التصنيفات:مقالات صحيفة الراية القطرية

الرجل الشرقي مذنب

الخميس الموافق 10/4/2014

الرجل الشرقي مذنب                                             

الرجل الشرقي متهم دائماً بأنه جاف عاطفياً، لا يملك المفردات الرومانسية، وإن ملكها، فإنه لا يستخدمها مع زوجته، حتى وإن كان قد استخدمها في علاقاته العاطفية قبل الزواج، ولكن ما إن يتزوج حتى يصاب بما يشبه بفقدان الذاكرة الرومانسية.

الرجل الشرقي مذنب ولا ننفي عنه هذه التهمة، فهو بالفعل كذلك، ولم يظلمه أحد، فقلما تجد من يشذ عن القاعدة، ويغرق زوجته وأهله بالكلام اللطيف الرومانسي، فأغلب الرجال الشرقيين متناقضون مع أنفسهم بشيء من الأنانية، يريدون أن يعيشوا حياة رومانسية، ولكن بطريقتهم الخاصة، يأخذون ولا يعطون، يكتفون بالسمع ولا يعبرون عن مشاعرهم، ما يجعل الطرف الآخر المتعطش للكلام الرومانسي يشعر بالسأم والضجر، وفي النهاية التعب وفقدان الأمل في تبادل المشاعر ذاتها، شيئاً فشيئاً تجف منابعها الرومانسية وتصبح الحياة رتيبة، حينها لن تختلف علاقتهما الزوجية عن تلك العلاقات الأخرى سواء كانت الأخوية أو علاقات الصداقة الأخرى، فيبدأ الزوجان الشكوى من برود العلاقة إن لم يكن تجمدها.

بعضهم لم يتعود، ولم ينشأ بين أسرة تستخدم تلك الألفاظ، ولم ير قط أمه أو أباه يتبادلان الكلام المعسول، والأساليب اللطيفة في التعبير عن الحب، والبعض الآخر قد يخجل من استخدامها، وفي النهاية تبرد المشاعر وتتبلد الأحاسيس، والطامة الكبرى إن سعى ومال أحد الزوجين إلى من يعوضه عن هذا النقص فتبدأ العلاقات المحرمة خارج إطار العلاقات الزوجية.

إحدى الزوجات بتنهيدة قالت مللت وتعبت، حاولت أن أعلمه كيف يكون رومانسياً، أن يعبر عن أحاسيسه، أن يطلق العنان لمشاعره ولم أفلح، أعرف أنه يحبني، وأفعاله تترجم هذا الحب، ولكني امرأة بحاجة إلى من يشعرني بأنوثتي، بجمالي، بحاجة إلى من يغرقني بالكلام المعسول، بحاجة إلى من يمتدح ثوبي الجديد، وتسريحة شعري التي ما عملتها إلا لأجله، فأبدو كالمتسولة لكلمة تروي عطشي، وتمنع ذبولي، المشكلة الأكبر أنه لا يزن حتى الكلمات التي قد يقولها، هو يظن أنه كرجل كلمة عادية، ولكني كامرأة أجدها كلمة قد تجرح أحاسيسي بل وتطعن أنوثتي، هو لا يقصد ذلك ولا يتعمد، ولكن الرجل الشرقي تربى أن يكون جافاً لا يعبر عن أحاسيسه، وبالتالي قد تخونه التعابير والكلمات، فيهدم حياته بيده، فهما كانت المرأة رومانسية سيأتي اليوم الذي ستقيم الحداد على رومانسيتها، لأنه باختصار لم تجد من يقدر تلك النعمة، فتذكر أيها الرجل بأن الحياة قائمة على الأخذ والعطاء.

 

ياسمينة: أصابع الاتهام ليست مقتصرةً على الرجال فحسب، فهناك من النساء متهمات كذلك، ولكن نسبتهن أقل مقارنة بالرجال في مجتمعاتنا الشرقية. لذا لا تبخلوا بكلماتكم الرومانسية كي تحصلوا عليها، وربوا أولادكم عليها ليتعودوا على الكلام اللطيف كي لا تستمر هذه المأساة عبر الأجيال.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/mmNISrhbvI/

الخميس الموافق 10/4/2014 الرجل الشرقي مذنب                                              الرجل الشرقي متهم دائماً بأنه جا...

إقرأ المزيد »

من حقه أن يتزوج

الخميس الموافق 3/4/2014 م

من حقه أن يتزوج

عندما يتوفى الأب، رغم ثقل الحِمل الذي يقع على الأم، بعد غياب دوره، إلا أنها في الأغلب تتمكن من تسيير دفة حياتها وحياة أبنائها، حتى وإن كانت امرأة غير عاملة، أو من الطبقة الاقتصادية المعوزة، فإنها ستقوم بدور الأب والأم معاً، لدرجة يكاد أطفالها لا يشعرون بغياب والدهم إلا حضوره الشخصي! على عكس وفاة الأم، التي تترك فراغاً كبيراً في أسرتها، حتى وإن كان الأب من الطبقة الميسورة، فإنه سيقف عاجزاً أمام متطلبات واحتياجات أبنائه منذ اليوم الأول من وفاة زوجته.

الشواهد في حياتنا كثيرة، نساء كثر توفي أزواجهن مخلفين وراءهم أطفالا، وتستمر الحياة رغم قسوتها، وقد تبقى الزوجة أرملة إلى أن توارى التراب، ولكن بالمقابل لا يقوى الرجل على ما تقوى عليه النساء، فمسألة وفاة أم أولاده هي بداية لحياة قاسية، خصوصاً عند اصطدامه بالمسؤوليات التي كانت زوجته تقوم بها ولا يستشعر حجمها أو نوعها، بل ولم يكن يتوقع أن تقوم زوجته بكل تلك المهام، التي يجدها ليست شاقة فحسب، بل مستحيلة. فتكون مصيبة موت الأم حتى على الأبناء أكثر إيلاماً، وأكثر وقعاً عليهم، من لو كانت مصيبة الموت وقعت على والدهم.

من حق الرجل الأرمل أن يتزوج، ليس لأنه حق من حقوقه، وليس لأنه بحاجة إلى من ترافقه في حياته الباقية، وليس لأنه بحاجة إلى إشباع رغباته الطبيعية، ولكن رحمة بأطفاله الذين سيضيعون بين أب لا يوفي لهم حاجاتهم، المرتبطة بتنشئتهم وتربيتهم، أو حتى تلك المرتبطة بنفسياتهم، وبين فقدانهم لحضن والدتهم.

نعم ليس سهلاً أن يكون للأبناء زوجة أب، خصوصاً مع الصورة الشريرة التي رسمت في مخيلاتنا منذ طفولتنا مع قصة سندريلا، لكن يجب أن نكون أكثر وعياً، وهنا يأتي دور الأب في الحرص على الاختيار الجيد للزوجة الجديدة، التي يجب أن يراعي فيها أن تخاف الله في أطفاله، وأن تكون حنونا، لتتمكن من احتضان أبناء زوجها، وتشبع حاجتهم للحضن الدافئ الحنون، وهي مسألة ليست سهلة وإن كانت غير مستحيلة، هذا بالإضافة إلى رغبتها الصادقة بتنشئة هؤلاء الأيتام وتربيتهم جنباً إلى جنب مع أبنائها دون تفرقة.

وكأني أسمع الناقمين والرافضين لما أطرحه، ولكن لدقائق فكروا بالأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الأشهر أو العام أو العامين، ويفقدون أمهاتهم، أو حتى أولئك الذين تجاوزت أعمارهم عدد أصابع اليد أو اليدين معاً، فمهما قال أقاربهم أنهم سيتكفلون رعايتهم إلا أنهم سيعجزون يوماً، وسيلهون بحياتهم الخاصة، وسينشغلون بأولادهم، وسيبقى ذاك “اللطيم”، بلا هندام مرتب، أو شعر مصفف كما الآخرون من الأطفال، وسينام بارد الأطراف، وفي قلبه غصة لا يشعر بحجمها إلا من مر بتجربته.

 

ياسمينة: لا تظلموا من لم تعيشوا وضعهم.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/mUT6I-Bbp6

الخميس الموافق 3/4/2014 م من حقه أن يتزوج عندما يتوفى الأب، رغم ثقل الحِمل الذي يقع على الأم، بعد غياب دوره، إلا أنها في...

إقرأ المزيد »

الرجال شايل عيبه

                                                                                         

الخميس الموافق 27/3/2014 م

 

الرجال شايل عيبه

منذ وعينا على الدنيا ونحن نسمع بأن “الرجال شايل عيبه”، وكأن المجتمع يرفع السوط على المرأة معاقباً لها ومحذراً إياها من ارتكاب أي جرم أو جريرة كبرت أم صغرت، كي لا تلحق العار على نفسها، وعلى سمعة أهلها، ومتساهلاً مع شقيقها الرجل! وكأنما العيب لا يخرج إلا من المرأة، وكأن الحرام لا تمارسه إلا الأنثى، ولا بأس إن ارتكب الرجل حراماً أو تجاوز الأدب وقام بما يعيب ويشين، فهو في النهاية كما يقولون “شايل عيبه”.

مثل شعبي يعطي الرجل العذر في القيام بما يحلو له، ويوفر له الغطاء المجتمعي المتقبل لكل أخطائه، وينشئ الصغار من الذكور على مبدأ “إن كنت رجلاً فلا بأس من أن ترتكب العيب والحرام”، فالله رحيم تواب غفور، والناس سوف تنسى زلتك وتسامحك، وفي المقابل الويل والثبور إن ما كنت فتاة وتجرأت وقمت بذات العيب والفعل الحرام، فلا الأهل سيتسامحون ولا المجتمع سيضعف أو يفقد ذاكرته، عندها يكون الله شديد العقاب! أليس القرآن الكريم واضحاً وآياته صريحة؟ هل جاء فيه ما يدعو إلى التساهل مع الرجل والتشديد والتغليظ على النساء؟ هل وجدنا من بين آيات الله عز وجل ما يشير إلى أن العقاب سيكون للنساء، وسيُرفع عن الرجال القلم؟ الرجل والمرأة سواسية عند من خلقهما، والجنة لم تخصص للرجل، ولم تكن النار وجحيمها حكراً على النساء، فكل نفس بما كسبت رهينة.

تربية الأجيال المتعاقبة على هذا المثل تدمر الأخلاق، وتشجع الذكور على ارتكاب الخطأ، ما دام المجتمع سيغفر له زلته، وسينسى خطيئته، حينها لن يجد ما يمنعه حتى من الإتيان بالفاحشة. ما دام هناك من سيساعده على طي صفحته السوداء من حياته وإلى الأبد، أما إن كانت فتاة أو امرأة ستبقى تلك الصفحة، الصفحة الوحيدة الباقية التي تُعرف بها ويتذكرها الناس، حتى وإن تابت، وواصلت ليلها بنهارها في العبادة وقراءة القرآن.

ليست دعوة لإعطاء المرأة الغطاء المجتمعي الذي يبيح لها ارتكاب الخطيئة، وإنما دعوة لإزالة هذا الغطاء عن الرجل، فلا نعطيه العذر الذي يشجعه لارتكاب الفواحش فقط لكونه رجلاً، بل علينا أن نكون صارمين على الرجل كما المرأة فالعيب عيب، والحرام حرام سواءً كان صادراً من امرأة أو رجل، فليس هناك من يشيل عيبهما.

ياسمينة: نحن قوم لا نرى الخطأ إلا عندما تمارسه المرأة.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/mCHl_AhbgO

                                                                                          الخميس الموافق 27/3/2014 م...

إقرأ المزيد »

أكره أمي

الخميس الموافق 20/3/2014 م

 

أكره أمي                                           

بوجه جامد لا يحمل أي مشاعر سوى الحنق والغضب قالت: “أكره أمي، ولم أحبها يوماً، لا أمزح، أكرهها!”، جمدتني كلماتها من هول ما كنت أسمع منها، أيكره أحدنا “الجنة”؟، أتملك نعمة بقاء والدتها على قيد الحياة ولا تشكره عليها؟

لم تخف هذه المرأة التي تجاوزت 37 عاماً من عمرها، مشاعر الكره التي تعتمل قلبها من والدتها، ليست بمراهقة لنبرر لها هذا الشعور، باعتبارها مرحلة قد تمر بها بعض الفتيات في سنوات مراهقتهن الأولى، وحالة التصادم المتوقعة بينها وبين والدتها. فهي أم، وامرأة ناضجة، مثقفة، ومتعلمة، وتزن كل كلمة تقولها، وما قالت ما قالته إلا وهي صادقة في مشاعرها.

تقول بإنها لم تشعر بدفء عاطفة والدتها يوماً، ولم تجدها الحضن الذي تلجأ إليه في مصاعب حياتها ومشاكلها، بل على العكس كانت لها دائماً السكين الذي ينكأ جرحها! حتى في خلافاتها مع شقيقاتها لم تقف يوماً معها، حتى وإن كانت هي على حق! تسأل عن أحوال باقي أشقائها وشقيقاتها ولم يهمها يوماً السؤال عنها، لدرجة أن الإحساس بأنها ليست بإبنتها دائماً ما كان يخالجها، ويثير شكها. تقول إن جدتها هي من كانت أمها، وهي من وجدت عندها الحنان الذي تفتقده، وبوفاتها أحست بأنها “لطيمة” وأنها بموتها ماتت الأم الحقيقية بالنسبة لها. فليست كل أم “أماً”، “والجنة ليست تحت أقدام جميع الأمهات” هكذا كانت تقول بقهر!

أعينوا أبناءكم أيها الآباء والأمهات على حبكم، كي لا يخسروا الجنة بسببكم، فلكل فعل ردة فعل، فإن لم تكونوا لهم القلب الذي ينبض والسند والملجأ الذي يحتضنهم في كل حين، لا تلوموهم إن أصبحوا عاقين ولم يحملوا لكم الحب، حينها لا تطالبوهم بما أنتم قصرتم فيه، فالحب كاللبنات التي ترص واحدة تلو الأخرى بالمواقف والشواهد والسلوكيات والمشاعر، فإن حرمتم أبناءكم منها ستدفعون أنتم الثمن في حياتكم، عندما تشتعل رؤسكم بالشيب، وتهرم أجسادكم، وتفترسكم الأمراض، ولن تجدوهم بقربكم عندما تحتاجون ليد قوية تمسكون بها، وكتف تستندون عليه، وسيدفعون هم – الأبناء – الثمن غالياً في الآخرة عندما يقفون عند الله ويحاسبون على تقصيرهم تجاهكم، فأحبوا أنفسكم، وأحبوا أبناءكم، كي يحبونكم.

ياسمينة: غداً يوم الأسرة، لا تنسوا أمهاتك وآباءكم ولو بهدية صغيرة، فهي تعني لهم الكثير.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/lwL_t4hbpO

الخميس الموافق 20/3/2014 م   أكره أمي                                            بوجه جامد لا يحمل أي مشاعر سوى الح...

إقرأ المزيد »

عمل المرأة .. إهانة

الخميس الموافق 13/3/2014 م

عمل المرأة .. إهانة

لو خيرت النساء بين البقاء في منازلهن وبين العمل، بشرط ضمان عيشهن حياة كريمة لا تضطرهن إلى مد اليد، وسؤال الحاجة، لاختار السواد الأعظم منهن البقاء في منازلهن، إلا شريحة بسيطة منهن يجدن في العمل ليس فقط مصدراً للرزق، وإنما إثبات للذات وإرضاءً للنفس! لم أقل ذلك اعتباطاً، وإنما بعد إجراء استطلاع بين نساء اختلفت أعمارهن، ومكانتهن الاجتماعية، وظروفهن الاقتصادية، بل واختلفت مستوياتهن العلمية، وأغلبيتهن أجمعن على أنهن لا يمانعن من البقاء في المنزل، بل يتمنين ذلك، إن ما خصصت لهن الدولة راتباً شهرياً، يعينهن وأسرهن على متطلبات الحياة، التي أرغمتهن على العمل خارج المنزل، لترفع عن كاهل الزوج جزءًا من مسؤولياته.

ربما لأني لم أعتد أن أرى والدتي “رحمها الله” تعمل خارج المنزل، ولم أرها إلا أماً وربة منزل، جعلني أرى أن من “الإهانة” أن تستمر المرأة في العمل “مجبرة” كلما تقدم بها العمر. فليس من الرحمة ولا الإنسانية أن تستمر الكبيرات من النساء في العمل، في وقت هي في أمس الحاجة فيه إلى الراحة، خصوصاً أن مسؤولياتها اليوم تفوق الرجل، فهي تعمل خارج المنزل وداخله، وتمر بمراحل الحمل والولادة التي تأخذ من قوتها الكثير، ناهيك عن تربية الأبناء وتدريسهن، والكثير من المسؤوليات الأخرى المنشقة منها، ولا مجال هنا لمقارنة الأمر مع الرجال في مثل أعمارهن، فالأمر مختلف إن لم يكن شتان بينهما، فإن كان العمل حملا كبيرا على المرأة كلما كبُرت، فالعمل يزداد أهمية ربما للرجل كلما تقدم به العمر، والدليل انتكاسته الصحية في أغلب الأحيان بعد تقاعده، على عكس المرأة التي تتنفس الصعداء بعد تقاعدها.

لا أعني في قولي هذا أني لا أؤيد عمل المرأة، بالعكس العمل بالنسبة للمرأة اليوم ضرورة، ولكن يجب أن يكون رغبة منها وحباً فيه، لا أن تجبر عليه، رغم عدم تمكنها من التوفيق بينه وبين واجباتها المنزلية والأسرية، وإن كان العمل هيناً عليها في سنوات شبابها، فإنه ليس كذلك كلما تقدم بها العمر. وترك الكبيرات من النساء العمل، فرصة لتجديد الدماء، وخلق فرص عمل إضافية للشباب العاطل عن العمل.

ياسمينة: أؤيد عمل المرأة بشرط ألا تكون مرغمة عليه ويكون فوق طاقتها، فقط لتأمين حياة كريمة لها ولعائلتها.. ولا أؤيد استمرارها فيه لـ”سن متأخرة”، بقاؤها في مملكتها – منزلها – يحفظ كرامتها في أغلب الأوقات.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/leHeIWBbjG

الخميس الموافق 13/3/2014 م عمل المرأة .. إهانة لو خيرت النساء بين البقاء في منازلهن وبين العمل، بشرط ضمان عيشهن حياة كري...

إقرأ المزيد »

لا تورثوا أبناءكم

الخميس الموافق 6/3/2014 م

لا تورثوا أبناءكم

مللنا من سيناريو المسلسلات العربية والخليجية التي تمثل غلطة الآباء عندما يورثوا أبناءهم في حياتهم، والأضرار التي تلحق بهم جراء هذا القرار، ورغم سأمنا من تلك المشاهد المكررة إلا أنني أجدها حتى اليوم ضرورية، ولا مانع من تكرارها ما دام هناك آباء لم يتعظوا بعد، فيرتكبون ذات الغلطة، ويقعون في ذات الحفرة المظلمة.

ليست بقسوة عندما يؤجل الآباء توزيع ثرواتهم وأملاكهم وحلهم وحلالهم على أبنائهم إلى ما بعد وفاتهم، كآباء لن يقصروا في القيام بواجبهم المادي تجاه أبنائهم في حياتهم، ولكن كأبناء التقصير المادي والنفسي وارد بشكل كبير ومتوقع. النفس البشرية هي هي لم تتغير ولن تتبدل، فالمال يغري، والمال يعمي، والمال عديل الروح كما يقال، وعلينا أن نضع نصب أعيننا دائماً قوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم” (سورة التغابن) فلا يعرف المرأ منا إن كان ابنه الذي من صلبه، والذي تعب ورباه، وأفنى زهرة شبابه عليه، سيكون باراً به أو عدوا له، خصوصاً إذا ما عمته ملذات الدنيا وأنسته من ربوه وكدو وكدحوا لأجله، وواصلوا صبحهم بمسائهم في العمل لجمع تلك الأموال ليعيش هو في رغد من العيش الكريم.

لا تورثوا أبناءكم، واتركوها لحين تلاقوا وجهه الكريم في وصية لهم، إما أن تنجرفوا وراء عاطفة الأبوة، وتهبوهم كل ما تملكون، فستجدون أنفسكم على قارعة الطريق، أو في دور كبار السن، تناجون أنفسكم، وتضربون كفاً بكف حسرة وندما، على أبناء لا يكلفون أنفسهم حتى عناء السؤال عنكم إن كنتم أحياء أم أمواتا.

ما دمتم تملكون المال ستبقون أعزاء لديهم، نعم هذه حقيقة مرة وقاسية، ولكن عليكم تقبلها، والشواهد في حياتنا كثيرة، فالمسلسلات العربية لم تكن تبالغ أو تكذب، فهناك من الأبناء من لم يرو آباءهم سنوات بعد أن وهبوهم كل ما يملكون، وهناك من يقاضي أباه لأنه يملك عقاراً لم يهبه له في جملة ما وهبه من عقارات، وكأنه يقول لن أترك لك حتى اللقمة التي بيدك وفي طريقها لفمك، وهناك أيضاً من حجر على أبيه لأنه لم يملك الصبر الذي يمكنه من الانتظار حتى يستلم الله أمانته ليرثه، ويستكثر عليه العمر الذي وهبه الله له وأمد فيه، وهناك من لم يكتف بما حصل عليه، فراكم الديون على أبيه وتركه ضائعاً في ممرات المحاكم وقاعاتها، حتى افترسته الأمراض. ولكي لا تكونوا في موقع الضعيف الذليل “لا توراثوا أبناءكم” في حياتكم.

 

ياسمينة: لا نعمم، هناك أبناء بارون، ولكن العاقين في المقابل كُثر، وما سيرثونه اليوم سيرثونه غداً، فاحذروا، واتعظوا من أخطاء الغير، كي تعيشوا في عز، وتموتوا بعز.

 

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/lMD29TBbsv

الخميس الموافق 6/3/2014 م لا تورثوا أبناءكم مللنا من سيناريو المسلسلات العربية والخليجية التي تمثل غلطة الآباء عندما يور...

إقرأ المزيد »

الرياضة حـــــــرام

الجمعة – الموافق 28/2/2014 م

 

 

الرياضة حـــــــرام                               

قبل كل شيء، في أي قرن من الزمان نحن؟ وأين وصل العالم في التقدم التكنولوجي؟ بالضبط، هو كذلك، وصلنا للقرن الواحد والعشرين، والتكنولوجيا المتسارعة، جعلتنا نلهث للحاق بها، وبلكاد نتمكن من مجاراتها، ورغم كل ذلك ما زال بيننا من يرفع العصا مهدداً المرأة الراغبة أو الممارسة للتمارين الرياضية، وحجته أنها محرمة على النساء!

لست أمزح، ولا أكذب، وليس في الأمر تجمل، صدمت بالأمر! توجد دول بالعالم لا تزال فيها المرأة تناضل لكسب حقها في ممارسة الرياضة، فلا نوادي صحية ولا صالات رياضية مصرح لها رسمياً، ربما بعضها شرعت في السماح للفتيات في “بعض” المدارس لممارسة الرياضة -ليس كلها ايضاً- عبر إقامة الصالات المجهزة لذلك، ولكن أن تكون هذه الفكرة سائدة في بعض القبائل والعائلات في دول خليجية أخرى فهذا ما صدمت به حقاً!

أليس من المستغرب ان تضطر الفتيات إلى الكذب على أهاليهن بادعاء الذهاب للمجمعات التجارية أو لبيوت صديقاتهن، وهن في الحقيقة ذاهبات للنوادي الصحية لممارسة الرياضة! وكأنهن ذاهبات لأماكن الفاحشة والعياذ بالله، والأمر من ذلك إنهن يضطررن إلى وضع ملابسهن الرياضية عند المدربات خوفاً من اكتشاف أمرهن ويتعرضن لعقاب الأهل وسبابهم إن لم يجنين على أنفسهن ويتطلقن إن كن من المتزوجات!

أين الحرمة في ممارسة التمارين الرياضية، وهي في صالات مغلقة، على أيدي مدربات من النساء؟ من السذاجة أن اطرح ها هنا فوائد الرياضة على الصحة الجسمية والنفسية وحتى السلوكية، فتلك معلومات باتت من البديهيات في عصرنا هذا، ويعرفها صغيرنا قبل كبيرنا، فكيف لنا أن نحرم على المرأة مزاولة التمارين الرياضية ونحللها ونشجع الشباب عليها؟ أليس في ذلك ظلم فاقع مخزٍ؟

ورغم اهتمام الدول الخليجية بالرياضة، وإنفاقها الملايين لدعمها وجعلها جزءاً من نمط الحياة اليومية، إلا أن “بعض” الرجال يتنمرون ويمنعون المرأة من مزاولتها، وبعدها يلومونها ويعايرونها بأنها لا تملك القوام الرشيق كغيرها من النساء اللواتي يتفرجون عليهن في المحطات الفضائية، وإن لم “تزغلل” أعينهم على هذه وتلك، تزوجوا عليها، بحجة إنها لم تعد كما كانت عندما تزوجوها، متناسين أن لا شيء يدوم من غير اهتمام، وإن المرأة تمر بمراحل الحمل والولادة وبحاجة إلى الرياضة أكثر مما كانت قبل زواجها. هذا إن التفتنا إلى الشكل والقوام فقط، ولكن علينا ألا ننسى الأمراض التي قد تبتلى بها مع تقدمها في السن وعدم ممارستها للرياضة!

مازلت مصدومة!

ياسمينة: المرأة كالرجل، لها حقوق كما عليها واجبات، وهما عند الله سبحانه وتعالى سواسية، فسيحاسب المرأة كالرجل تماماً، ولا فرق بينهما إلا بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من اموالهم، ودون ذلك لا فرق بينهما، ولا تحرموا ما أحل الله على “المستضعفات على الأرض” ورفقاً بالقوارير.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/k81fCZBbr6

الجمعة - الموافق 28/2/2014 م     الرياضة حـــــــرام                                قبل كل شيء، في أي قرن من ا...

إقرأ المزيد »

الخليجيات والخدم

الجمعة الموافق 20/2/2014 م

 

الخليجيات والخدم

مقطع صوتي أرسلته زميلة لي عبر برنامج الواتس اب، كانت مكالمة غرامية بين آسيوي و”معزبته الخليجية”، كان بالنسبة لي صدمة كبيرة، اعتقدت في البداية أنه أحد المقاطع الصوتية الفكاهية، التي يقلد فيها رجل صوت امرأة ليخلق حوارا فكاهيا، إلا أنني صدمت بأنها مكالمة حقيقية، تجاوزت حدود الأدب إلى درجة تخدش الحياء، زميلتي كانت تضحك من دهشتي، مؤكدة بأنها ظاهرة ليست بالجديدة بل وظاهرة آخذه في التضخم، قالت: “لا تنسي الآسيويون بشر، ولهم مشاعر كغيرهم من الرجال، ولهم رغبات، وهناك في المقابل نساء يجدن متعة خاصة في مثل هذه العلاقات البعيدة عن الأنظار”!

بعض القضايا كالتابو المحرم الممنوع الاقتراب منه، والويل والثبور لمن يتجرأ ويفتح باب مناقشتها، تماماً كقضية علاقة “بعض” الخليجيات بالخدم الأجانب، رغم خطورة الظاهرة، وتأثيرها على الهوية الخليجية، وقبلها الانحدار الأخلاقي الذي قد تنزلق فيه بعض الخليجيات، إلا أن مواجهة المشكلة ضرورة، والدواء وإن كان مراً لا بد من تجرعه، لا نعمم، ولا نعمد إلى تشويه صورة أحد، فأنا خليجية، وما يمس اي خليجية من سمعة تمسني، وما يطالها من تشويه يطالني، ولكن أحياناً علينا ان نواجه الشرر منذ البداية لمنع انتشار الحريق، ولنصد النار كي لا تطال بيوتنا وتحيلها إلى خرب ورماد ودمار، إن تغاضينا عنها في البداية، لن يُسمع حينها صوتنا إن جأرنا يوماً بالشكوى، ولن ينفعنا خجلنا عندما يقع المحظور.

ما الذي يدفع بخليجية إلى إقامة علاقة عاطفية أومحرمة مع سائقها / خادمها/ طباخها/ أو حتى الزراع في بيتها؟ رغم انها تعرف أنها علاقة لن تتوج بالزواج، وانها قد تحفر قبرها بيديها بفعلتها هذه عند بعض القبائل الخليجية إن ما كشف أمرها، ما الذي ينقصها لتنجر وراء علاقات يهتز لها عرش الرحمن، وهي عن كل ذلك معززة مكرمة؟ لا بد من وجود خلل ما في الأسرة، خلل في علاقة هذه الفتاة بوالديها وأفراد عائلتها، نقص عاطفي تشبعه بطريقة متمرده على واقعها، تحد ربما للعادات والتقاليد، وربما انتقاماً من والديها اللذين بالغا في مراقبتها، والذين قد يجدان أنهما يحميانها، وتجدهما “هي” قيودا يمنعانها من العيش بحرية.

احدهم وهو خليجي يقول إنه أحب فتاة وعندما صارحها برغبته في الزواج منها، تهربت، إلى أن اعترفت بعلاقتها المحرمة مع السائق منذ أكثر من 6 سنوات!، والذي بحسبها لا يمكنها أن تقطع علاقتها به رغم انها مستسلمة لواقعها وبأنها لن تتمكن من الزواج منه، وهي فتاة كما يقول، جميلة، متعلمة، ومن عائلة محترمة، ولا ينقصها شيء، ويتمناها كل شاب! إلا أنها – كما يبدو وللأسف – بعيدة عن مراقبة الأهل فوقعت في المحرم، وقبل هذا وذاك لم تتلق التربية التي تحصنها فعلاً من اقتراف هذه الفاحشة.

ياسمينة: كونوا اصدقاء بناتكم، لا الشدة تنفع في التربية، ولا ترك الحبل على غاربه، الوسطية – في كل شيء – طوق النجاة من كل هلاك.

 

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/koEeW9hbjm

الجمعة الموافق 20/2/2014 م   الخليجيات والخدم مقطع صوتي أرسلته زميلة لي عبر برنامج الواتس اب، كانت مكالمة غرامية بي...

إقرأ المزيد »

ابحث عن فضولي

الخميس الموافق 13/2/2014 م

 

ابحث عن فضولي

في سنوات طفولتنا، كنا نبحث بشغف عن شخصية فضولي المعروفة في مجلة “ماجد”، كانت مشاعر الفرح بنشوة الانتصار على “فضولي” وكشف موقعه تجعلنا نقهقه ونرقص فرحًا، ونُسارع لرسم دائرة عليه، كدليل عن كشف مكانه والفوز عليه. لم نعد أطفالاً، ولم نعد نفرح بوجود “فضولي” هنا أو هناك، بل إن الأمر لم يعد بحاجة إلى جهد للبحث عنه، فهو وقبيلته “أكثر من الهم على القلب” كما يُقال، أعدادهم لا تُحصى، وفي كل مكان، وبدلاً من أن نبحث عنهم هم من يبحثون عنا، هذا إن لم نكن أصلاً لا نغيب عن أعينهم، فيتربصون بنا، ويعرفون كل شاردة وواردة عنا، ولا أمزح إن قلت إنهم أحيانًا يعرفون أمورًا تتعلق بنا قبلنا!

نوصم نحن معشر الصحافيين بالفضول، ونُنعت أينما كنا بالفضوليين، ذلك صحيح ولا ننكر ذلك، فمهنتنا تُحتّم علينا أن نبحث هنا وهناك، فالصحافي إن لم يكن فضوليًا لن ينجح مهنيًا، ولكن مهلاً، فضولنا – الصحافيين – لا يعني أن نحشر أنوفنا في أمور لن تأتي علينا وعلى المجتمع بالمنفعة، فنحن نعرف أن نفرّق بين فضول سيقودنا لتقويم اعوجاج في المجتمع وبين التدخل في خصوصيات الآخرين بما ليس له داعٍ أو مبرّر، فلكل منا الحق في الاحتفاظ بخصوصيته التي يرتقي البعض منها لأن يكون أسرارًا يجب ألا يطلع عليها أحد، وإن كان فضول الصحافي مبررًا، فإنه ليس كذلك بتاتًا إن كان صادرًا من شخص لا هدف له إلا التدخل فيما لا يعنيه، ولا هدف له من الفضول إلا الفضول نفسه، مُسببًا الضيق والنفور والاستفزاز لمن حوله. فبعض الفضوليين سحبوا البساط من الصحافيين وتفوّقوا حتى على بعض وكالات الأنباء في البحث عن الأخبار ونشرها!

أستغرب حقًا ممن تستهويها مراقبة الداخل والخارج من الجيران، وكأنها غير مسؤولة عن أسرة وأطفال، ولا تملك ما تشغل به وقتها غير أن فلانة خرجت الساعة الفلانية، ورجعت الساعة الفلانية، ومع من؟ وماذا كانت تلبس؟ وما الأغراض والحاجيات التي تحملها؟ ومن زارها؟ ولمَ لم تزرها فلانة؟ والكثير من الأسئلة التي قد تحوم وتجول في بال من نصبوا أنفسهم أبراجًا للمراقبة؟ ويغيب عن بالهم قول الله تعالى “وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا”!

تذهب لإجراء معاملة، فيتلقفك فضولي آخر، لا يتركك إلا وهو جامع عنك ملفًا يصلح لأن يكون تقريرًا أو كتابًا لسيرتك الذاتية! ما الذي سيستفيد منه هذا الفضولي أو تلك الفضوليّة من نبش حياة الآخرين، ومعرفة كل صغيرة وكبيرة عن غيرهم!

ولأن كل شيء تطوّر، فالتجسّس هو الآخر والفضول تطوّرا كذلك، فلا يتوانى الفضولي عن مراقبة الناس عبر برنامج “الواتس اب”! دخل البرنامج الساعة الفلانية، وخرج منها الساعة الفلانية، نام متى؟ واستيقظ متى؟

ولكي نهزم “فضولي” كما نفعل عندما كنا صغارًا، علينا بالصدّ المُباشر لكل سؤال خاص يتعدّى حدود الأسئلة العادية، أو تلك التي تُعتبر طبيعيّة تعارفيّة ربما، وذلك بثلاث كلمات فقط: “ليس من شأنك” لنغلق عليهم باب الفضول، ونرسم حولهم دائرة تخجلهم، ليرتدوا عن هذه العادة المقيتة.

ياسمينة: يعجبني لقب “الحشريّة” الذي يُطلقه الشوام في لهجتهم على الفضول، لأنه يختصر ما هم عليه فعلاً، ويصفهم بما يليق بهم، والذي أعتقد أنه مشتق من لفظ “حشرة”، فهم كالحشرات التي تدخل في كل مكان، وتُسبّب الضيق للآخرين بل والتقزّز في أحايين أخرى، هذا طبعًا ناهيك عن ضررها.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/kWDU5nBbiL

الخميس الموافق 13/2/2014 م   ابحث عن فضولي في سنوات طفولتنا، كنا نبحث بشغف عن شخصية فضولي المعروفة في مجلة "ماجد"،...

إقرأ المزيد »

الصندوق الأسود

الخميس الموافق 6/2/2014 م

 

الصندوق الأسود

احترس، هناك صندوق اسود في بيتك، ربما لم تنتبه له بعد، ولكنه يقوم بدوره دون علمك، فأطفالك أشبه بهذا الصندوق المرفق في الطائرات، يسجلون كل معلومات وأسرار أهل المنزل، ويزودونها لمن يطلبها، ولا تستغرب إن ما تلقى طفلك الرشى في سبيل الحصول على هذه المعلومات، خصوصاً إن لم يتجاوز عمره اصابع اليد الواحدة، فهناك من يستل منه هذه المعلومات واسرار بيتك التي تعتقد أنها مدفونة لا يعرفها أحد، قد يكون أولئك من خارج المنزل، من الأهل المقربين، ولكن لا تتفاجأ أيها الزوج، ولا تتفاجئي ايتها الزوجة إن كان ينقل تلك الأخبار لأحدكما ضد الآخر.

إحداهن اعترفت بأنها جندت أبناءها لأن يكونوا “صندوقا اسود” لأبيهم لصالحها، يجلسون معه، فيفضفض لهم ويتكلم معهم بأريحية، بعدها يأتي دورهم في نقل كل ما دار بينهم لها، لتتصرف بحد قولها مع أبيهم، تقول هذه الزوجة إنها تعرف انها عادة سيئة، ولكنها مضطرة إلى اللجوء إليها بعدما وصلت علاقتها الزوجية إلى مرحلة الانهيار، وكادت أن تتدمر، بعد أن فقدت الثقة في زوجها بعد عدد من الخيانات الزوجية، وإنها اليوم وبعد أن وصل أبناؤها إلى سن المراهقة باتوا يتعاونون معها كونهم خبروا المشاكل التي وقعت بين ابويهم، فقاموا بدور “المخابرات المنزلية” لنقل كل ما يتحدث به أبوهم ويفعله إليها، لدرجة أنهم باتوا ناضجين كفاية ليزنوا الأمور، ويفرقوا بين ما يمكن نقله من أخبار، وما لا يمكن نقله، وما يمكن ان يحافظ على استقرار بيتهم وما قد يضره ويهز العلاقة فيه.

تقول إنها كأي زوجة وبحكم العشرة تكشف زوجها بسهولة، سواء كان ذلك من ملامحه وتعابير وجهه، أو حتى من فلتات لسانه، والزوج يعرف ذلك تماماً، لذا فإنه يكون حريصاً جداً، وقد لا يتفوه بكلمة مع زوجته، حينها ملجأه الوحيد هو ابناؤه، فيجلس معهم ويتحدث أكثر مما قد يتحدث مع زوجته، خصوصاً مع الفتور في العلاقة الزوجية، ولا يعلم أن الأبناء “غالباً” ما يكونون في صف والدتهم، التي يستشعرون أنها الحلقة الأضعف في المنزل، فيعملون لصالحها وفي فريقها.

لا نعمم طبعاً هذا الحال، فهي وسيلة قد يلجأ لها بعض الأزواج ممن يعانون من اهتزاز في علاقاتهم الزوجية، وهي معدومة ربما في الكثير من البيوت، وقد يجدها البعض مبالغة، إلا أن الأمر بحق بحاجة إلى التفاتة، فليس من الطبيعي أن تستمر حياة زوجية على اساس “التجسس والمخابرات وتجنيد الأبناء”.

 
Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال https://instagram.com/p/kDWCxahbjh

الخميس الموافق 6/2/2014 م   الصندوق الأسود احترس، هناك صندوق اسود في بيتك، ربما لم تنتبه له بعد، ولكنه يقوم بدوره د...

إقرأ المزيد »