التصنيفات:تحقيقات / استطلاعات ( الأيام)

سائقو سيارات الأجرة:


ليس بكاءً علي اللبن المسكوب!!

تحقيق – ياسمين خلف:
جملة من المشاكل حملها لنا محمد أحمد المرباطي و عبدالهادي أحمد الشيخ و محمد جواد عيسي نيابة عن زملائهم سائقي النقل الخاص والمشترك باصات النقل العام الأهلية والنقل المشترك وسيارات الأجرة ، بعدما بحت أصواتهم من المطالبة بحقوقهم، وتعبت أرجلهم من كثرة التردد علي مبني إدارة المرور والترخيص، دون ان يتحرك ساكن ، قرروا الاعتصام مرة ومرات، البعض منهم أعتصم والباقون قرروا الاستمرار بالمطالبة، وتركوا الاعتصام كآخر وسيلة يلجأون إليها.. لكنهم اليوم، لا يريدون البكاء علي اللبن المسكوب!! فقبل 80 عاماً أو أكثر بدأ البحرين يشق طريقاً آخر لكسب الرزق، الا وهو العمل في نقل الركاب ، حتي وصل عدد الممتهنين في سلك هذه المهنة اليوم 2500 مواطناً، أي أن من يعاني عدد ليس بيسير البته .
من يحمي مصدر رزقنا؟
محمد المرباطي – سائق باص عام أهلي أي أنه أحد المتضررين يقول شارحاً وبالتفصيل سيل المشاكل التي تقف في طريق رزقه ورزق أبنائه.. حيث جاء علي لسانه: نعاني نحن أصحاب النقل العام والأجرة منذ ما يقارب الخمس سنوات من ضيق الحال الناتج عن قلة الدخل، والذي يرجع سببه الي مزاحمة الآسيويين وأغلبهم من العمالة السائبة وبعض المواطنين ومواطني دول الخليج لنا في عملنا، إذ أن أغلبهم يعمل في شركات أو مؤسسات أو حتي في وزارات حكومية، بل إن بعضهم يعمل في السلك العسكري، وبسبب تصرفاتهم الأنانية يعتدون علي مصدر رزقنا، يقول مكملاً: هؤلاء يعملون في نقل الركاب بسعر أقل ولا يملكون أي تصريح يخولهم العمل في هذا المجال من قبل إدارة المرور والترخيص . يتساءل: من يحمينا ويحمي مصدر رزقنا الوحيد خصوصاً مع عدم وجود قانون صارم ورادع لمثل هؤلاء البشر؟! .
الأجانب يمتلكون سيارات للنقل
عبدالهادي الشيخ كانت له مداخلة تنصب في صلب الموضوع حيث قال: هذه الفئة المعتدية علي رزقنا واللذين يزاولون عملهم دون أن تعترضهم إدارة المرور والترخيص بكل حرية، وبكل أمان الي درجة أنهم يملكون مواقف خاصة في مناطق مختلفة في مملكة البحرين ومنها علي سبيل المثال في مدينة المنامة والرفاع الشرقي والغربي ومدينة المحرق وكذلك في القضيبية، بل أنهم وقعوا إتفاقيات مع بعض الشركات والمؤسسات لنقل العمال لمواقع عملهم، بل أنهم عقدوا اتفاقيات مع أولياء أمور الطلبة لتوصيل أبنائهم من والي مدارسهم، وكما نعرف – الكلام لا يزال علي لسان الشيخ – انه لا يحق لأي أجنبي (أسيوي – عربي) الحصول علي رخص قيادة أو امتلاك لأي نوع من سيارات النقل العام (باصات – شاحنات) فكيف لبعضهم إذن أن يمتلك أكثر من سيارة؟!! .
الآسيويون يعملون لحسابهم الخاص
علي إدارة المرور والترخيص أن تحدد عدد الباصات وعدد اللوحات لكل شركة او مؤسسة تعمل في مجال النقل لايقاف تلاعب تأجير اللوحات علي الاجانب الآسيويين ذلك ما قاله محمد جواد عيسي مؤكدا علي ان بعض مؤسسات النقل العاملة في مملكة البحرين وبترخيص من ادارة المرور ووزارة التجارة، ينقلون الموظفين وعمال الشركات من وإلي مقر وظائفهم، مما يدفع بعدد ليس بيسير من الآسيويين لنقل العمال لحسابهم الخاص !!
اللوحة بـ 6000 دينار
ويؤكد محمد المرباطي علي اهمية وسائل النقل العام والأجرة، ولكن في الوقت نفسه يري ان تعددها واختلاف انواعها واحجامها نقل عام للركاب كبير، ومتوسط وصغير، ومنها النقل العام المشترك كسيارات الاجرة يخلق التنافس المؤدي الي المشاحنات والمشاجرات فيما بين السواق، ويري ضرورة وضع حد لهذه المشكلة من خلال تحديد التعرفة والاجور بما يتناسب مع الوضع الحالي لاصحاب وسائل النقل العام والأجرة، وبتنظيم جدول لوسائل النقل العام والأجرة، مقترحا ان تكون السيارات سيارات اجرة، وباصات صغيرة تتسع لـ 15 راكب لتناسبها مع ضيق الشوارع وازدحام الاسواق، ولإتاحة الفرصة لادارة المرور اصدار اكبر عدد من الروحات وتوفير فرص عمل للعاطلين.
ويسترسل المرباطي : بعض اصحاب الشركات ومؤسسات النقل يمتلكون اكثر من لوحة لوسائل النقل العام للركاب، ويقومون بتأجيرها علي المواطنين بإيجار شهري قدره 100 دينار بحريني، في الوقت الذي تمنع إدارة المرور والترخيص مثل هذه التجازوات، كتأجير اللوحات لمواطنين يمتلكون وظائف معينة اولديهم سجلات تجارية .. ويضيف المرباطي : بعض اصحاب المؤسسات يبيعون اللوحات علي المواطنين بسعر يصل في كثير من الاحيان الي 6000 دينار بحريني من غير الباص او السيارة!! والغريب إن إدارة المرور والترخيص قامت بتسجيل اللوحة باسم المشتري فورا بموجب اتفاقياتهم مع اصحاب المؤسسات والشركات، علي الرغم من ان هناك بعض المواطنين اشتروا لوحات لوسائل النقل العام والاجرة منذ ما يقارب 15 سنة، ورفضت ادارة المرور تحويل ملكية السيارة او الباص . متساءلاً: ما هو الاجراء المتبع ضد المؤسسات والشركات اللذين يمتلكون لوحات لوسائل النقل العام والاجرة؟! .
التعرفة لا تتناسب مع الوضع الحالي
عبدالهادي الشيخ يتذمر من تعرفة اجور وسائل النقل والتي وكما يقول انها سنت منذ ما يربو علي العشرين عاما، وانها لا تتناسب مع الحياة الصعبة وغلاء المعيشة في الوضع الحالي، ومع ارتفاع اسعار السيارات والباصات وقطع الغيار والصيانة ورسوم ادارة المرور والترخيص وارتفاع قيمة التأمين علي السيارات.
محمد جواد يستلم دفة الحديث ليقول: مع خصخصة النقل العام والتي رست مناقصتها علي شركة عبدالله أحمد بن هندي – شركة بحرينية إماراتية مشتركة ستتراوح التعرفة ما بين 150 الي 375 فلسا للراكب الواحد، والذي سيبدأ عملها في النصف الأول من العام الجاري 2003م، فما هو مصير المواطنين ممن يعملون في مجال النقل العام والأجرة؟! .
وهل إدارة المرور والترخيص علي علم بالتعرفة التي حددتها الشركة الجديدة، واذا كان الجواب نعم فأين حق المواطن؟!
وأتفق كل من المرباطي و الشيخ و محمد جواد علي ان الاجراءات التي يمر عليها المواطن البحريني المتقدم بطلب رخصة لوسائل النقل والأجرة معقدة وطويلة، والتي تبدأ من احضار استقالة من الشركة أو المؤسسة أو الوزارة التي يعمل بها مرورا باستخراج شهادة بصمات وشهادة حسن السيرة والسلوك من قسم التحقيقات الجنائية، وشهادة اعتبار من وزارة العدل وادارة المحاكم، وكل ذلك مقابل رفض الطلب أو قبوله، وبعدها يعطي المتقدم للطلب رخصة امتحان وفحص نظر، وبعد اجتياز الفحوصات والامتحان، يمنح الرخصة!! والإجراءات نفسها تطبق علي من يتقدم بطلب للحصول علي لوحة وسائل النقل والأجرة.
كما وأن إدارة المرور والترخيص ترفض تسجيل وتحويل ملكية اي سيارة أو باص أو نقل مشترك تحمل لوحة وسائل النقل العام والأجرة بين البائع والمشتري علي الرغم من إن كليهما بحريني الجنسية مما يضطر الطرفان البائع والمشتري الي تحرير مبايعة بينهما بأوراق حكومية أمام شهود او عن طريق وزارة العدل دائرة التوثيق لذا الكلام لا يزال علي لسان محمد جواد – نناشد المسئولين في إدارة المرور والترخيص بفتح باب البيع والشراء بين المواطنين حتي وأن تبعه ذلك زيادة في رسوم نقل الملكية من أجل أن يثبت المواطن حقه أمام القانون..
نرفض مزاحمة النساء لنا
ويحتج كل من محمد المرباطي و عبدالهادي الشيخ و محمد عيسي علي إصدار لوحات وسائل النقل العام والأجرة بأسماء نساء، إذ أنهم يرون أن هذا العمل شاق ولا يتناسب مع طبيعة المرأة، وان مزاحمتهم للرجال في هذا العمل مرفوض، خصوصاً مع وجود عدد كبير من العاطلين عن العمل ويحملون علي كاهلهم مسؤليات جمة.
شركة واحدة للتأمين
وجاء علي لسانهم: نعاني كثيراً من ارتفاع قيمة التأمين علي سيارات وسائل النقل والأجرة، فهي ترتفع عاماً بعد عام حتي مع عدم وجود اي حوادث في السيارة، ناهيك عن وجود شركة واحدة فقط من بين 20 شركة تأمين علي مثل هذه السيارات، فنحن بحاجة الي من يحمينا من هذا الجشع والطمع.

لا زيادة في التأمين
قد ذكرت مصادر جمعية التأمين البحرينية في تصريح خاص للأيام قبل فترة بأن لا زيادة في أسعار اقساط التأمين علي سيارات الأجرة والنقل العام وبأن شركات التأمين لا يمكنها ان تتعدي سقف الأسعار الذي اعتمدته وزارة التجارة في عام 1995م، وأنه علي الرغم من تدهور نتائج تأمين السيارات بسبب ازدياد الحوادث والاتجاه التصاعدي الكبير في تقدير التعويضات، إلا أن شركات التأمين لا يمكنها تجاوز سقف التعرفة المقررة من وزارة التجارة والتي مازالت سارية حتي الآن.
وفي تصريح سابق للعميد الشيخ دعيج بن خليفة آل خليفة مدير عام الإدارة العامة للمرور أكد علي ضرورة إجتماع أصحاب سيارات الأجرة مع جمعيتهم لمناقشة كافة المشاكل التي تواجههم ونقلها بدورها الي إدارة المرور والترخيص للنظر في كافة المعوقات والمشاكل وآخر المستجدات التي تطرأ علي القضية. مضيفاً بأن إدارة المرور قد بذلت قصاري جهدها في سبيل ضبط المخالفين من الأجانب، وبأن مطلب السواق بالجمع بين وظيفتين واقع تحت دراسة متأنية خصوصاً إن ذلك ليس معمولاً به في الدول الأخري.
وإن موضوع تعرفة الأجرة التي مضي زمن دون أن يطرأ عليها تعديل تقوم الإدارة العامة للمرور بدراستها بتأني.
وماذا بعد؟!
هل سيستمر سواق سيارات النقل العام والأجرة بالمطالبة بحقوقهم التي أصبحت كالحلم صعب التحقيق، أم ان عام 2003 يحمل لهم البشري والخير، نأمل أن يكون الاحتمال الثاني هو الأرجح علي يد العميد الشيخ دعيج بن خليفة آل خليفة مدير عام الإدارة العامة للمرور وحتما ستكون أيدي السواق معه لمصلحة هذه المملكة.

catfeat
2003-01-05

ليس بكاءً علي اللبن المسكوب!! تحقيق - ياسمين خلف: جملة من المشاكل حملها لنا محمد أحمد المرباطي و عبدالهادي أحمد الشيخ و...

إقرأ المزيد »

ســــــار


تختنق
مفارقة حقيقية بين سار البحرينية ونسختها الأجنبية

استطلاع أجرته – ياسمين خلف:

ما ان يقول احدهم انه سيذهب لـ سار ، أو انه سيزور صديقا له بـ سار حتي يتبادر الي ذهن المستمع انها تلك القرية الجميلة والنظيفة، والتي يغلب علي جوها رائحة الطبيعة المنبعثة من مزارعها والتي يفتقدها اهل المدن وبخاصة الصناعية منها، بل قد يعتقد انها المنطقة التي تعج بالفلل الضخمة والحديثة في تصاميمها!! ذلك صحيح ولكن تلك الصورة تنطبق علي سار الحديثة ، بل يمكننا ان نطلق عليها سار الاجنبية التي يسكن معظم بيوتها وفللها الاجانب، فماذا عن البحرينيين القاطنين في سار البحرينية – القرية الاصلية والذين يقدر عددهم بأكثر من خمسة آلاف نسمة، في تلك القرية التي سميت بـ سار كما يقول احد كبار السن تبعا للفرح والسرور الذي ينبعث في نفوس مرتاديها، اي ان سار الشيء المفرح، فكيف حال أهلها؟! وممَّ يشتكون؟! وهل صحيح ان الفرق بين سار الاصلية القديمة وسار الحديثة الاجنبية كالفرق بين الثري والثريا؟! ذلك ما سنعرفه خلال استطلاعنا الذي سيغير الفكرة المختمرة في عقول البعض منا!!
شارع طويل علي جانبيه فلل ضخمة وبعض المحلات التجارية المتفرقة هنا وهناك، تدخل في احدي المداخل لتستقبلك سار القرية البحرينية!! صحيح أن عمرانها جيد بالمقارنة مع غيرها من القري القريبة منها علي شارع البديع، إلا ان رائحة الطبيعة اغتصبتها رائحة البلاعات والمجاري هنا وهناك، والتي تكاد ان تخنق كل عابر أو زائر، فالمواطنون ممن يعيشون فيها قد أصيبوا بمناعة من تلك الروائح، والتي وان كانت قاتلة للغير ومميتة!! إلا أنها لا تقتل أبناء منطقتها بل تكتفي بخنقهم!!

المجاري..
أم المصائب

سيد صالح تقي – رئيس مجلس امناء صندوق سار الخيري يقول وحالنا مبكٍ، فالمجاري في القرية هي ام المصائب التي منها تندرج المصائب الأخري.. فالمجاري تغطي الاراضي كالسيول التي تحيط القرية، مما تبعث الضيق لأهل القرية وزائريها، وبحسب ما قيل لنا خلال لقائنا مع وزير الاسكان والاشغال والمسئولين في ادارة المجاري، فان قرية سار قد وزع عمل المجاري فيها الي خمس مراحل وسار القديمة تأتي علي رأس القائمة وبالدرجة الأولي في سلم التعديل.

صورة سيئة عن المملكة

يستلم دفة الحديث سيد سلمان سيد جعفر – رئيس مجلس ادارة نادي سار الثقافي والرياضي ليؤكد علي ان مشكلة المجاري في القرية تعتبر مشكلة أزلية ، حاولوا من خلال النادي والصندوق الخيري القضاء عليها، ولكنهم حتي هذا اليوم يعلنون فشلهم، وان وعود المسئولين التي اطلقوها منذ عام 2002م قد تبخرت مع انتهاء العام الماضي، وجاء علي لسان سيد سلمان: نحن بانتظار تحقيق الوعد الذي اطلقه المسئولون لنا، والذي اشاروا من خلاله بأنه في شهر يوليو سيتم القضاء علي المشكلة!!
وبصراحة نحن نشك في تلك الوعود، والتي سبق وان اخلفوها، ولكن املنا كبير في ان تتحقق هذه المرة!!، ويقول مضيفا وبأسي : قريتنا هذه محاطة بالاجانب وكبار المسئولين في المملكة، ووجود هذه المجاري تعكس صورة سيئة عن مملكتنا البحرين .

مشكلة تلد مشاكل

عمران حسين عمران – عضو المجلس البلدي – بالدائرة الخامسة ينقل آخر التعديلات بالنسبة لتخطيط المجاري حيث يقول: لقد قلصت الخمس مراحل في مرحلتين الاولي ستبدأ في شهر يوليو والاخري في شهر اكتوبر من نفس العام الجاري، وستكون المرحلة الأولي لسار القديمة.. وفي مداخلة للسيد صالح تقي – افاد بأن مشكلة المجاري لا يمكن قياسها بالشكل العام، وانما يجب قياسها بالآثار المترتبة عليها، وانها مشكلة تلد مشاكل. والتي منها الروائح الكريهة والمزعجة والتي تعتبر تلوثا هوائيا علي نطاق واسع، ومرتعا للحشرات التي استهدفت بيوتا كثيرة، ناهيك عن تلك الرطوبة المصاحبة لها والتي اثرت علي طلاء المنازل.

زاد الطين بلة

ويثير عمران حسين – قضية اهمال النظافة بعد الخصخصة، والتي وكما جاء علي لسانه كانت الامور افضل قبل الخصخصة!! والتي يرجح اسبابها كما افاد له المسئولون إلي قلة المعدات الخاصة بإزالة القمامة مما يؤدي إلي تجمع النفايات وفيضان البلاعات يوميا، ناهيك عن قلة العمال والذين وقعت علي كاهلهم أعمال إضافية، مما حدا بهم إلي الاضراب عن العمل فزاد الطين بلة !!

شوارع القرية

ويقسم محمد سعيد يوسف – نائب رئيس مجلس امناء صندوق سار الخيري الشوارع الي ثلاثة أنواع، وهي شوارع جديدة ولكنها تحتاج إلي اعادة رصف، كالشارع المؤدي إلي المقبرة الشرقية، والذي بسببه أصبحت عملية الوصول إلي المقبرة عملية شاقة وصعبة.. وشوارع اخري تحتاج إلي اعادة رصف والتي من ضمنها الشارع الرئيسي، وقد وعد المسئولون بالنظر في امره بعد الانتهاء من مشكلة المجاري، والشوارع الاخيرة هي تلك التي تنتشر الحفر فيها، والتي تحتاج الي ترميم تفاديا للمخاطر التي تسببها، مشيرا في الوقت ذاته الي مدخل شارع الشيخ عيسي المؤدي الي بعض الفلل والذي يحتاج الي اكمال ليخفف من زحمة المرور في المنطقة.

لا مدارس بالمنطقة الشمالية للبنين

لا توجد اي مدرسة اعدادية لا للبنات ولا للبنين، وبالمثل كذلك لا توجد مدرسة ثانوية للبنين علي الرغم من العدد السكاني الهائل في المنطقة الشمالية، مما يؤدي الي نزوح الطلبة الي مدارس العاصمة او بعض المدارس في المملكة. اما عن مدرسة سار الثانوية للبنات والتي وان كانت في القرية نفسها إلا أنها تبعد أكثر من 5 كيلومترات من قرية سار القديمة، مما يضطر الآباء إلي استئجار مواصلات خاصة لنقل بناتهن من وإلي مدارسهن، لعدم توافر مواصلات وزارة التربية والتعليم للمنطقة.. مع العلم ان المستوي الاقتصادي لغالبية الاهالي الاقتصادي قريب من خط الفقر فلا يسمح لهم بذلك، مما يلقي بعبء جديد علي عاتق رب العائلة، والذي بشكل من الاشكال سوف يؤثر علي قدرته علي توفير باقي مستلزمات وضروريات حياة اسرته.

أهي ازدواجية
في القانون؟!!

ويقول سيد سلمان بضجر ونفاد الحيلة والصبر: شارع 35 والمؤدي الي الجنبية والذي يقع عليه نادي سار، شارع غير تجاري كما هو مصنف من ادارة شئون البلدية، فكيف للمحلات التجارية ان تمارس عملها فيه والامر لا يختلف بالنسبة الي السينما الموجودة علي نفس الشارع، ويتساءل: أهي ازدواجية في القانون؟! أم ماذا؟، وان كان النفي هو الرد، فلم اذاً تقابل طلبات النادي بالرفض حينما يتقدم بطلب لفتح محلات تجارية، والذي ستكون إيراداتها للنادي لمساندته في انشطته المختلفة، في وقت نري فيه ان مخصص النادي لا يغطي احد انشطته، يتساءل مرة اخري : أهناك أكثر من قانون يا تري؟!

مركز البديع
بعيد نسبياً

نواجه مشكلة في عدم توافر مركز صحي ولو كان صغيرا في المنطقة، ليفي باحتياجات أهاليها، فالمركز الصحي الذي يرتاده أهالي سار هو مركز البديع الصحي، وهو بعيد نسبيا وبخاصة لمن لا يملك وسيلة للمواصلات، ناهيك عن الضغط الكبير الذي يكون عليه في ساعات الذروة، ومع ذلك فالمركز يفتقر الي بعض التخصصات مما يتعين علينا الذهاب لمستشفي جدحفص للولادة، ونتيجة لساعات الدوام الرسمي للمراكز الصحية، نضطر لمراجعة مستشفي جدحفص للولادة مساء، ومجمع السلمانية الطبي ايام الاجازات!! وهي مشكلة تقلق الكثير من الأهالي.

بيوت الله مهجورة

وبين الطرقات الداخلية للقرية تقبع عدد من البيوت الآيلة للسقوط، والتي قد تسقط يوما ما لا قدر الله علي طفل يلعب بالجوار او شيخ انهكته السنون ولم يعد قادرا علي المشي بسهولة او بسرعة اذا ما دعته الحاجة وحدث ما لا تحمد عواقبه!! والادهي والامر تلك المساجد بيوت الله المهجورة والتي جعلها بقاؤها دون ارتياد او ترميم مرتعا للكلاب والقطط ليلا ونهارا، ويؤكد احد أهالي المنطقة ان امر تلك المساجد قد رفع الي المسئولين بادارة الاوقاف الجعفرية، ولم يحركوا ساكنا لتغيير الوضع إلي الافضل، وبالمثل امر مسجد المقبرة الجنوبية، وقال سيد جلال احد الاهالي واصفا الاوضاع القريبة من مسجد الامام علي بن ابي طالب ع ، بأنها مزرية في حال سقوط الامطار حيث تتجمع المياه وتحول بين وصول المصلين للمسجد، وان وصلوا فانه يكون بعد ان تأخذ المياه مأخذها من ملابسهم فتنجسها خصوصا ان المياه تمتد لمسافة 300 متر من المسجد.

ملف القري البحرينية… والاسئـــــــــــــــــــلة الثــــــــلاث؟!
عندما شرعت الأيام بنشر حلقات ملف القري البحرينية واجهنا هذا السؤال: –
لماذا قري البحرين دون مدنها.. فكان الجواب بأن قري البحرين هي قلبها النابض.. وجناتها المنسية المهملة التي لم يطلها ما طال المدن من اهتمام وتطوير. فمشاكل المدن مطروحة علي الدوام.. أما القري فتنتظر منذ عقود لمن يصغي لندائها.
ثم جاءنا سؤال ثان وهو لم هذه القري دون غيرها؟!
عندها قلنا بأننا اعتقدنا بأن مشاكل وشجون القري البحرينية واحدة فما كان اختيارنا لهذه القري سوي اختيارا عشوائيا لعينه من قري البحرين العديدة.
اما اليوم فهناك سؤال ثالث يطرح نفسه وهو لماذا ملف القري البحرينية.. ثانية؟!
وردا علي هذا السؤال نقول نظرا لما شهدناه من تفاعل رسمي وشعبي كبيرين مع ملف القري البحرينية حيث سعدنا بأن كنا الرواد في طرح قضايا القري بهذا الشكل المفصل.. تلقينا عدة اتصالات من اهالي عدة قري يطالبوننا بإجراء موضوعات عن مشاكلهم وهمومهم.
ولأننا للناس فقد استجبنا لهم بكل سرور.. وعاد ملف القري البحرينية ثانية.
قسم التحقيقات الصحفية

catfeat
2003-05-10

تختنق مفارقة حقيقية بين سار البحرينية ونسختها الأجنبية استطلاع أجرته - ياسمين خلف: ما ان يقول احدهم انه سيذهب لـ سار ، أ...

إقرأ المزيد »

سعره لا يتعدي 380 ديناراً فقط : والد أمينة عجز عن توفير جهاز التنفس


كتبت – ياسمين خلف:
رغم صغر سنها الذي لم يتعد الستة أشهر، ورغم ضآلة جسمها وغضاضته، تحملت أمينة الكثير من عناء الدنيا منذ أن تفتحت أعينها الصغيرتان، نعم كانت قوية أكثر مما يعتقد الكثيرون، وخاضت ثلاث عمليات، ومكثت ولازالت في وحدة العناية القصوي للأطفال في مجمع السمانية الطبي، ولم يجتمع أهلها حولها يوماً في المنزل حتي هذه اللحظات، ولم تعش طفولتها كأقرانها بعد!
أمينة ابراهيم، اليوم تعاني، ولا يعلم غير الله الي متي ستتسغني عن جهاز التنفس الذي لا يفارقها دقيقة. والدها وجد نفسه بين نار لن تطفئ الا مع توفير الجهاز لابنته الصغيرة، رغم سعره الزهيد الذي لا يتعدي 380 ديناراً فقط، والذي عجز عن توفيره لفلذة كبده.
فإبراهيم مال الله أب لثلاثة أطفال، اثنان منهم من زوجته السابقة وعمراهما 4 و6 سنوات، ولزوجته الحالية ابنتان من زوجها السابق ويتكفل بإعالتهما حيث النفقة التي تدفع لهما غير كافية، اذ لا تتعدي 80 ديناراً! يقول ابراهيم وقلة الحيلة تحيطه: راتبي 370 ديناراً، يذهب منه 192 ديناراً كقرض للبنك، و120 ديناراً ادفعها كإيجار للشقة و120 ديناراً أخري أدفعها كنفقة لزوجتي السابقة التي لا زالت علي ذمتي، فلا يبقي من راتبي شيء يذكر، بل ألجأ الي العمل البسيط من هنا وهناك لأتحمل تكاليف معيشتي مع عائلتي.
يزفر زفرات ويكمل: ابنتي أمينة قاست الكثير وعانت منذ ولادتها، وكانت أسيرة لثلاث عمليات جراحية أولها في الصمام الهوائي، وأصيبت بعدها بالتهاب حاد وضيق في التنفس، بعدها اجريت لها عملية لإصابتها بالتفاف في الأمعاء، وآخر عملية كانت لرئتها الصغيرتين، واليوم هي تعاني كذلك من رخاوة في الأحبال الصوتية، وضيق في التنفس، وهي عرضة للاختناق في أي لحظة تمر عليها نتيجة لتجمع البلغم في حلقها.. ابنتي هذه التي ترونها تعرضت لنكسات صحية شديدة كادت من خلالها ان تفقد حياتها، الا انها أبت أن تستسلم، وبقت متمسكة بالحياة رغم ضعفها.

Catsocaff
2005-02-05
page05.pdf

كتبت - ياسمين خلف: رغم صغر سنها الذي لم يتعد الستة أشهر، ورغم ضآلة جسمها وغضاضته، تحملت أمينة الكثير من عناء الدنيا منذ...

إقرأ المزيد »

. سهام الصويغ: نسق التنشئة العربية لا يسهم في انتاج مجتمع المعرفة

حوار – ياسمين خلف:
تصوير: عقيل عبدالرحيم

نسق التنشئة وعلاقته باكتساب المعرفة في المجتمعات العربية عنوان حملته الورقة الخلفية في التقرير الثاني للتنمية الانسانية العربية في برنامج الامم المتحدة الانمائي، والتي قدمتها الدكتورة سهام عبدالرحمن الصويغ – دكتورة معارة من جامعة الملك سعود – للعمل كاستشارية تربوية لتأسيس الجامعة الملكية للبنات – فرع البحرين – والمزمع افتتاحها في شهر سبتمبر من العام الجاري – حيث ركزت في ورقتها علي مفهوم التنشئة وانواعها، واشكاليات التنشئة، وطرق تجاوز الواقع الراهن وغيرها من النقاط التي مست وبشكل مباشر واقع المعرفة في المجتمعات العربية.
فالتنشئة كما ذكرتها وعرفتها الدكتورة الصويغ هي التنشئة الاسرية او الوالدية، وكل سلوك يصدر من الوالدين او احدهما، ويؤثر علي الطفل وعلي نمو شخصيته من نواحيها المختلفة الجسمانية والنفسية والاجتماعية والمعرفية، مشيرة الي انواع التنشئة والتي قسمتها الي ثلاثة انواع اولها الاسلوب المتسلط والذي يعتمد علي السيطرة المطلقة للآباء، في مقابل رضوخ الابناء، مع نسبة ضئيلة من التفاعل والحوار اللفظي بين الطرفين، والنوع الآخر الاسلوب المتساهل حيث يستجيب الوالدان لرغبات الطفل ولايستخدمون معه العقاب مما يساهم في ضعف امتثال الطفل وتدني شعوره بالمسئولية فيما يتمثل النوع الاخير في الاسلوب الحازم في التربية او التنشئة حيث يوجه الطفل بطريقة عقلانية حازمة، مع الوعي بفردية الطفل ويشجع الحوار اللفظي ويقدم التفسير، ويوفر المحبة والقبول. ومن اجل الخوض الاعمق في الورقة المقدمة في التقرير كان لنا هذا الحوار..
ف ما اهم الاستنتاجات التي خرجت بها استنادا الي الدراسات العربية؟!
– اهم ما استخلص من الدراسات هو ان الام العربية تقوم بالدور الاساسي في عملية التنشئة، وخاصة في السنوات الست او السبع الاولي من عمر الطفل، وان اكثر اساليب التنشئة انتشارا في الاسرة العربية هي اساليب التسلط والتذبذب والحماية الزائدة، والتي تزداد بصورة واضحة في المستويات الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة، ولدي المجتمعات القروية وشبه البدوية، كما ان المستوي التعليمي للام يلعب دورا كبيرا في اسلوب تعاملها، فكلما زاد تعليم الام قل استخدامها للعقاب البدني وزاد ميلها للاساليب الاكثر سوءا.
ومازالت الاسرة العربية وان حدث بعض التغيير نتيجة تعليم وعمل المرأة تتعامل مع الطفلة الانثي بصورة تقليدية ومغايرة للذكر، والذي يسهم في استمرار الدور التقليدي السلبي للانثي. كما يقل التفاعل والتعاطف واستخدام الاساليب السوية في التنشئة مع زيادة عدد افراد الاسرة، ووجود ظاهرة الخادمة في الدول الخليجية خاصة والدول العربية الاخري كالاردن ومصر ولبنان تؤثر سلبا علي نمو الطفل العاطفي والاجتماعي والمعرفي. ويمكن القول ان اساليب التنشئة المستخدمة لدي غالبية الاسر العربية تؤثر بصورة سلبية علي نمو الاستقلال والثقة بالنفس والكفاءة الاجتماعية، وتعود الطفل علي الخضوع والامتثال والتهرب من المسئولية، وتؤدي بالتالي الي زيادة السلبية وضعف مهارات اتخاذ القرار، ليس فقط في السلوك وانما في طريقة التفكير، حيث يتعود من الصغر علي كبح، التساؤل والاكتشاف والمبادرة، وهي مهارات لازمة للتفكير واكتشاف المعرفة.
ف وهل المجتمعات العربية تنتج الافراد الذين تحتاجهم لتنميتها؟!
– من وجهة نظري المبنية علي الابحاث الخاصة بالتنشئة العربية نستطيع ان نقول ان نسق التنشئة العربية لايسهم في انتاج الافراد الذين يحتاجهم مجتمع المعرفة، فهناك ثلاثة اهداف للتنشئة يشترك فيها جميع الآباء حول العالم وهي المحافظة علي صحة وسلامة الطفل الفسيولوجية وخاصة في الفترة الاولي من حياته، وتطوير القدرات السلوكية للاطفال، بحيث يصبحون قادرين علي توفير كفايتهم الاقتصادية كراشدين، وتطوير قدرات الاطفال بحيث يسهمون في المحافظة علي بقاء واستمرار قيم المجتمع وثقافته.
ف ما هي اهم الاشكاليات من وجهة نظرك، التي تقف عائقا امام تحقيق ذلك؟!
– في الحقيقة هناك مجموعة من الاشكاليات اهمها اشكالية تدني مستوي تعليم المرأة، حيث يبلغ عدد الاميين من بين البالغين العرب حوالي 65 مليونا، ثلثاهما من النساء، وانخفاض تعليم المرأة مرتبط باستخدامها لأساليب تنشئة تعتمد التسلط والعقاب البدني والتخويف وتؤدي في الغالب الي نشوء مظاهر نمو تكبح التفكير واكتساب المعرفة. واشكالية انتشار الفقر في البلدان العربية، اذ يوجد مواطن لكل خمسة مواطنين عرب يعيش علي اقل من دولارين امريكيين في اليوم، وذلك يعتبر من اقل مستويات الفقر المادي في العالم والفقر المادي يتبعه عادة انحسار في فرص التعليم والبيئة السكنية والاجتماعية المناسبة لاستخدام اساليب التنشئة السوية.
واشكالية الحجم الكبير للاسرة العربية، اذ تبلغ نسبة الاطفال الذين يقل عمرهم عن 15 سنة الي 38% من عدد السكان في العالم العربي، بالاضافة الي ارتفاع معدل الخصوبة 5.3% مقارنة بمتوسط الخصوبة العالمي 7.2% حتي عام 1998، والحجم الكبير للاسرة كما تشير الدراسات يقف عائقا امام تفاعل الاسرة وتواصلها واستخدامها لأساليب تيسر الحوار والتفكير وتوفر الفرص للاكتشاف والتعليم، هذا بالاضافة الي اشكالية تدني نسبة عدد الاطفال العرب الحاصلين علي تعليم ما قبل الابتدائي، اذ لا تزيد النسبة عن 4% الي 9% في مقابل 47% في البلدان النامية في عام 1995. كما تزداد الفجوة اتساعا اذا ما قورنت بالدول المتقدمة التي جعلت تعليم الفئة العمرية 5-6 سنوات إلزاميا وحكوميا. اما الاطفال في الفئة العمرية 3-5 سنوات، فنسبة التحاقهم تصل ما بين 75-85% في كل من المانيا والدنمارك وفنلندا والسويد، وترتفع الي 95% في كل من بلجيكا وفرنسا وايطاليا. وهذه النسبة المنخفضة لالتحاق الاطفال العرب في التعليم ما قبل الابتدائي تشير الي حرمان غالبيتهم من فرص اكتساب المعرفة في بيئة تربوية قد يكون لها دور في تعويض النقص الذي يعاني منه الطفل العربي في بيئته الاسرية المفتقدة في الغالب الي اساليب التنشئة التي تنمي القدرات وتشحذها للتفكير والتعليم، بالاضافة الي ما يشكله هذا الحرمان من تعميق الهوة وعدم المساواة وقت الدخول الي المدرسة بين القلة الذين حصلوا علي تعليم مبكر والاطفال الذين حرموا منه.
ولا انسي كذلك اشكالية المنهج المقدم في التعليم ما قبل الابتدائي بالرغم من الجهود المبذولة والتجارب الناجحة لتطوير التعليم ما قبل الابتدائي في بعض الدول العربية، فالروضات مازالت في عالمنا العربي تركز علي تعليم القراءة والكتابة دون الاهتمام بالنمو المتكامل للطفل. واشكالية ندرة او ربما غياب برامج التدخل المبكر في معظم الدول العربية الموجهة لتثقيف وتوعية الاسرة وخاصة الام، بهدف تمكينها من القيام بدور فاعل في تنشئة الاطفال والتواصل معهم بأساليب تنمي كفاءتهم الاجتماعية والعاطفية والفكرية.
ف وكيف عبرت في تقرير التنمية عن طرق تجاوز الواقع الراهن؟!
– يمكن تجاوز الواقع الراهن عبر التركيز علي عاملين اولهما التوسع في التعليم ما قبل الابتدائي ودور الحكومات والمنظمات الاهلية، وعن طريق تثقيف وتوعية الاسرة العربية وخاصة الام بأهمية سنوات الطفولة المبكرة والمفترض دعمهما من قبل الحكومات والمنظمات الاقليمية والدولية، ومن هنا اود ان اشير الي تجربتين رائدتين في هذا المجال، يتم تطبيقهما في مملكة البحرين اولهما: برنامج كن حرا والذي تقوم بتنفيذة جمعية البحرين النسائية بإشراف من الدكتورة سرور قاروني، بهدف نشر التوعية حول كيفية التعامل مع الاطفال، وتربيتهم تربية تسهم في تنمية قدراتهم وبناء ثقتهم بأنفسهم، والبرنامج الآخر يتمثل في برنامج تعليم الام والطفل MOCEP تحت مظلة جمعية الهلال الاحمر باشراف من الدكتورة جولي حريد، حيث يهدف الي تنمية القدرة المعرفية للطفل 5-6 سنوات واعداده لدخول المدرسة في محاولة لردم الهوة بين الاطفال القادرين، الذين حصلوا علي تعليم ما قبل الابتدائي وغيرهم من الاطفال الفقراء الذين حرموا من هذه الفرصة، وتثقيف الام بخصائص واحتياجات الطفل المعرفية والاجتماعية والعاطفية وتدريبها علي سبل استثارة الطفل وتشجيعه للتعليم، بالاضافة الي توعية الام باساليب التعامل التربوي مع الطفل وتوجيه سلوكه، وتطوير وعي المرأة بالصحة الانجابية وتنظيم النسل.
ف كلمة اخيرة تريدين اضافتها لمساهمتك في تقرير التنمية العربية من خلال بحثك حول نسق التنشئة وعلاقته بمجتمع المعرفة؟!
– يمكن القول ان التنشئة في الاسرة العربية عموما والخليجية بوجه الخصوص بالرغم من الرغبة في التوجه نحو تغليب تنشئة التسامح والحوار واحترام الفرد وتنمية المعرفة، وخاصة بين طبقات المجتمع المتعلم، والمنتمية الي المستوي الاجتماعي والاقتصادي المتوسط والمرتفع، والوضع الراهن للتنشئة مازال متذبذبا بين استخدام اساليب التسلط التقليدية والعقاب البدني واساليب التساهل والافراط في الحماية، والصراع بين القيم في نسق التنشئة مازال قائما ومكبلا لعملية اكتساب المعرفة. هذا الصراع المتمثل في اشكالية اسلوب السلطة مقابل الاسلوب الديمقراطي القائم علي حرية التعبير واحترام الآخر. واشكالية التمسك بالماضي والخوف من التغيرات الحادثة في قيم الحاضر مقابل الحاجة الملحة الي اعداد اطفال مجتمعاتنا العربية لمستلزمات المستقبل، واشكالية الشك في قدرات الانثي والخوف عليها في مقابل توفير الفرص لها للتطور والنمو الانساني، واشكالية التلقين والحفظ وسلطة المعرفة في مقابل العقلانية والتفكير العلمي والتجربة والتعلم الذاتي.
ومازالت التنشئة العربية وخاصة في المجتمعات الفقيرة تفتقر الي اثراء بيئة الطفل الحسية والعاطفية بمقومات النمو الطبيعي والاخذ بيده نحو مجتمع المعرفة.
وللتغلب علي هذه العوائق يتطلب الامر تضافر الجهود الحكومية والاهلية والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة والنامية في هذا المجال.

catedu
2005-01-08

حوار - ياسمين خلف: تصوير: عقيل عبدالرحيم نسق التنشئة وعلاقته باكتساب المعرفة في المجتمعات العربية عنوان حملته الورقة الخ...

إقرأ المزيد »

سيارة الإسعاف يقودها حاسوب .. و سيكل !


بدأت بـ
JEEP منزوع الكراسي عام 1932

كتبت – ياسمين خلف:
تسلم سائق الاسعاف بطوارئ السلمانية عبدالله عباس بلاغاً وانطلق فيما كان صوت صفارات الانذار تنطلق قبله قاصداً قرية عالي .. بحث لبضع دقائق عن عنوان المنزل الذي لا يعرفه أحد!! استعان بجهاز الكمبيوتر الخاص بالخريطة الجغرافية للكشف عن موقع المنزل، وبعد محاولات فاشلة، تحدث هاتفياً مع ابنة المريض التي ارسلت شقيقها راكباً دراجة هوائية ليقود سيارة الاسعاف إلي المنزل.
ويبدو أن هذه القصة، مواتية تماماً لتصوير وضعية قسم خدمات الاسعاف بدائرة الطوارئ والحوادث بمجمع السلمانية الطبي، فهي تراوح بين تطور تكنولوجي متواصل، وشكاوي حول التقصير، ومواقف تتمازج فيها الغرابة بالفوضي وبرغم ذلك تؤدي الاسعاف خدماتها في كل الأحوال. تاريخياً، بدأت الخدمات الطبية في دولة البحرين 1900 في مستشفي فكتوريا وفي عام 1902، افتتح مستشفي الارسالية، وقامت شركة بابكو نفط البحرين بتحويل سيارة جيب بعد ازالة الكراسي الخلفية إلي سيارة اسعاف وكان ذلك في العام 1932، كما تم توفير سيارة في مستشفي العوالي قبيل الحرب العالمية الثانية وقدم الجيش البريطاني في العام 1950 سيارة اسعاف مجهزة لكن مع حلول عام 1958 توافرت خدمة طوارئ طبية شاملة في مملكة البحرين.

يومان بكل تفاصيلهما في سيارة الاسعاف 1ـ 2
اليوم الأول..فاصل بين الحياة والموت

تحقيق – ياسمين خلف:

بسرعة تشابه في وصفها الصاروخ، تنطلق سيارة الإسعاف قاصدة تلبية نداء من طلب الغوث مستجداً برجالها لإنقاذ من هو علي شفا حفرة من الموت، او هو اقرب!! وهم ـ اي رجال الاسعاف ـ في قمة المروءة.. شعور يملأ من يشاهدهم يعملون لمساعدة المصابين والمحتاجين، لا سيما اذا كانوا من الاقرباء والاعزاء.. والله سبحانه وتعالي قال في محكم كتابه الكريم : ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعاً المائدة 32.
هكذا هي الصورة، وذلك هو الشعور، لكن ما هي الصورة الحقيقية وما هو التطابق الحقيقي علي ارض الواقع؟
رجال الاسعاف، ينطلقون لمساعدة كل من وجه النداء لهم طالباً المساعدة، ولهم كل الشكر والعرفان والتقدير ولهم من الله الثواب يضاف الي ميزان حسناتهم بإنقاذهم حياة الناس لا سيما اذا تعلق الامر برب عائلة او أم ينتظر الابناء عودتهم اسالمين لأنهما هم السند، وكذلك الحال بالنسبة لكل من ينبض قلبه بالحياة، ففي حال وقع مكروه، لا قدر الله، فإن رحمة الله الواسعة تشملنا جميعاً.
وليست لخدمات الاسعاف صورة واحدة جميلة، فهناك من يستغل هذه الخدمة لأغراض لا تتعلق بطبيعة الحالات، ويشكلون عبئاً وعائقاً يحول دون تقديم خدمة متكاملة، وهنا لابد من التأكيد علي تعاون الجميع لتحقيق المصلحة.
هناك من يوجه اللوم للمسعفين، ويصفهم بأنهم يتأخرون دائماً في الوصول الي موقع الحدث، وكأنما يتوجب علي سيارة الاسعاف التواجد مكان الحادث في خلال ثوان!!
بين ايدينا حلقتان من تحقيق ميداني حول خدمات الاسعاف، تواجدنا لحظة بلحظة مع رجال الاسعاف وآثرنا ان نعيش معهم، ونشاطرهم متاعب مهنتهم، بدءا من غرفة استلام البلاغات قسم المراقبة وحتي استلام المرضي من موقع الحادث، واخذهم للعناية الطبية في المراكز الصحية او قسم الحوادث والطوارئ. ويكفي ان نعلم ان في عام 2002 استلم قسم الاسعاف 22625 نداء، 54% منها طوارئ والباقي تاكسي فما قصة التاكسي؟!
ذلك ما سنكشفه من خلال تحقيقنا التالي:

لمحة تاريخية

بدأت الخدمات الطبية في البحرين عام 1900 في مستشفي فكتوريا، وفي عام 1902 افتتح مستشفي الارسالية الامريكية، وقامت شركة بابكو نفط البحرين بتحويل سيارة جيب بعد ازالة الكراسي الخلفية الي سيارة اسعاف عام 1932. كما تواجدت لدي مستشفي عوالي سيارة اسعاف عام 1937م اي قبيل الحرب العالمية الثانية، وفي عام 1950م قدم الجيش البريطاني لحكومة البحرين سيارة اسعاف مجهزة، ومع حلول عام 1958م توافرت خدمة طوارئ طبية شاملة في مملكة البحرين.

اسرع من البرق

في قسم المراقبة غرفة استلام النداءات والبلاغات يجلس موظف لاسلكي الاسعاف لتلقي النداءات من خلال ثلاث خطوط طوارئ 999، وخط ساخن لجميع المراكز الصحية وآخر للطيران المدني والمستشفي العسكري واخر للدفاع المدني، والتي تتصل جميعها بجهاز الحاسوب لتسجيل المكالمات ومدتها وساعة الاتصال.. ومن هنا يقوم الموظف بسؤال المتصل عن اسم المريض وحالته واسم المبلغ ورقم هاتفه، والعنوان الذي يتواجد فيه او اقرب منطقة معروفة لتصل له خدمات الاسعاف في اسرع من البرق.
وفي حديث مع محمد عبدالرحيم مراقب خدمات الاسعاف اشار الي ان القسم زود مؤخرا بجهاز جديد يربط القسم بوزارات الدولة واقسام الطوارئ فيها من شرطة ومطافئ الجهاز لازال تحت التجربة وعن موظفي قسم المراقبة قال: هناك موظف واحد فقط يقوم باستلام النداءات ويملأ الاستمارات ويوزعها علي رجال الاسعاف للانطلاق في مهمتهم.. ناهيك عن ارشاد المتصل في الكيفية التي يمكنه من خلالها اسعاف المريض.
ويقول: يصل عدد موظفي قسم الاسعاف الي 85 موظفا مع نهاية العام الجاري، يعملون من خلال خمس عشرة سيارة اسعاف مجهزة طبيا، في الخدمات التي نقدمها علي مدار الساعة. فالسيارات تتنوع وتختلف احجامها، فمنها لخدمات الطوارئ السريعة والقصوي، ومنها للعناية المتنقلة، ومنها للخدمات المعتدلة، ففي كل سيارة، يخرج مسعفان احدهما سائق للاسعاف والاخر فني الطوارئ الطبية مسعف طبي وهو مؤهل لعلاج المرضي وصرف الادوية لهم في حالة الحوادث البليغة، وما قد يصحبها من نزيف شديد، او في حالة امراض القلب والتنفس وحالات الولادة.
ويضيف بقوله: اما في حالة الخدمات المعتدلة والتي نقصد منها ها هنا الامراض المزمنة كأمراض الصدر والظهر والرأس او حتي امراض الشيخوخة وكبر السن، فتخرج سيارة اسعاف بسائقها والمسعف والاخير غير مخول لصرف الادوية، بل يقدم علاجا مبدئيا، والذي يختلف عن العلاج الثانوي الذي يقدمه المسئول الطبي.

انتظروا لاكمل طبخ الارز

في هذه الاثناء رن الهاتف وكان لامرأة تبلغ عن زوجها المريض في المنزل والذي يعاني من الآلام في الظهر.. انطلقنا في سيارة الاسعاف قاصدين فيها قرية عالي، من غير ان يطلق السائق صفارة الانذار لكون الحالة غير طارئة. وكانت المشكلة الاولي التي صادفتنا هي عدم اعطاء المرأة عنوان منزلها بالشكل الصحيح عبدالله عباس سائق اسعاف – اخذ يبحث عن المنزل بمساعدة موظف قسم اللاسلكي الذي اخذ يرشده.. المنزل غير موجود!! سألنا بدورنا اهل المنطقة.. والنتيجة المنزل لا يعرفه احد، ولا حتي اسم المريض الذي توجهنا اليه، لجأ عبدالله الي استخدام جهاز الكمبيوتر الخاص بالخريطة الجغرافية للكشف عن موقع المنزل. وبعد محاولات فاشلة هاتفنا ابنة المريض التي ارسلت اخاها علي دراجته الهوائية ليدلنا علي موقع المنزل الذي بدا حديث السكني.. دخلنا علي المريض الذي كان يعاني من الآلام في الظهر.. حمله المسعفون.. واذا بالزوجة تطلب منهما الانتظار ليتسني لها مرافقتهما بعد ان تجهز طبخ الارز.. لان ابنتها تجهل فن الطبخ!! انتظرها المسعفون ونقلوهما هي وزوجه المريض عبر سيارة الاسعاف الي المستشفي العسكري، كونه المستشفي الذي يتعالجون فيه.
عبدالله عباس، عمل سبع سنوات من عمره في هذه المهنة التي احبها حتي النخاع. يقول واصفا شعوره في بداية عمله قبل سنوات بانه احساس بالضيق والألم جراء ما يراه من حالات مؤسفة، خصوصا تلك المتعلقة بحوادث الاطفال المميتة او تلك التي يذهب فيها شباب في عمر الزهور ضحايا حوادث مرورية او حتي وفاتهم بطرق طبيعية . فتح لنا عبدالله ملف الاسعاف، مستعرضا فيه اهم المشاكل التي يواجهها المسعفون، والمواقف التي يمرون بها والتسهيلات التي يلاقونها.. تحاونا معه فسألناه اولاً:
خطورة الحالة تستلزم الانذار

غ الايام: متي يحق لسائق الاسعاف استخدام جهاز الانذار؟!

– عبدالله عباس: نستخدمه في الحالات الطارئة، او بناء علي طلب المراكز الصحية التي تطلب منا نقل الحالة في اقصي سرعة ممكنة لخطورتها

غ الايام: ما هي المواقف التي مررت بها خلال عملك ولازالت قابعة في مخيلتك؟!
– عبدالله عباس: اقساها وامرها ذلك الحادث المؤلم للطائرة المنكوبة، والتي رأينا فيها نحن كمسعفين اشلاء وليست أجساد بشر، بل حدث وان كان اخي وزوجته قد حجزا علي نفس الطائرة للعودة للبحرين بعد قضائهما شهر العسل في جمهورية مصر العربية، ولم اتذكر ذلك الا وانا وسط الاشلاء، فكلما اردت ان ازيل بعضها ابعد عيناي لكيلا اري اخي او زوجته من بينهم، ولكن رحمة الله نزلت مع اتصال اخي الاكبر بي ليبلغني بانهما اخي وزوجته قد الغيا حجزهما بآخر لحظة، ولكن حقيقة رأينا ما لا يتصوره عقل بشر!!

غ الايام: ماذا عن المضحك المبكي من المواقف؟!

– عبدالله عباس: كثيرة هي المواقف ومنها بلاغ من احدهم والذي قال فيه ان احدا من افراد اسرته لا يتحرك ويعتقد بانه قد فارق الحياة!! ذهبنا مسرعين وما ان لمسناه حتي استيقظ من نومه فزعا ومستغربا من وجودنا في منزله!!
ولمن: له هو! الذي يتمتع بصحة جيدة الا انه كان نائما!! بل في بعض الاحيان يطلب منا احد الابناء نقل ابائهم من المنزل الي المستشفي لاحساسهم بالآلام في الظهر، وما ان نصل الي المنزل يرفضون الركوب معنا في سيارة الاسعاف، وندخل معهم في نقاش عقيم لا نخرج مهنه بشيء سوي الرجوع مرة اخري الي حيث اتينا!!
حوادث الطريق.. كيف تتصرفون؟

غ الايام: في حالة ذهابكم لاحد النداءات وحدث وان رأيتم حادثا في الطريق كيف تتصرفون، وايهما يكون في اولوية الاسعاف؟!

– عبدالله عباس: يعتمد ذلك علي نوع الحادث ودرجة خطورة البلاغ.. فاذا كان البلاغ لحالة مستعجلة والحادث المروري الذي صادفنا بسيط او معتدل بالطبع سنذهب للحالة الاكثر خطورة، وبالمثل نتعامل مع البلاغات التي تحدث في ذات المنطقة.

غ الايام: من خلال عملك كسائق اسعاف متي باعتقادك تزداد الحوادث المرورية؟!

– عبدالله عباس: تكثر اعدادها في الفترة الصباحية لازدحام الشوارع بفعل الدوام، ولكنها اكثر خطورة في الفترة الليلية، وكمثال علي ذلك مرت علينا ثلاثة حوادث مرورية خلال اربع ساعات.

غ الايام: وهل يتعاون الناس معكم ويفسحون الطريق لمرور سيارة الاسعاف؟!
– عبدالله عباس: بصراحة اجدهم متعاونين جدا ولابعد حدود، وما نلاقيه من مشاكل في الشارع ترجع الي بعض السواق حديثي السياقة، او من اولئك الشباب الذين يمكننا ان نصنفهم ضمن الطائشين، وفي الحالة الاخيرة نأخذ ارقام سياراتهم ونقدمها لادارة المرور التي تقوم بدورها كاملا ازائهم.

Cathealth
2003-08-05

بدأت بـ JEEP منزوع الكراسي عام 1932 كتبت - ياسمين خلف: تسلم سائق الاسعاف بطوارئ السلمانية عبدالله عباس بلاغاً وانطلق فيم...

إقرأ المزيد »

شاركت في حلقة عمل حوارية دولية .. البحرين النسائية: أفكار ومشاريع تنتظر التنفيذ

أجرت الحوار ــ ياسمين خلف:
يعتقد البعض ان الجمعيات التي يسمعون عنها ويقرأون عنها بين الفينة والاخري في الصحف والمجلات تحصل علي امدادات ومساعدات شتي لتظهر علي الساحة!! بيد ان هذا الاعتقاد يشوبه بعض الظن الخاطئ؟ اذ ان الكثير من الجمعيات لولا اصرار اعضائها وتضحياتهم في احيان كثيرة وصبرهم لما استمرت، ول قبرت بعد ولادتها العسرة في كثير من الاحيان!!
جمعية البحرين النسائية والتي طالما زودتنا وتزودنا بمشاركاتها وانجازاتها انموذج من النماذج التي يتوافق وضعها مع ماذكرناه سالفا.. فهي وباستمرار علي الساحة رغم العرقلات التي تواجهها بإصرار عضواتها!! كان لنا لقاء مع عضوتين هما صبا العصفور – ومينا كاظمي بعد مشاركتهما في حلقة العمل الحوارية في القاهرة بترشيح من برنامج الامم المتحدة للبيئة لدول غرب آسيا يونيب ، فماذا قالتا؟! وبماذا طالبتا؟! ذلك ما سنعرفه من حوارنا معهما..
– الايام:
ہ حول ماذا كانت الحلقة الحوارية التي مثلتم بها مملكة البحرين في القاهرة؟!
– صبا العصفور:
كانت حول الصيانة النهائية للمواطنة البيئية وهو مفهوم اقر خلال مؤتمر قمة الارض في اكتوبر عام 2002م، وتعزز في جميع دول الخليج العربي، ونحن كجمعية البحرين النسائية مثلنا مملكة البحرين وسط تجمع عدد من الدول العربية منها المغرب والجزائر وتونس ومصر والسودان والمملكة العربية السعودية واليمن والكويت والامارات العربية السعودية وفلسطين ولبنان والاردن وقطر فيما اعتذر ممثلو سوريا من الحضور وهذا التجمع نتاج التنسيق مابين جامعة الدول العربية والشبكة العربية للبيئة رائد وبرنامج الامم المتحدة للبيئة.
– الايام:
وما اهم ما طرح من اوراق خلال هذه الحلقة الحوارية؟
ہ صبا العفصور:
طرح الاخصائيون في الشبكة اوراق عدة منها حول تجارب تعزيز المواطنة البيئية وترشيد استهلاك المياه واعادة تصنيعها، وكانت استفادتنا كبيرة اذ اننا تعرفنا علي تجارب الاعضاء في المنظمات الحكومية الرسمية وغير الحكومية، خصوصا ان الخبراء المشاركين قيموا تلك التجارب وقدموا خبراتهم للمشاركين.
– الايام:
وماذا عن اوراق جمعية البحرين النسائية فيما كانت تتعلق؟!
ہ مينا كاظمي:
قدمنا ملخصاً لتجاربنا في المواطنة البيئية خلال سنتين، من سبتمر لعام 2001 حتي سبتمبر لعام 2003م، والقائمة علي اساس التوعية، كما انها لم تقتصر علي البيئة فقط وانما شملت التنمية المستدامة وتأهيل الكوادر النسائية الفاعلة في التنمية الانسانية والتي بدورها لا يمكن فصلها او تجزئتها عن البيئة.
– الايام:
وكيف كانت ردود فعل المشاركين حول الاوراق التي قدمتموها؟!
ہ مينا كاظمي:
بصراحة سببت ضجة كبيرة، اذ ان تجربتنا هي الاولي التي استخدم فيها برنامج البور بوينت ، كما ذكرنا المعوقات التي حدت من انجازاتنا كقلة الايدي العاملة، وتعدد مسئوليات المشاركات في الجمعية، اذ اننا جميعا موظفات وامهات في ذات الوقت، وكذلك قلة الموارد المادية لعدم وجود اي دعم سواء حكومي او خاص، تضحك وهي تكمل: ما نملكه مبلغ مادي بسيط حصلنا عليه كجائزة وهو علي وشك الانتهاء.
– الايام:
ہ وما هي المعوقات الرسمية التي تواجهكم؟!
– صبا العصفور:
اهمها تلك التي نواجها مع وزارة التربية والتعليم، اذ اننا طرحنا مشروع النادي البيئي، والذي هو خاص بطلبة المدارس. والوزارة ايدت الخطة التي عرضناها ودعمها الوزير معنويا، ودشن البرنامج وصرحنا عنه في الصحف. ورغم كل ذلك لم تفعل هذه الخطة علي ارض المدارس.. اذ ان الوزارة دورها ارسال رسائل للمدارس المرشحة وعددها لا يتجاوز التسع مدارس! فهذه الرسائل بمثابة اجازة تمكننا وتخولنا القيام بالانشطة التي خططنا القيام بها في المدارس لغرز المواطنة البيئية في الطلبة، وتأخر الاجراء فقمنا علي اثر التأخير والتناسي الذي لاقيناه بطلب مقابلة الوزير شخصيا.
ہ وفي مداخلة لمينا كاظمي:
تصوروا انبهر الخبراء المشاركون في الحلقة الحوارية من طرحنا، وبقدر انبهارهم بالافكار كان تعجبهم من عدم وجود تشجيع رسمي لنا في المملكة. اذ اكدوا ان في بلدانهم تقدم للجمعيات كافة التسهيلات والدعم لتجسيد الافكار علي ارض الواقع. ولله الحمد استطعنا ان نبرز الامر بتزامن تقديم الطلب بالاجازة الصيفية وفي واقع الامر اننا قدمنا الطلب من شهر يونيو لتتمكن الوزارة من اعداد جدول سابق للمدارس.
– الايام:
ايعني ذلك انكم لم تتمكنوا من تطبيق مشروعكم في المدارس الحكومية؟!
ہ صبا العصفور:
بل كانت لنا تجربة اولي مع مدرسة العلاء الحضرمي الابتدائية للبنين، ومن خلال استبيان حول المنهج البيئي في المدارس تمكنا من معرفة نقاط الضعف والقوة في المنهج كتاب الطالب وهو كتاب مكون من 6 وحدات في 55 صفحة، يشتمل علي انشطة طلابية عملية وعلمية مزودة بالصور الملونة. وهو كتاب من المقرر ان يكون للطلبة في المراحل الثلاث الاخيرة من المرحلة الابتدائية، اي للصف الرابع والخامس والسادس الابتدائي. وللأسف الكتاب لم يطبع، اذ ان التكلفة المتوقعة له نحو 1300 دينار، شأنه في ذلك شأن الدليل الارشادي والمقرر ادراجه للاطفال في الروضة، وهو دليل من 53 صفحة مزود بالانشطة المختلفة، المتناسبة مع اعمارهم الصغيرة، وتكلفته المتوقعة نحو 1200 دينار، سكتت برهة وتكمل: استغرب المشاركون في الحلقة الحوارية من هذا المبلغ البسيط الذي لم نتمكن من توفيره او حتي الحصول عليه كدعم من اي جهة، بل ان بعض المشاركين من الدول الاخري طلبوا نسخاً للاستفادة منها في دولهم.
– الايام:
وهل للجمعية انتاجات اخري غير كتاب الطالب والدليل الارشادي؟! سألنا فأجابتنا مينا كاظمي:
ہ نعم انتجنا ملصقات ذات طابع كارتوني ارشادي وقد طبعنا منها 1000 نسخة، وقد اعجب بها المشاركون في الحلقة الحوارية، وطلبوا كذلك نسخا منها.
– الايام:
عبر اثير الاذاعة نستمع اسبوعيا لرسالة بيئية خلال برنامج عالم الاسرة فما الهدف الاساسي لمثل هذه الرسالة السريعة؟!
ہ مينا كاظمي:
اردنا من خلال هذه الرسالة التي تستمر من 10 إلي 15 دقيقة ضرب عصفورين بحجر واحد، فنحن نستضيف عبر البرنامج مواطنين لهم اهتمامات بالبيئة يعرضون تجاربهم الخاصة، ونقدم في نفس الوقت ارشاداتنا البيئية عبر الاثير، خصوصا ان مثل هذه المواضيع لا تلاقي اهتماماً واسعاً لدي شريحة كبيرة من الناس، والنتيجة ايجابية بجميع المقاييس، فالبرنامج يلقي اهتماما جماهيريا واسعا، ووصلنا بذلك إلي هدفنا الذي خططنا له.
– الايام:
كثيرا ما تذكرون ان البعض قد تختلط عليهم الامور ولا يعرفون بالضبط الخط الذي تنتهجه جمعية البحرين النسائية!! فما الذي تقصدونه من ذلك؟!
ہ صبا العصفور:
بالضبط… البعض يعتقدون ان جمعيتنا تقوم بجمع التبرعات المادية والعينية لتقديمها علي هيئة معونات للاسر المحتاجة، وفي حقيقة الامر ان دورنا يختلف تماما عن ذلك، فنحن نقدم التوعية البيئية لا المعونات الاسرية، وللأسف ان حتي الشركات تعتقد بهذا الاعتقاد الخاطئ، فما ان نطلب منهم دعما حتي اعتقدوا بأنه للفقراء!!
– الايام:
وما هي آخر تخطيطاتكم التوعوية البيئية؟!
ہ صبا العصفور:
بصراحة، نأمل لاعداد ورشة عمل او مؤتمر بيئي للمدرسات، خصوصا ان هناك جماعة متخصصة لمتابعة الاندية البيئية، تقدم برنامجا تدريبا كاملا خلال ثلاثة ايام! وقد تفاوضنا مع الخبراء في الموضوع، ووافقوا علي الحضور، علما بأن هؤلاء الخبراء قد زاروا دول الخليج الاخري، وكان لنتائج الورشات اثر ايجابيا واضحا، والمشكلة التي تواجهنا كالعادة التمويل المادي او الدعم، وقد طلبنا ذلك من برنامج الامم المتحدة للبيئة لدول غرب آسيا يونيب ، والهيئة العامة لحماية الحياة البحرية والبيئية والحياة الفطرية.
اما عن رسوم الخبراء وهم اربعة فهو تصل إلي 000.15 دولار، من غير الاقامة ورسوم مقر الورشة. وكحل مقترح يمكن لوزارة التربية والتعليم ان ترشح 30 مدرسة للدورة، وتدفع بدلا عنهم 180 ديناراً لكل مدرسة، لاعدادهم ككوادر تدرب المدرسات الأخريات والطالبات حول الكيفية التي يمكن عن طريقها حماية البيئة.
– الايام:
بالتأكيد لكم في الافق افكار مستقبلية هل لنا بها؟!
ہ مينا كاظمي:
طرح احدهم في الحلقة النقاشية استبانة لقياس درجة المعرفة البيئية لدي الفرد، وهو مقياس فردي، بمعني ان يقيس كل شخص لنفسه، وقد اعجبتنا هذه الفكرة، واعددنا استبيان مطور منه، وسوف نستفيد منه في البرنامج الاذاعي، وذلك من خلال استبانة اذاعية كتابية نهدف من ورائها اعداد ثقافة بيئية للراشدين، وما نريد ان نؤكد عليه هو ان توعيتنا البيئية لا تقتصر علي النساء فقط، وانما للجميع دون استثناء، من الجنسين ولجميع الاعمار والمستويات التعليمية.
وقد وجهتا صبا العصفور ومينا الكاظمي كلمة اخيرة قالتا فيها: نحن كجمعية البحرين النسائية، نواجه عراقيل متعددة، ولنتخطاها نتمني مقابلة وزير التربية والتعليم الدكتور ماجد بن علي النعيمي شخصيا لنشرح له العراقيل التي يمكنه ان يساعدنا في تخطيها، خصوصا انه ابدي استعدادا كبيرا لمساندتنا.

Catsoci
2004-01-08

أجرت الحوار ــ ياسمين خلف: يعتقد البعض ان الجمعيات التي يسمعون عنها ويقرأون عنها بين الفينة والاخري في الصحف والمجلات تح...

إقرأ المزيد »

شباب البحرين: مفارفة الحجر والدبابة واضحة لكن الحق ينتصر دائماً

استطلاع أجرته – ياسمين خلف:
نعتقد ولا نظن اننا مخطئون ان ما من احد منا لم ير في احد وسائل الاعلام ذاك الفلسطيني الطفل في حجمه وسنه، والكبير في فعله ومقاومته، عندما يقذف العدو الاسرائيلي بحجرة حجمها لم يتعد حجم كفه، متحدياً دبابة مجهزة بأحدث تقنيات التدمير!
المفارقة كبيرة ما بين الحجر والدبابة وما من شك ان القوة المادية واضحة، وكذلك القوة المعنوية! ولكن رغم تلك القوة الظاهرة للأجهزة والمعدات لازالت قوة المقاومة وان كانت ضعيفة وبسيطة في صورتها، الا انها قوية في مدلولاتها ومعانيها لدي شبابنا الذي ومنذ نعومة أظافرهم يرون تلك المشاهد، التي وصفها البعض علي انها مشاهد تستحق فعلا انحناء واحتراماً وتقديراً لشعب ابي ان ينحني لمستعمر طاغ. في هذا الاستطلاع نري كيف ينظر الشباب البحريني الي هذه المفارقة في معادلة الحجر والدبابة.
مروة هاشم محمد والتي لم تتعد التاسعة عشرة من عمرها أدلت بدلوها في الموضوع وقالت: لا يختلف اثنان علي ان الدبابة اقوي من حيث الامكانات التدميرية، ولكن علي الرغم من ذلك فإن السلاح الذي آثر الفلسطينيون استخدامه أقوي، لانه يحمل ارادة شعب وضع بلاده في كفة ودمه في كفة اخري، فإما ان تكون بلاده ملكا له او انه سيدفع دمه ثمناً لاسترجاعها، ولان ارادتهم اقوي من كل شيء فإنهم لن يستسلموا أبدا للمحتل وإن لم يسترجعوا ارضهم ستبقي القضية معلقة وللأبد !
وتواصل: تلك العمليات الفدائية ليست انتحاراً وإنما شرف، تسعد الام فيه وتفخر عندما تسمع خبر استشهاد ابنها وتدفعه لنيل تلك الكرامة.. وذاك الطفل الذي وان هرب يوما من مواجهة المحتل، لا لخوف وانما لبراءته التي اغتصبت، حتماً سيواجه العدو وسيقف في وجهه وان كان داخل دبابته.

مشاركتي مادية ومعنوية

ويجد عبدالله جمعة رشدان – طالب حقوق ان وقوف طفل صغير امام دبابة لهو شجاعة وغيرة علي الارض والوطن، بل وغيرة علي الاسلام والقدس التي هي احد رموزه. وبصوت أخذ في الانخفاض في نبرته قال: اشعر بالحزن وبالاسي عندما أري تلك المقاومة علي شاشة التلفزيون، لإحساسي بالعجز وقلة الحيلة، فكل ما أملكه من مشاركة هي مشاركة معنوية ومادية فقط، ولو امكنني المشاركة والمقاومة للدفاع عن شرف العروبة لما ترددت! واكتفي عبدالله في نهاية حديثه بالتمني عندما قال: أتمني ان تحرر القدس يوماً علي يد العرب.

طفل أقوي من رجل عربي

يا قدس ياسيدتي معذرة، فليس لي يدان، وليس لي اسلحة وليس لي ميدان، كل الذي املكه لسان! بتلك الابيات المقتبسة من ابيات الشاعر احمد مطر بدأ هاني احمد النمر – 23 سنة حديثه معنا، وقال بعد تنهيدة، كلما رأيت مشاهد المقاومة الفلسطينية امام اليهود الاسرائيليين اتذكر هذه الابيات التي بالفعل تعبر عن واقعي وواقعنا جميعاً، والكلام، والحديث هو كل ما نملكه.
فالحجر الذي نراه بيد الاطفال ما هو الا بنض للرجولة، وبقايا للكرامة العربية، والدبابة تلك ما هي إلا سلاح قد نتفاخر نحن العرب بقدرتنا علي شرائه، ولكننا لا نحسن وللاسف استخدامه. فكل ما نحسنه هو التصفيق والتشجيع لهؤلاء الاطفال، الذين هم اقوي من الرجل العربي، وأضاف النمر ما يقوم به الاطفال والشباب علي الارض المحتلة نوع من انواع النضال والكفاح من اجل المحافظة علي الارض التي ورثوها عن آبائهم وليس ضرباً من ضروب الانتحار كما يدعي البعض !

الحجر.. سلاح بدائي

تبلدت مشاعري بعد كل هذه السنوات التي اري فيها صوراً لمآس عبر وسائل الاعلام المختلفة، ولم اعد اري من تلك الاحجار التي اعتبرتها قوة بيد الاطفال، شيئاً عدياً.. بهذه الكلمات اليائسة بدأت في الحديث زهراء علي سلمان – 21 سنة – طالبة فنون تربوية، وجاء علي لسانها: لا يحمل لي الحجر اي مدلول او معني! اتذكر انني في سنوات عمري الاولي كنت أنبهر من الحجر واعتبره رمزاً لأمور عديدة، ولكنني اليوم اراه جماداً لا فائدة من ورائه! ربما قد يحمل مدلولات عند ذاك الطفل الذي اعتاد ان يري اهله وهم يقذفون به العدو، فيكبر وهو لا يهاب ولا يخاف المحتل، ويقدم نفسه فداء للوطن فيري في الحجر رمزاً للكفاح والثورة، ولكنني اري ان قوة الدبابة بالمقارنة بقوة الحجر قوي غير متكافئة ولا يمكننا ان نضعهم في كفتي ميزان واحد.

شجاعة توازي قوة الدبابة

وتتفق رقية مهدي صالح 18 سنة – طالبة في الجامعة مع زهراء ، في كون ان الدبابة قوة، لا يمكن مقارنتها بقوة الحجارة التي وجدت لقلة الاسلحة او عدمها في ايدي المقاومين من الفلسطينيين، مشيرة الي ان رفع الحجارة في وجه العدو يحمل مدلولات عدة اهمها رفض الذل، والدفاع عن النفس والوطن، وعدم الاستسلام او التنازل او حتي السكوت عن الحق، بل وتعتبرها شجاعة توازي في قوتها قوة الدبابة والاسلحة اليهودية.
وتقول بصوت تسلل إليه الحزن اشعر بالالم والضيق عندما اري الاطفال، وهم في أحلي سني عمرهم يقاومون المحتل، ولكنني اشعر بالفخر اذا ما تمعنت في قوتهم واصرارهم في استرجاع هحهم وحق آبائهم وابنائهم في المستقبل.

قوة الضعيف .. وضعف القوة

السكوت والرضوخ هما قمة المأساة التي نعيشها، ووجود المقاومة والفدائيين، وسيلة لتحريك الشعوب العربية التي تفضل الاستسلام للعدو علي ان تقاومه بالدم! بهذه الانطلاقة بدأ محمد عبدالله علي 22 عاماً طالب في كلية الحقوق. والذي واصل بنفس الانطلاقة عندما قال: من حق اي شعب استخدام اي وسيلة في سبيل الدفاع عن ارضهم، واختيار الشعب الفلسطيني الحجارة كوسيلة وكسلاح، حق مشروع بل انهم وعلي الرغم من كونه سلاحا ضعيفا في ظاهره، الا انه اقوي من سلاح العدو، الدليل استمرار تلك المواجهة التي تدل علي قوة الضعيف وضعف القوي
فمشكلتنا نحن الشعوب العربية تثور دماؤنا وغيرتنا ليوم او يومين لتهدأ بعدها لشهور، الي ان تطفو علي سطح المقاومة قضية جديدة لنخرج بعدها في مسيرات تظاهرية سلمية تضامنية او اعتراضية، فذلك كل ما نملكه، فننسي كل تلك الدماء التي تراق مع تفكيرنا في مشاكلنا اليومية.
يجب ألا يقتصر استنكارنا ليوم واحد فقط، ولا بد من الاستمرار فيه كجزء من واجبنا تجاه مقدساتنا المحتلة، ما الذي تشعر به عندما تري صور المقاومة واطفالاً في مواجهة دبابات العدو؟ سألناه فسكت لبرهة وقال: بصراحة لا تقوي كلماتي عن التعبير، واكتفي بالتنهيد والزفرات!
أؤيد المقاومة بأي وسيلة كانت وبأي سلاح وان كان سلاحا ضعيفا كالحجارة، التي تحمل من المعاني الشيء الكثير، صحيح ان قوة السلاح والدبابة لا تقارنان بقوة الحجارة، باعتبارهما قوتين غير متكافئتين، الا انهما اسلوبان من اساليب المواجهة، ولا اظن ان تلك المقاومة ستخفت او تتوقف، حتي وان ازداد العدو قوة وعدة وعتاداً وجبروتاً، والديل علي ذلك استمرار المواجهة وتكرار مشاهد الاستشهاد، وسقوط العشرات جرحي، كل ذلك فخر وعز لحامل الحجر، بل هو وسام شرف يعلقه علي صدره، وعن نفسي احترم المقاومين وان كان الحزن يخالجني لوقوفي مكتوفة الايدي، في قضية تعتبر قضية عربية اكثر من كونها قضية شعب او وطن واحد.. كانت تلك كلمات أمل حسين سرحان – 18 سنة طالبة تكنولوجيا التعليم والمعلومات.

مقاومة تثلج الصدر

الضعف والجبن اهم خصال العدو، العزيمة وقوة الايمان، اهم صفات اصحاب الحق، وقد ذكر الله في كتابه العزيز، ان الاعداء لا يحاربون الا من وراء الحصون..، كانت هذه مقولة علي ميزرا محمد 24 عاما طالب هندسة مدنية – واسترسل بقوله: بالطبع القوة غير متكافئة ما بين الحجارة وما بين الدبابة، ولاسيما من الناحية التكنولوجية، ولكن هذا السلاح سبيل المقاومين لتحرير وطنهم، وان كان الثمن دفع ارواحهم واستشهادهم.
صحيح ان رؤية طفل في مواجهة دبابة امر مروع، خصوصا عندما ننظر الي طفولته المحرومة حتي من اللعب كأقرانه ممن هم في سنه، ولكن يثلج الصدر عندما نترجم الصورة علي انها رفض للاستسلام، وانتقام لدم الاهل الذي سفك بيد اليهود.

احترام تلك الأيدي الغضة

وبالمصادفة واثناء ما كنا نوجه اسئلتنا لزينب سلمان عيسي 22 سنة كانت تتصفح صور المقاومة الفلسطينية عبر الانترنت، وقالت بعد زفرات أطلقتها: بصراحة احس بألم في قلبي وانا اري مثل هذه الصور، خصوصا انها لعرب ومسلمين، ودفاعهم عن وطنهم واستشهادهم في سبيله، والأكبر منها مواجهة المحتل بحجارة صغيرة في حجمها، وحقيرة في شكلها، إلا أنها عظيمة في معانيها، والمثير للضحك والأسي في ذات الوقت، إن الأطفال وبأسلحتهم الحجارة يرهبون العدو الاسرائيلي المتحصن داخل ودبابته أو بخوذته وسترته الواقية.. قليل من التأمل في ذلك يجعلنا نحترم تلك الأيدي الغضة التي لم تمسك الألعاب كغيرهم من الأطفال.
وبنظرة مختلفة عن سابقيه قال أحمد عبدالحسن الصفار ـ 23 عاما وهو طالب في قسم الاعلام والعلاقات العامة ـ عندما أشاهد المقاومة الفلسطينية، أتذكر ثورة الإمام الحسين (ع)، وكيف انتصر الدم علي السيف… فالحجر وان كان ضعيفاً وصغيراً سوف ينتصر يوماً علي الدبابة، فتلك المقاومة ما هي إلا انتقام للشرف المهدور، وموقف يستحق منا احناء الرأس تكريماً للضحايا والشهداء.
واتذكر ولا أظنني سأنسي لقطة تلفزيونية، كانت لجندي يلاحق طفلاً لم يتعد العشر سنوات من عمره، وبلحظة التفت الطفل إليه وحمل حجرة، وإذا بالعدو يخاف منه ويفر هارباً، وأضاف الصفار بنبرة تحمل من الأسي الكثير: للأسف الجيوش العربية تفوق جيوش إسرائيل بل وتفوق عدد الاسرائيليين جميعا، إلا أنهم لم يتخذوا موقفاً موحداً لمواجهته، بل اننا نملك من القوة المادية لشراء الأسلحة، والتي بعضها بالفعل موجود ويصدأ لعدم استخدامه، ولكن لم يفكروا يوماً في المساهمة به لمواجهة قوة العدو الاسرائيلي.
ويستدل الصفار في ختام حديثه بمقولة للإمام علي بن أبي طالب (ع) حيث قال: الساكت عن حقه شيطان أخرس .. واختتم بقوله.. السعي للدفاع عن الحق أمر لابد منه، ولابد من استرداد الكرامة التي صدرت، والاستشهاد في سبيل الوطن قضية ترجمها الاستشهاديون… ومنهم محمد الدرة الطفل الذي زرعت صورته في ذاكرتنا جميعا.

Catarab
2004-04-17

استطلاع أجرته - ياسمين خلف: نعتقد ولا نظن اننا مخطئون ان ما من احد منا لم ير في احد وسائل الاعلام ذاك الفلسطيني الطفل في...

إقرأ المزيد »

صوت ناعم وجسم جميل.. انها صفارة الانذار:

طبول الحرب تُقرع والمواطنون مستعدون لخدمة الوطن

استطلاع أجرته – ياسمين خلف:
قبيل البدء بهذا الاستطلاع كنا نعتقد بأن البحرينيين قد أستعدوا بادئ ذي بدء بتخزين المواد الغذائية وإنتهاء بالتجهيزات المنزلية، لكن عبارة جميلة قالها احد المشاركين في هذا التقرير، وهي تمثل حقيقة قناعة كل شعب البحرين، اذ يُعرب عن استعداده، في السطر الاخير من هذا التقرير، لأي مساعدة في حال حاجة الوطن اليها.
وقد يكون استعداد الناس في البحرين لظروف الحرب المتوقعة، ابعدنا الله واياكم من شرورها، يختلف من شخص الي آخر، فهناك من بدأ في الاستعداد والتخزين، وآخرين لم يتحركوا حتي الآن. لكن الحقيقة تكمن بعد هذه السطور والتي تثبت بأن الحرب لم تعد تخوف البحرينيين وإن…!! هذا ما أكدته لنا فاطمة الدلال باعتبارها أول من قالت: لم نستعد للحرب.. ولم نجهز المنزل.. ولم نشتري إي مؤن غذائية.. فالحمد لله كل شيء موجود في السوق، ولا أظن إننا سنكون في مأزق من أمرنا.. تضحك وهي تكمل: صحيح إن الأمر في بالنا، ولكننا لم نتخذ إي خطوات فعلية للاستعداد للحرب !!
لم أشعر بالحرب علي لسان دلال والخوف ليس من تلك الحرب، بل الخوف علي الأطفال، فأنا أم لبنت وولد، وجل خوفي ينصب عليهما، خصوصاً اذا لا قدر الله أطلقت صفارة الانذار وهما في دوامهما المدرسي!! علي الرغم من إن المدارس أخذت كافة الاحتياطات، وقدمت إرشاداتها للأطفال، وان كان بعض المدرسين مخطئين في إرشادهم!! كمدرس ابني الذي قال لطلبته: إذا سمعتم الصفارة شيلو عليه!!! هل هذا كلام مربي فاضل؟!!

صفارة إنذار
للتـــجربة فقــــــط!!

وعن صفارة الإنذار التجريبية قالت: كنت في طريقي للمنزل بعدما أوصلت أبنائي للمعهد عصراً وكنت أقود سيارتي، وما أن سمعت الصفارة أرتبكت ووقعت في حيرة من أمري، هل أأخذ أبنائي من المعهد، أو أواصل طريقي للمنزل؟!
فما كان مني إلا أن أفتح الراديو علي إذاعة منتوكارلو لأتأكد من الوضع في المنطقة، فقد انتابني خوف علي الرغم من علمي الأكيد بأنها صفارة للتجربة فقط!! وعندما سألت أبنائي عن شعورهما عندما سمعا الصفارة أكدوا لي بأنهم لم يسمعوها!! تعود لتقول: الخوف عندي متذبذب يزيد في لحظات خوفاً علي أبنائي، ويقل عندما أقول لنفسي ان الموته واحدة!!، أما أن نموت معاً أو نحيا معاً.. وإن الحكومة والجهات المختصة أخذت كافة احتياطاتها تجنباً لأي نقص في الأغذية.

موتة واحدة!!

وتتفق أم صفاء مع دلال بأن الخوف لم يعتريها علي نفسها، بل علي أبنائها حيث تقول: لم أحس بأي خوف من الحرب علي الرغم من يقيني بأن مخلفات الحرب كثيرة، وعلي جميع الأصعدة، والتي تدفع الدولة وبلا شك للخلف، إلا أنني لم يختلجني أدني خوف، ما عدا خوفي علي أبنائي..، ورغم كل ذلك لم أعدّ المنزل لمواجهة مثل هذه الظروف، ولم أشتري أي مواد غذائية إضافية، فالميته واحدة.. فإذا كتب لنا الموت سنموت حتي لو أغلقنا علينا الأبواب والنوافذ، أعرف أنها فترة عصيبة، وقد أفقد الصواب في التصرف السليم حين سأسمع الصفارة الأكيدة والحقيقية، إلا أننا لم نجهز أنفسنا لتلك الصفارة المعلنة عن بداية خطر حقيقي، تعلق بقولها: علي فكرة لم نسمع تلك الصفارة التجريبية، ولست أنا الوحيدة التي لم أسمعها، بل جميع معارفي وأصدقائي لم يسمعوها!!

سألجأ لأقرب
مكان محكم

الحرب ليست بالأمر الجديد.. فقد مررنا بنفس التجربة ونحن صغار أثناء حرب الخليج.. وأصبح الأمر شبه عادي، لذا لم نتدافع علي شراء المواد الغذائية ولم نحكم المنزل.. ذلك ما بدأ به حسين علي إبراهيم مكملاً: إذا أطلقت صفارة الانذار سوف ألجأ الي أقرب مكان محكم وسأهاتف أهلي لطمأنّوا عليّ وأطمأنّ عليهم.
وقدم حسين شكره للملك لقيادته مؤتمر القمة في شرم الشيخ، وحكمته في إدارة المؤتمر، كما ويتمني أن تتجنب المنطقة آثار الحرب والتي وكما قال ستكون وخيمة ، وأن تحل قضية فلسطين كما ستحل إن شاء الله قضية العراق…

لم يحن
الوقت بعد

نعم.. لم يحن الوقت بعد لنستعد تلك أول الحروف التي نطق بها محمد جلال عيسي مكملاً: ولا ينتابني أي خوف من الحرب المحتملة الحدوث.. وكافة الأوضاع لدينا في المنزل طبيعية وهادئة، فلم نشتري مواد غذائية تزيد عن حاجتنا اليومية ولم نحكم إغلاق النوافذ.. وعن صفارة الانذار التجريبية قال وهو يضحك: كان صوتها ناعماً جداً ولم نسمعها ولكن اذا حدث وأن أطلقت بالفعل سوف أفتح جهاز الراديو وأتّبع كافة احتياطات السلامة التي سيقولها المذيع.
ويقترح محمد وضع خط ساخن في المدارس ليطمأن أولياء الأمور علي أبنائهم أثناء وجود أي خطر، خصوصاً ان الأطفال لن يبرحوا مدارسهم لو أطلقت تلك الصفارة، والأمر بالمثل في الملاجئ العامة، علي أن يكون هناك بث مباشر للأوضاع الداخلية ليطمئن الأهالي علي ذويهم، اذ ما كانوا خارج منازلهم.

الأطفال والنساء
وكبـــار الســـــــــــــــن

لديّ أربعة أطفال في مدارس مختلفة، اثنان منهم في الحد واثنان منهم في المحرق وذلك ما يشغل بالي ويثير في نفسي الخوف.. وان كانت المدارس قد أخذت كافة احتياطاتها وتجهيزاتها، وأمرت كذلك طلبتها بأخذ احتياطاتهم من فوط وطعام وماء، ووزعت عليهم بطاقات خاصة بها معلومات شخصية لكل منهم، إلا أن الخوف عليهم لا يبارحني.. ذلك ما أستهلت به حديثها منيرة علي أحمد مكملة: أنا لست خائفة علي نفسي، وإنما علي أبنائي، ومع ذلك لم أشتري مواد غذائية للتخزين، ولم أجهز منزلي لمواجهة أي خطر محتم الحدوث، وعن الصفارة التجريبية قالت كنت أنتظرها بعدما علمت أنها ستطلق عند الساعة الرابعة عصراً ولم أسمعها !! وتقول بحزن: أتعلمون ما الذي يحز في نفسي ويشغل تفكيري؟! الأطفال وكبار السن والنساء في العراق ما ذنبهم؟! هل كتب عليهم دفع ثمن عمل لم يرتكبوه؟!!

مستعد لأي
خدمة للوطن

سيد مرتضي محمد الكوهجي شاركنا الحديث حيث قال: أعمل في شركة ألمنيوم البحرين – ألبا – وقد أخذت الشركة كافة احتياطات السلامة، ووزعت علي موظفيها الأقنعة الواقية من الكيماوي.. وعن تجهيزات المنزل قال: لم نحتط في المنزل.. اذا إقتربت ساعة الحرب سوف نجهز ما نحتاجه، أما الآن فالوقت مبكر جداً علي تلك الاستعدادات، صحيح أنني أشتريت بطاريات وأشرطة لاصقة، ولكني لم أضعها علي نوافذ منزلي، فالأمر بيد الله سبحانه وتعالي.
الكوهجي هو الآخر لم يسمع صفارة الانذار، ويؤكد علي أنه مستعد لأي مساعدة في حال حاجة الوطن لها.

catfeat
2003-3-15

طبول الحرب تُقرع والمواطنون مستعدون لخدمة الوطن استطلاع أجرته - ياسمين خلف: قبيل البدء بهذا الاستطلاع كنا نعتقد بأن البح...

إقرأ المزيد »

ضحاياه أبرياء.. ولادخل لهم بالسياسة: 11 سبتمبر أساء للإسلام والمسلمين

استطلاع – ياسمين خلف:

صدم الملايين في اقطاب العالم في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، من خبر لم يكن يخطر علي بالهم.. خبر قصف مبنيي التوأمين لمركز التجارة، وتسمر الملايين امام شاشة التلفزيون، ولجأ البعض الي وسائل الاعلام الاخري بغية متابعة آخر تطورات الحدث ومعرفة المتسببين فيه.
والي اليوم لازالت تداعيات ذلك الحدث تلقي بظلالها علي العالم العربي، الذي لايزال يئن مما تسببه البعض.. سطرت تلك الاحداث في كتب التاريخ ولاشك، ولكن لذاكرة الناس سطور، حاولنا في هذا الاستطلاع معرفة ما اختزنته ذاكرتهم من ثلاث سنوات، وما هي آثار تلك الاحداث علي العالم العربي باعتقادهم فكانت آراؤهم هي استطلاعنا هذا، فالي سطوره..

أمريكا.. ومدينة الاشباح

كان يوما لاينسي، فقد كان موعد سفري للولايات المتحدة الامريكية، وبالتحديد لاداء وتقديم امتحان الزمالة في العلاج الطبيعي .. بتلك الحروف اعاد رئيس جمعية العلاج الطبيعي الدكتور غازي سرحان ذكرياته مع مرور ثلاث سنوات علي حادثة 11 سبتمبر، وقال مواصلا: كان موعد تقديم الامتحان في الخامس عشر من الشهر ذاته، وكان حجزي للسفر في الحادي عشر، ولما تلقينا خبر الحادث اصبت بصدمة كبيرة، خصوصا ان مستقبلي كان علي كفي عفريت فان لم اقدم الامتحان في موعده، سيؤجل الي السنة التي تليها، حاولت الاتصال بالمسئولين عن الامتحان هناك، وكانت الاتصالات صعبة جدا، الي ان تمكنت من مهاتفتهم، حاولت اقناعهم بتأخير وتأجيل الامتحان، الا انهم لم يقتنعوا، واعطوني مهلة حتي الحادي والعشرين من الشهر ذاته كحد اقصي لتقديم الامتحان.
يسكت برهة ويكمل: كما حاولت ان يكون الامتحان في ولاية اخري، فالامتحان كان عبر الكمبيوتر وفي نهاية المطاف سمحوا لي بتقديمه في ولاية بوسطن، ومع انتهائي من تلك المفاوضات، بدأت في مفاوضات اخري ومن نوع آخر مع عائلتي التي رفضت سفري ولكني اصريت علي موقفي وقررت السفر وتقديم الامتحان، وسافرت في العشرين من شهر سبتمبر ووصلت امريكا عند الساعة الثانية ظهرا وقدمت الامتحان عند الساعة السابعة مساء.
يقول الدكتور السرحان واصفا حال امريكا في تلك الايام: كانت كالمدينة النائمة او بالاحري مدينة للاشباح، وما ان تطأ قدم المسافر اليها حتي يحاصر بالاسئلة كما لو كان المرء في تحقيق كما ان الشرطة والكلاب البوليسية في كل زاوية، ولله الحمد كنت املك الفيزا قبل الاحداث، فعندما وصلت امريكا قدمت لهم جميع اوراقي الثبوتية، حتي موعد الامتحان ومكانه، وكنت وقتها قد خططت للسكن في فندق بالقرب من مسكني السابق ايام الدراسة هناك، ولكن احدي الدكاترة رفضت، وعرضت عليّ السكن معها، لسوء الاوضاع وعدم استقرارها او حتي امنها.
يواصل: قدمت الامتحان وبشكل جيد علي الرغم من سوء حالتي النفسية، وحاولت حجز موعد سفري للرجوع لارضي ووطني بعده بيوم، ورجعت بالفعل في اليوم الثالث. يضحك كما لو استرجع ذكريات باتت مضحكة فقال: كان لي احد الاصدقاء الدبلوماسيين في مدينة نيويورك، وقد حاولت الاتصال به بغية زيارته، ولما كلمته ترجاني اشد الرجاء بعدم المخاطرة والسفر اليه حتي لا اتعرض لمشاكل انا في غني عنها، خصوصا ان اي شخص من الشرق الاوسط تتم مساءلته وتفتيشه بصورة دقيقة.. اما عن اصدقائي الامريكيين فقد كانت اسئلتهم كثيرة بعد الحادث، وتمحورت اكثرها حول الاسلام، وحول حقوق المرأة. وعن ابن لادن، وكانت مشاعر الحزن والغضب ممتزجة مع الاستياء العام.

أثر الحادث علي العرب أكبر

امريكا دمرت نفسها بنفسها في ذلك اليوم، فالحفرة التي ظلت تحفر فيها وقعت في هوتها السحيقة، ومع كل ما يحيطها من هالة فانني اعتقد ان امريكا تفتقد للسياسة الحكيمة، والحكماء فيها يمشون علي قاعدة فرق تسد .. بهذه الكلمات بدأت الحديث رباب الملا ناشطة اجتماعية ، وواصلت بقولها: لا انكر اننا جميعا تأثرنا من الحادث وتأسفنا عليه، فتأثير تلك الاحداث علي الدول العربية اكبر من تأثيرها علي امريكا نفسها، والتي بدأت تزحف شيئا فشيئا علي العالم العربي تلتهمه وتقضي عليه.
وبانفعال واصلت: انظروا للكم الهائل من الحروب والاختطافات التي حدثت بعيد الحادي عشر من سبتمبر بل ان الحرب التكنولوجية والمتنقبة بوشاح التطور اثرها اعمق علي شبابنا الذي اخذ يدمر نفسه بها، فالدمار الذي لحق بالبرجين لايضاهي الدمار الذي لحق وسيلحق بالدول العربية.
واضافت الملا بقولها: الذكري بقدر ما هي مؤلمة الا انها تجدد فينا روح المساواة والتعاون والتكاتف ضد الدمار وضد التأثر بالغرب وامريكا بالذات التي تسعي بكل ما اوتيت من قوة لتفريق شمل العرب والمسلمين.

حادث مأساوي ولكن..؟!

ليلي المدني – عضو مجلس ادارة في الاتحاد البحريني للريشة الطائرة والاسكواش تصف الحادث بأنه مأساوي لما خلفه من ضحايا ابرياء من اطفال ونساء وشيوخ واناس لا دخل لهم في السياسة، وجاء علي لسانها: بغض النظر عن كون امريكا دولة ممولة لاسرائيل الا ان الحادث افجع قلوب الكثيرين وتساءلت المدني الشيء المحير هو كيف اخترق هؤلاء الدفاع الامريكي، وان كان العرب وراءه كما يزعمون فان ذلك شهادة قوية في صالحهم، لقدرتهم علي اختراق ذلك الدفاع.
بصراحة لم اتابع الاحداث اول بأول فليس لي اهتمام سياسي الكلام لايزال علي لسان – ليلي المدني ولكن مالمسته هو تأثر العرب وبخاصة المقيمين هناك او الطلبة، فمثلا صديقتي والتي تدرس في بريطانيا تأثرت كثيرا، اذ تغيرت معاملة الاجانب لها، وخاصة انها محجبة كما ان امر الحصول علي الفيزا بات صعبا، وليس بالسهولة التي كان الحصول عليها سابقا. وبالمجمل العرب هم من يتأثر عادة بتلك الاحداث وان كانت عالمية.

مع أو ضد أمريكا؟!

ومن جانبه رأي علي العسبول – موظف ان ما جري ما هو الا نتيجة سياسة بوش غير الصحيحة وغير المدروسة وقال: ذكري حادثة 11 سبتمبر ذكري انسانية مؤلمة لما آلت اليه من فقد ارواح بريئة، وكان من المفترض عقد جلسة تحليلية لاقطاب العالم للوقوف علي الاسباب الحقيقية بغض النظر عن تيار او اتجاه البعض، فما حدث كان صدمة كبيرة للعالم اجمع، بل هو ردة فعل عكسية لانتهاك امريكا لحقوق الانسان والغطرسة التي اعتادت عليها. وتمثيلها المستمر لكونها الحاكم الدولي علي الدول المختلفة، وما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة.
اما عن انعكاسات وآثار هذه الحادثة علي العرب فقال: امريكا بعد هذه الحادثة قسمت العالم الي قسمين مع او ضد امريكا، وليس كما كانت بين مع او ضد الحرية، وذلك المنطق وبلاشك خاطئ وسيسقط ظلاله علي الدول العربية بشكل مؤسف، وما نتمناه فعلا كشعب عربي هو عدم انصياع الحكومات العربية لاتجاهات وافكار امريكا، وان لا تسمح لها بالتدخل في شئونها الداخلية، ولا ان تكون لها تابعة باسم العلاقات الدولية.

فترة عصيبة بكل معني الكلمة

ما ان سمعت الخبر بالحادث حتي اصبت بتوتر بالغ وتسلل الرعب في قلبي، وكلما سمعت الهاتف يرن حتي توارد علي خاطري ان هناك خبرا مفجعا في انتظاري ، بهذه الانطلاقة المؤثرة شاركتنا مني فخراوي – سكرتيرة تنفيذية – الحديث، واخذت تواصل بقولها: كل ذلك اصبت به لان ابناء عمي وابنة عمي مقيمون في نيويورك ولم تهدأ نفسيتي الا بعد ان اطمأننت عليهم، كانت فترة عصبية خصوصا اننا حاولنا الاتصال بهم عدة مرات دون جدوي فالاتصالات كانت تلك الفترة صعبة جدا، فقد كانت فترة عصيبة بكل معني الكلمة. فلا طعم للنوم الذي كانت فيه عيوننا تغفو، فالاحلام المزعجة والكوابيس حاصرتنا من كل حدب وصوب.
وبعد ان تأكدنا نحن اهلهم بأنهم بخير هدأت اعصابنا.. وبعد تنهيدة واصلت.. ولكن معاملة الغرب للعرب بعدها تغيرت وتأزمت العلاقة بينهما. بل ان تأثير هذه الاحداث طال العديد من القطاعات وبخاصة قطاع التجارة والاقتصاد، فانا في تلك السنة كنت اعمل في شركة للسياحة، ولحظت مدي التأثير الذي طال الحجوزات، بل ان مشاريع كثيرة ألغيت واجلت بعضها. ولم يتوقف الامر علي ذلك فحسب بل ان الكثير من العمال تضرروا وسرحوا من الاعمال، كل ذلك في جهة وارتفاع الاسعار من جهة اخري.

العنف لا يولد الا بالعنف

وارجع عباس عبدالله السراج – تاجر مجوهرات – سبب هذه الاحداث الي التربية والتعليم والفهم الخاطئ لتعاليم الدين والاسلام وقال في ذلك: 11 سبتمبر ذكري أليمة تحز في نفس كل فرد في العالم، والاكثر ألماً في النفس ان هناك فئة تدعي الاخذ بتعاليم الاسلام السمح وهي تذبح وتقتل الابرياء بغير حق وكل ذلك ناتج عن التعليم الخاطئ للاطفال.
فمن يخالفهم الرأي اعتبروه كافرا، ومن لا يسير معهم في معتقداتهم ودينهم اعتبروه ملحدا، فلا بد من تعليم الاطفال علي حرية الدين والمعتقد، والتسامح مع الغير، فالله في محكم كتابه يقول: انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهي آية صريحة تدعو الي السلم مع الغير وعدم اتباع العنف الذي لا يولد الا العنف.
ويواصل السراج بقوله: تأثير تلك الاحداث علي الدول العربية كان كبيرا، وبخاصة فيما يتعلق بالتدخل في الشئون الداخلية للدول العربية، بل وفي اهم قراراتها، اما علي صعيد الافراد، فقد تأثرت شريحة الطلبة الدارسين في الخارج اكثر من غيرهم من معاملة الغرب التي تغيرت كثيرا بحسب شهادات الكثيرين منهم، وبالمختصر المفيد الحدث اساء الي الاسلام والمسلمين.

Catpoli
2004-09-11

استطلاع - ياسمين خلف: صدم الملايين في اقطاب العالم في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، من خبر لم يكن يخطر علي بالهم.. خبر...

إقرأ المزيد »

ضحيــــة ظــــروف أم جانيــــة : قصة فتاة تقشعر لها الأبدان

كتبت – ياسمين خلف:
أثار خبر اعتداء قاصر علي ضابط شرطة بسكين دهشة القراء وامتعاضهم من تصرف تلك العاق، بالاضافة إلي تعديها بالضرب علي أبيها المسن، وأصدر البعض أحكاما كحد وعقاب لها، وان كان خارج أسوار المحكمة، ومن ألسن غير مشرعة لاصدار حكم علي الجاني إلا وهي تلك الطفلة التي لم تتجاوز الثالثة عشرة من عمرها!! ولكن ألم يدر بخلد القراء أسباب ودوافع جرمتها تلك؟! الأيام لم تترك هذا الحدث يمر مرور الكرام، وتوقفت عنده وزارت عائلة الطفلة ف. س. م لتكشف أسرارا قد تكون هي أقرب الي حرمة البيوت، ولكنها لم تعد كذلك خصوصا مع لوك ألسنة المحيطين بهم بأقاويل قد يصح بعضها وقد تنزوي أكثرها في قائمة الشائعات التي لم ولن ترحم هذه العائلة.
مررنا بأزقة المنامة، وطرقنا مع احدي عضوات صندوق المنامة الخيري فداء العليوات باب تلك الاسرة، وفتحته والدة الطفلة، واستقبلتنا بابتسامة لم تختلف عن ابتسامة أهل المنامة، دخلنا في ذلك المنزل الأشبه بالقبر منه إلي المسكن، وفي تلك الغرفة التي امتلأت بحاجيات سكان البيت، كان والد الطفلة واختها الكبري في انتظارنا، وكان في انتظارنا كذلك مآس بكل ما يحمله الأسي من معني، فالخبر والذي سبق نشره حمل بعض المعلومات غير الدقيقة وسنعرض في أسطرنا الآتية المعلومات الأدق كما جاءت علي لسان أهل الطفلة.
ف. س الطفلة الجانية والمقيدة في الصف الثاني الاعدادي تندرج من أسرة فقيرة جدا، بل ومعدومة وترتيبها الثاني من بين ثلاث أخوات، أكبرهن في السابعة والعشرين عاما، وأصغرهن لم تتجاوز الحادية عشرة من عمرها، ويسكنّ مع والدهن الطاعن في السن ووالدتهن الأمية في منزل بالايجار لا يتجاوز ايجاره عن 30 دينارا وعجزوا عن دفعه من أشهر، ومهددون بالطرد في أي لحظة!!

كانت مجتهدة وليتها تكون

الأخت الكبري والتي استولت علي نصيب الأسد في الحديث قالت: كانت أختي متفوقة في دراستها وكم كنت ألحظ ذكاءها ونباهتها، وتشهد علي في ذلك مدرساتها في الصفوف الثلاثة الأولي في المرحلة الابتدائية، ولكن بدأت تتغير شيئا فشيئا، عندما صاحبت رفيقات السوء في الصف الرابع الابتدائي، فالحفلات والسهرات حتي الساعات الأولي من الصباح كانت احدي هواياتها، وتعديها بالألفاظ البذيئة علي مدرساتها احدي سلوكياتها المشينة التي تشتكي مدرساتها منها، ولله أشهد ان مدرساتها بالهيئة الادارية والتعليمية فيها يحتضّن قضيتها التي شعرن أن فيها خلل لا بد من تقويمه.
فأختي وللأسف طائشة في تصرفاتها ومتمردة ومغرورة! فهي غير متقبلة للواقع الذي نعيشه، فوالدي المسن عاطل عن العمل، ويعاني من أمراض مزمنة من قلب وضغط وسكري وضيق في التنفس، وأخي الوحيد راح ضحية لتسمم غذائي وتوفي عام 1991، وأنا ورغم حصولي علي شهادة البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية أصطف في طابور العاطلين عن العمل، بمعني أدق لا مصدر لنا للدخل غير مساعدات هزيلة ممّن تجود أنفسهم علينا!! وأختي تريد أن تلبس وتخرج وتقتني الموبايل كغيرها من أقرانها الميسورات.

تسرق.. وتنكر

تستطرد الأخت الكبري في الحديث وتسرد ما يمر علي خاطرها من مواقف وقصص مع اختها وتقول: اللبس الذي ترتديه أختي لا يرضينا نحن أهلها، وهي تسير علي خطي صديقاتها المنحرفات اللواتي يتبادلن العدسات اللاصقة، ويملأن وجوههن بالمساحيق من جميع الألوان، ويصبغن شعورهن ويقصصنه مع ما يتماشي مع آخر صرعات الموضة وحدث ان استدعيت في مدرستها لملاحظة مديرتها بأنها تخرج من المدرسة وهي في كامل زينتها ومكياجها، بل انها تعمد الي سرقة والدي، وعندما نواجهها تنفي وتقول انها ادخرته من مصروفها! تسأل وتجيب علي نفسها، كيف تدخر ومصروفها زهيد جدا بالكاد يكفي وجبتها المدرسية؟! فأنا والتي أحصل علي مصروف أكثر منها باعتباري أكبر سنا، لا أستطيع أن أدخر إلا بالعسر، وعندما أردت شراء جهاز كمبيوتر اتفقت مع أختي الصغري التي تعاني من فقر الدم المنجلي سكلر علي اقتسام المبلغ والادخار لشرائه، وعرضنا الأمر علي أختي ف ولكنها رفضت مشاركتنا وقالت انها ليست مسئولة عن شراء ما تحتاجه، ووالدنا مسئول عن الصرف، وهي ان أرادت شيئا سيصلها دون أن تلجأ للادخار!!
كادت أن تقتل والدنا

وأثناء وجودنا مع العائلة، لاحظنا أثر جرح كبير علي رأس الأب، وبددت فضولنا كلمات الأخت الكبري عندما قالت انظروا الي رأس والدي، انظروا الي هذا الجرح الكبير الذي لم يوقف نزيفه الحاد الا الخياطة الجراحية، أتدرون ما هي قصته؟! ومن كان السبب فيه؟! ما قصته يا تري؟! سألناها وكان الجواب سريعا وتفصيليا: خرجت مع صديقتي عند الساعة السابعة مساء وفي طريقي للمنزل مع اقتراب عقارب الساعة من الثامنة، تلقيت مكالمة من اختي الصغري، وكانت مهلوعة وتقول ان الناس قد تجمعوا أمام المنزل والشرطة والاسعاف عند منزلنا وأمي مغمي عليها في بيت الجيران، وأبي غارق في دمه!!
انطلقت كالبرق واذا بأختي ف. س تقول انها لم تتعمد قتل والدي، ولكنها وبالخطأ أصابته في رأسه وأخذت تصرخ وتقول أنا عصبية أنا عصبية! يضحك أبوها ويستلم دفة الحديث ليقول: كانت تتعمد ازعاجي فقد كانت تضرب الابواب في المنزل بقوة شديدة، أمرتها بالتوقف ولكنها لم تصغِ لي فأخذت عصي صغيرة وضربتها علي يدها ضربة خفيفة جدا خوفا مني ان أتسبب في ايذائها، ولكنها وبسرعة خاطفة أمسكت برقبتي ودفعتني للأرض، ووضعت رجلها اليسري علي طرف جسمي والأخري فوق صدري، بحركة أشبه بحركات المصارعين في مبارياتهم، ولم أفلت منها إلا وأنا في مواجهة الباب الخارجي للمنزل، ولم أع الا بضربة قوية من خلفي، دفعتني للانبوب الحديدي المواجه لباب الجيران فأصبت في رأسي ونزفت وستبقي آثاره باقية ما بقيت.

علاقاتها مشبوهة

وبتنهيدة ترجمت نفاذ صبر الوالدة وقلة حيلتها قالت: لم نستطع أن نردع تصرفاتها المشينة، والتي منها أنها تخرج مع امرأة هندية متزوجة من مسن وتسكن المحرق، بل وحدث انها باتت خارج المنزل لستة أيام عندها، وتسكت وتتمتم لا أعرف هل هو فعلا زوجها كما تدعي أم لا، فهي تارة تقول أبيها وتارة تقول زوجها والله أعلم بالحقيقة، وفي كل الحالات ما دواعي أخذها ابنتي لمنزلها؟! كما ان لابنتي علاقة مع احدهم وهو متزوج وسبق أن أرجعها المنزل الساعة السادسة صباحا.

أرادت طعن والدي

ش. س تقاطع والدتها وتقول أختي عاق ودائما ما تتعدي علي والدي بالضرب دون اية أسباب أو مبررات، هكذا وبدون مقدمات تندفع بقوة علي والدي وتضربه، ودائما ما تردد لا أريده، أريد له الموت، جميع أهله قد ماتوا، وهو لا يزال حيا، لما لا يموت ويريحنا .
بل وفي احدي المرات لحقت بوالدي حتي المسجد، وهي رافعة عليه سكين تريد طعنه، ولما أمسكها أحد المارة ومنعها وضربها علي وجهها، رجعت الي المنزل وهي تهدد وتتوعد ذاك الرجل، وباتت والسكين تحت مخدتها وتقول انه لن يفلت منها وستطعنه اذ ما رأته في طريقها!!
تخلق المشاكل وتفتعلها، في أي مكان ومع أي كان لدرجة انني لا أحبذ الخروج معها في الشارع، وأمنع أختي الصغري من مرافقتها لئلا تتطبع بطباعها، فمرة وأثناء ما كنا في الشارع وقفت وبصقت في وجه رجل دون سبب، وتلفظت عليه بكلمات نابية، ومرة افتعلت مشكلة مع حارس الأمن في الكورنيش، وشكا عليها في مركز الشرطة واستدعيت!
والغريب انها تتفاخر أمام مدرساتها وزميلاتها كونها تدخل مراكز الشرطة، وبلغة المتحدي دائما تردد سأخرج وسأرجع لكم وسأريكم من أنا!!
بالفعل لا أجد أختي طبيعية في تصرفاتها، فنحن في المنزل نحاول قدر المستطاع تهيئة الجو لها للدراسة، ولكن دون جدوي، ففي احدي المرات قالت اغلقوا التلفاز أريد مراجعة دروسي، فأغلقناه قالت بعدها اخرجوا من الغرفة، وكان لها ما أرادت أتعلمون ما الذي فعلته بعدها؟! وضعت كاسيت وأخذت تغني وترقص بدلا من أن تدرس!!
وحدث ان أردت أن أدفعها للدراسة باغرائي لها فادخرت مصروفي واشتريت هاتفا خلويا، وقلت لها سأهديك اياه، اذا درست ونفذت شروطي، قبلت وقالت وبطاقة الهاتف، قالت لها أمي انها ستشتريها لها، ومع ذلك أخذت تشتمنا وتصرخ علينا ولم تنفذ شروطنا.
دخلت علينا بعدها اختهن الصغري وباستحياء جلست معنا، وأخذت اختها الكبري تقول: اختي هذه مريضة بالسكلر، ولا تتحمل الضرب ولذلك لا أتركها مع اختنا ف. س فمرة غرزت قلم الرصاص في صدرها، فنخاف عليها من ان تقتلها فهي حبيبتها ان ارادت منها غرضا أو حاجة، وان لم تجد منها ما تريد شتمتها وعايرتها.

تعتبرني خادمة عندها!

وبعفوية بالغة قالت الام والمصابة بمرض القلب وتحتاج الي علاج ولضيق ذات اليد لا تتلقاه: دائما ما تناديني وتطلق علي لفظ خادمة ودائما ما تثور ثائرتها اذا منعت اختها الصغري من مرافقتها خوفا علي الاخيرة من أن تسير في طريقها، تسكت برهة وتكمل: بل انها حدث ان اتصلت بي واعطت الهاتف لمن يرافقها من الشباب للحديث معي، وتقول بتباه انا الان مع شلة شباب ونشرب معا الشيشة الحلوة! بل انها تجلس أمام والدها بملابسها الداخلية، وتسرق نقوده وتتنكر بعدها وحدث ان سرقت جميع ما يملكه والدها من نقود وصرفته علي الملابس وعزومات صديقاتها.
وعندما تصفحنا صور الغائبة الحاضرة في مقالتنا هذه، التي أودعت في الاحداث لمدة اسبوع، لم تصدق أعيننا ما تراه! طفلة علي هيئة شابة تغلب علي صورها طابع الحركات المغرية، قالت ممثلة الصندوق فداء العليوات: هذا الالبوم عرضته علي منذ اليوم الأول الذي رأتني فيه، قبل ثلاثة أسابيع وهي مدة تبني صندوق المنامة الخيري لقضية هذه الاسرة، وكانت محترمة معي في حديثها وتتباهي بهذه الصور التي عرضتها كذلك علي اساتذتها من الرجال! وعن المساعدة المادية التي يقدمها الصندوق للاسرة، قالت للاسف مجلس ادارة الصندوق جديد ونسعي حاليا لاعداد ميزانية له، ونسعي كذلك للحصول ولو علي شقة من الاسكان لايواء هذه الاسرة.

ليلة الحادثة

والكلام للأخت الكبري.. دائما ما تفتعل اختي المشاكل مع اقتراب الليل، وخاصة ليلة الجمعة من كل اسبوع! وفي يوم الحادثة التي نشر خبرها في صحيفتكم كنت أراجع لها مادة الاجتماعيات، وهي المادة الاخيرة لها في جدول امتحاناتها النهائية، وكانت قد جهزت شنطة سفرها، بعدما خططت للسفر لدولة الكويت او المملكة العربية السعودية كما قالت، وطلبت جواز سفرها من والدي الذي رفض تسليمها اياه لصغر سنها، وكانت تهدد وتتوعد بحرق المنزل والانتحار اذا لم يسلمها جواز سفرها! فقالت وبصوت مرتفع ترتج معه الابواب أكلمك بالطيب اعطني جواز سفري والا تعاملت معك بشكل مختلف.
حركاتها وتصرفاتها تلك بدأت عند ساعات الظهر وازدادت في المساء، اذ أخذت تضرب الابواب وتكسر حاجيات المنزل وتبعثرها، واثناء ثورتها كسرت الصحون ومنها ارادت الانتحار سبق وان هددت بالانتحار عدة مرات وأخذت تجرح نفسها بقطعة متكسرة من الصحون، فقمت باستدعاء الشرطة، واثناء ما كان الشرطي يريد منعها من ايذاء نفسها جرحت يده، وليس كما ذكر في الخبر والذي سبق نشره انها حاولت الاعتداء علي الشرطي.
وبغرور كانت تقول انها سترجع وستخرج بكفالة وستعود وتلقنهم درسا آخر، وهي غالبا ما تقول أنا أسب وأشتم لا ضرر ولكن لا أحد يسبني فأنا لا أغلط أبدا!!
وبكلمات أخيرة قالت الاخت الكبري بصوت مهدج، نحن جميعا نعاني من الفقر والحرمان، فأنا كذلك أتحسر علي حالي اذ ما زرت صديقاتي وقارنت حياتي بحياتهن وكذلك اختي الصغري التي ترجع وهي تبكي متمنية ان تكون لها حجرة صغيرة بها ألعاب ودمي ولكن اختي ف. س تختلف عنا ولا تقبل بهذا الوضع وترفضه، فأنا كلما ضاقت الدنيا بي وضعت همي في الدراسة وها أنا ذا أحمل الشهادة الجامعية، ولكنها كلما أحست بنقص زاد عنفها وتحطيمها لحياتها وحياتنا، وها هي قد حطمتنا جميعا وأولهم نفسها التي ضاعت..
وللمحررة كلمة

في الوقت الذي يتلقي الطلبة الطالبات هذه الايام التهاني بالنجاح، تقبع تلك الطفلة بين جدران الاحداث وقد مزجت منه بالأمس! قضيتها ليست صغيرة، وأكبر مما نتوقع، فهي بحاجة الي يد تنتشلها مما هي فيه، وتحتاج الي اخصائي نفسي يعالجها فهي مريضة كما لاحظنا من تصرفاتها ضرب أبيها مثلا وكلماتها التي تستخدمها، واسرتها وللأسف لن تستطيع لوحدها معالجة تلك المصيبة ، فهي والتي لا زالت في الثالثة من عمرها بعد العشر سنوات تقوم بتصرفات بعيدة عن الخط المستقيم، فكيف لنا أن نتوقع منها في المستقبل أن يكون لها حال أفضل مما هي عليه الآن.
بل ان اسرتها بحاجة لمساعدة لانقاذ البقية المتبقية منهم، فأختها الكبري رغم انها جامعية عاطلة وبحاجة لوظيفة لتتكفل بإعالة اسرتها، التي لا عائل لها مع وجود أب طاعن في السن وأم أمية هم بحاجة أيضاً الي مأوي صحي ولفتة صغيرة من وزارة الاشغال والاسكان فالأب كما أسلفنا الذكر يعاني من أمراض الشيخوخة من قلب وسكري وضغط وضيق في التنفس، والام تعاني من مرض القلب، ناهيك عن تلك الطفلة التي لم تتجاوز الحادية عشرة من عمرها وتعاني من السكلر .. لم نرد من وراء هذا النشر التشويه ونشر غسيل خلق الله، بل نطلب تبني قضية هذه الاسرة التي لا حول ولا قوة لها.

Catsocaff
2004-06-13

كتبت - ياسمين خلف: أثار خبر اعتداء قاصر علي ضابط شرطة بسكين دهشة القراء وامتعاضهم من تصرف تلك العاق، بالاضافة إلي تعديها...

إقرأ المزيد »