أجرت الحوار ـ ياسمين خلف:
حذر استشاري طب وجراحة العيون وجراحات الشبكية في مركز هيفاء محمود التخصصي للعيون  بمركز جوسلين للسكر الدكتور إيهاب سعد عثمان مرضى داء السكري من اهمال فحص النظر، الذي قد يؤدي الى فقدان البصر الكلي لمن تعدت سنوات اصابتهم بالمرض العشرين، وقال موضحا: طول فترة الاصابة بالسكري، وعدم التحكم في مستوى السكر في الدم، يؤدي الى اصابة المريض باعتلال الشبكية، حيث تحدث تغيرات واضحة على شكل الشبكية بنسبة تصل الى ٠٦٪ بعد عشر سنوات من الاصابة بالسكري، وترتفع النسبة لتصل الى ٠٩٪ بعد مرور عشرين عاما من الاصابة، مؤكدا على ان النسبة تعتبر عالية جدا، وتهدد بصر المصاب، وقد تؤدي الى فقدانه للبصر تماما وعن امراض العيون المتصلة بداء السكري واخر تقنيات التشخيص والعلاج كان لـ »الأيام« معه هذا الحوار.
] ما مدى تأثير داء السكري على نظر المصاب؟
]] يؤثر السكر على مركز النظر، حيث يؤدي الى تكوين ارتشاحات ودهون بمركز الابصار، مما يؤدي الى ضعف الرؤية المركزية واستمرار هذه الارتشاحات يؤثر سلبا على الخلايا الضوئية بمركز الابصار، مما يؤدي الى فقدان البصر تدريجيا. وكنسب عالية وجد ان السبب الاول لاصابة ممن هم اقل من ٠٤ عاما بالعمى يرجع الى معاناتهم بداء السكري، فالطفل مثلا ذو العشرة اعوام عندما يصل الى الثلاثين من عمره، اي بعد اصابته بمرض السكري بعشرين عاما، سيعاني من مضاعفات شديدة في الشبكية لا محالة!
] وما أسباب تلف الشبكية او اصابتها بالمضاعفات الشديدة؟
]] ارتفاع نسبة السكر في الدم، يؤثر بطبيعة المرض على العروق الدقيقة في كافة اجزاء الجسم، والشبكية هي المنطقة الوحيدة التي يمكن ان تلاحظ فيها تلك العروق، بل ويمكن ملاحظة التغييرات الطازئة عليها. والطبيب المختص عندما يشخص المريض ويكتشف وجود تلك التغيرات يعرف تلقائيا ان كلى واعصاب المريض هي الاخرى قد طرأ عليها مضاعفات ناتجة عن مرض السكري، الذي يمكن ان يلحظ اعراضها المريض من خلال اصابته بتنملات في الاطراف. فضرر السكر يمكن ان تعتبره تراكمي وهذا ما يدفع المريض للاحساس بالامن منه، حتى يباغته فجأة، فالسكر مرض اذا ما احترمه الشخص احترمه وبقى بعيدا عنه، وما ان يتجاهل امكانية وجوده ويسير في نمط حياة غير مبال للرياضة او نوع الاكل يجده قد حاصره ولازمه باقي ايام حياته!!
] عرجت في كلامك عن اصابة مركز النظر بارتسامات تؤثر على الابصار، فما علاج هذه المضاعفات لمرضى السكري؟
]] في مثل هذه الحالة يقوم اخصائي الشبكية بتصوير قاع العين، باستخدام »صبغة الفلورسين« وهي مادة آمنة لتحديد مناطق الارتشاحات، ويتم بعد ذلك استخدام الليزر للعلاج، وهو علاج يختلف عن نظره التقليدي، حيث يستخدم من خلاله الليزر الاخضر المسمى »بالليزر الارجون« والذي قد يؤثر على اجزاء من شبكية العين، مما يساعد على تسريع عملية اقتصاص الدهون والارتشاحات.] وهل للاسلوب التقليدي في العلاج »الليزر الارجون« اي آثار سلبية؟!
]] قد تترك بعض الآثار على الشبيكة ومركز الابصار وتستمر لسنوات ويمكن اعتباره ضرراً بسيطاً في منطقة العلاج.
] وما آخر العلاجات المستخدمة للارتشاحات اذن؟!
]] آخر صرعات العلاج تتم عن طريق استخدام نوع معين من اشعة الليزر تحت الحمراء، حيث يعطي اخصائي الشبيكة جرعة للمريض، تعادل ٠١٪ من جرعة الارجون دون ان تترك اي علامات او مضاعفات على الشبيكة وتحقق نفس النتائج المرجوة من ناحية امتصاص الدهون واستعادة قوة الابصار لدرجة ان المريض بعد ان يخضع لمثل هذا العلاج، قد يفحص لدى طبيب  آخر، ويؤكد له انه لا يعاني من تلك المضاعفات، حيث لا يترك هذا الليزر اي آثار مع تحقيق تحسن ملحوظ في كمية الارتشاحات والدهون في مركز النظر.
] ماذا عن جهاز الليزر »البارد«؟ ما مدى النجاح الذي يحققه في علاج الارتشاحات؟
]] جهاز الليزر »البارد« او الديود – جهاز جديد يستخدم في مركز د. هيفاء محمود التخصصي للعيون، وهو الجهاز الوحيد في منطقة الخليج العربي، ويستخدم في علاج الارتشاحات ولا يترك اي آثار على الشبيكة – حيث وصلت نسبة نجاح علاج الارتشاحات البسيطة والمتوسطة الى ٥٨ – ٠٩٪ وبنسبة تصل الى ٠٧٪ بالنسبة للحالات الشديدة، وسوف نعرض نتائج دراسة اعدت خصيصا لذات الموضوع في »مؤتمر العيون العربي الآسيوي« المزمع اقامته في دبي خلال شهر ابريل القادم.
] وماذا عن النسبة الباقية المقامة للعلاج؟
]] يستخدم مؤخرا مادة من مشتقات الكورتزون، تعطي على هيئة حقنة داخل العين، بتركيز بسيط يؤدي الى علاج ارتشاحات مركز الابصار المقاومة للعلاج بالليزر، وهو علاج حديث لم يمر على استخدامه عالميا سوى عامين فقط!! الا ان المريض يلاحظ فرقا واضحا في قوة ابصاره خلال الشهر الاول في استخدام العلاج، وتحسنا في النظر من بعد، والقدرة على القراءة بسهولة وليسر وتستمر آثار هذا العلاج لفترة تتراوح ما بين ٦ – ٩ اشهر وحققت نتائج ملموسة لدى شريحة ليست بالصغيرة من المرضى اليأسين من العلاج.
] وهل لمرضى السكر آثار اخرى على العين؟!
]] يؤثر السكر كذلك على اطراف الشبيكة، حيث تتكون عروق دموية مستحدثة غير طبيعية، تؤدي الى اصابة عين المريض بالنزيف والانفصال الشبكي التليفي، ويستخدم الليزر في علاج هذه المشكلة، لتهدئة وقفل العروق غير الطبيعية، مما يساعد على استقرار حالة الشكبية، وفي الحالات المتقدمة، والتي يصاحبها انفصال شبكي، يلجأ اخصائي الشبكية الى اجراء عمليات جراحية غاية في الدقة، باستخدام تقنية تكنولوجية عالية، كأجهزة المكبرات البصرية، الملحقة بالمكيروسكوب الجراحي واجهزة وآلات خاصة لفك الالتحاقات وارجاع الشبكية الى مكانها الاصلي بأمان تام، بل  ان المريض يمكنه اخذ شريط تسجيلي للعملية ان احب ذلك.
] ما مدى اهمية الفحص الدوري لشبكية العين لمرضى السكري؟!
]] من الضروري جدا الاهتمام بالفحص الدوري لحجم توسع قاع العين ومدى سلامة الشبكية لاكتشاف اي تغيرات قد تطرأ عليها مبكرا، ليسهل العلاج وللمحافظة على مستوى البصر وقوته. فالمرضى المصابون بداء السكري من النوع الثاني »البالغون« عليهم بالاهتمام بفحص النظر عند اكتشاف اصابتهم بالمرض، ومن ثم الفحص سنويا، وعند حدوث اي تغيرات في الشبيكة، مع الحفاظ على مستوى السكر في الدم.
اما المرأة الحامل والمريضة بالسكري، فنتيجة لتفاقم مشكلات السكر في الحمل لتغير الهرمونات في الجسم قد تضطر الى مراجعة طبيب العيون اسبوعيا، في حين يحتاج الطفل الى المراجعة عند بداية تشخيص المرض، وبعد ٤ سنوات من الاصابة بعدها يجب الاهتمام بالفحص سنويا. حيث ان الانخفاض الحاد في نسبة الانسولين في جسم الطفل تسبب ظهور اعراض المرض مباشرة ودون اي تأخير، على عكس البالغين، والذي يظل المرض كامنا قد تصل لفترة سنوات حتى تظهر الاعراض.
] هناك نوع من التعاون ما بين مركز الدكتورة هيفاء التخصصي للعيون ومركز جوسلين للسكر في الولايات المتحدة الامريكية،  ما نوع هذا التعاون؟!
]] يتم ذلك عن طريق خدمة الطب عن بعد، حيث يتم التقاط صور لشبكية المريض عبر كاميرا حساسة جدا وترسل الصور لمركز القراءة في بوسطن بالولايات المتحدة الامريكية لتتم مراجعتها واصدار تقرير واف حيالها مما يغني المريض عن السفر ويساعدنا كأطباء في الحصول على معلومات تساندنا في الدراسات المحلية