الرجل الشرقي مذنب

الخميس الموافق 10/4/2014

الرجل الشرقي مذنب                                             

الرجل الشرقي متهم دائماً بأنه جاف عاطفياً، لا يملك المفردات الرومانسية، وإن ملكها، فإنه لا يستخدمها مع زوجته، حتى وإن كان قد استخدمها في علاقاته العاطفية قبل الزواج، ولكن ما إن يتزوج حتى يصاب بما يشبه بفقدان الذاكرة الرومانسية.

الرجل الشرقي مذنب ولا ننفي عنه هذه التهمة، فهو بالفعل كذلك، ولم يظلمه أحد، فقلما تجد من يشذ عن القاعدة، ويغرق زوجته وأهله بالكلام اللطيف الرومانسي، فأغلب الرجال الشرقيين متناقضون مع أنفسهم بشيء من الأنانية، يريدون أن يعيشوا حياة رومانسية، ولكن بطريقتهم الخاصة، يأخذون ولا يعطون، يكتفون بالسمع ولا يعبرون عن مشاعرهم، ما يجعل الطرف الآخر المتعطش للكلام الرومانسي يشعر بالسأم والضجر، وفي النهاية التعب وفقدان الأمل في تبادل المشاعر ذاتها، شيئاً فشيئاً تجف منابعها الرومانسية وتصبح الحياة رتيبة، حينها لن تختلف علاقتهما الزوجية عن تلك العلاقات الأخرى سواء كانت الأخوية أو علاقات الصداقة الأخرى، فيبدأ الزوجان الشكوى من برود العلاقة إن لم يكن تجمدها.

بعضهم لم يتعود، ولم ينشأ بين أسرة تستخدم تلك الألفاظ، ولم ير قط أمه أو أباه يتبادلان الكلام المعسول، والأساليب اللطيفة في التعبير عن الحب، والبعض الآخر قد يخجل من استخدامها، وفي النهاية تبرد المشاعر وتتبلد الأحاسيس، والطامة الكبرى إن سعى ومال أحد الزوجين إلى من يعوضه عن هذا النقص فتبدأ العلاقات المحرمة خارج إطار العلاقات الزوجية.

إحدى الزوجات بتنهيدة قالت مللت وتعبت، حاولت أن أعلمه كيف يكون رومانسياً، أن يعبر عن أحاسيسه، أن يطلق العنان لمشاعره ولم أفلح، أعرف أنه يحبني، وأفعاله تترجم هذا الحب، ولكني امرأة بحاجة إلى من يشعرني بأنوثتي، بجمالي، بحاجة إلى من يغرقني بالكلام المعسول، بحاجة إلى من يمتدح ثوبي الجديد، وتسريحة شعري التي ما عملتها إلا لأجله، فأبدو كالمتسولة لكلمة تروي عطشي، وتمنع ذبولي، المشكلة الأكبر أنه لا يزن حتى الكلمات التي قد يقولها، هو يظن أنه كرجل كلمة عادية، ولكني كامرأة أجدها كلمة قد تجرح أحاسيسي بل وتطعن أنوثتي، هو لا يقصد ذلك ولا يتعمد، ولكن الرجل الشرقي تربى أن يكون جافاً لا يعبر عن أحاسيسه، وبالتالي قد تخونه التعابير والكلمات، فيهدم حياته بيده، فهما كانت المرأة رومانسية سيأتي اليوم الذي ستقيم الحداد على رومانسيتها، لأنه باختصار لم تجد من يقدر تلك النعمة، فتذكر أيها الرجل بأن الحياة قائمة على الأخذ والعطاء.

 

ياسمينة: أصابع الاتهام ليست مقتصرةً على الرجال فحسب، فهناك من النساء متهمات كذلك، ولكن نسبتهن أقل مقارنة بالرجال في مجتمعاتنا الشرقية. لذا لا تبخلوا بكلماتكم الرومانسية كي تحصلوا عليها، وربوا أولادكم عليها ليتعودوا على الكلام اللطيف كي لا تستمر هذه المأساة عبر الأجيال.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/mmNISrhbvI/

الخميس الموافق 10/4/2014

الرجل الشرقي مذنب                                             

الرجل الشرقي متهم دائماً بأنه جاف عاطفياً، لا يملك المفردات الرومانسية، وإن ملكها، فإنه لا يستخدمها مع زوجته، حتى وإن كان قد استخدمها في علاقاته العاطفية قبل الزواج، ولكن ما إن يتزوج حتى يصاب بما يشبه بفقدان الذاكرة الرومانسية.

الرجل الشرقي مذنب ولا ننفي عنه هذه التهمة، فهو بالفعل كذلك، ولم يظلمه أحد، فقلما تجد من يشذ عن القاعدة، ويغرق زوجته وأهله بالكلام اللطيف الرومانسي، فأغلب الرجال الشرقيين متناقضون مع أنفسهم بشيء من الأنانية، يريدون أن يعيشوا حياة رومانسية، ولكن بطريقتهم الخاصة، يأخذون ولا يعطون، يكتفون بالسمع ولا يعبرون عن مشاعرهم، ما يجعل الطرف الآخر المتعطش للكلام الرومانسي يشعر بالسأم والضجر، وفي النهاية التعب وفقدان الأمل في تبادل المشاعر ذاتها، شيئاً فشيئاً تجف منابعها الرومانسية وتصبح الحياة رتيبة، حينها لن تختلف علاقتهما الزوجية عن تلك العلاقات الأخرى سواء كانت الأخوية أو علاقات الصداقة الأخرى، فيبدأ الزوجان الشكوى من برود العلاقة إن لم يكن تجمدها.

بعضهم لم يتعود، ولم ينشأ بين أسرة تستخدم تلك الألفاظ، ولم ير قط أمه أو أباه يتبادلان الكلام المعسول، والأساليب اللطيفة في التعبير عن الحب، والبعض الآخر قد يخجل من استخدامها، وفي النهاية تبرد المشاعر وتتبلد الأحاسيس، والطامة الكبرى إن سعى ومال أحد الزوجين إلى من يعوضه عن هذا النقص فتبدأ العلاقات المحرمة خارج إطار العلاقات الزوجية.

إحدى الزوجات بتنهيدة قالت مللت وتعبت، حاولت أن أعلمه كيف يكون رومانسياً، أن يعبر عن أحاسيسه، أن يطلق العنان لمشاعره ولم أفلح، أعرف أنه يحبني، وأفعاله تترجم هذا الحب، ولكني امرأة بحاجة إلى من يشعرني بأنوثتي، بجمالي، بحاجة إلى من يغرقني بالكلام المعسول، بحاجة إلى من يمتدح ثوبي الجديد، وتسريحة شعري التي ما عملتها إلا لأجله، فأبدو كالمتسولة لكلمة تروي عطشي، وتمنع ذبولي، المشكلة الأكبر أنه لا يزن حتى الكلمات التي قد يقولها، هو يظن أنه كرجل كلمة عادية، ولكني كامرأة أجدها كلمة قد تجرح أحاسيسي بل وتطعن أنوثتي، هو لا يقصد ذلك ولا يتعمد، ولكن الرجل الشرقي تربى أن يكون جافاً لا يعبر عن أحاسيسه، وبالتالي قد تخونه التعابير والكلمات، فيهدم حياته بيده، فهما كانت المرأة رومانسية سيأتي اليوم الذي ستقيم الحداد على رومانسيتها، لأنه باختصار لم تجد من يقدر تلك النعمة، فتذكر أيها الرجل بأن الحياة قائمة على الأخذ والعطاء.

 

ياسمينة: أصابع الاتهام ليست مقتصرةً على الرجال فحسب، فهناك من النساء متهمات كذلك، ولكن نسبتهن أقل مقارنة بالرجال في مجتمعاتنا الشرقية. لذا لا تبخلوا بكلماتكم الرومانسية كي تحصلوا عليها، وربوا أولادكم عليها ليتعودوا على الكلام اللطيف كي لا تستمر هذه المأساة عبر الأجيال.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/mmNISrhbvI/

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.