استطلاع أجرته ـ ياسمين خلف:
شهر مضي علي سباقات الفورمولا واحد، هذا الحدث العالمي الذي احتضنته البحرين علي مدي ثلاثة ايام (4،3،2 ابريل) ومازال الناس يتذكرون باعتزاز النجاح الكبير الذي حققته هذه التظاهرة الرياضية علي أرض المملكة التي تستضيف هذا الحدث العالمي لاول مرة في منطقة الشرق الاوسط والسمعة الدولية التي نالتها بشهادة الجميع بعد ان كسب الرهان بجدارة، فبرهنت للعالم انها قادرة علي احتضان الفعاليات الكبيرة..
*واذا كانت وسائل الاعلام قد اظهرت فعاليات السابق بكل تفاصيله ومراحله لحظة بلحظة وحرصت كاميرات الفضائية العربية والاجنبية علي اجراء مقابلات مع الابطال المشاركين وتصوير سياراتهم، مثلما اجرت احاديث مع المنظمين القائمين علي المشروع، فان هناك جنودا مجهولين يقفون وراء هذا الانجاز الكبير، كانوا يعملون بصمت، كل من موقع مسئوليته وعمله فصنعوا ذلك النجاح بجهدهم وعطائهم.
هؤلاء يستحقون منا ان نذكرهم بكلمة طيبة، وان نبرز للقراء دورهم في صناعة النجاح الكبير.
ومن هؤلاء، الاطباء من اعضاء الفريق الطبي الذين شاركوا في فعاليات السباق سواء من خلال تواجدهم في حلبة السباق او داخل غرف المراقبة او في مواقع عملهم بالمستشفيات والمراكز الصحية ينتظرون الاشارة لتلبية نداء الواجب وتقديم خدماتهم الانسانية لمن يحتاجها.
يقول رئيس الفريق الطبي، في حلبة السباق، الدكتور باسم عاشور، استشاري جراحة التجميل:
اعتقد اننا استطعنا وباصرارنا ان نحقق نجاحا باهرا علي مستوي الخدمات الطبية التي توفرت خلال فعاليات الفورمولا واحد، وذلك ما شهد به الخبراء العالميين، وبذلك استطعنا ان نرفع مكانة وسمعة البحرين عالميا..
ويواصل الدكتور باسم عاشور، حديثه مؤكدا ان الفورمولا كانت تجربة جديدة وصعبة خصوصا إننا وضعنا في مواجهة الامر، فالحوادث التي كنا نتدرب او نتعامل معها ليست بالبسيطة، ومختلفة تماما عن تلك التي تدربنا او تعاملنا معها، ولا انسي كذلك قصر فترة الاستعداد والتدريب الطبي للسباق.
ويضيف لقد بلغ عدد الفريق الطبي نحو 105 اشخاص، ما بين اطباء وممرضين ومسعفين، وسواق سيارات سريعة للإسعاف، منهم 73 شخصا، تم توزيعهم علي طول حلبة السباق، علي هيئة مجموعة فرق اولها فريق مكون من ثمان مجموعات كل مجموعة تتكون من ستة اشخاص، بين اطباء وممرضين ومسعفين مع سيارات إسعاف. والفريق الثاني يتكون من ست مجموعات وكل مجموعة ضمت ثلاثة اشخاص في سيارات صغيرة وسريعة مهمتهم الوصول الي المتسابقين في حال تعرضهم لاي حادث. اما الفريق الثالث وهو فريق المخلصين فقد كانت مهمتهم تخليص المتسابق من سيارته حال انحشاره فيها، في مدة اقصاها 3 الي 5 دقائق. والحمد لله لم تقع اي حوادث من هذا النوع في السباق. والفريق الرابع هو فريق المشاة وكان يتكون من 8 مجموعات كل مجموعة مكونة من طبيب ومسعف يتحركون وبسرعة لموقع الحدث لتقييم الحالة. وبعد إنعاش المريض او المتسابق في موقع الحدث يقومون بنقله للمركز الطبي الذي يضم هو الآخر تحت سقفه عددا من الاطباء المتخصصين وبعض الاستشاريين في الجراحة العامة وجراحة الصدر والاوعية الدموية والتخدير وجراحة المخ و الحروق والعناية المركزة.
ويوضح لقد تعلمنا وبدون مبالغة اشياء كثيرة، ومنها اهمية العمل بروح الفريق الواحد وبشكل منظم ومنسق رغم ان تخصصاتنا متعددة، وعددنا كبير حيث فاق المائة، من اطباء وممرضين ومسعفين، وتعلمنا كذلك كيفية التعامل مع حالات الحوادث الناتجة عن احتراق وتحطم السيارات.
واضاف د. ياسر لدرازي: اسعدني كثير مشاركتي في هذا السباق الذي استطعنا من خلاله ان نرد جزءا من افضال هذه المملكة علينا، فقد عملنا كفريق واحد تربطنا الحميمية في العلاقة.
اكتسبنا خبرة في مجال الانقاذ السريع
* د. محمود الفردان الذي كان ضمن فرقة (المخلصين) في حلبة السباق يقول:
ـ عملنا كما هو معروف يتمثل في الحلبة ونجدة السواق واخراجهم من سياراتهم اثناء انحشارهم فيها، فبامكاننا اليوم ان نخلص اي سائق قد ينحشر في سيارته في الشارع، اذا ما تعرض لحادث مروري.
وقال د. الفردان مضيفا: فخلال دراستنا الجامعية بل وحتي اثناء تدريبنا العملي لم نمارس عمليات تخليص السواق من السيارات، وبعد خوضنا هذه التجربة اتحيت لنا الفرصة للاحتكاك المباشر مع مثل هذه الحوادث كنا في حالة ترقب وتأهب تام وبخاصة في الدورات الثلاث الاولي للسيارات تحسبا لوقوع اي حادث مطلوب منا انقاد اي سائق يتعرض للانحشار داخل السيارة وتخليصه خلال 3 الي 5 دقائق.
الأطباء البحرينيون كسبوا التحدي
وفي المركز الطبي حيث يتجمع عدد كبير من الاطباء والاستشاريين من عدة تخصصات طبية منها التخدير والانعاش والجراحة العامة وجراحة العظام والصدر والاوردة والاعصاب والحروق تحدث لنا استشاري جراحة التجميل والحروق الدكتور عبدالشهيد فضل، الذي اعتبر مشاركته في السباق ضمن الكوادر الطبية بمثابة تحدٍ كبير للأطباء البحرينيين عامة وله خاصة، وذلك بإثبات قدراتهم وامكانياتهم الطبية، وبخاصة في السباقات الدولية التي تمثل تظاهرة رياضية.
واضاف د. عبدالشهيد: هي تجربة أولي واستعدادنا لها كان متأخراً بعض الشيء، الا ان انسجام اعضاء الفريق من أطباء وممرضين ومسعفين والتعاون بين الفرق الطبية الأخري بقيادة واشراف رئيس الفريق الطبي، جعلنا نكسب التحدي ونجعل من السباق متعة وان كانت متعبة ومنهكة، لكن يكفينا التقدير العالمي حيث ان المسئول الطبي الدائم في الاتحاد العالمي لسباق السيارات، اعتبر المركز الطبي نموذجياً، سواء من حيث كوادره الطبية أو من حيث تجهيزه طبياً.
وأكد علي ان ما شاهدوه من استعداد، كان فوق ما توقعوه، الي جانب ان المصابين ابدوا انبهارهم من مستوي الخدمة الصحية المقدمة لهم.
حققنا انجازاً…
شهده العالم بأسره
وسألناه عن أهم النواقص والسلبيات التي واجهتهم خلال هذه التجربة فقال: التدريب وفترته لم تكونا كافيتين، لذلك نري انه من الضروري ابتعاث بعض الأطباء او المسئولين في الفريق الطبي للإطلاع عن كثب علي خبرة الأطباء في الدول ذات الباع في مجال السباقات الدولية، وليكون هناك استعداد مسبق لاحتضان اي نشاط رياضي آخـــر بتأهيل عـدد من الأطبــاء والممرضــين والمسعفين.
وأختتم بقوله: صحيح اننا لم نوضع في اختبار صعب كوقوع حوادث بليغة والحمد لله! ولكننا أثبتنا قدرتنا علي التعامل معها خلال استعدادنا للسباق، فالحماس كان واضحاً علي الجميع، فحتي أولئك الذين تعرضوا للإجهاد الحراري وبعد اسعافهم طبياً اصروا علي العودة مرة أخري لمتابعة عملهم!!.
فسباق الفورمولا واحد، كشف النقاب عن اخلاص المواطنيين لمملكة البحرين، واستطاع الجميع ببذلهم قصاري جهدهم بما فيهم الأطباء ان يحققوا إنجازاً وطنياً رفع اسم البحرين دولياً.
2004-05-07
استطلاع أجرته ـ ياسمين خلف: شهر مضي علي سباقات الفورمولا واحد، هذا الحدث العالمي الذي احتضنته البحرين علي مدي ثلاثة ايام...
أحدث التعليقات