نشرت فى : يناير 16, 2008

قمر بني هاشم

ياسمينيات
قمر بني هاشم
ياسمين خلف

ياسمين خلف لا يمكن الحديث عن الإمام الحسين بن علي عليهما أفضل الصلاة والسلام من دون ذكر أخيه من أبيه أبي الفضل العباس الملقب بقمر بني هاشم، والذي نعاه أبو الأحرار في واقعة الطف بجملته المشهورة عندما رفعه من على أرض المعركة وهو يحتضر وقال «الآن انكسر ظهري» في إشارة إلى أن العباس كان بمثابة العمود الفقري للإمام الحسين (ع)، وكيف لا وهو الضرغام الذي يهابه العرب آنذاك من فرط شجاعته وإقدامه.
لا أعرف حقيقةً ما الذي يعتريني عندما أقرر أن أكتب عن شخصية عظيمة كعظمة شخصيات أهل بيت النبوة، تتزاحم الكلمات وتتصارع قبل أن تجد طريقها إلى الكتابة، فمهما كتبنا فكأننا نبحر في بحار واسعة لا نهاية لها، فكل ما لدينا يخجل ويتوراى خلف عظمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام.
منذ كنا نلعب صغاراً ونحن ندرك تماماً بأن أبا الفضل العباس باب الحوائج، وأنه ليخجل من أن يرد من استشفع به عند ربه لقضاء حوائجه، فكنا نقلد أمهاتنا في طقوس النذور كأن نأخذ شمعة من الحسينية على أن نوفي بالنذر في السنة التي تليها إذا ما تحقق مطلبنا و«مرادنا»، أو نعقد ربطة في «الراية» التي تحمل مجسم كف العباس كنوع من الاتفاق بين طرفين، كنا نتوجس من أن ننسى النذر فنقدم ما نستطيع عليه ونحن الأطفال إلى الحسينية ما إن ينجلي محرم ويأتي بعده آخر.
وفي مراهقتنا ارتسم العباس في قلوبنا على أنه أوسم مما نتوقع أو نتخيل، وأن كل الصور التشبيهية لا يمكن أن تصور جماله، ألم يلقب كما عرف عنه بأنه قمر بني هاشم؟ ألم تحلم أمه فاطمة أم البنين بأن فلقة من القمر قد وقعت في حجرها وفسرها المفسرون بأنها ستلد ولداً جميلاً كفلقة القمر؟ حتى أننا ننام ليلة السابع من محرم وكلنا أمل أن نراه ولو في حلمنا لمجرد أن نرى مقدار جماله، تشربنا حبه من أهلنا درسنا مواقفه الرجولية من الكتب ومن خطب المآتم، عرفنا بأنه الرجل الذي لا يهاب الموت في سبيل الانتصار للحق والإسلام ولأخيه سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه السلام، وجدناه الأخ الذي يفدي أخاه بما يملك ويؤثر الغير على نفسه، ألم يصل إلى المشرعة «نهر الفرات» وتمكن من أن يغرف الماء بيده حتى وصلت إلى فمه ليتذكر الأطفال والنسوة في الخيام عطشى وأخاه الحسين الذي جف لسانه وتخشب من العطش، ليرميه ويملأ «القربة» ليحملها إلى أهله؟ ألم يحارب قوم يزيد حتى قطعوا يمينه وشماله وغرزوا السهام في عينه؟ كانوا يعرفون بأنه ليس بالمحارب العادي، فكانوا يخشونه ويحسبون له ألف حساب، ولولا الخديعة لما تمكنوا منه. فسلام عليك يا أبا الفضل العباس والسلام على أبيك وأخيك وعلى جدك رسول الله (ص).

ياسمينيات قمر بني هاشم ياسمين خلف لا يمكن الحديث عن الإمام الحسين بن علي عليهما أفضل الصلاة والسلام من دون ذكر أخيه من أ...

إقرأ المزيد »