تقرير .. تبرّع بـ 65 % من كبده لوالده ..عملية ناجحة تعيد الفرحة لعائلة الحواج

كتبت – ياسمين خلف:
لم احسس بأي خوف او قلق، فهمي الوحيد ان يبقي ابي علي قيد الحياة، وان كلفني ذلك تقديم حياتي وشبابي فداء له، فلم اتراجع عن قراري الذي اتخذته عن قناعة، بل سعدت كثيرا عندما علمت بأن حالة ابي الصحية يمكن ان تتحسن اذا وجد من يتبرع له بكبده، بعد ان اصيبت كبده بالتليف وساءت حالته الصحية وتدهورت.. كلمات الابن احمد ذي التسعة عشر ربيعا، كانت كالبلسم علي قلب والديه اللذين وجدا ثمرة تربيتهم فيه، والفرحة التي بدت علي وجهيهما كفيلة بترجمة الفرج الذي منه الله عليهم بعد عسر وضائقة ألمت بهم، للحكاية فصول وان كانت مؤلمة الا انها باتت اليوم ذكري يقفون عليها كل لحظة ودقيقة يحمدون فيها الله علي رحمته التي وسعتهم ويشكرونه.
محمد سلمان الحواج – ذو العقد الخامس من العمر، اصيب وقبل اربع سنوات بتليف في الكبد، ولم يكن حينها يعلم بمرضه، حتي بعد ان خضع للتشخيص الطبي الذي لم يكشفه الا متأخرا، وعن ذلك قال: عانيت من مرض ابوصفار واحسست بوهن في جسدي، الا ان التحاليل المختبرية تؤكد بأنني لا اعاني من اي خطب او مشكلة في صحتي، وعندما تم تحويلي إلي مجمع السلمانية الطبي وجدت ان الموعد الخاص بدخولي علي الطبيب المختص بعيد ولم اتمكن من الصبر لـ 24 يوما، فقررت الذهاب إلي عيادة خاصة، وصُرفت لي ادوية، ولم اتوقف عند ذلك، فشددت رحالي إلي الاردن، علّي اجد هناك ضالتي.
تستلم خيط الحديث زوجته ام احمد لتقول: الادوية هي هي في الاردن وفي البحرين، ولكن بعد عملية المنظار التي اجريت له في الاردن، قال الاطباء بأن هناك قرحتين في المعدة وثلاث اخريات في الاثني عشر بالاضافة إلي انتفاخ في الكبد! ولم يكتشفوا حينها التليف! الذي اكتشفه طبيب آخر بعد زيارتنا للمرة الثانية للاردن، وحينها لم يكن زوجي يعاني من ألم ما، ولكنه وفي ثاني ايام العيد واثناء ما كنا في البحرين دخل في غيبوبة لاربعة ايام بعد ان خارت قواه في العمل.
واثناء ما كنا في قسم الانعاش بوحدة العناية القصوي، انخفضت نسبة الامونيا، وحاول الاطباء جاهدين لرفع نسبتها، وكان قد وصل إلي مرحلة حرجة احتاج فيها لعملية لزراعة الكبد، والتي تكلف نحو 50 الف دينار في احدي المستشفيات في المملكة العربية السعودية، ولم يخبرونا حينها أنه بالإمكان الحصول علي متبرع، وبعد ان علمنا بذلك وقعنا في حيرة، اين سنجد المتبرع بكبده؟! لننقذ من خلالها حياة زوجي؟!
لم يتردد ابن احمد عن التبرع، وكذلك انا واخت زوجي معصومة ، فأرسلنا التحاليل الثلاثة إلي المستشفي في السعودية،
ووصلت التقارير التي اختارت ان يكون ابني احمد افضل المتبرعين وأنسبنا للعملية، فوقعت في ميزان صعب، كلا كفتيه ثقيلة علي ميزان قلبي، ابني فلذة كبدي صغير في السن، ولتوه يستقبل الحياة، ولم ينعم بعد بشبابه، وزوجي والد ابنائي لا يقل عنه معزة، وزاد من خوفي سماع ثرثرة من حولي والتي منها ان فتاة تبرعت لاخيها بجزء من كبدها، ولما رجعوا إلي البحرين توفي وعندما دققت في تفاصيل المسألة وجدت ان اخاها كان يعاني من داء السكري، ومما زاد من ايماني ودعم قوتي سماعي لعملية مماثلة ولكنها ناجحة لشاب كان يعاني من تليف في كبده منذ ان كان في الثانية من عمره، واليوم هو في السادسة والعشرون من عمره.
فتوكلنا علي الله وتمسكنا بالايمان، وقررنا خوض العملية.
احمد الابن المتبرع – يدلي دلوه في الحديث ليقول: انا اول من قرر التبرع، فقد اخذت التقارير الطبية معي للهند، حيث ادرس واكد الاطباء هناك لي بأن والدي يحتاج إلي زراعة كبد، وكنت حينها اجهل ان هناك عملية لزراعة الكبد، فلما رجعت للبحرين وناقشت الموضوع مع الطبيب المعالج، بيّن لنا بأن التبرع هو بجزء من الكبد، والذي يعود للنمو تلقائيا بعد اسبوعين فقط من اجراء العملية، فقررت التبرع لوالدي بـ 65% من كبدي. ولم اكن حينها احس بأي نوع من الخوف، اذ وجدت ان هذه العملية فرصة لمساعدة والدي وتقديم جزء من فضائله عليّ في ازمته الصحية التي يمر بها، فلو يتوقف الامر علي حياتي فلن اتردد لحظة في تقديمها لاعز البشر عليّ.
يضحك وهو يكمل: بجد لم اكن خائفا البتة، لدرجة ان الاطباء كانوا في دهشة، وهم يرون دقات قلبي التي تشير إلي انني لم اكن خائفا عبر جهاز تخطيط القلب، واحمد الله الذي اعاد لنا والدي وابقاه ذخرا بيننا.

Catsocaff
2004-07-22

كتبت – ياسمين خلف:
لم احسس بأي خوف او قلق، فهمي الوحيد ان يبقي ابي علي قيد الحياة، وان كلفني ذلك تقديم حياتي وشبابي فداء له، فلم اتراجع عن قراري الذي اتخذته عن قناعة، بل سعدت كثيرا عندما علمت بأن حالة ابي الصحية يمكن ان تتحسن اذا وجد من يتبرع له بكبده، بعد ان اصيبت كبده بالتليف وساءت حالته الصحية وتدهورت.. كلمات الابن احمد ذي التسعة عشر ربيعا، كانت كالبلسم علي قلب والديه اللذين وجدا ثمرة تربيتهم فيه، والفرحة التي بدت علي وجهيهما كفيلة بترجمة الفرج الذي منه الله عليهم بعد عسر وضائقة ألمت بهم، للحكاية فصول وان كانت مؤلمة الا انها باتت اليوم ذكري يقفون عليها كل لحظة ودقيقة يحمدون فيها الله علي رحمته التي وسعتهم ويشكرونه.
محمد سلمان الحواج – ذو العقد الخامس من العمر، اصيب وقبل اربع سنوات بتليف في الكبد، ولم يكن حينها يعلم بمرضه، حتي بعد ان خضع للتشخيص الطبي الذي لم يكشفه الا متأخرا، وعن ذلك قال: عانيت من مرض ابوصفار واحسست بوهن في جسدي، الا ان التحاليل المختبرية تؤكد بأنني لا اعاني من اي خطب او مشكلة في صحتي، وعندما تم تحويلي إلي مجمع السلمانية الطبي وجدت ان الموعد الخاص بدخولي علي الطبيب المختص بعيد ولم اتمكن من الصبر لـ 24 يوما، فقررت الذهاب إلي عيادة خاصة، وصُرفت لي ادوية، ولم اتوقف عند ذلك، فشددت رحالي إلي الاردن، علّي اجد هناك ضالتي.
تستلم خيط الحديث زوجته ام احمد لتقول: الادوية هي هي في الاردن وفي البحرين، ولكن بعد عملية المنظار التي اجريت له في الاردن، قال الاطباء بأن هناك قرحتين في المعدة وثلاث اخريات في الاثني عشر بالاضافة إلي انتفاخ في الكبد! ولم يكتشفوا حينها التليف! الذي اكتشفه طبيب آخر بعد زيارتنا للمرة الثانية للاردن، وحينها لم يكن زوجي يعاني من ألم ما، ولكنه وفي ثاني ايام العيد واثناء ما كنا في البحرين دخل في غيبوبة لاربعة ايام بعد ان خارت قواه في العمل.
واثناء ما كنا في قسم الانعاش بوحدة العناية القصوي، انخفضت نسبة الامونيا، وحاول الاطباء جاهدين لرفع نسبتها، وكان قد وصل إلي مرحلة حرجة احتاج فيها لعملية لزراعة الكبد، والتي تكلف نحو 50 الف دينار في احدي المستشفيات في المملكة العربية السعودية، ولم يخبرونا حينها أنه بالإمكان الحصول علي متبرع، وبعد ان علمنا بذلك وقعنا في حيرة، اين سنجد المتبرع بكبده؟! لننقذ من خلالها حياة زوجي؟!
لم يتردد ابن احمد عن التبرع، وكذلك انا واخت زوجي معصومة ، فأرسلنا التحاليل الثلاثة إلي المستشفي في السعودية،
ووصلت التقارير التي اختارت ان يكون ابني احمد افضل المتبرعين وأنسبنا للعملية، فوقعت في ميزان صعب، كلا كفتيه ثقيلة علي ميزان قلبي، ابني فلذة كبدي صغير في السن، ولتوه يستقبل الحياة، ولم ينعم بعد بشبابه، وزوجي والد ابنائي لا يقل عنه معزة، وزاد من خوفي سماع ثرثرة من حولي والتي منها ان فتاة تبرعت لاخيها بجزء من كبدها، ولما رجعوا إلي البحرين توفي وعندما دققت في تفاصيل المسألة وجدت ان اخاها كان يعاني من داء السكري، ومما زاد من ايماني ودعم قوتي سماعي لعملية مماثلة ولكنها ناجحة لشاب كان يعاني من تليف في كبده منذ ان كان في الثانية من عمره، واليوم هو في السادسة والعشرون من عمره.
فتوكلنا علي الله وتمسكنا بالايمان، وقررنا خوض العملية.
احمد الابن المتبرع – يدلي دلوه في الحديث ليقول: انا اول من قرر التبرع، فقد اخذت التقارير الطبية معي للهند، حيث ادرس واكد الاطباء هناك لي بأن والدي يحتاج إلي زراعة كبد، وكنت حينها اجهل ان هناك عملية لزراعة الكبد، فلما رجعت للبحرين وناقشت الموضوع مع الطبيب المعالج، بيّن لنا بأن التبرع هو بجزء من الكبد، والذي يعود للنمو تلقائيا بعد اسبوعين فقط من اجراء العملية، فقررت التبرع لوالدي بـ 65% من كبدي. ولم اكن حينها احس بأي نوع من الخوف، اذ وجدت ان هذه العملية فرصة لمساعدة والدي وتقديم جزء من فضائله عليّ في ازمته الصحية التي يمر بها، فلو يتوقف الامر علي حياتي فلن اتردد لحظة في تقديمها لاعز البشر عليّ.
يضحك وهو يكمل: بجد لم اكن خائفا البتة، لدرجة ان الاطباء كانوا في دهشة، وهم يرون دقات قلبي التي تشير إلي انني لم اكن خائفا عبر جهاز تخطيط القلب، واحمد الله الذي اعاد لنا والدي وابقاه ذخرا بيننا.

Catsocaff
2004-07-22

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.