أكره أمي

الخميس الموافق 20/3/2014 م

 

أكره أمي                                           

بوجه جامد لا يحمل أي مشاعر سوى الحنق والغضب قالت: “أكره أمي، ولم أحبها يوماً، لا أمزح، أكرهها!”، جمدتني كلماتها من هول ما كنت أسمع منها، أيكره أحدنا “الجنة”؟، أتملك نعمة بقاء والدتها على قيد الحياة ولا تشكره عليها؟

لم تخف هذه المرأة التي تجاوزت 37 عاماً من عمرها، مشاعر الكره التي تعتمل قلبها من والدتها، ليست بمراهقة لنبرر لها هذا الشعور، باعتبارها مرحلة قد تمر بها بعض الفتيات في سنوات مراهقتهن الأولى، وحالة التصادم المتوقعة بينها وبين والدتها. فهي أم، وامرأة ناضجة، مثقفة، ومتعلمة، وتزن كل كلمة تقولها، وما قالت ما قالته إلا وهي صادقة في مشاعرها.

تقول بإنها لم تشعر بدفء عاطفة والدتها يوماً، ولم تجدها الحضن الذي تلجأ إليه في مصاعب حياتها ومشاكلها، بل على العكس كانت لها دائماً السكين الذي ينكأ جرحها! حتى في خلافاتها مع شقيقاتها لم تقف يوماً معها، حتى وإن كانت هي على حق! تسأل عن أحوال باقي أشقائها وشقيقاتها ولم يهمها يوماً السؤال عنها، لدرجة أن الإحساس بأنها ليست بإبنتها دائماً ما كان يخالجها، ويثير شكها. تقول إن جدتها هي من كانت أمها، وهي من وجدت عندها الحنان الذي تفتقده، وبوفاتها أحست بأنها “لطيمة” وأنها بموتها ماتت الأم الحقيقية بالنسبة لها. فليست كل أم “أماً”، “والجنة ليست تحت أقدام جميع الأمهات” هكذا كانت تقول بقهر!

أعينوا أبناءكم أيها الآباء والأمهات على حبكم، كي لا يخسروا الجنة بسببكم، فلكل فعل ردة فعل، فإن لم تكونوا لهم القلب الذي ينبض والسند والملجأ الذي يحتضنهم في كل حين، لا تلوموهم إن أصبحوا عاقين ولم يحملوا لكم الحب، حينها لا تطالبوهم بما أنتم قصرتم فيه، فالحب كاللبنات التي ترص واحدة تلو الأخرى بالمواقف والشواهد والسلوكيات والمشاعر، فإن حرمتم أبناءكم منها ستدفعون أنتم الثمن في حياتكم، عندما تشتعل رؤسكم بالشيب، وتهرم أجسادكم، وتفترسكم الأمراض، ولن تجدوهم بقربكم عندما تحتاجون ليد قوية تمسكون بها، وكتف تستندون عليه، وسيدفعون هم – الأبناء – الثمن غالياً في الآخرة عندما يقفون عند الله ويحاسبون على تقصيرهم تجاهكم، فأحبوا أنفسكم، وأحبوا أبناءكم، كي يحبونكم.

ياسمينة: غداً يوم الأسرة، لا تنسوا أمهاتك وآباءكم ولو بهدية صغيرة، فهي تعني لهم الكثير.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/lwL_t4hbpO

الخميس الموافق 20/3/2014 م

 

أكره أمي                                           

بوجه جامد لا يحمل أي مشاعر سوى الحنق والغضب قالت: “أكره أمي، ولم أحبها يوماً، لا أمزح، أكرهها!”، جمدتني كلماتها من هول ما كنت أسمع منها، أيكره أحدنا “الجنة”؟، أتملك نعمة بقاء والدتها على قيد الحياة ولا تشكره عليها؟

لم تخف هذه المرأة التي تجاوزت 37 عاماً من عمرها، مشاعر الكره التي تعتمل قلبها من والدتها، ليست بمراهقة لنبرر لها هذا الشعور، باعتبارها مرحلة قد تمر بها بعض الفتيات في سنوات مراهقتهن الأولى، وحالة التصادم المتوقعة بينها وبين والدتها. فهي أم، وامرأة ناضجة، مثقفة، ومتعلمة، وتزن كل كلمة تقولها، وما قالت ما قالته إلا وهي صادقة في مشاعرها.

تقول بإنها لم تشعر بدفء عاطفة والدتها يوماً، ولم تجدها الحضن الذي تلجأ إليه في مصاعب حياتها ومشاكلها، بل على العكس كانت لها دائماً السكين الذي ينكأ جرحها! حتى في خلافاتها مع شقيقاتها لم تقف يوماً معها، حتى وإن كانت هي على حق! تسأل عن أحوال باقي أشقائها وشقيقاتها ولم يهمها يوماً السؤال عنها، لدرجة أن الإحساس بأنها ليست بإبنتها دائماً ما كان يخالجها، ويثير شكها. تقول إن جدتها هي من كانت أمها، وهي من وجدت عندها الحنان الذي تفتقده، وبوفاتها أحست بأنها “لطيمة” وأنها بموتها ماتت الأم الحقيقية بالنسبة لها. فليست كل أم “أماً”، “والجنة ليست تحت أقدام جميع الأمهات” هكذا كانت تقول بقهر!

أعينوا أبناءكم أيها الآباء والأمهات على حبكم، كي لا يخسروا الجنة بسببكم، فلكل فعل ردة فعل، فإن لم تكونوا لهم القلب الذي ينبض والسند والملجأ الذي يحتضنهم في كل حين، لا تلوموهم إن أصبحوا عاقين ولم يحملوا لكم الحب، حينها لا تطالبوهم بما أنتم قصرتم فيه، فالحب كاللبنات التي ترص واحدة تلو الأخرى بالمواقف والشواهد والسلوكيات والمشاعر، فإن حرمتم أبناءكم منها ستدفعون أنتم الثمن في حياتكم، عندما تشتعل رؤسكم بالشيب، وتهرم أجسادكم، وتفترسكم الأمراض، ولن تجدوهم بقربكم عندما تحتاجون ليد قوية تمسكون بها، وكتف تستندون عليه، وسيدفعون هم – الأبناء – الثمن غالياً في الآخرة عندما يقفون عند الله ويحاسبون على تقصيرهم تجاهكم، فأحبوا أنفسكم، وأحبوا أبناءكم، كي يحبونكم.

ياسمينة: غداً يوم الأسرة، لا تنسوا أمهاتك وآباءكم ولو بهدية صغيرة، فهي تعني لهم الكثير.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/lwL_t4hbpO

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.