التصنيفات:تحقيقات / استطلاعات ( الأيام)

الفنانة صديقة عباس … حطمت القيود لتحقق أهدافها 1

اجرت الحوار – ياسمين خلف:

كثير من الفنانين والشعراء يجدون انفسهم وحيدين في عالم لا يفهم، لا يقدرهم، لا يحسون افراده بما يبدعونه مثلهم! فنجدهم، وإن اندمجوا مع المجتمع تذمروا، وافرغوا كل تلك المشاعر في لوحات او اوراق، هي كما يرون الاقدر علي فهمهم ومشاركتهم لهموم حياتهم.. الفنانة صديقة عباس منصور الفضل احداهن ولا يمكننا ان نستثنيها من اولئك الفنانين او الشعراء.
، فهي وبالاضافة لكونها مدرسة كيمياء واحياء في مدرسة الحورة التجارية للبنات، رسامة وعازفة بل ولها محاولات في كتابة الشعر. هذه الانسانة تجمع عددا من الفنون التي وجدتها المتنفس الوحيد الذي يمكنها من خلاله التعبير عما يجول في اغوار اغوار نفسها.. كانت لنا جلسة مطولة معها، استمرت لساعات، وتصفحنا خلالها صفحات حياتها الشخصية والفنية منذ ان انتهت من دراستها الثانوية، واقبالها علي الحياة الحقيقية، فلنسمعها ولنقترب اكثر من حياة هذه الفنانة ذات القلب الطيب.. بل والطيب جدا

ہہ الايام: متي كانت خطواتك الاولي في عالم الفن، وكيف كانت؟!

** صديقة عباس:
يرجع ذلك لسنين عمري الاولي، حينما بدأت ارسم البورتريه، حيث امسك بطبشوري وسبورتي الصغيرة، وأرسم بتشجيع من خالي جاسم رحمه الله، الذي تولي مهمة تربيتي والاهتمام بي، والاكتشاف الحقيقي لهذه الموهبة كان في السنة النهائية لي في المرحلة الثانوية وكان ذلك في عام 1975، حيث كلما رسمت مدرسة الاحياء خطا علي السبورة لحقتها عيني في حركتها. وانا بطبعي هادئة لا تصدر عني اي حركات مخالفة، وان كان بداخلي مخزون، والذي لا اعرف بالضبط ماهيته الحقيقية.. وعندما حان وقت دخولي الجامعة لم تكن فكرة الالتحاق بكلية الفنون واردة في بالي اطلاقا!
الدراسة بوابة
دخول علي المشاكل الأسرية!

ہہ الايام: ألم تجدي التشجيع علي الانخراط في هذا المجال الذي جري في عروقك مجري الدم؟!

** صديقة عباس:
المسألة الاساسية هي ان التعليم وبشكله العام كان يلاقي رفضا من قبل الاهالي في البحرين آنذاك! فالجامعة غير متوافرة في البحرين، وفكرة الدراسة في دولة اخري امر صعب، وبوابة دخولي علي مشاكل مع الأهل وخصوصا بالنسبة لي، حيث كنت اعاني من مشاكل صحية، جعلت اهلي يقلقون علي كثيرا.
الا انني وبرغبة جامحة في نفسي لاكمال الدراسة اصررت علي موقفي، وقلت في نفسي فليفعلوا ما يفعلون الا انهم لن يثنوني ويثبطوا رغبتي في اكمال دراستي وان لجأوا الي تحطيمي بلجوئهم الي عميد العائلة، كلامي هذا يحزنني ذكره، الا انه هو الواقع الذي عايشته.
واثناء الاجازة الصيفية، بعد تخرجي من الثانوية العامة، سعيت انا واختي للبحث عن عمل، وكنا نمشي مسافات طويلة من أجل ذلك تصل في كثير من الاحيان الي التنقل من المنامة قلب العاصمة الي الجفير، وكل ذلك بحثا عن عمل ما، ووجدناه بعد جهد جهيد، وكانت فرصة يتيمة وكان علينا الاختيار، اما انا او اختي، فتنازلت لأختي عنها، الا انها رفضت العمل، فلما قالت كلمتها تلك، رفضت انا الاخري، واصررت علي الدراسة بصورة اكثر.
وبعد فترة، بعض من صديقاتي واختي مني قبلن في جامعة الكويت، واخريات كذلك قبلن في جامعة سوريا، وكنت حينها أحس بمسئولية كبيرة، وانني الكبري من بين اخوتي، وفي ذات الدفعة تخرجت انا واختي وعمتي! وجميعنا كنا نتوق للدراسة، كان قبول اختي في جامعة الكويت وسفرها دافعا لأصر علي موقفي امام أهلي، وكذلك سفر عمتي بعدها بأسبوعين لجمهورية مصر العربية، وواجهت انا بالذات وكما ذكرت معارضة سيئة كوني مريضة وسبق وان ضاعت علي سنة دراسية لاجرائي عملية جراحية.
أصبح السفر واجب علي؟!
قدمت اوراقي لجامعة بغداد وكنت باتخاذي هذا القرار بمعية صديقتي وجارتي.. وحصلنا علي القبول وكانت فرحة ذلك انستني التخصص الذي سأنخرط فيه! فالمشكلة في الدراسة بحد ذاتها، وقد حلت.. ومسألة ماذا سأدرس لم تكن واردة لدي في تلك الفترة! وجاء يوم سفري، وكان في العشرين من شهر اكتوبر، كنت حزينة في داخلي واحسست برغبة في البقاء بين اهلي، لاحساسي بثقل المسئولية التي سوف تقع علي انا وحدي في الغربة! وكأنها تري تلك اللحظات تقول وهي تبتسم : اخذت عمتي ترتب اغراضي في الشنطة وانهالت علي الامانات التي كان الاهل يريدون ايصالها لابنائهم وبناتهم في العراق وحينها كان قرار السفر ليس بيدي بل واصبح واجب علي القيام به.
وبعد سفري لجامعة بغداد وبالاحري الليلة الاولي لي في بغداد، وفي الاعظمية بشكل خاص، استلقيت علي سريري في الظلام الحالك، واذا بالافكار تأخذني يمنة ويسرة، حتي اقبل الصباح حاملا معه حياة جديدة، حياة ملؤها التفاؤل والامل مع جيل من نفس السن ونفس الاهداف، ولقلة ، وسائل الاتصال وبدائيتها لم أجد غير القلم والورقة لأفضي فيها لعمتي كل تفاصيل ما يحدث لي في الغربة.
لم أقبل في جامعة بغداد..
قابلت رئيس اتحاد الطلبة، الذي حاول ان يفهمني بأن الاقبال علي الجامعة كبير جدا، وقد لا احصل علي القبول فيها واحصل عليه في جامعة اخري في العراق، ولم ابالِ كثيرا بذلك علي عكس ما توقعه مني، فالدراسة في الجامعة هو الحلم في حد ذاته، وسواه لم يؤثر في نفسيتي. وفي الحرم الجامعي وفي جامعة البصرة تحديدا في كلية العلوم ساعدني احد معارف اهلي في تنظيم الجدول الدراسي، وعملية التنقل بين القاعات، وذلك اذ ان الوصول اليها يتطلب اخذ عبّارة وذلك لبعدها، فهي تقع القاعات الدراسية قرب الحدود الايرانية في منطقة تسمي التنومه . فقد كان لي نعم الأخ الذي ذلل لي الصعاب التي كانت تواجهني، واخبرني كذلك بافتتاح كلية التربية، التي كانت فرصة القبول فيها كبيرة لحداثة افتتاحها.. حينها تذكرت مدرسة الاحياء وهي ترسم فقررت ان احذو حذوها وادرس الاحياء.

ہہ الايام: وهل وجدت ضالتك في الرسم في هذا التخصص؟!

** صديقة عباس:
بل في الاتحاد الذي كنت اذهب اليه في الفترة المسائية بعد الظهر ، حيث كنت اشارك في الانشطة والمعارض المتاح فيها بالرسم، بل كنت ارسم واكتب الشعارات الاعتراضية للمسيرات الطلابية التي نشطت في تلك الفترة. وكنت حينها الطالبة البحرينية الوحيدة التي شاركت في مثل هذه الانشطة، والتي ناقشها الكثيرون هناك، خصوصا تلك الرسومات التي تحمل بين طياتها شعارات وطنية اي في الوقت الذي ناقش غيري بصوته، كنت اناقش برسوماتي ولوحاتي.
الزي الموحد
قلل من مصروفاتي
ہہ الايام: وما هي الصعوبات التي واجهتها في تلك الفترة؟!

** صديقة عباس:
المرض الذي ينخر قواي، ويصعب قدرتي، ويلزمني الفراش فترة من الوقت! الا انني وبعد ان استرجع بعضا من صحتي اواصل مسيرتي ومشواري بعنفوان وقوة.. فالغربة تجعل الفرد وحيدا محاطا بمسئوليات جمة علي عكس الطالب الذي يدرس وهو وسط أهله، ويساعدونه ويذللون الصعاب امامه في سبيل اكمال دراسته، وكذلك الامر يختلف من دولة لاخري فأختي مثلا التي كانت تدرس في دولة الكويت الشقيقة، تسكن في سكن راق ونظيف، ولديها مخصص دراسي يعينها علي توفير احتياجاتها، علي عكس وضعي في العراق كما ان حالة والدي المادية بسيطة خصوصا ان ثلاثة من ابنائه في المرحلة الجامعية والرابع كان في الطريق اليها، ولم أتمتع بوجود مخصصات مادية، وكنت اعتمد علي ما احصل عليه من أهلي قبل سفري، ومنها مصروفاتي من تذكرة سفر، ومشتريات ومواصلات، ومما ساهم في التقليل من مصروفاتي الزي الموحد في الجامعة.
وفي الاجازة اذهب لشمال العراق لأقضي مع الطلبة والطالبات اجازتنا، والتي تستمر لثلاثة اسابيع نرجع بعدها للجامعة لنأخذ نتائجنا، لنحملها لأهلنا في البحرين.

ہہ الايام: وهل أثرت الحرب الايرانية العراقية علي مسيرة دراستك؟!

** صديقة عباس:
كنا نشم رائحة الحرب علي الحدود، خصوصا اننا كنا في منطقة التنومة ، وهي قريبة من الحدود العراقية الايرانية، الا انه ولرحمة الله تخرجت عام 1979، وهي سنة اندلاع الحرب بين الدولتين.

Catcelep
2003-12-12

اجرت الحوار - ياسمين خلف: كثير من الفنانين والشعراء يجدون انفسهم وحيدين في عالم لا يفهم، لا يقدرهم، لا يحسون افراده بما...

إقرأ المزيد »

الفنانة صديقة عباس: استرجعت صحتي وواصلت مشـواري

أجرت اللقاء ـ ياسمين خلف:
نواصل اليوم، حديثنا مع الفنانة صديقة عباس في سرد ذكرياتها، والتي توقفنا فيها معها عند مرحلة تخرجها من الجامعة عام 1979م وعودتها لأرض الوطن قبيل إندلاع الحرب الإيرانية العراقية نسألناها اولاً عن الصعوبات التي واجهتها في تلك الفترة؟ حيث قالت:
المرض الذي نخر قواي، وألزمني الفراش فترة من الوقت! الا انني وبعد ان استرجعت بعضا من صحتي واصلت مسيرتي ومشواري بعنفوان وقوة.. فالغربة تجعل الفرد وحيدا محاطا بمسئوليات جمة علي عكس الطالب الذي يدرس وهو وسط أهله، ويساعدونه ويذللون الصعاب امامه في سبيل اكمال دراسته، وكذلك الامر يختلف من دولة لاخري فأختي مثلا التي كانت تدرس في دولة الكويت الشقيقة، تسكن في سكن راق ونظيف، ولديها مخصص دراسي يعينها علي توفير احتياجاتها، علي عكس وضعي في العراق كما ان حالة والدي المادية بسيطة خصوصا ان ثلاثة من ابنائه في المرحلة الجامعية والرابع كان في الطريق اليها، ولم أتمتع بوجود مخصصات مادية، وكنت اعتمد علي ما احصل عليه من أهلي قبل سفري، ومنها مصروفاتي من تذكرة سفر، ومشتريات ومواصلات، ومما ساهم في التقليل من مصروفاتي الزي الموحد في الجامعة.
وفي الاجازة اذهب لشمال العراق لأقضي مع الطلبة والطالبات اجازتنا، والتي تستمر لثلاثة اسابيع نرجع بعدها للجامعة لنأخذ نتائجنا، لنحملها لأهلنا في البحرين.

كنت أدرس الطلبة مادة المجالات !

ہہ الأيام: وبعد عودتك من الغربة، واحتضانك للوطن، هل وجدت ابداعاتك النور؟!
** صديقة عباس:
لم أكن بعد متفرغة لذلك، فكانت مشكلة العمل هي من فرضت نفسها وبرزت علي السطح!
وعملت مدرسة الا انني لم أكن مرتاحة لوضعي، فالتخصص الذي قضيت فيه سنوات في الغربة لدراسته لم اطبقه علي طلبتي! فلم ادرس حينها مادة الكيمياء، فأحسست بالاحباط، وتسلل الي نفسيتي، ولكني أبيت ان استسلم، فلجأت الي وزارة التربية والتعليم لاشكوها الحال، طالبة منهم تفقد امري، فعجزوا عن الحل! فلا مجال لي لتدريس الكيمياء، وقبلت بالوضع، وكنت ادرس نحو 14 حصة مجالات، و6 حصص علوم للصف الخامس الابتدائي.
ہہ الأيام: اي ان قوله تعالي وعسي ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم ينطبق عليك؟!
** صديقة عباس:
بالضبط، ففي حصص المجالات اندمجت مع الثنر والفورملين والالوان، وصقلت نفسي بدورات في التلميع والتحنيط، حتي كدت ان أنسي ما درسته في الجامعة في تخصص الكيمياء!!.
ہہ الأيام: وهل أسعدك ذلك الوضع؟!
** اسعدني، ولكني تمردت عليه، فليس من المعقول ان احمل شهادة علمية وادرس الفن! والذي بإمكاني ان ازاوله كهواية! وكان تعاملي مع الاطفال صعب، فطلبت مرة اخري نقلي للمرحلة الثانوية، وحصلت اخيرا علي حصص الكيمياء باعتبار ان اغلب المدرسات يفضلن الاحياء لسهولته اذ ما قورن بالكيمياء. الي ان احسست بالتعب والارهاق في التدريس عام 1984، وعزمت علي ترك التدريس والتفرغ للفن، الا ان عائلة البسام عفاف والمرحومة عزيزة اقنعتاني بعدم ترك التدريس، خصوصا ان الفن لا يمكن الاعتماد عليه كمصدر للرزق الثابت، وفكرت مليا بتلك النصحية التي لن انسي فضلهما علي فيها.

الخطوط والألوان تداهم أفكاري

ہہ الأيام: وما الذي شدك للفن التشكيلي؟
صديقة عباس:
الفن يجري في دمي لدرجة انني عندما ألقي بجسدي المنهك علي السرير تبدأ افكاري بالتمركز في عقلي، وتبدأ الخطوط والاشكال الهندسية والألوان بتغطية بصري.. كنت فيها متخبطة، ولا اعرف من اين ابدأ، وكيف سأستمر! الا ان الصدف في حياتي تلعب دورا يحسدني عليه الكثيرون.
ہہ الأيام: وكيف ذلك؟!
** صديقة عباس:
مثلا كنت في زيارة لإحدي مدرسات الاشغال والاعمال اليدوية، وكانت تضع ورودا صغيرة جدا لتصنع بها لوحة، بل وكان بيتها مليئا بالاعمال الفنية التي اثرت في نفسيتي كثيرا، وكنت اشاركها في ذلك، وكنت كلما طلبت مني شراء بعض المواد، والتي كانت مكلفة بعض الشيء اسارع لشرائها. وحدث ان زارتها احدي الفنانات وكانت اسبانية الجنسية، والتقيت بها في منزلها، فأعطتني بطاقة عملها، وذهبت لزيارتها ورحبت بي كثيرا، وعرفتني بدورها علي فنانة اخري، بل وعرفتني علي عائلة خنجي التي تميزت فيها ثلاث فتيات بالفن، وكأن الاقدار تجرني من فنانة لاخري.. وفي احدي زياراتي للفنانة الاجنبية في شقتها التقيت بمجموعة من الفنانات، واللاتي اخذن يرسمن في اركان مختلفة فأحسست بشعور غريب قد استولي علي كياني، وعرفت عن طريقهن أسس الرسم، فأنا لم ادرس الفن اكاديميا، وما امتلكه من قدرة علي الرسم لا تعدو كونها رغبة وهواية، المهم تعرفت كذلك علي انواع الالوان، والطرق العلمية الصحيحة في الرسم بعد محاولات عديدة استخدمت خلالها عددا من المواد والالوان الراقية.

بدايتي الحقيقية ظهرت
مع تعرفي علي نعيمة فخرو

ہ ہ الأيام: وهل نجحت في محاولاتك الأولي؟!
** صديقة عباس:
تضحك وتقول بلهجة التلميذ الذي يتعلم من معلمه: اتذكر كيف انني تعبت علي لوحة، ووضعت تلك الفنانة علامة خطأ علي اللوحة بالكامل فسألتها بنبرة المحزونة عن السبب الا انها ضحكت علي وقالت ستعرفين بعد مدة لماذا قمت بذلك الفعل!
ہہ الأيام: اي ان بدايتك الاولي لم تظهر في تلك الفترة؟!
** صديقة عباس:
ظهرت مع تعرفي علي نعيمة فخرو التي كانت ترسم بالفحم، ومنها رسمت اللوحة الاولي فالثانية، حتي اخذت يدي تتعود علي مسك الفرشاة.. واثناء تلك الفترة سمعت ان الفنانين يجمعون مبالغ مالية، ولم ادرك لم؟! فالامر الذي لا يعنيني لا يدفعني الفضول لمعرفته، وتلك هي عادتي! وعلمت كذلك ان هناك معرضا سيقام اذ انني لم أعلم ان المشاركة فيه تستلزم مني دفع مبلغ من المال! فذهبت للمعرض ولوحتان في يدي، وتفاجأت عندما وجدت لوحات الفنانين كلا في زاوية! وتم ابلاغي بان كل شيء قد انتهي، فجررت ذيولي وهممت بمغادرة المعرض، واذا بصوت احداهن يدعوني للبقاء، لوجود ركن يمكنني ان اعرض فيه لوحاتي ولحسن حظي كان في المقدمة، واحسست بمدي رضا الله عني، خصوصا انني لم ادفع لاشارك معهم، لا لعدم رغبتي في ذلك بل لعدم علمي بالموضوع، ومع انتهاء المعرض اشتري احدهم احدي اللوحتين، فكانت فرحتي بذلك كبيرة جدا.

استعدت لوحتي البكر

ہہ الأيام: وهل كان بيعك للوحة دافعا لك لمواصلة الفن؟!
** صديقة عباس:
بل ان بيعي لها سبب لي القلق!! فإحساس الفنان بانه ترك عمله دون مقابل، كما لو ترك ابنا له في الخلاء! لقد تعبت في لوحتي كثيرا، والتنازل عنها هكذا ودون مقابل يؤلمني! سألت عن المبلغ او حتي وصل به، ولم أجد جوابا شافيا، فسألت عن اللوحة التي قررت بعدها الا اتنازل عنها، وطلبت استرجاعها، وعندما استعدتها رجعت لي الطمأنينة والراحة النفسية، خصوصا ان الامر متعلق بأول عمل فني لي، ولو حدث ذلك للوحاتي الاخري لما اهتممت، ولكنها اللوحة البكر في حياتي.
ہہ الأيام: أما زالت موجودة لديك؟!
** صديقة عباس:
موجودة وكلما نظرت اليها اكتشفت قصورا فيها، واود ان اضيف عليها بعض اللمسات، ولكنني اتردد وامتنع، فأنا لا اريد ان اضيف اي اضافات علي لمساتي الأولي.
ہہ الأيام: وهل انضممت لجمعية من الجمعيات الفنية آنذاك؟!
** صديقة عباس:
لا، فقد كنا فريقا فنيا لا نمت للجمعيات بصلة، حتي ان اعضاء الجمعيات ينظرون الينا نظرة استغراب وانتقاد! الي ان رحلت المدرسة الاسبانية راكيل فحاولنا ان ننخرط مع تلك الجمعيات.
ہہ الأيام: تدربتِ علي يد عدد من الفنانين الاجانب، هل لذلك اثر مغاير علي فنك بالمقارنة مع غيرك من الفنانين؟!
ہہ صديقة عباس:
بالفعل تدربت علي ايدي فنانين اجانب، ومنهم كذلك فنان كوري، دربني علي رسم البورتريه، واستخدام الالوان والخطوط، وانضممت لمركز الفنون لفترة امتدت لعام ونصف العام، وتعلمت خلالها علي عمل مجسمات بالجبس علي يد مستر كواك وهو الآخر كوري الجنسية، فالرسم عندي مزيج من جنسيات مختلفة.
وانضممت كذلك لجمعية الفن المعاصر التي كان اتجاهها الفني نحو الطبيعة.. وانخرطت فيه، واخذت ارسم في الهواء الطلق، وكانت اولي تلك الرسمات لطفلة في مدينة حمد، ولا أزال احتفظ بذلك العمل. وللاسف كان التكتل هو ما يميز اعضاء هذه الجمعية، بل كانت الانشطة قليلة لا تشبع شغفي للفن، حاولت ان اجمع الفنانات تحت سقف معرض واحد، ولم أجد التشجيع منهن، بل الرغبة كانت معدومة، فقدمت استقالتي!
ہہ الأيام: وهل بحثت بعدها عن ذاتك الفنية في جمعية اخري؟!
ہہ صديقة عباس:
لم أكن اعرف نفسي جيدا، فانضممت لجمعية الفنون التشكيلية، وكان اتجاههم نحو الرسم التلقائي بالتنقيط، وكانت لي مشاركات، اكثرها وقعا علي قلبي تلك اللوحة الصغيرة التي تمثل بستانا زراعيا دولاب وممرا عند القلعة، وقد اشتراها الشيخ راشد، وبعث ذلك في نفسي ثقة كبيرة.
ہہ الأيام: وهل كانت لك مشاركات في المعارض الفنية الخارجية؟!
** صديقة عباس:
لقد شاركت في معرض صلالة مع وفد بحريني، ونظمت خلالها ندوة عن الفن في البحرين، والتي لاقت اهتمام واعجاب المشاركين من الفنانين.

البعض يضع العراقيل أمام الفنان!

ہہ الأيام: ألم تفكري بإقامة معرض مستقل، لتأخذ لوحاتك حقها من البروز الاعلامي؟!
** صديقة عباس:
لم يغب ذلك عن ذهني، وطلبت اقامة معرض مستقل، واشترطوا علي ان يحتوي المعرض بما لا يقل عن 30 لوحة، وكنت كالنحلة التي لا تكل ولا تتعب من العمل، الا ان كل ذلك ضاع هباء، خصوصا مع العراقيل التي يضعها البعض امام الفنان! فهل يعقل ان تسافر لجنة التحكيم، وكلما هاتفتهم لا يردون علي اتصالاتي؟! تلك التصرفات احبطتني ودفعتني الي جمع اللوحات وارجاعها للمنزل، فمن يريد ان يطلع علي الاعمال سيطلع عليها، أما انا فلن اطلب من أحد اي تقدير!!
ہہ الأيام: وتحت اي سقف تجمعين هذه اللوحات الكثيرة؟!
** صديقة عباس:
كنت اضعها في البيت، الا اني ومع كثرتها ومعارضة اخي لوجودها في المنزل اضطررت مرغمة علي نقلها لمنزل أختي بعد ان طلبت هي ذلك مني، حتي وجدت وبمساعدة احدي صديقاتي ملحقا استأجرته من احد البيوت، فآوي اليه كلما اردت الخلوة مع لوحاتي وفني، واجمع لوحاتي بين جدرانه، وبذلك استرددت لوحاتي التي تبنتها مني اختي، لاجمعهم تحت مظلتي.
ولكن بدأ المكان يضيق علي، وانا ابحث حاليا عن مكان اكبر، علي ان يكون في الطابق السفلي، فكل الخيارات التي امامي في الطابق الثالث، والعمارات غير مزودة بمصاعد كهربائية، وممرات السلالم ضيقة، فتكون عائقا في نقل لوحاتي من مكان لآخر.

أغلب الفنانين يهتمون
بالكـــم وليـــس بالكيــــف!

ہ ہ الأيام: كونك مدرسة هل تجدين الوقت الكافي لممارسة الفن؟!
** صديقة عباس:
الجمع بين الفن ومهنة اخري عملية في غاية الصعوبة، وخصوصا عندما يتعلق الامر بامرأة، فالفن يحتاج الي تفرغ وهذا ما أنوي فعله بعدما اتقاعد.
ہہ الأيام: وهل لك مشاركات مع فنانين تشكيليين؟!
** صديقة عباس:
حاولت ولكني فشلت! ويؤلمني ان اقول ان اغلب الفنانين اليوم يهتمون بالكم وليس بالكيف، بل ان الانانية تستولي عليهم، فقد حدث ان ناقشت احدي الفنانات في امر فتح معرض مشترك، ولم تبالِ للأمر، وآثرت افتتاح معرض مستقل لها! حاولت حضوره ولكني تخلفت لوفاة احدي الطالبات اللاتي ادرسهن في المدرسة، فلم تكن نفسيتي تتقبل حضور معرض للفن، واحدي الطالبات لتوها قد لقيت مصرعها.
ہہ الأيام: اجد ان الاحباط واليأس هو ما في نبرة صوتك؟!
ہہ صديقة عباس:
الاحباط اصابني من عدم اكتراث الجمعيات بالفنانين، وعدم اعطائهم حقهم، فهل يعقل انني احمل عشر لوحات من والي السيارة تحت اشعة الشمس اللاهبة، وانقلها عبر سيارتي وكانت حالتي الصحية علي كف عفريت! اتعرفون ماذا فعلت رجعت الي المنزل وكسرت لوحاتي وأعمالي.
ہہ الأيام: ورغم ذلك مازلت تواصلين فنك؟!
** صديقة عباس:
بل مازلت اشارك في الجمعيات، ففي عام 1998، طلبت مني احدي الجمعيات المشاركة في معرض البر لدار الرعاية بحيث يكون 50% من ريع المعرض للاعمال الخيرية، ووافقت لكون المعرض خيريا.
ہہ الأيام: هل لنا بموقف لم ولن تنسيه؟!
** صديقة عباس
موقف حدث لي عام 1995، حيث كنت ابحث عن احدي اللوحات، كما لو كنت طفلا يبحث عن لعبته.. ووجدتها فوق حامل خاص، وقد قدمتها للمرحوم يوسف الشيراوي، كنت في غاية السعادة، وان لم احصل علي مقابل نظير هذه اللوحة التي بذلت فيها جهدا، وتركت عليها بصماتي.. وانا في طريقي للمنزل بعد نهاية دوامي في العمل، واذا بمتصل يخبرني بأن المرحوم يوسف الشيراوي قدم لي هدية، وهي عبارة عن تذكرة سفر الي باريس، وهي تذكرة مفتوحة لعام كامل، ودخلت الفرحة في قلبي بهذا التقدير الذي لقيته، ورسمت لنفسي رحلة استمتعت واستفدت منها كثيرا.

الموسيقي والرسم
والشعر أمور مهمة في حياتي..

ہہ الأيام: الموسيقي كذلك اخذت ترسم خطوطها علي حياتك، اخبرينا عن هذه التجربة؟!
** صديقة عباس:
تجربتي جميلة جدا، فقد كنت اشارك مع الفنان خالد الشيخ في اغنياته، عبر الغناء الجماعي الكورس كما اني انضممت لمعهد موسيقي وتعلمت العزف علي آلة الكمان.
ہہ الأيام: الرسم اذاً هو من استولي عليك اكثر من عزف الكمان والموسيقي؟!
** صديقة عباس:
أري نفسي في الرسم اكثر، وان لم أجده في طريقي لجأت الي العزف علي الكمان او علي البيانو، او لجأت لكتابة الشعر الذي سأبدأ في نشره عبر الصحف.
ہہ الأيام: هل لنا ببعض من كتاباتك؟!
* صديقة عباس:
منها: بدأ الغضب ينمو في احشائي مثل عشب البحر، حشائش رفيعة سوداء كنت أراها تسبح داخل المياه الزرقاء تترسب في القاع ثم تطفو، تلفظها الامواج فوق الشاطئ، تجف تحت الشمس مثل الثعابين او قراميط البحر الميتة، أغمض عيني، اتفادي الضوء مع ان الليل مظلم، اخفي عن أبي شيئا لا اريد ان يراه، اهما عيناي كنت اخفيهما خشية ان يري فيهما احشائي حيث العشب الراسب في القاع بلون الحبر!!
ہہ الأيام: لما كل هذا الحزن وانت تملكين مواهب يعجز غيرك عن امتلاكها؟!
ہہ صديقة عباس:
مواهبي هي انتصاراتي، وان لم يشأ القدر لي بالزواج وتكوين اسرة، الا انني راضية بقدري. ولكن ان تخلص للغير ويغدروا بك، ان تحافظ علي مواعيدك ويخلفوها، ان تتكلم بعفوية وصدق ويصد الاخرون عنك وتعيش في وحدتك ويتجاهلك اقرب المقربين لك، فذلك ما لا ارضاه، وحزني ليس وليد اللحظة، بل هو ناتج عن تراكمات بعيدة، والسعادة لا تأتي من شيء واحد، فهي تأتيك بغتة وترحل عنك بغتة.
تخلوا عن الصمت المريع

كلمة أخيرة قدمتها الفنانة صديقة عباس في ختام حديثها:

الناس خارج خارطة الفنان، وبينهم وبينه مسافات كبيرة وفجوات عميقة، والطموح الذي افتقدوه ما زال موجودا لدي الفنان الحق، ونصيحة مني للشباب اهمس بها في آذانهم حاولوا التعرف والانفتاح علي الغير للتزود بخبراتهم ومعارفهم، وحاولوا البحث عن الثقافة والتخلي عن ظاهرة الصمت المريع الذي يسود الاوساط الاجتماعية .

Catcelep
2004-02-05

أجرت اللقاء ـ ياسمين خلف: نواصل اليوم، حديثنا مع الفنانة صديقة عباس في سرد ذكرياتها، والتي توقفنا فيها معها عند مرحلة تخ...

إقرأ المزيد »

المتقاعدون.. ونظرة من خارج أسوار العمل مشاكلنا تختلف عن مشاكل جيل اليوم

 استطلاع – ياسمين خلف:

مشاكلنا بالأمس تختلف.. فلم نركض وراء الراتب الضخم ولا العلاوات والترقيات.. مشاكلنا كانت أكثرها تتمحور حول الاضطهاد والتفريق.. بكلماته التي حملت من رائحة الماضي الشيء الكثير تحدث عبدعلي محمد قمبرعامل متقاعد من شركة نفط البحرين بابكو منذ عام ٨٨٩١م.
كلماته تلك فتحت لنا آفاقا للاستطلاع حول مشاكل الموظفين قبل أعوام أو قبل عشرات الأعوام لمقارنتها مع مشاكل الموظفين اليوم.. قد تكون »ذكريات« وقد تكون جروحا قد التأمت وبرأت، ولكننا حتماً نقصد من ورائها معرفة أثر السنين على المشاكل العمالية!.
فرجوعاً الى »عبدعلي« ورجوعاً الى شريط ذكرياته إذ قال بعد تنهيدة زفرها وزفر معها ذكريات مرة: كنت الوحيد المواطن ما بين تسعة موظفين أجانب، خمسة منهم إنجليز وأربعة هنود، وكنت أعمل في دائرة الحسابات.. ذقت طعم التفريق فيما بيننا كموظفين وكان ذلك عام ٢٥٩١، فالقانون الداخلي للشركة يمنعني من أن تدخل السيارة التي تقلني للداخل، فأضطر الى المشي لمدة ٠١ دقائق للوصول الى الباب، أما الموظفين الأجانب فالسيارة تأتي لهم وبرأس الخدمة الى داخل الشركة!!.

قبل زمن جمال عبدالناصر

يضحك كما لو كان يضحك على ماض لم يعد يؤثر فيه، ويضيف:
حتى تدخين السجائر داخل المكتب ممنوع عليّ أنا فقط دون الغير، وإن أردت ذلك عليّ أن أدخل دورة المياه لأدخن، والأدهى والأمر إن الماء البارد كان ممنوعاً عليّ، في حين باقي الموظفين يتمتعون بالشراب البارد المنعش، فحتى في فصل الصيف حيث الجو اللاهب كنت أشرب الماء الساخن!!.
وعلى الرغم من كوني أعمل تحت مسمى »محاسب« إلاّ أنهم يسمحون لي فقط بساعتين يومياً في ممارسة هذه الوظيفة وبعدها وخلال ٦ ساعات أعمل كفراش لهم في المكتب.. يستطرد ليقول: هذا الكلام طبعا قبل زمن »جمال عبدالناصر« أما بعد عام ٦٥٩١ فقد سمحوا لي بشرب الماء البارد.. وفي ما يتعلق بالسيارة وإضطراري للمشي لعشر دقائق فلم يحركوا ساكناً حولها.. حتى بدت الأوضاع تتحسن شيئاَ فشيئاً في الستينيات والسبعينيات.

تحديت الزمن

كنت في عملي أسابق الزمن كما لو كنت في سباق الفورمولا واحد! فإن لم أسبقهم سبقوني مما جعلني تحت ضغط نفسي كبير.. جاءت تلك الكلمات على لسان ميرزا أحمد علي – مدير استثمار في بنك ومتقاعد تقاعداً مبكراً منذ ٥ سنوات مضت وتابع بقوله: كنت أعمل في البورصات الدولية، وكانت كل ساعة تمر بمثابة سباق للسرعة كسباق الفورمولا واحد! والتي جعلتني تحت خيار صعب إما المواصلة بهذا الاسلوب المنهك والتضحية بصحتي وإما التقاعد المبكر وكان الخيار الثاني هو ما اتخذته.
ومشاكلنا نحن كبار الموظفين تختلف بالتأكيد عن تلك التي يعاني منها صغار الموظفين، فمع وصول الموظف لمراتب عالية في الوظيفة عليه العمل بشكل سريع متحدياً الزمن والوقت اللذين يضعانه في ضغط نفسي محطم. خصوصاً إن عملي وتعاملي مع أموال الناس، وهو عديل الروح وأي خطأ محسوب، عمل أو وظيفة لها متاعبها وهمومها ومشاكلها ولكنها تختلف باختلاف الشخص ومدى تركيزه عليها ومدى تحمله النفسي لضغوطها.

وظائف »تقصف العمر«

فالأعمال والوظائف تختلف فهناك وظائف مريحة يستطيع الموظف خلالها قراءة الجريدة أو الجلوس لساعات بدون عمل ولكن هناك أعمال ووظائف »تقصف العمر« كعملي السابق مثلاً وإن كان المردود المالي مجزٍ إلاّ أنه لا يقارن بصحة الفرد فزوجتي في كثير من الأوقات كانت تقول لي خذ سريرك معك في المكتب؟! وهي محقة فأنا كنت أعمل منذ الثامنة صباحاً وحتى الثانية عشر من منتصف الليل، وبعد أن أرجع المنزل، ومن كثرة تعبي أرمي بنفسي على الكرسي في الصالة! فقد كان عملي يبعدني عن أسرتي وعن أهلي وعن حياتي الاجتماعية.
السنة الواحدة من عمر الانسان اذا »ولت« لن تعود، أما الفلوس إن ذهبت فقد تعود، فعلى الانسان اغتنام دقائق عيشه ليستمتع بها ما استطاع. صحيح أن المقربين أو الأهل قد يلومونه على تركه للوظيفة التي تدر عليه أموالاً جيدة، ولكن عليه اتخاذ القرار الذي يصب في مصلحته كما فعلت أنا، تقاعدت مبكراً وأزاول أعمالي الحرة حالياً.

مرت أيام العمل بسلام

عامان ونصف منذ أن تقاعدت بروين قمبر من وزارة المالية – إلاّ أنها وكما قالت وهي تحاول جاهدة أن تتذكر: لا أذكر مشاكلنا في العمل لقد نسيتها بالفعل.. ربما لأنها لا تختلف عن باقي الموظفين كونها لا تتعدى مشاكل ضعف الراتب وغياب العلاوات، وكلها مشاكل عادية والحمد لله لم تصادفني مشاكل تذكر فقد كنت مرتاحة مع مسئولي وهم كذلك.
مكملة: عملت عشرين عاماً، وعندما رأيت إن الوقت قد حان للتفرغ لأبنائي تركت العمل لأستغني عن الخادمات، فراتبي التقاعدي والحمد لله يكفي احتياجاتي الحياتية ولا أطلب أكثر من ذلك.
تضحك وتتابع أتذكر قصة حدثت لي في العمل وكان حينها المدير في إجازة سفر، وكان علي أن أمنع أي شخص من دخول مكتبه، وحدث وأن الموظف المنيب عنه أراد دخول مكتبه فمنعته فحدثت مشادة بيننا بكيت على اثرها.. ولكن بعدها عادت المياه لمجاريها.. ومرت الأيام بسلام..

عهداً »بوليسياً!«

خرجت من عمل لأزاول الأعمال الحرة مكان أخي بعد وفاته، فتقاعدت مبكراً من عملي في »بابكو« وكان ذلك منذ ٨٢ عاماً.. بهذه الكلمات بدأ محمد علي الغسرة حديثه وتابع: خلال فترة عملي كانت أهم مشاكلنا العمالية تتمثل في قلة الحرية في التعبير أو الكلام »فقد كان عهداً بوليسياً بكل معنى الكلمة، فإن أردنا التعبير عن بعض ما يختلج في نفوسنا لجأنا الى مكان بعيد عن الأعين للتعبير عنها.
كنا صغاراً في السن، وجمال عبدالناصر القائد الفذ يزيد من حماسنا، فكنا نتجرأ على الموظفين الأجانب لدرجة أنهم كانوا يخافون منا وإن كانوا رؤسائنا، فقد كانت حقبة لا تنسى. خصوصاً إننا كنا لا نرضى بأي إهانة أو هضم لحقوقنا.
لم نكن نعاني من المشاكل التي يعاني منها الموظفون اليوم، فقد كنا قنوعين نرضى بالمعاش القليل، على عكس موظفي اليوم الذين يجاهدون من أجل زيادة الرواتب والحصول على العلاوات والترقيات، ربما هناك مشاكل يعاني منها الشباب اليوم والتي منها عدم الفهم الصحيح للوظيفة الموكلة اليهم، وهي فجوة كان بالامكان تلافيها بتدريبهم على أيدي الموظفين القدامى الخارجين على المعاش أو المتقاعدين أما نحن فلم تكن مشاكلنا مع جهة العمل وإنما مع الناس لطبيعة عملنا كمفتشين في البلدية.
كان هذا رأي فضل المبارك – موظف سابق في بلدية مدينة عيسى – ومتقاعد منذ ٤ سنوات وبه اختتمنا استطلاعنا هذا.  2004-05-01 

 استطلاع - ياسمين خلف: مشاكلنا بالأمس تختلف.. فلم نركض وراء الراتب الضخم ولا العلاوات والترقيات.. مشاكلنا كانت أكثرها تت...

إقرأ المزيد »

المحامي محمد المطوع لـ مدارات : القانون وحده لن يكون رادعاً

كتبت – ياسمين خلف:

ربما يكون الجانب القانوني من أهم الجوانب التي لابد ان نلقي الضوء عليه، ولهذا كان لـ مدارات استفسارات بددها المحامي محمد المطوع خلال حديثه الذي أكد فيه ان القانون وحده لن يكون كافياً للقضاء علي ظاهرة غزت في أعماق الانسانية في كافة دول العالم دون استثناء.
وقال مضيفاً: لن يستطيع القانون منعزلاً القضاء علي ظاهرة السرقة ولن تكون القوانين رادعة الا مع تفعيل العوامل الأخري المرتبطة بالظاهرة، وفي الوقت الراهن يلعب القضاء دوراً مخففاً لوطأة عقوبات السرقة، كأن يحكم علي السارق من ثلاث الي خمس سنوات في حالة السرقات العادية الغير مرتبطة بظروف مشددة أو بدفع غرامات مالية في حالات معينة أما في حالة السرقات المرتبطة بظروف مشددة كأن تكون بالإكراه أو ليلاً، أو مرتبطة بالاعتداء علي أهل المجني عليه فإن العقوبة تكون مشددة، ولا ترتبط بدفع كفالة مالية للإخراج وللقاضي مطلق الحرية في تحديد ما يصحب الحكم من أعمال أخري، فالقاضي في مثل هذه الحالات لديه مساحة من الحرية في تطبيق القانون او تخفيفه.
ويكمل: وتختلف ظاهرة السرقة بحسب الظروف المساعدة، فعندما تطرأ عوامل كالبطالة والفقر وتدني الوزاع الديني او فتح الحدود بشكل مشروع لكافة الجاليات، والتي بطبيعة الحال ستنقل وتنقل معها سلوكياتها، ناهيك عن اختلاف دياناتهم ومذاهبهم المتعددة والذين قد لا يدينون بأي دين، وكثير منهم يأتي ويكون أسراً ولا يستطيع ان يتكفل بكافة مصروفاتهم ضمن راتبه الهزيل الذي قد يقتطع منه جزءاً ليس باليسير لابتعاثه الي اهله في وطنه الأم، فيجد نفسه محاصراً بمسئوليات فيلجأ للبحث عن مصادر أخري للكسب والعيش، فيلجأ للسرقة.
فالفقر وتدني الأجور وانعدام الوزاع الديني والتسرب من المدارس مؤشرات دافعة للسرقة، والأخيرة مؤشر واضح كون جرائم السرقة تزداد بنسب ملفتة في فترة الإجازة الصيفية، والأمن الوقائي ليس كافياً لوحده لمنع الجريمة، والدليل علي ذلك وجود جهاز أمني ضخم في المملكة ويستهلك الملايين من الدنانير كل عام ولازالت السرقات مستمرة.
ويتابع المحامي المطوع بقوله: القوانين يمكن ان تكون كافية اذا طبقت بشكل صحيح، واذا امتنعت الدولة عن اصدار مراسيم العفو الخاص، فظاهرة السرقة ظاهرة ابدية لن تنتهي حتي مع كون الناس جميعاً علي دين واحد، وللحد من زيادة نسبتها لابد من القضاء علي البطالة او التخفيف من حدتها وخلق برامج صيفية ومراكز للشباب لاحتوائهم وبخاصة في فترة الاجازة الصيفية، وتوفير جهاز أمني وقائي يمنع الجريمة قبل حدوثها مع تظافر الجهود المختلفة التي لن تمنع السرقات بشكل كلي حتي مع رفع وتشديد العقوبة، والتي قد تسهم في تكدس المجرمين في السجون. وعن آخر الاحصائيات المرتبطة بالسرقة اشار المحامي المطوع الي انها غير متوافرة ولكنها وبشكل عام تزداد في الفئة العمرية ما بين 15 – 25 سنة بين الاولاد والذين يسلكون طرقاً مختلفة في السرقة، والتي تختلف بطبيعة الحال عن سرقات الاناث، تبعاً لتركيبتهم الفسيولوجية التي تساعدهم في القيام بسرقاتهم، ويضرب مثالاً علي ذلك بقوله: الأولاد يمكنهم القفز والتسور والتسلق وكسر الابواب، كون بنيتهم الجسمية تساعدهم علي ذلك في حين يلجأن البنات الي سرقة المقتنيات الصغيرة في الحجم كأدوات التجميل والملابس وخاصة الداخلية منها، وبعض المأكولات البسيطة من البرادات، كما ان البنات نادراً ما يسرقن المصوغات الذهبية، وان حدث فهن يسرقنها من المقربات منهن كصديقاتهن او صديقات صديقاتهن، كما تفتقد المرأة البحرينية العقلية الاجرامية والتي نراها واضحة في المرأة الأجنبية التي قد تسرق البنوك ومحلات الذهب بالتعاون مع عصابة مختتماً بإشارته الي طرق للسرقة أخذت تزداد في الشارع البحريني والذي منه سرقة المقتنيات الثمينة ومعدات البيوت والمساكن قيد الانشاء وذلك عن طريق سرقة الأبواب والنوافذ مشيراً الي الحيل التي يلجأ بها البعض وفي عز الظهيرة، كأن يوهم عجوزاً، انه مكلف من قبل شركة لتنظيف المكيفات وجاء بناء علي طلب ابنها، فتسمح له وعن طيب خاطر أخذ مكيفات المنزل وتودعه متمنية له السلامة في حين في حقيقة الأمر هو لص .

Catsocaff
2004-12-04

كتبت - ياسمين خلف: ربما يكون الجانب القانوني من أهم الجوانب التي لابد ان نلقي الضوء عليه، ولهذا كان لـ مدارات استفسارات...

إقرأ المزيد »

المدرسون يؤيدون قانون منع الضرب ويقولون: نحــترم الطالــب ليحـترمــنا!!

استطلاع اجرته – ياسمين خلف:
لم يجد غير ساحة المدرسة ليضع فيها كرسيا ويجلس عليه! استغرب المدرس من ذلك المشهد غير الاعتيادي، فتوجه الي الطالب متساءلاً عن السبب؟ فيرد عليه ببرود، بأنه أحس بالتعب فقرر الجلوس في الساحة! طلب المدرس منه الدخول للفصل، الا انه رفض وبشدة، تطور الأمر من التلاسن الي التشابك بالأيدي، وانتهي الأمر بتوقيف الطالب عن الدراسة لمدة فصل دراسي واحد!
قانون منع الضرب في المدارس، قانون يجده البعض حضارياً من منطلق أن للطالب كيان له احترامه، وضربه قد يؤثر بطريقة لا ارادية علي سلوكياته اللاحقة لضربه من قبل أحد مدرسية أمام أقرانه، في حين يجده البعض انه قانون نسف احترام الطالب لمدرسيه، واضعف من هيبتهم التي كانت في يوم من الأيام مصدر قوة لهم.
ومن منطلق من أمن العقوبة أساء الأدب المدرسون لهم وجهة نظر حول قانون منع الضرب في المدارس، خصوصاً ان بعضهم اخذ يشكو من عدم وجود ثقة واحترام متبادل بين الطالب ومدرسه، والتي تصل في أحيان كثيرة الي التهديد والوعيد، بل والي الانتقام بطرق مختلفة!! في استطلاعنا هذا سنكشف بعض تلك الطرق وكثيراً من الحكايات فإلي سطورنا.

مدرس: ابني كره المدرسة!

بعد خبرة 20 عاماً في التدريس، أدلي كامل محمد صالح مدرس قسم سيارات بدلوه في الموضوع، اذ اكد علي ان احترام الطالب لمدرسه نابع من احترام المدرس له، اذ قال في ذلك: المدرس قدوة لتلاميذه، فإذا احترمهم وعاملهم بأدب سوف يعاملونه بالمثل، مهما كانوا أشقياء، فمن خلال تعاملي مع عدد كبير من الطلبة من مناطق وبيئات مختلفة، أجزم لكم بأن الطالب لن يتطاول علي مدرسه اذا كان الأخير يتعامل معه باحترام وقانون منع الضرب لم يقلل من شأن المدرس أمام طلابه.
صحيح ان المشادات الكلامية تحدث كثيراً بين الطلبة وبعض المدرسين، ولكن لو نظرنا ودققنا في نوعية المدرسين، فسنجدهم وللأسف أنهم من أولئك الذين يستخدمون الفاظاً غير لائقة لوصف الطلبة، اذ يصفونهم بأنوع مختلفة من الحيوانات، والي غيرها من الأوصاف التي يعتبرها الطالب اهانة لكرامته، فمادام المدرس قد بدأ مع الطالب بهذا الأسلوب، حتما عليه ان يتقبل لما قد يأتيه من ردة فعل متوقعة كأن يبادله الطالب بنفس الأسلوب، فلابد أن تكون علاقة المدرس بطلابه علاقة أب أو أخ كبير ينصحهم بإحترام ليتقبلوا النصح برحابة صدر.
فأنا – ولازال الكلام علي لسان كامل محمد – لا أؤيد اسلوب الضرب اطلاقاً في المدارس، وخلال مسيرتي في التدريس لم أتعرض لأي موقف اضطرني حتي للتلاسن مع طلبتي، مكملاً: حدث وان تعرض ابني وهو طالب في الصف الخامس الابتدائي الي الضرب من قبل مدرس له، والسبب هو ان الفصل كان في حالة فوضي، فقام المدرس بمعاقبة جميع الطلبة بلا استثناء بما فيهم أولئك غير المشاركين في تلك الغوغاء، وابني من بينهم علي الرغم من كونه طالبا هادئا ومجتهدا، أتدرون ما الذي حدث؟! كره ابني المدرس والمادة بل وكره المدرسة بأكملها، وكل ذلك بسبب استخدام اسلوب الضرب في غير محله عن طريق العقاب الجماعي!

الكلمة كالضرب في بعض الأحيان!

وبالمثل تؤيد سامية سلمان عبدالله مدرسة أحياء في مدرسة جدحفص الثانوية للبنات قانون منع الضرب، باعتباره اسلوبا لا يجدي مع الطلبة، بل يؤدي الي خلق مشاكل سلوكية ونفسية لديهم، مشيرة الي ان الطالب اذا ما تعرض للضرب او حتي الإهانة بالنظرات سوف يكره المدرس ومن ثم المقرر بل وحتي المدرسة بمن فيها وتقول: قد تكون خبرتي قليلة في التدريس، فهي لا تتعدي السنتين، ولكني وجدت أن الكلمة في كثير من الأحيان تكون كالضرب بل انها أقسي علي الطالب من ان لو ضربه المدرس بيده ، خصوصاً بالنسبة للطالبات اللواتي يتغير شكلهن اذا ما قامت المدرسة بإهانتهن أمام زميلاتهن.
وعن أسلوبها في التعامل قالت: لكل طالبة شخصية، وعلي المدرسة أن تعي ذلك جيداً منذ دخولها الفصل، وبحسب تلك الشخصية، يمكنها التعامل معها، ولا سيما في حالة خطأ الطالبة وحاجة المدرسة الي تبيان الخطأ والسبب من توجيه اللوم والعتاب، كي لا تكرر الخطأ نفسه، فهناك طالبة يمكنك أن تبيني لها الخطأ مباشرة وأمام زميلاتها، وهناك أخري لا يمكنك التحدث لها مباشرة وإنما من الأنسب أن تكون وحدها أو باستخدام أسلوب غير مباشر بشرط أن لا أتعرض لشخصية الطالبة بأية حال من الأحوال، تسكت برهة وتكمل: الطالبة كبيت الزجاج يؤثر فيها أي قذف من أي نوع كان، فالحساسية هي ميزة الطالبات وأي كلمة جارحة تؤثر فيهن، وعلي المدرسات مراعاة ذلك وعدم التسرع في التصرف معهن.
وفي حادثة روتها سامية قالت: سمعت ان احدي طالبات المرحلة الابتدائية بعدما قامت مدرستها بإهانتها أمام زميلاتها، أسرعت الي مدرستها وهجمت عليها وأزالت حجابها من علي رأسها، مستغلة حجم جثتها الضخم نوعاً ما، وكإجراء عقابي تم فصل الطالبة ثلاثة أيام! وقالت معلقة: من الأساس كان علي المدرسة ان تراعي احساس الطالبة، ولا تهينها بكلمات جارحة أمام زميلاتها، والتي يمكن وصفها بالكبريت اذ ما اقترب من الزيت، فالإشتعال هو الشيء الحتمي الحدوث في مثل هذه المواقف.
وعن اذا ما كان المدرس الحديث نظرا لاقتراب سنه من طلبة الثانوية العامة عاملاً في اهتزاز الاحترام بينهما قالت: بالعكس كلما كانوا قريبين في السن او الشكل، كلما كانت العلاقة أقوي كونها تقترب من الصداقة أو الأخوة، مما يفسح المجال للتعامل بينهما باحترام متبادل نافية أن يكون علم الطالب بقانون منع الضرب دافعاً له للتطاول علي مدرسيه.

الدرجات.. نقطة ضعف البنات

الضرب ليس بوسيلة حضارية لتقويم السلوك، فهناك عدة طرق قد تفي في كثير من الأحيان عن الضرب باليد او باستخدام المساطر او الخيزرانات كما يحدث في الماضي، فالنظرة باحتقار والتقليل في الدرجات أكثر تأثيراً من الضرب علي الطالبات، جاء ذلك علي لسان بدرية علي مدرسة حديثة بالمرحلة الثانوية .
وأضافت بقولها: الضرب يولد الحقد في قلوب الطلبة ويدفعهم بطريقة أو بأخري للانتقام، قد تكون أكثر عنفا لدي الطلاب ولكنها أكثر حساسية لدي الطالبات، فهن ما إن يكرهن إحدي المدرسات حتي يعمدن الي جمع معلومات شخصية عن المعلمة وافشائها بين الطالبات، وخصوصاً تلك المعلومات التي تحسبها المدرسة من أسرار حياتها.
وبدون تردد قالت: جيل اليوم ليس كالأمس، فلم يعد الضرب وسيلة لتعديل سلوكهم، ومع ذلك نجد أن أغلب قوانين وزارة التربية والتعليم تقف مع الطالب حتي وإن كان مقصراً! وعن ما اذا كان سن المدرسة او شكلها يؤثر في درجة احترام الطالبات لهن قالت مضيفة: شخصية المدرسة هو الحكم الأول والأخير، فإن كانت قوية ستثبت نفسها أمام طالباتها، وستمنعهن من التطاول عليها، وان احست الطالبات بنوع من الضعف في شخصيتها فسوف يستغللن ذلك لصالحهن.

العقاب كالثواب لا بد منهما

لم أشهد أي حالة لضرب طالب خلال فترة تدريسي التي تعدت العشرين عاماً، أو خلال فترة اشرافي التي تعدت الست سنوات، وكل ما في الأمر تدافع بالأيدي وتلاسن بالألفاظ، بذلك بدأ عبدعلي الحمالي مشرف اداري في مدرسة جدحفص الثانوية الصناعية للبنين حديثه ومكملاً بقوله: العقاب لابد منه كالثواب الذي نطالب به، فالمدرس يربي قبل أن يعلم، والعقاب لا يقتصر علي الضرب باليد، وهناك عدة طرق وأساليب تربوية يمكن للمدرس أن يلجأ اليها لثني الطالب عن الاتيان بالسلوك غير المرغوب فيه في المرات المقبلة، فالطلبة وبخاصة من هم في المرحلة الثانوية او الاعدادية طاقة مشتعلة وعلي المدرس الا يستثيرها ويحاول تهدئتها بالمعاملة الطيبة، والأسلوب الحكيم، وإن كانت معظم قوانين وزارة التربية والتعليم تقف مع الطالب، بل وتصب لصالحه.
ولتفادي التصادمات لابد ان يكون المدرس قدوة للطلبة، لا ان ينهي عن خلق ويأتي بمثله، والأمثلة عديدة! فكيف للمدرس ان يمنع الطالب من استخدام الهاتف المحمول في المدرسة وهو يري بأم عينيه ويسمع بأذنيه رنات هاتف المدرس داخل الفصل!! لا ننكر ان المدرس قد ينسي في بعض الاحيان تركه في غرفة المدرسين، ولكن هناك من يدخله الصف متعمداً ضارباً القوانين عرض الحائط، فنحن في حالة ضبط الطالب وهو يتحدث بالهاتف المحمول، نلجأ الي مصادرة الهاتف حتي نهاية الدوام المدرسي، واخطار ولي أمره، اي اننا لا نلجأ بأي حال من الأحوال الي التراشق بالألفاظ أو التطاول بالأيدي علي الطلاب.
واسترسل الحمالي وقال: في حالة تعدي الطالب علي المدرس نلجأ الي استخدام اجراءات تأديبية، وذلك بإخطار ولي الأمر بسلوك ابنه، واذا ما كرر الفعل مرات ثلاث يفصل لمدة فصل او فصلين دراسيين، حتي يتعدل سلوكه، وان كان البعض منهم يلجأ الي تهديد المدرس بإتلاف سيارته او حتي تهديده بالقتل! الا انهم يعودون بعد ذلك ويعتذرون عن سلوكهم او الفاظهم التي صدرت عنهم في لحظة غضب، وذلك ان دل فإنما يدل علي ان الاحترام لازال موجوداً.
مختتماً بقوله: الشواذ عن القاعدة موجودون ولكن الأغلبية من الطلبة يحترمون مدرسيهم، واذ ما طالبنا الطلبة باحترامنا، علينا أولاً احترامهم! ولا أخفي سرا ان بعض المدرسين قد يستخدمون الفاظاً غير لائقة لوصم الطلبة بها، وذلك ما يدفعهم الي التطاول علي المدرس بالألفاظ، والتي هي حرب كلامية قد تمتد الي التدافع بالأيدي، فإن كان الطالب في نظر المدرس بأنه ولد غير ناضج، فإن الطالب يري نفسه رجلاً بكل المقاييس!!

الأجيال السابقة أكثر احتراماً!!

أمينة أبو رحمة مدرسة تربية رياضية منذ أكثر من 36 سنة، وبعد ان عركت مهنة التدريس، ومرت عليها آلاف الطالبات تقول: أنا مع قانون منع الضرب قلباً وقالباً، فليس من المعقول ان ارفع يدي علي طالبة، وأطلب منها عدم الرد علي بالمثل فإذا صدر مني هذا السلوك علي أن أتقبل ما قد يأتيني منهن!!
وتكمل: من الأساس علي المدرسة أن تبني علاقة صداقة بينها وبين طالباتها، وأن لا تسمح بأي حال من الأحوال أن يهنها أو يقللن من شأنها أمام زملائهن، ومهما كانت الطالبة شقية، علي المدرسة ان تتعامل معها بطريقة تجعلها في النهاية تعود الي رشدها، وبعد صمت لبرهة قالت متابعة: في كثير من الأحيان اسمع الطالبات وهن يتوعدن مدرسات أخريات، ويقسمن بالانتقام منهن، فيأتي دوري هاهنا، لتهدئتهن من ثورتهن، وارشادهن بطريقة ودودة، وأبين لهن بأنه حتي لو كان الحق معهن، بسلوكهن الطائش سيقلبن الموضوع عليهن ويصبحن مذنبات بدلاً من كونهن ضحيات.
وتقول بأسي: للأسف الأجيال الجديدة أقل احتراماً للمدرسات من الأجيال الماضية التي تحترم وتقدر المعلمات، قد تكون الفضائيات ساس البلاء ولكن لا ننفي الدور عن الأسرة التي عليها مسئولية لا يستهان بها، وأعترف انه وخلال وجودي في مدرسة المنامة الثانوية للبنات لم اتعرض لأي موقف او حادثة اعتداء طالبة علي مدرسة، مشيرة في ختام حديثها الي ان نوعية الطالبات يختلفن من جيل لآخر، ومن مدرسة لأخري بل ومن منطقة لمنطقة غيرها.

ولكم حكاية

وقبل أن نضع النقطة الأخيرة في أسطرنا سنستعرض احدي حوادث الضرب في المدارس، والحادثة تقول ان مدرساً حديثاً في المهنة في إحدي المدارس الاعدادية رجع بعد دوامه الي منزله، واذا بأخته تنبهه بأن هناك بقعة حبر كبيرة علي ثوبه بالقرب من جيبه، ظن بأن الأمر لا يعدو كونه حادثة ناتجة عن غفلة! ولكن الأمر تكرر ولليوم الثاني، عندما نبهه زميل له في المدرسة بأن هناك بقعة حبر تلطخ ثوبه وفي نفس المكان، حينها فقط ادرك ان وراء الأمر مقلباً، ومن أحد الصفوف التي يدرسها والمعروف عن طلبتها بقلة ….. !
اندفع وبشدة نحو اثنين من طلابه، بعدما شك بهما، وعندما سأل أحدهما واعترف بجرمه وبشريكه فيها، قام المدرس بضربه بطريقة جنونية، وعندما انتهي منه اندفع الي الآخر وما ان قام بضربه حتي تشنج الطالب وبدأ اللعاب يسيل من فمه، فأحس المدرس حينها بالارتباك وعدم القدرة علي التصرف، فنقل الطالب للمستشفي، ورفع أهله شكوي في النيابة العامة، وكاد المدرس ان يدخل في دوامة، لولا أن أهل الطالب تنازلوا عن القضية، وأخرجوا المدرس من مأزق حتمي. والذي لم نذكره هو ان المدرس كان من الشخصيات الهادئة المتزنة، غير المفتعلة للمشاكل، الا ان الغضب قد تملكه ولم يهدأ الا باستخدامه للضرب!!

Catedu
2004-04-26

استطلاع اجرته - ياسمين خلف: لم يجد غير ساحة المدرسة ليضع فيها كرسيا ويجلس عليه! استغرب المدرس من ذلك المشهد غير الاعتياد...

إقرأ المزيد »

المرافقون في غرف المعالجة.. قضية ساخنة لم تبرد بعـــــد!!

استطلاع أجرته – ياسمين خلف:
المشكلة تبقي جديدة علي الرغم من قدمها إذ لم نصل بقاربها إلي شط الأمان الا وهو الحل الذي تهدأ من بعده الأصوات من الترديد نريد حلاً يا ناس؟! فأطباء الطوارئ لم يسأموا من طلب العون من وسائل الإعلام، كونها طرفاً لا يستهان به في توعية الناس من جميع الفئات والأعمار والمستويات الثقافية لفكرة المرافق الواحد ، خصوصاً إن القضية حادة من كلا الجانبين، فبعض المرافقين يرون إن وجودهم ضرورياً وان كان للدعم المعنوي، والأطباء يرون ان وجودهم مع ضيق القسم وضيق غرف المعالجة لا مبرر له، بل أنه يكون سبباً في إرباكهم وتعطيلهم عن عملهم!!
استطلاعنا هذا، والذي اخترنا من خلاله فئة المرافقين للمرضي، أوصلنا إلي حقيقة قد تكون غريبة خصوصاً إن الواقع يكشف عكس ما نسمعه أو نقرأه، فماذا قالوا، وما هي تلك النتيجة غير المتوقعة؟! حروفنا القادمة تحمل الإجابة…

أنا محايدة

علي كراسي الإنتظار في القاعة الخارجية لقسم الحوادث والطوارئ كانت تجلس رباب عبدالله حماده التي جاءت مع زوجها لمرافقة إبنة عمتها المريضة، والتي تنظر لموضوع مرافقة المرضي بنظرة محايدة، لا مع ولا ضد ولكن بحسب الموقف.
وتفسر ذلك بقولها: بعض المرافقيين للمرضي يربكون الأطباء بإرشاداتهم.. كما لو كانوا أطباء بدون رخص طبية! وفي مثل هذه الحالة لا أأيد دخول المرافقين مع المريض، ولكني أؤيد دخولهم في حالة سوء حالة المريض وعدم قدرته علي التعبير عن الآمه، أو في حالة حاجته الي من يساعده أو يدعمه جسدياً ومعنوياً.. ومع كل هذا وذاك أنا مع قرار منع دخول المرافقين لغرفة المعالجة، وإن سمح بذلك يجب إلا يزيد عددهم عن مرافق واحد فقط، وهل تعرضت لموقف اضطرك لترك مريض لك وكنت إنتِ مرافقته سألناها فأجابت وهي تضحك: نعم فقد كان أخي هو المريض، وكان مصاباً بالإنفلونزا، فطلبوا من الخروج والجلوس علي مقاعد الإنتظار ورحبت بذلك علي الرغم من إحساسي بالحرج من ذلك .

بعض المرضي
يحتاجون الي مرافقين

حمد خليل طالب ، هو الآخر أحد المرافقين لأخيه المريض، ويؤيد قرار منع دخول المرافقين لغرفة المعالجة في سبيل تنظيم العمل الطبي، ويشير الي أن الاستثناءات لا بد أن تؤخذ بعين الاعتبار، خصوصاً في حالة المرضي شديدي التعب، والذين يحتاجون إلي من يرافقهم وان زادوا عن إثنين تبعاً لحالة المريض .

القسم يشهد
تنظيماً ملحوظاً

لم يطلب أحد منها الخروج من غرفة المعالجة، فقد وجدت ان ذلك هو ما يجب عليها فعله لكيلا تربك عمل الأطباء، فقررت زينب علي حيدري الخروج وترك أختها المريضه في عهده الأطباء وتقول: أفضل البقاء علي كراسي الانتظار أكثر من أن أبقي بالداخل مع – فوضي – المرضي والأطباء!! .
وكالسابقين كان رأي ندي عبدالرحمن – سكرتيرة التي جاءت مع ثلاثة مرافقين للإطمئنان علي والدها المريض، وتشير الي أنها تلحظ تغيرا واضحا في قسم الحوادث والطوارئ من جانب التنظيم وقلة الزحمة.

نواجه الموقف
برحابة صدر

وفي الصفوف الأخيرة في قاعة الإنتظار كان علي محمد ينتظر صديقه المريض عادل ، والذي أبدي تأييده لقرار منع المرافقين من دخول غرف المعالجة، وعن ردة فعله التي ستكون لو دخل الغرفة وطلب منه مغادرتها قال: سأرحب بذلك دون أدني معارضة، فالمكان لا يسمح بتواجدي الذي قد يكون لا داعي له.. وبالمثل كان رأي عبدالله عيسي – موظف الذي جاء كمرافق مع زوجته وأخته المريضه، ويقول بعدما أطلق ضحكة خفيفة: تعرضت عدة مرات لموقف مشابه، واستقبلت الموقف برحابة صدر وتفهم للوضع، إلا أن التأخير في الإجراءات في قسم الحوادث والطوارئ هو ما يثير حنك وغضب المرافقين في بعض الأحيان.

الأقلية تلقي
إهتمام وسائل الإعلام

نتائج هذا الاستطلاع تؤكد علي أن الشعب البحريني مؤيد لقرارات وزارة الصحة التي تصب في قالب تنظيم العمل في قسم الحوادث والطوارئ، إلا أن الأطباء يؤكدون ان مشكلة المرافقين لا زالت ساخنة ولا زالت تحتاج الي توعية.. وفي كفة الميزان الأخري يقول الدكتور محمود الفردان – طبيب بقسم الحوادث والطوارئ – أجرينا إستبيانا للرأي لشريحة مكونة من ألف مريض متردد علي القسم، وكانت النتيجة غير متوقعة، إلا وهي رضا الأغلبية عن الخدمات المقدمة في القسم، ورغم ذلك فإن الأقلية الغاضبة علي الوضع هي من تظهر في الصورة وتلقي إهتمام وسائل الإعلام.
ويكمل الدكتور الفردان بقوله وقضية المرافقين للمرضي مشكلة لازلنا نعاني الأمرين منها: فالحكم لكم بعدما تقرأوا هذه الحادثة: جاءت للقسم مريضة تعرضت لضربة في بطنها، فأجرينا لها تحليل للأبوال ، وتأكدنا من سلامتها، وأثناء ما كانت مستلقية علي السرير بجانب إحدي المريضات، حدث وإن تبادل مرافقو المرضي الكلام وسأل المرافق الآخر لمرافق المريضة عن حالتها الصحية، فقال له إن الأطباء قد أجروا تحليلاً للأبوال وأكدوا علي سلامتها، فما كان من المرافق الا ان قال مفتياً : ألم يجروا لها أشعة؟ الأمر خطير ويتطلب منهم إجراء اشعة!! مما أشعل فتيل الكلام ودفع أهل تلك المريضه للإصرار، وطلب إجراء اشعة، علي الرغم من عدم حاجة المريضة لها.
كما تشير الدكتوره سناء الخواجة إلي أن المرافقين هم من يمسك بزمام الكلام والحديث بدلاً من المريض، مما يربك الطبيب، والأغرب من ذلك ان البعض منهم يسأل ويجيب علي نفسه!! كما يطلب البعض منهم من الأطباء إجراء أشعة لمناطق في الجسم، والتي تكون من إختيارهم الشخصي دون الحاجة الطبية لذلك، وان ناقشناهم في الأمر يتلاسنون معنا ويقولون عليكم أيها الأطباء بإجراء الأشعة لكل جزء نحن نطلبه منكم، فهذه أموال الحكومة ونحن مواطنون!!

Cathealth
2004-02-11

استطلاع أجرته - ياسمين خلف: المشكلة تبقي جديدة علي الرغم من قدمها إذ لم نصل بقاربها إلي شط الأمان الا وهو الحل الذي تهدأ...

إقرأ المزيد »

المشروع سيسهم في خلق فرص للعمل ويعزز الأمن المجتمعي

استطلاع – ياسمين خلف:

شرطة المجتمع مسمي وظيفي جديد في وزارة الداخلية فاجأ المواطنين مطلع الشهر الجاري وفتح آفاق الامل للكثير من العاطلين عن العمل، خصوصا انه سيحتضن 500 شاب بواقع 100 شاب في كل محافظة من المحافظات الخمس.. الصورة وان كانت غير واضحة في اكثر تفاصيلها الا انها فكرة راقت للمواطنين وايدوها ووجدوا فيها توجها حضاريا سيكسب المملكة سمعة طيبة، تضاف الي سمعتها الراسخة في العمق من التحضر، الا انهم ومع تفاؤلهم الكبير توجسوا من بعض التفاصيل.
وان كان المشروع في بدايته وتفاصيله وملامحه كما ذكرنا ما زالت لم تتضح بعد، إلا ان الامر اصبح علي بساط البحث، فماذا قال عنه بعض رجالات مملكتنا؟! هذا ما سعينا لمعرفته وكان لنا ما اردنا في الاسطر التالية:
اقتراح حكومي موفق، وبه نخطو خطوة رائدة في طريق تحقيق الامن المجتمعي، بل وبه ستتغير الصورة السلبية السابقة، الموجودة في بال الكثيرين، والتي تصور رجال الشرطة بأنهم رجالا لا يعرفون غير القوانين وتطبيقها حرفيا، فالدور المجتمعي الذي سيسهم فيه رجال شرطة المجتمع، سيقربهم من افراد المجتمع بكل اطيافه .. بتلك الكلمات بدأ الحديث معنا فيصل فولاذ عضو مجلس الشوري والذي واصل بتحمس مؤيد عندما قال: تجارب الدول التي خاضت نفس التجربة اثبتت ان الامن ينبع من المجتمع نفسه، وان المضي في سبيل تحقيق استقرار المجتمع سوف يحارب كل اشكال الجريمة.
واضاف فولاذ: المشروع لا بد ان يسجل للحكومة ولا بد ان يجسد جهود وزير الداخلية الكبيرة فعن طريق شرطة المجتمع سيتحقق الامن الاجتماعي والاسري والاقتصادي والتجاري، فهم لن يقفوا فقط عند خط الاجراءات القانونية بل سيتعدونه الي الدور الاجتماعي والنصح والارشاد. فهم لن يبقوا علي مكاتبهم او في سيارات الدوريات وانما سينزلون للشارع في الاحياء و الفرجان ويخالطون قاطني تلك المحافظات.
يسكت برهة ويكمل بضربه مثلا علي تجربة سابقة لذات الاختصاص في المملكة المتحدة فقال: ذات التجرية تطبق هناك وباعتقادي انها خلقت ثقة بين رجل الامن والمجتمع، فالعلاقة بينهم علاقة مباشرة.

بحكم التقاليد نحتاج كذلك للشرطيات

ولنكن واقعيين للاسف زادت نسبة الجريمة في المملكة في الآونة الاخيرة، نعم لها مسبباتها ولكن وجود شرطة المجتمع خطوة مهمة في سبيل محاربة الجريمة.. هذا من منطلق، ومن منطلق آخر هذه الفكرة ستسهم في خلق فرص للعمل للبحرينيين ولا بد هنا ان نسجل جهود محافظ المحرق في دعمه للبحرنة.
ويعود فولاذ بذاكرته للوراء ليواصل: قبل سنوات بعض الاحياء كرأس رمان وفريج الفاضل وفريج كريمي كانت تتمتع بالامن لدرجة ان اهلها يتركون ابواب بيوتهم مفتوحة ودكاكينهم يهجرونها فترة اداء الصلاة دون خوف من سطوة اي مجرم، والسبب وان كان لا يخفي علي الكثيرين يعود الي الاحساس بالامن النابع من ابناء الحي او الفريج فالجميع يعرفون بعضهم البعض، وابن المنطقة ادري بأبنائها وبناتها و بدواعيسها ، والذي عليه سيكون شرطي المجتمع من المحافظة ذاتها.
وان كنا فرحين بهذا المشروع الا اننا كنا نتمني لو تشرك المرأة بالوظيفة، فالمجتمع نصفه نساء، وهناك بعض المواقف وبحكم العادات والتقاليد لا يستطيع الرجل ان يندمج فيها مع الناس بحكم الخصوصية التي تتسم فيها المسائل النسائية ولو اتيحت الفرصة للنساء ليكن شرطيات مجتمع سنحقق قفزة في الامن المجتمعي، ومع ذلك ما نطلبه من الناس هو التفاعل مع شرطة المجتمع واحتضانهم والوقوف معهم في سبيل تحقيق استقرار المجتمع.

الزي الرسمي لا بد منه

مدير المستشفيات الخارجية – الدكتور حسن الجارودي يؤيد الفكرة ويباركها ويجدها خطوة متقدمة ستصب في صالح المجتمع وقال عن ذلك معلقا: دائما ما يجأر الناس بالشكوي علي قلة رجال الشرطة وخاصة في الاحياء السكنية وتأخر الدورية، وزيادة نسبة الجريمة وبخاصة السرقات ووجود 100 شرطي مجتمعي في المحافظة حتما سيكون له الاثر الواضح في التقليل من تلك المشاكل الحادثة في الاحياء السكنية.
ناهيك عن خلقها لفرص عمل لا بأس بها في اعداد العاطلين فهي خطوة اولي حتما ستتبعها خطوات اذا ما اثبتت فعاليتها واندماجها.. وعما اشيع من لبس اولئك الشرطة لملابس مدنية علق بقوله: لا اؤيد ان يلبسوا ملابس مدنية، فلا بد من تصميم زي رسمي مميز لهم يختلف عن زي رجال شرطة الامن الاعتيادي وهذا هو ما اعتقده وما علمته لتكون لهم هويتهم وليحصلوا علي السلطة والحماية التي تليق بهم.

شرطة المجتمع
ستسد النقص

وبنفس التأييد والحماس قال العضو البرلماني عادل المعاودة المشروع جيد والبلد بأمس الحاجة اليه، فالشرطة ورجالها وان كانوا يسهمون ويحاربون الجريمة والفساد الا انهم ليسوا بالمستوي المطلوب! ونتمني ان تسد شرطة المجتمع هذا النقص كونهم من اهل المحافظة وادري بقاطنيها وامورها، فالقرار الصادر باستحداث هذا المسمي الوظيفي قرار حكيم نابع من الاحساس بالمسئولية من قبل القيادة الحكيمة وما نطلبه فعلا في هذا المقام هو ان يتعاون المواطنون مع اولئك الشرطة لخدمة المملكة.

دور مختلف

لا بد من توضيح دور وشخصية رجال شرطة المجتمع حتي لا يقعوا في مشاكل مع الناس، فعدم الفهم الصحيح لدورهم قد يخلق مشاكل خصوصا انهم وبحكم دورهم ووظيفتهم سوف يتفاعلون ويندمجون مع المجتمع، بل لا بد من تمييزهم بزي واضح وبأقل واضعف الايمان بطاقة هوية يلبسها لتكون معروفة لدي الاهالي في المحافظة، فما المانع من ان يكون ذا شخصية واضحة وهو دوره يصب في خدمة المجتمع والمواطنين؟
ففي الدول الغربية التي خاضت هذه التجربة منذ عقود تميز شرطتها بلباس عسكري مميز فدورهم لا يرتبط بالجريمة ومكافحة المخدرات بل دورهم خدمة المجتمع فعلي سبيل المثال اذا ما رأي شرطي طفلا في سن المدرسة صباحا ليس مع والده او بمفرده يحاول معرفة سبب تغيبه، ويحاول ان يعرف سبب الخلافات او المشاجرات التي تحدث في الشارع ويحاول فض الخلاف فالشرطي تجده في الوقت الذي تحتاجه وعليه فهم يدربونهم لدي اخصائيين نفسيين واجتماعيين لتأهيلهم للتعامل مع الناس بأطيافهم المتعددة.
فأنا مع الفكرة ولا اجدها قريبة من عمل الجواسيس كما يعتقد البعض، فالجواسيس لهم طرقهم وعملهم الخاص، وشرطة المجتمع دورهم مختلف ولا بد ان يعي المواطنون دورهم جيدا ليتم التفاعل بينهم ولتحقيق النتائج المطلوبة خصوصا ان دورهم وقائي تثقيفي يسعي لتحقيق الامن والحفاظ عليه ويمنع حدوث الجريمة ولا ينتظر وقوعها ليتحرك .
بتلك الكلمات التي جاءت علي لسان الدكتور فاضل النشيط استشاري في الطب النفسي نختتم استطلاعنا.

Catsocaff
2004-07-24

استطلاع - ياسمين خلف: شرطة المجتمع مسمي وظيفي جديد في وزارة الداخلية فاجأ المواطنين مطلع الشهر الجاري وفتح آفاق الامل لل...

إقرأ المزيد »

النظافة بين مسئولية الصحة وسلوك الناس

استطلاع – ياسمين خلف- ابتسام سويد:
قد يعتقد البعض ان النظافة والالتزام بها من الامور التي باتت بديهية، ولا تحتاج الي تثقيف مثلاً او حتي لتسليط الضوء الاعلامي عليها، ولكن واقع الحال يقول عكس ذلك، فمجرد اهمال أو تقاعس أي جهة من الجهات المسئولة فان العاقبة لا يمكن ان تحمد عقباها، كحدوث حالات التسمم الغذائي او امراض تنقل عبر الحشرات والقوارض او امراض تنتج عن اهمال في النظافة الشخصية كالاصابة بالجرب او القمل والامراض الجلدية. من هذا المنحي حاولت الأيام استطلاع وجهة نظر المعنيين في وزارة الصحة، وكذلك آراء مجموعة من الناس فيما اذا كانوا ينظرون الي النظافة علي انها سلوك فطري أم مكتسب؟ ومن منطلق مسؤولية الجهات المعنية بالنظافة بدأ الحديث مع ثلة من المسئولين وكان لنا معهم الاسطر التالية:
نقوم بحملات تفتيشية كثيرة تختلف بحسب الجهة، وبحسب علاقتها بالجمهور، فنظافة وسلامة الغذاء في المطاعم والفنادق والمدارس عنصر جوهري بالنسبة لنا .
بتلك الكلمات ادلي الدكتور عبدالله احمد عبدالله رئيس قسم مراقبة الاغذية بدلوه في موضوع الملف وأكمل: أي تهاون وتخاذل مع عدم تطبيق الاشتراطات الصحية سيسهم في اصابة البعض بالتسمم الغذائي جراء تكاثر الجراثيم في الاطعمة، وعليه فان القسم يعمد الي عقد اجتماعات دورية مكثفة مع اللجان المسئولة، ومع متعهدي مقاصف المدارس واصحاب المطاعم والفنادق، لشرح الطرق الممكن اتباعها في سبيل القضاء علي اي مسبب للتلوث، وطرق محافظة العمال علي نظافتهم الشخصية اثناء اعدادهم للاطباق والاطعمة.
ولا يتوقف الأمر عند ذلك فحسب، فهناك مسوحات ميدانية مختبرية، للكشف عن مدي صلاحية الاطعمة المباعة، وتختلف باختلاف الاطعمة وكمياتها وبناء علي النتائج المختبرية نؤكد علي الاجراءات الرقابية، وكلمة حقاً تقال فاننا نلمس تعاوناً كبيراً مع اصحاب المحال والمطاعم، وعدم التزام البعض منهم بالاشتراطات الصحية قد يرجع في كثير من الاحيان الي قلة الوعي بتلك الاشتراطات، والتي نسعي وباستمرار لتقليلها عن طريق ورش العمل التثقيفية.
وعن مدي مطابقة مواصفات الاعلانات حول رقي المطابخ مع الواقع الداخلي للمطابخ في المطاعم قال: دائماً نتأكد من صحة هذه الاعلانات، وفي حال اكتشاف اي مخالفة ينذر صاحب المحل او المطعم وتطبق عليه قانون العقوبات المدرج في الوزارة حال تكرار المخالفة، فالتركيز لا يتوقف علي بند دون آخر، وانما يشمل جميع النواحي لضمان سلامة المستهلكين، وقد جندت الوزارة نحو 55 مفتشاً صحياً، داخلياً وللموانئ لمراقبة الاغذية ومدي نظافتها وخلوها من الجراثيم.
وقال مضيفاً: جهودنا منظمة وتقوم علي أسس علمية وتستند علي نتائج وتحليل المختبرات الصحية والاجراءات المتبعة تأتي طبقاً للاولوية ونركز علي التثقيف والتوعية عبر ورش العمل الدورية والتي يشارك فيها ليس البحرينيون فقط بل حتي الخليجيين الذين يشهدون علي أسبقية البحرين في اعداد وتنظيم ورش العمل التثقيفية.
تثقيف وتوعية المراهقين
ومن واقع التثقيف الصحي حول طرق التوعية بأهمية الالتزام بالنظافة قالت اخصائية التثقيف الصحي في مركز محمد جاسم كانو الصحي – هدي عباس – من خلال دوري كمثقفة احاول حصر المشاكل الصحية للطلبة بالتعاون مع اللجان الصحية المدرسية والمشرفيين الاجتماعيين، لنتمكن من تسليط الضوء علي اكثر المشاكل الممكن الاعداد لها برامج للحد منها والقضاء عليها. وعن أهم الامراض التي ترجع اسبابها الي عدم الالتزام بالنظافة اشارت هدي الي القمل والامراض الجلدية والفطريات والجرب.
وعن دورها حال وجود مرضي يعانون من امراض ناتجة عن اهمالهم بالنظافة الشخصية قالت: يتم اخذ كافة المعلومات عن الشخص ليتم الاتصال به او حتي زيارته في المنزل لتوعيته وتثقيفه صحياً، فدورنا يمتد ليصل حتي لاولياء أمور طلبة المدارس عبر المحاضرات وورش العمل التثقيفية، داعية وزارة التربية والتعليم الي زيادة جهودها وتكثيف تعاونها مع وزارة الصحة من أجل بث الوعي الصحي بين الطلبة ولا سيما الطلبة المراهقين لحاجتهم الماسة الي من يرشدهم بالطرق السليمة والصحية في العناية الشخصية، كونهم يمرون في مرحلة عمرية تحدث فيها تغيرات فسيولوجية وهرمونية واضحة.
متابعة توالد البعوض
عبدالله الستراوي – رئيس مكافحة نواقل المرض في وزارة الصحة قال: نحن كجهة، مسئولون عن مكافحة القوارض والحشرات الناقلة للامراض – ولنا عدة برامج دورية منتظمة لتحقيق ذلك بتغطية جميع مناطق تواجدها، فعلي سبيل المثال نرش الزرائب واصطبلات الخيول بمعدل مرة واحدة كل اسبوعين، وبمعدل مرتين في الشهر في الاسواق لمكافحة الصراصير الممكن تواجدها، كما توجد برامج اضافية كتدخين ورش المناطق المحيطة بالاسواق وبالتحديد مناطق تواجد القمامة.
ويضيف موضحاً: نعمد الي رش المناطق تلك بحسب دورة توالد البعوض او غيرها من الحشرات، كخطوة احترازية لمنع توالدها وتكاثرها. فالوزارة لديها سيطرة تامة علي البعوض بتنظيم برنامج دوري كل 10 الي 14 يوما لرش مناطق تواجدها وبخاصة عند البلاعات والمياه المفتوحة. فالبحرين وحتي الآن لم يعانِ سكانها من تواجد مرض انتقل او استشري جراء وجود نوع معين من الحشرات.
ويستطرد الستراوي بقوله: بالاضافة الي خدماتنا هذه نغطي الخدمات المساعدة حفاظاً علي البيئة، فعند أداء المفتشين الصحيين دورهم وعملهم، ويجدون مخلفات لبناء او كومات القمامة والتي يمكن ان تسهم في ان تكون مرتعاً للقوارض والحشرات تبلغ الجهات المسئولة كوزارة البلديات لتقوم بدورها، وكذلك الحال اذا تسربت المياه في الشارع من جراء فيضان البلاعات والتي قد تنتج مستنقعات وملاذاً للحشرات وبخاصة البعوض نخطر البلدية وادارة المجاري، حفاظاً علي النظافة وبيئة البحرين.
وعن دور قسم مكافحة الحشرات والقوارض في التثقيف وتوعية المواطنين اشار الي ان هناك حملات اعلامية متواصلة تعد في برامج اذاعية وتلفزيونية بالاضافة الي الصحف اليومية لتزويد المواطن والمقيم بالمعلومات العلمية عن الحشرات وطرق مكافحتها، ويقول: نعد حالياً دراسة طبقت منذ بداية الشهر الجاري وستستمر لثمانية اشهر، حول حشرة بق الفراش لملاحظة زيادة اعدادها وبصورة ملفتة وغير طبيعية في البحرين مؤكداً علي ان الامر لم يصل الي حد المشكلة، ولكن كاجراء احترازي وقائي يسعي الي عدم وصول الأمر الي حد المشكلة حتي لا يتطلب الامر العلاج والذي قد يكون حينها صعباً او يحتاج الي فترة زمنية طويلة.
بق الفراش له اربعة انواع، وتعتبر من الحشرات المزعجة المسببة للحكة، والتي قد تمنع الاطفال من النوم لذا كثفنا جهودنا خلال هذه الفترة لدراسة مدي انتشارها والانواع الاكثر كثافة، لتحديد الطرق الممكن استخدامها لمنع تكاثرها، فلن نسمح بوجودها بيننا!
الحشرات الناقلة للامراض تختلف بطبيعة الحال عن الحشرات المنزلية كالنمل والصراصير مثلاً، والتي لم نخصص لها برامج منتظمة، فالمنازل تلحق مسئوليتها للأهل القاطنين فيها، ولكن الأمر مختلف عندما يتعلق الأمر بالمراكز الصحية والمستشفيات والاسواق او الدوائر الحكومية، فاذا تواجد النمل او الصراصير، نعمد الي القضاء عليها للسيطرة علي المشكلة.
ويختتم الستراوي باشارته الي برنامج مكافحة القوارض الذي يشمل جميع مناطق البحرين مع التركيز علي بعض الاماكن الموبوءة، علي مدار العام بواقع مرة او مرتين كل شهر او كل شهرين بحسب المنطقة المعالجة كما يوجد برنامج آخر يأتي بالتنظيم والتعاون مع وزارة الاشغال لمكافحة القوارض داخل شبكة المجاري.
في الوقت الذي تجد فيه رئيسة قسم التثقيف الصحي الدكتورة أمل الجودر ان البحرين دولة متحضرة وان عملية التوعية بأهمية النظافة الشخصية تأتي ثانوية بالنسبة للمواطنين، وان من الاولي تركيز الجهود في هذه الفترة بالذات علي مشاكل اكبر كالتدخين والسمنة مثلاً، ومع ذلك لا تجد أي مانع في توجيه التوعية لبعض الجهات والفئات حول النظافة الشخصية اذا ما طلبوا ذلك.
سلوك فطري أم مكتسب؟
لكل إنسان رؤية وردود فعل حول النظافة كمفهوم فما هو مقياس النظافة لدي الناس؟ وهل هي سلوك مكتسب ام فطرة في الانسان؟
ف عبدالله المحمود – موظف يقول: سلوكيات الشخص في مختلف الامور هي الدليل علي نظافته فأنا شخصياً عندما اجد ان هناك من يلقي القمامة من نافذة السيارة في الشارع فهذا دليل علي عدم التزامه بسلوكيات النظافة في منزله لأن الوطن هو المنزل الكبير للانسان والذي يعيش فيه مع كافة افراد المجتمع وعليه ان يحافظ عليه لأنه ليس ملكاً خاصاً له في حين ان مسكنه الخاص هو مكان خاص به وقد لا يهتم بأبسط سلوكيات النظافة فيه وقد يكون العكس صحيحاً حين يكون الانسان انانياً ويهتم بنظافة ممتلكاته الخاصة ولا يعتني بالاماكن الاخري التي تجمعه بالغير. وفي النهاية يجد – عبدالله – ان النظافة سلوك مكتسب يعتمد علي البيئة التي يتربي الانسان فيها ولن تأتي مع منصب معين او وظيفة محددة.
ف سوسن الصفار – ربة بيت – النظافة هي ان يلتزم الانسان بإظهار نفسه في انظف صورة بأن يهتم بكل جوانب النظافة وقد يخدع الانسان احياناً بمظهر شخص يجده نظيفاً وانيقاً ولكن عند الاقترب منه وملاحظة سلوكياته عن قرب نجده يفتقر لأبسط سلوكيات النظافة كمراعاة النظافة في المرافق العامة والمرافق الصحية التي يستخدمها – وتجد سوسن – ان الانسان بطبيعته يهوي الكمال لذا يسعي الي الظهور بأفضل صورة وينبذ النقص في نفسه فيسعي للكمال سواء في النظافة او غيرها وقد يكتسب النظافة من خلال نشأته وقد نجد ان هناك افراداً مثلاً من نفس العائلة وتربوا في نفس البيئة الا ان سلوكيات النظافة لديهم تختلف نظراً لاختلاف فطرة كل منهم لذا فإن الفطرة واكتساب السلوكيات عنصران مكملان لبعضهما البعض ليظهر الشخص بسلوكيات معينة.. وقد نجد فئات في المجتمع يعملون في مجالات تكون النظافة اساس عملهم (مجال الصحة مثلا) الا انهم لا يهتمون بنظافتهم الشخصية علي الرغم من ادراكهم لأهمية ذلك بالنسبة لهم صحياً الا انهم يصنفون الامر ضمن قائمة المؤجلات في حياتهم اليومية.
ف محمد حضية (27 سنة) يقول: نحن الشباب نهتم كثيراً بنظافتنا وبمظهرنا الخارجي لأن هذا الامر اصبح مهماً جداً في حياتنا المعاصرة ولكن هناك الكثير من الشباب الذي يهتم بمظهره وبنظافته الشخصية الا انه عندما يذهب لمتابعة المباريات في الملاعب مثلاً يقوم بسلوكيات لا تدل علي النظافة بأي شكل من الاشكال كأن يقوم الشخص بإلقاء فضلات الطعام والمشروبات علي الارض وبين الكراسي في حين لو حافظ كل شخص منا علي نظافة المكان الذي يجلس فيه لما احتجنا حتي لعمال نظافة لتنظيف مثل هذه الاماكن ولكن ما يحدث هو العكس تماماً لذا اعتقد بأن مفهوم النظافة غير واضح لدي الكثيرين ولا يقيد سلوكياتهم اليومية وانا من ناحيتي احكم علي الشخص من سلوكياته وليس من شكله الخارجي.
ف أمينة شريف – موظفة – تقول مقياس النظافة لدي قد يكون مختلفاً عن الغير فأنا اهتم جداً بنظافة الاظافر لليدين والقدمين للشخص وكذلك نظافة الشعر والاذن ومن ثم اللبس والرائحة فمن يهتم بهذه الامور فهو انسان بالتأكيد نظيف في باقي امور حياته من حيث المنزل او غيره وعلي الام ان تعود ابناءها علي اساسيات النظافة منذ الصغر وان يهتموا بكل سلوكيات النظافة حتي يتمكن الجميع من العيش في مستوي عال من النظافة ويرقي المجتمع عن السلوكيات الخاطئة التي يتبعها البعض نتيجة لعدم وجود توعية كافية من قبل الجهات المعنية او نتيجة للبيئة والتربية وعدم الاهتمام من قبل بعض الاسر بالتنشئة السليمة للابناء في امور النظافة الشخصية او النظافة العامة للمجتمع والتي تنتج عن سلوكيات خاصة بالافراد، وان ديننا الاسلامي يحث علي النظافة في حين نجد ان هناك شعوباً لا تدين بالدين الاسلامي الا ان شوارعها وبيئتها انظف بكثير من شعوبنا المسلمة نظراً لعدم تطبيقنا للكثير من السلوكيات المطلوبة..
ف حسين جوزي – موظف – يقول.. النظافة مرآة للجمال فالانسان يحب كل ما هو جميل والنظافة من اساسيات جمال اي شيء في الكون مع اختلاف مقياس كل شخص للامور بشكل عام والنظافة بشكل خاص.. فهناك من يقيس نظافة الشخص من رائحته وهناك من يقيسها من طريقة اللبس او المظهر العام للشخص في حين انني اجد ان النظافة تنبع من داخل الانسان نفسه فمهما حاولنا زرع سلوكيات معينة لنظافة الشخص لا يمكنه تطبيقها طالما لم يقتنع بها او يحبها في حين ان الانسان غير النظيف يؤذي من حوله ايضاً قد يكون برائحته التي ينفر منها الاشخاص الذين يعيشون معه او يعملون معه في حين لا يشعر هو بما يسببه لغيره من اذي فهو حر في مدي تحمله لمستوي النظافة الشخصية ولكن الغير لا يمكنهم تحمله.. ولا علاقة للنظافة – يواصل حسين – بمدي ثقافة الشخص او مستواه الاجتماعي بل بمدي حبه ومفهومه الشخصي لهذا الامر.
قد يتفق الاغلبية علي ان النظافة سلوكيات يكتسبها الانسان بالاضافة الي الفطرة ولكن هناك اختلاف في مقياس كل انسان للنظافة.

Catsocaff
2005-01-17

استطلاع - ياسمين خلف- ابتسام سويد: قد يعتقد البعض ان النظافة والالتزام بها من الامور التي باتت بديهية، ولا تحتاج الي تثق...

إقرأ المزيد »

الوكيل المساعد للتعليم العام والفني لـ الزيام : تطوير هيكل الوزارة يوفر فرصة أكبر لتطوير التعليم

كتبت – ياسمين خلف:
أكد الوكيل المساعد للتعليم العام والفني في وزارة التربية والتعليم الدكتور ابراهيم محمد جناحي في حوار خاص بالأيام تلبية مشروع الهيكل الجديد للوزارة لاحتياجات قطاع التعليم بالوزارة، وخاصة فيما يتعلق بالاتجاه التدريجي نحو اللامركزية، وتعزيز إدارات التعليم في المراكز المختلفة، وخصوصاً التعليم الفني بأنواعه المختلفة، وتعزيز التعليم الخاص والارتقاء بمستوي الاهتمام بالتربية الخاصة، واستحداث تنظيم إداري للتعليم العالي، لتزايد اهتمام المملكة بمثل هذاالنوع من التعليم والتوجه نحو فتح المزيد من مؤسسات التعليم العالي الخاصة والذي ظهرت الحاجة لاستحداث آلية لتنظيم هذا القطاع وتميكنه من أداء دوره التنموي المأمول. وعن خصائص ومميزات الهيكل الجديد كان للأيام هذا الحوار في الأسطر التالية:
* ما هي أهم مبررات تطوير الهيكل التنظيمي لوزارة التربية والتعليم؟
** اشتملت الرؤية التطويرية لوزارة التربية والتعليم علي محددات ومؤشرات عامة منها إعادة النظر في البنية الهيكلية الهيكل التنظيمي لوزارة التربية والتعليم بما يتوافق مع الرؤي والاهداف المستقبلية للعملية التعليمية من خلال متطلباتها ومستلزماتها البشرية والمادية والامكانات اللازمة للقيادات الادارية التربوية المطلوبة لتنفيذ التطوير المستقبلي من ناحية والمستجدات التربوية والتقنية وكيفية دمجها وتكاملها مع متطلبات عملية التنفيذ والتطوير المنشودين من ناحية أخري.
فالخطة التطويرية أكدت علي ضرورة توجيه جهد كل القطاعات والأنظمة لتحسين مخرجات التعليم من خلال تطوير المحتوي والاسلوب لتحقيق التكامل فيما بينها.
كما أولت الخطة اهتماماً خاصا لادارات ومراكز جديدة يتمثل دور بعضها في تجديد وترسيخ بعض البرامج القائمة حالياً، ويتمثل دور البعض الآخر في أداء خدمات جديدة، تحتمها الحاجات المتجددة في المجتمع وحاجات الوزارة، لدفع كفاءتها الداخلية والخارجية من خلال تجويد الاداء في العملية التعليمية، وكان من الطبيعي ان تلتفت الوزارة الي وضع هيكلة جديدة تستوعب كل هذا القدر الكبير من التطوير النوعي والكمي الذي تقوم به الوزارة، من خلال تنفيذ برامجها التطويرية، اذ أن الهيكل الحالي للوزارة ظل دون تعديلات شاملة برغم الزيادة الكبيرة في أعداد المدارس والعاملين واعداد الطلبة بالوزارة.
* ما هي أبرز المشكلات المتعلقة بالهيكل التنظيمي الحالي للوزارة، والتي دعت الي تطويره وتجديده؟
** يمكن ان نلخص تلك المشكلات في وجود أعباء ادارية تنفيذية كبيرة علي شاغلي المستويات العليا في الوزارة، ووجود كثافة في دورة العمل ومستويات الاشراف بالنسبة الي العديد من الدوائر في الوزارة، كوضع التعليم الاعدادي الموجود حالياً مع التعليم الثانوي في إدارة واحدة، مما أدي الي صعوبات في متابعة تطوير المرحلة الاعدادية ومخرجاتها، واضافة الي ذلك صعوبة الاشراف علي مدارس المرحلتين من قبل إدارة واحدة، من حيث الكم واختلاف نظم وإجراءات كل مرحلة، ومن هنا تبرز مشكلات الاتصال بين المدارس والمسئولين مما يعطل اجراءات العمل واتخاذ القرارات، فقد أشارت دراسة المنظمة العربية للتنمية الادارية في هذا المجال الي ان المدارس التي تجمع بين مرحلتين يظهر بها صعوبات الاشراف والتنسيق والمتابعة الميدانية، الا ان الفصل بين المرحلتين كعلاج منطقي يحتاج الي انشاءات وإعادة توزيع، وما الي ذلك من خطوات تحتاج الي نظرة مستقبلية ودراسة متأنية، الا ان ذلك يجب الا يحول دون اتخاذ وتنفيذ قرار الفصل بين المرحلتين، وكذلك الشأن بالنسبة الي التوجيه التربوي الذي يلعب دوراً حيوياً في توجيه المعلمين وإرشادهم وتقييم أدائهم المهني، وهو موجود حالياً رغم أهميته الكبري في إدارة واحدة هي إدارة المناهج، والتي يفترض ان يقتصر دورها علي اعداد وتأليف المناهج ومراجعتها وتطويرها.
* وما أبرز المرتكزات والمنطلقات التطويرية لهيكل الوزارة؟
** في إطار هذه الرؤية سعت الوزارة لاستشراف أهم المرتكزات والمنطلقات، التي يمكن ان تنعكس علي الهيكل المقترح، ومنها ما يرتبط بالمناهج التي تعتبر من أهم المجالات التي من خلالها تتجسد الاهداف الاستراتيجية طويلة المدي، ويتم تحقيقها وفق السياسة العامة للتعليم وعليه ينبغي الارتقاء بمستوي تعليم اللغة العربية واكتساب مهاراتها بوصفها لغة القرآن الكريم وهي اللغة الأم وأداة التواصل التاريخي والاجتماعي والعلمي والثقافي، وكونها وسيلة لتأكيد الهوية العربية مع الاهتمام بتعليم اللغات الاجنبية بوصفها قنوات الاتصال بالعالم الخارجي والحضارة الانسانية وضرورة تحقيق التكامل بين الجوانب النظرية والتطبيقية وبين الانشطة الصفية واللاصفية في المناهج الدراسية وربطها بالبيئة المحلية واحتياجات المجتمع، وإعطاء عناية خاصة لحاجات المتعلم واهتماماته العقلية والعاطفية والبدنية، وأهمية مراعاة المناهج الدراسية للفروق الفردية بين الطلبة لضمان حق كل متعلم في ان يتقدم في تعلمه وفقاً لرغباته واستعداده الذهني.
ولا نغفل ضرورة تأمين الاطر التدريسية المتخصصة لتدريس المعلوماتية وتوظيف الحاسوب في العملية التعليمية والتعلمية، وضرورة التوسع في استخدام شبكات المعلوماتية والاتصال وتطوير نظم معلومات تربوية متكاملة تربط المؤسسات التربوية والافرع الادارية للوزارة بعضها ببعض لتسهيل تبادل المعلومات وتوفير البيانات اللازمة لاتخاذ القرار واضاف الدكتور الجناحي ان أهمية التقويم في العملية التعليمية تتزايد كونها وسيلة اساسية، يمكن من خلالها التعرف علي مدي تحقيق الاهداف التربوية المنشودة وتوفير البيانات والمعلومات التي يمكن اعتمادها كأساس لأي تجديد أو تطوير تربوي وعليها يتم الاستناد في الوقوف علي الايجابيات والسلبيات بهدف تعزيز الاولي والعمل علي اصلاح الثانية.
مع ضرورة إجادة الخريج لعلوم العصر وتمكنه من معرفة او الحصول علي العلوم والمعارف من مصادرها الحديثة كالحاسوب والانترنت فضلا عن قدرته علي التعلم الذاتي والمستمر مدي الحياة، وامتلاكه لمهارات لاتصال والتعامل مع ثقافة الاخر وحضارته والاستفادة منها، وقدرته علي الانخراط في المجتمع المنتج والوفاء بمطالب سوق العمل والاختيار الواعي لمهنة المستقبل والارتقاء بها مع التأكيد علي انتماء الخريج لوطنه والولاء له والحفاظ علي هويته.
والمعلم كان وسيبقي أحد أهم العوامل، ان لم يكن اهمها علي الاطلاق في تحقيق التقدم التعليمي فمن الضرورة رفع المستوي التمهيني والاجتماعي والاقتصادي للمعلم من خلال تطوير قدراته المهنية وضمان رعايته مادياً ومعنوياً ووضع معايير دقيقة لاختياره واعداده، اعداداً جيداً قبل وأثناء الخدمة.
* وما موقع الادارة المدرسية من تلك المرتكزات لهيكل الوزارة؟
** تنبثق أهمية الادارة المدرسية من الموقع الذي تحتله في قيادة العملية التعليمية وتوفير مستلزمات نجاحها ولذا يجب تطوير الادارة المدرسية بإدخال النظم الادارية الحديثة والاستفادة القصوي من تكنولوجيا المعلومات والاتصال في تطوير نظم الادارة المدرسية، والتأكيد علي أهمية اعداد وتأهيل العاملين في الادارة وتطوير معايير وآليات لشغل الوظائف الادارية.
كما يتزايد الاهتمام بالمبني المدرسي كونه احد المستلزمات الاساسية لتنفيذ انشطة العملية التعليمية وانجاز فعالياتها المختلفة، وعلي نوعية بنائه وسعه مكوناته وطاقته الاستيعابية، والذي يتوقف الي حد كبير علي نجاح العمل التربوي في المدرسة وتحقيق الاهداف المرسومة لها ومن هذا المنطلق لا بد من إيلاء المبني المدرسة العناية والاهتمام المطلوبين وبذات الاهمية وكمتيجة للاتجاهات الاقتصادية العالمية الراهنة، اخذت الانظمة التربوية تولي اهتماما متزايداً لاقتصاديات التعليم باتجاه خفض كلفته واستخدام موارده استخداما رشيداً والبحث عن مصادر اضافية لتحويله والسعي الي اشراك قطاعات المجتمع المستفيدة من مخرجاته في تحمل جزء من أعبائه المالية.
* وما أهم خصائص الهيكل الجديد؟
** يمكن ان نوجزها في تحقيق أكبر قدر من اللامركزية بإعطاء صلاحيات اداراية أكثر للقطاعات والادارات والمدارس من خلال انشاء مراكز ادارية تربوية في المحافظات وتفعيل مبدأ اعتبار المدرسة وحدة تربوية اساسية واحداث آلية للتنسيق بين المدارس والوزارة علي مستوي المحافظات وتحقيق مستويات أعلي من الأداء في قطاع الادارة بتوظيف التقنيات الحديثة وإعادة توصيف مهام الادارات المختلفة، بما يحقق التنسيق والتكامل بينهما، وتطوير معايير اختيار العاملين في الوزارة، ومعايير الترقي والابتعاث والتنقل وفتح المجال للنمو المهني ومكافأة المتميزين بالاضافة الي تحقيق مستويات اعلي من الاداء في المدارس، وذلك من خلال تطوير الكفاءات التربوية والادارية عن طريق حسن اختيارها

Catedu
2005-05-21

كتبت - ياسمين خلف: أكد الوكيل المساعد للتعليم العام والفني في وزارة التربية والتعليم الدكتور ابراهيم محمد جناحي في حوار...

إقرأ المزيد »

أوتوبيسات طائرة.. قطارات.. جسور متعلقة .. اقتراحات المواطنين هل تجد النور لتتحقق؟!

استطلاع – ياسمين خلف:
لم تعد البحرين كما كانت! ولم تعد شوارعها هادئة وانسيابية في حركة المرور كما عهدها آباؤنا! ففي كل عام يمر تزداد مشكلة الاختناقات المرورية، نظير ازدياد اعدد السيارات بأرقام خيالية، فلا عجب ان نري اليوم خمس الي ست سيارات امام المنزل الواحد، بل ان الشخص الواحد قد يمتلك اكثر من سيارة!
مشكلة الزحمة المرورية مشكلة حقيقية، قد لا تكون وليدة سنة او سنتين ولكنها باتت تكبر وتتضخم، وبات الناس يجأرون ويضجرون منها.. الجهات المعنية تبذل مساعيها المستمرة لايجاد حلول ولو ترقيعية، ولكن ماذا عن اقتراحات المواطنين؟! هل يرون ويجدون حلاً قد غاب عن المعنيين؟! ذلك ما حاولنا استطلاعه في مدارات لهذا الاسبوع..
فمن وجهة نظر محمد ميرزا عاشور – 30 سنة – وموظف يري ان حل المشكلة لابد ان يكون علي مرحلتين الاولي سريعة وعاجلة والاخري بعيدة المدي وجاء علي لسانه: الحل العاجل يتمثل في توفير اكبر عدد ممكن من رجال شرطة المرور في جميع شوارع ومناطق البحرين ولاسيما الداخلية منها، وبخاصة في تلك الشوارع ذات الاختناق المروري الاكثر كدوارمجمع اللؤلؤة مثلا، أما عن الحل الذي لا بد من تداركه حتي لا تقع في مشكلة اكبر خلال العشر السنوات القادمة فهو وضع خطة وتصور لاقامة جسور ودوارات واشارات ضوئية خصوصا ان حجم مشكلة الاختناقات المرورية تؤثر حتي علي الاستثمار الاجنبي داخل المملكة.
واضاف عاشور : هي مشكلة لايقتصر حلها من جهة واحدة، بل هي مشكلة حلها تكاملي بين الحكومة ممثلة في الجهات ذات العلاقة ورجال الامن وشرطة المرور والمواطنين أنفسهم ومدي التزامهم بقواعد المرور، ولا يقف الامر علي ذلك فحسب بل علي اولياء الامور القائمين بتوصيل ابنائهم للمدارس والموظفين مراعاة واحتساب مفاجآت الطريق لا ان يخرجوا للشارع في اوقات الذروة بعدا عن التكدسات المرورية، بل لابد من اعادة جدولة مواقيت العمل بحيث لا تكون المواقيت هي ذاتها بالنسبة للقطاع العام والقطاع الخاص للتقليل من حدة المشكلة وللتقليل من مشكلة التلوث الناتج عن عوادم السيارات والتي هي مشكلة متفاقمة مع تفاقم اعداد السيارات.
رفع السن القانوني
ومن جهتها اقترحت نجلاء عباس رفع السن القانوني لامتلاك رخص السياقة الي 21 سنة، وتقنين عدد سيارات الاجانب وقالت موضحة: مع رفع السن القانوني لامتلاك رخص السياقة سنقلل من حدة المشكلة ولو بشكل جزئي ولكن لابد من وجود مرونة في تطبيقه وذلك بمراعاة بعض الحالات كالأسر التي تحتاج ان يملك احدهم سيارة في حالة عدم وجود عائل اكبر من 18 سنة، او ذاك الذي يحتاجها في عمله اذا لم يكن طالبا. ولكن بالنسبة للاجانب فلابد من وضع قانون صارم يمنعهم من امتلاك اكثر من سيارة في البيت الواحد. تصوروا لازال الكلام علي لسان نجلاء خادمي السابق اتصل بي لأبارك له، اتعرفون لماذا؟! لانه اخذ الليسن واشتري سيارة!
اما عن الشوارع فأقترح استبدال الدوارات والتي هي السبب الاول والاخير للاختناقات المرورية باشارات ضوئية، بالاضافة الي بناء جسور معلقة في جميع الشوارع والطرق السريعة، اعرف ان الامر يعد من المستحيلات ولكنه وكما قلتم اقترح .
اضافة مسار
ويوافق حسين الريس – 28 عاما – نجلاء في رأيها حول استبدال الدوارات بالاشارات الضوئية او توفير رجال شرطة المرور بالقرب منها وقال مضيفا علي اقتراحاته كما لابد من السعي لتوسعة الشوارع ولو بصورة مبدئية باضافة مسار واحد في كل اتجاه في الشوارع ذات الاختناق الاكثر. ويوافق الريس مرة اخري نجلاء في رفع السن القانوني لامتلاك رخص السياقة ولكنه يجد ان سن 20 هو الانسب.
لن نمنع الناس
اعداد السيارات لا يتناسب ابدا مع اتساع شوارعنا والتي هي في اغلبها شوارع ضيقة بتلك الكلمات بدأت الحديث معنا خلود الدرازي 23 سنة واخذت تضحك وتقول لن نستطيع منع الناس من الخروج للشارع ولكن ما يمكن فعله ازاء هذه المشكلة هو اعادة تخطيط الشوارع وبخاصة تلك التي تعاني من اختناق مروري اكثر من شوارع اخري، كشارع البديع مثلا والذي ونتيجة الزحمة نضطر في كثير من الاحيان الي اللجوء للطرق الداخلية او بمعني اصح اللجوء الي الفرجان للوصول الي الشارع والتي غالبا ما تكون ضيقة وغير مبلطة.
تقول الدرازي وهي من سكنة قرية الدراز حتي بالقرب من منازلنا نعاني من الزحمة وقلة المواقف والتي لا تتمكن من احتضان كل الاعداد الهائلة للسيارات، فأنا مثلا وبالقرب من شقتنا عدد من العمارات فاضطر الي الرجوع مبكرا للشقة لا تمكن من الحصول علي موقف وخاصة اننا نسكن في مدخل القرية. وتختتم الدرازي لتقول علي كل حال المشكلة حلها حكومي اكثر من كونه حل في يد المواطنين.
اوتوبيس طائر – وقطارات
وكغيره رأي حسين عبدالامير ان رفع السن القانوني لامتلاك رخصة السياقة حلا للحد من تفاقم المشكلة وقال مقترحا: لماذا لا يكون لدينا اوتوبيسات طائرة كما هي موجودة في تايلاند مثلا، فهي ستحل المشكلة بطريقة جيدة مع تزامن توسعة واعادة صيانة الشوارع الرئيسية والسريعة لتناسب الاعداد الهائلة والمتزايدة باستمرار السيارات.
وقال ممتعضاً لا داعي لوجود 5 سيارات في البيت الواحد، فاليوم لم يعد كالأمس فكل شيء متوافر لنا وقريب حتي المنتزهات موجودة ويقول حسين معلقاً من وجهة نظري جسر السيف والذي فتح بالأمس لن يحل مشكلة الاختناقات المرورية لا أجزم بكلامي ولكن وكما أري إن جميع السيارات بعد عبورها الجسر سوف تدخل مدينة المنامة وبذلك سيخلق اختناقاً آخر، وأقرب مثال علي ذلك بالنسبة لجسر مدينة حمد الجديد فالمنطقة الغربية والرفاع ومن يمر عليهما يعانون من الازدحام، وإن كان قد حل المشكلة بشكل جزئي بالنسبة لمن هو داخل لمدينة حمد.
ومن جهة أخري لابد من توعية الناس بأهمية استخدام النقل العام، فليس هناك حرج أو عيب من استخدامه مادام في قضاء حاجة إلي أن يتم تطويره بشكل يجذب المواطنين علي استخدامه كما لابد من تغيير مواعيد دوام الطلبة في المدارس والتي ستحل 50% من مشكلة الازدحام في الشوارع في ساعة الذروة، لا يمكن أن نغير مواعيد العمل وبخاصة للوزارات لأنها ترتبط بأعمال حكومية ولكن لا ضير في تغيير دوام الطلبة الذين يذهبون لتلقي العلوم والتي لن تتأثر لو تأخرت لساعة صباحاً وساعة ظهراً. والواقع نراه جميعاً في الشوارع خلال اجازة الصيف، حيث تهدأ حركة المرور وتنساب بسهولة ويسر.
كما يمكن لموظفي الوزارات الحكومية استخدام الباصات بدلاً من السيارة، وهي فكرة طبقها البعض ويجد اليوم بها راحة وتوفير لقيمة البنزين، وفكرة إنشاء قطارات قد تكون صعبة بعض الشيء ولكن لو حدثت سيكون لها دور لا يستهان به في تخفيف الاختناقات المرورية وبخاصة في ساعات الذهاب والاياب من العمل والمدارس.
ويضرب حسين مثلاً ليختتم حديثه: إحدي الدول العربية وعلي الرغم من وجود نحو 80 مليون نسمة بها إلا أن حركتها المرورية تنساب بدون توقف ويرجع ذلك كله للتخطيط السليم للشوارع، فلابد من وضع خطة مستقبلية للعشرين سنة القادمة حتي لا نقع في كارثة ويكون سيرنا علي الأقدام أسرع لنا من استقلال السيارات.
استخدام الباصات حل
ويجد سيد جعفر سيد هاشم ـ 27 عاماً إن الاشارات الضوئية حل ـ غير مجد لمواجهة الازدحام المروري وان إنشاء الجسور المعلقة والسفلية أكثر الحلول امكانية في تخفيف الاختناقات التي تزداد يوماً بعد يوم وقال مواصلاً: سأركز في حديثي علي المناطق والشوارع التي غالباً ما أنحشر فيها مع سيارتي في زحمتها فشارع البديع يحتاج إلي اضافة مسار واحد في كل اتجاه ليكون هناك ثلاث مسارات في كل اتجاه للتقليل من حدة المشكلة، والتي هي في تفاقم مستمر. ولا أنسي مدينة المنامة والتي لضيق شوارعها بالكاد تتحرك السيارة ناهيك عن عدم وجود مواقف للسيارات وبخاصة عند السوق.
أما إن حدثتكم عن تلك الزحمة التي أواجهها في شارع الرفاع الشرقي حيث أعمل فإن للأمر بعداً آخر، فرجل المرور يتجاهل المسار الأساسي ويترك المسار الفرعي يأخذ فرصاً أكثر في التحرك مما يجعلني أسير كسير السيارة لمدة ساعة في الزمن، والأمر بالمثل عند دوار السيف.
وقال سيد جعفر مضيفاً أما إذا تحدثنا عن الشاحنات أو شاحنات الموت كما يطلق عليها والتي تسبب ازدحاماً آخر بالاضافة الي دورها في الحوادث المرورية فلابد من منعها من المرور في الشوارع في الفترة المسائية وقد طبق القانون في عدد من دول الخليج وأثبت فعاليته خصوصاً إن المخالفين تحرر لهم مخالفات ويدفعون غرامات مالية. وبوجه عام يمكن أن نقول إن استخدام باصات النقل العام لها أثر كبير جداً في تخفيف الزحمة المرورية فإذا ركبها نحو 40 شخصاً مثلاً سنوفر بما لا يقل عن مساحة 30 سيارة كأقل تقدير.
وبردة فعل سريعة اجابت بدرية العماد علي سؤالنا حول الحلول المقترحة لتخفيف الزحمة المرورية بقولها لا يوجد حل! بعدها أخذت تقول يمكن أن نوجد بعض الحلول كتقليص عدد السيارات عن طريق استخدام الباصات كما تفعل الدول الأجنبية، وبخاصة فترة خروج ودخول الطلبة للمدارس، وهو وان كان سيقلل من الزحمة سيوفر كذلك عناء توصيل أولياء الأمور أبناءهم لمدارسهم وبصراحة بحال شرطة المرور في كثير من الأحيان يزيدون الزحمة ولا يقللونها خصوصاً في الفترة الصباحية وأوقات الذروة، كما لا يفوتني ضرورة الالتفات إلي مسألة وجود مباني المدارس بالقرب عن بعضها البعض فهي تخلق أزمة مرورية كبيرة كما هو حاصل في مدينة عيسي مثلاً حيث توجد أربع مدارس بالقرب من بعضها البعض ولكم تخيل الأعداد الهائلة للسيارات. متمنية العماد ايجاد حل للمشكلة حتي لا تحرق اعصابها أثناء ذهابها لعملها صباحاً خصوصاً إنها وكما قالت تقضي ضعف الوقت في السيارة علي الرغم من قرب منزلها من موقع عملها.

Catsocaff
2004-10-21

استطلاع - ياسمين خلف: لم تعد البحرين كما كانت! ولم تعد شوارعها هادئة وانسيابية في حركة المرور كما عهدها آباؤنا! ففي كل ع...

إقرأ المزيد »