استطلاع – ياسمين خلف:
شرطة المجتمع مسمي وظيفي جديد في وزارة الداخلية فاجأ المواطنين مطلع الشهر الجاري وفتح آفاق الامل للكثير من العاطلين عن العمل، خصوصا انه سيحتضن 500 شاب بواقع 100 شاب في كل محافظة من المحافظات الخمس.. الصورة وان كانت غير واضحة في اكثر تفاصيلها الا انها فكرة راقت للمواطنين وايدوها ووجدوا فيها توجها حضاريا سيكسب المملكة سمعة طيبة، تضاف الي سمعتها الراسخة في العمق من التحضر، الا انهم ومع تفاؤلهم الكبير توجسوا من بعض التفاصيل.
وان كان المشروع في بدايته وتفاصيله وملامحه كما ذكرنا ما زالت لم تتضح بعد، إلا ان الامر اصبح علي بساط البحث، فماذا قال عنه بعض رجالات مملكتنا؟! هذا ما سعينا لمعرفته وكان لنا ما اردنا في الاسطر التالية:
اقتراح حكومي موفق، وبه نخطو خطوة رائدة في طريق تحقيق الامن المجتمعي، بل وبه ستتغير الصورة السلبية السابقة، الموجودة في بال الكثيرين، والتي تصور رجال الشرطة بأنهم رجالا لا يعرفون غير القوانين وتطبيقها حرفيا، فالدور المجتمعي الذي سيسهم فيه رجال شرطة المجتمع، سيقربهم من افراد المجتمع بكل اطيافه .. بتلك الكلمات بدأ الحديث معنا فيصل فولاذ عضو مجلس الشوري والذي واصل بتحمس مؤيد عندما قال: تجارب الدول التي خاضت نفس التجربة اثبتت ان الامن ينبع من المجتمع نفسه، وان المضي في سبيل تحقيق استقرار المجتمع سوف يحارب كل اشكال الجريمة.
واضاف فولاذ: المشروع لا بد ان يسجل للحكومة ولا بد ان يجسد جهود وزير الداخلية الكبيرة فعن طريق شرطة المجتمع سيتحقق الامن الاجتماعي والاسري والاقتصادي والتجاري، فهم لن يقفوا فقط عند خط الاجراءات القانونية بل سيتعدونه الي الدور الاجتماعي والنصح والارشاد. فهم لن يبقوا علي مكاتبهم او في سيارات الدوريات وانما سينزلون للشارع في الاحياء و الفرجان ويخالطون قاطني تلك المحافظات.
يسكت برهة ويكمل بضربه مثلا علي تجربة سابقة لذات الاختصاص في المملكة المتحدة فقال: ذات التجرية تطبق هناك وباعتقادي انها خلقت ثقة بين رجل الامن والمجتمع، فالعلاقة بينهم علاقة مباشرة.
بحكم التقاليد نحتاج كذلك للشرطيات
ولنكن واقعيين للاسف زادت نسبة الجريمة في المملكة في الآونة الاخيرة، نعم لها مسبباتها ولكن وجود شرطة المجتمع خطوة مهمة في سبيل محاربة الجريمة.. هذا من منطلق، ومن منطلق آخر هذه الفكرة ستسهم في خلق فرص للعمل للبحرينيين ولا بد هنا ان نسجل جهود محافظ المحرق في دعمه للبحرنة.
ويعود فولاذ بذاكرته للوراء ليواصل: قبل سنوات بعض الاحياء كرأس رمان وفريج الفاضل وفريج كريمي كانت تتمتع بالامن لدرجة ان اهلها يتركون ابواب بيوتهم مفتوحة ودكاكينهم يهجرونها فترة اداء الصلاة دون خوف من سطوة اي مجرم، والسبب وان كان لا يخفي علي الكثيرين يعود الي الاحساس بالامن النابع من ابناء الحي او الفريج فالجميع يعرفون بعضهم البعض، وابن المنطقة ادري بأبنائها وبناتها و بدواعيسها ، والذي عليه سيكون شرطي المجتمع من المحافظة ذاتها.
وان كنا فرحين بهذا المشروع الا اننا كنا نتمني لو تشرك المرأة بالوظيفة، فالمجتمع نصفه نساء، وهناك بعض المواقف وبحكم العادات والتقاليد لا يستطيع الرجل ان يندمج فيها مع الناس بحكم الخصوصية التي تتسم فيها المسائل النسائية ولو اتيحت الفرصة للنساء ليكن شرطيات مجتمع سنحقق قفزة في الامن المجتمعي، ومع ذلك ما نطلبه من الناس هو التفاعل مع شرطة المجتمع واحتضانهم والوقوف معهم في سبيل تحقيق استقرار المجتمع.
الزي الرسمي لا بد منه
مدير المستشفيات الخارجية – الدكتور حسن الجارودي يؤيد الفكرة ويباركها ويجدها خطوة متقدمة ستصب في صالح المجتمع وقال عن ذلك معلقا: دائما ما يجأر الناس بالشكوي علي قلة رجال الشرطة وخاصة في الاحياء السكنية وتأخر الدورية، وزيادة نسبة الجريمة وبخاصة السرقات ووجود 100 شرطي مجتمعي في المحافظة حتما سيكون له الاثر الواضح في التقليل من تلك المشاكل الحادثة في الاحياء السكنية.
ناهيك عن خلقها لفرص عمل لا بأس بها في اعداد العاطلين فهي خطوة اولي حتما ستتبعها خطوات اذا ما اثبتت فعاليتها واندماجها.. وعما اشيع من لبس اولئك الشرطة لملابس مدنية علق بقوله: لا اؤيد ان يلبسوا ملابس مدنية، فلا بد من تصميم زي رسمي مميز لهم يختلف عن زي رجال شرطة الامن الاعتيادي وهذا هو ما اعتقده وما علمته لتكون لهم هويتهم وليحصلوا علي السلطة والحماية التي تليق بهم.
شرطة المجتمع
ستسد النقص
وبنفس التأييد والحماس قال العضو البرلماني عادل المعاودة المشروع جيد والبلد بأمس الحاجة اليه، فالشرطة ورجالها وان كانوا يسهمون ويحاربون الجريمة والفساد الا انهم ليسوا بالمستوي المطلوب! ونتمني ان تسد شرطة المجتمع هذا النقص كونهم من اهل المحافظة وادري بقاطنيها وامورها، فالقرار الصادر باستحداث هذا المسمي الوظيفي قرار حكيم نابع من الاحساس بالمسئولية من قبل القيادة الحكيمة وما نطلبه فعلا في هذا المقام هو ان يتعاون المواطنون مع اولئك الشرطة لخدمة المملكة.
دور مختلف
لا بد من توضيح دور وشخصية رجال شرطة المجتمع حتي لا يقعوا في مشاكل مع الناس، فعدم الفهم الصحيح لدورهم قد يخلق مشاكل خصوصا انهم وبحكم دورهم ووظيفتهم سوف يتفاعلون ويندمجون مع المجتمع، بل لا بد من تمييزهم بزي واضح وبأقل واضعف الايمان بطاقة هوية يلبسها لتكون معروفة لدي الاهالي في المحافظة، فما المانع من ان يكون ذا شخصية واضحة وهو دوره يصب في خدمة المجتمع والمواطنين؟
ففي الدول الغربية التي خاضت هذه التجربة منذ عقود تميز شرطتها بلباس عسكري مميز فدورهم لا يرتبط بالجريمة ومكافحة المخدرات بل دورهم خدمة المجتمع فعلي سبيل المثال اذا ما رأي شرطي طفلا في سن المدرسة صباحا ليس مع والده او بمفرده يحاول معرفة سبب تغيبه، ويحاول ان يعرف سبب الخلافات او المشاجرات التي تحدث في الشارع ويحاول فض الخلاف فالشرطي تجده في الوقت الذي تحتاجه وعليه فهم يدربونهم لدي اخصائيين نفسيين واجتماعيين لتأهيلهم للتعامل مع الناس بأطيافهم المتعددة.
فأنا مع الفكرة ولا اجدها قريبة من عمل الجواسيس كما يعتقد البعض، فالجواسيس لهم طرقهم وعملهم الخاص، وشرطة المجتمع دورهم مختلف ولا بد ان يعي المواطنون دورهم جيدا ليتم التفاعل بينهم ولتحقيق النتائج المطلوبة خصوصا ان دورهم وقائي تثقيفي يسعي لتحقيق الامن والحفاظ عليه ويمنع حدوث الجريمة ولا ينتظر وقوعها ليتحرك .
بتلك الكلمات التي جاءت علي لسان الدكتور فاضل النشيط استشاري في الطب النفسي نختتم استطلاعنا.
Catsocaff
2004-07-24
استطلاع – ياسمين خلف:
شرطة المجتمع مسمي وظيفي جديد في وزارة الداخلية فاجأ المواطنين مطلع الشهر الجاري وفتح آفاق الامل للكثير من العاطلين عن العمل، خصوصا انه سيحتضن 500 شاب بواقع 100 شاب في كل محافظة من المحافظات الخمس.. الصورة وان كانت غير واضحة في اكثر تفاصيلها الا انها فكرة راقت للمواطنين وايدوها ووجدوا فيها توجها حضاريا سيكسب المملكة سمعة طيبة، تضاف الي سمعتها الراسخة في العمق من التحضر، الا انهم ومع تفاؤلهم الكبير توجسوا من بعض التفاصيل.
وان كان المشروع في بدايته وتفاصيله وملامحه كما ذكرنا ما زالت لم تتضح بعد، إلا ان الامر اصبح علي بساط البحث، فماذا قال عنه بعض رجالات مملكتنا؟! هذا ما سعينا لمعرفته وكان لنا ما اردنا في الاسطر التالية:
اقتراح حكومي موفق، وبه نخطو خطوة رائدة في طريق تحقيق الامن المجتمعي، بل وبه ستتغير الصورة السلبية السابقة، الموجودة في بال الكثيرين، والتي تصور رجال الشرطة بأنهم رجالا لا يعرفون غير القوانين وتطبيقها حرفيا، فالدور المجتمعي الذي سيسهم فيه رجال شرطة المجتمع، سيقربهم من افراد المجتمع بكل اطيافه .. بتلك الكلمات بدأ الحديث معنا فيصل فولاذ عضو مجلس الشوري والذي واصل بتحمس مؤيد عندما قال: تجارب الدول التي خاضت نفس التجربة اثبتت ان الامن ينبع من المجتمع نفسه، وان المضي في سبيل تحقيق استقرار المجتمع سوف يحارب كل اشكال الجريمة.
واضاف فولاذ: المشروع لا بد ان يسجل للحكومة ولا بد ان يجسد جهود وزير الداخلية الكبيرة فعن طريق شرطة المجتمع سيتحقق الامن الاجتماعي والاسري والاقتصادي والتجاري، فهم لن يقفوا فقط عند خط الاجراءات القانونية بل سيتعدونه الي الدور الاجتماعي والنصح والارشاد. فهم لن يبقوا علي مكاتبهم او في سيارات الدوريات وانما سينزلون للشارع في الاحياء و الفرجان ويخالطون قاطني تلك المحافظات.
يسكت برهة ويكمل بضربه مثلا علي تجربة سابقة لذات الاختصاص في المملكة المتحدة فقال: ذات التجرية تطبق هناك وباعتقادي انها خلقت ثقة بين رجل الامن والمجتمع، فالعلاقة بينهم علاقة مباشرة.
بحكم التقاليد نحتاج كذلك للشرطيات
ولنكن واقعيين للاسف زادت نسبة الجريمة في المملكة في الآونة الاخيرة، نعم لها مسبباتها ولكن وجود شرطة المجتمع خطوة مهمة في سبيل محاربة الجريمة.. هذا من منطلق، ومن منطلق آخر هذه الفكرة ستسهم في خلق فرص للعمل للبحرينيين ولا بد هنا ان نسجل جهود محافظ المحرق في دعمه للبحرنة.
ويعود فولاذ بذاكرته للوراء ليواصل: قبل سنوات بعض الاحياء كرأس رمان وفريج الفاضل وفريج كريمي كانت تتمتع بالامن لدرجة ان اهلها يتركون ابواب بيوتهم مفتوحة ودكاكينهم يهجرونها فترة اداء الصلاة دون خوف من سطوة اي مجرم، والسبب وان كان لا يخفي علي الكثيرين يعود الي الاحساس بالامن النابع من ابناء الحي او الفريج فالجميع يعرفون بعضهم البعض، وابن المنطقة ادري بأبنائها وبناتها و بدواعيسها ، والذي عليه سيكون شرطي المجتمع من المحافظة ذاتها.
وان كنا فرحين بهذا المشروع الا اننا كنا نتمني لو تشرك المرأة بالوظيفة، فالمجتمع نصفه نساء، وهناك بعض المواقف وبحكم العادات والتقاليد لا يستطيع الرجل ان يندمج فيها مع الناس بحكم الخصوصية التي تتسم فيها المسائل النسائية ولو اتيحت الفرصة للنساء ليكن شرطيات مجتمع سنحقق قفزة في الامن المجتمعي، ومع ذلك ما نطلبه من الناس هو التفاعل مع شرطة المجتمع واحتضانهم والوقوف معهم في سبيل تحقيق استقرار المجتمع.
الزي الرسمي لا بد منه
مدير المستشفيات الخارجية – الدكتور حسن الجارودي يؤيد الفكرة ويباركها ويجدها خطوة متقدمة ستصب في صالح المجتمع وقال عن ذلك معلقا: دائما ما يجأر الناس بالشكوي علي قلة رجال الشرطة وخاصة في الاحياء السكنية وتأخر الدورية، وزيادة نسبة الجريمة وبخاصة السرقات ووجود 100 شرطي مجتمعي في المحافظة حتما سيكون له الاثر الواضح في التقليل من تلك المشاكل الحادثة في الاحياء السكنية.
ناهيك عن خلقها لفرص عمل لا بأس بها في اعداد العاطلين فهي خطوة اولي حتما ستتبعها خطوات اذا ما اثبتت فعاليتها واندماجها.. وعما اشيع من لبس اولئك الشرطة لملابس مدنية علق بقوله: لا اؤيد ان يلبسوا ملابس مدنية، فلا بد من تصميم زي رسمي مميز لهم يختلف عن زي رجال شرطة الامن الاعتيادي وهذا هو ما اعتقده وما علمته لتكون لهم هويتهم وليحصلوا علي السلطة والحماية التي تليق بهم.
شرطة المجتمع
ستسد النقص
وبنفس التأييد والحماس قال العضو البرلماني عادل المعاودة المشروع جيد والبلد بأمس الحاجة اليه، فالشرطة ورجالها وان كانوا يسهمون ويحاربون الجريمة والفساد الا انهم ليسوا بالمستوي المطلوب! ونتمني ان تسد شرطة المجتمع هذا النقص كونهم من اهل المحافظة وادري بقاطنيها وامورها، فالقرار الصادر باستحداث هذا المسمي الوظيفي قرار حكيم نابع من الاحساس بالمسئولية من قبل القيادة الحكيمة وما نطلبه فعلا في هذا المقام هو ان يتعاون المواطنون مع اولئك الشرطة لخدمة المملكة.
دور مختلف
لا بد من توضيح دور وشخصية رجال شرطة المجتمع حتي لا يقعوا في مشاكل مع الناس، فعدم الفهم الصحيح لدورهم قد يخلق مشاكل خصوصا انهم وبحكم دورهم ووظيفتهم سوف يتفاعلون ويندمجون مع المجتمع، بل لا بد من تمييزهم بزي واضح وبأقل واضعف الايمان بطاقة هوية يلبسها لتكون معروفة لدي الاهالي في المحافظة، فما المانع من ان يكون ذا شخصية واضحة وهو دوره يصب في خدمة المجتمع والمواطنين؟
ففي الدول الغربية التي خاضت هذه التجربة منذ عقود تميز شرطتها بلباس عسكري مميز فدورهم لا يرتبط بالجريمة ومكافحة المخدرات بل دورهم خدمة المجتمع فعلي سبيل المثال اذا ما رأي شرطي طفلا في سن المدرسة صباحا ليس مع والده او بمفرده يحاول معرفة سبب تغيبه، ويحاول ان يعرف سبب الخلافات او المشاجرات التي تحدث في الشارع ويحاول فض الخلاف فالشرطي تجده في الوقت الذي تحتاجه وعليه فهم يدربونهم لدي اخصائيين نفسيين واجتماعيين لتأهيلهم للتعامل مع الناس بأطيافهم المتعددة.
فأنا مع الفكرة ولا اجدها قريبة من عمل الجواسيس كما يعتقد البعض، فالجواسيس لهم طرقهم وعملهم الخاص، وشرطة المجتمع دورهم مختلف ولا بد ان يعي المواطنون دورهم جيدا ليتم التفاعل بينهم ولتحقيق النتائج المطلوبة خصوصا ان دورهم وقائي تثقيفي يسعي لتحقيق الامن والحفاظ عليه ويمنع حدوث الجريمة ولا ينتظر وقوعها ليتحرك .
بتلك الكلمات التي جاءت علي لسان الدكتور فاضل النشيط استشاري في الطب النفسي نختتم استطلاعنا.
Catsocaff
2004-07-24
أحدث التعليقات