النظافة بين مسئولية الصحة وسلوك الناس

استطلاع – ياسمين خلف- ابتسام سويد:
قد يعتقد البعض ان النظافة والالتزام بها من الامور التي باتت بديهية، ولا تحتاج الي تثقيف مثلاً او حتي لتسليط الضوء الاعلامي عليها، ولكن واقع الحال يقول عكس ذلك، فمجرد اهمال أو تقاعس أي جهة من الجهات المسئولة فان العاقبة لا يمكن ان تحمد عقباها، كحدوث حالات التسمم الغذائي او امراض تنقل عبر الحشرات والقوارض او امراض تنتج عن اهمال في النظافة الشخصية كالاصابة بالجرب او القمل والامراض الجلدية. من هذا المنحي حاولت الأيام استطلاع وجهة نظر المعنيين في وزارة الصحة، وكذلك آراء مجموعة من الناس فيما اذا كانوا ينظرون الي النظافة علي انها سلوك فطري أم مكتسب؟ ومن منطلق مسؤولية الجهات المعنية بالنظافة بدأ الحديث مع ثلة من المسئولين وكان لنا معهم الاسطر التالية:
نقوم بحملات تفتيشية كثيرة تختلف بحسب الجهة، وبحسب علاقتها بالجمهور، فنظافة وسلامة الغذاء في المطاعم والفنادق والمدارس عنصر جوهري بالنسبة لنا .
بتلك الكلمات ادلي الدكتور عبدالله احمد عبدالله رئيس قسم مراقبة الاغذية بدلوه في موضوع الملف وأكمل: أي تهاون وتخاذل مع عدم تطبيق الاشتراطات الصحية سيسهم في اصابة البعض بالتسمم الغذائي جراء تكاثر الجراثيم في الاطعمة، وعليه فان القسم يعمد الي عقد اجتماعات دورية مكثفة مع اللجان المسئولة، ومع متعهدي مقاصف المدارس واصحاب المطاعم والفنادق، لشرح الطرق الممكن اتباعها في سبيل القضاء علي اي مسبب للتلوث، وطرق محافظة العمال علي نظافتهم الشخصية اثناء اعدادهم للاطباق والاطعمة.
ولا يتوقف الأمر عند ذلك فحسب، فهناك مسوحات ميدانية مختبرية، للكشف عن مدي صلاحية الاطعمة المباعة، وتختلف باختلاف الاطعمة وكمياتها وبناء علي النتائج المختبرية نؤكد علي الاجراءات الرقابية، وكلمة حقاً تقال فاننا نلمس تعاوناً كبيراً مع اصحاب المحال والمطاعم، وعدم التزام البعض منهم بالاشتراطات الصحية قد يرجع في كثير من الاحيان الي قلة الوعي بتلك الاشتراطات، والتي نسعي وباستمرار لتقليلها عن طريق ورش العمل التثقيفية.
وعن مدي مطابقة مواصفات الاعلانات حول رقي المطابخ مع الواقع الداخلي للمطابخ في المطاعم قال: دائماً نتأكد من صحة هذه الاعلانات، وفي حال اكتشاف اي مخالفة ينذر صاحب المحل او المطعم وتطبق عليه قانون العقوبات المدرج في الوزارة حال تكرار المخالفة، فالتركيز لا يتوقف علي بند دون آخر، وانما يشمل جميع النواحي لضمان سلامة المستهلكين، وقد جندت الوزارة نحو 55 مفتشاً صحياً، داخلياً وللموانئ لمراقبة الاغذية ومدي نظافتها وخلوها من الجراثيم.
وقال مضيفاً: جهودنا منظمة وتقوم علي أسس علمية وتستند علي نتائج وتحليل المختبرات الصحية والاجراءات المتبعة تأتي طبقاً للاولوية ونركز علي التثقيف والتوعية عبر ورش العمل الدورية والتي يشارك فيها ليس البحرينيون فقط بل حتي الخليجيين الذين يشهدون علي أسبقية البحرين في اعداد وتنظيم ورش العمل التثقيفية.
تثقيف وتوعية المراهقين
ومن واقع التثقيف الصحي حول طرق التوعية بأهمية الالتزام بالنظافة قالت اخصائية التثقيف الصحي في مركز محمد جاسم كانو الصحي – هدي عباس – من خلال دوري كمثقفة احاول حصر المشاكل الصحية للطلبة بالتعاون مع اللجان الصحية المدرسية والمشرفيين الاجتماعيين، لنتمكن من تسليط الضوء علي اكثر المشاكل الممكن الاعداد لها برامج للحد منها والقضاء عليها. وعن أهم الامراض التي ترجع اسبابها الي عدم الالتزام بالنظافة اشارت هدي الي القمل والامراض الجلدية والفطريات والجرب.
وعن دورها حال وجود مرضي يعانون من امراض ناتجة عن اهمالهم بالنظافة الشخصية قالت: يتم اخذ كافة المعلومات عن الشخص ليتم الاتصال به او حتي زيارته في المنزل لتوعيته وتثقيفه صحياً، فدورنا يمتد ليصل حتي لاولياء أمور طلبة المدارس عبر المحاضرات وورش العمل التثقيفية، داعية وزارة التربية والتعليم الي زيادة جهودها وتكثيف تعاونها مع وزارة الصحة من أجل بث الوعي الصحي بين الطلبة ولا سيما الطلبة المراهقين لحاجتهم الماسة الي من يرشدهم بالطرق السليمة والصحية في العناية الشخصية، كونهم يمرون في مرحلة عمرية تحدث فيها تغيرات فسيولوجية وهرمونية واضحة.
متابعة توالد البعوض
عبدالله الستراوي – رئيس مكافحة نواقل المرض في وزارة الصحة قال: نحن كجهة، مسئولون عن مكافحة القوارض والحشرات الناقلة للامراض – ولنا عدة برامج دورية منتظمة لتحقيق ذلك بتغطية جميع مناطق تواجدها، فعلي سبيل المثال نرش الزرائب واصطبلات الخيول بمعدل مرة واحدة كل اسبوعين، وبمعدل مرتين في الشهر في الاسواق لمكافحة الصراصير الممكن تواجدها، كما توجد برامج اضافية كتدخين ورش المناطق المحيطة بالاسواق وبالتحديد مناطق تواجد القمامة.
ويضيف موضحاً: نعمد الي رش المناطق تلك بحسب دورة توالد البعوض او غيرها من الحشرات، كخطوة احترازية لمنع توالدها وتكاثرها. فالوزارة لديها سيطرة تامة علي البعوض بتنظيم برنامج دوري كل 10 الي 14 يوما لرش مناطق تواجدها وبخاصة عند البلاعات والمياه المفتوحة. فالبحرين وحتي الآن لم يعانِ سكانها من تواجد مرض انتقل او استشري جراء وجود نوع معين من الحشرات.
ويستطرد الستراوي بقوله: بالاضافة الي خدماتنا هذه نغطي الخدمات المساعدة حفاظاً علي البيئة، فعند أداء المفتشين الصحيين دورهم وعملهم، ويجدون مخلفات لبناء او كومات القمامة والتي يمكن ان تسهم في ان تكون مرتعاً للقوارض والحشرات تبلغ الجهات المسئولة كوزارة البلديات لتقوم بدورها، وكذلك الحال اذا تسربت المياه في الشارع من جراء فيضان البلاعات والتي قد تنتج مستنقعات وملاذاً للحشرات وبخاصة البعوض نخطر البلدية وادارة المجاري، حفاظاً علي النظافة وبيئة البحرين.
وعن دور قسم مكافحة الحشرات والقوارض في التثقيف وتوعية المواطنين اشار الي ان هناك حملات اعلامية متواصلة تعد في برامج اذاعية وتلفزيونية بالاضافة الي الصحف اليومية لتزويد المواطن والمقيم بالمعلومات العلمية عن الحشرات وطرق مكافحتها، ويقول: نعد حالياً دراسة طبقت منذ بداية الشهر الجاري وستستمر لثمانية اشهر، حول حشرة بق الفراش لملاحظة زيادة اعدادها وبصورة ملفتة وغير طبيعية في البحرين مؤكداً علي ان الامر لم يصل الي حد المشكلة، ولكن كاجراء احترازي وقائي يسعي الي عدم وصول الأمر الي حد المشكلة حتي لا يتطلب الامر العلاج والذي قد يكون حينها صعباً او يحتاج الي فترة زمنية طويلة.
بق الفراش له اربعة انواع، وتعتبر من الحشرات المزعجة المسببة للحكة، والتي قد تمنع الاطفال من النوم لذا كثفنا جهودنا خلال هذه الفترة لدراسة مدي انتشارها والانواع الاكثر كثافة، لتحديد الطرق الممكن استخدامها لمنع تكاثرها، فلن نسمح بوجودها بيننا!
الحشرات الناقلة للامراض تختلف بطبيعة الحال عن الحشرات المنزلية كالنمل والصراصير مثلاً، والتي لم نخصص لها برامج منتظمة، فالمنازل تلحق مسئوليتها للأهل القاطنين فيها، ولكن الأمر مختلف عندما يتعلق الأمر بالمراكز الصحية والمستشفيات والاسواق او الدوائر الحكومية، فاذا تواجد النمل او الصراصير، نعمد الي القضاء عليها للسيطرة علي المشكلة.
ويختتم الستراوي باشارته الي برنامج مكافحة القوارض الذي يشمل جميع مناطق البحرين مع التركيز علي بعض الاماكن الموبوءة، علي مدار العام بواقع مرة او مرتين كل شهر او كل شهرين بحسب المنطقة المعالجة كما يوجد برنامج آخر يأتي بالتنظيم والتعاون مع وزارة الاشغال لمكافحة القوارض داخل شبكة المجاري.
في الوقت الذي تجد فيه رئيسة قسم التثقيف الصحي الدكتورة أمل الجودر ان البحرين دولة متحضرة وان عملية التوعية بأهمية النظافة الشخصية تأتي ثانوية بالنسبة للمواطنين، وان من الاولي تركيز الجهود في هذه الفترة بالذات علي مشاكل اكبر كالتدخين والسمنة مثلاً، ومع ذلك لا تجد أي مانع في توجيه التوعية لبعض الجهات والفئات حول النظافة الشخصية اذا ما طلبوا ذلك.
سلوك فطري أم مكتسب؟
لكل إنسان رؤية وردود فعل حول النظافة كمفهوم فما هو مقياس النظافة لدي الناس؟ وهل هي سلوك مكتسب ام فطرة في الانسان؟
ف عبدالله المحمود – موظف يقول: سلوكيات الشخص في مختلف الامور هي الدليل علي نظافته فأنا شخصياً عندما اجد ان هناك من يلقي القمامة من نافذة السيارة في الشارع فهذا دليل علي عدم التزامه بسلوكيات النظافة في منزله لأن الوطن هو المنزل الكبير للانسان والذي يعيش فيه مع كافة افراد المجتمع وعليه ان يحافظ عليه لأنه ليس ملكاً خاصاً له في حين ان مسكنه الخاص هو مكان خاص به وقد لا يهتم بأبسط سلوكيات النظافة فيه وقد يكون العكس صحيحاً حين يكون الانسان انانياً ويهتم بنظافة ممتلكاته الخاصة ولا يعتني بالاماكن الاخري التي تجمعه بالغير. وفي النهاية يجد – عبدالله – ان النظافة سلوك مكتسب يعتمد علي البيئة التي يتربي الانسان فيها ولن تأتي مع منصب معين او وظيفة محددة.
ف سوسن الصفار – ربة بيت – النظافة هي ان يلتزم الانسان بإظهار نفسه في انظف صورة بأن يهتم بكل جوانب النظافة وقد يخدع الانسان احياناً بمظهر شخص يجده نظيفاً وانيقاً ولكن عند الاقترب منه وملاحظة سلوكياته عن قرب نجده يفتقر لأبسط سلوكيات النظافة كمراعاة النظافة في المرافق العامة والمرافق الصحية التي يستخدمها – وتجد سوسن – ان الانسان بطبيعته يهوي الكمال لذا يسعي الي الظهور بأفضل صورة وينبذ النقص في نفسه فيسعي للكمال سواء في النظافة او غيرها وقد يكتسب النظافة من خلال نشأته وقد نجد ان هناك افراداً مثلاً من نفس العائلة وتربوا في نفس البيئة الا ان سلوكيات النظافة لديهم تختلف نظراً لاختلاف فطرة كل منهم لذا فإن الفطرة واكتساب السلوكيات عنصران مكملان لبعضهما البعض ليظهر الشخص بسلوكيات معينة.. وقد نجد فئات في المجتمع يعملون في مجالات تكون النظافة اساس عملهم (مجال الصحة مثلا) الا انهم لا يهتمون بنظافتهم الشخصية علي الرغم من ادراكهم لأهمية ذلك بالنسبة لهم صحياً الا انهم يصنفون الامر ضمن قائمة المؤجلات في حياتهم اليومية.
ف محمد حضية (27 سنة) يقول: نحن الشباب نهتم كثيراً بنظافتنا وبمظهرنا الخارجي لأن هذا الامر اصبح مهماً جداً في حياتنا المعاصرة ولكن هناك الكثير من الشباب الذي يهتم بمظهره وبنظافته الشخصية الا انه عندما يذهب لمتابعة المباريات في الملاعب مثلاً يقوم بسلوكيات لا تدل علي النظافة بأي شكل من الاشكال كأن يقوم الشخص بإلقاء فضلات الطعام والمشروبات علي الارض وبين الكراسي في حين لو حافظ كل شخص منا علي نظافة المكان الذي يجلس فيه لما احتجنا حتي لعمال نظافة لتنظيف مثل هذه الاماكن ولكن ما يحدث هو العكس تماماً لذا اعتقد بأن مفهوم النظافة غير واضح لدي الكثيرين ولا يقيد سلوكياتهم اليومية وانا من ناحيتي احكم علي الشخص من سلوكياته وليس من شكله الخارجي.
ف أمينة شريف – موظفة – تقول مقياس النظافة لدي قد يكون مختلفاً عن الغير فأنا اهتم جداً بنظافة الاظافر لليدين والقدمين للشخص وكذلك نظافة الشعر والاذن ومن ثم اللبس والرائحة فمن يهتم بهذه الامور فهو انسان بالتأكيد نظيف في باقي امور حياته من حيث المنزل او غيره وعلي الام ان تعود ابناءها علي اساسيات النظافة منذ الصغر وان يهتموا بكل سلوكيات النظافة حتي يتمكن الجميع من العيش في مستوي عال من النظافة ويرقي المجتمع عن السلوكيات الخاطئة التي يتبعها البعض نتيجة لعدم وجود توعية كافية من قبل الجهات المعنية او نتيجة للبيئة والتربية وعدم الاهتمام من قبل بعض الاسر بالتنشئة السليمة للابناء في امور النظافة الشخصية او النظافة العامة للمجتمع والتي تنتج عن سلوكيات خاصة بالافراد، وان ديننا الاسلامي يحث علي النظافة في حين نجد ان هناك شعوباً لا تدين بالدين الاسلامي الا ان شوارعها وبيئتها انظف بكثير من شعوبنا المسلمة نظراً لعدم تطبيقنا للكثير من السلوكيات المطلوبة..
ف حسين جوزي – موظف – يقول.. النظافة مرآة للجمال فالانسان يحب كل ما هو جميل والنظافة من اساسيات جمال اي شيء في الكون مع اختلاف مقياس كل شخص للامور بشكل عام والنظافة بشكل خاص.. فهناك من يقيس نظافة الشخص من رائحته وهناك من يقيسها من طريقة اللبس او المظهر العام للشخص في حين انني اجد ان النظافة تنبع من داخل الانسان نفسه فمهما حاولنا زرع سلوكيات معينة لنظافة الشخص لا يمكنه تطبيقها طالما لم يقتنع بها او يحبها في حين ان الانسان غير النظيف يؤذي من حوله ايضاً قد يكون برائحته التي ينفر منها الاشخاص الذين يعيشون معه او يعملون معه في حين لا يشعر هو بما يسببه لغيره من اذي فهو حر في مدي تحمله لمستوي النظافة الشخصية ولكن الغير لا يمكنهم تحمله.. ولا علاقة للنظافة – يواصل حسين – بمدي ثقافة الشخص او مستواه الاجتماعي بل بمدي حبه ومفهومه الشخصي لهذا الامر.
قد يتفق الاغلبية علي ان النظافة سلوكيات يكتسبها الانسان بالاضافة الي الفطرة ولكن هناك اختلاف في مقياس كل انسان للنظافة.

Catsocaff
2005-01-17

استطلاع – ياسمين خلف- ابتسام سويد:
قد يعتقد البعض ان النظافة والالتزام بها من الامور التي باتت بديهية، ولا تحتاج الي تثقيف مثلاً او حتي لتسليط الضوء الاعلامي عليها، ولكن واقع الحال يقول عكس ذلك، فمجرد اهمال أو تقاعس أي جهة من الجهات المسئولة فان العاقبة لا يمكن ان تحمد عقباها، كحدوث حالات التسمم الغذائي او امراض تنقل عبر الحشرات والقوارض او امراض تنتج عن اهمال في النظافة الشخصية كالاصابة بالجرب او القمل والامراض الجلدية. من هذا المنحي حاولت الأيام استطلاع وجهة نظر المعنيين في وزارة الصحة، وكذلك آراء مجموعة من الناس فيما اذا كانوا ينظرون الي النظافة علي انها سلوك فطري أم مكتسب؟ ومن منطلق مسؤولية الجهات المعنية بالنظافة بدأ الحديث مع ثلة من المسئولين وكان لنا معهم الاسطر التالية:
نقوم بحملات تفتيشية كثيرة تختلف بحسب الجهة، وبحسب علاقتها بالجمهور، فنظافة وسلامة الغذاء في المطاعم والفنادق والمدارس عنصر جوهري بالنسبة لنا .
بتلك الكلمات ادلي الدكتور عبدالله احمد عبدالله رئيس قسم مراقبة الاغذية بدلوه في موضوع الملف وأكمل: أي تهاون وتخاذل مع عدم تطبيق الاشتراطات الصحية سيسهم في اصابة البعض بالتسمم الغذائي جراء تكاثر الجراثيم في الاطعمة، وعليه فان القسم يعمد الي عقد اجتماعات دورية مكثفة مع اللجان المسئولة، ومع متعهدي مقاصف المدارس واصحاب المطاعم والفنادق، لشرح الطرق الممكن اتباعها في سبيل القضاء علي اي مسبب للتلوث، وطرق محافظة العمال علي نظافتهم الشخصية اثناء اعدادهم للاطباق والاطعمة.
ولا يتوقف الأمر عند ذلك فحسب، فهناك مسوحات ميدانية مختبرية، للكشف عن مدي صلاحية الاطعمة المباعة، وتختلف باختلاف الاطعمة وكمياتها وبناء علي النتائج المختبرية نؤكد علي الاجراءات الرقابية، وكلمة حقاً تقال فاننا نلمس تعاوناً كبيراً مع اصحاب المحال والمطاعم، وعدم التزام البعض منهم بالاشتراطات الصحية قد يرجع في كثير من الاحيان الي قلة الوعي بتلك الاشتراطات، والتي نسعي وباستمرار لتقليلها عن طريق ورش العمل التثقيفية.
وعن مدي مطابقة مواصفات الاعلانات حول رقي المطابخ مع الواقع الداخلي للمطابخ في المطاعم قال: دائماً نتأكد من صحة هذه الاعلانات، وفي حال اكتشاف اي مخالفة ينذر صاحب المحل او المطعم وتطبق عليه قانون العقوبات المدرج في الوزارة حال تكرار المخالفة، فالتركيز لا يتوقف علي بند دون آخر، وانما يشمل جميع النواحي لضمان سلامة المستهلكين، وقد جندت الوزارة نحو 55 مفتشاً صحياً، داخلياً وللموانئ لمراقبة الاغذية ومدي نظافتها وخلوها من الجراثيم.
وقال مضيفاً: جهودنا منظمة وتقوم علي أسس علمية وتستند علي نتائج وتحليل المختبرات الصحية والاجراءات المتبعة تأتي طبقاً للاولوية ونركز علي التثقيف والتوعية عبر ورش العمل الدورية والتي يشارك فيها ليس البحرينيون فقط بل حتي الخليجيين الذين يشهدون علي أسبقية البحرين في اعداد وتنظيم ورش العمل التثقيفية.
تثقيف وتوعية المراهقين
ومن واقع التثقيف الصحي حول طرق التوعية بأهمية الالتزام بالنظافة قالت اخصائية التثقيف الصحي في مركز محمد جاسم كانو الصحي – هدي عباس – من خلال دوري كمثقفة احاول حصر المشاكل الصحية للطلبة بالتعاون مع اللجان الصحية المدرسية والمشرفيين الاجتماعيين، لنتمكن من تسليط الضوء علي اكثر المشاكل الممكن الاعداد لها برامج للحد منها والقضاء عليها. وعن أهم الامراض التي ترجع اسبابها الي عدم الالتزام بالنظافة اشارت هدي الي القمل والامراض الجلدية والفطريات والجرب.
وعن دورها حال وجود مرضي يعانون من امراض ناتجة عن اهمالهم بالنظافة الشخصية قالت: يتم اخذ كافة المعلومات عن الشخص ليتم الاتصال به او حتي زيارته في المنزل لتوعيته وتثقيفه صحياً، فدورنا يمتد ليصل حتي لاولياء أمور طلبة المدارس عبر المحاضرات وورش العمل التثقيفية، داعية وزارة التربية والتعليم الي زيادة جهودها وتكثيف تعاونها مع وزارة الصحة من أجل بث الوعي الصحي بين الطلبة ولا سيما الطلبة المراهقين لحاجتهم الماسة الي من يرشدهم بالطرق السليمة والصحية في العناية الشخصية، كونهم يمرون في مرحلة عمرية تحدث فيها تغيرات فسيولوجية وهرمونية واضحة.
متابعة توالد البعوض
عبدالله الستراوي – رئيس مكافحة نواقل المرض في وزارة الصحة قال: نحن كجهة، مسئولون عن مكافحة القوارض والحشرات الناقلة للامراض – ولنا عدة برامج دورية منتظمة لتحقيق ذلك بتغطية جميع مناطق تواجدها، فعلي سبيل المثال نرش الزرائب واصطبلات الخيول بمعدل مرة واحدة كل اسبوعين، وبمعدل مرتين في الشهر في الاسواق لمكافحة الصراصير الممكن تواجدها، كما توجد برامج اضافية كتدخين ورش المناطق المحيطة بالاسواق وبالتحديد مناطق تواجد القمامة.
ويضيف موضحاً: نعمد الي رش المناطق تلك بحسب دورة توالد البعوض او غيرها من الحشرات، كخطوة احترازية لمنع توالدها وتكاثرها. فالوزارة لديها سيطرة تامة علي البعوض بتنظيم برنامج دوري كل 10 الي 14 يوما لرش مناطق تواجدها وبخاصة عند البلاعات والمياه المفتوحة. فالبحرين وحتي الآن لم يعانِ سكانها من تواجد مرض انتقل او استشري جراء وجود نوع معين من الحشرات.
ويستطرد الستراوي بقوله: بالاضافة الي خدماتنا هذه نغطي الخدمات المساعدة حفاظاً علي البيئة، فعند أداء المفتشين الصحيين دورهم وعملهم، ويجدون مخلفات لبناء او كومات القمامة والتي يمكن ان تسهم في ان تكون مرتعاً للقوارض والحشرات تبلغ الجهات المسئولة كوزارة البلديات لتقوم بدورها، وكذلك الحال اذا تسربت المياه في الشارع من جراء فيضان البلاعات والتي قد تنتج مستنقعات وملاذاً للحشرات وبخاصة البعوض نخطر البلدية وادارة المجاري، حفاظاً علي النظافة وبيئة البحرين.
وعن دور قسم مكافحة الحشرات والقوارض في التثقيف وتوعية المواطنين اشار الي ان هناك حملات اعلامية متواصلة تعد في برامج اذاعية وتلفزيونية بالاضافة الي الصحف اليومية لتزويد المواطن والمقيم بالمعلومات العلمية عن الحشرات وطرق مكافحتها، ويقول: نعد حالياً دراسة طبقت منذ بداية الشهر الجاري وستستمر لثمانية اشهر، حول حشرة بق الفراش لملاحظة زيادة اعدادها وبصورة ملفتة وغير طبيعية في البحرين مؤكداً علي ان الامر لم يصل الي حد المشكلة، ولكن كاجراء احترازي وقائي يسعي الي عدم وصول الأمر الي حد المشكلة حتي لا يتطلب الامر العلاج والذي قد يكون حينها صعباً او يحتاج الي فترة زمنية طويلة.
بق الفراش له اربعة انواع، وتعتبر من الحشرات المزعجة المسببة للحكة، والتي قد تمنع الاطفال من النوم لذا كثفنا جهودنا خلال هذه الفترة لدراسة مدي انتشارها والانواع الاكثر كثافة، لتحديد الطرق الممكن استخدامها لمنع تكاثرها، فلن نسمح بوجودها بيننا!
الحشرات الناقلة للامراض تختلف بطبيعة الحال عن الحشرات المنزلية كالنمل والصراصير مثلاً، والتي لم نخصص لها برامج منتظمة، فالمنازل تلحق مسئوليتها للأهل القاطنين فيها، ولكن الأمر مختلف عندما يتعلق الأمر بالمراكز الصحية والمستشفيات والاسواق او الدوائر الحكومية، فاذا تواجد النمل او الصراصير، نعمد الي القضاء عليها للسيطرة علي المشكلة.
ويختتم الستراوي باشارته الي برنامج مكافحة القوارض الذي يشمل جميع مناطق البحرين مع التركيز علي بعض الاماكن الموبوءة، علي مدار العام بواقع مرة او مرتين كل شهر او كل شهرين بحسب المنطقة المعالجة كما يوجد برنامج آخر يأتي بالتنظيم والتعاون مع وزارة الاشغال لمكافحة القوارض داخل شبكة المجاري.
في الوقت الذي تجد فيه رئيسة قسم التثقيف الصحي الدكتورة أمل الجودر ان البحرين دولة متحضرة وان عملية التوعية بأهمية النظافة الشخصية تأتي ثانوية بالنسبة للمواطنين، وان من الاولي تركيز الجهود في هذه الفترة بالذات علي مشاكل اكبر كالتدخين والسمنة مثلاً، ومع ذلك لا تجد أي مانع في توجيه التوعية لبعض الجهات والفئات حول النظافة الشخصية اذا ما طلبوا ذلك.
سلوك فطري أم مكتسب؟
لكل إنسان رؤية وردود فعل حول النظافة كمفهوم فما هو مقياس النظافة لدي الناس؟ وهل هي سلوك مكتسب ام فطرة في الانسان؟
ف عبدالله المحمود – موظف يقول: سلوكيات الشخص في مختلف الامور هي الدليل علي نظافته فأنا شخصياً عندما اجد ان هناك من يلقي القمامة من نافذة السيارة في الشارع فهذا دليل علي عدم التزامه بسلوكيات النظافة في منزله لأن الوطن هو المنزل الكبير للانسان والذي يعيش فيه مع كافة افراد المجتمع وعليه ان يحافظ عليه لأنه ليس ملكاً خاصاً له في حين ان مسكنه الخاص هو مكان خاص به وقد لا يهتم بأبسط سلوكيات النظافة فيه وقد يكون العكس صحيحاً حين يكون الانسان انانياً ويهتم بنظافة ممتلكاته الخاصة ولا يعتني بالاماكن الاخري التي تجمعه بالغير. وفي النهاية يجد – عبدالله – ان النظافة سلوك مكتسب يعتمد علي البيئة التي يتربي الانسان فيها ولن تأتي مع منصب معين او وظيفة محددة.
ف سوسن الصفار – ربة بيت – النظافة هي ان يلتزم الانسان بإظهار نفسه في انظف صورة بأن يهتم بكل جوانب النظافة وقد يخدع الانسان احياناً بمظهر شخص يجده نظيفاً وانيقاً ولكن عند الاقترب منه وملاحظة سلوكياته عن قرب نجده يفتقر لأبسط سلوكيات النظافة كمراعاة النظافة في المرافق العامة والمرافق الصحية التي يستخدمها – وتجد سوسن – ان الانسان بطبيعته يهوي الكمال لذا يسعي الي الظهور بأفضل صورة وينبذ النقص في نفسه فيسعي للكمال سواء في النظافة او غيرها وقد يكتسب النظافة من خلال نشأته وقد نجد ان هناك افراداً مثلاً من نفس العائلة وتربوا في نفس البيئة الا ان سلوكيات النظافة لديهم تختلف نظراً لاختلاف فطرة كل منهم لذا فإن الفطرة واكتساب السلوكيات عنصران مكملان لبعضهما البعض ليظهر الشخص بسلوكيات معينة.. وقد نجد فئات في المجتمع يعملون في مجالات تكون النظافة اساس عملهم (مجال الصحة مثلا) الا انهم لا يهتمون بنظافتهم الشخصية علي الرغم من ادراكهم لأهمية ذلك بالنسبة لهم صحياً الا انهم يصنفون الامر ضمن قائمة المؤجلات في حياتهم اليومية.
ف محمد حضية (27 سنة) يقول: نحن الشباب نهتم كثيراً بنظافتنا وبمظهرنا الخارجي لأن هذا الامر اصبح مهماً جداً في حياتنا المعاصرة ولكن هناك الكثير من الشباب الذي يهتم بمظهره وبنظافته الشخصية الا انه عندما يذهب لمتابعة المباريات في الملاعب مثلاً يقوم بسلوكيات لا تدل علي النظافة بأي شكل من الاشكال كأن يقوم الشخص بإلقاء فضلات الطعام والمشروبات علي الارض وبين الكراسي في حين لو حافظ كل شخص منا علي نظافة المكان الذي يجلس فيه لما احتجنا حتي لعمال نظافة لتنظيف مثل هذه الاماكن ولكن ما يحدث هو العكس تماماً لذا اعتقد بأن مفهوم النظافة غير واضح لدي الكثيرين ولا يقيد سلوكياتهم اليومية وانا من ناحيتي احكم علي الشخص من سلوكياته وليس من شكله الخارجي.
ف أمينة شريف – موظفة – تقول مقياس النظافة لدي قد يكون مختلفاً عن الغير فأنا اهتم جداً بنظافة الاظافر لليدين والقدمين للشخص وكذلك نظافة الشعر والاذن ومن ثم اللبس والرائحة فمن يهتم بهذه الامور فهو انسان بالتأكيد نظيف في باقي امور حياته من حيث المنزل او غيره وعلي الام ان تعود ابناءها علي اساسيات النظافة منذ الصغر وان يهتموا بكل سلوكيات النظافة حتي يتمكن الجميع من العيش في مستوي عال من النظافة ويرقي المجتمع عن السلوكيات الخاطئة التي يتبعها البعض نتيجة لعدم وجود توعية كافية من قبل الجهات المعنية او نتيجة للبيئة والتربية وعدم الاهتمام من قبل بعض الاسر بالتنشئة السليمة للابناء في امور النظافة الشخصية او النظافة العامة للمجتمع والتي تنتج عن سلوكيات خاصة بالافراد، وان ديننا الاسلامي يحث علي النظافة في حين نجد ان هناك شعوباً لا تدين بالدين الاسلامي الا ان شوارعها وبيئتها انظف بكثير من شعوبنا المسلمة نظراً لعدم تطبيقنا للكثير من السلوكيات المطلوبة..
ف حسين جوزي – موظف – يقول.. النظافة مرآة للجمال فالانسان يحب كل ما هو جميل والنظافة من اساسيات جمال اي شيء في الكون مع اختلاف مقياس كل شخص للامور بشكل عام والنظافة بشكل خاص.. فهناك من يقيس نظافة الشخص من رائحته وهناك من يقيسها من طريقة اللبس او المظهر العام للشخص في حين انني اجد ان النظافة تنبع من داخل الانسان نفسه فمهما حاولنا زرع سلوكيات معينة لنظافة الشخص لا يمكنه تطبيقها طالما لم يقتنع بها او يحبها في حين ان الانسان غير النظيف يؤذي من حوله ايضاً قد يكون برائحته التي ينفر منها الاشخاص الذين يعيشون معه او يعملون معه في حين لا يشعر هو بما يسببه لغيره من اذي فهو حر في مدي تحمله لمستوي النظافة الشخصية ولكن الغير لا يمكنهم تحمله.. ولا علاقة للنظافة – يواصل حسين – بمدي ثقافة الشخص او مستواه الاجتماعي بل بمدي حبه ومفهومه الشخصي لهذا الامر.
قد يتفق الاغلبية علي ان النظافة سلوكيات يكتسبها الانسان بالاضافة الي الفطرة ولكن هناك اختلاف في مقياس كل انسان للنظافة.

Catsocaff
2005-01-17

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.