أنحن فـي عام 2070؟

ياسمين خلف حال بعض القرى من الانقطاعات شبه اليومية للكهرباء والماء لا يسر عدواً ولا حبيب، فليس من المعقول أبدا أن تنقطع الكهرباء والشمس في أوجها فتلهب الأبدان والناس صيام،وليس مقبولا أبدا أن تنقطع المياه عن المنازل والشقق لأيام وصلت مثلا إلى أكثر من ثلاثة أيام متواصلة في قرية عالي مجمع ,742 والعذر يأتي ببرود عبر أسلاك الهاتف بأن خللاً ما حدث والموظفون يصلحونه، وكأننا في العام 2070 وليس في نهاية العام .2007
أبوعلي أحد قاطني هذا المجمع وسئم كغيره من الأهالي من الوضع، ويحق له كل الحق، وهو الذي يعمل بدوام ”الشفتات” وزوجته تعمل ولديهما أطفال، وبحاجة ككل الخلق على هذه الكرة الأرضية إلى أن يستخدم دورة المياه ”آجلكم الله” وأن يستحم، وهذه حاله، أما زوجته فكيف لها أن تطبخ وتغسل الصحون والملابس والماء منقطع وهي التي لا تملك كل الوقت لتدبير أمور المنزل إذ ما كانت المياه متوافرة لساعات معدودة، قد تكون حينها في عملها، وإن صبرا واحتسبا، كيف لهما التعامل مع الأطفال وهما الأكثر حاجة إلى استخدام المياه للنظافة وكيف يذهب الأطفال للمدارس وحالهم رث، أنحن فعلا كما يقولون أو نسمع دولة نفطية أم كلها شائعات لا نطال منها إلا الكلام؟ وهل يتمكن أحد المسؤولين في وزارة الكهرباء والماء أن يعيش دون قطرة ماء واحدة لثلاثة أيام؟ هكذا كان يسأل أبو علي الذي يمثل صوت آلاف من المواطنين.
البعض من الأهالي ممن ذاقوا ويلات الانقطاعات المستمرة في المياه لجؤوا إلى حيلة شراء خزانات كبيرة لتخزين أكبر قدر من المياه واستخدامها متى انقطعت عنهم الإمدادات، ولكن هناك بعض الأسر التي لا تقوى على توفير هذه الخزانات فلا تملك غير خزانات بلاستيكية سعتها طبعا صغيرة، فتجد حماماتها مليئة من كل الأحجام من هذه الخزانات، ومع ذلك فهي لا تكفي مع طول مدة الانقطاع.
تساءلت في السطور الأولى عن العام الذي نعيشه، ومبلغي في ذلك أننا لم نصل بعد إلى العام الذي يتوقع فيه الراصدون أو حتى المتنبئون شح المياه وندرتها لدرجة أن الفرد منا سيوحي شكله بأنه في نهاية الثمانينات رغم أنه لم يتعد الخمسين، وسيعاني من أمراض الكلى بسبب عدم شربه للماء، وسيعتبر من هو في الـ 50 من المعمرين، وبدلا من أن ينصح الأطباء شرب 8 أكواب على الأقل يوميا من الماء، سيكون الترشيد على أوجه ولن يتمكن الأبناء إلا من توفير نصف كوب ماء يوميا، وحتى الأجور ستتحول إلى حصص من المياه بدلا من النقود، وبعد أن كانت النساء يتباهين بشعورهن سيصبحن من ”الصلعان” بلا شعر ليحتفظن بنظافتهن في ظل عدم وجود مياه لا للشرب ولا للاستخدامات الأخرى، هذا السيناريو المخيف لحد الرعب لم نصل إليه بعد ولكننا نستشعره ونذوق بعض وخزاته مع الانقطاع المستمر للمياه فلما تستعجلون علينا البلاء ونحن لا نزال في خير ونعمة.

* من أسرة تحرير ”الوقت”

ياسمين خلف حال بعض القرى من الانقطاعات شبه اليومية للكهرباء والماء لا يسر عدواً ولا حبيب، فليس من المعقول أبدا أن تنقطع الكهرباء والشمس في أوجها فتلهب الأبدان والناس صيام،وليس مقبولا أبدا أن تنقطع المياه عن المنازل والشقق لأيام وصلت مثلا إلى أكثر من ثلاثة أيام متواصلة في قرية عالي مجمع ,742 والعذر يأتي ببرود عبر أسلاك الهاتف بأن خللاً ما حدث والموظفون يصلحونه، وكأننا في العام 2070 وليس في نهاية العام .2007
أبوعلي أحد قاطني هذا المجمع وسئم كغيره من الأهالي من الوضع، ويحق له كل الحق، وهو الذي يعمل بدوام ”الشفتات” وزوجته تعمل ولديهما أطفال، وبحاجة ككل الخلق على هذه الكرة الأرضية إلى أن يستخدم دورة المياه ”آجلكم الله” وأن يستحم، وهذه حاله، أما زوجته فكيف لها أن تطبخ وتغسل الصحون والملابس والماء منقطع وهي التي لا تملك كل الوقت لتدبير أمور المنزل إذ ما كانت المياه متوافرة لساعات معدودة، قد تكون حينها في عملها، وإن صبرا واحتسبا، كيف لهما التعامل مع الأطفال وهما الأكثر حاجة إلى استخدام المياه للنظافة وكيف يذهب الأطفال للمدارس وحالهم رث، أنحن فعلا كما يقولون أو نسمع دولة نفطية أم كلها شائعات لا نطال منها إلا الكلام؟ وهل يتمكن أحد المسؤولين في وزارة الكهرباء والماء أن يعيش دون قطرة ماء واحدة لثلاثة أيام؟ هكذا كان يسأل أبو علي الذي يمثل صوت آلاف من المواطنين.
البعض من الأهالي ممن ذاقوا ويلات الانقطاعات المستمرة في المياه لجؤوا إلى حيلة شراء خزانات كبيرة لتخزين أكبر قدر من المياه واستخدامها متى انقطعت عنهم الإمدادات، ولكن هناك بعض الأسر التي لا تقوى على توفير هذه الخزانات فلا تملك غير خزانات بلاستيكية سعتها طبعا صغيرة، فتجد حماماتها مليئة من كل الأحجام من هذه الخزانات، ومع ذلك فهي لا تكفي مع طول مدة الانقطاع.
تساءلت في السطور الأولى عن العام الذي نعيشه، ومبلغي في ذلك أننا لم نصل بعد إلى العام الذي يتوقع فيه الراصدون أو حتى المتنبئون شح المياه وندرتها لدرجة أن الفرد منا سيوحي شكله بأنه في نهاية الثمانينات رغم أنه لم يتعد الخمسين، وسيعاني من أمراض الكلى بسبب عدم شربه للماء، وسيعتبر من هو في الـ 50 من المعمرين، وبدلا من أن ينصح الأطباء شرب 8 أكواب على الأقل يوميا من الماء، سيكون الترشيد على أوجه ولن يتمكن الأبناء إلا من توفير نصف كوب ماء يوميا، وحتى الأجور ستتحول إلى حصص من المياه بدلا من النقود، وبعد أن كانت النساء يتباهين بشعورهن سيصبحن من ”الصلعان” بلا شعر ليحتفظن بنظافتهن في ظل عدم وجود مياه لا للشرب ولا للاستخدامات الأخرى، هذا السيناريو المخيف لحد الرعب لم نصل إليه بعد ولكننا نستشعره ونذوق بعض وخزاته مع الانقطاع المستمر للمياه فلما تستعجلون علينا البلاء ونحن لا نزال في خير ونعمة.

* من أسرة تحرير ”الوقت”

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.