أجرت اللقاء – ياسمين خلف:
كشفت رئيسة قسم التغذية بإدارة الصحة العامة الدكتورة خيرية موسي في لقاء خاص لـ الايام عن آخر الدراسات والاستراتيجيات التي وضعها القسم للتصدي لمشكلة فقر الدم الحديدي، المنتشر في جميع الفئات العمرية في المجتمع البحريني، مشيرة إلي ان آخر الدراسات اثبتت ان 48% من الاطفال في سن ما قبل المدرسة ينتشر لديهم نقص نسبة الهيموجلوبين في الدم، واصابة 4.26% منهم بفقر الدم الحديدي، فيما تعاني 21% من النساء الحوامل من نقص في المخزون الحديدي في الجسم وبذلك فإنهن معرضات للإصابة بفقر الدم الحديدي كما ان 19% من النساء الحوامل مصابات فعلا بفقر الدم الحديدي مؤكدة اهتمام وزارة الصحة بتوفير مكملات حبوب الحديد لجميع الحوامل دون استثناء،
مضيفة بأن نوع جديد من الحبوب تم تداوله في صيدليات الوزارة، منذ شهر مايو الماضي، يمتاز بتغطية لحاجة المرأة الحامل من الحديد، وحمض الفولاذ والفيتامينات، نافية الاعتقاد الخاطئ، السائد بين النساء بان مكملات الحديد، تزيد من حجم ووزن الطفل، مما يؤدي إلي صعوبة الولادة.. وعليه فما هي توجهات وبرامج وزارة الصحة لمكافحة فقر الدم الحديدي؟ ودور قسم التغذية؟ وما كشفته الدراسة؟! كل ذلك نقرأه معا في الاسطر التالية…ف ما نوع الدراسة التي اجراها قسم التغذية؟!
– اجرينا الدراسة علي الفئات العمرية المختلفة من الام الحامل والاطفال من الولادة وحتي سن ما قبل المدرسة، والاطفال من 6 – 18 سنة، وفئة البالغين من 19 – 64 سنة بالاضافة لفئة كبار السن من 65 سنة وما فوق، وذلك بهدف تحديد المشاكل التغذوية في كل فئة عمرية علي حدة، تبين بان جميع الفئات العمرية دون استثناء تعاني من فقر الدم الحديدي بالاضافة إلي نقص المخزون الحديدي داخل الجسم.
ف وما النتائج التحليلية التي توصلتم اليها؟!
– نتائج الاحصائيات بشكل عام تؤكد بأن المجتمع البحريني يعاني من فقر الدم، وبخاصة فقر الدم الحديدي، وبتفصيل الاحصائيات فان 48% من الاطفال في سن ما قبل المدرسة يعانون من مشاكل في الدم، منهم 7.26% يعانون من فقر الدم الحديدي فيما تعاني النسبة الباقية من فقر الدم الناتج عن امراض وراثية، و40% من النساء الحوامل معرضات للاصابة بفقر الدم الحديدي او يعانين منه، فمنهن 19% يعانون من فقر الدم الحديدي و21% يعانين من نقص المخزون الحديدي في الجسم عرضة للاصابة . اما فئة طلبة المدارس فان 5.41% من الطالبات يعانين من فقر الدم و33% منهن يعانين من فقر الدم الحديدي، فيما تقل النسبة إلي 31% لدي الطلبة الذين يعانون من فقر الدم، و7.14% يعانون من فقر الدم الحديدي، ويرجع سبب زيادة نسبة فقر الدم او المخزون الحديدي لدي الطالبات، مقارنة بالطلبة، لما تفقده الفتاة من حديد عبر الدورة الشهرية.
اما فئة البالغين والممتدة من سن 19 سنة وحتي 64 فان النتائج اشارت إلي اصابة 37% من النساء بفقر الدم و21% من الرجال بذات النقص، وترتفع النسبة لتصل إلي 58% لدي كبار السن.
وما دور قسم التغذية بالوزارة للحد من المشكلة ومنع تفاقمها؟!
– لقسم التغذية دور كبير في وضع برنامج وطني عبر عدد من الاستراتيجيات لتنفيذ البرنامج وعليه لابد أولا ان نشير إلي ان فقر الدم يعني نقص في نسبة الهيموجلوبين في الدم، وذلك لا يعني نقص في الحديد في الجسم، فقر الدم انواع، والتحليل المختبري يحدد النوع فمن اشهره فقر الدم الحديدي، وفقر الدم الوراثي وهو ما يطلق عليه بفقر الدم المنجلي، كمصاب او حامل لفقر الدم المنجلي، او مصاب بالثلاسيما ويتراوح ما بين بسيط وشديد.
وعودة إلي الاستراتيجيات التي تتبعها وزارة الصحة ممثلة في قسم التغذية، الاهتمام بالفحص المبكر لنسبة الهيموجلوبين في الجسم للفئات الاكثر عرضة للاصابة او من هم في دائرة الخطر، كالنساء الحوامل واطفال ما قبل سن المدرسة، فمن اول زيارة للأم الحامل تجري لها فحوصات، لتحديد نسبة الهيموجلوبين في الدم وان كان اقل من المعدل الطبيعي، يتم تحديد نوع النقص، والذي علي اثره يحدد نوع العلاج.
ف وكم فحص يجري للمرأة الحامل؟!
– يجري لها نحو 3 إلي 4 تحاليل خاصة بنسبة الهيموجلوبين، وان استدعت حالة الام الحامل لاكثر من ذلك، يجري لها، بهدف اتخاد التدابير اللازمة للحد من ذلك النقص، حفاظا علي سلامتها وسلامة الجنين.
ف ماذا عن الاطفال في سن ما قبل المدرسة؟!
– من المعروف ان الطفل يخضع لفحص دوري من قبل الرعاية الصحية الاولية، ويلتزم الاهل باخذه للتطعيمات اللازمة وفي سن 9 اشهر يفحص الطفل، لاحتمال تعرضه للاصابة بفقر الدم بسبب سوء التغذية، خصوصا ان الطفل يفطم من الرضاعة الطبيعية من سن 6 اشهر، والفحص الثاني يجري في سن 2 – 3 سنوات من عمر الطفل، فيما يكون الفحص الثالث مع دخول المدرسة من سن 5 – 6 سنوات، وهناك آليات واجراءات خاصة بفحوصات الاطفال ممن هم اقل من الطبيعي في نسبة الهيموجلوبين لاتخاذ التدابير العلاجية.
ف الدراسات والبحوث العلمية غالبا ما تربط بين نسبة الحديد في جسم الطفل ونموه العقلي، هل لنا بإيضاح للمسألة؟!
– فعلا جميع الدراسات العلمية تؤكد العلاقة الارتباطية الكبيرة ما بين نسبة الحديد ونمو الطفل العقلي، فتغذية الام الحامل تنعكس علي صحة الجنين، اذ يأخذ الجنين من الام الحديد ويخزنه في الكبد، الذي يظل لمدة 6 اشهر بعد الولادة، لينفد بعدها بشرط التغذية الجيدة للام، بعدها يحتاج الطفل للعناصر الغذائية للحصول علي ما يحتاجه جسمه من الحديد، فحتي التحصيل الدراسي للاطفال الذين يعانون من نقص في الحديد اقل من الاطفال الاصحاء، لذا تأتي اهمية الفحص المبكر، لاتخاذ الاجراءات العلاجية اللازمة لتفادي تأثير هذا النقص علي النمو العقلي للطفل.
ف ماذا عن الاستراتيجية الثانية للوزارة؟!
– تقوم الاستراتيجية علي مبدأ إعطاء مكملات حبوب الحديد للفئات الاكثر عرضة للإصابة، او أولئك الذين هم في دائرة الخطر، والحوامل علي رأس القائمة، فهذه الحبوب مهمة جدا لجميع الحوامل دون استثناء وتأخذ الحامل منه حبة واحدة يوميا، وخلال شهر مايو الماضي تم تغيير نوع الحبوب التي تصرف للحوامل، اذ ان النوع السابق لا يغطي حاجة المرأة الحامل من الحديد، فتم استبداله بنوع آخر يحتوي علي نسبة اعلي من الحديد بالاضافة إلي حمض الفولات والفيتامينات وهي حبوب ذات جودة عالية.
ف ولكن من الملاحظ ان البعض من الحوامل لا يلتزمن باخذ الحبة يوميا؟ فهل لذلك اثر سلبي علي صحتها وصحة الجنين؟
– الحبة ضرورية جدا للحامل لصحتها وصحة جنينها، لتجنب اصابتها بفقر الدم الحديدي، صحيح البعض منهن يمتنعن او يتخاذلن في الالتزام بتناول الحبة رغم اهميتها، وذلك راجع إلي الاعتقاد السائد والخاطئ، إلي ان الحبة تسهم في زيادة حجم الجنين ووزنه، مما يؤدي إلي عسر الولادة، وكل ذلك لا اساس له من الصحة العلمية، فوزارة الصحة تصرف مبالغ مهولة علي الادوية والتي منها هذه الحبوب، لاهميتها للمرأة الحامل وجنينها، وان احست الحامل بأي اعراض غير طبيعية عليها مراجعة عيادة الحوامل لا ان تمتنع عن هذه الحبوب، التي لابد من اخذها بعد الاكل تجنبا لحرقان المعدة، فهناك نحو 10 – 12 الف امرأة حامل كل عام يترددن علي وزارة الصحة وبتالي فان ما يصرف علي هذه الحبوب مبالغ كبيرة يجب ان لا تهدر اذ انها جزء من ميزانية الوزارة.
ف وما آلية صرف هذه الحبوب علي الحوامل؟
– توزع علي الحوامل هذه الحبوب بواقع علبة واحدة شهريا، تبدأ مع اول زيارة للمرأة الحامل للمستشفي، وغالبا ما يكون ذلك في الشهر الرابع من الحمل. فالوزارة ترتكز علي مبدأ الوقاية خير من العلاج، ولها برامج عديدة لتطبيق المبدأ وتصرف مبالغ مالية كبيرة من اجل الوقاية وحماية المجتمع من الامراض، علي امل تقليص المصروفات علي المدي الطويل.
ف وعلي اي اساس تقوم الاستراتيجية الثالثة؟
– تقوم الاستراتيجية الثالثة علي مبدأ التثقيف الغذائي في عيادات الحوامل ودور رياض الاطفال والمدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، والجمعيات النسائية، وعبر وسائل الاعلام المختلفة، بهدف توصيل الرسالة التثقيفية لجميع فئات المجتمع. ويمكننا ان نطلق علي برنامج المدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بالبرنامج القوي وبخاصة لدي مدارس المرحلة الابتدائية، حيث نعرف الاطفال علي ماهية فقر الدم الحديدي، وطرق تجنب الاصابة عبر الاهتمام بنوعية الغذاء، وضرورة تناول الاغذية الغنية بالحديد، وتجنب الاغذية التي تقلل من امتصاص الحديد في الجسم كشرب الشاي بعد الاكل مباشرة، والذي يجب ان يكون بعد 2 – 3 ساعات من الاكل للمحافظة علي الحديد في الجسم بالاضافة إلي ضرورة تناول اللحوم والاسماك والكلاوي والكبد باعتبارها مصادر غذاء حيوانية غنية بالحديد، والاكثار من الخضراوات الخضراء والفواكه كالشمش والتين والتفاح، وبخاصة النباتيون لا يأكلون اللحوم في حياتهم فعليهم الاكثار من الخضراوات والفواكه والاغذية المساعدة علي امتصاص الحديد كعصير البرتقال والليمون، باعتبارهم فئة معرضة للاصابة بفقر الدم، اكثر من اولئك غير النباتيين.
ف ماذا عن الاستراتيجية الرابعة والاخيرة؟
– يمكن ان نطلق عليها بالاستراتيجية الوطنية وتقوم بالتنسيق ما بين وزارتي الصحة والتجارة وشركة البحرين لمطاحن الدقيق، بالتعاون مع المكتب الاقليمي في منظمة الصحة العالمية، وذلك بتدعيم الطحين بالحديد وحمض الفولات، وهو مشروع قائم في المملكة منذ عامين ونصف العام والشكر الجزيل لجهود وزارة التجارة وشركة مطاحن الدقيق لتغطيتهم تكاليف شراء خلطة الحديد والفولات.
ف ولماذا الطحين بالذات؟
– اختير الطحين باعتبار وصوله إلي جميع الفئات والطبقات الاجتماعية، عبر دخوله في عدد من الطبخات كالمعجنات والكيك والحلويات، وبالتالي فبالاضافة لما يحويه الطحين من مكونات غذائية ضرورية، فان ذلك تشجيع للمنتج الوطني ودعم لمشروع المملكة للاستمرار في البرنامج فالطحين المدعم يشمل طحين رقم 5 – 1، حيث رقم 5 في صناعة المعجنات والحلويات، ويدخل الطحين رقم 1 في صناعة الخبز الشعبي، ويمكن لاي شخص وبخاصة ممن يعانون من فقر الدم الحديدي اكل خبز مشبع بعصير الليمون للاستفادة الكاملة من الحديد الموجود بالخبز، حيث يساعد الليمون علي حفظ الحديد وامتصاصه في الجسم.
ف وكم هي نسبة الحديد الذي يوفره الخبز الشعبي للجسم؟
– الخبز الشعبي والمدعم بالحديد وحمض الفولات يوفر نحو 25% من الحاجة اليومية للحديد، ويمكن ان يحصل الشخص علي 75% الباقية من مصادر غذائية اخري، ولا يوجد اي خوف من الحصول علي نسبة عالية من الحديد، حيث لا يتراكم الحديد في الجسم وانما يمتصه. ومن هنا وعلينا جميعا كمواطنين السعي للتعاون مع هذا المشروع، وتطبيقه عبر تنفيذ النصائح، والالتزام بقراءة البطاقة الغذائية للمنتج لمعرفة اذا ما كان مدعما بالحديد من عدمه.
ف وهل هناك برامج جديدة لقسم التغذية؟
– في الحقيقة هناك دراسة تعدها وزارة الصحة، تهدف إلي توسعة برامجها الوقائية، ولا سيما الفحص المبكر، وخاصة لفئات محددة كالفتيات في سن المراهقة، والنساء في سن الانجاب كأقل تقدير فحص كل عام، الا ان هذه الخطوة الجديدة بحاجة إلي ميزانية. كما تدرس الوزارة توزيع مكملات حبوب الحديد علي الاطفال من سن 6 اشهر وحتي عامين لضرورة الحديد في النمو العقلي للطفل، كما ندرس توسيع نطاق مشروع تدعيم الغذاء بالحديد، بالتعاقد مع بعض الشركات كالبسكويت لتوزيعه وبصورة روتينية علي اطفال المدارس.
Cathealth
2005-07-22
أجرت اللقاء – ياسمين خلف:
كشفت رئيسة قسم التغذية بإدارة الصحة العامة الدكتورة خيرية موسي في لقاء خاص لـ الايام عن آخر الدراسات والاستراتيجيات التي وضعها القسم للتصدي لمشكلة فقر الدم الحديدي، المنتشر في جميع الفئات العمرية في المجتمع البحريني، مشيرة إلي ان آخر الدراسات اثبتت ان 48% من الاطفال في سن ما قبل المدرسة ينتشر لديهم نقص نسبة الهيموجلوبين في الدم، واصابة 4.26% منهم بفقر الدم الحديدي، فيما تعاني 21% من النساء الحوامل من نقص في المخزون الحديدي في الجسم وبذلك فإنهن معرضات للإصابة بفقر الدم الحديدي كما ان 19% من النساء الحوامل مصابات فعلا بفقر الدم الحديدي مؤكدة اهتمام وزارة الصحة بتوفير مكملات حبوب الحديد لجميع الحوامل دون استثناء،
مضيفة بأن نوع جديد من الحبوب تم تداوله في صيدليات الوزارة، منذ شهر مايو الماضي، يمتاز بتغطية لحاجة المرأة الحامل من الحديد، وحمض الفولاذ والفيتامينات، نافية الاعتقاد الخاطئ، السائد بين النساء بان مكملات الحديد، تزيد من حجم ووزن الطفل، مما يؤدي إلي صعوبة الولادة.. وعليه فما هي توجهات وبرامج وزارة الصحة لمكافحة فقر الدم الحديدي؟ ودور قسم التغذية؟ وما كشفته الدراسة؟! كل ذلك نقرأه معا في الاسطر التالية…ف ما نوع الدراسة التي اجراها قسم التغذية؟!
– اجرينا الدراسة علي الفئات العمرية المختلفة من الام الحامل والاطفال من الولادة وحتي سن ما قبل المدرسة، والاطفال من 6 – 18 سنة، وفئة البالغين من 19 – 64 سنة بالاضافة لفئة كبار السن من 65 سنة وما فوق، وذلك بهدف تحديد المشاكل التغذوية في كل فئة عمرية علي حدة، تبين بان جميع الفئات العمرية دون استثناء تعاني من فقر الدم الحديدي بالاضافة إلي نقص المخزون الحديدي داخل الجسم.
ف وما النتائج التحليلية التي توصلتم اليها؟!
– نتائج الاحصائيات بشكل عام تؤكد بأن المجتمع البحريني يعاني من فقر الدم، وبخاصة فقر الدم الحديدي، وبتفصيل الاحصائيات فان 48% من الاطفال في سن ما قبل المدرسة يعانون من مشاكل في الدم، منهم 7.26% يعانون من فقر الدم الحديدي فيما تعاني النسبة الباقية من فقر الدم الناتج عن امراض وراثية، و40% من النساء الحوامل معرضات للاصابة بفقر الدم الحديدي او يعانين منه، فمنهن 19% يعانون من فقر الدم الحديدي و21% يعانين من نقص المخزون الحديدي في الجسم عرضة للاصابة . اما فئة طلبة المدارس فان 5.41% من الطالبات يعانين من فقر الدم و33% منهن يعانين من فقر الدم الحديدي، فيما تقل النسبة إلي 31% لدي الطلبة الذين يعانون من فقر الدم، و7.14% يعانون من فقر الدم الحديدي، ويرجع سبب زيادة نسبة فقر الدم او المخزون الحديدي لدي الطالبات، مقارنة بالطلبة، لما تفقده الفتاة من حديد عبر الدورة الشهرية.
اما فئة البالغين والممتدة من سن 19 سنة وحتي 64 فان النتائج اشارت إلي اصابة 37% من النساء بفقر الدم و21% من الرجال بذات النقص، وترتفع النسبة لتصل إلي 58% لدي كبار السن.
وما دور قسم التغذية بالوزارة للحد من المشكلة ومنع تفاقمها؟!
– لقسم التغذية دور كبير في وضع برنامج وطني عبر عدد من الاستراتيجيات لتنفيذ البرنامج وعليه لابد أولا ان نشير إلي ان فقر الدم يعني نقص في نسبة الهيموجلوبين في الدم، وذلك لا يعني نقص في الحديد في الجسم، فقر الدم انواع، والتحليل المختبري يحدد النوع فمن اشهره فقر الدم الحديدي، وفقر الدم الوراثي وهو ما يطلق عليه بفقر الدم المنجلي، كمصاب او حامل لفقر الدم المنجلي، او مصاب بالثلاسيما ويتراوح ما بين بسيط وشديد.
وعودة إلي الاستراتيجيات التي تتبعها وزارة الصحة ممثلة في قسم التغذية، الاهتمام بالفحص المبكر لنسبة الهيموجلوبين في الجسم للفئات الاكثر عرضة للاصابة او من هم في دائرة الخطر، كالنساء الحوامل واطفال ما قبل سن المدرسة، فمن اول زيارة للأم الحامل تجري لها فحوصات، لتحديد نسبة الهيموجلوبين في الدم وان كان اقل من المعدل الطبيعي، يتم تحديد نوع النقص، والذي علي اثره يحدد نوع العلاج.
ف وكم فحص يجري للمرأة الحامل؟!
– يجري لها نحو 3 إلي 4 تحاليل خاصة بنسبة الهيموجلوبين، وان استدعت حالة الام الحامل لاكثر من ذلك، يجري لها، بهدف اتخاد التدابير اللازمة للحد من ذلك النقص، حفاظا علي سلامتها وسلامة الجنين.
ف ماذا عن الاطفال في سن ما قبل المدرسة؟!
– من المعروف ان الطفل يخضع لفحص دوري من قبل الرعاية الصحية الاولية، ويلتزم الاهل باخذه للتطعيمات اللازمة وفي سن 9 اشهر يفحص الطفل، لاحتمال تعرضه للاصابة بفقر الدم بسبب سوء التغذية، خصوصا ان الطفل يفطم من الرضاعة الطبيعية من سن 6 اشهر، والفحص الثاني يجري في سن 2 – 3 سنوات من عمر الطفل، فيما يكون الفحص الثالث مع دخول المدرسة من سن 5 – 6 سنوات، وهناك آليات واجراءات خاصة بفحوصات الاطفال ممن هم اقل من الطبيعي في نسبة الهيموجلوبين لاتخاذ التدابير العلاجية.
ف الدراسات والبحوث العلمية غالبا ما تربط بين نسبة الحديد في جسم الطفل ونموه العقلي، هل لنا بإيضاح للمسألة؟!
– فعلا جميع الدراسات العلمية تؤكد العلاقة الارتباطية الكبيرة ما بين نسبة الحديد ونمو الطفل العقلي، فتغذية الام الحامل تنعكس علي صحة الجنين، اذ يأخذ الجنين من الام الحديد ويخزنه في الكبد، الذي يظل لمدة 6 اشهر بعد الولادة، لينفد بعدها بشرط التغذية الجيدة للام، بعدها يحتاج الطفل للعناصر الغذائية للحصول علي ما يحتاجه جسمه من الحديد، فحتي التحصيل الدراسي للاطفال الذين يعانون من نقص في الحديد اقل من الاطفال الاصحاء، لذا تأتي اهمية الفحص المبكر، لاتخاذ الاجراءات العلاجية اللازمة لتفادي تأثير هذا النقص علي النمو العقلي للطفل.
ف ماذا عن الاستراتيجية الثانية للوزارة؟!
– تقوم الاستراتيجية علي مبدأ إعطاء مكملات حبوب الحديد للفئات الاكثر عرضة للإصابة، او أولئك الذين هم في دائرة الخطر، والحوامل علي رأس القائمة، فهذه الحبوب مهمة جدا لجميع الحوامل دون استثناء وتأخذ الحامل منه حبة واحدة يوميا، وخلال شهر مايو الماضي تم تغيير نوع الحبوب التي تصرف للحوامل، اذ ان النوع السابق لا يغطي حاجة المرأة الحامل من الحديد، فتم استبداله بنوع آخر يحتوي علي نسبة اعلي من الحديد بالاضافة إلي حمض الفولات والفيتامينات وهي حبوب ذات جودة عالية.
ف ولكن من الملاحظ ان البعض من الحوامل لا يلتزمن باخذ الحبة يوميا؟ فهل لذلك اثر سلبي علي صحتها وصحة الجنين؟
– الحبة ضرورية جدا للحامل لصحتها وصحة جنينها، لتجنب اصابتها بفقر الدم الحديدي، صحيح البعض منهن يمتنعن او يتخاذلن في الالتزام بتناول الحبة رغم اهميتها، وذلك راجع إلي الاعتقاد السائد والخاطئ، إلي ان الحبة تسهم في زيادة حجم الجنين ووزنه، مما يؤدي إلي عسر الولادة، وكل ذلك لا اساس له من الصحة العلمية، فوزارة الصحة تصرف مبالغ مهولة علي الادوية والتي منها هذه الحبوب، لاهميتها للمرأة الحامل وجنينها، وان احست الحامل بأي اعراض غير طبيعية عليها مراجعة عيادة الحوامل لا ان تمتنع عن هذه الحبوب، التي لابد من اخذها بعد الاكل تجنبا لحرقان المعدة، فهناك نحو 10 – 12 الف امرأة حامل كل عام يترددن علي وزارة الصحة وبتالي فان ما يصرف علي هذه الحبوب مبالغ كبيرة يجب ان لا تهدر اذ انها جزء من ميزانية الوزارة.
ف وما آلية صرف هذه الحبوب علي الحوامل؟
– توزع علي الحوامل هذه الحبوب بواقع علبة واحدة شهريا، تبدأ مع اول زيارة للمرأة الحامل للمستشفي، وغالبا ما يكون ذلك في الشهر الرابع من الحمل. فالوزارة ترتكز علي مبدأ الوقاية خير من العلاج، ولها برامج عديدة لتطبيق المبدأ وتصرف مبالغ مالية كبيرة من اجل الوقاية وحماية المجتمع من الامراض، علي امل تقليص المصروفات علي المدي الطويل.
ف وعلي اي اساس تقوم الاستراتيجية الثالثة؟
– تقوم الاستراتيجية الثالثة علي مبدأ التثقيف الغذائي في عيادات الحوامل ودور رياض الاطفال والمدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، والجمعيات النسائية، وعبر وسائل الاعلام المختلفة، بهدف توصيل الرسالة التثقيفية لجميع فئات المجتمع. ويمكننا ان نطلق علي برنامج المدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بالبرنامج القوي وبخاصة لدي مدارس المرحلة الابتدائية، حيث نعرف الاطفال علي ماهية فقر الدم الحديدي، وطرق تجنب الاصابة عبر الاهتمام بنوعية الغذاء، وضرورة تناول الاغذية الغنية بالحديد، وتجنب الاغذية التي تقلل من امتصاص الحديد في الجسم كشرب الشاي بعد الاكل مباشرة، والذي يجب ان يكون بعد 2 – 3 ساعات من الاكل للمحافظة علي الحديد في الجسم بالاضافة إلي ضرورة تناول اللحوم والاسماك والكلاوي والكبد باعتبارها مصادر غذاء حيوانية غنية بالحديد، والاكثار من الخضراوات الخضراء والفواكه كالشمش والتين والتفاح، وبخاصة النباتيون لا يأكلون اللحوم في حياتهم فعليهم الاكثار من الخضراوات والفواكه والاغذية المساعدة علي امتصاص الحديد كعصير البرتقال والليمون، باعتبارهم فئة معرضة للاصابة بفقر الدم، اكثر من اولئك غير النباتيين.
ف ماذا عن الاستراتيجية الرابعة والاخيرة؟
– يمكن ان نطلق عليها بالاستراتيجية الوطنية وتقوم بالتنسيق ما بين وزارتي الصحة والتجارة وشركة البحرين لمطاحن الدقيق، بالتعاون مع المكتب الاقليمي في منظمة الصحة العالمية، وذلك بتدعيم الطحين بالحديد وحمض الفولات، وهو مشروع قائم في المملكة منذ عامين ونصف العام والشكر الجزيل لجهود وزارة التجارة وشركة مطاحن الدقيق لتغطيتهم تكاليف شراء خلطة الحديد والفولات.
ف ولماذا الطحين بالذات؟
– اختير الطحين باعتبار وصوله إلي جميع الفئات والطبقات الاجتماعية، عبر دخوله في عدد من الطبخات كالمعجنات والكيك والحلويات، وبالتالي فبالاضافة لما يحويه الطحين من مكونات غذائية ضرورية، فان ذلك تشجيع للمنتج الوطني ودعم لمشروع المملكة للاستمرار في البرنامج فالطحين المدعم يشمل طحين رقم 5 – 1، حيث رقم 5 في صناعة المعجنات والحلويات، ويدخل الطحين رقم 1 في صناعة الخبز الشعبي، ويمكن لاي شخص وبخاصة ممن يعانون من فقر الدم الحديدي اكل خبز مشبع بعصير الليمون للاستفادة الكاملة من الحديد الموجود بالخبز، حيث يساعد الليمون علي حفظ الحديد وامتصاصه في الجسم.
ف وكم هي نسبة الحديد الذي يوفره الخبز الشعبي للجسم؟
– الخبز الشعبي والمدعم بالحديد وحمض الفولات يوفر نحو 25% من الحاجة اليومية للحديد، ويمكن ان يحصل الشخص علي 75% الباقية من مصادر غذائية اخري، ولا يوجد اي خوف من الحصول علي نسبة عالية من الحديد، حيث لا يتراكم الحديد في الجسم وانما يمتصه. ومن هنا وعلينا جميعا كمواطنين السعي للتعاون مع هذا المشروع، وتطبيقه عبر تنفيذ النصائح، والالتزام بقراءة البطاقة الغذائية للمنتج لمعرفة اذا ما كان مدعما بالحديد من عدمه.
ف وهل هناك برامج جديدة لقسم التغذية؟
– في الحقيقة هناك دراسة تعدها وزارة الصحة، تهدف إلي توسعة برامجها الوقائية، ولا سيما الفحص المبكر، وخاصة لفئات محددة كالفتيات في سن المراهقة، والنساء في سن الانجاب كأقل تقدير فحص كل عام، الا ان هذه الخطوة الجديدة بحاجة إلي ميزانية. كما تدرس الوزارة توزيع مكملات حبوب الحديد علي الاطفال من سن 6 اشهر وحتي عامين لضرورة الحديد في النمو العقلي للطفل، كما ندرس توسيع نطاق مشروع تدعيم الغذاء بالحديد، بالتعاقد مع بعض الشركات كالبسكويت لتوزيعه وبصورة روتينية علي اطفال المدارس.
Cathealth
2005-07-22
أحدث التعليقات