نشرت فى : يناير 6, 2008

«ما ليهم حل»

ياسمين خلف يبدو أن القضايا الاجتماعية التي جعلت من البحرينيين أن يكونوا مطحونين في الحياة، باتت معالجتها أقرب إلى أن تكون مستحيلة في ظل تحليل المسببات والمتسببين فيها.
الفقر الذي تعاني منه شريحة واسعة ”أكبر” بكثير مما يمكن أن يتصورها أصحاب الفلل والسيارات الفارهة، وأقسى مما يصرح بها المسؤولون وإن تواروا خلف ستار، أن البحرين لا تعاني من الفقر ”المدقع” وكل ما في الأمر أن الفقر عندنا ”نسبي”! يا جماعة الخير بلد نفطي ومفتوح على التجارة العالمية ولا يتعدى عدد سكانه 750 ألف نسمة ما بين مواطن وآخر أجنبي، ويعاني الأمرين من الفقر أو إن لم يكن الفقر يعاني من صعوبة العيش بالصورة الكريمة، التي تحفظ له ماء الوجه وتكفيه شر القروض التي لا يعلم هل سيسددها هو أم أبناؤه بعد وفاته! كيف سيكون حالنا إذا ما تجاوز عدد السكان المليون؟ وإن غدا لناظره قريب، فالنمو السكاني بعد سنوات قليلة سيذكرنا بحال اليوم، والذي حتما سيكون أفضل من غيره، إذا ما بقي الحال على ما هو عليه.
كل ذلك توارد في ذهني وأنا أشاهد مسرحية ”ما ليهم حل” والتي للأسف أسدلت ستائرها أمس في مركز السنابس الرياضي والثقافي رغم ما شهدته من إقبال جماهيري كبير، منذ بدء عرضها في ثاني أيام العيد، حتى تجاوز عدد حضورها ألفي شخص، واضطر القائمون عليها إلى إقامة عرضين في اليوم بدلا من عرض واحد كما كان مقررا، ولدرجة أن الجمهور قبل أن يجلس على الأرض بعد أن نفدت التذاكر والكراسي في الصالة، كان الجمهور يضحك من قلبه على مأساته التي بدأوا يرونها كالمرض الخبيث الصعب استئصاله أو حتى علاجه، خصوصا إذا ما كان الطبيب يرفض تقديم العلاج وإن كان موجودا.
وبعيدا عن القضايا الاجتماعية المطروحة بحس فكاهي ”اتموت من الضحك”، وقريبا من العمل الفني، فإن المؤلف والمخرج جابر حسن قد أبدع حقا في العمل، وكذا كان طاقم العمل الذي لم يتجاوز عدده التسعة ممثلين من فرقة العروج المسرحية الشعبية، حيث أدوا عددا من الأدوار بصورة ملفتة وجميلة، ناهيك عن الرقصات التعبيرية الفكاهية، أعترف بأني ذهبت لمشاهدة المسرحية ولم أتوقع أبدا أن أخرج منها بهذا الانطباع، إمكاناتهم بسيطة جدا، ولكنهم تمكنوا من انتزاع الابتسامة انتزاعا من الحضور وجعلوهم يصفقون بين اللحظة والأخرى، فهناك من حضر عدة مرات، لأنه وجد أن في كل يوم يرى مشاهد إضافية بحوار تلقائي خارج عن النص، وهناك من نصح أحبائه لحضورها، فأتمنى من المخرجين والقائمين على المسرح البحريني أن يلتفتوا إلى مثل هذه المواهب الفنية ”المدفونة” والتي ستضيف إلى الفن البحريني لا أن تهدمه كما فعلت مسلسلاتنا الأخيرة.

* من أسرة تحرير ”الوقت”

يبدو أن القضايا الاجتماعية التي جعلت من البحرينيين أن يكونوا مطحونين في الحياة، باتت معالجتها أقرب إلى أن تكون مستحيلة ف...

إقرأ المزيد »

«فشـلـتـــــــــونــا»

ياسمين خلف استطاعت المسلسلات البحرينية في ثلاثين يوماً فقط أن تحرج البحرينيين، لا تأليف ولا حوار ولا سيناريو ولا حتى تمثيل مثل باقي الناس، استطاعوا وبجدارة أن يلصقوا بأهل البحرين خصوصاً والخليج عموماً سلوكيات وأخلاقيات بعيدة كل البعد عن الخليجيين ‘’الأصل’’ حتى بات بعض أخواننا العرب يسألون هل أنتم فعلا كذلك يا خليجيين، حياتكم خمر وعربدة ومخدرات وبناتكم في شقق الدعارة؟ كيف نرفع رأسنا إذ كان هذا إعلامنا، كيف نلجم الألسن وبناتنا ترقص وبالثوب ‘’الأحمر’’ أمام الشاشة، كيف نعترض إذا ما كان الحوار إيحائيا والسلوك فاضحا.
للأسف وكأننا في ساحة، الكل فيها يريد أن يكون هو في الصدارة في كم الفضائح التي يمكن أن يكشف الغطاء عنها، لا ننكر هناك ‘’بلاوي’’ في مجتمعنا، شأننا شأن باقي المجتمعات، ولكن أليس من الممكن أن نتناول هذه القضايا بشكل راقٍ لا يخدش الحياء ولا يجعل من يشاهدها أن يغمز للآخر امتعاضاً، أو أن يشيح وجهه خجلاً مما يعرض أو يقال أو أن يثور غضبا ويغلق جهاز التلفاز، أو يغير القناة كي لا يواصل الأطفال والمراهقون مشاهدتهم لهذه المسلسلات ‘’الهابطة’’؟
أقل ما يمكن أن نقوله إنكم ‘’فشلتونا’’ وهذه المسلسلات بعثت في أنفسنا التقزز، فتلك وكأنها ما صدقت وأخذت تلبس الملابس الأقرب إلى أن تكون ملابس سهرة بلا أكمام وفتحة الصدر الواسعة والقصير إلى حد ‘’فوق الركبة’’ وتلك يحملها الممثل في مشهد تعرضها للاغتصاب واضعا يده على أجزاء حساسة من جسمها، وتلك ترقص في شقة الدعارة مع شاب وتأكل من يده بطريقة مقززة ومنفرة، نريد أن نعرف ما الذي خرجنا منه في نهاية هذه المسلسلات، إذا كان هدفها معالجة بعض القضايا؟ ويا ليت كانت الحوادث أو القصص مقنعة، فالمبالغة أفسدت ما قد يمكن أن يكون مقبولا، وما يثير الاستغراب حقا أن عددا من الممثلين القديرين ‘’لوثوا’’ مسيرتهم الفنية بالمشاركة في هذه المسلسلات.
ومما زاد الطين بله أن نهاية إحدى تلك المسلسلات أقرت هكذا بأن الجميع يملك ‘’لحظة ضعف’’ وواقع في الرذيلة لا محالة وأن أدعى المثالية ، وكأنها تقول بأن جميع وقع في الخطيئة ولا تنكروا ذلك.
حان الوقت أكثر من أي وقت مضى لفرض رقابة على المسلسلات قبل بث سمومها على أبنائنا، وأن كانت الرقابة الذاتية هي ‘’الرادع’’ الأساسي الذي نأمل الوصول إليه، ولا أعتقد أن أحدا وحتى المؤلفين والممثلين أنفسهم يقبلون أن تعرض هذه ‘’……..’’ أمام أطفالهم وإن قبلوا، فعلى الدنيا السلام.

استطاعت المسلسلات البحرينية في ثلاثين يوماً فقط أن تحرج البحرينيين، لا تأليف ولا حوار ولا سيناريو ولا حتى تمثيل مثل باقي...

إقرأ المزيد »

جيل لا يقرأ «القرآن»

ياسمين خلف ها هو شهر رمضان قد انقضى، البعض منا استغله بكثرة الصلاة وقراءة القرآن وفعل الخير، والبعض منا ضيعه هكذا ما بين سهر على البرامج والمسلسلات الهابطة، وبين التسكع في المجمعات، فيما كفى البعض منهم شره، وجعل منه شهرا للنوم وإن كان عبادة.
ما يحز في النفس أن عددا من شبابنا لم يعطر يوما فمه بقراءة القرآن في شهر رمضان، ولا أبالغ في ذلك أبدا، وما قلت ذلك إلا بعد أن سألت عددا من المراهقين ممن هم في الخامسة عشرة والسابعة عشرة في استطلاع شفهي يشبع فضولي، وصدمت حقا عندما قالوا إنهم لم يقرأوا القرآن بتاتا ليس فقط في شهر رمضان وإنما حتى في باقي أيام السنة، مكتفين بالسور المقررة عليهم في المدرسة، وهزوا رؤسهم بأنهم لا يعرفون قراءة القرآن وهم من يصعب عليهم قراءة اللغة العربية، باعتبارهم من طلبة المدارس الخاصة، وقبل أن ينهوا كلامهم قالوا ‘’لسنا الوحيدين فزملاؤنا في الفصل كذلك ‘’، وكأن الأمر طبيعي ولا يستدعي الاستهجان حيث بدا واضحا على محياي.
كلامهم ذلك جعلني أرجع بذاكرتي إلى حيث كنت فيه لا أتعدى التاسعة من عمري أو حتى أقل، وأنا مستلقية على الأرض أمام التلفزيون وأتابع فقرة القرآن الكريم قبل بدء الرسوم المتحركة، وأرتل مع الشيخ عبدالباسط عبد الصمد الآيات حتى حفظناها وبأسلوب ترتيله، حيث كان ترتيله يجعل شعر جسمي يقشعر وهو يقول في سورة المدثر ‘’ما سلككم في سقر (42) قالوا لم نك من المصلين (43) ولم نك نطعم المسكين (44) وكنا نخوض مع الخائضين (45) وكنا نكذب بيوم الدين (46)’’ صدق الله العظيم، وكيف كنت أقول بيني وبين نفسي الحمد لله أصلي وأتصدق على الفقراء ولكن ماذا تعني الآية ‘’وكنا نخوض مع الخائضين’’؟ فأذهب لوالدتي رحمها الله لأستفسر عن المعنى، فتربينا على قراءة القرآن حتى أصبح جزءا من يومنا، لا يمر يوم إلا وقرأنا صفحات وإن كانت معدودة، كنا في المدرسة نتسابق في الفصل على عدد الأجزاء التي نقرأها في رمضان، وكانت معلمة الدين تكافئ من تنتهي أولا بختمة، مما زرعت داخلنا هذه العادة حتى اليوم حيث أتسابق مع أخواتي عليها.
ولكن أن نرى اليوم شبابنا لا يعرف قراءة كتاب الله وهو الذي جعل منه عربيا، ويبحرون في قراءة كل ما تقع عليه أعينهم في المواقع الإلكترونية باللغة الإنجليزية فهو حقا ما يحز في نفسنا، لا نختلف في أن اللغة الإنجليزية ضرورية جدا ومن لا يتقنها اليوم بات أقرب إلى أن يكون أميا في عصر التكنولوجيا، ولكن أن يتركوا اللغة العربية حتى باتت شاقة عليهم ويتكلمون بأحرف متكسرة فهي جريمة ارتكبها أهلهم عليهم قبل أن نحاسبهم على خطأ اقترفوه، فهل نتوقع من أبناء هذا الجيل أن يقرأ القرآن إذ كانوا هم أصلا لا يقرأونه؟ أحقا سنصل إلى اليوم الذي يكون فيه القرآن مهجورا ؟ فإن كنا حقا نحب أبناءنا ونخاف عليهم لابد أن نحميهم وسلحهم بالقرآن لينجحوا في اختبار الدنيا والآخرة، ولا أن نتفاخر بأننا استطعنا أن نجعل منهم أجانب ليس فقط في اللغة وإنما حتى في السلوك، وحتى لا تلومونهم إذا ما أتوا يوما وصرخوا في وجهكم وهم الذين لم يقرأوا يوما قوله تعالى ‘’ولا تقول لهما أف ولا تنهرهما ‘’ صدق الله العظيم.

ها هو شهر رمضان قد انقضى، البعض منا استغله بكثرة الصلاة وقراءة القرآن وفعل الخير، والبعض منا ضيعه هكذا ما بين سهر على ال...

إقرأ المزيد »

أينك يا وزير التربية عنها؟

ياسمين خلف ما نعرفه جميعا أن أي طالب يتغيب عن المدرسة لأيام يتم متابعة حالته من قبل المدرسة لمعرفة الأسباب وراء ذاك التغيب المفاجئ، ولكن ربما الواقع يقلب الأعراف ليجعل الأمور تسير عكس عقارب الساعة، لتثبت أن الدنيا ومنذ بدء الخليقة تجمع بين الخير والشر. طالبة تتغيب لشهر كامل عن المدرسة والإدارة لا تكلف نفسها عناء الاستفسار من الأهل عن سبب هذا التغيب ‘’ربما لأنها تعرف تماما السبب وأرادت أن يكون طويلاً’’ ولكن مديرة التعليم الثانوي في وزارة التربية والتعليم وضعت له حداً، وعالجت السبب وعادت الطالبة إلى كرسيها الدراسي قبل أيام فقط وهي تشكر على ذلك.
ومن يعرف السبب سيضع يده على رأسه ليقول، الطالبة وهي في الثاني ثانوي لا تزال مراهقة ولا تملك حسن التصرف أو التفكير المتزن، ‘’والشره مو عليها، على اللي يحط باله معاها’’ دخلت الصف في بداية العام الدراسي الجديد، تلفتت يمنة ويسرى لم تجد صديقاتها اللواتي اعتادت عليهن، طلبت النقل من الصف، وهنا بدأت الفصول الأولى للمشكلة، عندما رفض طلبها، باعتبار أنها ستفتح بابا لا يمكن إغلاقه بحسب مديرة المدرسة، أصرت الطالبة على موقفها وكذلك المديرة، رغم أن عددا ليس بقليل من الطالبات في ذات المدرسة تم نقلهن من صفوفهن إلى صفوف أخرى لأسباب متفرقة ‘’ولكنهن نقلن’’. إحداهن تم نقلها لمرتين مراعاة لحالتها النفسية، إلا أن تلك الطالبة ‘’الوحيدة’’ التي رفض طلبها رغم ترجي زوجة أخيها للمديرة وكذلك أخيها، في موقف أشبه بالطرارة. الطالبة حاولت جاهدة ولكنها فشلت فقررت الانتقال من المدرسة ومع ذلك رفض طلبها، مما أدى ذلك إلى انتكاس حالتها النفسية، فباتت لا تذهب للمدرسة لمدة شهر كامل، اعتكفت في المنزل، لا تكلم أحداً ولا حتى تشاهد التلفاز، وإن تكلمت فهي تهلوس مع نفسها، تدهورت حالتها الصحية ولم تعد تأكل ولا تشرب ووجدت من النوم المتواصل طريقة للهرب من واقعها، كل ذلك وإدارة المدرسة متجاهلة ما يحدث رغم علمها اليقين بسبب تغيب الطالبة، من يسأل عن والديها، أقول بأنهما كبيران في السن ولا يقويان على الذهاب للمدرسة لحل المشكلة، وقام بهذا الدور أخوها وزوجته في مرات متفرقة، ولقيا معاملة جافة استفزازية من قبل المديرة، والإشراف يشهد على الواقعة، الطالبة أرجعت للمدرسة قبل أيام فقط ووقعت على ورقة ‘’بيضاء’’ قيل لها إنها ستكون كتعهد لعدم تكرار فعلتها، حيث قيل إنها ‘’صفعت’’ الباب في قسم التسجيل عندما رفضوا نقلها، ولكن كيف توقع الطالبة على ورقة قد يكتب فيها ما قد يدينها يوماً، عندما يريد البعض أن يقلب الموازين ويرجح كفة ميزانه؟ للأسف سبب تعنت المديرة يحمل نَفَسا طائفياً، يعز علينا كثيرا أن نقول ذلك عبر الصحافة ولكن هذا ما يحدث في الحرم المدرسي كما يقسمن من فيها على ذلك، ويتساءلن عن وزير التربية والتعليم عنها، وهي التي كثر اللغط والشكاوى عليها، وعلى مخالفاتها، فإلى متى يصر البعض على أن يدفع بالبحرين إلى الخلف مع هذا النهج في السلوك، وإلى متى يضع البعض أيديهم في آذانهم ليمنعوا وصول قول الحق إلى مسامعهم، وأعينهم تشهد على أمور سيحاسبون يوما على نكرانها؟

* من أسرة تحرير ‘’الوقت’’

ما نعرفه جميعا أن أي طالب يتغيب عن المدرسة لأيام يتم متابعة حالته من قبل المدرسة لمعرفة الأسباب وراء ذاك التغيب المفاجئ،...

إقرأ المزيد »

أنحن فـي عام 2070؟

ياسمين خلف حال بعض القرى من الانقطاعات شبه اليومية للكهرباء والماء لا يسر عدواً ولا حبيب، فليس من المعقول أبدا أن تنقطع الكهرباء والشمس في أوجها فتلهب الأبدان والناس صيام،وليس مقبولا أبدا أن تنقطع المياه عن المنازل والشقق لأيام وصلت مثلا إلى أكثر من ثلاثة أيام متواصلة في قرية عالي مجمع ,742 والعذر يأتي ببرود عبر أسلاك الهاتف بأن خللاً ما حدث والموظفون يصلحونه، وكأننا في العام 2070 وليس في نهاية العام .2007
أبوعلي أحد قاطني هذا المجمع وسئم كغيره من الأهالي من الوضع، ويحق له كل الحق، وهو الذي يعمل بدوام ”الشفتات” وزوجته تعمل ولديهما أطفال، وبحاجة ككل الخلق على هذه الكرة الأرضية إلى أن يستخدم دورة المياه ”آجلكم الله” وأن يستحم، وهذه حاله، أما زوجته فكيف لها أن تطبخ وتغسل الصحون والملابس والماء منقطع وهي التي لا تملك كل الوقت لتدبير أمور المنزل إذ ما كانت المياه متوافرة لساعات معدودة، قد تكون حينها في عملها، وإن صبرا واحتسبا، كيف لهما التعامل مع الأطفال وهما الأكثر حاجة إلى استخدام المياه للنظافة وكيف يذهب الأطفال للمدارس وحالهم رث، أنحن فعلا كما يقولون أو نسمع دولة نفطية أم كلها شائعات لا نطال منها إلا الكلام؟ وهل يتمكن أحد المسؤولين في وزارة الكهرباء والماء أن يعيش دون قطرة ماء واحدة لثلاثة أيام؟ هكذا كان يسأل أبو علي الذي يمثل صوت آلاف من المواطنين.
البعض من الأهالي ممن ذاقوا ويلات الانقطاعات المستمرة في المياه لجؤوا إلى حيلة شراء خزانات كبيرة لتخزين أكبر قدر من المياه واستخدامها متى انقطعت عنهم الإمدادات، ولكن هناك بعض الأسر التي لا تقوى على توفير هذه الخزانات فلا تملك غير خزانات بلاستيكية سعتها طبعا صغيرة، فتجد حماماتها مليئة من كل الأحجام من هذه الخزانات، ومع ذلك فهي لا تكفي مع طول مدة الانقطاع.
تساءلت في السطور الأولى عن العام الذي نعيشه، ومبلغي في ذلك أننا لم نصل بعد إلى العام الذي يتوقع فيه الراصدون أو حتى المتنبئون شح المياه وندرتها لدرجة أن الفرد منا سيوحي شكله بأنه في نهاية الثمانينات رغم أنه لم يتعد الخمسين، وسيعاني من أمراض الكلى بسبب عدم شربه للماء، وسيعتبر من هو في الـ 50 من المعمرين، وبدلا من أن ينصح الأطباء شرب 8 أكواب على الأقل يوميا من الماء، سيكون الترشيد على أوجه ولن يتمكن الأبناء إلا من توفير نصف كوب ماء يوميا، وحتى الأجور ستتحول إلى حصص من المياه بدلا من النقود، وبعد أن كانت النساء يتباهين بشعورهن سيصبحن من ”الصلعان” بلا شعر ليحتفظن بنظافتهن في ظل عدم وجود مياه لا للشرب ولا للاستخدامات الأخرى، هذا السيناريو المخيف لحد الرعب لم نصل إليه بعد ولكننا نستشعره ونذوق بعض وخزاته مع الانقطاع المستمر للمياه فلما تستعجلون علينا البلاء ونحن لا نزال في خير ونعمة.

* من أسرة تحرير ”الوقت”

حال بعض القرى من الانقطاعات شبه اليومية للكهرباء والماء لا يسر عدواً ولا حبيب، فليس من المعقول أبدا أن تنقطع الكهرباء وا...

إقرأ المزيد »

أعلنها صراحة أحبك يا «علي»

ياسمين خلف كن على حذر … من الكريم إذا أهنته، ومن العاقل إذا أحرجته، ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن الأحمق إذا مازحته، ومن الفاجر إذا عاشرته … إنني ذقت الطيبات كلها، ولم أجد أطيب من العافية، وذقت المرارات كلها، فلم أجد أمر من الحاجة إلى الناس ،ونقلت الحديد والحجر، فلم أجد أثقل من الدين … اعلم أن الدهر يومان، يوم لك ويوم عليك، فإن كان لك فلا تبطر، وإن كان عليك فاصبر، فكلاهما ‘’سينحسر’’، كلمات من ذهب للإمام علي بن أبي طالب ‘’ع’’ نعرفها منذ نعومة أظافرنا كنا نسمعها و كنا لا نفقه معناها وعمقها، ولكننا نقف عندها مشدوهين، ربما هو تأثير الكلمات علينا كونها من أحب الخلق علينا بعد الرسول الأعظم، وربما لأننا نعشق الإمام كما شربنا حبه من أثداء أمهاتنا فيعجبنا قوله، هذا نحن كمسلمين ولكن أن يصل حبه إلى المسيحيين فهذا ما جعلني أقف مشدوهة وأنا في عمري هذا.
كنت حينها في غرفة طبيب مسيحي في الخارج، وكانت كلمات الإمام علي تلك مكتوبة وبخط واضح على لوحة من شجرة الأرز، استغربت حقا من ذلك وانطلق لساني كعادته موجها أسئلته للطبيب، أتعرف هذه الكلمات لمن؟ قالها مؤكدا، بالطبع فهي للإمام علي ومن لا يعرفه؟ هذا الرجل العظيم قدوتي في الحياة وأعشقه رغم كوني مسيحيا، فهو ليس حكرا عليكم أيها المسلمون وتركني مع دهشتي وفرحة غامرة تعتمر قلبي من كلامه.
إيليا كما ذكر اسمه في الإنجيل والتوارة والزبور أو علي الذي اشتق اسمه من اسم الله العلي، حظي بما لم يحظ به أحد غيره، فقد انشقت الكعبة المشرفة لأمه فاطمة بنت أسد لتلده في أطهر بقعة، بيت الله، وبقيت معه لثلاثة أيام في ضيافة الله وتربى في حجر الرسول وقتل في بيت الله وهو يصلي الفجر في رمضان، مآثره عظيمة وأقواله وأفعاله لا تستطيع عندها إلا أن تنحني احتراما، هل هناك من أحد قبله أو بعده استطاع مثلا أن يرتجل خطبة خالية من حرف الألف، وأخرى خالية من النقط كما فعل؟ هل عاش حاكما زاهدا مثله حتى ليقتات في فطوره خبز الشعير مع اللبن والملح؟ وهل وهل وهل … سطوري القليلة بكلماتها التي تتجاوز 400 كلمة بقليل لن توفي هذا الإمام حقه، خصوصا في ذكرى وفاته مسموما بضربة سيف اللعين عبدالرحمن بن ملجم في شهر رمضان، فلو كتبت 400 كتاب عوضا عنها لن أوفيه ولكن علها كلمة تختصر ما لم أتمكن من التعبير عنه بأنني أحبك وأحبك يا علي، فعظم الله أجوركم بوفاة زوج بنت نبي الله المصطفى ‘’ص’’.

كن على حذر ... من الكريم إذا أهنته، ومن العاقل إذا أحرجته، ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن الأحمق إذا مازحته، ومن الفاجر إذا...

إقرأ المزيد »

«بتكحلهــا عمتهــا»

ياسمين خلف لا يمكن إنكار النية الحسنة لوزارة الأشغال والإسكان عندما أرادت تطوير بعض القرى، وتزيين بعض مداخلها بالطوب زالأملحس، ولا يمكن التغاضي عن هذه الخطوة التي تحسب لها، ولكن وكما يقول المثل العامي زبتكحلها عمتهاس، فأرادت تعديل بعض المداخل فتسببت بمشكلة أكبر عما كانت عليه، والأهالي بطبيعة الحالي هم من يدفع الثمن، والثمن غالي في أغلب الأحيان ويأتي على أعصابهم إن لم تطل أموالهم.
فالمفترقات في القرى وبعد أن كانت تسمح بمرور سيارتين زدخول وخروجس أصبحت لا تسمح إلا بمرور سيارة واحدة، لا نعترض يا جماعة على تنظيم حركة السير والتي من المفترض أن تسهم في حماية قائدي المركبات بل وحتى المشاة، ولكن ما تسببه هذا التغيير أدى إلى خلق ازدحام في القرى، ناهيك عن خلق بل وتفخيم مشكلة قلة مواقف السيارات التي يعاني منها سكان القرى أصلا، مما يضطر الواحد منهم للسير لمسافات طويلة ليصل لمنزله، زوالله يساعده إذا كان محملا بأكياس تصل أوزانها بالكيلوات أو كانت أماً تحمل طفلها النائم، والمشكلة الأدهى والأمر أن المداخل وبعد عمليات التجميل زالتي طالتها وتسبب في ضيقها لم تعد قادرة على استيعاب حجم السيارات الكبيرة، وهذا ما رأيته بأم عيني عندما أشتعل منزل وهرعت له سيارة المطافي التي كابد سائقها كي يدخل لموقع المنزل، رغم سهولة الوصول إليه سابقا.
هذا من جانب، ومن الجانب الآخر تسببت عمليات الصيانة والتعديل وإمدادات المجاري في تلف بعض السيارات من كثرة الحفريات القائمة على قدم وساق، زاللهم لا حسد، البحرين كلها يبغون يغيرونها مرة وحدةس فالمدة الزمنية لهذه الإنشاءات طالت وتجاوزت الأشهر، وسأم الناس منها، فالغبار الناتج عنها يوحي للمار بينها وكأنه في وطيس معركة لا بين بيوت في القرى، حتى غسيل السيارات لم يعد له معنى مع كثرة الغبار الذي يغطي السيارات يوميا، وكالعادة المواطن هو من يدفع الضريبة فيحتاج إلى ميزانية أخرى لغسل سيارته فبدلا من أن يغسلها كل زيوم وتركس يضطر إلى غسلها يوميا، هذا أن سلمت من الحجارة المتطايرة أو الخدوش الناتجة عن الاحتكاكات بين السيارات نتيجة الزحمة، ناهيك عن الغبار الذي يدخل البيوت ويهلك أهلها في تنظيفها، ويتغير لون الطلاء لكثرة ما يتعرض له من تلوث بالغبار والدخان. بعض أهالي القرى تضرروا بشكل آخر أخطرها زواللي ستر عليهمز حوادث سقوط أطفال في الحفر، ولولا عناية الله والتمكن من انتشالهم من قبل الأهالي لفجعت أهالي بفلذات أكبادها، كما أن البعض الآخر تضررت تجارتهم لوجود الحفريات أمام مداخل محلاتهم، زويمشون بوزهمز من التعويض لو فكروا فيه، فيا وزارة أرحمي من في القرى وشدي حيلك وأنتهي من تلك العمليات قبل أن ينتهي عمر الأهالي من التأفف والسأم من الحال.

لا يمكن إنكار النية الحسنة لوزارة الأشغال والإسكان عندما أرادت تطوير بعض القرى، وتزيين بعض مداخلها بالطوب زالأملحس، ولا...

إقرأ المزيد »

سلام الله على السعودية

ياسمين خلف
أن يواجه جسر الملك فهد ازدحاما غير مشهود ليصل عدد المسافرين في اليوم الواحد نحو 70 ألف شخص، حتى لتستنفر إدارة المؤسسة العامة للجسر طاقاتها لتطبق خطة عاجلة قصيرة المدى، وأن تضاعف الطاقة الاستيعابية لجميع مناطق الإجراءات بواقع 70 في المئة للوصول إلى 17 مسارا بدلا من 10 مسارات لمناطق الجوازات، يعني أننا أمام عدد من الأسئلة التي من بينها يطل وجه لا يمكن إنكاره، ألا وهو ان عدداً كبيراً من البحرينيين ينزحون يومياً إلى أراضي المملكة العربية السعودية ويعودون أدراجهم إلى البحرين مع حلول الليل، وغالبيتهم يرفع شعار ‘’مجبر أخاك لا بطل’’.
فهاهم زرافات يتوجهون للسعودية في الشهر الفضيل للتزود ‘’بماجلة’’ البيت، فالأسعار التي لم ترحم الفقير، ولم تفرق بين ذاك العامل البسيط في القطاع الخاص وذاك المسؤول الكبير في القطاع العام، أخذت تنهش في الراتب نهشا لا يعرف الرحمة، مما جعل البحرينيون اليوم غير الأمس، فيتكبدون عناء السفر ‘’وإن كان قصيراً نسبياً’’ لتوفير احتياجات المنزل، إحداهن قالت ‘’سلام الله على السعودية كلشي فيها رخيص، تصوري شراب الفيمتو سعر ثلاث غراش يوازي غرشة وحدة في البحرين والجبن الحجم العائلي فرق السعر يصل إلى نحو دينار واحد’’. قالتها وهي تبتسم كمن حصلت على مصباح علاء الدين وتحققت لها أمنيتها في توفير احتياجاتها ضمن حدود موازنة المنزل التي لا ترقى حتى لأن يطلق عليها موازنة وهي التي لا تتعدى كم مئة دينار هي في الأساسي راتبها وراتب زوجها.
والأمر لا يتوقف عن حدود ‘’الماجلة’’ فأسعار الملابس والحقائب والأحذية هي الأخرى تنافس الأسعار في البحرين بدرجة كبيرة، هذا إذ ما كانت ذات النوعية، أما إذا كانت من نوعية أخرى فهي إلى جانب أسعارها الأقل فهي أفضل جودة وأكثر تنوعا، مما تجعل الألوف من البحرينيين يفضلون الأسواق السعودية عن البحرينية التي ستواجه كما يبدو في السنوات القليلة المقبلة ركودا وكسادا، إذ أن الأمر ذاته يدفع بـ ‘’البحرينيين’’ إلى السفر إلى بعض الدول الخليجية المجاورة ولاسيما الكويت.
كما ولا ننسى أن أعداد أخرى من البحرينيين ينزحون يوميا إلى السعودية بحثا عن لقمة العيش، فالكثير منهم فضل السفر اليومي وعناءه عن البقاء في وحل البطالة، ولا يقتصر الأمر على محدودي التعليم فقط فهناك من يحمل الشهادات الجامعية ويعمل في الغربة من بينهم أطباء ومدرسون، فبعد كل ذلك ونستغرب من الأعداد المهولة التي تقطع جسر الملك فهد يوميا!.

أن يواجه جسر الملك فهد ازدحاما غير مشهود ليصل عدد المسافرين في اليوم الواحد نحو 70 ألف شخص، حتى لتستنفر إدارة المؤسسة ال...

إقرأ المزيد »

أم لثمانية أطفال ولاتزال «عزباء»

ياسمين خلف
أجد نفسي انحني احتراما لهذه الأم العزباء التي ربت ثمانية أطفال وهي لاتزال في ريعان شبابها ولم تتزوج بعد، ولا يملك كل من سيعرفها إلا أن يحترمها بالمثل، ولكنها في المقابل لا تحتاج منا جميعا الاحترام فقط، وإنما هي في أمس الحاجة إلى يد تعينها على مصاريف الجامعة التي عجزت وأهلها عن تسديد رسومها.
حكايتها بدأت وهي في الحادية والعشرين من عمرها عندما فجعت وأهلها بأخيها وزوجته وأبنهما ذي الثلاث سنوات في حادث مروري بشع بعد خروجهم من المركز الصحي في طريقهم إلى المنزل، تاركين لها ثلاثة أطفال أكبرهم في الصف الثاني الابتدائي وأصغرهم لم يتعدَ العام والتسعة أشهر من عمره، فيما كان أوسطهم لتوه قد أنهى الروضة، وكان ذلك في العام 2002، ولم تجد حينها وهي طالبة الأحياء في جامعة البحرين إلا أن تحتضن هؤلاء الأطفال لتكون الأم قبل أن تكون العمة، فتسبب لها ذلك في انخفاض معدلها الجامعي وكانت النتيجة الطرد والفصل من الجامعة.
بعدها بعامين فقط فجعت العائلة ذاتها بوفاة زوجة الأخ وكأن المصائب لا يحلو لها أن تأتي فرادا فتفضل أن تكون بالجملة، فخلفت المرحومة وراءها هذه المرة خمسة أطفال، أكبرهم في الصف الثالث الابتدائي وأصغرهم لم يتعد الأربعة أشهر، نعم الأربعة أشهر، مما يعني أن المسؤولية كبيرة جدا، حيث زادت بحمل 5 أطفال إضافة إلى 3 أطفال آخرين، وكلهم يتامى وبحاجة إلى صدر أم حنون، فكانت هي من يمتلك الحنان الذي عوضهم عن حنان الأم وربما أعطتهم ما لم تكن لتعطيه إياه أمهاتهم لو قدر لهن العيش وطول العمر.
اليوم هي في السابعة والعشرين من عمرها، وهدفها الذي لم يغب عن بالها رغم المسؤولية العظيمة التي حملتها على عاتقها هو إكمال دراستها الجامعية، ولأنها فصلت فصلا تاما من جامعة البحرين، لم تجد غير الاتجاه نحو الجامعة الخاصة بمصاريفها التي لا ترحم ‘’فقير القوم’’ فكلفة السنة الدراسية تصل إلى نحو 0441 دينارا، بواقع 027 دينارا في كل فصل دراسي، ورغم تقسيط المبلغ من قبل الجامعة الخاصة التي تحمل اسما قديما للبحرين، إلا أنها لا تقوى على دفع كلفها، كيف تدفعها وهي عاطلة وأبوها شيخ كبير لا يزيد دخله عن 001 دينار كراتب تقاعدي.
لا حيلة لها اليوم غير أن تستجدي من يملك القدرة على إعانتها، بعد أن يئست من إرسال طلبها إلى الديوان الملكي، وبعد أن عجزت عن الحصول على عمل بدوام جزئي لارتباطها بالدراسة. تقول إنها تتمنى لو تحصل على من يتبناها دراسيا كإحدى الشركات أو البنوك أو من قبل وجهاء وأغنياء المملكة، أو حتى أن يتكفل أحدهم بدفع المصروفات إلى أن تتخرج كدين أو قرض تسدده متى ما حصلت على عمل بعد إنهائها للدراسة التي بقي عليها ثلاث سنوات، هل من معين لهذه الأم التي ربت 8 أيتام وهي ‘’عزباء’’؟.

أجد نفسي انحني احتراما لهذه الأم العزباء التي ربت ثمانية أطفال وهي لاتزال في ريعان شبابها ولم تتزوج بعد، ولا يملك كل من...

إقرأ المزيد »