الرجال شايل عيبه

                                                                                         

الخميس الموافق 27/3/2014 م

 

الرجال شايل عيبه

منذ وعينا على الدنيا ونحن نسمع بأن “الرجال شايل عيبه”، وكأن المجتمع يرفع السوط على المرأة معاقباً لها ومحذراً إياها من ارتكاب أي جرم أو جريرة كبرت أم صغرت، كي لا تلحق العار على نفسها، وعلى سمعة أهلها، ومتساهلاً مع شقيقها الرجل! وكأنما العيب لا يخرج إلا من المرأة، وكأن الحرام لا تمارسه إلا الأنثى، ولا بأس إن ارتكب الرجل حراماً أو تجاوز الأدب وقام بما يعيب ويشين، فهو في النهاية كما يقولون “شايل عيبه”.

مثل شعبي يعطي الرجل العذر في القيام بما يحلو له، ويوفر له الغطاء المجتمعي المتقبل لكل أخطائه، وينشئ الصغار من الذكور على مبدأ “إن كنت رجلاً فلا بأس من أن ترتكب العيب والحرام”، فالله رحيم تواب غفور، والناس سوف تنسى زلتك وتسامحك، وفي المقابل الويل والثبور إن ما كنت فتاة وتجرأت وقمت بذات العيب والفعل الحرام، فلا الأهل سيتسامحون ولا المجتمع سيضعف أو يفقد ذاكرته، عندها يكون الله شديد العقاب! أليس القرآن الكريم واضحاً وآياته صريحة؟ هل جاء فيه ما يدعو إلى التساهل مع الرجل والتشديد والتغليظ على النساء؟ هل وجدنا من بين آيات الله عز وجل ما يشير إلى أن العقاب سيكون للنساء، وسيُرفع عن الرجال القلم؟ الرجل والمرأة سواسية عند من خلقهما، والجنة لم تخصص للرجل، ولم تكن النار وجحيمها حكراً على النساء، فكل نفس بما كسبت رهينة.

تربية الأجيال المتعاقبة على هذا المثل تدمر الأخلاق، وتشجع الذكور على ارتكاب الخطأ، ما دام المجتمع سيغفر له زلته، وسينسى خطيئته، حينها لن يجد ما يمنعه حتى من الإتيان بالفاحشة. ما دام هناك من سيساعده على طي صفحته السوداء من حياته وإلى الأبد، أما إن كانت فتاة أو امرأة ستبقى تلك الصفحة، الصفحة الوحيدة الباقية التي تُعرف بها ويتذكرها الناس، حتى وإن تابت، وواصلت ليلها بنهارها في العبادة وقراءة القرآن.

ليست دعوة لإعطاء المرأة الغطاء المجتمعي الذي يبيح لها ارتكاب الخطيئة، وإنما دعوة لإزالة هذا الغطاء عن الرجل، فلا نعطيه العذر الذي يشجعه لارتكاب الفواحش فقط لكونه رجلاً، بل علينا أن نكون صارمين على الرجل كما المرأة فالعيب عيب، والحرام حرام سواءً كان صادراً من امرأة أو رجل، فليس هناك من يشيل عيبهما.

ياسمينة: نحن قوم لا نرى الخطأ إلا عندما تمارسه المرأة.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/mCHl_AhbgO

                                                                                         

الخميس الموافق 27/3/2014 م

 

الرجال شايل عيبه

منذ وعينا على الدنيا ونحن نسمع بأن “الرجال شايل عيبه”، وكأن المجتمع يرفع السوط على المرأة معاقباً لها ومحذراً إياها من ارتكاب أي جرم أو جريرة كبرت أم صغرت، كي لا تلحق العار على نفسها، وعلى سمعة أهلها، ومتساهلاً مع شقيقها الرجل! وكأنما العيب لا يخرج إلا من المرأة، وكأن الحرام لا تمارسه إلا الأنثى، ولا بأس إن ارتكب الرجل حراماً أو تجاوز الأدب وقام بما يعيب ويشين، فهو في النهاية كما يقولون “شايل عيبه”.

مثل شعبي يعطي الرجل العذر في القيام بما يحلو له، ويوفر له الغطاء المجتمعي المتقبل لكل أخطائه، وينشئ الصغار من الذكور على مبدأ “إن كنت رجلاً فلا بأس من أن ترتكب العيب والحرام”، فالله رحيم تواب غفور، والناس سوف تنسى زلتك وتسامحك، وفي المقابل الويل والثبور إن ما كنت فتاة وتجرأت وقمت بذات العيب والفعل الحرام، فلا الأهل سيتسامحون ولا المجتمع سيضعف أو يفقد ذاكرته، عندها يكون الله شديد العقاب! أليس القرآن الكريم واضحاً وآياته صريحة؟ هل جاء فيه ما يدعو إلى التساهل مع الرجل والتشديد والتغليظ على النساء؟ هل وجدنا من بين آيات الله عز وجل ما يشير إلى أن العقاب سيكون للنساء، وسيُرفع عن الرجال القلم؟ الرجل والمرأة سواسية عند من خلقهما، والجنة لم تخصص للرجل، ولم تكن النار وجحيمها حكراً على النساء، فكل نفس بما كسبت رهينة.

تربية الأجيال المتعاقبة على هذا المثل تدمر الأخلاق، وتشجع الذكور على ارتكاب الخطأ، ما دام المجتمع سيغفر له زلته، وسينسى خطيئته، حينها لن يجد ما يمنعه حتى من الإتيان بالفاحشة. ما دام هناك من سيساعده على طي صفحته السوداء من حياته وإلى الأبد، أما إن كانت فتاة أو امرأة ستبقى تلك الصفحة، الصفحة الوحيدة الباقية التي تُعرف بها ويتذكرها الناس، حتى وإن تابت، وواصلت ليلها بنهارها في العبادة وقراءة القرآن.

ليست دعوة لإعطاء المرأة الغطاء المجتمعي الذي يبيح لها ارتكاب الخطيئة، وإنما دعوة لإزالة هذا الغطاء عن الرجل، فلا نعطيه العذر الذي يشجعه لارتكاب الفواحش فقط لكونه رجلاً، بل علينا أن نكون صارمين على الرجل كما المرأة فالعيب عيب، والحرام حرام سواءً كان صادراً من امرأة أو رجل، فليس هناك من يشيل عيبهما.

ياسمينة: نحن قوم لا نرى الخطأ إلا عندما تمارسه المرأة.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/mCHl_AhbgO

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.