداقيته.
وعن مدي تأثر أخواتها المراهقات بالبرامج التي تبثها القنوات العربية الفضائية قالت: ألاحظ كثيراً أن أختي الصغري ذات الأربعة عشر ربيعاً مشدودة وبشكل ملفت لبرنامج ستار أكاديمي حتي باتت تلاحق أي مجلة تظهر عليها أبطال هذا البرنامج، ولكن ومع ذلك فهي لا تقلدهم، ولم تتأثر بتصرفاتهم، فالمنزل هو الأساس ومنبع الأخلاق، فما دام أنها تربت وأسست علي أخلاق قوية فلن تهزها تلك المؤثرات الخارجية وإن كانت قوية، قد تكون مشدودة لهم لفترة ولكنها حتماً ستعود لرشدها، و قالت: أتمني أن يلتفت القائمون علي البرامج في القنوات الفضائية العربية الي الشباب وتساعدهم علي توجيه طاقاتهم واستغلالها في المسار الايجابي الصحيح، دون أن يستخفوا بعقولهم بالتفنن بالبرامج الراقصة التي لا هدف منها ولا أمل.
حرب طاحنة بين القنوات الغنائية
محمد طاهر أبونوح – موظف في بنك مسقط أدلي بدلوه في الموضوع إذ قال: اليوم لم يعد التلفاز يلعب دوراً كبيراً، إذ ما قيس بتأثيره علي المراهقين والشباب، خصوصاً ا ذا ما قورن ذلك بالانترنت الذي استولي علي نصيب الأسد في قوة التأثير والجذب، فالشباب باتوا اليوم مسمرين أمام الكمبيوتر لساعات طويلة، ناهيك عن التسكع في المجمعات التجارية يواصل: أما اذا انجذب الشباب للبرامج التي تبثها القنوات الفضائية العربية فهي لن تخرج عن تلك البرامج التي لا هدف من ورائها غير الاختلاط، وجعل هذه السلوكيات بمثابة أمر عادي وطبيعي في مجتمعنا المحافظ، فاذا كانت هناك ساعة لبث الثقافة وساعة للأخبار، فهناك 22 ساعة للأغاني وبرامج الاختلاط والإعلانات التجارية وبخاصة تلك التي تمص دماء الأهالي بإغراء أبنائهم للإتصال عليها بأسعار خيالية، ولذلك فأنا لا أحترم مثل هذه القنوات ولا أتابعها، وأحترم القنوات الاخبارية التي تحترمني كمشاهد.
ويري محمد إن اتهام القنوات الفضائية العربية، ووصفها بالساحة القتالية اتهام صحيح بالنسبة لعدد من الفضائيات، إلاّ أنه لا يمكن تعميمه ويقول رداً علي ذلك: بل هناك حرب طاحنة بين الفضائيات حول الأغاني والخلاعة في تصويرها! وللأسف استطاع الغرب تعبئة عقول البعض بتفاهات لا تبني مستقبل ولا تعمر بلدان، قد نكون تعلمنا منهم الحرية في إبداء الرأي، ولكن خسرنا في المقابل أموراً عدة أهمها تضييع الوقت بما هو غير مفيد، وعدم استثماره في المعرفة وكسب الثقافة، وهذا الأمر لا يتوقف عند المراهقين والشباب، ولكنه يمتد حتي للناضج الذي يدفعه فضوله للمشاهدة، ومن بعدها الاستمرار في المتابعة.
ويضيف أبونوح بقوله: لو لاحظنا تواقيت عرض البرامج في الغرب، سنجدها تزداد في الفترة الصباحية والمسائية لشغل أوقات ربات البيوت وبعض الموظفين، أما الساعات الثمينة ، والتي تقع ما بين الساعة الثالثة والتاسعة، فهي تستغله بما هو مفيد لكافة شرائح الأسرة، لا أن تضيعه كالدول الشرقية في الأغاني والمسابقات، والمختصر المفيد الغرب يستغلون الوقت استغلالاً صحيحاً علي عكس العرب.
أحب الأغاني ولكن ليس بهذه الطريقة
الفضائيات العربية اليوم تزعجنا، وبخاصة تلك التي تشغل فتيل الحرب الطائفية علي شاشاتنا! فتلك ليست بديموقراطية ولا شفافية، وانما هي غوغائية! بتلك الكلمات بدأت استشارية العناية المركزة الدكتورة أمل الديلمي حديثها وتابعت: نحن نسعي لأن نعلم أبناءنا أسلوب الحديث الرزين والحوار القائم علي فن الانصات وفن الحديث وإبداء الرأي، وهذه القنوات وللأسف تهدم ما نبنيه، من خلال اسلوبها في الحوار القائم علي السباب والشتائم والألفاظ غير المناسبة في بعض الأحيان، والتي لا نحبذ أن يسمعها أبناؤنا ناهيك عن المقاطعة للحديث واتباع أسلوب الصراخ.
واسترسلت بقولها: لابد أن نسعي نحن المشاهدين لإيصال رأينا للقائمين علي مثل هذه القنوات، فهي أولاً وأخيراَ عربية وتحسب علينا كعرب، فانتقادهم بطريقة بناءة قد تجدي، وقد تغير من أسلوبهم وترتقي به وتطوره، كما أن عملية استنساخ البرامج الأجنبية ونسخها طبق الأصل لا يتلاءم مع مجتمعنا العربي بتقاليده وعاداته الاسلامية، كما يفتقر الي الابداع الذي ننشده، واذا واصلنا نحن المشاهدين في سكوتنا، ولم نبدي رأينا سيواصلون هم في أسلوبهم هذا، وسيزداد الخطأ وستسيء حالة الفضائيات العربية من سيء الي أسوأ!.
حتي أخلاق الأفراد والأبناء اختلفت اليوم، وأحد الأسباب الكامنة وراءه هو هذه الفضائيات التي لا تحترم عقول مشاهديها فقدملكت من احترام الفرد لأسرته!، بل حتي آداب المجلس تغيرت معانيه.. أنا من المحبين للموسيقي والغناء، وأتابع MBC وروتانا و LBC والمستقبل، وقليلاً ما أتابع السياسة علي شاشة الجزيرة، ورغم حبي وتمعني للأغاني، إلاّ أن وجود بعض المغنيين بالفيديو كليب المقزز وإباحة حركات دخيلة علي مجتمعنا جعلني في حيرة من أمري، من فيهم الجيد ومن فيهم الردئ.
فتصوير بعض الأغاني أفقدها طعمها.. في كثير من الأحيان أغمض عيني وأسمع الأغنية لأتطعمها قبل أن أري تصويرها الذي يفسد جمالها ومضمونها، الترفيه مطلوب، والحرية بحدود، والالتزام بالتقاليد والعادات هو ما ننشده ونطلبه من الفضائيات العربية.
صراع الديكة
مع دخول الفضائيات عالم الاتصال بدأت موضة التقليد، واستنساخ العرب للبرامج الغربية بكل تفاصيلها وحذافيرها، التقليد ليس معيب، ولكن بشرط أن يتلاءم مع تقاليدنا وأعرافنا، وثقافتنا العربية ،.. بشيء من الغضب والاستياء من وضع الفضائيات العربية تحدث جعفر حمزة – موظف في وزارة التجارة وقال موضحاً: الثقافة المطروحة عبر شاشاتنا العربية شبه معدومة، وإن وجدت فهي مسيسة لإرتباطها بتيار معين، فلابد من تدوير المعلومة وليس تدويلها! أي لابد أن تستفيد جميع الأطياف والأفراد من المعلومات المقدمة عبر الشاشة الفضية، وليس تدويلها ومصادرتها بما يخدم مصالح البعض! مما يعطي الصورة السيئة للفضائيات العربية، والحل يكمن في الحصول علي المعلومة وعدم احتكارها، وعدم احتكار البث السمعي والبصري لجهة معينة.
ومن جانب آخر أضاف بقوله: لا أعمم كلامي هذا، ولكن هناك بعض القنوات التي لا تحترم المشاهد ببرامجها، التي تهدف من ورائها للربح السريع والحصول علي مشاهدين، دون أي اكتراث بما قد يحصلون عليه من وراءه من معلومات أو ثقافة!.
صراح الديكة – الكلام لا يزال علي لسان جعفر – هو ما يمكن ان نطلقه علي المهاترات الكلامية التي تحدث عبر الشاشة والتي ما هي إلاّ صورة مصغرة عن الشارع العربي، وهي تعطي وللأسف صورة سيئة من المثقفين الذين هم ضيوف البرنامج، فهم لا يحترمون، وليس لديهم أسلوب في الحوار!.
فليس هناك فرق بينهم وبين المصارعين سوي ان الفئة الأولي تستخدم الكلمات والفئة الثانية تستخدم اللكمات المجتمع الشرقي يحب هذه الصراعات ليس للسادية التي يتمايزون بها، وإنما لتكوينهم الثقافي الذي يجدون فيه متنفساً عن الضغوط السياسية التي يعانون منها فلذلك قد تجدون أن لهذه البرامج شعبية كبيرة لدي شريحة لا يستهان بها من مثقفين وغير مثقفين!!. يعود جعفر ليستلم خيط الحديث وليقول: لا أنكر أن بعض هذه القنوات تحترم المشاهد وتفكيره، لمصداقيتها ورزانتها في الطرح، لا أعرف بالضبط كم عدد القنوات الفضائية العربية ولكن أعتقد أنها قد تصل الي العشرين؟! ولكني أحب أن أشيد بتجربتين أولهما مصرية وهي قناة تتحدث باللغة العبرية ترد فيها علي قناة صهيونية تتحدث باللغة العربية، والأخري تجربة قناة المنار اللبنانية.
خروج عن الحدود والمألوف
رباب الملا أم نداء – مسئولة الصحافة في اللجنة الاعلامية في جمعية المستقبل النسائية – نختتم استطلاعنا برأيها الذي قالت فيه البرامج الهادفة تكاد تكون معدومة علي خريطة البث التلفزيوني للقنوات الفضائية العربية! إذ تحتمل البرامج الترفيهية وبخاصة الغنائية وتلك التي تهتم بأخبار الفنانين النسبة الأعظم والتي تكاد تكون كلية، وكل ذلك سيرتد سلباً علي أبنائنا المراهقين والأطفال وهم في سن من أحرج سنوات عمرهم التي يعيشونها.
وتضرب مثلاً بقولها: انظروا الي المراهق فلم يعد يحترم أهله وجيرانه، بل لم يعد يكترث بصلة الرحم التي انعدمت لدي الكثيرين منهم، بل أصبح أسلوبهم استفزازياً للأهل ومثيراً لغضبهم وعصبيتهم، انظروا لملابسهم اليوم التي خرجت عن الحدود والمألوف، وأصبحت أقرب للعري، وإن منعتهم قالوا نحن في سن يحتم علينا إظهار حريتنا!.
وها هو فلان وفلانة يلبسون مثلنا! وما ذلك إلاّ إنذار للخرج عن القيم والمبادئ الأخلاقية.
تستطرد بقولها: الأجانب ليسوا بشماعة نضع عليها أخطاءنا، وأخطاء أبناءنا، أغلب الشباب اكتسبوا تلك الأخلاق من الفضائيات العربية التي بعضها لم يتوقف ولو للحظة عن البث عندما استشهد القائد الشيخ أحمد ياسين وقناة استار أكاديمي خير مثال!.
وتواصل.. اذ ما ألقينا الضوء علي البرامج الاخبارية في القنوات المتخصصة و الجزيرة إحداها فهي وإن كانت تبث في قطر إلاّ أنها لا تهتم إلاّ بأخبار الولايات المتحدة الأمريكية، كما لو كانت تبث دعاية سياسية وتروج لها!. فلابد أن تكون هناك قنوات عربية متخصصة في بث الأخبار التي تعني بالشئون الداخلية للبلد، بما يضمه من مجالس وبرلمان، ونحن كذلك في مملكة البحرين، نحتاج الي قناة متخصصة تعني بالمجالس البلدية والنواب والبرلمان لتلبي احتياجات المواطن، فلا يخفي علي أحد إن برامجنا ومنذ عشرين عاماً لم تتغير كثيراً وإن حدث فهو نادر، فلم لا تستغل الوزارات تلك القنوات السبع التي تدفع وزارة الإعلام رسومها لعربسات؟! لتبث فيها برامج متخصصة تخدم المشاهدين.. وتقول مختتمة أريد من القنوات الفضائية العربية أن تحترمنا، وأن لا تكرر برامجها مرات ومرات من دون داع.
Catinfo
2004-05-10
أحدث التعليقات