حوار أجرته – ياسمين خلف:
أكدت اخصائية التغذية الاولي في قسم التغذية بوزارة الصحة نادية غريب بأن معدل انتشار السمنة في البحرين بلغ 50%.
واضافت في لقاء مع الايام بان الفئة العمرية التي تتركز فيها السمنة هي الفئة ما بين 30 الي 60 سنة مشيرة الي ان اوجها تصل في الاربعينات من العمر.
واوضحت بان من اهم مسببات السمنة الوراثة اذ ان ما بين 25% الي 40% من المصابين سبب اصابتهم وراثياً.
واشارت ان 25% من المصابين بمرض السمنة لديهم صعوبة في التخلص منها، مبينة بان 75% من الاصابة بهذا المرض هو نتيجة لعوامل غذائية.
وفيما يلي نص اللقاء:
ف الأيام: متي تعتبر زيادة الوزن سمنة ؟!
* السمنة هي زيادة النسيج الدهني في الجسم، وزيادة الوزن هو الوزن الأعلي من المعايير المعترف بها، ولصعوبة قياس نسبة الدهون في الجسم، فقد اعتمد علماء التغذية طريقة قياس مقبولة عالمياً تسمي بقياس الكتلة الجسمانية Body Mass INDEX ، وفي خلال معادلة يقدر فيها وزن الجسم بالكيلو جرام بالنسبة لطول الشخص بالمتر المربع يحدد مدي زيادة الوزن التي يعاني منها الفرد.
ف ومتي يصنف الفرد بأنه سمين وجاوز الوزن الطبيعي؟
* اذا كان ناتج معادلة مؤشر كتلة الجسم ما بين 5.18 – 9.24 فإن الفرد يتميز بوزن طبيعي، واذا قل عن 5.18 فإنه يعاني من هزال وقلة الوزن، واذا تعدي مؤشر كتلة الجسم 25 وأكثر فإن الفرد يعاني من زيادة في الوزن وعليه ان يعالج نفسه، ويكون الفرد في مرحلة ما قبل السمنة اذا ترواح المؤشر ما بين 25 و 9.29، اما اذا تعدي 30 ووصل الي 9.39 فان الفرد يعاني من مشكلة السمنة، ويعتبر الفرد بديناً ويعاني من سمنة مفرطة اذا وصل المؤشر لكتلة الجسم الي 40، وعلي الفرد ان يجد لنفسه حلاً وينقذ نفسه من اضرار السمنة.
ف وماذا عن مملكة البحرين، هل هناك مشكلة نعاني منها بذات الخصوص؟!
يصل معدل انتشار السمنة في البحرين الي 50%، وبحسب دراسة اعدتها وزارة الصحة ممثلة في قسم التغذية شملت الاعوام 19982002 تبين من خلال العينة العشوائية والتي ضمت 2500 شخص تتراوح أعمارهم ما بين 1970 سنة فما فوق، ان السمنة تتركز في الفئة العمرية ما بين 30 الي 60 سنة وتصل أوجها في الاربعينات من العمر.
ف وما أهم الاسباب المؤدية الي الاصابة بمرض السمنة بلغة العلم؟!
* تلعب السمنة دوراً لا يستهان به اذ ان 25 الي 40% من المصابين بالمرض يعانون منه باعتباره سبباً وراثياً، كما ان البحوث تشير الي ان هناك 25% من المصابين بمرض السمنة لديهم صعوبة في التخلص منها! وتعود 25% من الاسباب الي العوامل الوراثية، في حين ترتفع النسبة الي 75% للعوامل الغذائية، وذلك نتيجة استهلاك كميات كبيرة من الاغذية المشبعة بالدهون والغنية بالسكريات والأكثار من المواد النشوية لارتفاع سعراتها الحرارية وفي المقابل اذا كان الفرد لا يمارس انشطة رياضية او حركية.
والعامل الأهم هو الغذاء بالكم والكيف والنوع، فكل غرام من البروتينات والكربوهيدرات تولد 4 سعرات حرارية، وكل غرام من الدهون تولد 9 سعرات حرارية، كما ان الغرام الواحد من الكحول يولد 7 سعرات حرارية! لذا يجب تجنب او التقليل من الاغذية ذات السعرات الحرارية العالية، خصوصاً مع قلة الحركة.
ف من الملاحظ ان من يتبعون حمية للتقليل من اوزانهم يعانون من احباط بعد فرح بنقصان اوزانهم فما سبب قلة انخفاض الوزن بعد فترة من تلك الحمية الغذائية؟!
* ذلك شيء طبيعي، فالبدين وبعد اتباعه للنظام الغذائي يلاحظ مدي سرعة نقص وزنه خلال الفترة الاولي من الحمية، وذلك لنقص كمية مادة الجيلكوجين المكونة في نسيج الجسم، اذ ومع نقص ينقص معه ثلاثة جرامات من الماء، بمعني ان الجسم سوف يفقد كمية من السوائل يمكن اعتبارها كمية كبيرة في بداية اتباع الحمية الغذائية.
كما ان العمليات الحيوية داخل الجسم عملية الأيض مع الوقت وتبيعة قلة حرق السعرات الحرارية مما يبطئ عملية فقدان الوزن، ولذلك ينصح الاطباء والمتخصصون في التغذية ان يتبع الفرد نظاماً غذائياً متوازناً مع نشاط حركي مناسب، لتكون استمرارية النظام الغذائي أطول، لتثمر عن نتائج مناسبة مع الفترة الزمنية التي يخوضها الفرد في مواجهة مرض السمنة، حتي لا يصاب بصدمة محبطة وليكون جسمه أكثر صحة.
ف وما هي المعدلات الطبيعية والصحية لفقدان الوزن؟!
* خلال الشهر الاول من النظام الغذائي سوف ينقص الوزن بصورة ملاحظة وسريعة لفقدان الجسم للسوائل ويمكن تقديرها بـ 21 أو كيلو غرام كل اسبوع تقريباً، اي فقدان 500 الي 1000 سعرة حرارية يومياً.
ف كأخصائية تغذية ما النظام الغذائي الذي تنصحين به؟!
* المحاولة قدر الامكان التقليل من السعرات الحرارية المتناولة، وذلك بتجنب الدهون بشكل عام والاطعمة الشبعة بالدهون بشكل خاص، والاكثارمن الخضروات والفواكة والحبوب الكاملة، كالخبز الاسمر والتقليل من الوجبات السريعة وتجنب الكحول.
كما لابد من ترتيب الوجبات الغذائية واوقات تناولها، ويفضل ان تتراوح عدد الوجبات من 4 الي 5 وجبات صغيرة مع الامتناع عن الاطعمة ما بين الوجبات والبعد عن الاطعمة السكرية، والاهتمام بالرياضة والنشاط الحركي الذي هو مكمل للنظام الغذائي لاسهامه في سرعة احتراق السعرات الحرارية وزيادة النسيج العضلي مقارنة بالنسيج الدهني، وتنظيمه للعمليات الحيوية، وبخاصة لمن يعانون من مرض السمنة وتقليله من ضغط الدم.
ف إجمالاً ما هي أهم مخاطر ومضاعفات السمنة؟!
* السمنة بحد ذاتها عامل مسبب للأمراض المزمنة، ومخاطرها تزداد مع زيادة معدل السمنة كأمراض القلب والجهاز الدوري وضغط الدم وارتفاعه، وأمراض الكلي والحصي وقلة الخصوبة وبخاصة لدي النساء وزيادة احتمال الاصابة بالسرطانات وبخاصة في القولون والرحم والبروستات عند الرجال والثدي عند النساء، وامراض المفاصل ومشاكل الحمل وعسر الولادة.
وكلما زاد مؤشر كتلة الجسم عن 40 زاد معدل الوفاة لدي النساء بواقع مرتين، وبواقع مرتين ونصف لدي الرجال، ولا تقتصر المضاعفات علي الناحية الجسمانية، اذ تتعداها الي النفسية اذ تؤثر السمنة علي علاقات الفرد الاجتماعية وسلوكياته، اذ يشعر السمين بالاحباط وخصوصاً اذا خاض تجارب فاشلة ، للتقليل من وزنه، بل قد يصاب بعزلة اجتماعية لعدم قدرته علي المشاركة في الانشطة الاجتماعية.
وبالذات الاطفال الذين قد يصابون بالحرج من انفسهم خصوصاً أولئك الذين يقعون فريسة لتعليقات اقرانهم من الاطفال.
ف كلمة أخيرة توجهينها للقراء؟!
* لابد من المقربين وأهل واصدقاء الشخص السمين من مؤازرته ودعمه نفسياً ليكون لديه دافع الاستمرار في عملية التقليل من وزنه.
2004-06-12
حوار أجرته – ياسمين خلف:
أكدت اخصائية التغذية الاولي في قسم التغذية بوزارة الصحة نادية غريب بأن معدل انتشار السمنة في البحرين بلغ 50%.
واضافت في لقاء مع الايام بان الفئة العمرية التي تتركز فيها السمنة هي الفئة ما بين 30 الي 60 سنة مشيرة الي ان اوجها تصل في الاربعينات من العمر.
واوضحت بان من اهم مسببات السمنة الوراثة اذ ان ما بين 25% الي 40% من المصابين سبب اصابتهم وراثياً.
واشارت ان 25% من المصابين بمرض السمنة لديهم صعوبة في التخلص منها، مبينة بان 75% من الاصابة بهذا المرض هو نتيجة لعوامل غذائية.
وفيما يلي نص اللقاء:
ف الأيام: متي تعتبر زيادة الوزن سمنة ؟!
* السمنة هي زيادة النسيج الدهني في الجسم، وزيادة الوزن هو الوزن الأعلي من المعايير المعترف بها، ولصعوبة قياس نسبة الدهون في الجسم، فقد اعتمد علماء التغذية طريقة قياس مقبولة عالمياً تسمي بقياس الكتلة الجسمانية Body Mass INDEX ، وفي خلال معادلة يقدر فيها وزن الجسم بالكيلو جرام بالنسبة لطول الشخص بالمتر المربع يحدد مدي زيادة الوزن التي يعاني منها الفرد.
ف ومتي يصنف الفرد بأنه سمين وجاوز الوزن الطبيعي؟
* اذا كان ناتج معادلة مؤشر كتلة الجسم ما بين 5.18 – 9.24 فإن الفرد يتميز بوزن طبيعي، واذا قل عن 5.18 فإنه يعاني من هزال وقلة الوزن، واذا تعدي مؤشر كتلة الجسم 25 وأكثر فإن الفرد يعاني من زيادة في الوزن وعليه ان يعالج نفسه، ويكون الفرد في مرحلة ما قبل السمنة اذا ترواح المؤشر ما بين 25 و 9.29، اما اذا تعدي 30 ووصل الي 9.39 فان الفرد يعاني من مشكلة السمنة، ويعتبر الفرد بديناً ويعاني من سمنة مفرطة اذا وصل المؤشر لكتلة الجسم الي 40، وعلي الفرد ان يجد لنفسه حلاً وينقذ نفسه من اضرار السمنة.
ف وماذا عن مملكة البحرين، هل هناك مشكلة نعاني منها بذات الخصوص؟!
يصل معدل انتشار السمنة في البحرين الي 50%، وبحسب دراسة اعدتها وزارة الصحة ممثلة في قسم التغذية شملت الاعوام 19982002 تبين من خلال العينة العشوائية والتي ضمت 2500 شخص تتراوح أعمارهم ما بين 1970 سنة فما فوق، ان السمنة تتركز في الفئة العمرية ما بين 30 الي 60 سنة وتصل أوجها في الاربعينات من العمر.
ف وما أهم الاسباب المؤدية الي الاصابة بمرض السمنة بلغة العلم؟!
* تلعب السمنة دوراً لا يستهان به اذ ان 25 الي 40% من المصابين بالمرض يعانون منه باعتباره سبباً وراثياً، كما ان البحوث تشير الي ان هناك 25% من المصابين بمرض السمنة لديهم صعوبة في التخلص منها! وتعود 25% من الاسباب الي العوامل الوراثية، في حين ترتفع النسبة الي 75% للعوامل الغذائية، وذلك نتيجة استهلاك كميات كبيرة من الاغذية المشبعة بالدهون والغنية بالسكريات والأكثار من المواد النشوية لارتفاع سعراتها الحرارية وفي المقابل اذا كان الفرد لا يمارس انشطة رياضية او حركية.
والعامل الأهم هو الغذاء بالكم والكيف والنوع، فكل غرام من البروتينات والكربوهيدرات تولد 4 سعرات حرارية، وكل غرام من الدهون تولد 9 سعرات حرارية، كما ان الغرام الواحد من الكحول يولد 7 سعرات حرارية! لذا يجب تجنب او التقليل من الاغذية ذات السعرات الحرارية العالية، خصوصاً مع قلة الحركة.
ف من الملاحظ ان من يتبعون حمية للتقليل من اوزانهم يعانون من احباط بعد فرح بنقصان اوزانهم فما سبب قلة انخفاض الوزن بعد فترة من تلك الحمية الغذائية؟!
* ذلك شيء طبيعي، فالبدين وبعد اتباعه للنظام الغذائي يلاحظ مدي سرعة نقص وزنه خلال الفترة الاولي من الحمية، وذلك لنقص كمية مادة الجيلكوجين المكونة في نسيج الجسم، اذ ومع نقص ينقص معه ثلاثة جرامات من الماء، بمعني ان الجسم سوف يفقد كمية من السوائل يمكن اعتبارها كمية كبيرة في بداية اتباع الحمية الغذائية.
كما ان العمليات الحيوية داخل الجسم عملية الأيض مع الوقت وتبيعة قلة حرق السعرات الحرارية مما يبطئ عملية فقدان الوزن، ولذلك ينصح الاطباء والمتخصصون في التغذية ان يتبع الفرد نظاماً غذائياً متوازناً مع نشاط حركي مناسب، لتكون استمرارية النظام الغذائي أطول، لتثمر عن نتائج مناسبة مع الفترة الزمنية التي يخوضها الفرد في مواجهة مرض السمنة، حتي لا يصاب بصدمة محبطة وليكون جسمه أكثر صحة.
ف وما هي المعدلات الطبيعية والصحية لفقدان الوزن؟!
* خلال الشهر الاول من النظام الغذائي سوف ينقص الوزن بصورة ملاحظة وسريعة لفقدان الجسم للسوائل ويمكن تقديرها بـ 21 أو كيلو غرام كل اسبوع تقريباً، اي فقدان 500 الي 1000 سعرة حرارية يومياً.
ف كأخصائية تغذية ما النظام الغذائي الذي تنصحين به؟!
* المحاولة قدر الامكان التقليل من السعرات الحرارية المتناولة، وذلك بتجنب الدهون بشكل عام والاطعمة الشبعة بالدهون بشكل خاص، والاكثارمن الخضروات والفواكة والحبوب الكاملة، كالخبز الاسمر والتقليل من الوجبات السريعة وتجنب الكحول.
كما لابد من ترتيب الوجبات الغذائية واوقات تناولها، ويفضل ان تتراوح عدد الوجبات من 4 الي 5 وجبات صغيرة مع الامتناع عن الاطعمة ما بين الوجبات والبعد عن الاطعمة السكرية، والاهتمام بالرياضة والنشاط الحركي الذي هو مكمل للنظام الغذائي لاسهامه في سرعة احتراق السعرات الحرارية وزيادة النسيج العضلي مقارنة بالنسيج الدهني، وتنظيمه للعمليات الحيوية، وبخاصة لمن يعانون من مرض السمنة وتقليله من ضغط الدم.
ف إجمالاً ما هي أهم مخاطر ومضاعفات السمنة؟!
* السمنة بحد ذاتها عامل مسبب للأمراض المزمنة، ومخاطرها تزداد مع زيادة معدل السمنة كأمراض القلب والجهاز الدوري وضغط الدم وارتفاعه، وأمراض الكلي والحصي وقلة الخصوبة وبخاصة لدي النساء وزيادة احتمال الاصابة بالسرطانات وبخاصة في القولون والرحم والبروستات عند الرجال والثدي عند النساء، وامراض المفاصل ومشاكل الحمل وعسر الولادة.
وكلما زاد مؤشر كتلة الجسم عن 40 زاد معدل الوفاة لدي النساء بواقع مرتين، وبواقع مرتين ونصف لدي الرجال، ولا تقتصر المضاعفات علي الناحية الجسمانية، اذ تتعداها الي النفسية اذ تؤثر السمنة علي علاقات الفرد الاجتماعية وسلوكياته، اذ يشعر السمين بالاحباط وخصوصاً اذا خاض تجارب فاشلة ، للتقليل من وزنه، بل قد يصاب بعزلة اجتماعية لعدم قدرته علي المشاركة في الانشطة الاجتماعية.
وبالذات الاطفال الذين قد يصابون بالحرج من انفسهم خصوصاً أولئك الذين يقعون فريسة لتعليقات اقرانهم من الاطفال.
ف كلمة أخيرة توجهينها للقراء؟!
* لابد من المقربين وأهل واصدقاء الشخص السمين من مؤازرته ودعمه نفسياً ليكون لديه دافع الاستمرار في عملية التقليل من وزنه.
2004-06-12
أحدث التعليقات