المرافقون في غرف المعالجة.. قضية ساخنة لم تبرد بعـــــد!!

استطلاع أجرته – ياسمين خلف:
المشكلة تبقي جديدة علي الرغم من قدمها إذ لم نصل بقاربها إلي شط الأمان الا وهو الحل الذي تهدأ من بعده الأصوات من الترديد نريد حلاً يا ناس؟! فأطباء الطوارئ لم يسأموا من طلب العون من وسائل الإعلام، كونها طرفاً لا يستهان به في توعية الناس من جميع الفئات والأعمار والمستويات الثقافية لفكرة المرافق الواحد ، خصوصاً إن القضية حادة من كلا الجانبين، فبعض المرافقين يرون إن وجودهم ضرورياً وان كان للدعم المعنوي، والأطباء يرون ان وجودهم مع ضيق القسم وضيق غرف المعالجة لا مبرر له، بل أنه يكون سبباً في إرباكهم وتعطيلهم عن عملهم!!
استطلاعنا هذا، والذي اخترنا من خلاله فئة المرافقين للمرضي، أوصلنا إلي حقيقة قد تكون غريبة خصوصاً إن الواقع يكشف عكس ما نسمعه أو نقرأه، فماذا قالوا، وما هي تلك النتيجة غير المتوقعة؟! حروفنا القادمة تحمل الإجابة…

أنا محايدة

علي كراسي الإنتظار في القاعة الخارجية لقسم الحوادث والطوارئ كانت تجلس رباب عبدالله حماده التي جاءت مع زوجها لمرافقة إبنة عمتها المريضة، والتي تنظر لموضوع مرافقة المرضي بنظرة محايدة، لا مع ولا ضد ولكن بحسب الموقف.
وتفسر ذلك بقولها: بعض المرافقيين للمرضي يربكون الأطباء بإرشاداتهم.. كما لو كانوا أطباء بدون رخص طبية! وفي مثل هذه الحالة لا أأيد دخول المرافقين مع المريض، ولكني أؤيد دخولهم في حالة سوء حالة المريض وعدم قدرته علي التعبير عن الآمه، أو في حالة حاجته الي من يساعده أو يدعمه جسدياً ومعنوياً.. ومع كل هذا وذاك أنا مع قرار منع دخول المرافقين لغرفة المعالجة، وإن سمح بذلك يجب إلا يزيد عددهم عن مرافق واحد فقط، وهل تعرضت لموقف اضطرك لترك مريض لك وكنت إنتِ مرافقته سألناها فأجابت وهي تضحك: نعم فقد كان أخي هو المريض، وكان مصاباً بالإنفلونزا، فطلبوا من الخروج والجلوس علي مقاعد الإنتظار ورحبت بذلك علي الرغم من إحساسي بالحرج من ذلك .

بعض المرضي
يحتاجون الي مرافقين

حمد خليل طالب ، هو الآخر أحد المرافقين لأخيه المريض، ويؤيد قرار منع دخول المرافقين لغرفة المعالجة في سبيل تنظيم العمل الطبي، ويشير الي أن الاستثناءات لا بد أن تؤخذ بعين الاعتبار، خصوصاً في حالة المرضي شديدي التعب، والذين يحتاجون إلي من يرافقهم وان زادوا عن إثنين تبعاً لحالة المريض .

القسم يشهد
تنظيماً ملحوظاً

لم يطلب أحد منها الخروج من غرفة المعالجة، فقد وجدت ان ذلك هو ما يجب عليها فعله لكيلا تربك عمل الأطباء، فقررت زينب علي حيدري الخروج وترك أختها المريضه في عهده الأطباء وتقول: أفضل البقاء علي كراسي الانتظار أكثر من أن أبقي بالداخل مع – فوضي – المرضي والأطباء!! .
وكالسابقين كان رأي ندي عبدالرحمن – سكرتيرة التي جاءت مع ثلاثة مرافقين للإطمئنان علي والدها المريض، وتشير الي أنها تلحظ تغيرا واضحا في قسم الحوادث والطوارئ من جانب التنظيم وقلة الزحمة.

نواجه الموقف
برحابة صدر

وفي الصفوف الأخيرة في قاعة الإنتظار كان علي محمد ينتظر صديقه المريض عادل ، والذي أبدي تأييده لقرار منع المرافقين من دخول غرف المعالجة، وعن ردة فعله التي ستكون لو دخل الغرفة وطلب منه مغادرتها قال: سأرحب بذلك دون أدني معارضة، فالمكان لا يسمح بتواجدي الذي قد يكون لا داعي له.. وبالمثل كان رأي عبدالله عيسي – موظف الذي جاء كمرافق مع زوجته وأخته المريضه، ويقول بعدما أطلق ضحكة خفيفة: تعرضت عدة مرات لموقف مشابه، واستقبلت الموقف برحابة صدر وتفهم للوضع، إلا أن التأخير في الإجراءات في قسم الحوادث والطوارئ هو ما يثير حنك وغضب المرافقين في بعض الأحيان.

الأقلية تلقي
إهتمام وسائل الإعلام

نتائج هذا الاستطلاع تؤكد علي أن الشعب البحريني مؤيد لقرارات وزارة الصحة التي تصب في قالب تنظيم العمل في قسم الحوادث والطوارئ، إلا أن الأطباء يؤكدون ان مشكلة المرافقين لا زالت ساخنة ولا زالت تحتاج الي توعية.. وفي كفة الميزان الأخري يقول الدكتور محمود الفردان – طبيب بقسم الحوادث والطوارئ – أجرينا إستبيانا للرأي لشريحة مكونة من ألف مريض متردد علي القسم، وكانت النتيجة غير متوقعة، إلا وهي رضا الأغلبية عن الخدمات المقدمة في القسم، ورغم ذلك فإن الأقلية الغاضبة علي الوضع هي من تظهر في الصورة وتلقي إهتمام وسائل الإعلام.
ويكمل الدكتور الفردان بقوله وقضية المرافقين للمرضي مشكلة لازلنا نعاني الأمرين منها: فالحكم لكم بعدما تقرأوا هذه الحادثة: جاءت للقسم مريضة تعرضت لضربة في بطنها، فأجرينا لها تحليل للأبوال ، وتأكدنا من سلامتها، وأثناء ما كانت مستلقية علي السرير بجانب إحدي المريضات، حدث وإن تبادل مرافقو المرضي الكلام وسأل المرافق الآخر لمرافق المريضة عن حالتها الصحية، فقال له إن الأطباء قد أجروا تحليلاً للأبوال وأكدوا علي سلامتها، فما كان من المرافق الا ان قال مفتياً : ألم يجروا لها أشعة؟ الأمر خطير ويتطلب منهم إجراء اشعة!! مما أشعل فتيل الكلام ودفع أهل تلك المريضه للإصرار، وطلب إجراء اشعة، علي الرغم من عدم حاجة المريضة لها.
كما تشير الدكتوره سناء الخواجة إلي أن المرافقين هم من يمسك بزمام الكلام والحديث بدلاً من المريض، مما يربك الطبيب، والأغرب من ذلك ان البعض منهم يسأل ويجيب علي نفسه!! كما يطلب البعض منهم من الأطباء إجراء أشعة لمناطق في الجسم، والتي تكون من إختيارهم الشخصي دون الحاجة الطبية لذلك، وان ناقشناهم في الأمر يتلاسنون معنا ويقولون عليكم أيها الأطباء بإجراء الأشعة لكل جزء نحن نطلبه منكم، فهذه أموال الحكومة ونحن مواطنون!!

Cathealth
2004-02-11

استطلاع أجرته – ياسمين خلف:
المشكلة تبقي جديدة علي الرغم من قدمها إذ لم نصل بقاربها إلي شط الأمان الا وهو الحل الذي تهدأ من بعده الأصوات من الترديد نريد حلاً يا ناس؟! فأطباء الطوارئ لم يسأموا من طلب العون من وسائل الإعلام، كونها طرفاً لا يستهان به في توعية الناس من جميع الفئات والأعمار والمستويات الثقافية لفكرة المرافق الواحد ، خصوصاً إن القضية حادة من كلا الجانبين، فبعض المرافقين يرون إن وجودهم ضرورياً وان كان للدعم المعنوي، والأطباء يرون ان وجودهم مع ضيق القسم وضيق غرف المعالجة لا مبرر له، بل أنه يكون سبباً في إرباكهم وتعطيلهم عن عملهم!!
استطلاعنا هذا، والذي اخترنا من خلاله فئة المرافقين للمرضي، أوصلنا إلي حقيقة قد تكون غريبة خصوصاً إن الواقع يكشف عكس ما نسمعه أو نقرأه، فماذا قالوا، وما هي تلك النتيجة غير المتوقعة؟! حروفنا القادمة تحمل الإجابة…

أنا محايدة

علي كراسي الإنتظار في القاعة الخارجية لقسم الحوادث والطوارئ كانت تجلس رباب عبدالله حماده التي جاءت مع زوجها لمرافقة إبنة عمتها المريضة، والتي تنظر لموضوع مرافقة المرضي بنظرة محايدة، لا مع ولا ضد ولكن بحسب الموقف.
وتفسر ذلك بقولها: بعض المرافقيين للمرضي يربكون الأطباء بإرشاداتهم.. كما لو كانوا أطباء بدون رخص طبية! وفي مثل هذه الحالة لا أأيد دخول المرافقين مع المريض، ولكني أؤيد دخولهم في حالة سوء حالة المريض وعدم قدرته علي التعبير عن الآمه، أو في حالة حاجته الي من يساعده أو يدعمه جسدياً ومعنوياً.. ومع كل هذا وذاك أنا مع قرار منع دخول المرافقين لغرفة المعالجة، وإن سمح بذلك يجب إلا يزيد عددهم عن مرافق واحد فقط، وهل تعرضت لموقف اضطرك لترك مريض لك وكنت إنتِ مرافقته سألناها فأجابت وهي تضحك: نعم فقد كان أخي هو المريض، وكان مصاباً بالإنفلونزا، فطلبوا من الخروج والجلوس علي مقاعد الإنتظار ورحبت بذلك علي الرغم من إحساسي بالحرج من ذلك .

بعض المرضي
يحتاجون الي مرافقين

حمد خليل طالب ، هو الآخر أحد المرافقين لأخيه المريض، ويؤيد قرار منع دخول المرافقين لغرفة المعالجة في سبيل تنظيم العمل الطبي، ويشير الي أن الاستثناءات لا بد أن تؤخذ بعين الاعتبار، خصوصاً في حالة المرضي شديدي التعب، والذين يحتاجون إلي من يرافقهم وان زادوا عن إثنين تبعاً لحالة المريض .

القسم يشهد
تنظيماً ملحوظاً

لم يطلب أحد منها الخروج من غرفة المعالجة، فقد وجدت ان ذلك هو ما يجب عليها فعله لكيلا تربك عمل الأطباء، فقررت زينب علي حيدري الخروج وترك أختها المريضه في عهده الأطباء وتقول: أفضل البقاء علي كراسي الانتظار أكثر من أن أبقي بالداخل مع – فوضي – المرضي والأطباء!! .
وكالسابقين كان رأي ندي عبدالرحمن – سكرتيرة التي جاءت مع ثلاثة مرافقين للإطمئنان علي والدها المريض، وتشير الي أنها تلحظ تغيرا واضحا في قسم الحوادث والطوارئ من جانب التنظيم وقلة الزحمة.

نواجه الموقف
برحابة صدر

وفي الصفوف الأخيرة في قاعة الإنتظار كان علي محمد ينتظر صديقه المريض عادل ، والذي أبدي تأييده لقرار منع المرافقين من دخول غرف المعالجة، وعن ردة فعله التي ستكون لو دخل الغرفة وطلب منه مغادرتها قال: سأرحب بذلك دون أدني معارضة، فالمكان لا يسمح بتواجدي الذي قد يكون لا داعي له.. وبالمثل كان رأي عبدالله عيسي – موظف الذي جاء كمرافق مع زوجته وأخته المريضه، ويقول بعدما أطلق ضحكة خفيفة: تعرضت عدة مرات لموقف مشابه، واستقبلت الموقف برحابة صدر وتفهم للوضع، إلا أن التأخير في الإجراءات في قسم الحوادث والطوارئ هو ما يثير حنك وغضب المرافقين في بعض الأحيان.

الأقلية تلقي
إهتمام وسائل الإعلام

نتائج هذا الاستطلاع تؤكد علي أن الشعب البحريني مؤيد لقرارات وزارة الصحة التي تصب في قالب تنظيم العمل في قسم الحوادث والطوارئ، إلا أن الأطباء يؤكدون ان مشكلة المرافقين لا زالت ساخنة ولا زالت تحتاج الي توعية.. وفي كفة الميزان الأخري يقول الدكتور محمود الفردان – طبيب بقسم الحوادث والطوارئ – أجرينا إستبيانا للرأي لشريحة مكونة من ألف مريض متردد علي القسم، وكانت النتيجة غير متوقعة، إلا وهي رضا الأغلبية عن الخدمات المقدمة في القسم، ورغم ذلك فإن الأقلية الغاضبة علي الوضع هي من تظهر في الصورة وتلقي إهتمام وسائل الإعلام.
ويكمل الدكتور الفردان بقوله وقضية المرافقين للمرضي مشكلة لازلنا نعاني الأمرين منها: فالحكم لكم بعدما تقرأوا هذه الحادثة: جاءت للقسم مريضة تعرضت لضربة في بطنها، فأجرينا لها تحليل للأبوال ، وتأكدنا من سلامتها، وأثناء ما كانت مستلقية علي السرير بجانب إحدي المريضات، حدث وإن تبادل مرافقو المرضي الكلام وسأل المرافق الآخر لمرافق المريضة عن حالتها الصحية، فقال له إن الأطباء قد أجروا تحليلاً للأبوال وأكدوا علي سلامتها، فما كان من المرافق الا ان قال مفتياً : ألم يجروا لها أشعة؟ الأمر خطير ويتطلب منهم إجراء اشعة!! مما أشعل فتيل الكلام ودفع أهل تلك المريضه للإصرار، وطلب إجراء اشعة، علي الرغم من عدم حاجة المريضة لها.
كما تشير الدكتوره سناء الخواجة إلي أن المرافقين هم من يمسك بزمام الكلام والحديث بدلاً من المريض، مما يربك الطبيب، والأغرب من ذلك ان البعض منهم يسأل ويجيب علي نفسه!! كما يطلب البعض منهم من الأطباء إجراء أشعة لمناطق في الجسم، والتي تكون من إختيارهم الشخصي دون الحاجة الطبية لذلك، وان ناقشناهم في الأمر يتلاسنون معنا ويقولون عليكم أيها الأطباء بإجراء الأشعة لكل جزء نحن نطلبه منكم، فهذه أموال الحكومة ونحن مواطنون!!

Cathealth
2004-02-11

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.