التصنيفات:تحقيقات / استطلاعات ( الأيام)

تحلم ببيت صحي يضمها .. أسرة تعيش في بيت اشباح

كتبت – ياسمين خلف:

من قلب المأساة الانسانية والإجتماعية سنعيش خلال الأسطر القادمة دقائق مع اسرة اضناها الفقر والعوز، ونهشت الأمية انيابها في اجسادهم، حتي باتوا معزولين في عالم لا يتحدث فيه افرادها الا بالتكنولوجيا، ولا يتفاهمون الا مع ذوي المستويات الاجتماعية والاكاديمية العلياً!!
للقضية ابعاد كثيرة اجتمعت لتحطم ثلاث أخوات ووالدتهن، بل انها امتدت لتحطم فلذات اكبادهن، والبالغ عددهم ستة اطفال اكبرهم في الثالثة عشرة من عمره واصغرهم طفلة لم تتجاوز الثانية من عمرها!!

عشرة اشخاص في قبر ضيق!

ففي نهاية الاسبوع قررنا ان نزور تلك العائلة التي اخذت تستغيث وتطلب العون والمساعدة، لانتشالهم من واقع عاشوه لسنوات طويلة، تأقلموا معه نعم، ولكنهم أبوا أن يستمروا فيه! في طريقنا اليهم مررنا علي ازقة المنامة، وكان البيت، عفواً المقبرة الذي يعيشون فيها، في احدي هذه الازقة الضيقة جداً، والتي تشبه في ضيقها ضيقة القبر . فلا يسمح ذلك الزرنوق الا بمرور شخص واحد علي الاكثر من ضيقه.
طرقنا الباب، ففتحه لنا اطفال في اعمار مختلفة، كانوا مبتهجين لقدومنا.. المهم حاولنا كتم انفاسنا، واستنشقنا اكبر قدر ممكن من الهواء الطلق قبل ان ندخل المنزل الذي فاحت منه رائحة نتنه للغاية، فالبيت قديم جداً وضيق وملييء بالحاجيات التي لها داع والتي لا داعي لها، لن ندخل في تفاصيل المنزل أكثر، فمأساة قاطنيه تفوق عليه مأسوية ..
فالأب قابل وجه ربه قبل عشر سنوات، والأخ الوحيد توفي هو الآخر قبل 22 عاماً، اما الام فهي في العقد السادس من عمرها، ولديها اربع بنات اكبرهن متزوجة ومستقرة في حياتها الزوجية، والثلاث الباقيات ذقن ويلات الحياة ومرها، وبيت القصيد وضع البنات الثلاث، فما هي قصتهن؟!

اربع زيجات فاشلة!!

أم أحمد -الابنة الكبري- والتي تأتي في الترتيب العائلي بعد تلك المستقرة في حياتها الزوجية، وقبل أن تنطق بكلماتها حاولت ان ترسم ابتسامة علي وجهها، الا انها فشلت فكأنما الابتسامة قد قتلت قبل ان تصل اليها ، واخذت تقول بلسانها واصفة وضعها: انا في الخامسة والثلاثين من عمري، ولي ثلاثة أبناء، أحمد وعمره 13 سنة، وحسن لم يتجاوز الحادية عشرة، وهيثم في الخامسة من عمره.. حياتي اشبه بمسلسل تلفزيوني مؤلم بائس .
فعائلتي فقيرة، وظروفها المادية الصعبة اجبرتني علي ترك مقاعد الدراسة وانا لازلت في الثانية عشر من عمري، وكل ما املكه الآن الشهادة الابتدائية!!، وتزوجت.. نعم، تزوجت وأنا في الثالثة عشرة من عمري وانفصلت بعدها بخمسة اشهر. بعدها تزوجت وللمرة الثانية وانجبت ابني البكر أحمد ، الا انني انفصلت عن ابيه بعد اقل من سنة زواج.. تنقلت من بعد طلاقي من عمل لآخر، مره كسكرتيره وأخري كبائعه ومرة كعامله في احدي الروضات، وبعد ان فقدت العمل والحيلة، لن اجد سوي بيع بطاقتي السكانية لأحصل علي بضعة دنانير تعينني علي حياتي وحياة ابني الصعبة .
تتنفس الصعداء وتكمل: فما كان مني بعدها الا الزواج وللمرة الثالثة واخفقت فيه كذلك كما اخفقت من قبلها! فحدث الطلاق بيننا بعد شهر واحد، خصوصاً انه كان متزوجاً وله ابناء وزوجة، ومع ذلك تزوجت للمرة الرابعة، وأنجبت ابنين حسن وهيثم، ولا زلت علي ذمة زوجي، الا انه لا يعرف شيئاً عني او عن ابنائه، فهو يهجرني لفترة طويلة، يعود بعدها ليطل علينا دقائق ليهجرنا بعدها، فأنا متزوجة علي ورق فقط، وان حدث ودفع لي مصروف ابنائه، اعتبر الامر فرجاً من عند الله، وان لم يدفع اعتمد علي نفسي، وابحث عن من يشتري بطاقتي السكانية، خصوصاً أنني لا اعمل ولا أمل لي في الحصول علي عمل طالما انني احمل الشهادة الابتدائية. وماذا بعد يا أم أحمد؟! أجابتنا: ماذا تريدون ان تسمعوا أكثر مما سمعتم، فما ذكرته جزء من حكايتنا، واترك الباقي لأخواتي.
الإبنة الوسطي ان شاء لنا ان نطلق عليها، وهي في الثالثة والعشرين عاماً، وهي الأخري تحمل الشهادة الابتدائية، وتعمل براتب زهيد، ولها ابن في العاشرة من عمره، ومطلقة كذلك..

زوجي يكبرني بـ 31 عاماً!!

الإبنة الصغري آخر العنقود في الثانية والعشرين عاماً من عمرها، وتحمل الشهادة الاعدادية، ولها ابنتان، احداهن في الثالثة من عمرها والأخري لم تتجاوز العامين ومطلقة كأخواتها!! اطرقت بنظرها واخذت تقول بلهجة من ذاق مر الحياة قبل اوانه: خرجت من المدرسة وانا صغيرة في السن، بسبب ظروفنا المادية الصعبة التي لم تمكنني من الاسمترار علي مقاعد الدراسة، وبقيت هكذا الي ان طرق بابي رجل متزوج عمره تعدي الثامنة والارربعين عاماً، وكنت في حينها في السابعة عشرة من عمري، وقبلت به زوجاً علي الرغم من فارق السن الكبير بيننا، وعلي الرغم من كونه اباً متزوجاً لآخري غيري! نعم قبلت لأشغل نفسي من واقع لاحقني ولم يتركني.
دبت الخلافات بيننا، ولم احتمل البقاء في كنفه، فحدث ابغض الحلال بيننا وتطلقنا.. عملت بعدها في احد المحلات ونتيجة للدوام الصعب الذي يمتد من الساعة الثالثة والنصف مساءً الي الساعة الواحدة صباحاً، وعدم وجود اجازة اسبوعية تركت العمل، والحمد لله حصلت لتوي علي عمل براتب 150 ديناراً.. أما عن من يصرف علي بناتها تقول: يدفع طليقي نفقة بناته كل شهر، وتساعدني امي من المساعدة التي تحصل عليها من ادارة الشئون الاجتماعية بواقع 46 ديناراً كل شهرين!

ابنتي تعود الي الحياة

تسكت وتأخذ احدي بناتها في حجرها وتقول: المشكلة التي تؤرقني وتؤرق اخواتي وجودنا في هذا المنزل غير الصحي لقدمه وضيقه، فالبيت مكون من ثلاث غرف والرابعه غرفتي الخشبية، وحمام ومطبخ صغير، ويوم بعد يوم المأساة تكبر مع تقدم ابنائنا في العمر، خصوصاً انهم يحتاجون الي بيئة صحية تسمح لهم بالنمو بالشكل المناسب .
وبادرتنا بالقول: تعالوا لتروا المكان الذي وقعت منه ابنتي فأخذتنا الي خارج الغرفة وقالت: ارفعوا اعينكم الي السماء لتروا الارتفاع الذي حدثت فيه المعجزه ، نعم معجزه، فمن كان يتوقع ان تعود الحياة لإبنتي ذات العامين بعدما سقطت من هذا العلو لتسلقها الثلاجة التي وضعتها اختي خارج الغرفة ، وتكمل بعدما زفرت تنهدات حزينة: بقت ابنتي ليومين في غيبوبة بعد الحادث، وحدث لها كسر في الجمجمة، والحمد لله رزقت عمراً جديداً ببقائها علي قيد الحياة..

أبناء زيجات فاشلة

تلتقط خيط الحديث الأخت الكبري لتقول: المنزل قديم ويحتاج الي مبالغ طائلة لبنائه او حتي ترميمه، وهو مالا تستطيع ان تتحمله جيوبنا الفاضية، قدمنا بطلب لوزارة الإسكان ورفض، حال منزلنا يسوء يوماً بعد يوم خصوصاً مع قدوم فصل الشتاء وتساقط الامطار علينا، والذي يقضي علي الباقي من حاجياتنا بعدما تتسرب الامطار لغرفنا، البيت غير صحي كما ترون، وابني مصاب بضيق في التنفس، وهذا المكان لا يلائمه البته، ابنائي يذهبون الي المدرسة بمصروف يومياً، وبغيره ايام أخري، ماذا اعمل فالعين بصيرة واليد قصيرة!!
خرجنا بعد ذلك من المنزل بسرعة، فرائحته التي كادت ان تقتلنا، لم تتح لنا الفرصة لنبش مشاكل هذه الاسرة أكثر، والتي تحاصرهم كما لمسنا وتتفاوت ما بين الفقر والاسية والغربة وسط الحياة وبناء مهددين بالضياع هم حصيلة زيجات فاشلة.. تري هل سيكون اولئك الاطفال كأمهاتهن، خصوصاً ان لا احد من هؤلاء الاطفال الستة يعيش في كنف والده او علي الاقل تحت ناظره!!

Catsocaff
2003-10-06

كتبت - ياسمين خلف: من قلب المأساة الانسانية والإجتماعية سنعيش خلال الأسطر القادمة دقائق مع اسرة اضناها الفقر والعوز، ونه...

إقرأ المزيد »

تخرج.. وظيفة.. زواج.. واثبات للذات .. ذكريــــات وأمنيـــات العـــــام الجديــــــــد

استطلاع – ياسمين خلف:
ها هو عام 2004 قد انصرم.. حاملاً معه ذكريات، قد تكون جميلة وحلوة عند البعض منا، وقد تكون حزينة ومؤلمة عن البعض الآخر، وتبقي مع كل ذلك ذكري، وها هو العام الجديد قد أقبل مخبئا لنا ما لا نعلم، ومع ذلك نستقبله بابتسامة ملؤها الأمل في مستقبل افضل.. ذكريات وأمنيات هو موضوع استطلاعنا اليوم مع الشباب البحريني الذي تفاءل بالعام الجديد فماذا قالوا؟!
لقائي بنصفي الثاني أهم ذكري تركها عام 2004! .
باجابة سريعة قالتها هديل ميزرا حبيب وواصلت: قد تكون هناك احداث مهمة مرت في هذه السنة المنصرمة، ولكن أهم ما يعنيني فيها هو عقد قراني بخطيبي المحامي ضياء خلف بعدها ذكري حفل تخرجي من الجامعة وتسلمي الشهادة من سمو رئيس الوزراء. وعن أمنياتها في السنة الجديدة ضحكت وقالت: بالتأكيد أتمني ان تحمل معها سعادتي الزوجية، كما أتمني ان احصل علي وظيفة تناسب مؤهلي الجامعي، وأتمني الخير للجميع والسلام والأمن للعالم أجمع.

تفعيل الاقتراحات الشبابية..

الذكريات السيئة هي ما بدأت به حنين الدوي – موظفة في هيئة الاذاعة والتلفزيون، حيث قالت الحرب علي العراق قد تكون أهم ذكري تركتها سنة 2004 بل واختتمت بكارثة وزلزال القرن في جنوب آسيا، ولكن مع ذلك تركت هذه السنة ذكريات حلوة لا يمكن اغفالها ومن أهمها تطور التجارة الحرة بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الامريكية، ومشروع مدارس المستقبل، وعلي صعيد الذكريات الشخصية انتقلت من مرحلة الدراسة الي العمل الذي وجدت فيه نفسي، كما تشرفت بالسلام علي سمو رئيس الوزراء في حفل التخرج الاخير.
تسكت برهة وتكمل: وعن امنياتي لعام 2005 أتمني نجاح انتخابات العراق وان تتقدم للافضل بعيداً عن الدمار والحروب التي انهكتها، وأتمني لمملكة البحرين الخير والامان، كما أتمني ان تصل دورة المجلس النيابي الجديدة للطموح الذي علقناه عليها، فنتمني ان يخرج المجلس بقرارات تخدم الشعب وتمس مصالحه وحياته.. أما علي الصعيد الشبابي وهو الأهم بالنسبة لي فأتمني تحقيق استراتيجية واضحة للشباب. وتفعيل الاقتراحات وبخاصة تلك المرتبطة بالاتحاد الطلابي.

فقدت وظيفتي..
وهاجرت أختي

عام 2004 ترك في نفسي ذكريات مؤلمة منها فقداني لوظيفتي وهجرة اختي بعد زواجها للخارج، ولكن مع كل ذلك تركت ذكري جميلة وحلوة في ذاكرتي أهمها عضويتي في احدي الجمعيات الشبابية التي بدأت تظهر علي السطح، وبدأ الشارع البحريني يلتفت لإنجازاتها، ومع حلول السنة الجديدة أتمني ان يوفقني الله في عملي الجديد لأثبت كفاءتي وان يعم السلام علي شعوب العالم . بتلك الكلمات شاركنا الحديث هشام محمد – موظف.

أتمني التوفيق في الدراسة

أهم ما يمكنني ان اتذكره بعد مرور أعوام وأعوام من سنة 2004 هو التحاقي بجمعية ملتقي الشباب البحريني، التي خلقت في نفسي حب العمل الجماعي والتطوعي .. بتلك البداية انطلقت في الحديث سناء محمد – طالبة سنة ثانية في جامعة البحرين، وواصلت بنفس الحماس: تجارب حلوة تلك التي مررت بها مع هذه الجمعية، التي سنحت لي الفرصة للقاء عدد من الشخصيات البارزة والمهمة في البحرين، من مسئولين ووزراء وسفراء، كما ساهمت في دعمي اجتماعيا من خلال لقائي بأعضاء الجمعيات الشبابية الموجودة في المملكة.
تتنهد وتكمل: كما اني في عام 2004 بدأت الحياة الجامعية الصحيحة، فالدراسة قد اشتدت وبدأت احمل مسئوليتها بطريقة مختلفة عن السنة الاولي في الجامعة.
تضحك وهي تكمل: أما امنياتي لعام 2005 فجل ما أتمناه هو ان اتحلي بالصبر علي الدراسة، الي ان أحرز المستوي الذي أطمح اليه، وان تعم الصحة علي عائلتي ويطيل الله في عمر والدي.

حققت ذاتي في 2004

أكبر انجاز حققته في حياتي كان في عام 2004، فقد فزت بالتزكية بعضوية مجلس طلبة جامعة البحرين، بالفعل احببت عام 2004 لما تركه في ذاكرتي من احداث حلوة، رسمت خطوات في درب مستقبلي .
بكلمات متفائلة بدأت في علي سلطان – طالبة في السنة الاخيرة في الجامعة – أعمال مصرفية ومالية وواصلت: انجزت الكثير في هذه السنة، أهم ما يمكنني قوله هو تحقيقي لذاتي، فالاعمال التي قمت بها دفعتني للامام ودفعتني لتحقيق اهدافي لعام 2005، فالتجارب التي مررت بها قوت من عزيمتي ومن اصراري لنيل الافضل.
تتنفس الصعداء وهي تقول أتمني ومن كل قلبي ان تكون سنة 2005 افضل من كل السنوات التي مرت علي في حياتي، أتمني ان اصل الي اهدافي، وان احقق ما سعيت اليه لأجني ثمر تعبي، بالفعل ستكون سنة صعبة، ففيها سوف اخطو خطوات مصيرية في حياتي، سأكون في موضع اتخاذ قرار، وأغلبها حاسمة وستـــحدد مستقبلي فأتمني حقاً ان أحســـن الاختيار ولاتذكر بعد عام من الآن عام 2005 بالخير.

أتمني أن يكلل حبي بالزواج

وكاسمه بدأ باسم سرور – مهندس مدني – كلامه عندما وجهنا له سؤالنا وقال: في عام 2004 اعترفت بحبي لإنسانة انتظرتها بعدد سنين عمري، وتمنيتها دوماً ان تكون رفيقتي في درب الحياة ولقيت منها التجاوب، كما انني عملت في وظيفة احببتها وبنيت نفسي من خلالها واقتنيت سيارة جديدة.. بصراحة احببت عام 2004 كثيراً لما تركه من ذكريات حلوة في قاموس حياتي.
وعن أمنياته قال: أتمني ان يكلل حبي بالزواج في عام 2005، وأتمني من أهل من احببت تفهم موقفي، فالعراقيل التي فرضها اختلاف المذهب أتمني ان تزول مع السنة الجديدة، وأتمني علي الصعيد الداخلي للمملكة الامن والسلام واتمني ان يعود الناس الي ذواتهم، والتحلي بالاخلاق والصدق والبساطة في تعاملاتهم، يضحك وهو يختتم حديثه أتمني فعلا ان تتوطد علاقتي اكثر بالصحفي راشد الغائب الذي وجدت فيه خير صديق! تلك كانت ذكريات وأمنيات بعض الشباب، ولكل منا ذكرياته وامنياته التي نتمني ان تتحقق مع بداية العام الجديد. فكل عام والجميع بألف خير.

Catsocaff
2005-01-01

استطلاع - ياسمين خلف: ها هو عام 2004 قد انصرم.. حاملاً معه ذكريات، قد تكون جميلة وحلوة عند البعض منا، وقد تكون حزينة ومؤ...

إقرأ المزيد »

تقرير .. تبرّع بـ 65 % من كبده لوالده ..عملية ناجحة تعيد الفرحة لعائلة الحواج

كتبت – ياسمين خلف:
لم احسس بأي خوف او قلق، فهمي الوحيد ان يبقي ابي علي قيد الحياة، وان كلفني ذلك تقديم حياتي وشبابي فداء له، فلم اتراجع عن قراري الذي اتخذته عن قناعة، بل سعدت كثيرا عندما علمت بأن حالة ابي الصحية يمكن ان تتحسن اذا وجد من يتبرع له بكبده، بعد ان اصيبت كبده بالتليف وساءت حالته الصحية وتدهورت.. كلمات الابن احمد ذي التسعة عشر ربيعا، كانت كالبلسم علي قلب والديه اللذين وجدا ثمرة تربيتهم فيه، والفرحة التي بدت علي وجهيهما كفيلة بترجمة الفرج الذي منه الله عليهم بعد عسر وضائقة ألمت بهم، للحكاية فصول وان كانت مؤلمة الا انها باتت اليوم ذكري يقفون عليها كل لحظة ودقيقة يحمدون فيها الله علي رحمته التي وسعتهم ويشكرونه.
محمد سلمان الحواج – ذو العقد الخامس من العمر، اصيب وقبل اربع سنوات بتليف في الكبد، ولم يكن حينها يعلم بمرضه، حتي بعد ان خضع للتشخيص الطبي الذي لم يكشفه الا متأخرا، وعن ذلك قال: عانيت من مرض ابوصفار واحسست بوهن في جسدي، الا ان التحاليل المختبرية تؤكد بأنني لا اعاني من اي خطب او مشكلة في صحتي، وعندما تم تحويلي إلي مجمع السلمانية الطبي وجدت ان الموعد الخاص بدخولي علي الطبيب المختص بعيد ولم اتمكن من الصبر لـ 24 يوما، فقررت الذهاب إلي عيادة خاصة، وصُرفت لي ادوية، ولم اتوقف عند ذلك، فشددت رحالي إلي الاردن، علّي اجد هناك ضالتي.
تستلم خيط الحديث زوجته ام احمد لتقول: الادوية هي هي في الاردن وفي البحرين، ولكن بعد عملية المنظار التي اجريت له في الاردن، قال الاطباء بأن هناك قرحتين في المعدة وثلاث اخريات في الاثني عشر بالاضافة إلي انتفاخ في الكبد! ولم يكتشفوا حينها التليف! الذي اكتشفه طبيب آخر بعد زيارتنا للمرة الثانية للاردن، وحينها لم يكن زوجي يعاني من ألم ما، ولكنه وفي ثاني ايام العيد واثناء ما كنا في البحرين دخل في غيبوبة لاربعة ايام بعد ان خارت قواه في العمل.
واثناء ما كنا في قسم الانعاش بوحدة العناية القصوي، انخفضت نسبة الامونيا، وحاول الاطباء جاهدين لرفع نسبتها، وكان قد وصل إلي مرحلة حرجة احتاج فيها لعملية لزراعة الكبد، والتي تكلف نحو 50 الف دينار في احدي المستشفيات في المملكة العربية السعودية، ولم يخبرونا حينها أنه بالإمكان الحصول علي متبرع، وبعد ان علمنا بذلك وقعنا في حيرة، اين سنجد المتبرع بكبده؟! لننقذ من خلالها حياة زوجي؟!
لم يتردد ابن احمد عن التبرع، وكذلك انا واخت زوجي معصومة ، فأرسلنا التحاليل الثلاثة إلي المستشفي في السعودية،
ووصلت التقارير التي اختارت ان يكون ابني احمد افضل المتبرعين وأنسبنا للعملية، فوقعت في ميزان صعب، كلا كفتيه ثقيلة علي ميزان قلبي، ابني فلذة كبدي صغير في السن، ولتوه يستقبل الحياة، ولم ينعم بعد بشبابه، وزوجي والد ابنائي لا يقل عنه معزة، وزاد من خوفي سماع ثرثرة من حولي والتي منها ان فتاة تبرعت لاخيها بجزء من كبدها، ولما رجعوا إلي البحرين توفي وعندما دققت في تفاصيل المسألة وجدت ان اخاها كان يعاني من داء السكري، ومما زاد من ايماني ودعم قوتي سماعي لعملية مماثلة ولكنها ناجحة لشاب كان يعاني من تليف في كبده منذ ان كان في الثانية من عمره، واليوم هو في السادسة والعشرون من عمره.
فتوكلنا علي الله وتمسكنا بالايمان، وقررنا خوض العملية.
احمد الابن المتبرع – يدلي دلوه في الحديث ليقول: انا اول من قرر التبرع، فقد اخذت التقارير الطبية معي للهند، حيث ادرس واكد الاطباء هناك لي بأن والدي يحتاج إلي زراعة كبد، وكنت حينها اجهل ان هناك عملية لزراعة الكبد، فلما رجعت للبحرين وناقشت الموضوع مع الطبيب المعالج، بيّن لنا بأن التبرع هو بجزء من الكبد، والذي يعود للنمو تلقائيا بعد اسبوعين فقط من اجراء العملية، فقررت التبرع لوالدي بـ 65% من كبدي. ولم اكن حينها احس بأي نوع من الخوف، اذ وجدت ان هذه العملية فرصة لمساعدة والدي وتقديم جزء من فضائله عليّ في ازمته الصحية التي يمر بها، فلو يتوقف الامر علي حياتي فلن اتردد لحظة في تقديمها لاعز البشر عليّ.
يضحك وهو يكمل: بجد لم اكن خائفا البتة، لدرجة ان الاطباء كانوا في دهشة، وهم يرون دقات قلبي التي تشير إلي انني لم اكن خائفا عبر جهاز تخطيط القلب، واحمد الله الذي اعاد لنا والدي وابقاه ذخرا بيننا.

Catsocaff
2004-07-22

كتبت - ياسمين خلف: لم احسس بأي خوف او قلق، فهمي الوحيد ان يبقي ابي علي قيد الحياة، وان كلفني ذلك تقديم حياتي وشبابي فداء...

إقرأ المزيد »

تقرير ميداني .. بحيرات صغيرة طيلة العام المستنقعات تهاجم قري سترة

كتبت ــ ياسمين خلف:
علي ما يبدو إن المستنقعات النتنة التي تنتشر هنا وهناك في المدخل الجنوبي لجزيرة سترة، والتي هي بالأساس مدخل لسبع قري واديان، الخارجية، أم العيش، سفالة، مركوبان، مهزة، القرية لن تبرح أراضيهم لا صيفاً ولا شتاءً، ولم ينعم أهالي تلك القري بالهواء النقي والذي تعكره الروائح المنبعثة من تلك المستنقعات المائية الناتجة عن مخلفات المجاري.
مستنقعات بحجم البحيرات الصغيرة

ومن خلال جولة بسيطة وقصيرة في تلك المناطق ستدرك حتماً حجم المشكلة التي دعت رباب الملا أم نداء – العضو المتطوع في المجلس البلدي للجأر والشكوي والتذمر من الوضع، والذي وكما تقول أنها حاولت جاهدة وعبر السبل والطرق المتاحة لها لحل المشكلة دون جدوي، مشيرة إلي أن المشكلة قد رفعت للمجلس البلدي الذي بدوره ناقش القضية، كما تعاونت شركة فلورا في تنظيف المنطقة وسحب المياه إلا أنها تعود بعد فترة قصيرة!!
وباهتمام بالغ بالأمر قالت أم نداء وهي تشير بأصابع يدها لمواقع المستنقعات: أنظروا لحجم هذه المستنقعات والتي يمكن أن نطلق عليهم اسم بحيرات صغيرة، والتي تنقل الميكروبات والجراثيم لقاطني هذه المناطق، والمشكلة لا تقف عند هذا الحد بل تتعداها إلي عدم وجود أرض مسفلته مرصوفه تحد من المشكلة، كما تفتقر المنطقة لمصابيح الإنارة، والتي تجعل من المنطقة في ساعات الليل، كالمنطقة المهجورة التي يقطنها الأشباح!! .

حياة الطلبة في خطر

وأثناء ذلك مرت علينا شاحنات كبيرة، في شارع قد وضعت فيه لافتة مرورية تقول: ممنوع مرور الشاحنات ! فقالت أم نداء معلقة: أرأيتم حجم الاستهتار وعدم الإلتزام بالقوانين! بالأمس مرت 5 شاحنات متتالية في هذا المدخل الذي يمنع فيه مرورهم، فأين رجال المرور عنهم؟! تسأل وتردف القول: المنطقة بالقرب من مدرسة إبتدائية، وقد تتعرض حياة الطلبة للخطر جراء تلك التصرفات الطائشة غير المسئولة..

ردم بسيط.. لم يحل المشكلة

وأمام مدرسة المعامير الإبتدائية للبنين في قرية العكر الغربي انتشرت تلك المستنقعات التي انبعثت منها الروائح الكريهة، وكان منظر الطلبة مثيراً للشفقة فعلاً، هذا طبعاً في جو صحو يخلو من الأمطار، فما بال أمرهم وقت تساقطت الأمطار يا تري؟! كان لنا وقفة مع مدير المدرسة علي عيسي محمد الذي أكد علي أن هذه المستنقعات لا تجف لا صيفاً ولا شتاءً! وأنها ناتجة عن تسرب المياه من المنشآت الصناعية القريبة والتي تصب في المدخل، مشيراً إلي أن هناك بعض الخطوات الإيجابية بذات الشأن من قبل المجلس البلدي، والتي تمثلت في ردم جزء من الأرض، إلا أنها بسيطة ولم تحل المشكلة جذرياً.
وبأسي أطلق علي – مدير المدرسة زفرات أعقبها قوله: هناك نحو 554 طالبا في المدرسة، وكلهم أطفال طبعاً، باعتبارهم في المرحلة الابتدائية، ووجود هذه المستنقعات ذات المياه الآسنة النجسة، حتماً ستكون مصدراً للخطر عليهم، أولاً من ناحية كونها مياه تتجمع فيها الميكروبات، وثانياً كونها تمثل عائقاً وحاجزاً يمنعهم من الوصول الي بوابة المدرسة، خصوصاً في ساعات تساقط الأمطار في فصل الشتاء، ولكم أن يتصوروا حالة الطالب الذي يضطر للعبور وصولاً للمدرسة، حتماً ستكون ملابسه متسخة بمياه نجسة، فيضطر مرغماً الابقاء عليها حتي إنتهاء الدوام المدرسي.

نناقش المشكلة منذ عام

نقلنا هذه المشكلة برمتها إلي ابراهيم حسن – عضو المجلس البلدي في المنطقة الوسطي، والذي أكد علي أن مشكلة المستنقعات والتي يعاني منها سكان المنطقة، وبخاصة المنازل القابعة في الجهة الغربية من قرية العكر الغربي، مشكلة صعبة وكبيرة، وحاول المجلس البلدي حلها مع الجهات المختصة منذ ما يقرب العام، وقد أبدت إدارة الخدمات المشتركة في البلدية اهتماماً بالأمر، إلا أن المشكلة ما زالت قائمة.
ويرجع إبراهيم سبب تجمع هذه المستقنعات الي قرب المنطقة من الساحل البحري وانفتاح مجاري المعامير ونويدرات وإنصبابها في المنطقة، بالاضافة الي تشبع الأرض بالرطوبة، وبخاصة أراضي مجمع 626 التي تمتاز بالخصوبة الزراعية.
وجاء علي لسانه ايضاً: زرت المنطقة الغربية من المدرسة مع مهندس من إدارة الاشغال الذي عاين المنطقة وأكد علي أن الوضع مأساوي ويحتاج الي تغيير خصوصاً إنه طريق يمر فيه الطلبة وغير مسفلت، ويعرضهم وقت تساقط الأمطار إلي مشاكل عده منها، اتساخ ملابسهم أو حتي احتمال سقوط حقائبهم المدرسية في تلك المستنقعات، ويختتم بتحميل جزء من المسئولية وزارة التربية والتعليم التي عليها علي حد قوله ايضاً إنشاء ولو شارع واحد لينتقل عبره الطلبة للمدرسة بأمان.

Catgov
2004-01-15

كتبت ــ ياسمين خلف: علي ما يبدو إن المستنقعات النتنة التي تنتشر هنا وهناك في المدخل الجنوبي لجزيرة سترة، والتي هي بالأسا...

إقرأ المزيد »

تقرير ميداني .. الطفلة زهراء تصارع الموت كل يوم

كتبت – ياسمين خلف:
هذه حكاية طفلة رضيعة حبلي بالمعاناة والألم عمرها لم يتجاوز الستة أشهر، إلاّ أنها ذاقت من الألم والمرض ما عجز عنه الكبار! تشبثت بالحياة كتشبث الغريق بالقشة، تحرسها دعوات والدتها ومحبيها من حولها الذين ينتظرون الأمل ويبقي شهيقها وزفيرها متواصلاً كدليل علي رغبتها في البقاء والتشبث بالحياة، تساعدها أجهزة شاءت الأقدار ألا تفارقها.
والقصة تبدأ مع أول لحظة من ولادة زهراء أحمد علي والتي ولدت بمضاعفات في جهازها التنفسي وترقد منذ الولادة في مجمع السلمانية الطبي، والأجهزة تحيطها من كل جانب رغم ضعفها، أجريت لها عملية جراحية وثقبت رقبتها لتوصيل أنبوبة الي الرئتين لمساعدتها في عملية التنفس غير ان اضطرارها للحركة العفوية يجعل بقاء الماسورة أمراً مستحيلاً مما يؤثر علي صحتها، لذلك ادخلت عدة مرات للعناية المركزة.
والدة زهراء التي لا تكاد تغادر سريرها وهي تري طفلتها تذبل يوماً بعد يوم لم تفقد إيمانها برحمة الله وتقول: زهراء هي الرابعة في ترتيبها بين أخواتها، أكبرهن في الثالثة عشرة من عمرها، زوجي من ذوي الدخل المحدود إذ يعمل صباغاً براتب لا يتجاوز 170 ديناراً ونسكن في شقة بالإيجار، ورغم وجود ابنتي بين جدران المستشفي وعلي السرير الأبيض إلاّ أن المستشفي لا توفر لها المضاد الحيوي الذي تحتاج، ونضطر الي شرائه رغم انه يرهق كاهلنا، فخلال كل إسبوع نحتاج الي شراء علبة جديدة بـ 7 دنانير، بل حتي الأكل الذي يناسب سنها لا يقدم لها ونضطر الي احضار أطعمة خاصة، نشتريها ولأن عدد الممرضات ليس بالكافي في الجناح، فأضطر الي ملازمة ابنتي طوال الوقت خوفاً من تعرضها لنكسة تفقدها حياتها، وهذا علي حساب رعايتي لباقي أبنائي الذين لا أراهم إلاّ لساعات قليلة في اليوم، ولكن الحمد لله علي كل حال واللهم لا اعتراض.
وتواصل الأم (حليمة) رواية ابنتها فتقول:
ابنتي بحاجة الي علاج خارج البحرين لإنقاذ روحها البريئة، وامكانياتنا وظروفنا المادية لا تسمح لنا بتوفير تكاليف علاجها حيث أن حالتنا لا يعلم بها إلاّ الله، لذلك لجأنا الي وزارة الصحة لمساعدتنا في ابتعاثها للخارج إلاّ أننا لم نتلق أي رد حتي الآن ومازال ملف ابنتي حبيس الأدراج.

Catsocaff
2004-06-11

كتبت - ياسمين خلف: هذه حكاية طفلة رضيعة حبلي بالمعاناة والألم عمرها لم يتجاوز الستة أشهر، إلاّ أنها ذاقت من الألم والمرض...

إقرأ المزيد »

تنظيمه وجه حضاري.. نواب:الاعتصام حق دستوري.. على ألا يتخطى الحدود

استطلاع – ياسمين خلف:

ما أن انطلقت تباشير الديمقراطية على ارض مملكتنا، حتى بدأ المواطنون على اختلاف مستوياتهم التعليمية والاقتصادية وتوجهاتهم الفكرية والمذهبية، في التعبير عن آرائهم بالاشكال والطرق التي اباحها لهم الدستور، والتي منها الاعتصامات الاحتجاجية، معتبرينها كآخر السبل واضعف الإيمان لتحقيق مطالب تصاعدت، ووصلت إلى آخر المسئولين واكبرهم، ولم تجد الحل ولا الضالة التي نشدوها، ومن خلال عيون المترصدين لهذه الظاهرة التي تفاقمت ووصلت بحجمها »حجم الفيل«، على ارضنا الصغيرة بشعبها القليل نسبيا »بحد تعبير احد المواطنين« وجدوا بأنه وعلى الرغم من كثرة الاعتصامات وكثرة مؤيدي هذه الطريقة من الاحتجاج، دفاعا عن المصالح إلا انها في اغلب الاحيان لا تحقق مطلبا ولا تحرك ساكنا طالما كان هناك رفض لتلك المطالب من قبل الجهة ذات العلاقة!!
»البرلمانيون« كيف يرون هذا الحق؟! وما هي الآليات التي يعتقدون أنها وعن طريقها يمكن ضبط هذه الاعتصامات لتنظيمها؟! وما شرعيةوقانونية هذا الاسلوب الاحتجاجي؟! هذا ما حاولنا معرفته من خلال استطلاعنا هذا، فإلى سطوره…
بحسب يوسف زينل – فإن المادة رقم 28 من الدستور البحريني، للمواطن الحق في الاعتصام بدون اخطار أو اذن من الجهات الرسمية، وان الاجتماعات العامة حق مباح ومشاع ضمن القانون، بشرط ان تكون اغراضه وادواته سليمة ولا تنافي الآداب العامة، كما ان مادة رقم 31 والتي يستعرض فيها المشرع الحقوق، والتي من ضمنها الاعتصامات يرى ان الاعتصام حق أصيل ولكن يجب ان يكون ضمن الحدود والقانون، ولا يتعارض مع جوهر الحق أو الحرية.
وقال »الزينل« موضحا: الاعتصام والتعبير عن الرأي حق دستوري مباح، ولكن لا يمكن ان يجاز بدون تنظيم، بمعنى انه لابد من تنظيمه من قبل الجهات المعنية، والتي منها وزارة الداخلية والمحافظة التي يقام فيها الاعتصام، فالتعبير عن الرأي يمكن ان يكون بعدة طرق ووسائل واشكال، والاعتصام أحدها، ومع انتهاج هذا الاسلوب في التعبير عن الحق، لابد من التركيز على النقطة الجوهرية والاساسية، وهي ان يكون الاعتصام سليما يلتزم بالقانون.
مكملا: والقانون بالتأكيد سيكون صادرا من الجهات ذات العلاقة والتي تفصل كل بند من البنود بشكل يحفظ الأمن في مكان اقامة الاعتصام، كأن تصدر التصريح للجهة القائمة على الاعتصام.فالاعتصام يترجم الحق الدستوري على ارض الواقع، ومنعه اجحاف بحق المواطنين وتقييد لحرياتهم، وبذلك فهو حق ولكن بشرط ألا تتعدى هذه الاعتصامات الحدود، ولا تتجاوز الخطوط الحمراء، فان تخطتها لن نصف تلك الاعتصامات بأداة من أدوات الحرية.
واضاف: ومن منظوري الشخصي أجد ان كان الاعتصام جماعيا او تابع لأحد الجمعيات او التنظيمات لابد من التقدم للجهات المعنية لطلب تصريح بإقامتها، مع تحديد الوقت والمكان، وذلك ليحتفظ الاعتصام بالهالة السليمة المنشودة، والتي يمتنع فيها المنظمون والمشاركون فيها عن استخدام أي تعبيرات لاذاعة او متطرفة ضد أي جهة من الجهات أو ضد أي رمز من الرموز، وحتى يحتفظ الآخرون بأمنهم ولا تتعرقل الحركة المرورية، ويحافظ الجميع على حرياتهم الشخصية، فهنا فقط يمكن أن نطلق عليها اعتصامات »حضارية«.

وسيلة لإبراز القضايا

»كثرة الاعتصامات والتي منها اعتصامات لا تتحقق الأهداف، قد يؤدي إلى تسيس الفكرة في حد ذاتها، والتي قد يكون لا صلة لها ولا معنى بالموضوع المثار! فالاعتصامات لابد ان تكون على هيئة احتجاجات ملموسة في إطار التنظيم، والتي قد توصف بالبيروقراطية التي تعيق الاحتجاج في حد ذاته! وإذا كنا مع اقامة الاعتصامات لابد من وضع آليات للاحتجاج، بالتنسيق مع الجهات الأمنية والتي على رأسها وزارة الداخلية والجهات المعنية في المحافظة، بشرط ألا يعاق الاحتجاج ولا يمنع«.. بتلك الديباجة بدأ الحديث معنا النائب المحامي فريد غازي.
واستكمالاً على ذات النهج عندما قال: الاعتصام يعني احتجاجاً سلمياً، وكلما وضع في إطار قانوني، كلما جاء منظما ومحققا للأهداف المنشودة، فهو وسيلة للتعبير عن الرأي والتوجهات، وعملية تنظيمها امر ايجابي لا يختلف عليه اثنان خصوصا انها ستضمن عدم معارضة الجهات الأمنية، وستحفظ الأمن في مكان الاعتصام وستمنع إحداث أي فوضى أو ارباك في الحركة المرورية.
ومع كل ذلك فإن الاعتصامات وسيلة تبرز القضايا الحيوية في المجتمع سواء كانت قضايا محلية أو اقليمية أو حتى عالمية، وعملية تنظيمها أمر لا يمكن رفضه، تضافر الجهود والتي منها تضافر الجهات الإعلامية لابراز القضية على شكل أوسع.

حق مشروع

وباسترسال قال البرلماني يوسف حسين الهرمي – الاعتصامات بشكل عام حق مشروع لأي مواطن، على ان تكون في حدود القانون و»سلمية«، فالاحتجاج يدخل ضمن دائرة الحرية الشخصية ودائرة التعبير عن أي ظاهرة، ولكن لو نظرنا للموضوع بشكل أوسع، هل يحق لكل فئات المجتمع الاحتجاج؟! يسأل ويجيب : »خلال فترة السبعينات وحتى التسعينات، والتي يمكن ان نطلق عليها بفترة الاحتقان السياسي، الاحتجاج له ما يبرره، ولكن بعد ان طرح البديل وبدأت الاصلاحات وعم استقرار السفن في الموانئ ان جاز لنا القول، فان التعبير عن عدم الرضى للموقف السياسي، وبالتي تختلف من فرد لآخر تبعا للمصالح الشخصية في بعض الأحيان، يمكن ان يقوم بها اعضاء المجلس البرلماني تحت قبة البرلمان، عن طريق سؤال أو استجواب أو أي وسيلة مشروعة سياسياً أو حكوميا كتقديم الاقتراحات مثلا.
ويرى »الهرمي« إنه مع استقرار النظام السياسي تنحسر الاحتجاجات، والتي هي حق دستوري لجميع شرائح المجتمع، قائلا: ليس هناك قانون افلاطوني ومدينة فاضلة، فكلما اتجهنا لنسبة المائة في المائة في تحقيق التكافؤ في الفرص، كلما استطعنا رص الصفوف واوضحنا الرؤى في المسائل القانونية والتي عليها نحقق التوافق النفسي والاجتماعي لشريحة اعرض.
فالجمعيات على اختلاف انواعها اليوم استطاعت ان تعبر عن آراء منتسبيها من خلال مجلس الادارة، ولو عبر كل واحد من منتسبيها عن رأيه بشكل منفرد لأصبحنا في حالة من الفوضى السياسية، ومع وجود هذه الجمعيات التي تنظم الأفكار وتصب الجهود لتحقيق الأهداف يمكن تحقيق جزء من الاستقرار في المجتمع المدني، خصوصا إذا ما اتخذت صيغة للحوار في تعاملها، ولكن ومع ذلك فهي ومع احترامي الشديد تمثل رأي شرائح معينة وليست كل الشرائح، وعضو البرلمان يمكن ان يكون الممثل الحقيقي لكل شرائح المجتمع، حيث هناك ظاهرة واضحة في مجتمعنا ألا وهي ظاهرة اللا منتمين للجمعيات، وهم أكثر من يلجأ الى اسلوب الاحتجاج والاعتصام للمطالبة بالحقوق.
مكملا: الثقافة السياسية مهمة جدا لجميع شرائح المجتمع، ونحن كبرلمانيين قد تكون شهادتنا مجروحة إذا ما قلنا ان هناك نحو 180 مقترحا برغبة قدم تحت قبة البرلمان، وعدم اطلاع البعض من المواطنين على تلك الاقتراحات يؤدي الى وجود التذمر والاحتجاج، لدرجة اننا وفي سبيل تحقيق المصلحة العامة للمجتمع وصلنا في كثير من الأحيان إلى درجة المواجهة أو الملاسنة مع بعض الجهات ذات العلاقة.
مؤكدا على ان التطرف غير المدروس ظاهرة تزيد هموم الوطن، وان الغلو والتطرف في الرأي قد لا يكون في صالح الجماعة، داعيا إلى ضرورة مراجعة النفس والتدقيق في الأوراق المطروحة قبل اللجوء للتذمر والاعتصام بالنظر الى الحاضر والمستقبل. واختتم »الهرمي« بقوله: الخروج عن المنظومة طريق إلى هشاشة المجتمع، وعلينا أن نؤمن بالثوابت الدستورية والثقة بالمشروع الاصلاحي لتقليل الاحتجاجات والاعتصامات والتي هي حق لا يمكن ان يسلب من أي انسان.

استطلاع - ياسمين خلف: ما أن انطلقت تباشير الديمقراطية على ارض مملكتنا، حتى بدأ المواطنون على اختلاف مستوياتهم التعليمية...

إقرأ المزيد »

ثمنوا الخطوة وأكدوا دعمهم لها .. مواطنون: هل يمكن تطبيق الحلول المقترحة؟

كتبت – ياسمين خلف:

أثارت ورشة العمل الموسعة التي رعاها صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد القائد العام لقوة الدفاع رئيس مجلس التنمية الاقتصادية اهتمامات شرائح المجتمع المختلفة، ودفعت بموجة من الامل خطوات عقد عليها الامل لا يساوره شك في السعي الي التحقيق الفعلي لاصلاح سوق العمل واعادة هيكلته، بل ان كلمة سموه اثلجت قلوب من استمع اليها خصوصا انها ترجمت مدي اهتمام سموه بالمستوي الاقتصادي لعامة الشعب ومدي الثقل النفسي الذي يحمله جراء معاناة فئة ليست بقليلة من البطالة والفقر وتدني مستوي الاجور وعدم التقبل الوظيفي، فاتحا حوارا شاملا لاعداد خطة وطنية اقتصادية.. ردود الفعل وقراءات المعنيين من المواطنين لما دار في الورشة هي موضوع استطلاع مدارات .
للاسف ما حدث في ندوة نادي العروبة انسي الناس الكلام الخطير الذي قاله سمو ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة في ورشة العمل الموسعة بتلك الكلمات بدأ الحديث معنا ميرزا احمد علي ـ مستشار استثمار سابق وتابع: ومن اخطر ما قاله ان ما يؤرقه وجود عاطل من بين كل ثمانية بحرينيين ووجود 200 ألف عامل اجنبي، بحيث ان من بين كل ثلاث وظائف هناك اجنبي يحتل احداها والاجمل من هذا وذاك تأكيده علي ان التصريحات الرنانة في الصحف حول المشاريع الاقتصادية لن تكفي ان لم يستفد منها المواطن.
واضاف: ان ما طرح حول واقع البطالة والفقر في المملكة لابد ان يسعي الجهاز التنفيذي وجميع المسئولين في الدولة لتقويم الخلل وتعديل الاداء لحل جزء من تلك المشاكل من الجذور والاساس، فالواقع يحتم علينا القول ان تلك المشاكل لن تستطيع الحكومة وحدها ممثلة في وزارتي المالية والعمل في حلها، فهي بحاجة الي تضافر القطاع الخاص مع العام خصوصا ان الواقع وكما طرح من خلال الورشة يشير الي ان 40% من المواطنين تقريبا يتقاضون اجورا اقل من متوسط الدخل وبانخفاض في الاجر بنسبة 19% خلال العشر السنوات الاخيرة.

لابد من ترجمة التوصيات بإيجابية

وقال رئيس دائرة الاعلام والثقافة في جمعية الوفاق الاسلامية الدكتور عبدالجليل السنقيس: جاءت الورشة وبلا شك لتكمل الصورة التي رفض البعض ان يراها بألوانها المختلفة من فقر وبطالة وتدني اجور الطبقة العاملة، وتسليط الضوء علي هذه المشاكل القديمة ان صح التعبير امر ايجابي وما نطمح اليه هو ترجمة تلك التوصيات التي نوقشت في الورشة بشكل ايجابي عملي، لينعكس ايجابيا علي ما توصلت اليه دراسة ماكينزي، فهناك: ما زال الكلام علي لسان الدكتور السنقيس الكثير من العوائق، ولابد من اتخاذ مواقف صارمة حيالها.

لم نتوقع هذه الدرجة من الشفافية

واعتبر الامين المالي بملتقي الشباب البحريني محمد العريض الورشة بمثابة احدي المكاسب الاقتصادية التي قام بها سمو ولي العهد وقال في ذلك ان تبني سموه للملف الاقتصادي في المملكة لهو مكسب لنا جميعا كشعب خصوصا انه سيحرص علي تقصي اهم المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها الشعب سعيا وراء ايجاد افضل الحلول وانسبها وبصراحة لم اتوقع ولم يتوقع احد من حولي ان تصل الورشة الي هذا الحد من الشفافية والجرأة في الطرح بمشاركة اقطاب وشخصيات مهمة من المملكة وخارجها.
ويواصل وبأسلوب ينم عن الدهشة ليقول: لم أر الفيلم الذي عرض ولكني سمعت عنه وقد آثار دهشتي كما ادهش غيري، فتلمس احد اقطاب الحكم لمشاكل الشعب بهذه الطريقة، واقع وضع القري والمدن البحرينية وتدني الحالة المعيشية لبعض الاسر لهو موضع فخر وتقدير لشخص سموه وجل ما نتنماه هو ان تدرس وترفع توصيات شركة ماكينزي وان توضع بعين الاعتبار لاصلاح الوضع الاقتصادي للشعب البحريني واعادة هيكيلة السوق البحرينية.

التخطيط للمستقبل

وتجد الدكتورة نضال عبدالرحمن خليفة ـ استشارية الامراض الجلدية ورئيسة قسم الامراض الجلدية في مجمع السلمانية الطبي ان الورشة تعبر عن خطوة جادة في طريق اصلاح المشاكل الاقتصادية كونها تنبع من سمو ولي العهد وجاء علي لسانها: سعدنا نحن كشعب بتوجيهات سموه المشجعة خصوصا انها صادرة من شخص مسئول وفي موقع سلطة، فهذا يعني ان التوجه العلمي لايجاد الحلول الايجابية عن طريق الدراسات العلمية البعيدة عن العشوائية هي الخطوة القادمة.
تسكت برهة وتكمل: بذلك يعني اننا دخلنا في مصاف الدول المخططة للمستقبل كما الدول الاجنبية حيث ان الدول العربية غالبا لا تخطط للسنوات الخمسين المقبلة وان حدث فهي نادرة، ولذلك فهي تقع في مشاكل لم تحسب لها حساب، في وقت يكون الخروج منها بحلول مجدية امرا صعبا، وايجاد حلول مقترحة ومتوقعة لمشاكل في المستقبل، كدراسة احتياجات سوق العمل والتعليم والبطالة سيوفر علينا الوقت والجهد ناهيك عن الاتقاء من الوقوع في المأزق.
وكل ذلك سيتطلب من المملكة الاعتماد علي المختصين والخبراء لوضع الخطط والتنسيق ما بين الجهات ذات العلاقة لصهر العقول والخبرات للوصول الي حلول ونتائج مرضية علي المدي البعيد، وهو سيتطلب مساهمة جميع قطاعات المجتمع كلا في مجال تخصصه كالاعلاميين والمهندسين والاطباء والمحامين وغيرهم للخروج بخطة وطنية شاملة.. وتختتم الدكتورة نضال بقولها: جميلة جدا هي الافكار التي طرحت في الورشة والتي تمثل روح المستقبل وبرؤية سمو ولي العهد والذي نفخر بوجوده في هذا الحوار ورئاسته لمجلس التنمية الاقتصادية فمعه سنضمن مستقبلنا ومستقبل ابنائنا والذين لا نتمني ان يعانوا من المشاكل التي مررنا بها.

الابتعاد عن الحلول الترقيعية

اعتقد ان سمو ولي العهد لديه رؤية واضحة لتصحيح اوضاعنا المستقبلية، وخاصة ما يتعلق بإعادة هيكلة سوق العمل والاقتصاد والتعليم والتدريب، ونحن بهذه الخطوة نقف علي الطريق السليم وما نحتاجه للخطو بخطوات للامام هو المزيد من الطرح والمناقشة مع كافة اطياف المجتمع وان اختلفت الآراء والافكار الا ان خلق الحوار والنقاش والعمل بصورة كلية سيسهم في بلورة الفكرة والتحرك للامام. ولتحقيق التميز لابد من الابتعاد عن الحلول الترقيعية والبحث عن الحلول الجذرية بمشاركة ذوي الشأن والتخصص . بتلك الكلمات شاركنا الحديث احمد البناء مدير ادارة تنمية الموارد البشرية بوزارة العمل والشئون الاجتماعية.

نحن بحاجة لمثل هذه المبادرات

وبحسب متابعة المحامية دلال الزايد للورشة عبر صفحات الجرائد والانترنت قالت: ان ما طرح من مواضيع اقتصادية لهو تعبير عن الوضع المدروس علميا لتلك المشاكل الملامسة للمواطنين بغية البحث عن الحلول لها، وقد لقت اهتماما وتفهما واسع النطاق بين المواطنين في الشارع البحريني خصوصا انها وضعت يدها علي اهم المشاكل التي تؤرقهم من بطالة وفقر وتدني للاجور وطرح طرق وبرامج حل المشاكل وقالت مواصلة تلك المبادرة طيبة ونحتاج وباستمرار لمثل هذه المبادرة خصوصا انها تخلق علاقة وطيدة بين قادة الحكومة والشعب خصوصا في عهد الشفافية والانفتاح الذي نعيشه في مملكة البحرين اليوم.

ننتظر ندوات تقييمية

ما حز في نفسي كون ان الورشة لم يعلن عنها مسبقا وجاءت مفاجئة لنا ! بهذه الانطلاقة بدأت الحديث المهندسة الزراعية زيبا الامير لتواصل: قرأت عن الورشة وكم كنت اتمني لو كنت احدي المشاركات فيها، وعلي كل حال فقد كانت ورشة ممتازة وناجحة من جميع المقاييس فهي جسدت الرؤية المستقبلية لدي ولي العهد، وما يعتبر اهم من كل شيء هو التنفيذ علي ارض الواقع، واستمرار النهج الذي بدأ به وعقد ورش وندوات مماثلة في المستقبل علي ان يعقبها ورشة او ندوة لتقييم ما انجز لدراسة المعوقات لايجاد الحلول لها، ولتفادي الاخطاء المحتملة ولتدعيم نقاط القوة وابرازها.

اعيش حسرة العاطلين

لقد كانت كلمات سموه في الورشة نابعة من قلب صادق ونابعة من خوفه علي المواطنين وعلي الوطن خصوصا انه ركز علي الفئة المعدمة الفقيرة والبائسة اليائسة من فقراء وعاطلين عن العمل وذوي الرواتب المتدنية . تلك كانت ديباجة بدأت بها رباب الملا ـ ناشطة اجتماعية واكملت بتركيزها علي اهم مسببات المشكلة الاقتصادية حيث قالت: ما طرح من مشاريع وخطط لاقت اهتماما وتأييدا واسعا ولكن هل ستفعل الوزارات والجهات ذات العلاقة والمسئولون علي قمة الهرم الوظيفي تلك التوصيات، تسأل وتجيب: هناك اكثر من 3000 عاطل تقدموا لاحدي الجمعيات، وان سألنا انفسنا هل جميعهم لا يملكون المؤهلات العلمية والاكاديمية، وهل جميعهم لا يملكون الابداع مثلا؟!
هناك جهود حكومية مبذولة لا ننكرها ساعية لتوظيف القدر المستطاع من العاطلين بخلق فرص للعمل ولكن أمورا مثل الواسطة لدي البعض في الجهات الحكومية والقطاع الخاص يحرم الكثيرين من الشباب من حقهم في العمل والعيش بكرامة، ناهيك عن تلك المنافسة التي يواجهها البحريني مع الاجنبي، الذي هو الفائز في النهاية كونه اقل اجرا وان كان يعاني من مشاكل صحية او حتي عاهات جسمية يرفضونها ان كانت موجودة لدي البحريني.
وتواصل بذات الحماس: اذا استمر الوضع علي ما هو عليه من اتجاه الشركات الخاصة لتفضيل الاجنبي علي البحريني لن نصل يوما الي حل للمشكلة التي تتفاقم يوما بعد يوم.. فهل يرضي بعض المسئولين ان يروا شابا جامعيا علي الارصفة في الشوارع ينتظر سيارة فارهة لينظفها؟! وان تغاضينا عن بطالة الاناث لن نتمكن من التغاضي عنها بالنسبة للشباب والذين تقع علي كواهلهم اسر وعوائل كونهم ارباب اسر فأنا وان لم ارزق بولد ولكني اعيش حسرة الشاب العاطل عن العمل.
كما لا يمكن التغاضي عن الخصخصة التي هي طامة وقعت علي رؤوس الكثير من الشباب وجعلتهم يصطفون في طوابير العاطلين ودفعت بعضهم للسرقة وارتكاب الجرائم، فلابد من تفعيل التوصيات لايجاد الحلول لكل تلك المشاكل، ولابد من توعية العاطلين عن العمل وتحفيزهم، للوقوف جنبا الي جنب مع القيادة الرشيدة لايجاد الحلول المناسبة، بشرط تشديد الرقابة علي الاجهزة الحكومية وبخاصة تلك التي تنتهج الواسطة في التوظيف.
وقد يستهجن البعض قولي وتأييدي لمساواة اجر الاجنبي بالبحريني ولكني اراه طريقا للوصول الي احلال البحريني مكان الاجنبي حتي لا يفضل ارباب العمل الاجنبي علي الشاب البحريني ولابد من بحرنة مختلف القطاعات التي يرغب فيها البحريني.

Catbusiness
2004-20-09

كتبت - ياسمين خلف: أثارت ورشة العمل الموسعة التي رعاها صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد القائد العام لقو...

إقرأ المزيد »

جامعي مدرب يطلب أي وظيفة تنتشله من البطالة

كتبت – ياسمين خلف:

كان يعمل.. وكان سيبدأ مشواره الدراسي في الجامعة.. الا ان ظروفا اجتماعية خاصة مر بها خلال التسعينيات، نسفت كل حلم كان قد حاول ان يحوله الي واقع! حكم عليه بالسجن اربع سنوات، وخرج بعفو ملكي.
دخل البحر بقصد العمل، وواجه اهواله وقرر ان يكمل نصف دينه، فعقد قرانه علي احدي كريمات الاسر البحرينية، ومع زيادة مسئولياته قرر العمل والدراسة معاً، فهو وكما يقول هاضماً للغة العربية التي ورثها من أبيه، الذي افني 35 سنة من حياته في تدريس هذه اللغة في وزارة التربية والتعليم، ويتقن مهارة الحديث مع فئة الصم والبكم، فتوجه حيث ظن انه سيلاقي اليد التي تقدم له العون، اولها لمحافظ منطقته الذي وعده بالوظيفة سواء بالمحافظة نفسها او في اي جهة عمل اخري.
وتوجه كذلك لوزير العمل الذي وعده هو الآخر بالوظيفة كونه يتقن لغة التفاهم مع فئة الصم والبكم. يقول ش – و وهو خريج لغة عربية من جامعة السودان وعمره ثمان وعشرون عاما، عندما تقدمت لدار الايتام للعمل، اعتذروا عن توظيفي، وطلبوا مني التطوع كوني حينها لا ازال في السنة الثالثة في الجامعة وهم لا يوظفون الا الخريجين أو علي الاقل طلبة السنة الرابعة، وقبلت التطوع، ولكني فوجئت بوجود عدد من الموظفين من حملة الشهادة الثانوية، بل والطامة الاكبر انه تم توظيف بعضهم اثناء فترة تطوعي، وهم لا يحملون الشهادة الجامعية، فهاتفت الوزير الذي كان حينها خارج البحرين، واستغرب كوني لم اوظف بعد، فامهلني فترة اسبوع ليرجع ويبحث في موضوعي، ومع ذلك فقد اصر احد المسئولين في الوزارة ان يكون انضمامي لدار التأهيل تطوعيا، علي ان يكون ذلك لمدة عام كامل بواقع ساعتين في اليوم.
قبلت بذلك وتطوعت لمدة اسبوع كامل، الا انني ادركت حينها ان تطوعي هذا سوف يمنعني من العمل في البحر لكسب الرزق، خصوصا انني خاطب ولدي مسئوليات دراسية وعائلية، يقول جازما: اكتشفت اثناء تطوعي ان العمل تحكمه الواسطات، والا فكيف يمكننا تفسير وضع شرط وجوب حمل الشهادة الجامعية، في حين هناك من يوظف في نفس الوظيفة، وهم من حملة الشهادة الثانوية او دونها في بعض الاحيان!
ومع كل ذلك انضممت لدورة في احدي الشركات، والتي وعدتني بالعمل بعد الانتهاء منها، وكنت بشهادة الجميع وحتي المدرس، الطالب المثابر المميز والمجتهد واجتزت الامتحانات النظرية بامتياز، وقبل نهاية الدورة بيوم واحد، استدعاني المدرس، وكنت وأنا اذهب اليه، كلي أمل وثقة بأني اخترت من بين الطلبة للعمل، ولكن وقعت المفاجأة علي كالصاعقة عندما طلب مني عدم الاستمرار في الدورة لاستغنائهم عني، وعندما سألته عن السبب ابدي عدم معرفته، وكلما ذهبت لمسئول حولني علي آخر، وبقيت في حيرة، وزاد همي كوني المتميز والمتفوق من بين جميع الطلاب في الدورة وهم يشهدون علي ذلك. واقسم بالله بأني وعلي الرغم من حملي لشهادة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة السودان الا اني لن أرفض اي عمل يقدم لي.

Catsocaff
2005-05-27

كتبت - ياسمين خلف: كان يعمل.. وكان سيبدأ مشواره الدراسي في الجامعة.. الا ان ظروفا اجتماعية خاصة مر بها خلال التسعينيات،...

إقرأ المزيد »

جسر بين الطفولة والبلوغ

كل خمس دقائق ينهي شاب أو شابة حياته

استطلاع أجرته – ياسمين خلف:

الآباء يتساءلون.. كيف نتعامل مع هذا التناقض الذي نلحظه علي شخصية أبنائنا؟ تقول احدي الأمهات لا أعراف ما الذي انتاب ابني فهو تارة شديد المرح والضحك وتارة أخري منزويا يفضل الوحدة والانطواء وأخري يستنجد كيف أشاهد إبني ذا الخامسة عشرة علي فهم ما يحدث له؟
وبالمقابل قال أحد الأبناء بكثير من الخجل لا أدري ما الذي يحدث لي؟ وتقول فتاة في السابعة عشرة من عمرها أحب التحدث إلي صديقاتي لفترة طويلة رغم ان ذلك يضايق والدتي ولا أعرف لماذا؟ وكثير من الأبناء يرددون عبارات أكثرها.. أعصب كثيرا ولا أعرف السبب؟ لماذا ماما تكرهني، هل أنا حقا ابنتها؟ لماذا لا أحب التعامل مع والدي؟ أعتقد انه يشك في تصرفاتي..؟!هي الفترة الحرجة.. وأكثرها تشويشا وتخبطا، فهم من يمرون بها لا يتقبلون من حولهم وخاصة أنفسهم وفي الوقت ذاته يسعون للحصول علي المديح والاطراء من قبل أصدقائهم وأقربائهم ويتعطشون لنظرات وكلمات الإعجاب وخاصة من الجنس الآخر.. هي تلك المرحلة التي يكره فيها الفرد ان تطلق عليه اسمها ألا وهي فترة المراهقة..
ففي الوقت الذي وصف فيه الكثيرون بعد وصولهم سن الثلاثين علي انها مرحلة المراهقة أكثر مراحل حياتهم قلقا وضغوطا وتخبطا وتشويشا ويأسا وصفها آخرون علي انها الفترة التي تمتعوا فيها بالحب والدفء العاطفي والاحترام المتبادل بينهم وبين ذويهم.
عائشة الشيخ المحاضرة بقسم العلوم النفسية والاجتماعية بكلية العلوم الصحية واحدي المهتمات بشئون المراهقين شاركتنا وكانت أولي حروفها التي بدأت بها: كثيرون من هم يتوقعون ان المراهق ينتقل من مرحلة الطفولة إلي مرحلة المراهقة فيتطلب منه التصرف بحكمة ونضج بينما لا يزال المراهق شعر ببعض علامات الطفولة والشقاوة وحب المرح المبالغ فيه وعدم الرغبة في تحمل المسئولية إلا ان معظم الأهالي يشددون علي أهمية الانضباط واحترام السلطة.

فأي الطرفين علي حق؟!!

يشتكي الكثير من المراهقين من معاناتهم مع ابائهم ويقولون ان الحياة مستحيلة مع أولياء أمورهم وفي الوقت ذاته يتذمر الآباء من المراهقين ويذكرون ان أولادهم متعبون، عصبيين، وفظيعين جدا وأنهم يطالبونهم بالمستحيل والأهم من ذلك يجب الوضع في الاعتبار ان بعض المراهقين ونتيجة لبعض التغيرات العقلية والهرمونية قد يكونون شديدي الحساسية هذا ما جاء علي لسان عائشة الشيخ والتي أكملت حديثها… مما يجعلهم دائمي الشك في نوايا آبائهم وقد يضخمون اهتمام الآباء ويعتبرونه تجسس وشك في تصرفاتهم مما يشعر المراهق بالاحباط مما يشكل العوائق النفسية والقلق للمراهقين وذويهم.
وفي دراسات وإحصائيات عالمية ومحلية عكست مدي المشاكل التي يواجهها المراهق ومنها تلك الإحصائيات التي عرضها علينا الدكتور علي أحمد البقارة، رئيس لجنة صحة المراهقين بوزارة الصحة والتي تؤكد ان 25% من طلبة المدارس الثانوية يدخنون وتشكل الحوادث 19% من جميع الحوادث في البحرين والغالبية من هذه الحوادث الخطرة في حين ترتفع النسبة إلي 19% بالنسبة للحوادث البسيطة.
أما فيما يتعلق بالصحة النفسية فيعتبر الاستقرار النفسي أحد المقومات الأساسية للمراهق حيث يتعرض للكثير من المشاكل النفسية والاضطرابات نتيجة إلي عدم معرفته وفهمه للتغيرات التي تطرأ علي جسمه من ناحية، والضغوطات الاجتماعية من ناحية أخري فيلجأ المراهق إلي الانتحار عند تزايد الضغوطات عليه وذلك بتأكيد من إحصائيات منظمة الصحة العالمية إذ تثير إلي ان الانتحار ثالث سبب رئيسي للموت المبكر فكل 5 دقائق ينهي شاب أوشابه حياته.

catfeat
2003-02-07

كل خمس دقائق ينهي شاب أو شابة حياته استطلاع أجرته - ياسمين خلف: الآباء يتساءلون.. كيف نتعامل مع هذا التناقض الذي نلحظه ع...

إقرأ المزيد »

حكايـــــــــــات من المنزل المهجـــــــــور

كتبت – ياسمين خلف:
يقال ان امرأة مع ابنها كانا يعيشان في منزل رقم 2017 بشارع الجزائر في مدينة عيسي، وكان الابن يعمل في احدي الشركات الخاصة.. وحدث ان تعرض لاصابة عمل، اضطر علي اثرها إلي شد رحاله والسفر إلي الهند بقصد العلاج، فالتقي في تلك الرحلة العلاجية بنصفه الآخر وتزوج.. عاد الي دياره مع زوجته الهندية ، وكثمرة لزواجهما حبلت ، واثناء ذلك ساءت حالة الزوج الصحية، فأضطر الاطباء الي بتر رجله!
بعدها وبأشهر توفي في حادث مروري، كما لم يكتب الله لابنه الحياة ولم ير النور، حيث توفي هو الآخر اثناء ولادته.. زوجته تزوجت بآخر وتركت المنزل.. وبقيت ام زوجها الأول وحيدة تصارع مر الحياة وقسوتها لمدة اثنتي عشرة عاما.. بعدها قابلت وجه بارئها، وبقي المنزل خاويا إلا من اثاثه.
ابنتها متزوجة من خليجي، وبعد وفاة والدتها اغلقت الابواب والنوافذ واوصدت الباب بالقفل والمفتاح، ورجعت من حيث اتت.. فأصبح ذلك المنزل مطمعا للنفوس الضعيفة، حيث سرق اللصوص كل الاثاث وجعله عديمو الاخلاق مأوي لهم، بل وغرزه مكانا لتعاطي المخدرات والمسكرات وبات المنزل مهجورا وباعثا بالخوف والقلق علي نفوس اهالي المنطقة.. فماذا قالوا عن ذلك المنزل المهجور؟!

المنزل اصبح حاوية للقمامة
ام عادل روت لنا هذه القصة التي تداولها الجيران، وتضيف فصلا علي تلك الرواية بقولها: بعد وفاة ابنها لم تدفع تلك المرأة العجوز اقساط المنزل لوزارة الاسكان، فهي وحيدة ولا عائل لها! الوزارة بعدما اطلعت علي ظروفها، اعفتها من دفع الاقساط، واعطتها الحق في البقاء فيه إلي ان تتوفي.. توفيت بعد سنوات، وابنتها اقفلت المنزل ورحلت عنه إلي ديار زوجها، فأصبح المنزل مطمعا للصوص الذين لم يتركوا قشة فيه إلا وسرقوها! حتي سقف المنزل لم يسلم من ايديهم النجسة، والبعض اتخذه حاوية تلتهم قمامتهم! حتي اصبح المنزل مبعثا للروائح النتنة والقوارض والحشرات التي اخذت تغزو منازلنا، تضحك وهي تكمل: حدث وان دخل علي منازلنا فأر بحجم القط الصغير، والذي زارنا من ذلك المنزل المهجور بل والادهي من ذلك ان الاطفال اشعلوا حريقا بداخله، وجاء رجال الاطفاء لاخمادها، ولاحظنا نحن الجيران انبعاث روائح كريهة اعتقدنا بادئ الامر انها روائح الرماد المتبقي من ذلك الحريق، فأبلغنا البلدية بالأمر، حتي تقوم بدورها في ازالة تلك الاوساخ، وعندما جاءوا ونظفوا ذلك المنزل من القاذورات اكتشفوا وجود جثة متعفنة! ومع ذلك لم يثن الامر ضعاف النفوس، وعادوا للمنزل ومارسوا فيه افعالهم المشينة!!

من الأجدي استفادة عائلة بحرينية منه
تلتقط خيط الحديث ابنتها حنان محمد علي لتقول: في شهر الله، شهر رمضان، ينشط اولئك المتسكعون، ويزداد ارتيادهم للمنزل بقصد تعاطي المخدرات وشرب الخمر! لجأنا لوزارة الاسكان والبلدية من أجل إزالة المنزل واستغلال مساحته لبناء منزل آخر تستفيد منه عائلة بحرينية.. ولكن دون جدوي فمازال المنزل قابعا مكانه!

حوصر مخمور بداخل المنزل!
أم علاء منزلها مقابل للمنزل المهجور.. والخوف علي اطفالها يملأ قلبها كما تقول، وجاءعلي لسانها : المنزل يمثل خطرا علي اولادنا، خصوصا ان عديمي الاخلاق يجدون بين جدرانه الأمان! فأنا شخصيا لا اسمح لابنائي الخروج في الليل لكيلا يستدرجهم احد إلي داخله لا سمح الله، وحتي الخادمة امنعها من الاقتراب منه خشية حدوث ما لا تحمد عقباه.. تسكت برهة وتكمل وهي تخفض من نبرة صوتها وكأنها خائفة من ان يسمعها البعض وهي تقول: بعد وفاتها رحمها الله، دخل الغرباء منزلها، واتخذوا من ملابسها ستارا علي النوافذ، يحجب عيون الناس عنهم! ويكفي ان تعلموا ان في شهر رمضان الماضي تم محاصرة احد المخمورين ! في المنزل حتي الساعة الثانية صباحا.

بيوت الآسيويين مصانع للخمور!
زوجها محمد عبدالرسول يؤكد كلام زوجته ويضيف: المنزل يشوه المنظر العام للمنطقة، ولتحقيق المصلحة العامة علي جميع الجيران التكاتف ووضع ايديهم واحدة للتصدي لمثل هذه السلوكيات الغير اخلاقية! ولا نستثني كذلك البيوت التي تجمع بداخلها عزاب آسيويين معظمهم غير مسلمين يمثل وجودهم بيننا خطرا علي اطفالنا ونسائنا! خصوصا انهم يتخذون من تلك المنازل مصانع لانتاج الخمور!!
بقاء مكان المنزل خاليا افضل من وجوده
هناك من أراد شراء المنزل، إلا ان ورثته غير موجودين في البلاد!! وبقاؤه هكذا خاليا إلا من القاذورات والاشجار المقطعة والاخشاب والصناديق الخالية والحيوانات الميتة يشكل خطرا محدقا بالجيران وخاصة الاطفال كما حدث عندما شبوا حريقا بداخله! وازالة المنزل وبقاء الارض خالية افضل بكثير فنحن لدينا بنات ونخاف عليهن من ذلك المنزل.. تلك كلمات شيخة يعقوب عبدالله التي تمنت لو يعطي المنزل مواطنا يكون في أمس الحاجة الي السكن والمأوي بدلا من بقائه خربا لا صاحب له. كما يؤكد يوسف عيسي يوسف علي ان المنزل يتجمع فيه المخمورون، وان اللصوص دائما ما يجدونه ستارا لهم ، ويقول مختتما: حدث وان سرقت سيارة وبقيت امام المنزل يومين دون ان يكتشف وجودها احد!!
نحتاج إلي عريضة مطالبة بإزالة المنزل
نقلنا المشكلة برمتها إلي وزارة الاسكان، واكد محمد المضحكي رئيس قسم العلاقات العامة علي ان الوزارة ستباشر البت في موضوع إزالة المنزل فور وصول قائمة أو عريضة تشمل اسماء أهالي المنطقة المتضررين والمطالبين بازالة المنزل.

Catsocaff
2003-12-14

كتبت - ياسمين خلف: يقال ان امرأة مع ابنها كانا يعيشان في منزل رقم 2017 بشارع الجزائر في مدينة عيسي، وكان الابن يعمل في ا...

إقرأ المزيد »