من حقه أن يتزوج

الخميس الموافق 3/4/2014 م

من حقه أن يتزوج

عندما يتوفى الأب، رغم ثقل الحِمل الذي يقع على الأم، بعد غياب دوره، إلا أنها في الأغلب تتمكن من تسيير دفة حياتها وحياة أبنائها، حتى وإن كانت امرأة غير عاملة، أو من الطبقة الاقتصادية المعوزة، فإنها ستقوم بدور الأب والأم معاً، لدرجة يكاد أطفالها لا يشعرون بغياب والدهم إلا حضوره الشخصي! على عكس وفاة الأم، التي تترك فراغاً كبيراً في أسرتها، حتى وإن كان الأب من الطبقة الميسورة، فإنه سيقف عاجزاً أمام متطلبات واحتياجات أبنائه منذ اليوم الأول من وفاة زوجته.

الشواهد في حياتنا كثيرة، نساء كثر توفي أزواجهن مخلفين وراءهم أطفالا، وتستمر الحياة رغم قسوتها، وقد تبقى الزوجة أرملة إلى أن توارى التراب، ولكن بالمقابل لا يقوى الرجل على ما تقوى عليه النساء، فمسألة وفاة أم أولاده هي بداية لحياة قاسية، خصوصاً عند اصطدامه بالمسؤوليات التي كانت زوجته تقوم بها ولا يستشعر حجمها أو نوعها، بل ولم يكن يتوقع أن تقوم زوجته بكل تلك المهام، التي يجدها ليست شاقة فحسب، بل مستحيلة. فتكون مصيبة موت الأم حتى على الأبناء أكثر إيلاماً، وأكثر وقعاً عليهم، من لو كانت مصيبة الموت وقعت على والدهم.

من حق الرجل الأرمل أن يتزوج، ليس لأنه حق من حقوقه، وليس لأنه بحاجة إلى من ترافقه في حياته الباقية، وليس لأنه بحاجة إلى إشباع رغباته الطبيعية، ولكن رحمة بأطفاله الذين سيضيعون بين أب لا يوفي لهم حاجاتهم، المرتبطة بتنشئتهم وتربيتهم، أو حتى تلك المرتبطة بنفسياتهم، وبين فقدانهم لحضن والدتهم.

نعم ليس سهلاً أن يكون للأبناء زوجة أب، خصوصاً مع الصورة الشريرة التي رسمت في مخيلاتنا منذ طفولتنا مع قصة سندريلا، لكن يجب أن نكون أكثر وعياً، وهنا يأتي دور الأب في الحرص على الاختيار الجيد للزوجة الجديدة، التي يجب أن يراعي فيها أن تخاف الله في أطفاله، وأن تكون حنونا، لتتمكن من احتضان أبناء زوجها، وتشبع حاجتهم للحضن الدافئ الحنون، وهي مسألة ليست سهلة وإن كانت غير مستحيلة، هذا بالإضافة إلى رغبتها الصادقة بتنشئة هؤلاء الأيتام وتربيتهم جنباً إلى جنب مع أبنائها دون تفرقة.

وكأني أسمع الناقمين والرافضين لما أطرحه، ولكن لدقائق فكروا بالأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الأشهر أو العام أو العامين، ويفقدون أمهاتهم، أو حتى أولئك الذين تجاوزت أعمارهم عدد أصابع اليد أو اليدين معاً، فمهما قال أقاربهم أنهم سيتكفلون رعايتهم إلا أنهم سيعجزون يوماً، وسيلهون بحياتهم الخاصة، وسينشغلون بأولادهم، وسيبقى ذاك “اللطيم”، بلا هندام مرتب، أو شعر مصفف كما الآخرون من الأطفال، وسينام بارد الأطراف، وفي قلبه غصة لا يشعر بحجمها إلا من مر بتجربته.

 

ياسمينة: لا تظلموا من لم تعيشوا وضعهم.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/mUT6I-Bbp6

الخميس الموافق 3/4/2014 م

من حقه أن يتزوج

عندما يتوفى الأب، رغم ثقل الحِمل الذي يقع على الأم، بعد غياب دوره، إلا أنها في الأغلب تتمكن من تسيير دفة حياتها وحياة أبنائها، حتى وإن كانت امرأة غير عاملة، أو من الطبقة الاقتصادية المعوزة، فإنها ستقوم بدور الأب والأم معاً، لدرجة يكاد أطفالها لا يشعرون بغياب والدهم إلا حضوره الشخصي! على عكس وفاة الأم، التي تترك فراغاً كبيراً في أسرتها، حتى وإن كان الأب من الطبقة الميسورة، فإنه سيقف عاجزاً أمام متطلبات واحتياجات أبنائه منذ اليوم الأول من وفاة زوجته.

الشواهد في حياتنا كثيرة، نساء كثر توفي أزواجهن مخلفين وراءهم أطفالا، وتستمر الحياة رغم قسوتها، وقد تبقى الزوجة أرملة إلى أن توارى التراب، ولكن بالمقابل لا يقوى الرجل على ما تقوى عليه النساء، فمسألة وفاة أم أولاده هي بداية لحياة قاسية، خصوصاً عند اصطدامه بالمسؤوليات التي كانت زوجته تقوم بها ولا يستشعر حجمها أو نوعها، بل ولم يكن يتوقع أن تقوم زوجته بكل تلك المهام، التي يجدها ليست شاقة فحسب، بل مستحيلة. فتكون مصيبة موت الأم حتى على الأبناء أكثر إيلاماً، وأكثر وقعاً عليهم، من لو كانت مصيبة الموت وقعت على والدهم.

من حق الرجل الأرمل أن يتزوج، ليس لأنه حق من حقوقه، وليس لأنه بحاجة إلى من ترافقه في حياته الباقية، وليس لأنه بحاجة إلى إشباع رغباته الطبيعية، ولكن رحمة بأطفاله الذين سيضيعون بين أب لا يوفي لهم حاجاتهم، المرتبطة بتنشئتهم وتربيتهم، أو حتى تلك المرتبطة بنفسياتهم، وبين فقدانهم لحضن والدتهم.

نعم ليس سهلاً أن يكون للأبناء زوجة أب، خصوصاً مع الصورة الشريرة التي رسمت في مخيلاتنا منذ طفولتنا مع قصة سندريلا، لكن يجب أن نكون أكثر وعياً، وهنا يأتي دور الأب في الحرص على الاختيار الجيد للزوجة الجديدة، التي يجب أن يراعي فيها أن تخاف الله في أطفاله، وأن تكون حنونا، لتتمكن من احتضان أبناء زوجها، وتشبع حاجتهم للحضن الدافئ الحنون، وهي مسألة ليست سهلة وإن كانت غير مستحيلة، هذا بالإضافة إلى رغبتها الصادقة بتنشئة هؤلاء الأيتام وتربيتهم جنباً إلى جنب مع أبنائها دون تفرقة.

وكأني أسمع الناقمين والرافضين لما أطرحه، ولكن لدقائق فكروا بالأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الأشهر أو العام أو العامين، ويفقدون أمهاتهم، أو حتى أولئك الذين تجاوزت أعمارهم عدد أصابع اليد أو اليدين معاً، فمهما قال أقاربهم أنهم سيتكفلون رعايتهم إلا أنهم سيعجزون يوماً، وسيلهون بحياتهم الخاصة، وسينشغلون بأولادهم، وسيبقى ذاك “اللطيم”، بلا هندام مرتب، أو شعر مصفف كما الآخرون من الأطفال، وسينام بارد الأطراف، وفي قلبه غصة لا يشعر بحجمها إلا من مر بتجربته.

 

ياسمينة: لا تظلموا من لم تعيشوا وضعهم.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/mUT6I-Bbp6

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.