استشاري أمراض الدماغ والاعصاب بمجمع السلمانية الطبي عيسي الشروقي يؤكد:

نجري دراسات ميدانية لأمراض الجهاز العصبي
أجرت الحوار ـ ياسمين خلف:
قد تلاحظ أن رفيقك لا يحرك ذراعه عندما يمشي، أو أنه يجر رجله جراً، وإن كتابته اليدوية أصغر حجماً، أو قد تلاحظ زوجتك إنها تحتاج فترة أطول لوضع أحمر الشفاة، أو حين تحتاج إلي تغيير وضعها في الفراش، وتجد صعوبة في النهوض من الكرسي… عندها اعلم أنه قد يكون أحد ضحايا الباركنسونس ، وأنه أصبح رقماً في قائمة الضحايا، والذي منهم الممثل مايكل فوكس والبابا جون باول الثاني، والزعيم الصيني ماوتسي تونغ وبطل العالم الشهير في الملاكمة محمد علي كلاي، ووزيرة العدل الأمريكية جانيت رينو… فما حقيقة ذلك المرض الذي يعتبر أحد الأمراض المصاحبة للشيخوخة عند البعض؟!! ذلك ما حاولنا معرفته من الدكتور عيسي الشروقي ـ استشاري أمراض الدماغ والأعصاب بمجمع السلمانية الطبي.فف الأيام:
لم سمي هذا المرض بالباركنسونس ؟!
غغ د. عيسي الشروقي:
سمي الباركنسونس نسبة إلي مكتشف أعراضه الدكتور جميس باركنسونس، الذي وصفه عام 1817م وسمي في اللغة العربية بالشلل الرعاش نظراً للرعشة التي يصاب بها المريض في حالة سكونه.
فف الأيام: ما هي الأسباب المؤدية لهذا المرض؟!
غغ د. عيسي الشروقي:
ليس له أسباب محددة، ولكن ذلك يرجع كله لنقص في أحد المستقبلات والموصلات الكيمائية في داخل الدماغ وهو ما يطلق عليه بدوباماين Dopamine ، وهو نقص في المنطقة المسئولة عن الحركة عند الإنسان، أي نقص في النويات القاعدية داخل الدماغ، فالباركنسونس أحد الأمراض التحللية، أي تحلل جزء من الدماغ أو أحد مكوناته، مما يؤدي إلي ظهور أعراض المرض، والتي تكون واضحة في الجهاز الحركي.
فف الأيام:
وما هي تلك الأعراض والتي كما أشرت تستهدف الجهاز الحركي عند الإنسان؟!
غغ د. عيسي الشروقي:
ثلاث عوارض مشهورة في هذا المرض، أولها الرعشة في حالة سكون المريض وعدم حركته، ولذا تسمي تلك الرعشة بالرعشة الساكنة، فكلما حرك المريض يده تقل تلك الرعشة. والعرض الثاني التيبس العام وبطء الحركة، أما عن العرض الأخير فهو كثرة الوقوع والذي يرجع إلي اختلال في توازن الجسم. وتلك الأعراض لا تحدث فجأة وإنما بالتدريج.
فف الأيام:
هل ينتقل الباركنسونس بالوراثة، ومن هم أكثر فئة تصاب به؟!
غغ د. عيسي الشروقي:
المرض ليس له علاقة بالوراثه، وأكثر المصابين أعمارهم فوق الخمسين، فهو مرض مصاحب للشيخوخة في بعض الأحيان، وإن كان هناك بعض المرضي قد أصيبوا به في الثلاثينات أو الأربعينيات من أعمارهم، أي أنهم لازالوا ضمن قائمة الشباب.
فف الأيام:
وهل يؤدي هذا المرض إلي الموت؟!
غغ د. عيسي الشروقي:
لا يموت المريض من المرض نفسه، فهناك مرضي تحسنت حالتهم علي الرغم من مرور 5 سنوات علي إصابتهم بالمرض، ولكن تقدم المرض يضعف نظام المناعة مما يؤدي إلي حدوث تقرحات وإلتهابات رئوية وانتفاخ، وبصورة عامة يموت المرضي من أسباب أخري، وهناك مرضي يتلقون العلاج ويتعايشون مع المرض رغم مرور سنوات طويلة عليه.
فف الأيام:
وهل تلعب الأغذية دوراً في حدوث أو علاج المرض؟!
غغ د. عيسي الشروقي:
لم يثبت الطب الحديث حتي الآن إذ ما كانت الأغذية تؤثر بالسلب أو الايجاب علي حالة الإنسان سواء بعد إصابته بالمرض أو حتي قبله.
فف الأيام:
وهل يؤثر المرض علي قدرات الشخص العقلية؟!
غغ د. عيسي الشروقي:
عادة لا يؤثر المرض علي القدرات العقلية للمريض، ولكن قد تضعف قدرته علي التركيز، ويزيد نسيانه وتضعف قدراته الذهنيه، وتبطئ قدراته اللغوية، فالبطئ يكون ملازماً لحركته بل وحتي علي عملية بلعه للأطعمة.
فف الأيام:
بشكل عام هل يقف المرض عائقاً في مسيرة حياة المريض؟! وماذا عن دور الأهل في مثل هاتيك الحالات؟!
غغ د. عيسي الشروقي:
إذا كان المرض خفيفاً لن يؤثر علي حياة الفرد بشكل ملحوظ، أما في حالة تطور المرض سوف تؤثر علي مسيرة حياته، ولكن علي المريض وأهله أن يتأقلموا مع المرض، بمعني إن المريض سيحتاج إلي من يعينه في حركته التي تصبح بطيئة بل جامدة، وعلي المريض أن ينتظم علي أدويته، ومراجعة طبيب متخصص ذي خبرة في المرض، حتي يتحكم في عدد جرعات الأدوية التي يحتاجها كل مريض علي حده، فعلاج الباركنسونس فن في حد ذاته.
فف الأيام:
وما العلاج المتبع في مثل هذا المرض؟!
غغ د. عيسي الشروقي:
العلاج الدوائي هو الأسلوب الأكثر إتباعاً، والأمر يحتاج إلي طبيب متخصص ذي خبرة كافية في المرض ليحدد جرعات الأدوية وكميات خلطها، وقد ظهرت أدوية كثيرة في السنوات الأخيرة، ويختلف صرفها تبعاً لدرجة المرض وأعراضه الجانبية، وعلي المريض تناول أدويته يومياً ليعوض النقص في الدوباماين
Dopamine .
أما في حالة عدم تجاوب المريض للأدوية يتم التدخل الجراحي كملاذ أخير، وهو علاج غير متوفر حالياً في مملكة البحرين، ولكنه موجود في بعض عواصم دول عربية كالرياض وبيروت، وإن كانت الأدوية الخاصة بهذا المرض متوفرة في البحرين.
فف الأيام:
وهل حققت تلك الجراحات نجاحاً؟!
غغ د. عيسي الشروقي:
نعم حققت نجاحاً كبيراً بل وفعالية كبيرة، ويرجع ذلك إلي الاختيار الدقيق للمرضي الذين يخضعون لتلك الجراحة، ففي حالة عدم تحمل المريض لمضاعفات الأدوية يتم اللجوء للجراحة. ومن تلك المضاعفات الحركات الا إرادية وضعف تأثير الأدوية علي جسم المريض، الذي قد يكون قد أدمن عليها.
ففالأيام:
وكيف يقي الإنسان نفسه من هذا المرض؟!
غغ د. عيسي الشروقي:
لا وقاية من هذا المرض!! ولكن إذا أصيب به أحدهم، وكان أحد ضحاياه، عليه الأ يلجأ للجراحة إلا كحل أخير، وإن حدث ولجأ للجراحة علي أن يختار استشارياً متخصصاً في المخ والدماغ، وهو الذي يقرر ما إذا كان المريض يحتاج إلي أدوية أو جراحة، خصوصاً إن بعض الجراحات أثبتت فشلها وأدي بعضها إلي أعراض جانبية لدي بعض المرضي.
فف الأيام:
هل توجد احصائيات نتبين منها عدد المصابين بهذا المرض في مملكة البحرين؟!
غغ د. عيسي الشروقي:
للأسف الشديد لا توجد أية احصائيات لاي مرض متعلق بالجهاز العصبي!!، ولكن هناك خططاً مستقبلية لدراسات ميدانية لجميع أمراض الجهاز العصبي، فما نلاحظه انه وبسبب الخدمات الصحية المتطورة في مملكة البحرين ارتفع متوسط حياة الفرد إلي 75 سنة، فكلما ازداد عمر الفرد زادت فرصة إصابته بالباركنسونس الذي هو مرض مصاحب للشيخوخة عند البعض شأنه في ذلك شأن الخرف.

23-04-2003

نجري دراسات ميدانية لأمراض الجهاز العصبي
أجرت الحوار ـ ياسمين خلف:
قد تلاحظ أن رفيقك لا يحرك ذراعه عندما يمشي، أو أنه يجر رجله جراً، وإن كتابته اليدوية أصغر حجماً، أو قد تلاحظ زوجتك إنها تحتاج فترة أطول لوضع أحمر الشفاة، أو حين تحتاج إلي تغيير وضعها في الفراش، وتجد صعوبة في النهوض من الكرسي… عندها اعلم أنه قد يكون أحد ضحايا الباركنسونس ، وأنه أصبح رقماً في قائمة الضحايا، والذي منهم الممثل مايكل فوكس والبابا جون باول الثاني، والزعيم الصيني ماوتسي تونغ وبطل العالم الشهير في الملاكمة محمد علي كلاي، ووزيرة العدل الأمريكية جانيت رينو… فما حقيقة ذلك المرض الذي يعتبر أحد الأمراض المصاحبة للشيخوخة عند البعض؟!! ذلك ما حاولنا معرفته من الدكتور عيسي الشروقي ـ استشاري أمراض الدماغ والأعصاب بمجمع السلمانية الطبي.فف الأيام:
لم سمي هذا المرض بالباركنسونس ؟!
غغ د. عيسي الشروقي:
سمي الباركنسونس نسبة إلي مكتشف أعراضه الدكتور جميس باركنسونس، الذي وصفه عام 1817م وسمي في اللغة العربية بالشلل الرعاش نظراً للرعشة التي يصاب بها المريض في حالة سكونه.
فف الأيام: ما هي الأسباب المؤدية لهذا المرض؟!
غغ د. عيسي الشروقي:
ليس له أسباب محددة، ولكن ذلك يرجع كله لنقص في أحد المستقبلات والموصلات الكيمائية في داخل الدماغ وهو ما يطلق عليه بدوباماين Dopamine ، وهو نقص في المنطقة المسئولة عن الحركة عند الإنسان، أي نقص في النويات القاعدية داخل الدماغ، فالباركنسونس أحد الأمراض التحللية، أي تحلل جزء من الدماغ أو أحد مكوناته، مما يؤدي إلي ظهور أعراض المرض، والتي تكون واضحة في الجهاز الحركي.
فف الأيام:
وما هي تلك الأعراض والتي كما أشرت تستهدف الجهاز الحركي عند الإنسان؟!
غغ د. عيسي الشروقي:
ثلاث عوارض مشهورة في هذا المرض، أولها الرعشة في حالة سكون المريض وعدم حركته، ولذا تسمي تلك الرعشة بالرعشة الساكنة، فكلما حرك المريض يده تقل تلك الرعشة. والعرض الثاني التيبس العام وبطء الحركة، أما عن العرض الأخير فهو كثرة الوقوع والذي يرجع إلي اختلال في توازن الجسم. وتلك الأعراض لا تحدث فجأة وإنما بالتدريج.
فف الأيام:
هل ينتقل الباركنسونس بالوراثة، ومن هم أكثر فئة تصاب به؟!
غغ د. عيسي الشروقي:
المرض ليس له علاقة بالوراثه، وأكثر المصابين أعمارهم فوق الخمسين، فهو مرض مصاحب للشيخوخة في بعض الأحيان، وإن كان هناك بعض المرضي قد أصيبوا به في الثلاثينات أو الأربعينيات من أعمارهم، أي أنهم لازالوا ضمن قائمة الشباب.
فف الأيام:
وهل يؤدي هذا المرض إلي الموت؟!
غغ د. عيسي الشروقي:
لا يموت المريض من المرض نفسه، فهناك مرضي تحسنت حالتهم علي الرغم من مرور 5 سنوات علي إصابتهم بالمرض، ولكن تقدم المرض يضعف نظام المناعة مما يؤدي إلي حدوث تقرحات وإلتهابات رئوية وانتفاخ، وبصورة عامة يموت المرضي من أسباب أخري، وهناك مرضي يتلقون العلاج ويتعايشون مع المرض رغم مرور سنوات طويلة عليه.
فف الأيام:
وهل تلعب الأغذية دوراً في حدوث أو علاج المرض؟!
غغ د. عيسي الشروقي:
لم يثبت الطب الحديث حتي الآن إذ ما كانت الأغذية تؤثر بالسلب أو الايجاب علي حالة الإنسان سواء بعد إصابته بالمرض أو حتي قبله.
فف الأيام:
وهل يؤثر المرض علي قدرات الشخص العقلية؟!
غغ د. عيسي الشروقي:
عادة لا يؤثر المرض علي القدرات العقلية للمريض، ولكن قد تضعف قدرته علي التركيز، ويزيد نسيانه وتضعف قدراته الذهنيه، وتبطئ قدراته اللغوية، فالبطئ يكون ملازماً لحركته بل وحتي علي عملية بلعه للأطعمة.
فف الأيام:
بشكل عام هل يقف المرض عائقاً في مسيرة حياة المريض؟! وماذا عن دور الأهل في مثل هاتيك الحالات؟!
غغ د. عيسي الشروقي:
إذا كان المرض خفيفاً لن يؤثر علي حياة الفرد بشكل ملحوظ، أما في حالة تطور المرض سوف تؤثر علي مسيرة حياته، ولكن علي المريض وأهله أن يتأقلموا مع المرض، بمعني إن المريض سيحتاج إلي من يعينه في حركته التي تصبح بطيئة بل جامدة، وعلي المريض أن ينتظم علي أدويته، ومراجعة طبيب متخصص ذي خبرة في المرض، حتي يتحكم في عدد جرعات الأدوية التي يحتاجها كل مريض علي حده، فعلاج الباركنسونس فن في حد ذاته.
فف الأيام:
وما العلاج المتبع في مثل هذا المرض؟!
غغ د. عيسي الشروقي:
العلاج الدوائي هو الأسلوب الأكثر إتباعاً، والأمر يحتاج إلي طبيب متخصص ذي خبرة كافية في المرض ليحدد جرعات الأدوية وكميات خلطها، وقد ظهرت أدوية كثيرة في السنوات الأخيرة، ويختلف صرفها تبعاً لدرجة المرض وأعراضه الجانبية، وعلي المريض تناول أدويته يومياً ليعوض النقص في الدوباماين
Dopamine .
أما في حالة عدم تجاوب المريض للأدوية يتم التدخل الجراحي كملاذ أخير، وهو علاج غير متوفر حالياً في مملكة البحرين، ولكنه موجود في بعض عواصم دول عربية كالرياض وبيروت، وإن كانت الأدوية الخاصة بهذا المرض متوفرة في البحرين.
فف الأيام:
وهل حققت تلك الجراحات نجاحاً؟!
غغ د. عيسي الشروقي:
نعم حققت نجاحاً كبيراً بل وفعالية كبيرة، ويرجع ذلك إلي الاختيار الدقيق للمرضي الذين يخضعون لتلك الجراحة، ففي حالة عدم تحمل المريض لمضاعفات الأدوية يتم اللجوء للجراحة. ومن تلك المضاعفات الحركات الا إرادية وضعف تأثير الأدوية علي جسم المريض، الذي قد يكون قد أدمن عليها.
ففالأيام:
وكيف يقي الإنسان نفسه من هذا المرض؟!
غغ د. عيسي الشروقي:
لا وقاية من هذا المرض!! ولكن إذا أصيب به أحدهم، وكان أحد ضحاياه، عليه الأ يلجأ للجراحة إلا كحل أخير، وإن حدث ولجأ للجراحة علي أن يختار استشارياً متخصصاً في المخ والدماغ، وهو الذي يقرر ما إذا كان المريض يحتاج إلي أدوية أو جراحة، خصوصاً إن بعض الجراحات أثبتت فشلها وأدي بعضها إلي أعراض جانبية لدي بعض المرضي.
فف الأيام:
هل توجد احصائيات نتبين منها عدد المصابين بهذا المرض في مملكة البحرين؟!
غغ د. عيسي الشروقي:
للأسف الشديد لا توجد أية احصائيات لاي مرض متعلق بالجهاز العصبي!!، ولكن هناك خططاً مستقبلية لدراسات ميدانية لجميع أمراض الجهاز العصبي، فما نلاحظه انه وبسبب الخدمات الصحية المتطورة في مملكة البحرين ارتفع متوسط حياة الفرد إلي 75 سنة، فكلما ازداد عمر الفرد زادت فرصة إصابته بالباركنسونس الذي هو مرض مصاحب للشيخوخة عند البعض شأنه في ذلك شأن الخرف.

23-04-2003

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.