جيل لا يقرأ «القرآن»

ياسمين خلف ها هو شهر رمضان قد انقضى، البعض منا استغله بكثرة الصلاة وقراءة القرآن وفعل الخير، والبعض منا ضيعه هكذا ما بين سهر على البرامج والمسلسلات الهابطة، وبين التسكع في المجمعات، فيما كفى البعض منهم شره، وجعل منه شهرا للنوم وإن كان عبادة.
ما يحز في النفس أن عددا من شبابنا لم يعطر يوما فمه بقراءة القرآن في شهر رمضان، ولا أبالغ في ذلك أبدا، وما قلت ذلك إلا بعد أن سألت عددا من المراهقين ممن هم في الخامسة عشرة والسابعة عشرة في استطلاع شفهي يشبع فضولي، وصدمت حقا عندما قالوا إنهم لم يقرأوا القرآن بتاتا ليس فقط في شهر رمضان وإنما حتى في باقي أيام السنة، مكتفين بالسور المقررة عليهم في المدرسة، وهزوا رؤسهم بأنهم لا يعرفون قراءة القرآن وهم من يصعب عليهم قراءة اللغة العربية، باعتبارهم من طلبة المدارس الخاصة، وقبل أن ينهوا كلامهم قالوا ‘’لسنا الوحيدين فزملاؤنا في الفصل كذلك ‘’، وكأن الأمر طبيعي ولا يستدعي الاستهجان حيث بدا واضحا على محياي.
كلامهم ذلك جعلني أرجع بذاكرتي إلى حيث كنت فيه لا أتعدى التاسعة من عمري أو حتى أقل، وأنا مستلقية على الأرض أمام التلفزيون وأتابع فقرة القرآن الكريم قبل بدء الرسوم المتحركة، وأرتل مع الشيخ عبدالباسط عبد الصمد الآيات حتى حفظناها وبأسلوب ترتيله، حيث كان ترتيله يجعل شعر جسمي يقشعر وهو يقول في سورة المدثر ‘’ما سلككم في سقر (42) قالوا لم نك من المصلين (43) ولم نك نطعم المسكين (44) وكنا نخوض مع الخائضين (45) وكنا نكذب بيوم الدين (46)’’ صدق الله العظيم، وكيف كنت أقول بيني وبين نفسي الحمد لله أصلي وأتصدق على الفقراء ولكن ماذا تعني الآية ‘’وكنا نخوض مع الخائضين’’؟ فأذهب لوالدتي رحمها الله لأستفسر عن المعنى، فتربينا على قراءة القرآن حتى أصبح جزءا من يومنا، لا يمر يوم إلا وقرأنا صفحات وإن كانت معدودة، كنا في المدرسة نتسابق في الفصل على عدد الأجزاء التي نقرأها في رمضان، وكانت معلمة الدين تكافئ من تنتهي أولا بختمة، مما زرعت داخلنا هذه العادة حتى اليوم حيث أتسابق مع أخواتي عليها.
ولكن أن نرى اليوم شبابنا لا يعرف قراءة كتاب الله وهو الذي جعل منه عربيا، ويبحرون في قراءة كل ما تقع عليه أعينهم في المواقع الإلكترونية باللغة الإنجليزية فهو حقا ما يحز في نفسنا، لا نختلف في أن اللغة الإنجليزية ضرورية جدا ومن لا يتقنها اليوم بات أقرب إلى أن يكون أميا في عصر التكنولوجيا، ولكن أن يتركوا اللغة العربية حتى باتت شاقة عليهم ويتكلمون بأحرف متكسرة فهي جريمة ارتكبها أهلهم عليهم قبل أن نحاسبهم على خطأ اقترفوه، فهل نتوقع من أبناء هذا الجيل أن يقرأ القرآن إذ كانوا هم أصلا لا يقرأونه؟ أحقا سنصل إلى اليوم الذي يكون فيه القرآن مهجورا ؟ فإن كنا حقا نحب أبناءنا ونخاف عليهم لابد أن نحميهم وسلحهم بالقرآن لينجحوا في اختبار الدنيا والآخرة، ولا أن نتفاخر بأننا استطعنا أن نجعل منهم أجانب ليس فقط في اللغة وإنما حتى في السلوك، وحتى لا تلومونهم إذا ما أتوا يوما وصرخوا في وجهكم وهم الذين لم يقرأوا يوما قوله تعالى ‘’ولا تقول لهما أف ولا تنهرهما ‘’ صدق الله العظيم.

ياسمين خلف ها هو شهر رمضان قد انقضى، البعض منا استغله بكثرة الصلاة وقراءة القرآن وفعل الخير، والبعض منا ضيعه هكذا ما بين سهر على البرامج والمسلسلات الهابطة، وبين التسكع في المجمعات، فيما كفى البعض منهم شره، وجعل منه شهرا للنوم وإن كان عبادة.
ما يحز في النفس أن عددا من شبابنا لم يعطر يوما فمه بقراءة القرآن في شهر رمضان، ولا أبالغ في ذلك أبدا، وما قلت ذلك إلا بعد أن سألت عددا من المراهقين ممن هم في الخامسة عشرة والسابعة عشرة في استطلاع شفهي يشبع فضولي، وصدمت حقا عندما قالوا إنهم لم يقرأوا القرآن بتاتا ليس فقط في شهر رمضان وإنما حتى في باقي أيام السنة، مكتفين بالسور المقررة عليهم في المدرسة، وهزوا رؤسهم بأنهم لا يعرفون قراءة القرآن وهم من يصعب عليهم قراءة اللغة العربية، باعتبارهم من طلبة المدارس الخاصة، وقبل أن ينهوا كلامهم قالوا ‘’لسنا الوحيدين فزملاؤنا في الفصل كذلك ‘’، وكأن الأمر طبيعي ولا يستدعي الاستهجان حيث بدا واضحا على محياي.
كلامهم ذلك جعلني أرجع بذاكرتي إلى حيث كنت فيه لا أتعدى التاسعة من عمري أو حتى أقل، وأنا مستلقية على الأرض أمام التلفزيون وأتابع فقرة القرآن الكريم قبل بدء الرسوم المتحركة، وأرتل مع الشيخ عبدالباسط عبد الصمد الآيات حتى حفظناها وبأسلوب ترتيله، حيث كان ترتيله يجعل شعر جسمي يقشعر وهو يقول في سورة المدثر ‘’ما سلككم في سقر (42) قالوا لم نك من المصلين (43) ولم نك نطعم المسكين (44) وكنا نخوض مع الخائضين (45) وكنا نكذب بيوم الدين (46)’’ صدق الله العظيم، وكيف كنت أقول بيني وبين نفسي الحمد لله أصلي وأتصدق على الفقراء ولكن ماذا تعني الآية ‘’وكنا نخوض مع الخائضين’’؟ فأذهب لوالدتي رحمها الله لأستفسر عن المعنى، فتربينا على قراءة القرآن حتى أصبح جزءا من يومنا، لا يمر يوم إلا وقرأنا صفحات وإن كانت معدودة، كنا في المدرسة نتسابق في الفصل على عدد الأجزاء التي نقرأها في رمضان، وكانت معلمة الدين تكافئ من تنتهي أولا بختمة، مما زرعت داخلنا هذه العادة حتى اليوم حيث أتسابق مع أخواتي عليها.
ولكن أن نرى اليوم شبابنا لا يعرف قراءة كتاب الله وهو الذي جعل منه عربيا، ويبحرون في قراءة كل ما تقع عليه أعينهم في المواقع الإلكترونية باللغة الإنجليزية فهو حقا ما يحز في نفسنا، لا نختلف في أن اللغة الإنجليزية ضرورية جدا ومن لا يتقنها اليوم بات أقرب إلى أن يكون أميا في عصر التكنولوجيا، ولكن أن يتركوا اللغة العربية حتى باتت شاقة عليهم ويتكلمون بأحرف متكسرة فهي جريمة ارتكبها أهلهم عليهم قبل أن نحاسبهم على خطأ اقترفوه، فهل نتوقع من أبناء هذا الجيل أن يقرأ القرآن إذ كانوا هم أصلا لا يقرأونه؟ أحقا سنصل إلى اليوم الذي يكون فيه القرآن مهجورا ؟ فإن كنا حقا نحب أبناءنا ونخاف عليهم لابد أن نحميهم وسلحهم بالقرآن لينجحوا في اختبار الدنيا والآخرة، ولا أن نتفاخر بأننا استطعنا أن نجعل منهم أجانب ليس فقط في اللغة وإنما حتى في السلوك، وحتى لا تلومونهم إذا ما أتوا يوما وصرخوا في وجهكم وهم الذين لم يقرأوا يوما قوله تعالى ‘’ولا تقول لهما أف ولا تنهرهما ‘’ صدق الله العظيم.

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.